عبدالعزيز السويد's Blog, page 115

June 18, 2014

(التجارة واللغة العربية)

استطاعت وزارة التجارة والصناعة أن تحدث فرقاً في جوانب من أعمالها، وفي مقدمها الاهتمام بشؤون المستهلك والغش وقضايا المساهمات العقارية وغيرها، وثبت أن العمل الإيجابي ممكن متى ما توافرت الإرادة المخلصة، ثبت أيضاً أنه يمكن للمواطن أن يلمس هذه الإيجابية، وكلما طالعت خبراً عن إتلاف الوزارة شحنات من القطع الكهربائية المغشوشة أو غير المطابقة للمواصفات أجد أن الشق أكبر من الرقعة، أينما ذهبت لمحل من المحال ستجد قطعاً مشابهة خصوصاً التوصيلات الكهربائية، ولا يزال البائع «الأمي» هو المرشد بين الأصلي والتجاري وشبيه الأصلي، ويستفيد من هذه الضبابية بعض الباعة في التأكيد على هذه السلعة أو تلك مع أنها قد لا تختلف عن المقلّد والمغشوش.


ولا أعلم هل لدى وزارة التجارة الإمكانية لنشر قائمة بالأنواع «غير المطابقة للمواصفات» حتى يعلم المستهلك ويصبح على بصيرة فلا يعتمد على استشارة البائع. في جانب آخر الوزارة مطالبة بالاهتمام باللغة العربية مكتوبة على السلع وأيضاً في الكتيبات للأجهزة المختلفة، حتى الآن كثير من الأجهزة والسلع لا تدوّن عليها تعليمات باللغة العربية، بل إن بعض الأجهزة «المعمرة» لا ترى شرحاً عنها بلغتنا العربية في مواقع شركاتها على الإنترنت، في حين تجد لغات أقل شأناً وأقل متحدثين بها من لغات العالم. هذا الهوان لم يأتِ مصادفة، ولكنه جاء من عدم الاهتمام من الشركات والوكلاء، على رغم أن السوق السعودية سوق جاذبة وعين المصدرين عليها. ولو اهتمت وزارة التجارة بهذا ستحقق الكثير لنا ولهويتنا.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 18, 2014 23:04

(العرب ومستقبل العراق؟)

المحادثات الوحيدة التي تجريها واشنطن في شأن العراق هي مع إيران، وخلال 24 ساعة تناقضت تصريحات الساسة الأميركيين، من نفي التفكير بمثل هذه المحادثات إلى العزم عليها، والتقدم خطوة إلى إعلان أن لا مانع من التعاون العسكري «في العراق» معها، وهذا ما يعلن بلسان الغرب أن لا حكومة عراقية في بغداد من دون طهران، كانت ولا تزال كذلك، وهو ما أشار إليه بوضوح مفتي العراق.


واشنطن تعي ذلك جيداً، ومثلها لندن التي سارعت بإعلان فتح سفاراتها في طهران، والملاحظ أن المرجعيات السنية في العراق من الرسميين لم يسقطوا في فخ الحشد الطائفي، في حين سقط فيه أكبر مرجع للشيعة على رغم محاولات متأخرة للتراجع والحديث عن «واجب كل الطوائف»، لكن بعد إشعال الفتيل.


لجم الطائفية والدعوة إليها هو لجم للانهيار في المنطقة، واستمرار تدمير الحجر والبشر فيها، وتدمير مستقبلها، وهو أيضاً لجم لطهران وقطع الطريق عليها وعلى الغرب، الأخير لا يعنيه كثيراً عدد القتلى والدمار وسورية وليبيا شاهدتان أمامنا.


إن الدول العربية وفي مقدمها دول مجلس التعاون مدعوة إلى فتح آفاق جديدة للعراق، مؤتمر حوار حول العراق، لماذا لا يَجري حوار مع العراقيين وبينهم إلا في طهران أو من خلالها؟


هناك كثير من الساسة العراقيين الشيعة البعيدين من النفس الطائفي، العراق في حاجة إلى سياسيين وطنيين يعملون لمصلحة شعبهم، لا لمصلحة فئة منه على حساب أخرى، انقياداً لإملاءات خارجية.



 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 18, 2014 03:10

June 16, 2014

(فرق تسد وتمزق)

الحشد الطائفي ليس من مصلحة شعوب المنطقة ولا من مصلحة أنظمتها، والثابت أن هناك تنوعاً باقياً ويجب التعامل معه بالحسنى والعقل والتبصر. لماذا استطاع اليهودي القادم من روسيا التعايش مع يهودي جاء من إثيوبيا أو نيويورك في «فلسطين المحتلة»؟ ألا نتعلّم من الأعداء!


قام جيل تنظيم القاعدة الأول بصناعة الذرائع للتدخل العسكري الغربي في الدول الإسلامية والعربية، بعد أحداث سبتمبر بدأ الغرب بأفغانستان ثم حطّم العراق بمبررات واهية، واستمر في استخدام ذريعة محاربة الإرهاب للتدخل في كل مناحي الحياة.


المحصلة من ظهور تنظيم القاعدة حاضرة قاتمة، إضافة إلى ذريعة التدخل في كل شأن من السياسي إلى الاجتماعي، رسخ صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين بسبب فئة قليلة متطرفة، يوجد مثلها في كل مجتمع تقريباً، ولن تختلف النتائج مع ظهور وتمدد الجيل الثاني من تنظيم القاعدة المسمى «داعش»، بل ربما تكون أشد وأنكى.


إن الحاجة إلى بروز العقلاء من الساسة في العراق حاجة ماسة، يجب أن يتصدر هؤلاء المشهد وعدم انتظار الأميركي وماذا يصنع. هل لا بد من الغرب لصناعة السلام في المنطقة؟


وكأن صورة الظواهري وتنظيم القاعدة اهترأت بعد مقتل أسامة بن لادن لتبرز الحاجة إلى اسم جديد بزعيم جديد غامض، حتى واشنطن التي أطلقته من السجن ليست متأكدة – كما تقول – من أنه هو!


أميركا تنتقم على طريقتها كما يحدث في أفلام الكاوبوي والإثارة، فمن أيقظ الفتنة النائمة في العراق سوى واشنطن ولندن، وما بدأه بوش الابن يكمله أوباما لكن بأسلوب أطول نفساً، الانتقام من المسلمين السنّة العرب، هكذا بالترتيب، وشيطنتهم، والإصرار على نظام سياسي ورئيس طائفي في العراق ليس إلا حلقة من هذا المسلسل الدموي.


 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 16, 2014 20:36

(نظرية «البلاهة»)

هل يعقل أن الولايات المتحدة الأميركية بجهازها الاستخباري الضخم لم تعلم عن تحركات مجموعات مدججة بالسلاح على الحدود العراقية؟ أميركا التي تتنصت على الأشخاص حتى في وسائل التواصل الاجتماعي بشهادة جنديها الهارب إدوارد سنودن! أميركا التي تلاحق الإرهاب منذ التسعينات وتشفر المكالمات حتى تصطاد أسماء تطير في الفضاء!


بالطبع هذا لا يمكن الاقتناع به إلا في حال تأجير الفهم لنظرية «البلاهة». صديقي «أبو محمد» يرى أن هذه النظرية بديل مناسب لنظرية المؤامرة، بمعنى أن على المرء أن يختار بين النظريتين لتفسير الأحداث.


وأتذكر أنه عند الاستعدادات الغربية لتسويق «اللبن والعسل الديموقراطي» عند احتلال العراق، جرت عملية إعلامية مركزة لوصم كل من يتساءل ويبحث ويبدي دهشته، حيث اتهم هؤلاء بالإيمان بنظرية المؤامرة، حتى أصبح ذلك مثل الوصفة المستعجلة التي يعطيك إياها طبيب تجاري. وما يحدث في العراق نتاج للاحتلال الأميركي الذي هشم بلاد الرافدين، وأيضاً لما سمي الربيع العربي، هذه الخلطة العجيبة التي لم تستفد منها سوى إسرائيل وإيران برعاية ومباركة غربية – أميركية.


ولكل منهما أسباب موضوعية، الاحتلال مكنت منه سياسات صدام الخرقاء، والربيع العربي نتيجة الفساد والاستبداد طوال عقود، لكن، من استثمر هذه الأرض الخصبة، من جنى المحصول؟


في العراق تنكشف الأوراق، فمن الذي يحمي دكتاتوراً اتفقت كل الأطراف السياسية العراقية التي جاء بها بوش وبريمر على طغيانه وطائفيته، إنها أميركا، واشنطن من يحمي هذا الدكتاتور، وهي حماية لنظام طائفي تمت زراعته بمؤامرة «ديموقراطية!». برز رأس جبل الجليد أما ما تحته أو ما يتوقع إنتاجه مما يحدث الآن، فهو يتلخص في إعادة «الاعتبار» لإيران إقليمياً. يتم فك الحصار العسكري والسياسي عنها قبل تهاوي ما تبقى من حصار اقتصادي.


صديقي صاحب نظرية «البلاهة» موقن أن أميركا تتلاعب بالجميع في المنطقة وأنا متفق معه.



 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 16, 2014 04:24

نظرية «البلاهة»

هل يعقل أن الولايات المتحدة الأميركية بجهازها الاستخباري الضخم لم تعلم عن تحركات مجموعات مدججة بالسلاح على الحدود العراقية؟ أميركا التي تتنصت على الأشخاص حتى في وسائل التواصل الاجتماعي بشهادة جنديها الهارب إدوارد سنودن! أميركا التي تلاحق الإرهاب منذ التسعينات وتشفر المكالمات حتى تصطاد أسماء تطير في الفضاء!


 بالطبع هذا لا يمكن الاقتناع به إلا في حال تأجير الفهم لنظرية «البلاهة». صديقي «أبو محمد» يرى أن هذه النظرية بديل مناسب لنظرية المؤامرة، بمعنى أن على المرء أن يختار بين النظريتين لتفسير الأحداث.


 وأتذكر أنه عند الاستعدادات الغربية لتسويق «اللبن والعسل الديموقراطي» عند احتلال العراق، جرت عملية إعلامية مركزة لوصم كل من يتساءل ويبحث ويبدي دهشته، حيث اتهم هؤلاء بالإيمان بنظرية المؤامرة، حتى أصبح ذلك مثل الوصفة المستعجلة التي يعطيك إياها طبيب تجاري. وما يحدث في العراق نتاج للاحتلال الأميركي الذي هشم بلاد الرافدين، وأيضاً لما سمي الربيع العربي، هذه الخلطة العجيبة التي لم تستفد منها سوى إسرائيل وإيران برعاية ومباركة غربية – أميركية.


 ولكل منهما أسباب موضوعية، الاحتلال مكنت منه سياسات صدام الخرقاء، والربيع العربي نتيجة الفساد والاستبداد طوال عقود، لكن، من استثمر هذه الأرض الخصبة، من جنى المحصول؟


في العراق تنكشف الأوراق، فمن الذي يحمي دكتاتوراً اتفقت كل الأطراف السياسية العراقية التي جاء بها بوش وبريمر على طغيانه وطائفيته، إنها أميركا، واشنطن من يحمي هذا الدكتاتور، وهي حماية لنظام طائفي تمت زراعته بمؤامرة «ديموقراطية!». برز رأس جبل الجليد أما ما تحته أو ما يتوقع إنتاجه مما يحدث الآن، فهو يتلخص في إعادة «الاعتبار» لإيران إقليمياً. يتم فك الحصار العسكري والسياسي عنها قبل تهاوي ما تبقى من حصار اقتصادي.صديقي صاحب نظرية «البلاهة» موقن أن أميركا تتلاعب بالجميع في المنطقة وأنا متفق معه.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 16, 2014 04:05

June 14, 2014

(الحرب على الإرهاب بـ« الإرهاب»)

حتى طهران أعلنت الحرب على الإرهاب، والأخبار تتوالى عن وصول خبراء وقوات لها إلى بغداد، طهران التي صدرت الثورة واستغلت المواسم الدينية للشعارات السياسية تعلن الحرب على الإرهاب، وهي هنا تقتفي أثر واشنطن في استخدام الإرهاب ذريعة للتدخل، «اصنعه ثم لاحقه».


الأحداث تتسارع في العراق، ومن الواضح أن ما حدث نجاح مجموعات مسلحة متعددة ومختلفة في التجمع على هدف واحد. إسقاط النظام الذي أقامته ودعمته واشنطن بمباركة إيران. ومن المؤكد أن لكل مجموعة منها أهدافاً مختلفة عن الأخرى.


بمشاركة بريطانيا احتلت أميركا العراق بذريعة العلاقة مع تنظيم القاعدة وامتلاك أسلحة الدمار الشامل، وثبت لاحقاً، وباعتراف واشنطن نفسها، أن هذا غير صحيح، وبعد أن قام بريمر بتسريح الجيش العراقي، بدأت واشنطن ببناء جيش جديد ونظام سياسي قائم على المحاصصة الطائفية، وثبت أن هذا النظام لا يعتمد على واشنطن فقط، بل يدار أيضاً من طهران. استمرت إيران في الحضور وبقوة في المشهد السياسي، وأصبحت طهران محجاً للساسة العراقيين لطلب المباركة والدعم. بلغ النفس الطائفي ذروته مع تحكم نوري المالكي بالسلطة وطرد معارضيه بتهم مختلفة، بين سجين وملاحَق هارب إلى المنفى.


وبين صورة تنظيم «داعش» الدموية في سورية وعدم مشاركته الثورة هناك، وبين صورة نسخته العراقية مع مجموعات مسلحة أخرى تختلف عنه في الخطاب والنهج، تبقى أسئلة كثيرة محيرة، لكن الثابت أن إيران الآن وفي شكل علني تقوم بإدارة بغداد، وهي من ينتخب ويشكل الجيش العراقي الجديد، وأن الاصطفاف الإيراني – الأميركي بلغ أعلى مراحله.



 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 14, 2014 22:39

(صندوق الذمة)

كلما قرأت خبراً عن حساب الذمة الذي استحدث قبل أعوام ورأيت «النمو» الضعيف في ودائعه أتيقّن أن حال الذمة عندنا في غيبوبة! في خبر أخير قالت «الرياض» نقلاً عن البنك السعودي للتسليف إن رصيد حساب إبراء الذمة وصل إلى مبلغ لا يتجاوز الـ 268 مليون ريال منذ تأسيسه في عام 2006، وهو العام الذي لا يُنسى، عام «انهيار سوق الأسهم».


ويقول الخبر إن شهر أيار (مايو) 2014، شهد ارتفاعاً في الإيداعات بنسبة 66 في المئة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، طبعاً هذه النسبة الضخمة هي بحساب الأموال من 4 ملايين ريال فقط لا غير.


وبحكم أننا نحب الستر، حساب إبراء الذمة يتجاوز في استقباله ما أخذ من مال بغير وجه حق إلى القبول بالهبات، ويحق لأي «شخص يريد تقديم أموال على سبيل الوقف أو الهبة، أو حتى يريد تقديم أوقاف عينية يعود ريعها إلى حساب إبراء الذمة».


وأترك التعليق لكم على هذا المخرج! لكن من اللافت أنك تجد أناساً بسطاء وعلى «قد حالهم» من ناحية الدخل والثروات قلقين على ذممهم من ديون أو فواتير معلّقة، وهم يجتهدون للوفاء بها، يطرح هذا سؤالاً: هل للذمة علاقة طردية أم عكسية بمقدار الثروة؟



 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 14, 2014 01:10

June 11, 2014

(مواطن «ترانزيت»)

نسمع ونقرأ في الأخبار عن جرائم «هزت» المجتمع، التعبير هنا مجازي، لكن الهز حاصل فعلاً، وإن بصورة مختلفة، توابع «الهز» قلق واستهلاك للإشاعات مع عدم وضوح رؤية، وأنا أفهم أنه عند وقوع جريمة فإن سلطات الأمن تقدم معلومات بسيطة لمصلحة البحث والتحري، وبانتظار التحقيقات، لكن بعد مرور فترة معقولة من الأيام والأسابيع يفترض أن يظهر شيء، معلومات جديدة، أو بيان كل فترة عن المستجدات.


كثيرة هي الجرائم التي قرأنا وسمعنا عنها ولم تنشر تفاصيل التحقيقات فيها، لكن بعضها يختلف عن بعض، مثلاً جريمة مقتل طفل (11 عاماً) في الرياض، متهم بها خادمتان لم تتكرم علينا الشرطة بنتائج التحقيقات، ليست هذه الجريمة الوحيدة التي تحولت إلى أسئلة تبحث عن إجابة، وإلى مصدر للإشاعات.


لكن قضية عدم الإفصاح هنا ليست محصورة في جرائم مرت عليها أسابيع بل أعوام، مثلاً قضية استعادة موظف في شركة الاتصالات متهم بالاختلاس والتلاعب ببيانات المشتركين لها أعوام، وتمت استعادته أخيراً من الإنتربول، النتائج لا حس ولا خبر.


وكأن المواطن ليس سوى راكب في صالة الـ«ترانزيت»، يسمع عن رحلات قادمة وأخرى مغادرة، وينتظر رحلته التي تخصه هو فقط!


 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 11, 2014 19:18

June 10, 2014

(الوسادة المريحة)

هي أكبر وسادة لو تم تجميع قطعها المتناثرة في كل وزارة وهيئة، وهي أفضل وسيلة للراحة من عناء المسؤولية، كما أنها وسادة رسمية في المقام الأول، لا يمتنع القطاع الخاص من استغلالها كلما رغب في ذلك، وهي من دون إطالة «وسادة التوعية»!


كلما فشلت جهة في إحداث تغيير إيجابي ملموس في عملها لجأت إلى «وسادة التوعية»، ولا خلاف على أهمية التوعية، لكنها جناح واحد للتحليق إلى أعلى والتقدم إلى الأمام، أما أن تكون الجناح الوحيد فلا شك في أن المحصلة هي الفشل، والدوران في حلقة مفرغة.


التوعية ضرورة لمن يجهل الأنظمة، وفيها تذكير لمن يخالفها، لكنها وحدها لن تمنع ذلك، إلا أن الأجهزة الرسمية وجدت فيها مبتغاها، بخاصة تلك الأجهزة الظاهرة على السطح، لأن هناك أجهزة موجودة ومختفية، وكأنها غير موجودة فعلاً وواقعاً.


«وسادة التوعية» تعطي انطباعاً للمسؤول عن هذا الجهاز أو ذاك، أن إدارته تعمل وأن لها حضوراً، بدليل سيل الرسائل الجوالية والمطويات المتناثرة، بل إنك لو قدر لك وزرته في مكتبه لقدم لك «خيشة» من المطويات و«سيديات».


يعطي هذا حضوراً وهمياً بنشاط وعمل لا يملس أثره، لكنه في وعي المواطن يقدم صورة للفشل والتعثر، بل ويمنح من يريد أن يستمر في ممارسة ما يمارسه من مخالفات وتجاوزات وقتاً ثميناً لتسجيل أهداف ذهبية.


التوعية ضرورة مستمرة تتطور بتطور الحاجات والتنمية، لكنها ليست بديلاً من تطبيق الأنظمة بدقة وعدالة مؤطرة بشفافية حقيقية، المكسب الوحيد أننا أصحبنا نقرأ عبارات تبدأ بـ«عزيزي المواطن» و«أخي المواطن» بدلاً من «المذكور»، أما خلاف ذلك فلا يشاهد تغير، لا بطرق عصب «الوازع»، ولا عصب «الوطنية»!



 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 10, 2014 21:48

June 9, 2014

(لمن تصمم الطرق؟)

تصاميم مسارات الخدمة «الجديدة» في الطرق «المجددة» حالها عجيب، وهي لم تتوقف عند طريق أو طريقين، يظهر أن هناك رغبة في أن تصبح مظهراً للمدينة ولو على حساب السكان! أتصور أن من صممها لم يضطر لقيادة سيارة في الرياض، ربما أنه أغلب وقته عند الذهاب والإياب جالس في المقعد الخلفي، يقرأ مذكرة أو صحيفة أو يوقع محضر اجتماعات.


قبل عقدين من الزمان وأكثر كنا نتمنى رصيفاً يحترم حقوق المشاة، رصيفاً منبسطاً ومعقولاً لا عقبات تجارية أو كهربائية فيه ولا حفر و«مزهريات». كان عدد السيارات أقلّ وعدد السكان أيضاً. الآن تجد إصراراً عجيباً على تمديد الرصيف على حساب تضييق الشارع، ومعه جزيرة، وما تبقى من المال يوزع على إنارة ظريفة المنظر وأحجار، هي جزء من المنظر، ذلك الشكل الذي شوهد على المخطط.


إن من يقود سيارة في مسارات أو «حارات» الخدمة في طرق مهمة يستوعب الضرر الكبير، سيارة واحدة أو جزء منها يسد الطريق بسهولة، أما التوقف المفاجئ فقد تنتج منه حوادث وخيمة، وإذا ما استعدنا سلوكيات بعض السائقين ممن لا يعرفون من سياراتهم سوى «خشمها»، يركنون هذا الأخير من دون اهتمام بما عداه من جسم السيارة، يمكن تقدير الموقف. ومع استمرار هذا النهج يفضل إعادة تسمية مسارات الخدمة إلى مضائق، مضيق الشارع الفلاني والعلاني. وإذا تجاوزنا «التجميل»، فإن حل مشكلة المواقف لا يأتي على حساب عرض الطريق، بل على حساب المستثمر الذي بنى بناية من دون عدد مواقف مناسبة، وهو في الأصل مسؤولية الجهة التي مكّنته من ذلك وقدمت له الترخيص.


الملاحظ أن أفضل صورة يمكن أن تلتقط لهذه المضائق تصور وهي فارغة لا سيارات فيها وبالتالي لا سكان! يمكن استثمار هذه الصور للسياحة والدعاية عن نموذجية الشوارع في بلادنا المعطاء، حينها سيتم الحصول على جوائز من هنا وهناك.



 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 09, 2014 15:23

عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.