محمد إلهامي's Blog, page 83
July 17, 2012
الزمن ليس في صالحك يا سيادة الرئيس
في أي محاولة للتحليل يجب أن تكون الركائز على "الحقائق" أكثر منها على "التخمينات".. والمشهد بين يدينا كالآتي:
1. الإعلان الدستوري المكمل ساري المفعول!
2. الرئيس يبدو غير مكترث.. وإن كنا لا نشك في أنه مهتم جدا.. لكن الناس ترى ما "يبدو" أكثر مما "لا يبدو"
3. بطء واضح في تشكيل الحكومة والفريق الرئاسي، يتفرع عنه ظنان:
أ. الرئيس ما زال محتارا أو ما زال عاجزا
ب. الرئيس يحضر لضربة قوية أو حتى قاضية
4. تأخر واضح في الإفراج عن المعتقلين
5. بدء ظهور المشكلات: انقطاع الكهرباء لنقص الوقود، انهيار عمارات، تصادم قطارات، حرائق
6. إعلام ضد الرئيس
نواتج ما سبق بالترتيب:
1. العسكر يزدادون رسوخا بطول أمد الإعلان الدستوري المكمل وضعف المقاومة الشعبية له.
2. ضعف المقاومة الشعبية ناتج بالأساس لأن الرئيس يبدو غير مكترث، فإما أنه يحضر لحل جذري (يقول الفاهمون) وإما أن الأمر لا يستحق (يقول البسطاء غير المتابعين)
3. ضعف مقاومة الفصائل الثورية -وبالذات غير الإسلامية- والحزبية والمستقلة لأنهم:
أ. لم يروا بعد مواقعهم من الحكومة والتشكيل الرئاسي.. (القيادات)
ب. لا يشعرون أن الرئيس يحتاج زخما شعبيا بدليل أنه لم يطلبه ولم يلمح له (الشباب)
4. ويزيد من ضعف موقفهم هذا بطء الإفراج عن المعتقلين.. وهذا خط أحمر لدى الثوريين تماما كدماء الشهداء.. وجود رفاقهم في السجون يعني أن النظام لم يتغير، وبالتالي فلا حاجة لدعمه بل لمقاومته! والثوري عادة لا يفهم حسابات المناورات والمفاوضات الملتوية فهو يضع نفسه في موضع الأقوى لأنه مستعد للتضيحة دائما!
5. الشعب ينصرف تدريجيا من وراء مرسي ويعود إلى مشكلاته.. وبعد قليل سيكون مرسي مطالبا بحل مشكلاتهم قبل أن يطالبهم هو بدعمه للحصول على صلاحيات.. الوقت هنا يحسب بالعقود، والتحرك أسرع يعني تحولات مصيرية
6. ضعف هيبة الرئيس، وبالتالي ضعف نفوذه وتأثيره في القيادات التنفيذية، مما سيترتب عليه بعد هذا ضعف قراراته، وهذا يسهل الإطاحة به في ظل كل العوامل السابقة..
إلى سيدي الرئيس الدكتور محمد مرسي:
أدرك نفسك!! فالشعب إذا انفض لا يجتمع مرة أخرى إلا بعد سنين.. والشعوب تحب أن ترى رئيسا قويا أكثر مما تحب أن تتعاطف مع الرئيس الضعيف!
July 15, 2012
عن قائد الثورة.. وحشيش بلدنا!
1. عاد بعد المعاش فجأة
2. جمع بالكاد مائة ألف توقيع ثم لم يجد إلا الاستعانة بالإخوان فارتفع العدد في أسبوع إلى مليون تقريبا
3. لم يصمد له تجمع.. كلها تتفكك وتنهار
4. في بداية الثورة كان في واحدة من أسفاره وقرر أنه لن يستطيع المشاركة.
5. نزل إلى الشارع ساعة، أصابته بعض المياه، فعاد إلى بيته ولم يكررها.
6. يشارك فقط بتغريدات تقترح دائما العودة إلى النقطة صفر
7. لم يقف مرة وراء إرادة الشعب بل ضدها على طول الخط، فالاستفتاء لا يمثل الشعب والبرلمان لا يمثل الشعب، والتأسيسية لا تمثل الشعب، والرئيس أيضا نتاج مسرحية سخيفة ولا يمثل الشعب
8. الطريف أن حياته مع هذا الشعب ربما لا تكمل العام الواحد من ثلاثة أرباع القرن التي يبلغها عمره.
9. طالب بإطالة الفترة الانتقالية ولو تحت حكم العسكر، العسكر يشكلون لجنة تأسيسية "متوازنة"، واقترح أن يحتفظ العسكر بحق حماية مدنية الدولة.
10. اقتراحاته كلها تفتت الميدان وتنقذ العسكر في لحظات الحسم، من أول المجلس الرئاسي المدني وحتى الرئيس المنتخب المؤقت!
إنه حقا.. "قائد الثورة"..
وكما يقول المصري الظريف "آساحبي": قطع لسان اللي يتكلم وحش عن حشيش بلدنا!
July 11, 2012
الحقائق العارية أمام الرئيس مرسي
الحقائق العارية:
1. الأقوى هو من يحكم.. والضعيف هو من يُقهر.. بغض النظر عن كون الحق في جانب الضعيف!
2. المستبدون يصنعون قوانين ودساتير لترسيخ ملكهم.
3. الثورات تفتك بالطغاة ولا تترك لهم منفذا لأن المعركة صفرية.. بقاء أحدهما يعني نعاية الآخر.
4. الثورات تسقط الدساتير لأنها صممت أصلا لحماية الطغاة.
5. الثورة عمل لا يتكرر في الجيل الواحد.. فهي لحظة إجماع شعبي نادرة.
6. الثورات الفاشلة هي التي لا تقضي على مراكز نفوذ النظام القديم والتي يجدد نفسه مرة أخرى منها!
7. الرئيس مرسي أمامه طريقان في ملاعبة النظام القديم:
أ. سيعتمد على المناورات والمفاوضات والأساليب القانونية، وحينئذ ينبغي عليه أن يدرك أنه لن يجد شعبا خلفه إلا الإخوان ومن هم القمة في الإخلاص للوطن والتجرد له والفهم لطبيعة المعارك (وهم قليلون جدا طبيعة الحال)
ب. يخوض معركة واضحة وصريحة قوامها الشعب والأجنحة المتصارعة داخل النظام القديم ويبدي قوة وزعامة وبطولة شعبية تجعل الأعداد الواقفة خلفه أكثر بكثير: من أول الإنسان البسيط الذي يحب أن يكون رئيسه قويا، وحتى المنافق الذي سيرى أن الرياح قد أخذت اتجاها آخر.
8. تكتل الرئيس مع الزعامات القوية مثل حازم أبو إسماعيل خير من آلاف التكتلات مع الزعامات التلفزيونية أو التويترية والتي ليس لها أي تأثير حقيقي في الشارع.
9. استعانته بالعلماء والمشايخ ذوي الشعبيات الهادرة -ولو من التيار السلفي- خير وأجدى من استعانته ببقايا علماء السلاطين في الأزهر وتأكيده على احترامهم، وهم بلا أي احترام لا في الشارع ولا في الأزهر.
10. قال الحكيم زهير بن أبي سلمى:
ومن يجعل المعروف في غير أهله .. يعُدْ حمده ذمًّا عليه ويندم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه .. يَقِرْه، ومن لا يتَّقِ الشتم يُشتم
July 9, 2012
الشعوب في خدمة القانون والقانون في خدمة المستبد
منذ نحو عشرين سنة شاهدت حلقة للدكتور مصطفى محمود حُفِرت في ذهني رغم حداثة السن وقتها:
لقد ظهر في لندن مرض جلدي غريب عجز الأطباء عن إيجاد الدواء المناسب له، ثم توجه أحدهم إلى الصين حيث سمع بعقار مكون من أعشاب طبيعية يقوم بالمهمة، جربه أكثر من مرة.. وجده فعالا، عاد به إلى لندن..
في لندن انقسم الأطباء ما بين فرح متلهف وجد أخيرا طريقة لإنقاذ المريض وأهله من الآلام الهائلة التي عجزوا أمامها.. وآخرون يصرون على الرفض الكامل لأن استعمال هذا العشب بدون أن يمر في طريق التجارب العلمية لفحص الدواء (تأخذ حوالي ثلاث سنوات) يعد خيانة للعلم وللطريقة العلمية..
ساعتها كان الصراع قائما بين "هل العلم في خدمة الإنسان؟ أم الإنسان في خدمة العلم"..
تذكرت هذا في إطار النقاش القانوني المحتدم الذي خلاصته "هل الشعوب في خدمة القانون؟ أم القانون في خدمة الشعوب؟"
هذا مع ملاحظة الآتي:
1- أن القانون صنعه مستبد مجرم، وأصدره برلمان منتخب بالتزوير، وقضى به قضاة فاسدون لهم تاريخ معروف وجميعهم مُعينون من قبل المستبد، وهم قضوا به بالمخالفة لقانونهم هم وأعرافهم وسوابقهم القانونية، ثم نفذه عسكر مغتصبون للسلطة بلا أي شرعية معتمدين في تنفيذه على قوة السلاح.
2- أن الشعب ثار على المستبد فخلعه، وعطل دستوره، وانتخب برلمانا آخر في انتخابات نزيهة، ورئيسا جديدا في انتخابات نزيهة.
3- أن قرار الرئيس المنتخب يعد تنفيذا للحكم القضائي لا تعديا عليه، غير أن هذا التنفيذ يسلك السبيل المستقيم لا التنفيذ بقوة السلاح.. ولو كان الأمر إليَّ لفكرت في عرض هذا الحكم أصلا على جهة تفسيرية كقسم الفتوى والتشريع ثم على جهة مختصة بالفصل كالقضاء الإداري وفي رواية محكمة النقض.. أي أن الرئيس اعترف بالحكم وقرر تنفيذه.
نعود للقول الذي يتجاوز تفاصيل المعركة وأقنعتها ويعيدها إلى أصلها:
الصراع هو بين الشرعية الشعبية والسلطة العسكرية المستبدة، وهذه الأخيرة تستخدم في هذا عملائها في كافة الجهات القضائية والإعلامية والأمنية.. والمسألة واضحة، وكل الأطراف تعرف خياراتها لكن البعض يتعمد التعقيد والتهويم "والاستهبال" ليرتكب الفعل الحقير المنافي للشرف تحت قناع "قانوني"..
ما الفارق بين من يقول "احترام القانون مهما كان" وبين الذي قال قديما "هذا ما وجدنا عليه آباءنا"؟؟.. كلاهما يتمسك بالوضع الفاسد الذي يحقق له مصالحه أمام الإصلاح الذي يحقق العدالة؟
July 8, 2012
القول المختصر في مسلسل "عمر"
القول المختصر في مسلسل عُمَر
أفهم أن هذا الموضوع يفسد العلاقة بيني وبين طائفة كبيرة من الأحباب والأكارم والفضلاء.. لكن اسأل الله أن أبقى على العهد في أن أكتب ما أراه حقا بلا خوف أو طمع أو ابتغاء وجه أي أحد إلا الله سبحانه وتعالى..
1. في كل الفتاوى التي رأيتها تحرم تجسيد الصحابة لم أجد نصا في التحريم، بل الأمر يدور حول ما إذا كان تجسيد الصحابة يخدش مكانتهم ومقامهم أم لا، وهو أمر تقديري بحت يختلف فيه الناس، وبغير وجود نص لا يقال بالحرمة.
2. أن الأمر بالفعل فيه خلاف وليس فيه إجماع، وثمة من لا يشك في دينهم وعلمهم أجازوا هذا، بل إن بعضهم كان مرجعية لهذا المسلسل.
3. الواقع الذي رأيناه بأعيننا أن من سبق تمثيل شخصياتهم من الصحابة لم تُخدش مكانتهم ولم يُمس مقامهم ولم يضرهم عند أحد من الناس أن الذي مثل دورهم لا يبلغ حبة تراب ساروا عليها.
4. أن الأعمال الدرامية لم تعد مجرد تسلية للوقت أو متعة بل صارت مصادر المعلومات لعموم الناس إلا قليلا ممن رحم ربي.. وهي -بهذا- ثغرة يجب أن تُسَدّ
5. أن ما صدر عن الشيعة من مسلسلات تجسد حتى الأنبياء، أو أفلام أجنبية تجسد الصحابة والأنبياء (الرسالة، آلام المسيح) ورغم كل التحذير الفقهي من شيوخ لا يقدمون بديلا لم يُعره أحد من الشعوب اهتماما، وحققت هذه المسلسلات والأفلام رواجا هائلا ونجاحا غير مسبوق (شخصيا: أفاجأ كل يوم بحجم نجاح مسلسل يوسف الصديق الإيراني)
6. وهذا يعني أننا في مرحلة المقاومة ورفع الضرر لا في مرحلة جلب المصالح فضلا عن سد الذرائع!
7. معرفتي بمؤلف المسلسل من خلال أعماله السابقة وثقتي في دينه وأمانته العلمية يجعلني مستبشر بهذا المسلسل، ثم إنني عرفت من بعض المقربين منه أن دافعه بالأصل كان مواجهة تيار الفكر الشيعي في الحديث عن عمر بن الخطاب، وأنه لهذا أجل كتابة واحد من مسلسلاته التي كان ينتظرها جمهور عريض وهو "آخر أيام غرناطة" المكمل لسلسة الأندلس "صقر قريش - ربيع قرطبة - ملوك الطوائف".. وهي الأعمال التي تمثل ثورة هائلة في الدراما التاريخية من حيث الأمانة العلمية والعمق الفكري والرصانة اللغوية والدرس المستفاد والإسقاط على الواقع.
8. ما لم يستطع المعارضون تقديم بديلهم الحلال لهذه الأزمة المعرفية في ظل هذا الخطر الإعلامي المحيط من كل جانب يجعل كلامهم ليس إلا حرثا في البحر.
9. أتمنى ألا أشاهد أي تجاوزات شرعية في المسلسل، لكن يجب أيضا أن ننبه إلى أن التجاوزات الفرعية لا يكون علاجها بنسف المشروع كله.
10. إعلان: لن أشارك في النقاش حول هذا الموضوع، وربما يكون هذا آخر كلامي فيه، التعليقات مفتوحة بطبيعة الحال ولكن أرجو الهدوء، ولا ينتظر أحد أن أرد عليه..
انتهى القول المختصر
July 7, 2012
معارك الأمويين الأخيرة (2/2)
اقرأ: معارك الأمويين الأخيرة (1/2)
في منتصف العام (132 هـ) كان العباسيون قد أقاموا دولتهم، ووصلوا إلى عاصمتهم في الكوفة، مسيطرين على كل المساحة فيما بين خراسان والعراق، وقد انتصروا على كل الجيوش الأموية حتى هذه اللحظة وبقيت المعركة الفاصلة.
لم تكن مهمة الخليفة الأول أبي العباس سهلة، فالدولة في بدايتها، مروان بن محمد يُعدّ لها جيشا عظيما، وقوة أموية أخرى في واسط، والعلاقات ساءت بينه وبين الرجل الثاني في الدعوة أبي سلمة الخلال والذي بيده مقاليد الأمور الفعلية في الكوفة! ولكن أبا العباس كان على مستوى المسؤولية فقد حملها حتى بدا على ملامحه، فبعدما كان "شابا جميلا تعلوه صفرة (أي بياض)" إذا به بعد أسبوع واحد "كأن وجهه ترس وكأن عنقه إبريق فضة وقد ذهبت الصفرة".
ترك أبو العباس السفاح الكوفة وعهد بإدارة أمورها إلى عمه داود بن علي، وعاد إلى قيادة العمليات في المعسكر المنصوب بـ "حمام أعين"، ومن هناك بدأ في توجيه العساكر والجنود نحو جيش الشام الذي يقوده مروان بن محمد بنفسه، فعهد إلى عمه عبد الله بن علي بقيادة الجيش العباسي الرئيسي، وعهد إلى أخيه أبي جعفر بقيادة فرقة من الجيش كمدد لحصار القوة الأموية المنهزمة والمتحصنة في واسط، وبعث إلى واسط أيضا ابن أخيه عيسى بن موسى، وأرسل يحيى بن جعفر بن تمام دعما لحميد بن قحطبة الذي يدعو لبني العباس في منطقة المدائن ويقاتل فلول الأمويين هناك، وأرسل أبا اليقظان عثمان بن عروة بن محمد بن عمار بن ياسر على رأس قوة عونا إلى بسام بن إبراهيم بن بشام في الأهواز.
June 28, 2012
سيناريو انتزاع السلطة
كحال كثيرين أزعجني أن السيد الرئيس محمد #مرسي سيقسم أمام المحكمة الدستورية العليا.. سرحت بخيالي لأتخيل ماذا كان على السيد الرئيس أن يفعل.
وقبل أن أتطرق إلى ما يفعل أقول ملاحظتين:
1. إن من مزايا سيادة الشريعة الإسلامية أن تنتزع من الحاكم الطاغية سلطة التشريع، لأن الطغاة يضعون رغباتهم في قوانين ملزمة.. لذا يكون مقاومة قانون الطاغية فرضا في الفكر الإسلامي على عكس الحال في القانون الوضعي حيث يكون الفرض هو الالتزام به، وتكون محاولات تغييره داخل مسارات قانونية يضعها الطاغية أيضا فلا توصل إلى شيء.
2. التخريف هو افتراض أن المشكلة قانونية، مطلقا، المشكلة ببساطة أن العسكر عبروا عن رغبتهم قهرا في كلام سموه "إعلان دستوري مكمل" رسموا به المسارات التي تجعلهم يملكون خيوط كل شيء، إما بأنفسهم مباشرة وإما عبر صنائعهم في المحكمة الدستورية العليا.
نعود إلى الخيال:
1. الرئيس مرسي يعلن رفضه للقسم أمام أي جهة إلا الشعب المصري أو ممثليه في البرلمان.
2. العسكر وإعلامهم يعتبرون هذا تعديا على الإعلان الدستوري المكمل ويلوحون بإعلان فراغ المنصب الرئاسي.
3. الرئيس مرسي ينزل إلى الميدان ويخاطب الجموع، يقسم أمامها أنه لن يتنازل عن حقهم ولن يفرط في قيد أنملة من حقوقه وصلاحياته ويستغيث بالشعب أن يقف وراءه مدافعا عن حقه.
4. الجماهير تتوافد إلى الميادين.. والإعلام يصعد من نبرته ضد مرسي.. والعمل المخابراتي يبدأ في تشويه الرئيس والميدان.
5. الرئيس مرسي يبدأ يوم 30 يونيو في ممارسة سلطاته وتوجيه أوامره إلى جهات الدولة.. والجهات المخولة بالتنفيذ تدخل في اضطراب بالغ هل تنفذ أم لا؟
6. المجلس العسكري يدخل في مرحلة العداء ويعلن أن كل ما يفعله مرسي غير شرعي ولا يلزم جهات الدولة في شيء.
7. الغضب الجماهيري يزداد.. اضطراب جهات الدولة يزداد بين تنفيذ توصيات الرئيس.. الرئيس يطلب من الشعب والمؤسسات الحكومية التوقف عن العمل بأمر من الرئيس الشرعي للبلاد.
8. الأزمة تدخل منحنى جديدا، والخارج يدخل على الخط في محاولة لاحتواء أحد الطرفين.
9. الرئيس يعلن عزل المشير طنطاوي والفريق سامي عنان، ويعلن فراغ منصب وزير الدفاع ورئيس الأركان.. وإعلان: من لم يكن مع الرئيس الشرعي فهو مع الانقلاب العسكري.
10. القرار يسبب حالة من الاضطراب العام داخل صفوف الجيش، ليجد الرئيس مرسي كثيرون قد انحازوا إليه.. فيعين أحدهم وزيرا للدفاع وآخر رئيسا للأركان.
11. هذه هي اللحظة التي لن يستطيع فيها أحد أخذ قرار الاشتباك مع الجماهير أو التعرض لها بالسلاح.
إذا وصلنا إلى هذه النقطة.. فمبروك.. كل ما هو بعدها تنازل من جانب العسكر وقوة مضافة للرئيس وللشعب.. وبداية النهاية للدولة العسكرية.. وكل تدخلات الخارج لن تستطيع أن تصب إلا في صالح الرئيس وتضغط على العسكر.
وفي التفاصيل إبداعات كثيرة يفيض بها الله على من صدق الجهاد وأخلص النية.
شبيه من هذا السيناريو تم تنفيذه في روسيا.. وهذا ما يحكيه بقلمه الرائق الأخ الكريم عمرو عبد العزيز
حتى لا نعيش في الوهم
1. أنجح الثورات هي التي قضت على النظام القديم تماما، وكلما كانت أسرع في إنجاز هذه المهمة كلما كان نجاحها أقوى.
2. الثورات الفاشلة هي التي فشلت في القضاء على "النواة الصلبة" للنظام القديم، أو اتخذت مسارات طويلة متدرجة فانتهت قبل أن تلتقط أنفاسها.
3. من يقرأ تاريخ الثورات يعرف أن الثورة لم يهدأ لها بال طالما ظل "مركز قوة وحيد" خارج السيطرة.. والأمثلة طويلة لا يحتملها المقام.
4. المعركة الفعلية تدور حول "الجيش، الشرطة، المخابرات" بما يتفرع عنها من أجهزة أمنية.. ثم الخارج. أي انشغال بمعارك في ساحات أخرى هو معالجة العرض لا المرض.. وآخرها الفشل.
5. المعارك الإعلامية والقانونية والفتن الطائفية والأزمات الاقتصادية كلها تؤول في النهاية إلى هذه الأجهزة، فهي مصنوعة داخلها وتنفذ عبر عملائها.
6. لمرة أخرى: النهج الإصلاحي في لحظات الثورة قتل لها، ولعل الشهور الماضية خير دليل.
7. طبيعة الشعوب أنها تحب الزعيم القوي وتحميه بأكثر مما تتحمس لحماية الزعيم الضعيف الطيب.. فيجب أن نرى من السيد الرئيس محمد مرسي قوة وزعامة الآن قبل الغد، وغدا قبل بعد غد!
June 26, 2012
الحرب الإلكترونية.. الاحتلال الرائع
منذ زمن طويل لم يعد مفهوم الحروب مقتصرا على استعمال السلاح في وجه الأعداء، بل ظهر مصطلح "الغزو الفكري" ليعبر عن أساليب التسلل إلى العقول والقلوب عبر الكتب والصحافة والأدب والفنون، ثم ظهر مصطلح "الاستعمار الاقتصادي" ليعبر عن أساليب السيطرة على مقدرات الأمم من خلال المؤسسات الاقتصادية الكبرى والشركات عابرة القارات والتي تعمل على تشكيل اقتصاديات الأمم على نحو ما تريد لتظل متحكمة بمفاصلها ونقاطها المحورية فتصبح الحركة الاقتصادية للأمم مثل تحريك العرائس.. ثم ها نحن في أجواء الحرب الإلكترونية التي ظهرت مع ظهور الانترنت الذي صنع عالما آخري موازيا للعالم الطبيعي، حتى لقد كان الوسيلة الأهم في ثورات الربيع العربي!
ويتبادر إلى الذهن عند الحديث عن حروب الانترنت موضوعات القرصنة وسرقة الحسابات البنكية وتخريب المواقع وقواعد البيانات، وسرقة المعلومات المهمة، ونشر الفيروسات .. إلى آخر هذه الجرائم التي يحفل بها عالم الانترنت، على أننا آثرنا في هذه السطور القادمة أن نتحدث عن جانب آخر من الحروب الإلكترونية، وهو الحرب التي تجري في العلن وأطرافها هم نجوم هذا العالم وعمالقته، كما أن الضحايا فيه مستمتعون بأنهم تحت الهيمنة والاحتلال، والمنتبه فيهم مغلوب على أمره مضطر، لا يجد بديلا.. فهو كما قال تميم البرغوثي:
ويحملني كالنسر يحمل صيده .. ويعلو به فوق السحاب يطاوله
فإن فرَّ من مِخْلابه طاح هالكا .. وإن ظل في مِخلابه فهو آكله
(1)
العدو اللذيذ.. جوجل وأخواتها!
بعد أقل من أربع سنوات (2006 – 2010م) من عمل شركة "جوجل" في الصين، استطاعت أن تمثل مشكلة للحكومة الصينية جعلت التصريحات النارية تخرج على السطح بين الصين وأمريكا (يناير 2012م)، وهي المشكلة التي هددت "جوجل" بأنها قد تنسحب من الصين على إثرها، وهو التهديد الذي يعني كثيرا، لا سيما وقد بلغت جوجل في هذه الأعوام البسيطة أن اجتذبت ثلث عمليات البحث على الانترنت في الصين، وصار يرتادها نحو أربعمائة مليون صيني