عبدالعزيز السويد's Blog, page 202

August 8, 2011

الشعوب الحزينة والمصير الحزين

في اللحظة الحرجة لا تنفع الوعود مهما كبر حجمها ومهما كانت صادقة النيات، ولا تصل الشعوب إلى هذه اللحظة الحرجة إلا بعد زمن طويل من انحسار الثقة في النظام، ولا تتآكل الثقة إلا بعد تسويف طويل في تنفيذ وعود سابقة، وهي تتآكل ببطء وخفية لا يشعر بها أركان النظام السياسي، أما السبب في عدم الشعور والتنبه، فهو كثرة فرق الموسيقى والطبالين، ومن ينسى أن الرئيس التونسي السابق بن علي قبل هربه ظهر في التلفزيون وقدم وعوداً للشعب التونسي كان فيها أقرب إلى التوسل، ومن ينسى وعوداً مثلها قدمها الرئيس حسني مبارك أواخر أيامه، لكن الثقة كانت قد ماتت وشبعت موتاً.
منذ زمن طويل والشعوب العربية حزينة ولم يهتم أحد، لكن المصير الحزين – المتوقع – للرئيس السوري دفع ديمتري مدفيديف الرئيس الروسي «والصديق» إلى تحذيره. الصداقات في السياسة لها فترة صلاحية، الموقف الروسي دخل مستوى النصيحة «الحزينة» صاعداً درجة من مستوى الإنكار و «عدم التدخل في الشؤون الداخلية»، ويتوقع صعوده درجات أخرى مع تزايد عدد ضحايا احتجاجات الشعب السوري، الأشهر الماضية من الانتفاضة السورية كانت فترة اختبار، الدول الكبرى المسيطرة على مجلس الأمن تختبر قوة النظام السوري وقوة الاحتجاجات، والغرب لا يختلف عن الشرق، ولأن الذاكرة العربية ضعيفة نذكّر بموقف فرنسا ساركوزي في بدايات الثورة التونسية، وما نشر عن استعدادها المبكر لإرسال نجدات لنظام الرئيس بن علي ضد الثورة، وحينما اتضح رجحان الكفة رجحت معها، وهو الموقف الأميركي نفسه من الثورة المصرية في البدايات. التغير يحدث مع تباشير التغيير، والدولة الرخوة التي مثلتها مصر في عهد مبارك تقابلها دولة صلبة «أمنياً» داخل سورية بشار الأسد، وانكسار الصلب إذا تزايد الضغط والطرق أمر حتمي.
الدروس تعاد مرة أخرى، وبالعودة إلى الثقة الكبيرة التي صبغت تصريحات الرئيس بشار الاسد بداية الثورات العربية، بأن سورية بمنأى عن مثلها يشير – مرة أخرى – إلى أن الأنظمة فقدت حواسها وزينت الحلقة الضيقة من حولها الأمور لها، أيضاً هو يشير إلى أن التنازلات ليست من مفردات القاموس السياسي العربي، وهو أمر مفهوم مع عقود من التفرد بالسلطة، هذه الخلطة القاتلة هي التي مكّنت من غزو العراق واحتلاله ثم التدخل في الثورات وتوجيهها والتقسيم لبعض الدول العربية، ولو كان الحد الأدنى من الثقة متوافراً لما توافر موقع لمجموعات مسلحة – كما يقول التلفزيون السوري – أو تدخل أجنبي.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 08, 2011 16:14

August 7, 2011

فعالية التطبيق ودقته

بعد ضم ديوان رئاسة مجلس الوزراء للديوان الملكي السعودي، ينتظر الناس الكثير من الإنجاز، وخلال الأشهر الماضية من هذا العام، صدرت أوامر ملكية وقرارات كثيرة استبشر بها الناس، لامست هذه القرارات الكثير من الحاجات، واستهدفت حل قضايا متراكمة، والاقتراح أن يكون لكل قرار فريق خاص يتابع دقة تطبيقه ضمن فترة زمنية. فالحاصل أنه عند وصول القرار إلى الجهة التنفيذية تبرز إشكالات تعوق تحقيق الهدف، والطموح الكبير الذي استهدفته الأوامر الملكية والقرارات على مختلف اختصاصاتها يستلزم مرونة في التعامل عند التنفيذ لا تقييداً بيروقراطياً، ويشمل الاقتراح أن يكون جزءاً من المتابعة ميدانياً، وآخر يتلمّس ما ينشر سواء في الصحف أو على صفحات الإعلام الجديد، لأن الاكتفاء بالخطابات والردود لا يحقق الإسراع في إيجاد الحلول. قد يكون مثل هذا الاقتراح معمولاً به – لست أدري في الحقيقة -، لكن ما ينشر من قضايا ورسائل يشير إلى أن التنفيذ لا يتحرك بالسرعة المناسبة، ولا يتجاوب مع طبيعة المرحلة.

أتلهّف لمعرفة كيف «ومن أين؟» سيبدأ الأستاذ محمد الشريف رئيس هيئة مكافحة الفساد عمله في المكافحة، وإعلان توصل الهيئة إلى موقع «مبنى» لها في حي الغدير بالرياض وتجهيز طابقين منه خبر جيد. هي أسرع من غيرها في اختيار المبنى مقارنة بجهات أخرى احتاجت سنوات لاختيار موقع، وحتى المستشفيات، القراء الكرام يعلمون أن شمال الرياض بلا مستشفى حكومي حتى الآن، كأن الأراضي اختفت مثلها مثل الأفكار، وأود أن تعلن الهيئة عن عناوينها خاصة البريد الإلكتروني، سيخفف هذا عنا نحن الكتاب بعض ما يصلنا ولا نستطيع عمل شيء لأجله، والمطلوب من الهيئة التعاون مع الإعلام «ويأخذونا على قد عقولنا». وأسأل معاليه هل ستستقبل الهيئة قضايا عن فساد وتعارض مصالح في الصحافة وأثر ذلك في حجب حقائق أو تزييف واقع؟!

قالت الصحفية أسمهان الغامدي لـ «الحياة» إن هجوم أسود عليها في أحد المهرجانات وإصابتها جعلاها تعيد النظر «وستركز على الثغرات والسلبيات لمن لا يطبق إجراءات الأمن والسلامة». وهذا أمر جيد طرحته سابقاً، لعلها تجد مساحة للنشر! وقالت إنها لم تتوقع أن تكون ضحية للأسود لاعتقادها بوجود إجراءات أمن وسلامة، وكلنا نتوقع وجود مثل هذه الإجراءات في كثير من المواقع، وحتى الجهة المعنية في أي موقع تتوقع وجودها، لكنها قد لا تعرف مَن عليه مسؤولية التنفيذ! ممرضة المنتزه عقّمت جرح الصحفية وهوّنت عليها، بالقول إنها حادثة بسيطة، وحينما ذهبت للمستشفى احتاجت لجراحة وتنويم تحت العناية المشددة خمسة أيام، وعشرة في غرفة عادية. الفرق بين تشخيص الممرضة وأدائها وبين حالة المصابة واحتياجها هو الفجوة التي نحاول ونطمح لسدها في كثير من القضايا… وحتى الآن لم يعرف أحد اسم الأسد الجاني، المؤكد أنه أسد خليجي!
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 07, 2011 16:32

August 6, 2011

«فيه أحد»

حينما يدخل الواحد منّا إلى مكان مظلم يهتف قائلاً: «فيه أحد»، خصوصاً في أماكن لا يعرف فيها أين زر الإضاءة، وإذا سمع خربشة وأصواتاً رفع صوته «فيه أحد»، لعل هناك أحداً ينطق.
وفي قضايا المستهلك الوضع مظلم من الشعير إلى السيارات، وكنت قد كتبت عن سيارة فقدت عقلها، فأسرعت واستمرت مسرعة، والسائق لا يستطيع إيقافها حتى نفد الوقود من خزانها، كتبت مستغرباً عدم اهتمام جهات حكومية سعودية معنية بالسلامة مثل المرور وأمن الطرق بالتحقيق والإعلان عن نتائج حفاظاً على أرواح مستخدمي سيارات مشابهة تسير كل لحظة على طرقنا. جاءت الأخبار بإصابة سيارة أخرى بالمرض نفسه. يظهر أنه صرع السيارات أو جنونها، قالت صحيفة «عاجل الإلكترونية» إن الشاب «عدوان» كاد يفقد حياته، حين فقدت سيارته من نوع «هايلوكس» تويوتا موديل 2011 عقلها وأسرعت «180 كلم في الساعة» به من نقطة تفتيش المجمعة، ولم تتوقف إلا على مشارف القصيم… بعد نفاد الوقود! وفي العادة لا يفسح السائقون الطريق للآخرين إلا بشق الأنفس، لكن الله تعالى سلّم، وساعدت قوات أمن الطرق، ثم حررت مخالفة على «المجني عليه» أو الحلقة الأضعف، اللافت أن صاحب «الهايلوكس» كان للتو خارجاً من الوكالة بعد فحص سيارته! وإن صح ذلك فإن «المشيك يحتاج إلى تشييك». ولو توفي الشاب أو أصيب «لا سمح الله» لضم إلى إحصاءات المرور بسبب السرعة الزائدة، ولسلمنا بهذا، وقلنا الله يهديهم هؤلاء الشباب «المطافيق»، ولن يُضم شيء إلى إحصاءات الوكالات.
في بلاد «الهناك»،… هناك أحد، خبر نشر قبل أيام، حيث سحبت شركة فورد من الأسواق الأميركية 1.1 مليون سيارة «بيك اب» من موديلات 1994- 2004 والسبب «مخاوف من أن الملح في بعض حصى الطرق يمكن أن يتسبب في إصابة مسامير خزانات الوقود بالصدأ». مخاوف تسحب أكثر من مليون سيارة، مخاوف فقط لم يقع حادث حتى تلك اللحظة.
وحذرت الشركة الأميركية من أنه في أسوأ سيناريو، يمكن أن تتسبب المشكلة في حدوث تسرب، مع إمكانية اندلاع حريق كما نقلت وكالات الأنباء.
غني عن القول إن هذا واحد من الفروقات «الكثيرة» بيننا وبينهم، عندهم «فيه أحد»، عندنا «لا أحد» إلا في تحرير المخالفات على الحلقة الأضعف، وكل يوم أحد وأنتم بخير إلى أن يأتي «أحد» يصلح الأمور، ويلتفت لكل أحد يسير على الطريق وقلبه على «الطبلون» خوفاً من جنون السيارات.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 06, 2011 16:36

August 5, 2011

من قفص الخاصة إلى قفص العامة

صورة تاريخية لأول رئيس عربي يحاكم في بلده وبيد أفراد من شعبه، صورة الرئيس مبارك وهو على السرير الأبيض باللباس الأبيض ومعه إبناه يوم الأربعاء الماضي. وأسوأ ما حصل عليه مبارك هو إعلان الإسرائيليين تعاطفهم معه وحزنهم عليه، وهم بهذا «الوفاء» المصطنع والمنافق يؤكدون جملة اتهامات ضده، فما يتوافق مع مصالح إسرائيل يتعارض مع مصالح مصر والعرب، هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان.
كان الرئيس محمد حسني مبارك سجيناً، وهو في القمة قيدته الحلقة الضيقة من حوله بأسوار المصالح الشخصية والنفاق و«كله تمام يا أفندم». جعلته العزلة عن حقيقة أوضاع شعبه دمية في يد المحيطين به، استخدموه درعاً برغبته أو عدم رفضه، ثم تدحرج ليعود أسيراً لقفص الاتهام في القاع، من قفص الخاصة إلى قفص العامة، والحدث الكبير الذي نقل على الهواء مباشرة هو ما يحذر منه جملة من الرؤساء العرب، وخاصتهم الذين يقاتلون الآن للبقاء مستخدمين كل ما تصل له أيديهم من أسلحة، وبمشهد المحاكمة يمكن القول إن مصر تخطو الخطوات الأولى لتأسيس دولة القانون، والملاحظ أن مبارك لم تنفعه خاصته من السياسيين ورجال الأعمال ولا أميركا ولا إسرائيل، هذا المثلث الذي سيطر على سياساته وحدد اتجاهاته وحوله من بطل ساهم في حرب رمضان إلى ديكتاتور تفنن الشعب المصري في نقده، كان الإعلام المصري في السنوات الأخيرة من عهد مبارك يحفل بنقد غير مسبوق للحاكم وخاصته لكن كل هذا لم يحقق ثغرة في أسوار الغفلة، نسج طول أمد البقاء في السلطة والتعود عليها عازلاً صعب الاختراق فكانت الثورة، وكانت المحاكمة. والثوار المصريون الآن مدعوون – أكثر من أي وقت مضى – لتأمل رسالة نيلسون مانديلا لهم.
* * *
من اللافت، أن قناة «الجزيرة» أهملت تغطية اغتيال اللواء الليبي عبدالفتاح يونس ومرت عليه مرور الكرام، مع أن الغموض الذي يلف هذه الحادثة مادة إعلامية مغرية للنبش والتنقيب «والرأي والرأي الآخر». مدينة بنغازي مهد الثورة على نظام القذافي، التي وقع فيها حادث الاغتيال، لا شك تعج برجال الاستخبارات من كل الجنسيات تقريباً بمعنى أن كل حركة تحت الرصد والمتابعة، وهو وضع لا يتوافق مع سهولة نجاح الاغتيال بتفاصيله المثيرة.
* * *
يظهر أن هناك نية أممية لفتح ملف إريتريا، ففي تقرير للأمم المتحدة نقلته رويتر، ولم يسلط الإعلام الضوء عليه بالشكل الكافي، أكد مراقبون للأمم المتحدة «أن بعض العاملين في مخابرات إريتريا لهم نشاط في أوغندا وجنوب السودان وكينيا والصومال، وأن ما تفعله إريتريا يهدد الأمن والسلام في المنطقة».
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 05, 2011 15:52

عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.