عبدالعزيز السويد's Blog, page 198
September 18, 2011
أمرنا لله
لكن حيرتي تبخّرت وتلاشت حينما قرأت الخبر التالي في صحيفة «الاقتصادية»: «أعلن الدكتور إبراهيم بن عبدالله المسند مدير عام التربية والتعليم في منطقة الرياض فتح بعض مدارس التعليم العام مرتين في اليوم، لتصبح الدراسة في الفترة الصباحية وأخرى في الفترة المسائية، لاستيعاب الكثافة الطلابية التي تعانيها بعض الأحياء في الرياض». وأشار «إلى وجود مواقع تعاني مشكلات قبول الطلاب بسبب تكدس السكان غير المتوقع»، وختم بقوله «أمرنا لله»، ونعم بالله تعالى، صحيح أمرنا لله، إنما ما الداعي لذلك التنبيه أعلاه إذا كان هذا هو الواقع أم انه عنوان لبداية العام الدراسي، وإشكالية التربية والتعليم «تدبلت» نوعية وكمية، وكل هذا يصب في مصلحة التعليم الأهلي، ومع ذلك تطالب فرق الضغط في الغرف التجارية الحكومة بمزيد من الدعم في تحمل رواتب مدرسين للتعليم الأهلي! ألا يكفي أفضل دعم قائم منذ سنوات المتمثل بعدم القدرة على استيعاب الطلاب الجدد وتراجع مستوى التعليم العام.. أليس هذا – الفائض – من التكدس السكاني- غير المتوقع! – أفضل دعم؟
ومن الشواهد، فإن أفضل مجالات الاستثمار تتركز في القطاعات التي تعاني عجزاً حكومياً عن الوفاء باحتياجاتها، وكلما كانت هذه الحاجات ملحة كان الجدوى اكبر، والسبب أن الحلول الحكومية بطيئة تمشي على مهلها، في حين ان الاحتياجات تسير بسرعة البرق، وهو لا يعني استمرار الجدوى الاقتصادية فقط بل ونموها مع نمو السكان» غير المتوقع»!
September 17, 2011
«في النخيل»
فائدة
خبيرنا الزراعي أفاد بفكرة جيدة تتعلق بكثرة رش المبيدات على النخلة، خصوصاً بسبب آفة «الغبير»، وهو نقلها من صديق له، قال إنه كان يضطر إلى «غسيل» النخلة ثلاث مرات على الأقل بالمبيدات – مع كلفة وتلوث – لكن صاحبه أخبرة بطريقة أفضل قام بتجربتها ونجحت، وهي أن يتم الرش الجيد مرة واحدة مع توقيت معهم وهو بداية بروز «طلع» النخل وقبل انفلاقه، وهي فكرة بسيطة لها نتيجة عظيمة لعل وزارة الزراعة تهتم بنشرها حتى لو «زعل» تجار المبيدات.
September 16, 2011
«المضاربة» على الأراضي
وعند نقاش قضية الإسكان وتوفره للمواطن يدور الحديث دائماً عن الأراضي، ارتفاعاً في الأسعار واحتكاراً وعدم توفر مساحات، وهو ما تذكره – عادة – جهات حكومية مثل وزارة الإسكان، لكن لا أحد يناقش أسباب الارتفاع المتزايد والمستمر وإلى أية درجة هو حقيقي وما نسبة المفتعل منه؟ وبدأت هبّة ارتفاع أسعار العقار «الأخيرة» في السعودية بيعاً وإيجاراً منذ لحظة سقوط سوق الأسهم، وقيل وقتها إن رؤوس الأموال «أو ما تبقى منها» اتجه لسوق العقار «الملاذ الآمن» مع التبرير المعتاد عدم توفر أوعية استثمارية في الاقتصاد… المتين! وزادت عاصفة الأسعار هبوباً كثرة التداول الإعلامي لنظام الرهن العقاري بين جهات حكومية، صدر سيصدر لن يصدر وهكذا، فكان محفزاً آخر، يضاف إلى الطلب المتنامي كل عام.
ولو كانت تلك الأراضي صالحة لزراعة الشعير لفهمنا فهماً أكثر من فهم زين العابدين قبل هروبه من تونس، لكنها لا تصلح للزراعة وحدها جدران وسقف ثم انتظار للبنية التحتية، والملاحظ أننا عدنا بدواً رحل وبدلاً من خيمة الشعر صرنا ننتقل بالوحدات الإسمنتية من حي تم استكمال خدماته إلى آخر جديد.
وحتى نخرج بحلول ولو مؤقتة تعيد الأمور إلى نصابها لابد من فحص حقيقة ارتفاع الأراضي، ونسبة المفتعل منه، فهل تستطيع وزارة الإسكان والبلديات أو كلاهما فحص هذا الأمر بالمشاركة مع وزارة العدل، الأستاذ فضل البوعينين الكاتب الاقتصادي أشار في برنامج «واجه الصحافة» إلى تجربة دولة قطر للحد من المضاربة على أسعار الأراضي، قال إن قطر أصدرت قراراً بعدم إمكانية بيع الأرض المشتراة إلا بعد مرور عام كامل من تاريخ شرائها، وأن هذا القرار خفض أسعار الأراضي بنسبة كبيرة. إن تولي وزارة الإسكان أو البلديات لزمام اقتراح «عملي» مثل هذا سيخفف الضغوط عليها وسيتيح لها فرصة للالتقاط الأنفاس. فهل تعلق الإسكان الجرس؟ أم تنتظر مع المنتظرين؟
September 14, 2011
«مرارة» الحمار!
قبل سنة «ماكينة سنجر» انتشرت ظاهرة توليد الأموال و«تدبيلها» من خلال الاستعانة بمشعوذين، ووقع أحدهم في فخ هذه الخرافة، رصد مبلغاً من المال لتحويله إلى ملايين وكان المشعوذون وسماسرتهم جاهزين، ولأن المطلب غريب بدأت الطلبات الغريبة والمستحيلة، فالمال لا يتوالد إلا من التجارة الناجحة أو الكسب غير المشروع، مثل توظيف الأموال وشطفها وشفطها أو تفسير الأحلام! لكنه لا يتوالد من نفسه، وبعد أن «عشت» المشعوذين فترة من الزمن في شقة مفروشة «ماكلين شاربين»، وأحسوا أنهم «زودوها» رموا ورقتهم الأخيرة، أخبروا صاحب المال أن الأمور جاهزة، ولكن للحصول على الملايين عليه أن يحضر لهم مرارة حمار… طازجة، وانتشر أكثر من سمسار حول المدينة يبحثون عن حمار، أحدهم برر الحاجة للبائعين بوجود مزرعة، أما الآخر فكان أكثر عجلة، إذ فاوض فلاحاً على شراء حمار مع ذبحه، وحينما استغرب الفلاح قال له إنه يحتاج مرارة الحمار للعلاج من مرض مستعصٍ، فأخبره الفلاح أن الحمار لا مرارة له، وإلا لانفجرت وانقرض منذ زمن طويل.
September 13, 2011
القابلية «للاستعمال»
هناك اختلاف – لا شك – بين الحالتين من وجوه عدة، لكننا نركز هنا على القابلية للتدخل الأجنبي في أوضاع دول العالم العربي، من هذا الاختلاف تطور الدور الغربي واستفادته من تجربة العراق؛ فهو يقدم الحلم ويحصل على الثمن مقدماً بأقل تكلفة ممكنة. وليس غرض هذا المقال التهويل ولا العويل بل هو محاولة بسيطة لقراءة تغيّر مهم يرى الكاتب أنه يتشكل، وربما يزداد نمواً، وتتم تغذيته، كلما ضاق شعب بنظامه، ووصل إلى حالة قنوط منه. وإذا افترضنا أن الملاحظة دقيقة فإن الأسلحة التقليدية للأنظمة لا يتوقع أن تحقق دفاعات جيدة؛ فالحديث عن المؤامرات لرص صفوف الجبهة الداخلية لن يغير شيئاً؛ لأن الثقة انتزعت، ومثله الحديث عن المندسين والأجندات وتفتيت الكيانات والوحدة الوطنية؛ فكلها لن تتحول إلى جبهة صمود وتصدٍّ؛ لأن البساط «الجماهير» تم سحبه واستلابه، وذكر الحل أمره سهل، لكن العمل به بالغ الصعوبة؛ لأنه يتطلب نزع أسباب حقيقة وذرائع أصبحت جزءاً من النظام المستهدف.
ولأن وقود الثورات العربية هم من جيل الشباب، وهو جيل عرف بولعه بالماركات؛ فإنه يمكن بيع وتسويق الماركات الجديدة عليه، سواء كانت الحرية أو الديموقراطية والعدالة وتوزيع الثروة، ولنا في العراق – بعد كل هذه السنوات – خير نموذج على الفساد وتردي الحالة الأمنية والهيمنة الأجنبية.
وجملة القول أن الأشهر الماضية من الثورات والاحتجاجات مع تكثيف التغطيات الإعلامية واهتمام مختلف شرائح المجتمعات العربية بكل تفاصيلها، أحدثت الكثير من الخلخلة والشقوق في البناء القديم، وغيّرت من مسلَّمات، وقدمت وتقدم جرعات سياسية للشباب والشابات مغلفةً بشعارات جذابة لا يُعرف هل ستتحقق بحسب النموذج العراقي أم نموذج آخر لم يُولد بعدُ، مع أن «القابلة» واحدة؟!
September 12, 2011
«… وحان قطافها»
والقصد أن الغرب لا يطبق على مسؤولين سابقين فيه ما يسعى ويجتهد لتطبيقه على الآخرين بدعاوى حقوق الإنسان، فهذا الإنسان -الذي يقصد به غالباً إنسان العالم الثالث- له حقوق فقط عندما تنتهك من سلطة في العالم الثالث، أما إذا انتهكت من مسؤولين في العالم الأول فهو ثمن للحرية! ومثلما يمارس الغرب الديموقراطية داخل حدود بلاده، فإنه لا يتردد في ممارسة الديكتاتورية العسكرية والاستعمار الاقتصادي خارج الحدود كلما حانت الفرصة، وبحكم القدرة، فهو يزخرفها بقرارات دولية. وإذا لم يستطع استصدار قرار دولي، يمكنه ضرب ما يُطلق عليه «الشرعية الدولية» عرض الحائط، كما فعل التحالف في غزو العراق.
وتمثل الأنظمة القمعية المستأثرة بالثروة والسلطة، فرصاً استثمارية مغرية للغرب، وحين يختلف معها يبدأ التجهيز بالعقوبات طويلة النفس، وكلما طالت المدة أصبح القبول بالتدخل أو المساعدة من الداخل «الجماهير» يحظى بأوسع تأييد، مما يخفف التكلفة على الغرب، ويمكن المقارنة هنا بين تكلفة الحملة على العراق مقارنةً بالحملة على ليبيا، فالذي لا يسقط ويركع لأسباب اقتصادية يمكن التعجيل بقطفه عسكرياً، وقد يتم قطف الثمار في مواسم عدة كما حصل مع القذافي. وإذا سلمنا بعفوية الثورة التونسية -من دون التقليل من قيمة الأسباب الداخلية في كل الثورات القائمة حالياً في العالم العربي–، فلا يمكننا تجاهل عملية التسريع مع التوجيه، التي أخذ زمامها الغرب في حالات أخرى كان أكثرها «شفافية» الحالة الليبية، فهي الحالة الأكثر نضوجاً بعد نظام صدام حسين، وإذا كان الغرب قد فوجئ بالثورة التونسية، فإنه استطاع في آخر لحظة الإمساك بزمام ما أُطلق عليه «الربيع العربي» وتوجيهه بحسب مصالحه، بل تمكن من الظهور بصورة المخلِّص، فظهرت لافتات في التظاهرات السورية تطالب بالحماية الدولية، ولم يُستغرب استقبال «برنارد ليفي» في طرابلس بصيحات «الله أكبر»! إنما حتى هذه اللحظة لم تظهر براعم زهور للربيع العربي إلا في عواصم الغرب، في حين تحصد عواصم الثورات الأشواك.
September 11, 2011
أصحاب «الدعسة» الواحدة
يتبادل السائقون على الطرق البرية الطويلة (الداخلية بدرجة أقل) إشارات الأضواء تحذيراً من نقطة مراقبة مرورية أو سيارة دورية متوقفة، في تحوير عجيب لوظيفة أضواء السيارات. معظم تلك النقاط يهتم بمراقبة سرعة المركبات. يرى البعض أن هذا سلوك تعاوني بين سائقي الطريق الواحد، فهم هنا كالجسد الواحد على رغم أن الحمّى التي تصيب عضواً فيه سببها عضو آخر… غالباً! فيما يرى آخرون أن هذا السلوك ليس سوى نكاية بنقاط المراقبة وشكل من أشكال الرفض لها، وهو الرأي الأقرب إلى الصحة من وجهة نظري، بدليل أنك لا ترى تعاوناً صحياً على الطريق بين غالبية السائقين، السائد هو المنافسة ونهب المسافة، فالبطل هنا هو «نهاز» فتى الطرق والشوارع، وهمه اقتحام أضيق حيز كلما أمكن ذلك، وأبرز هذه الفئات من السائقين هم أصحاب الدعسة الواحدة، وهم متوافرون على الطرق الطويلة والداخلية، هذه الفئة العجيبة من البشر تستخدم قدمها اليمنى باتجاه واحد وكأنهم يصيحون «إلى الأمام» متحصنين بمركبة مهترئة مثل القذافي تماماً. وإذا كان الأخير اشتهر بصيحته الشهيرة «زنقة زنقة» فهم لا يتورعون عن دخول الجحر بمركباتهم، وعلى من يضعه حظه العاثر في طريقهم ان يفسح لهم المجال مهما كانت الأحوال.
احترم رأي من يقول أو يؤكد أن نظام أو مشروع «ساهر» خفف من الحوادث وأوجد مواقع تتراجع فيها السرعات «القصوى». صحيح أن الإحصاءات لدى جهة واحدة هي المعنية بالتطبيق وهي القاضي الحكم فيه، لكني أحترم بل أتوقع في هذا شيئاً من الصحة، إنما في الواقع العام لم يحدث «ساهر» تغييراً حقيقياً في سلوك السائقين «الإعصاري» وهو ما كان يشاع تهيئة لتطبيق النظام، بل ان الفوضى في المخالفات الأخرى التي تمس حقوق الآخرين على الطريق في تزايد، كما لم تتوافق مع تطبيقه حلولاً للازدحام وصعوبة الحركة المرورية. هنا يمكن القول إننا حصلنا على نظام «يستثمر» بعض مخالفات السائقين لكنه لم يحدث أثراً ملموساً في تحسين سلوكياتهم بما فيها خطر بعض منهم على الآخرين، خصوصاً النماذج الصغيرة من القذافي أصحاب الدعسة الواحدة، وفي حين ينقرض القذافي يتوالد هؤلاء بسرعة عجيبة.
September 10, 2011
أنت الرابح
صورة ظريفة لمجموعة من الأفارقة «متسدحين» و«شبه عرايا» أمام أجهزة الكمبيوتر النقال في عزبة أو استراحة «على قد الحال»، مؤكد أنها في بلد إفريقي والتعليق المصاحب لهذه الصورة يقول: «هؤلاء هم الذين يرسلون لك قائلين: لقد ربحت مليون دولار… أرسل لنا رقم الحساب»، وقد شاهدت في إحدى القنوات تحقيقاً مصوراً مع بعضهم وهم «يتواصلون» مع خلق الله في مختلف بلاد العالم، ضحاياهم للعلم حتى من الدول المتقدمة، وهم لا يختلفون عن أصحاب الاتصالات الهاتفية الذين يخبرونك بأنك مسحور أو ينتظرك مصباح علاء الدين؛ لأنه مكتوب باسمك وتحرسه أفعى ستتعرف عليك من أول نظرة، ومع هروب القذافي وأبنائه وأموال و«ذهبان» يقال إنهم يحملونها معهم من المتوقع أن تزداد الاتصالات والرسائل التي تطلب أرقام الحسابات البنكية للمساعدة في تحويل الأموال، و«الشرط أربعون»، وسيطلب لذلك إرسال مبلغ صغير «عربون» هو غاية المنى. وكلما سقط دكتاتور إفريقي ارتفع مؤشر هذه الظاهرة، فكيف مع سقوط ملك الملوك، حتى عندما سقط صدام حسين أيضاً تكاثرت الرسائل التي تدعي توافر أموال لا تحتاج إلا إلى حسابات نظيفة لغسيلها، ولا شك أن انفراط عقد نظام دكتاتوري استأثر بالأموال يجعلها تتناثر، كما لا شك أن مكتشفي الكنوز السائلة يتقاطرون على ليبيا الآن.
لكن هذه الظاهرة الإفريقية أساساً، غيّرها «البزنس» وتحولت إلى ظاهرة تسويقية وتجارية؛ فلم يعد استقبال مكالمة خارجية أو الرد على «إيميل» ينبئ عن احتمال وقوع في الخطر بل إن رسائل الجوال من شركات محلية يمكن وضعها في قائمة «شركات لا تستحي» أصبحت تنافس الأفارقة شبه العراة، فأنت دائماً تقع في دائرة الاختيار والعين عليك، وحظك الضارب في «العلالي» سيدخلك السحب على سيارة أو جهاز، وفي معرض التشخيص، لا التبرير، يمكن تفهم حيل الأفارقة مع فاقة يعانون منها يقابلها سذاجة أو طمع من الضحايا، لكن لا يفهم لجوء شركات فاضت أموالها إلى نفس الطريقة، ولو كنت متقناً للتقنية لوضعت صورة الأفارقة شبه العراة على جهازي وكلما وصلتني رسالة من شركة محلية «متسدحة» ألصقت صورة وجه رئيسها بدلاً من أحد الأفارقة!
September 9, 2011
القوة التنفيذية
إذا تحركت وزارة التجارة لمواجهة تنامي ظاهرة ارتفاع الأسعار ستجد العون والمساعدة. فرع الوزارة بالمدينة المنورة رفع أسماء 40 تاجراً لم يستجيبوا لمخاطبات الفرع بالحضور فأصدر الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة أمره لإحضارهم بالقوة التنفيذية، والخبر نشرته صحيفة «المدينة». ولو عرفت وزارة التجارة بالحزم، لما أهمل البعض خطاباتها، ومع ارتفاع الشكاوى من الأسعار يستغرب عدم لجوئها إلى الحاكم الإداري للمساعدة على تطبيق الأنظمة. ولدى بعض الجمهور انطباع أن البلديات مسؤولة عن الأسعار وهذا غير دقيق لأن مهمة ضبط الأسعار موكلة لوزارة التجارة وهنا فجوة وعدم وضوح في الصلاحيات، فمثلاً المطاعم وما في حكمها لا يضبط أسعارها أحد، فمن ناحية مراقبة الشروط الصحية هي مسؤولية البلديات لكن الأسعار متروكة، لذلك تجد أن لا جهة التفتت لظاهرة رسم «الخدمة» الذي انتشر منذ سنوات بين المطاعم.
وأخيراً رفعت بعض المطاعم الشعبية أسعار الوجبات الأكثر طلباً، وما دام هناك طلب من دون رقابة على العرض من المتوقع استمرار الرفع والأعذار جاهزة. والتخفيف من المشكلة ليس صعباً لو تم تنسيق عال بين التجارة والبلديات تفوض فيه الأولى بعض صلاحياتها للأخيرة، لكن ذلك الواقع نفسه تجده في المدارس الأهلية، حيث يتم رفع الرسوم كل عام وحينما يعترض أحد أولياء الأمور يقال له إن لدينا فائضاً وقائمة انتظار «عاجبك أو اقضب الباب». ولا يتوقع في القريب العاجل أن تتحسن ظروف المدارس الحكومية وقدراتها الاستيعابية لذلك يبقى الوضع على ما هو عليه، فتُكتب في الصحف أخبار ومقالات وينتهي الأمر عند هذا الحد.
هذه النماذج توضح ماهية شراكة القطاع الخاص وهي ليست الوحيدة بالتأكيد، والمشكلة أن هذه الضغوط لها نتائج وخيمة خاصة على محدودي الدخل. والأمر لا يقتصر على ذلك، أيضاً السلع التي تدخلت الحكومة لإعانتها تسير على الطريق نفسه، والشعير أفضل نموذج لذلك، فرغم إعلان أسماء تجار والتشهير بهم، استمر ارتفاع أسعاره ليصل الكيس في بعض المناطق إلى مئة ريال بحسب ما نشرته بعض الصحف، ما يعني أن الإجراءات التي اتخذت لم تحقق المطلوب والواجب إعادة فحصها ومعرفة أسباب استمرار أزمة الشعير أو ما يستحق اسم الفشل الكبير. ثم هل من الصحة أن تستهلك السعودية ما يقارب نصف الإنتاج العالمي المصدر من الشعير؟ هل هناك استراتيجية أو خطة لمواجهة «هذا الجوع» مستقبلاً أم أن مسلسل كيس الشعير له متابعون كثر لذلك سيستمر عرضه.
September 8, 2011
شبكة الكراهية
مع الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر تصريح مهم لرئيسة الاستخبارات الداخلية البريطانية السابقة اليزا مانينهام – بولر، لم يلق حظه من الاهتمام في وسائل الإعلام العربية، قالت فيه: «إن بلادها والولايات المتحدة الأميركية تبحث سبل التفاوض مع تنظيم القاعدة بهدف التوصل إلى تسوية سلمية»، ونقلت «بي بي سي» قولها: «ان هناك حدوداً لما يمكن أن تحققه ردود الفعل الأمنية على الإرهاب، ولا بد في النهاية من وجود تسوية سياسية»، وأشارت إلى أن ذلك لن يتم في القريب العاجل.
هل يعني هذا نهاية مرحلة «الحرب على الإرهاب»؟ بخاصة وتنظيم القاعدة هو العدو الأول المعلن على القائمة الغربية؟ ثم من الذي سيدفع ثمن هذه التسوية السياسية؟ يمكن أيضاً قراءة هذا التصريح من خلال الأحداث التي تمر بها دول عربية والدور الغربي فيها.
***
لا يكفي للجامعة العربية «انتقاد» تقرير الأمم المتحدة الخاص بسفينة الحرية التركية، الذي اعتبر حصار غزة قانونياً وهذا أمر خطير، التقرير وردود الفعل عليه مناسبة جيدة لإعادة إصلاح المواقف العربية من حصار غزة، لقد أحدثت بعض المواقف المؤيدة ضمناً للحصار صدمة لدى الشارع العربي، على سبيل المثال، موقف نظام الرئيس المصري حسني مبارك من الحصار عجل بسقوطه، وإذا أرادت الجامعة العربية تغييراً نوعياً في عملها فالواجب يحتم التعامل مع الحصار بصورة جدية تراعي حقوق سكان القطاع، الجامعة أولى بالمسؤولية من تركيا إلا إذا كانت الأخيرة هي التي تقود الجامعة؟
***
«جذور شبكة الكراهية والخوف من المسلمين في أميركا» هو عنوان تقرير مهم، نشر الشهر الماضي من مركز أبحاث متخصص هو «سنتر فور أميريكان بروجرس» كشف هذا التقرير عمن يقف وراء تلك الحملة، فذكر أنه تم صرف 42 مليون دولار – خلال العشر سنوات الماضية – من 7 مؤسسات «لإثارة مشاعر الخوف والكراهية ضد المسلمين – الإسلاموفوبيا – وتنظيم حملة شرسة ومتواصلة لإثارة الكراهية وتهييج الرأي العام الأميركي ضدهم»، وذكر التقرير أسماء المؤسسات الممولة، واستعانتها بعدد من المتحدثين العرب وصفوا باللوبي الصهيوني العربي، ومنهم «نوني درويش وزهدي جاسر ووليد فارس ووليد شعيبات»، ويقدم التقرير معلومات عنهم مع آخرين جندوا للتحريض وإثارة الكراهية ضد المسلمين في أميركا. هذا التقرير مهم لعدد من الجهات في مقدمها منظمة المؤتمر الإسلامي بخاصة ان أمينها البروفيسور أكمل إحسان الدين اوغلو قال في لقاء مع قناة «الجزيرة» إن المنظمة استحدثت إدارة لظاهرة «الإسلاموفوبيا». الغريب أن بعض الأسماء المتصهينة تلك تجد لها مساحات في قنوات فضائية عربية؟
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

