محمد إلهامي's Blog, page 84

June 21, 2012

كلمة السر: الصمود

"الصمود" هو كلمة السر في المشهد المصري الحالي، وهذا طبقا للمعطيات الآتية:

1. أي جيش نظامي يواجه حركة شعبية يتعرض لانشقاقات.

2. الجيش المصري ليس مرتزقة وليس طائفيا وليست له عقيدة قتالية ضد الشعب المصري.. بما سيجعل هذه الانشقاقات أسرع وأكثر فاعلية.

3. السخط المنتشر بين قطاعات عريضة من الجيش المصري في ظل الفساد المنتشر فيه، واحتكار القيادات لكل شيء.. يجعل الولاء مجروحا تماما لهذه القيادات.

4. الجغرافيا المصرية السهلة تجعل أفراد الجيش المصري -مهما وضعت الخطط لغسل عقولهم وزراعة أفكار بعينها- جزءا حقيقيا من الشعب المصري.. لا يمكن عزله فكريا عن الحالة الشعبية الثائرة.

5. الجيش المصري يعرف أنه في وضع غير مستقر والصورة ليست واضحة لأفراده وقياداته فليس ثمة احتمال كبير أن تتكرر مذبحة الأمن المركزي التي ارتكبها الجيش سابقا لسببين:

- الحركة حركة شعبية وليست حركة تمرد من فئة مسلحة.

- الحكم غير مستقر ولا شرعي -كما كان حال مبارك- بحيث تحظى قراراته بالاحترام والتنفيذ الفوري

وبناء عليه (مساك الله بالخير يا كتاتني :))

فإن الاختبار الحقيقي للثورة هو أن تصمد في المواجهات الدموية لثلاثة أيام على الأقل، لتبدأ بعدها موجة الانشقاقات وانقلاب المواقف وتغير الأوزان تماما!

العسكر أمام طريقين:

1. إعلان شفيق رئيسا وتجريب الاختبار الدموي، وهذا هو الأقرب في تصوري لعقلية ونفسية القيادات العسكرية، وحينها فهم يجهزون لإنهاء هذا الصداع في أقل من ثلاثة أيام قبل أن يسمح الوقت لأي طرف بالتفكير في شيء آخر يسمح بانقلاب الأوضاع.

2. التسليم بمرسي رئيسا، والدخول في دوامة المساومات.. وهذا هو الحل الأذكى والأسلم والأطول نفسا، وهو الذي يؤول في النهاية إلى الاستفراد بمرسي ومضايقته ببطء وهدوء وتخطيط طويل، وهو الحل الأقرب للعقليات المخابراتية والذي ترفضه النفسية العسكرية التي تعودت أن ترى المدنيين فضلا عن الإسلاميين كحشرات غبية في أحسن الأحوال.

كلما بدا الشعب أكثر صمودا كلما انتصرت العقلية الثانية (المخابراتية الخارجية) على الأولى (العسكر).. وتم التدخل لمنعهم من تجريب خيار الفوضى هذا فهو خطر على كل الأطراف.

بعد كل هذا وقبل كل هذا.. ينبغي أن نلجأ بحق وبجد وبقوة وبكل إيمان ويقين لمالك الكون كله، من بيده الخلق والأمر، من يملك القلوب والنفوس، من لا يصلح عمل المفسدين، ومن لا يهدي كيد الخائنين، ومن ينصر عباده المؤمنين..

فكل ما سبق هو أخذ للأسباب، ويبقى اللجوء لرب الأسباب الذي يقول كن فيكون، ويقذف الرعب في القلوب فتتغير كل موازين المعركة، ويقبض الروح في لحظة فتنهار جبهات القوة وتسود خريطة أخرى..

بقي أمر أخير:

نحن يوما ما سنموت.. الهروب من فكرة الموت غير مجدية لأنه سيدركنا في نهاية الأمر.. الشهادة هي ذروة سنام الإسلام وغاية كل الصالحين الأنقياء.. وحين تطلب الأمة الموت توهب لها الحياة، وحين تكره الموت وتحب الدنيا يتداعى عليها الظالمون كما يتداعى الأكلة إلى فريستهم.

اللهم لا تحرمنا الشهادة في سبيلك، واكتب لبلادنا غدا خيرا من يومها وأمسها

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 21, 2012 14:52

June 19, 2012

فاز مرسي وبقي أن يفوز الوطن!

الحمد لله حمدا كثيرا..

ربحنا هذه الجولة من المعركة، وفاز د. مرسي بمنصب الرئيس، وهذا ليس إلا سلاحا مهما في المعركة الطويلة مع دولة الاستبداد الراسخة منذ قرون، ودولة النخبة المتغربة الراسخة منذ مائتي عام، والدولة العسكرية الراسخة منذ ستين سنة!

الفخ الكبير هو أن يعتقد البعض أننا قد تحررنا، أو انتصرنا، أو أنهينا المعركة! وهذا ما اعتقده الإخوان زمنا بعد البرلمان حتى قال أحدهم في مجلس خاص "الدولة وقعت في حجرنا فجأة، ومش عارفين نعمل إيه".. ولم يكن يدري أنهم يلعبون به، وأنه لم ينل من الدولة إلا الجلوس على مقاعد البرلمان تماما كما نال عصام شرف من الوزارة الجلوس على مقعد رئيس الوزراء.

وتحت هذا العنوان، عنوان النصر، اتخذت قرارات في غاية السوء لا سيما تجاه الميدان والحركات الثورية، ثم لم تكن إلا أربعة أشهر حتى جاء قلم يكتب على ورقة ما أنه مجلس باطل فتتحرك دبابة لتغلق أبوابه لتقفز الدولة من "الحِجْر" الذي وقعت فيه فجأة!

***

لقد حاول المجلس العسكري ما استطاع التزوير لصالح شفيق، ولم يستطع، فسلك طرقا أخرى ليحاصر بها مرسي.. وما أكثر الطرق التي يمتلكها صاحب القوة والسلاح، وما أقل وأضيق الطرق التي يمتلكها الطرف الأعزل الضعيف!

1. حل البرلمان عبر ذراعه القضائي في المحكمة الدستورية العليا، وصدر الحكم الذي تطوع من عنده لا بالفصل في دستورية القانون (الذي وضعوه هم أنفسهم) بل بتطوير هذا إلى تفسيره وتقرير النتائج المترتبة عليه (في سابقة هي الأولى من نوعها).. ثم تطوع العسكر بإرسال عدد من الدبابات لتنفذ الحكم دون انتظار تفسيره من القضاء الإداري (صاحب الحق في التفسير) أو محكمة النقض (صاحبة حق الفصل في العضوية).. ودون استفتاء شعبي كما هو العرف المتبع في السوابق المماثلة، فتم تثبيت الواقع بقوة السلاح لا القانون!

2. ورغم أن العسكر لا يحق لهم إصدار إعلانات دستورية بل ولا حتى قانون، إلا أنهم أصدروا ما أسموه "الإعلان الدستوري المكمل" الذي هو في حقيقته "البيان رقم 1 مكرر من سلطة الانقلاب العسكري" ليسلب من رئيس الجمهورية سيطرته على الجيش، وحقه في إعلان الحرب، وليأخذ لنفسه سلطة مراقبة الحكومة وأدائها وتقرير الميزانية وتشكيل الدستور من صبيانه ثم حق الاعتراض على مادة كتبها هؤلاء الصبيان إذا لم تعجبه.. وكل هذا تحت عنوان قوة السلاح وحدها فهو خالٍ تماما من أي سند دستوري أو قانوني.

ثم يتساءل اللواء العصار واللواء شاهين وبراءة الأطفال في عيونهما "ويقولون إننا لا نريد تسليم السلطة؟!".. السؤال الوجودي الآن: أين يذهب الخجل؟ وكيف يستطيع الإنسان أن يكذب في شيء وهو يفعله؟

3. ثم عين العسكر لجنة عسكرية في رئاسة الجمهورية، رئيسها كان موظفا رئاسيا كبيرا لدى حسني مبارك، تتحكم في الموارد والإنفاق، لتكون المكتب العسكري فرع رئاسة الجمهورية!

4. وأصدر قرارا بتشكيل مجلس دفاع وطني (11 عسكري + 5 مدنيين) لكي يحكم البلد من خلاله فعليا.. أي أنه فرض وثيقة السلمي التي سقطت بدماء بواسل "محمد محمود"!

5. وقام صَبِيَّان من صبيان العسكري (وهما ناصريان، والشيء من معدونه لا يُستغرب) بالترويج لأن الرئيس القادم لن يبقى أكثر من شهور معدودات لحين الانتهاء من كتابة الدستور فحسب (سامح عاشور للجزيرة الإنجليزية وحمدين صباحي لموقع أخبار مصر).. أي أن العسكر مستمرون معنا إلى ما شاء الله!

6. قضية عدم دستورية قانون انتخاب مجلس الشورى في الطريق إلى المحكمة، ودعوى حل جماعة الإخوان ومصادرة أموالها تأجلت إلى سبتمبر القادم.. وكما يقول البلطجي الشهير "هتروح مني فين؟!"

***

العسكر لا يمتلكون إلا السلاح فقط..

وهم يعانون نقصا مثيرا للشفقة في الشخصيات فضلا عن الزعامات، فأعضاء المجلس العسكري لا يحظون بأي احترام أو توقير إلا لدى العاملين عندهم، و"خبراؤهم الاستراتيجون" أفصحوا عن مواهب نادرة في مستوى الفهم والذكاء حتى لقد قال جلال عامر ساخرا "كنت ناوي اطلع خبير استراتيجي بس أهلي أصروا إني أكمل تعليمي"، وحتى مرشحهم للرئاسة الفريق شفيق ظهر نائما تائها يهذي بكلام غير مفهوم عن "الصف الصناعي الذي يؤدي إلى كراهة في بعض الأركان" وعن "الجزء الرجولي الذي يظهر بعد الدخول في الدولاب" (لا تحاول أن تفهم، ولا تظن أن هذه مبالغات.. راجع اليوتيوب لتسمعها بالصوت والصورة).

وعلى الجانب الآخر نجد أن العيب القاتل في الإخوان هو هذه الإصلاحية المعادية للثورية، وهو ما صار طبعا أصيلا محفورا مستقرا في النفسيات والسلوك.

ومن المؤسف الآن –كما هو المؤسف طوال العام ونصف الماضي- أن الثورية وحدها هي الطريق المناسب للتعامل مع السلطة القاهرة القائمة بقوة السلاح والتي لا تتحرك مليمتر واحد إلا إن شعرت بالتهديد.. لذا فمناخ مليونيات التحرير أصبح بالفعل كما يقول المثل –وأعتذر عن التشبيه مقدما- كالتقبيل الذي لا يمكن أن يؤدي إلى إنجاب!

التنازل ولو خطوة واحدة عن شرعية البرلمان يعني الخطوة الأولى في الدوامة التي ستأخذك من تلقاء نفسها إلى الهلاك (ثمة معلومات وردت من أكثر من مصدر أن الإخوان يفكرون في السكوت عن حل البرلمان.. أتمنى أن تكون المصادر كلها كاذبة أو خاطئة، ولكن بعض تصريحات قيادات وسيطة في مجالس خاصة وأحيانا وسائل إعلام لا تطمئن).. والسماح بضرب المؤسسة المنتخبة الآن بقرار محكمة هو ذاته السماح بضرب كل نتائج الانتخابات بقرار مثله (كما كان تمرير أول قرار فاسد للجنة الانتخابات الرئاسية هو تمرير لكل كوارثها فيما بعد).

الحل:

1. لا تنازل ولو خطوة واحدة عن شرعية البرلمان المنتخب.

2. لا توافق مع أذناب المجلس العسكري، فتجربة الشهور الماضية قاسية جدا.. ثمة من لا يصلح التوافق معهم أبدا، وثمة من لا بد من التوافق معهم والتعاون لتكوين الجبهة الوطنية المضادة للعسكر.

3. حرب صلاحيات الرئاسة والتي يجب أن تتم جميعها أمام الرأي العام بكل شفافية، فإن تجربة الغرف المغلقة قاسية جدا وهي حافلة بالخداع ونكث العهود وتبديل الكلام!

الثورية هي الحل.. جربوها ولو لمرة واحدة!

أرأيتم كيف غنمتم بتعديل قانون انتخابات الرئاسة في مادة واحدة؟! ولو كان في أكثر من مادة (كحصانة المادة 28) لكان الوضع أفضل كثيرا.. ثم أرأيتم كيف خسرتم بتأخير قانون السلطة القضائية؟! ها هو النائب العام أعطى المجرمين براءة ثم ها هم قضاة المحكمة الدستورية أصدروا قرار الحل!

***

إلى نفسي وإخواني ورفاقي في الفصائل الثورية:

نعم، لم نختر الإخوان لسواد عيونهم ولكن هروبا من وحش العسكر.. والمعركة مع العسكر لم تنته.. وتاريخكم يشهد بأنكم لن تكونوا منافقين للإخوان فأنتم لم تنافقوا لا مبارك ولا العسكر كما فعل كثيرون، فلا تقلقوا أن أحدا سيصمكم بنفاق الإخوان إلا إن كان راغبا في زرع الفتنة التي لن تصب إلا في صالح العسكر.

لا تقلقوا من الإخوان لا في ساحات الفن والإبداع والحجاب وما إلى ذلك (بل توقعوا أنهم سيتعرضون فيه تحديدا لحرب طاحنة تستهدف تحويلهم عن مسار المعركة مع العسكر) فهم لن يفكروا الآن أبدا في فتح هذه الملفات بل سيسعون لغقلها بما سيؤثر على علاقتهم بالإسلاميين أنفسهم!

أعطوهم مثل ما أعطيتم للعسكر من حسن الظن أول الأمر، ساندوهم أمام العسكر فإذا رأيتم منهم خطرا حقيقيا فعارضوهم.. المعارضة بذاتها ولذاتها ليست موقفا أخلاقيا!

وأنا على ثقة بأن الإخوان لو حازوا مثل ما حاز العسكر من ثقة أول أمرهم فإن هذا سيعود على الوطن كله بخير.. فالعدو الأكبر والأقوى والأخطر في هذه اللحظة ليسوا الإخوان بل العسكر!

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 19, 2012 06:34

June 18, 2012

علم لا ينفع يسفك الدماء

سئمت ومللت وكرهت أولئك الحرفيين! خاصة أولئك الإسلاميين الذين من المفترض أنهم يتبعون دينا عظمته كلها قائمة على المقاصد والغايات والمآلات والعلل.. وهو في جوهره يخالف تماما وجوهريا النمط الغربي القائم على السفسطة والفلسفة اليونانية التي صبغت القوانين اليونانية والرومانية وظلت سائدة في الفكر الغربي حتى الآن في القوانين الغربية..

في دراستي للفكر الاستشراقي كان ما أبهرني هم هؤلاء القانونيون المستشرقون الذين نظروا إلى هذا الجانب في الإسلام فانبهروا به وكتبوا في هذا دراسات رائعة..

إن من مصائب الدولة الحديثة التي ظهرت في بلادنا تحت الهيمنة الغربية هي وجود أولئك "الحرفيين" الذين يتمسكون بالحروف والمظاهر والتفاصيل حتى ولو كانت تدمر كل الحِكَم والغايات والمآلات.. وقد دفعت الشعوب أثمان هذا من أوراحها، ثم هم لا يرون بعد كل هذا أنهم أجرموا بل هم يطالبون بالمزيد من "احترام القانون والدستور"

قانوني كبير وإسلامي رفض أن يُلغى مجلس الشورى لحساب التسليم السريع للسلطة لأنه "يخالف الإعلان الدستوري".. انظر إلى نسيان الواقع وتدمير المستقبل والزيادة في طغيان الفرعون احتراما للقانون الذي وضعه الفرعون.

قانوني آخر إسلامي كبير رفض تماما دعوات إقالة النائب العام لأنه "مخالف للقانون".. وبقي النائب العام الذي أتى به الفرعون ليبرئ الفراعين وليمت الشعب بحسرته ولتذهب دموع الأمهات والزوجات والأبناء إلى الجحيم فداء لاحترام قانون الفراعين

قانوني آخر إسلامي كبير يرفض تماما مقاومة حكم المحكمة الدستورية العليا (ذات التشكيل الفرعوني) بحل مجلس الشعب المنتخب المعبر عن إرادة شعبية حقيقية لأنها رأت أنه قانون "غير دستوري".. ولتذهب كل مجهودات الناس واختياراتهم إلى الجحيم طالما أن قاضيا فاسدا يعمل حذاء للفراعين قرر أن هذا القانون مخالف لإعلان دستوري صادر عن الفراعين.

وقل مثل هذا في السياسيين.. ما أبعد السياسة والمهارة فيها عن "الأكاديميين" في العلوم السياسية.. ربما أكون أغبى خلق الله، ولكن أسوأ نقاش لرسالة ماجستير حضرته كان في كلية العلوم السياسية جامعة القاهرة عن الانتفاضة الفلسطينية.. ولا ريب عندي أن الفلسطيني لو سمع هذا النقاش لخر على وجهه من الصدمة.. إن الحق واضح أبلج بسيط لا يحتاج كل هذه التهويمات والألفاظ الفخمة والقواعد البيزنطية العقيمة..

أخبرني صديق أن أحد كبار الأكاديميين الإسلاميين في علوم السياسة كان يحاول إقناع الناس أن يتحاوروا مع عمر سليمان بعد تعيينه نائبا باعتبار أن هذا هو "السياسة التي تدرس في الكتب".. لقد كان الثوار أوعى بالفطرة وبساطتها ووضوحها من هذه العلوم التي أفسدت التفكير السوي حقيقة.

وقل مثل هذا عن الإعلامي الإسلامي الذي هو من أجل الموضوعية والحياد ينتهك الشرع بوضوح ويعتبر الظلم والقتل والإجرام رأي آخر واجب الاحترام!!

ومثل هذا عن كثير -بل الغالبية- من الشيوخ والفقهاء الذين تمتلئ أمغتهم بتفاصيل الروايات والأحكام وضوابطها وغرائبها وتكون أزمته الرئيسية في أنه لا يدرك الواقع أصلا لكي يفقه من حلاله ما هي الحكمة والغاية النهائية التي ينبغي أن يحققها من خلال التفاصيل والاختيارات الفقهية.

إن هذا وحده سبب رئيسي في استبداد الطغاة وبقائهم وطغيانهم.. لأن البوصلة الرئيسية تحولت من غاية "إقامة الدين" إلى غاية "الاستقرار".. فكانت الحسابات دائما تؤول إلى الاستسلام للطغيان ولو على حساب آلاف الدماء حفظا لاستقرار ملايين الدماء، ولو أن البوصلة كانت إقامة الدين لعلموا وفقهوا من التاريخ ومن الواقع نفسه أن الاستبداد هو الذي يهلك ملايين الدماء لحفظ الاستقرار لنفسه وحاشيته فقط!

ولم يحدث أبدا عبر كل التاريخ أن السماء أمطرت حكاما صالحين.. بل إن الاستبداد بعدما قتلنا وهو مستقر أسلمنا إلى الاحتلال ليقتلنا أيضا وهو مستقر حتى يمضي الزمن قبل أن تنشأ حركة المقاومة التي تعيد الأمور إلى نصابها.. فتكون النتيجة النهائية لا دماء حفظنا ولا دينا أقمنا ولا استقرارا أبقينا..

ما هذا يا قوم..

يا قوم ارجعوا إلى بساطة الفطرة والوعي الطبيعي للإنسان الطبيعي الذي لم تفسده كثرة التعقيدات العلمية العقيمة..

إن العقليات العظيمة نوعان: نوع بقي على الفطرة ولم يتخلص من البساطة فهو يبصر المشهد كما هو دون أن تغريه تفاصيله وزركشاته وزخارفه فهو يختار الطريق الصحيح لأنه يتعامل مع الحقيقة لا مع الزخارف..

وعقليات كبرى استطاعت أن تعبر حيز التفاصيل فهي تهضمها وتستوعبها لكنها لا تعلق بها ولا تقع في بئرها، بل تتحرك بها لتحقيق المقاصد والغايات النهائية.. وهؤلاء حتى في عالم المفكرين والفلاسفة نادرون! ثم هم أنفسهم بعد كل هذا العلم يتمنون "إيمانا كإيمان العجائز البسطاء"..

اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع..

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 18, 2012 14:33

June 15, 2012

الدولة الأموية في النزع الأخير

بوادر الانهيار تلوح من بعيد، يدركها العاقلون وينكرها الطغاة المستبدون، لهذا يستطيع بعض الملوك والحكام تأجيل انهيار الدول سنين عددا بما أدركوا وبما أصلحوا، حتى يأتي الطاغية الغبي فيستبد ويظن أنه قادر على قهر بوادر الانهيار، فإذا به يكون أحد أسباب التعجيل بالسقوط.. فيلقى جزاءه في الدنيا قتلا أو ذلا أو عارا، ثم يلقى جزاءه مرات ومرات ومرات في كتب التاريخ.

كان هشام بن عبد الملك آخر الخلفاء الأمويين الأقوياء، وكان عاقلا إلى الحد الذي جعله يقظا لبوادر الانهيار فيسارع في علاجها جميعا، من الشرق في خراسان، وحتى الغرب في الأندلس، ثم ما بينهما.. بينما كان الوليد بن يزيد –الخليفة الذي تلاه- أحد أهم أسباب الانهيار بما اقترفه على نفسه وعلى البيت الأموي، حتى اندلعت ضده ثورة ناجحة كانت بداية المشهد الأخير في صفحة الدولة الأموية.

في هذه السطور القادمة نواصل عرض هذا المشهد الذي بدأناه في المقال السابق

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 15, 2012 17:21

June 14, 2012

مسيرة الفشل

(قل هو من عند أنفسكم)

لا بد من التذكير ببعض الأمور:

1. الفئات العلمانية والنخب الفاشلة صرخت ولطمت ورقصت عجين الفلاحة ليتم تغيير النظام الانتخابي إلى القائمة حتى لا يفوز الإخوان (وأضافوا خجلا واستعباطا: الفلول) وكانوا يظنون أنهم بنظام القائمة يستطيعون تحقيق نجاح أكبر لشهرتهم الإعلامية.

(بالمناسبة: الحزب الوحيد الذي استفاد بنظام القائمة فعليا هو حزب النور السلفي.. الناس انتخبت الفانوس وهي لا تدري أسماءهم، بينما غالبية العلمانيين الذين نجحوا كانوا على الفردي في دوائر راقية: حمزاوي والشوبكي والنجار)

2. الإسلاميون لأنهم لا يريدون معارك ولا اشتباكات ويطمحون إلى تقصير المدة الانتقالية وإجراء الانتخابات بأسرع وقت لم يمانعوا ولم يعارضوا.. فهم في النهاية أصحاب الشعبية الأكبر في كل الأحوال.

3. شباب ثوري فقير سياسيا ومعرفيا سحبته النخبة في قدميها ليصر هو الآخر على أن تكون الانتخابات بالقائمة النسبية وأن هذا "مطلب ثوري لا تنازل عنه"

(لن أنسى ناصر عبد الحميد عضو ائتلاف شباب الثورة على قناة التحرير ذات يوم، يرغي ويزبد ويهدد ويتوعد بأن الانتخابات بالقائمة وهذا مطلب حياة أو موت.. لا أدري ما صنعت الأيام بمثل هذا الأحمق المغرور)

4. لعب العسكر على هذه الرغبات، فكان أول ما فعله أن أجل انتخابات البرلمان (كان مقررا لها يونيو 2011) ثم قسم الدوائر إلى نصف فردي ونصف قائمة.. فهاج العلمانيون يريدون أن يكون الكل بالقائمة، وفي هذه اللحظة استشعر الإسلاميون الخطر من جراء هذا الإصرار ولأنه قتل لكوادرهم الشعبية فأبدوا بعض صلابة.. فلعب العسكر مرة أخرى وكسب وقتا آخر ثم خرج عليهم بنظام الثلثين والثلث!

5. وضع العسكر قنبلة صغيرة في نظام الثلثين بالقائمة والثلث بالفردي.. ذلك أنه منع الأحزاب من الترشح على الفردي.. وكان هذا ضربة لكل الأحزاب ذات الكوارد الشعبية في مناطقها وعلى رأسهم الإسلاميون بالطبع والأحزاب العلمانية أيضا.. فكانت مشكلة أخرى توترت فيها الأجواء.

6. كان حل هذا التوتر هو طعنة في ظهر الثورة.. تم ذلك في وثيقة الأحزاب عنان.. لقد ضحك عنان على الأحزاب جميعا (الإسلامية والعلمانية- ولو أن بعض العلمانيين كان يعرف ما يفعل كهذا الكائن المثير للاشمئزاز محمد أبو الغار) ووضع لهم وثيقة كسبوا فيها مطلبا واحدا فقط وهو السماح للأحزاب بالترشح على الفردي ثم أخذ منهم كل شيء.. وطعن بهم الثورة طعنة قاتلة في وثيقة العار الشهيرة المعروفة باسم وثيقة الأحزاب عنان.. وهي الجريمة التي لن ينساها أحد لمن وقعوا عليها!

7. لولا الشيخ حازم أبو إسماعيل وبواسل محمد محمود لما سقط بند الوثيقة الذي يجعل الانتخابات في 2013.. أما باقي البنود فما زلنا ندفع ثمنها من الدماء والخوف والرعب وحكم العسكر.

8. ثم ها هم العسكر استردوا "العضمة" الوحيدة التي ألقوها للأحزاب في مقابل باقي البنود التي أعطوهم بها صلاحيات ومدد غالية.. وتركهم تأكلهم الحسرة.

9. لا ريب أن الإخوان أخطأوا.. ولكن هذه المسيرة يتحمل أغلبها هؤلاء العلمانيون الفاشلون أعداء الوطن الذين باعوا الثورة للعسكر عداوة للإسلاميين منذ البداية.

10. لمرة أخرى: لو أن أي مسيرة أخرى حدثت لكان العسكر سيجدون مخرجا قانونيا منها (السلاح والإعلام والقضاء والشرطة معهم).. ليست المعضلة قانونية أبدا، ويحسن ألا نغرق في هذه المتاهات البلهاء.. المشكلة كانت في ضعف الإسلاميين وفجور العلمانيين وتنصيبهم للعسكر حلا وحكما وراعيا.. الحل لن يكون أبدا لا بالقانون ولا بالقضاء.. صاحب القوة والسلاح هو من يحكم وهو من يستطيع تسيير الإعلام والقضاء والقانون حسب هواه، ولأنه قوي فهو يجد الخدم والمنافقين والباذلين أنفسهم وأعراضهم وإمكانياتهم ليكونوا طوع أمره ورهن إشارته

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 14, 2012 05:50

June 10, 2012

الجولة الأخيرة في معركة الثورة المصرية

بأخطاء الجميع.. وصلنا إلى هذه اللحظة الأزمة!

الجميع أخطأوا وأوصلونا إلى هذه النقطة، ومن المستحسن ألا ينشغل أحد في هذه اللحظة بإلقاء اللوم على الآخر.. عمليا: معركة الثورة الآن وصلت إلى الانتخابات التي يتنافس فيها الطرفان الأقوى: الدولة العسكرية والإخوان المسلمون.

ظنت النخبة الفاشلة أن بإمكانها صناعة بديل ثالث، وخاضت لأجل هذا البديل معركتها بكل ما ملكته من أسلحة إعلامية لحساب تطويل الفترة الانتقالية وصناعة الأزمات وشيطنة الإسلاميين، وكان الحل الدائم أمامها اللجوء والتضرع إلى "أبانا الذي في المجلس العسكري".. ومن المؤسف أن هذه النخبة التي نشأت على ضفاف الاستبداد وبرعايته أخذت في طوفانها شباب الثورة المخلص الفقير سياسيا والذي ظن أن وقفته في ميدان التحرير وهتافه الصارخ صنعت ثورة كاملة، فأخذ يملي شروطه ويدخل في معركة لا يدري أبعادها، ويرى في الإخوان المسلمين والسلفيين أعداء مثلهم مثل العسكر.

وفي المقابل كان رد الفعل الإسلامي النظامي في غاية السوء، رأوا من النخبة العلمانية ما أفزعهم، ورأوا من العسكر ما طمأنهم، وصدقوا الخرافة القائلة بأن الشعب استيقظ ولن ينام مرة أخرى (وهذه خرافة ضد طبيعة البشر.. فلا توجد شعوب ثائرة طول الوقت) ما جعلهم يراهنون على أن الوقت في صالحهم ولا يدركون أن طول الفترة الانتقالية وخطوات العسكر خلالها إنما تعني الالتفاف على الثورة مرة أخرى.. استيقظوا متأخرا جدا جدا جدا!

الذين فهموا المجلس العسكري منذ البداية لم يكن لديهم القوة الكافية لتغيير مسار الأحداث، كانت قوة الدولة أكبر منهم وكانت جذور التيارات الإسلامية النظامية أعمق، ثم انشغلوا هم أنفسهم بالخلافات فيما بينهم، وتحت عنوان الثورية لم يكن لأحد أن يغفر لأخيه خطأ ارتكبه أو يعذره في موقف أو تصريح.. فزادت هوة الخلافات مع كل موقف!

***

لا بأس.. في السجون متسع لأن نناقش أخطاءنا ونكتب مذكراتنا ونتعلم مما أصابنا دروسا نرويها لأجيالنا الذين سنتمنى أن يتعلموا.. مثلما تمنى الذين كتبوا قبل نصف قرن أن نتعلم من تجربتهم فلم نتعلم.. بل إن الذين كانت الدروس سياطا على أجسادهم نسوا هم أنفسهم ما نزل بهم من دروس فكرروا ذات الأخطاء التي ارتكبوها في شبابهم!

ما المانع أن نكون واقعيين لمرة واحدة في نهاية هذه الجولة المريرة من الثورة؟!

لماذا يرفض البعض أن يعترف أن الحل العملي (أكرر: العملي) الوحيد الآن هو دعم محمد مرسي في الانتخابات أمام شفيق، فمهما كان الموقف من مرسي وفكره وتياره وسياسته فهو شريكنا في السجن والاضطهاد والتعذيب، وهو الآن أمام القاتل السجان الجلاد!

يريد البعض أن يقاطع أو أن يبطل صوته.. لا بأس، يمكنني أن أقضي الأيام والليالي استمع إلى الدوافع الوجيهة ووجهات النظر الرائعة، لكن الذي يسيطر على كل هذا أنها "دوافع" و"وجهات نظر" تحوم في عالم الفلسفة ولا تقدم حلولا عملية (أكرر لمرة أخرى: عملية)!

لا بأس أن تسجل موقفك بما تشاء من الطرق، وأن تعاقب مرسي وتياره بما شئت من مقالات وبيانات ووجهات نظر.. لكن الحقيقة التي يحسن ألا تنساها أنك لا تعاقب مرسي فقط، بل تعاقبه بالتمكين لشفيق –ممثل النظام المجرم- وهو ما يعني أنك تختار عقاب نفسك في مرحلة تالية.. إن المستبد لن يحترم أنك سجلت اعتراضك على منافسه فأبطلت صوتك أو قاطعت قبل أن يفكر في سحبك من البيت إلى السجن، ولن يكون عقابك لمرسي دافعا له أن يفكر قبل أن يهتك عرضك في أحد أقسام الشرطة!

نحن واقعيا بين اختيارين اثنين، ولقد ثبت منذ ظهور النتيجة عجزك عن تقديم أي فعل ثوري مؤثر.. حتى بعد أن أهدى الله لك واقعة الأحكام المستفزة على مبارك، لقد دخلت النخبة الفاشلة على الخط ووضعت الاشتراطات، وجاء البرادعي من الخارج، ثم اختلفوا وانفض جمعهم ولم يسفر عن شيء.. ليس هذا لأن الإخوان شياطين، بل لأن السياسيين في بلادنا فقراء في الفهم أو في الإخلاص، تضخمت نفوسهم حتى ود كل واحد منهم أن يصوغ الحال على هواه فإن لم يكن كما أراد استعلى عليه وبدأ في السب والشتم وقدم النصائح المتعالية ثم انصرف لا يلوي على أحد!

الواقع أنك لا تملك فرض البديل الثالث، يمكنك أن تعيش حالة الإنكار النفسي حتى يقتحم جنود شفيق بيتك، ثم يكون أكثر مناك وقفة عشرية أمام نقابة الصحفيين أو مقر النيابة العسكرية، ولا أكذبك: ربما يكون الأمل حينها منصبا على صفحة فيس بوك "فري فلان" أو هاشتاج على تويتر بنفس الاسم.

***

الانتخابات مزورة.. تجري في ظل المجلس العسكري.. اللجنة الفاسدة تتحكم فيها.. ستنتهي لصالح شفيق.. وإذن: فالمعركة محسومة ولا داعي لخوضها أو لإضفاء الشرعية عليها!

هنا يفوتك عدة أشياء:

1. الشرعية مضفاة عليها بالفعل، إن لم يكن بقوة النظام الذي يمتلك السلاح والإعلام، فبقوة من قرروا المشاركة.. لئن لم تستطع إقناعهم بحل المقاطعة وإبطال الصوت إلى الحد الذي ينسف فكرة المشروعية، فكن معهم في المواجهة.. لا تكن وجها آخر للنخبة التي تريد أن يسير الكون على هواها وإلا اعتزلوه!

2. تزوير الانتخابات يكون أصعب كلما كانت المشاركة الشعبية أعلى وأقوى وأكثر كثافة، فهذه المشاركة ليست مجرد أصوات بل هي تعبير عن اليقظة الشعبية واستعداد التيار العام لتقرير اختياره وحماية إرادته.

3. المجلس العسكري ليس إلها لكي يقول: "كن فيكون"، ولا حتى المجلس العسكري يستطيع الوقوف بقوة أمام تيار شعبي لديه الإصرار على إنجاز هدفه، ولو أنه يستطيع إنجاز ما يريد لما كنت ترى الآن انتخابات تجري بالفعل، بل هذه الانتخابات هي إنجاز ثوري تم انتزاعه بالقوة في محمد محمود!

4. اللجنة الفاسدة.. لقد ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثمائة قتيل وعدد غير معروف من المصابين والمعتقلين في أحداث العباسية، من المؤسف أن كثيرا من الثوريين وكل النخبة الفاشلة والإسلاميين النظاميين كانوا ضدها لأنها أراحتهم من المنافس القوي "أبو إسماعيل".. بواقعية شديدة: كانت الأغلبية مع اللجنة الفاسدة وضد المرشح المظلوم وأنصاره ومن انتصر لهم، فوصلنا إلى الأزمة الحالية.. من الرجولة أن تدفع ثمن اختيارك إلى النهاية لا أن تنسحب في منتصف الطريق لتندد بأن اللجنة فاسدة.

5. المشاركة الشعبية العالية هي في حقيقتها فعل ثوري، أو تحضير لفعل ثوري في حال زورت الانتخابات.. المقاطعة أو إبطال الصوت هي من تساهم في تسهيل التزوير ثم ستساهم في تفتيت أي فعل ثوري ضد التزوير بمنطق "ألم نقل لكم" و"لو كنتم معنا لاختلف الأمر".

***

واقعيا: نحن في الجولة الأخيرة.. نحاول ما استطعنا ثم ننتظر رحمة الله تعالى.

فإن نصرنا الله فبفضله وعفوه وجبره لعثراتنا وزلاتنا وأخطائنا، وإن عوقبنا فبعدله وبأخطائنا.. وفي مصر متسع لمزيد من السجون والقبور! ليسجل التاريخ قصة ثورة أخرى فاشلة تحمل الشعار الخالد (قل هو من عند أنفسكم)

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 10, 2012 14:04

June 8, 2012

اعترافات متخلف!

والمتخلف هو أنا بطبيعة الحال.. تابع الشرح الآتي:

لأننا شعب ظريف بطبعه، ولأن تويتر كشف عن قدرو هذا الشعب الهائلة في ابتكار الطرفة والمزاح والسخرية، فاجأتني هذه المواقف..

1. كنت أتخيلهم يسخرون من توفيق عكاشة وينسبون إليه ما لم يقله ويبالغون.. حتى اكتشفت توفيق عكاشة بعد ظهوره بشهور وكانت صدمتي حقيقة بالغة القوة! كنت أحسب أن هذه الكائنات منقرضة، أو أنها لو بقيت فلن تكون إلا في المتاحف لا في مهمة يديرها المجلس العسكري الذي من المفترض أن نأتمنه على أمن البلاد.

2. حدث ذات الموقف نفسه عينه مع أحمد شفيق.. حين لا أكون أمام التلفاز وأتابع تويتر في مواصلات أو ما شابه.. كثيرا ما تخيلت أنهم يسخرون ويبالغون.. حتى إذا عدت وشاهدت مقاطع الفيديو وجدت نفسي أمام كائن منقرض آخر ويقوم بمهمة يديرها المجلس العسكري!!

3. منذ صباح اليوم كنت خارج البيت وأتابع تويتر من الموبايل، وصدمني لمرة أخرى حديث النشطاء عن إعلان المخابرات "ريلي" الذي أذيع على التليفزيون المصري.. ولأننا هذه المرة أمام المخابرات التي لم نستطع بعد التخلص من آثار أدهم صبري أو محمود سالم في أرواحنا.. فقد غمرني الشك مرة أخرى وظننتهم يسخرون ويبالغون.. حتى رأيته منذ قليل..

الخلاصة:

مصر منهارة بالفعل، ومفتوحة الأبواب والنوافذ، وهي تدار بشكل فعلي من واشنظن وتل أبيب وكل عاصمة وجدت لها عميلا (وما أكثرهم).. وما تحققه السلطة من انتصارات لا يعود إلى ذكائها بقدر ما يعود إلى ضعف وتشرذم مخالفيها وامتلاكها وحدها كل أدوات الحكم، وتحكمها في كل مفاصل الدولة..

إننا أمام لحظة فارقة تتحول فيها النكات والطرائف إلى حقائق.. إن مستوى الأجهزة الحاكمة مثير للشفقة.. كيف بقوم يرشحون أمثال عكاشة وشفيق والزند للجماهير؟!!

1 like ·   •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on June 08, 2012 13:21

June 7, 2012

المشهد والحل والرجاء

الحل كما أراه:
أن تصدر تصريحات في غاية القوة والوضوح من الرموز الإسلامية أن عصر عبد الناصر ومبارك لن يعودا أبدا، وأنهم لن يدخلوا السجون مرة أخرى ولو اضطروا إلى حمل السلاح وتحويلها حربا حقيقية.. وأن يستعدوا بالفعل للدفاع عن أنفسهم بأنفسهم (لم يعد من شك في أن دولة العدل سقطت تماما وأنه لا أمل لأحد إلا أن يلجأ لقضاء أو قانون لإنصافه.. لو كان فيهم -القضاء- خيرٌ أو بهم قدرة لأنصفوا عبر ستين سنة)
المشهد كما أتوقعه:
هذا لن يحدث لأنه يخالف التكوين النفسي والفكري والمنهجي للرموز الإسلامية الحالية، وسيظل الأمل يراودهم في النجاة بطريقة ما، وفي إثبات حسن نواياهم عبر الإعلام ودهاليز السياسة، وتقديم التنازلات لتجنب المذبحة.. ثم سيذبحون ليعود عهد محمد علي وعبد الناصر في النسخة الثالثة..
الرجاء:
أقسم بالله العظيم أني أتمنى أن أخطئ في توقعاتي لمرة أخرى.. ويثير أعصابي أن ما توقعته منذ الثورة وحتى الآن رأيته واقعا!
الدعاء:
اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني ما كان الموت خيرا لي، وإن أردت بقومي فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا..
تنبيه وتأكيد:
ليست دعوة لليأس ولا للإحباط.. إنما تبصير وتذكير.. (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 07, 2012 14:02

شذرات من كوارث الدولة الحديثة

شذرات من كوارث الدولة الحديثة:

1. مصطلح "هيبة الدولة" الذي يبيبح للمستبد الذبح والقتل والتعذيب ليعيش المستبد متمتعا بالهيبة ولو مات نصف الناس.

2. مصطلح "سيادة الدولة" الذي يبيح للمستبد قتل الناس ولو بالدبابات والطائرات والمناشير الكهربية دون أن يكون لأحد حق النصرة والنجدة.

3. مصطلح "حدود الدولة" الذي يبيح للمستبد حمايتها ولو بحصار الجوعى والمرضى والجرحى، ولو بهدم وتسميم الأنفاق تحت الأرض.

4. مصطلح "الأمن القومي" الذي يبيح للمستبد الاشتباه والاقتحام والتعذيب والاعتقال، والعمل وكيلا للتعذيب لدى أطراف خارجية.

5. مصطلح "احترام القضاء" الذي يبيح للمستبد إدارة أي معركة بقناع القضاء الذي صنعه على عينه في تنفيذ القانون الذي وضعه من أنجحهم بالتزوير.. وهو في كل هذا يطالبك باحترام القضاء والقانون!.. فعليك عزيزي المواطن الصالح أن تحترم حكم تبرئة قاتل ابنك لأن القضاء حكم بهذا!

6. مصطلح "احترام حرية الرأي" الذي يطالبك باحترام الخائنين والقاتلين والفاسدين.. لأن هذه وجهة نظرهم في الحياة.. فلا تكن متعصبا منغلقا!

7. مصطلح "العمود الأخير في البيت" والذي أباح للعسكر القتل والسحل والاعتقال والتعذيب.. ولا بأس.. فنحن مضطرون لاحتمالهم لأنهم "العمود الأخير".. وها هو العمود الأخير يسقط على رؤوسكم ويقيم صرح الاستبداد القديم من جديد!

ولقد كان أكثر فساد عقول الإسلاميين ومناهجهم أتى من استسلامهم وتشربهم لهذه المصطلحات.. حتى ارتكبوا ما يخالف صريح الإسلام وهم لا يشعرون

(انظر إلى لحى لها سابقة في الدعوة والثبات كيف تبرر للعسكر سحق الناس لأنهم "اقتربوا" من وزارة الدفاع "فهددوا" "هيبة الدولة"!!!)

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 07, 2012 07:41

June 5, 2012

لقائي مع برنامج أحلى صباح - قناة الخليجية

بتاريخ 4/6/2012 عن الوضع السياسي المصري
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 05, 2012 13:56