محمد إلهامي's Blog, page 82

September 3, 2012

تغيير المنكر.. صناعة مناعة المجتمع

جاء حيي بن أخطب اليهودي إلى بني قريظة في إطار خطته المحكمة للقضاء على النبي (صلى الله عليه وسلم) بتحريض الأحزاب، إلا أن بني قريظة كانوا في موقف حرج: فلئن فشلت الغزوة فسينفرد بهم المسلمون ولن ينجيهم أحد، وهنا وعدهم حيي بن أخطب بأنه لو حدث ذلك فسيدخل معهم في حصنهم لينزل به ما نزل بهم، وقد كان، وقُتِل معهم وهو رابط الجأش!

وقبل هذه الواقعة بأعوام كلَّف النبي (صلى الله عليه وسلم) فريقا من الصحابة بقتل اليهودي كعب بن الأشرف الذي نقض عهده مع المسلمين وكان يهجو النبي ويحرض عليه ويرثى قتلى المشركين، فذهب هذا الفريق –وهو المكون من محمد بن مسلمة وأبو نائلة وآخريْن- إلى كعب بن الأشرف، وبعد تحضير وتدبير نادوا عليه، فخافت زوجته وحاولت منعه من النزول قائلة: "أسمع صوتا يقطر منه الدم" فكان من ضمن ما قاله لها "إن الكريم إذا دُعِي إلى طعنة بليل أجاب"، وقد كان في هذا مقتله.

***

هذان مثالان من يهود عاشوا بين العرب فاكتسبوا منهم صفات العرب التي تخالف طبائعهم الأصلية (أحرص الناس على حياة، يود أحدهم لو يعمر ألف سنة)، هذا مع أن اليهود هم أقل الناس تأثرا بالآخرين بما عاقبهم الله من تقطيعهم في الأرض (أسباطا أمما) فكانوا منعزلين، وبما يعتقدون في أنفسهم من علو يجعل منهم شعب الله المختار!

والمراد من هذين المثال تبيين أثر المجتمعات في تشكيل طبائع الأفراد وإن خالفت طبائعهم وصفاتهم الأولى.. ثم هاهو مثال يهودي ثالث فيه أيضا عبرة!

حين قطعهم الله أسباطا أمما جعل اليهود في حاراتهم ومناطقهم يحيون مجتمعهم القديم فحافظوا بذلك على وجودهم من الذوبان، وكانت هذه المجتمعات هي نواة تجددهم وإعادة انبعاثهم في دولة، فحتى "الحديث اليومي بين اليهود في المجتمع لم يكن يتمُّ بلغة البلاد، وإنما برطانة يهودية خاصة تُسَمَّى باليديش، وحين كان يهودي الجيتو يتعلَّم لغة جديدة، فإنه كان يتعلَّم "لشون هاقدوش"؛ أي: اللسان المقدس أو اللغة العبرية، لأن مجرَّد النظر إلى أبجدية الأغيار كان يُعَدُّ كفرًا ما بعده كفر، يستحقُّ اليهودي عليه حرق عينيه"

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 03, 2012 16:28

August 27, 2012

سيف الدولة الحمداني والروم

كانت الدولة الحمدانية على شطرين، شطر يحكمه ناصر الدولة الحمداني ثم ابنه أبو تغلب الحمداني في العراق ومركزهم في الموصل، وشطر آخر يحكمه الأمير الشهير سيف الدولة الحمداني في الشام ومركزه في حلب، وهذا الجزء الأخير تولى مواجهة الروم في منتصف القرن الرابع الهجري، والذي نحاول إيجازه في هذه السطور القادمة

***

نستطيع أن نقسم الحرب بين سيف الدولة الحمداني وبين الروم البيزنطيين إلى مرحلتين؛ المرحلة الأولى هي أقرب إلى التعادل أو توازن القوى حيث كانت الحرب سجالا بينهما غير أن قلة عدد وعدة سيف الدولة الحمداني بالمقارنة مع الامبراطورية البيزنطية يجعلها بطولات كبيرة لسيف الدولة على المستوى المعنوي أو التقديري، أما على المستوى العسكري والحربي فلا يمكن اعتبارها نصرا أو تفوقا على الروم، والمرحلة الثانية هي تفوق واضح للروم البيزنطيين وهزائم قاسية مريرة لسيف الدولة، ذلك أن الروم كانوا قد أعطوا لسيف الدولة قدره من الاهتمام بعدما بدا لأول وهلة واليا على إمارة غير مستحق لكثير اهتمام فقاتلوه قتال الأنداد، كذلك فإن الروم في ذلك الوقت تمتعوا بقادة عسكريين تاريخيين بلغوا شأنا عظيما في القوة والكفاءة.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 27, 2012 10:59

August 23, 2012

أصنام مأكولة!

1. يؤيد بقاء العسكر سنتين بصلاحيات مطلقة تشريعية وتنفيذية.. لكنه لا يحتمل شهرين بذات الصلاحيات لرئيس منتخب!

2. يحترم القضاء حين يستبعد حازم والشاطر.. ويطالب بمجلس رئاسي مدني حين يفشل هو!

3. يصيح هاتفا بالإفراج عن المعتقلين.. ثم ينتفض مصعوقا من الإفراج عن المعتقلين الإسلاميين!

4. ينادي بالحرية والديمقراطية وحرية الشعب.. وتاريخه وثيق العلاقة بالمستبدين ومنظماتهم!

5. لا تهتز له شعرة إن قتل المئات في العباسية.. وتهتز كل شعيراته العصبية إن قال أحدهم كلمة تسيئ ليساري أو لإلهام شاهين!

6. لا ينطق بكلمة أمام الكذب والتحريض المهووس.. ثم تظهر التغريدات والتصريحات أمام الرد على التحريض!

7. هو قائد ثورة لم يشارك فيها ولم يدعُ إليها.. ويتحسر على قوم كانوا جنودها لأنهم "ركبوها"!

8. شعاره فيما قبل "الديمقراطية يا فلان".. وشعاره فيما بعد "الانتخابات لا تعبر عن الشعب"!

9. منزعج من "التكويش" على السلطة.. وبعد دقائق: يبشر باكتساح كامل لكل الدوائر!

10. حرية التعبير مكفولة طالما لم يشعر هو أنها إساءة.. فإذا شعر بشئ هاجم "التخوين والإقصاء"

لعله قد دار في خلدك أني أتحدث عن البرادعي أو صباحي.. "أبسوليوتلي".. إنما الحديث عن المنهج!

احترام القانون - احترام القضاء - حرية التعبير - حرية الإعلام - رفض التخوين والإقصاء - الديمقراطية - حقوق الإنسان ... إلخ

كلها أصنام يأكلها العلمانيون واحدة تلو الأخرى للنكاية في الإسلاميين..

ترى متى سنصدق قول ربنا "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"؟ .. وقوله تعالى "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"؟..

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 23, 2012 13:30

النقد الذاتي صفة العظماء

"عبر حياتي كنت أبحث عن معنى معين لم أجده إلا في الإسلام" [جارودي]

***

النقد الذاتي هو صفة الأحرار ولا يستطيعه العبيد ولا أهل التقليد ولا أهل التقييد، المنطلقون من الأغلال وحدهم يستطيعون النظر إلى مسارهم ومسيرتهم وإعادة تقييمها وتصحيحها جزئيا أو كليا، ذلك أن جوهر الإنسان وأصل الإنسانية هي الحرية والقدرة على الاختيار والقدرة على تغيير نمط الحياة، فبذلك يرتفع الإنسان ويتميز عن غيره من الكائنات!

أمتع المذكرات والسير الذاتية هي تلك التي يرويها أناس قضوا حياتهم في البحث عن الحقيقة، فانتقلوا من وجهة إلى وجهة أخرى، ذلك أنها مكنوزة بتحليلات نفسية معمقة وتأملات مبتكرة وزوايا نظر مختلفة، ويجمع بينهم مخزون ثقافي واسع، ومهما تعددت طرقهم في الاهتداء فإن الهداية في النهاية تجمعهم! يقول د. عبد الوهاب المسيري في رحلته الفكرية: "وهكذا، بدلا من الوصول إلى الإنسان من خلال الله، وصلت إلى الله من خلال الإنسان، ولا يزال هذا هو أساس إيماني الديني"

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 23, 2012 12:33

في فقه "الفيس بوك وتويتر وآسك"

لا ريب أن الانترنت من أجل نعم الله على هذه الأمة، وعلى الشعوب المقهورة بشكل عام، فهي المساحة الوحيدة التي يعتدل فيها أمر الحياة لتكون "الشعوب فوق السلطة"، من بعد ما قامت الدولة المركزية الحديثة بقلب هذه المعادلة لتكون السلطة دائما فوق الشعب، ولتكون الشعوب دائما عبيد وموارد عند السلطة.

ثم كانت شبكات التواصل الاجتماعي من أجل نعم الله، وهي الآن ذروة تطور هذه الحالة المجتمعية، فهي توفر فرص ربط بسيطة لعدد ضخم من الأفراد والكيانات، فبعدما كان المرء قبل عشر سنوات مضطرا لزيارة العديد من المواقع ليقرأ، أو الاشتراك في العديد من المنتديات ليتحاور، أو يتابع العديد من المدونات.. صار كل هذا بسيطا جدا، تأتيه به صفحة واحدة، فتوفر عليها أوقات الانتقال ثم توفر له إمكانيات النشر بشكل سهل بسيط!

على أن الحياة لا كمال فيها، وما من شيء إلا وله سيئات وسلبيات..

وهنا، أحب أن أركز النظر على أمر أحسب أن كثيرين لم ينتبهوا له!

لقد صُنِعت هذه الشبكات لتكون تواصلا اجتماعيا وشخصيا بالمقام الأول، ولا بأس عليها في ذلك فإن الذين صنعوها قوم مُترفون، بينما تلقاها المقهورون في العالم فجعلوا منها وسائل سياسية بامتياز، فبها يناهضون السلطات القاهرة وينظمون سبل مقاومتها!

منذ المنتديات.. ثم المدونات، وبشكل أكبر الفيس بوك، وبشكل أعظم وأعظم تويتر.. توفر هذه الوسائل فرصا كبيرة للحديث عن النفس! والحديث عن النفس -لغير فائدة عامة- هو مدخل كبير للغرور وتضخم الذات.. وأحيانا للتفاهة!

من الشباب من يقضي وقته –منذ زمن المنتديات والمدونات وانتهاء بالشبكات الاجتماعية- في الحديث عن نفسه وماذا سيفعل في يومه وليلته، ماذا سيسمع وماذا سيشتري وماذا يفعل الآن وماذا سيفعل بعد قليل.. ربما كان هذا لائقا في قوم مترفين لا قضية لهم، وهو أبعد ما يكون عن قوم لهم رسالة وقضية وفكرة!

إلا أن الأخطر –بتقديري- هو شخص آخر يملك فصاحة أو رأيا أو فكرا، ثم أعطته هذه الوسائل فرصة انتشار كبيرة فوجد له جمهورا ما كان يحلم به من قبل، ومن ثم صار له متابعون وأحباب ثم أنصار ومتعصبون أيضا! فذلك شخص أحرى أن يصيبه الغرور وتضخم الذات والكِبْر والاستعلاء!

إن عدد "الإعجابات" أو "التشارك" يزرع الكثير من ثقة النفس في الكاتب.. غير أنه يجب أن ينتبه إلى أن "المغرور هو من غرَّه ثناء الناس عليه"، وأن الذين يعجبون به إنما هم معجبون "بستر الله عليه"، وأنه لو كشف لهم سرائره لكان عندهم في مقام آخر ومكان آخر (نسأل الله أن يسترنا جميعا بستره الجميل)!

فزيادة عدد المشتركين على الفيس بوك أو المتابعين في تويتر إنما هو مسؤولية وأمانة قبل أن يكون دليل تفرد وتميز، وهو لا يعد على الإطلاق "معيار نجومية"! هذا ونحن المسلمون يجب أن يكون لدينا معيار آخر للنجومية غير المعيار المادي..

لكن فتنة الشاب في نفسه تحدث وتحدث كثيرا جدا، ويشاهد المرء بنفسه بوادر السقوط بعد الغرور عند كثيرين، وفي كل عبارة يجب أن يخشى المرء على نفسه من أن يدخل في قلبه كبر أو عجب أو غرور، فتلك هي مُحْبِطات الأعمال؛ إذ "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر"، و"من عمل عملا أشر معي فيه غيري فهو لشريكي كله"، والرياء نوع من أنواع الشرك بل هو الشرك الذي وصف بأنه "أخفى من دبيب النمل"!

***

لقد تفجرت كل هذه الخواطر من مكامنها بعد أن شاهدت الموقع الجديد (ask.fm) والذي يضع المرء في موضع النجومية مباشرة، فكأنه "نجم/ عالم علامة/ مفكر باحث/ خبير اجتماعي... إلخ" وتُوجه له الأسئلة ثم يقوم هو بالإجابة..

مثل هذا الموقع نقل هذه السلبية من شبكات التواصل من كونها سلبية في وسط مزايا أخرى لتكون موقعا قائما بذاته ومنفردا بها، وهو لذلك أدعى أن يكون المشترك فيه على خطر، ويجب عليه أن يحذر إذا قرر الدخول فيه!

لست أدعو لعدم الاشتراك فيه –وإن كنت في هذه اللحظة أحبذ هذا وأراه الأفضل- لكني أنبه من قرر ذلك أو ينويه إلى ضرورة أن يراجع نفسه وحال قلبه، وأن يكون يقظا وحذرا أمام تسرب الكبر والغرور والعُجْب إلى نفسه!

وعلى كل حال.. فنحن قوم، كان من خيارهم "الأتقياء الأخفياء.. الذين إذا حضروا لم يُعرفوا، وإذا غابوا لم يُفتقدوا"!

نشر في رابطة النهضة والإصلاح

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 23, 2012 00:27

July 29, 2012

ميلاد الدولة الحمدانية

قامت الدولة الحمدانية كأثر من سياسة الخلافة العباسية في ترك المجال لقيام حكم ذاتي على الأطراف، وهي السياسة التي بدأها الرشيد مع دولة الأغالبة في المغرب، ثم اضطردت فيما بعد في دول أخرى كالدولة الطاهرية في خراسان على عهد المأمون.

واستطاعت الخلافة عبر هذه السياسة أن تحول مشكلات الأطراف إلى مكاسب، فهي قد تخففت من عبء التعامل المباشر مع اضطرابات هذه المناطق، ثم استفادت بالأموال السنوية التي تأتي في كل عام، فتحول المغرم إلى مغنم!

وقامت كثير من تلك الدول بمواصلة الفتوحات بمعزل عن الخلافة، فالأغالبة فتحوا صقلية وتوغلوا في إيطاليا، والسامانيون فتحوا مناطق واسعة في وسط آسيا وأدخلوا أعدادا هائلة من قبائل الأتراك في الإسلام، والغزنويون فتحوا الهند وأدخلوا مساحات واسعة في أرض الإسلام وغيرهم. كما استطاعت تلك الدول في كثير من الأحيان أن تكون سلاحا قويا في يد الخلافة بعدما صارت إلى الضعف، فحملت عبء مواجهة التمردات المحلية والتمردات ذات المشاريع الكبرى سواء كانت فارسية شعوبية أو خارجية أو علوية أو غير ذلك.

وحديث السطور القادمة بإذن الله سيكون عن الدولة الحمدانية..

***

كانت بلاد الموصل وما يليها شمالا من بلاد الجزيرة الفراتية منطقة كثر استقرار القبائل العربية فيها، فهذه بلاد ديار بكر وديار مضر وديار ربيعة، ولهذا كانت السيادة في بلاد الجزيرة وما يليها غربا من شمال الشام وخاصة حلب لزعماء من العرب

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 29, 2012 16:40

July 27, 2012

بعض الظن في الرئيس مرسي

ما زالت مشكلة المصريين - لا سيما الثوريين - مع الرئاسة تنحصر في "انعدام الشفاقية".. وحينها فلا بد من "التخمين" و"الظن".. وحقا "إن بعض الظن إثم".. ولكن بعضه الآخر ليس من الإثم..

الرئيس مرسي في الأيام السابقة لم يحقق الحد الأدنى من الاطمئنان إلى أنه سيكون الرئيس القوي الأمين.. ربما لا نشك في أنه "الأمين" ولكن الشك قائم وعميق في أنه "القوي"..

هذا الشك يستند إلى بعض الوقائع هذه أبرزها:

1. محمد مرسي هو من وقع اتفاقية العار المعروفة بوثيقة الأحزاب عنان والتي كانت طعنة هائلة في ظهر الثورة ولم نتخلص من بعض أثرها إلا بدماء الشباب في محمد محمود!

2. الرئيس محمد مرسي أصدر قرارا بعودة البرلمان فكشر المجلس العسكري عن أنيابه القضائية والإعلامية فإذا بالرئيس مرسي يتراجع في القرار ببساطة لم يتوقعها عدو أو حبيب!

3. الرئيس مرسي لم يستطع الإفراج عن المحاكمين عسكريا والمعتقلين سياسيا بالشكل المتوقع من رئيس قوي.. فدخلت المسألة في طور الدفعات والمسارات القانونية البغيضة!

4. الرئيس مرسي لم يتخذ حتى الآن أي قرارات جوهرية وفارقة تسقط الإعلان الدستوي المكمل (الذي يؤسس لاستقلال عسكري كامل بل ولسيطرة عسكرية دائمة) بل يبدو هذا الملف وكأنه ساقط من اهتمام الرئيس تماما

5. الرئيس مرسي لا يرد على وصلات السب والتحقير اليومية التي تقوم بها أحذية العسكر الإعلامية والتي تفيد أكثر من إفادة ذات دلالة مؤثرة:

أ. الرئيس ضعيف.. وهو بالتالي أمام العسكر وفي الغرف المغلقة أشد ضعفا.

ب. الرئيس قوي ولكنه لا يهتم بهذه السفاسف.. وعليه فلربما يحتاج إلى التذكير بأن "الهيبة" من دعائم الحكم، لا سما بعد ثورة شعبية وفي مواجهة شياطين الدولة العميقة ومنافقيها!

جـ. الرئيس لا يريد أن يتهم بمعاداة الحريات وممارسة الإقصاء.. ربما يصلح هذا في أوقات الاستقرار والقبض الحقيقي على أزمة الأمور، أما إذا كان هذا الانفلات يؤدي إلى الانهيار فإن الله أباح للمضطر شرب الخمر وأكل الميتة!

ثم إن الخوف من الاتهامات الجاهزة ممن لا تنضب عندهم الاتهامات ولا تنفد عندهم الأكاذيب يجعلنا نتوقع أن الرئيس لن يفعل شيئا أبدا، وأن الإعلام هو من يحكمه ويرسم له الطريق.

6. إذا كان الرئيس لا يصارح الشعب فبديهي أن نفهم أن المسارات في الغرف المغلقة واحدة من هذه:

أ. توافق بين الرئيس والعسكر.. وهذا مستبعد بدليل تأخر الحكومة والفريق الرئاسي.. لكنه نظريا يطرح ثلاث احتمالات [الرئيس والعسكر اتفقوا على خيانة الثورة مقابل المصالح - الرئيس مغفل ومخدوع - الرئيس يغافلهم ويخدعهم بطريقة لا ندريها وسنستيقظ يوما لنجده قد حررنا وخدعهم]

ب. توتر العلاقات بين الرئيس والعسكر ولكنها لم تصل إلى الاشتباك فأحد الفريقين أو كلاهما يقدم التنازلات حتى يتم التراضي.. وفي ظل الهجوم الإعلامي القضائي الفلولي على الرئيس فالمتوقع أنه هو من يقدم التنازلات! لأنه ما زال الأضعف في معادلة القوة.

جـ. الرئيس يستند على الدعم الأمريكي الذي يبدو أن تفكيره الاستراتيجي هداه إلى أن الحكم المدني الإسلامي "المعتدل" المقصوص الجناحين من أدوات القوة.. خير من اضطراب وارتباك مع حكم عسكري شائخ غبي يحمل بذور الانهيار!

7. إذا وضعنا أنفسنا مكان المجلس العسكري فسيكون تفكيره واحدا من هذه:

أ. إضاعة المستطاع من الوقت حتى يهدأ الشارع وتزول حالته الثورية وساعتها يزول الضغط الذي أجبرهم على إعلان مرسي رئيسا.. لتبدأ الإطاحة بمرسي والمذبحة العسكرية على غرار 1954.

ب. ضمان الاستقلال المالي والاقتصادي الكامل عن الدولة والسيطرة على القرارات الاستراتيجية والسيادية (عبر مجلس الدفاع الوطني) فيكون لهم مغانم الحكم، وعلى الرؤساء والحكومات مغارمها.. وهم الحكام الحقيقيون على النحو الجزائري والباكستاني والتركي فيما قبل أردوغان.

ربما كان الخيار الثاني هو الأقرب للعقل، وهو الأسهل أيضا في التعامل مع أطراف المشهد: الشعب - أمريكا - الرئيس الإخواني ذو الطابع الإصلاحي والذي لا يمانع أن تستمر رحلة الإصلاح مائة سنة أخرى.. لكن الأزمة في أن ثمة أطرافا أخرى تضغط باتجاه الخيار الأول وهي: شهوة السلطة - النفسية العسكرية المتعجرفة التي لم تكن تقبل بإسلامي في نواديها أو أقاربها فكيف تقبل به رئيسا منافسا وندا - ثم النخب المتغربة التي تفترق في الأشكال وتجتمع على كراهية الإسلاميين والخوف من حرية يمتلكها الشعب المصري فيخرجون من المشهد.. فهؤلاء جميعهم يحرضون وبوضوح على ألا يبقى مرسي رئيسا بعد كتابة الدستور، وجميعهم يرحبون بانقلاب عسكري، وقد كانوا من قبل يدعمون شفيق ويتوسلون للعسكري تعيين لجنة تأسيسية بدلا من لجنة منتخبة.

8. الخلاصة أمام الرئيس مرسي:

أ. الغطاء الأمريكي غير مضمون الصلاحية!

ب. لن ينفعك "احترام القانون" حين يفشل، وحينها سترسم السياط على أجسادنا جميعا "مجرى القانون" الذي سيحترمه كل الكلاب الناطقة به الآن.

جـ. الشعوب لا تثور دائما، ولا تثور بالطلب، ولا تثور كلها [أتمنى أن يصل للرئيس مقال أخي م. معتز عبد الرحمن: رئيس وثلاثة جنود]

د. التواضع لا يعني الضعف.

هـ. إن أعداءك على طبع اليهود "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى" وهم لا يتناصرون.. عند الضربة الأولى ستجد من نجا بنفسه ومن انحاز إليك.. فإن "بأسهم بينهم شديد"

3 likes ·   •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on July 27, 2012 16:31

July 25, 2012

مسلسل "أوقفوا مسلسل عمر"

وهو من ست حلقات:

1. لم يعرف شيئا عن العمل وكاتبه ومن راجعوه ومن أجازوه وهاجمه بضراوة من فرط "الغيرة" على مقام الصحابة.

2. أحدهم من فرط "الغيرة" وقع في الكذب وادعى أن ممثل شخصية عمر مسيحي.. إنه من فرط "الغيرة" نسي أن "المؤمن لا يكذب"

3. آخرون من فرط "الغيرة" أذاعوا الخبر ونشروه.. فهم من فرط الغيرة نسوا "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"

4. ثم هم يعظون في الحل والحرمة ويبكون الغيرة على مقام الصحابة!!

5. أتفهم جدا رأي من يعارض ولا أنكر أن له اعتبار من بعض الوجوه، إنما الأسى أن يكون هجومهم على من أجاز المسلسل كأنه هجوم على قوم يفعلون هذا لأنهم يكرهون عمر أو لا يحفلون بمقام الصحابة أو يتآمرون على الإسلام ويجهزون للضربة القاضية العام القادم "تجسيد النبي" ثم بعد القاضية العام بعد القادم "تجسيد الله".. والعياذ بالله!

6. هو لا يمل من تكرار هجومه على المسلسل ومؤيديه، لكنه يرتاع ويغضب لأنك تكرر الثناء عليه دون مراعاة مشاعره.

يا إخواني وأحبابي وأسيادي وكرام قومي وسادتهم.. لئن كان الذين أجازوا العمل وشجعوه قد أخطأوا فإن تاريخهم وعملهم وجهادهم يشهد أنهم لو كانوا أخطأوا فإنه خطأ المجتهد المخلص! لا مؤامرة العدو الحقود ولا تخبيط الجاهل الأبله!

 •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on July 25, 2012 07:34

July 23, 2012

المؤكد والواقع والاحتمالات في السياسة المصرية

المؤكد أن:

1. الرئيس مرسي يريد صلاحيات كاملة

2. العسكر يريدون مرسي رئيسا شكليا

3. أجهزة الأمن والمخابرات والإعلام مع العسكر وضد مرسي

4. مرسي ليست له قوة حقيقية إلا الشعب.. لولا ذلك لأعلن فوز شفيق

الواقع أن:

1. الرئيس لم يعلن فريقه الرئاسي ولا الحكومة

2. أجهزة الدولة على ما هي عليه

3. الناس تتذمر والصبر عند بعضهم نفد أو يكاد

الاحتمالات:

1. الرئيس فشل في مفاوضات ترضي جميع الأطراف.. وما زال يحاول

2. الرئيس ما زال محتارا مترددا في الاختيار.. وعاجز عن اتخاذ قرار

3. الرئيس ما زال لم يستكمل الاختيار الذي يحقق الوفاء بوعده لصعوبات يضعها العسكر أو يشترطها المرشحون للمناصب

الحل:

1. مصارحة الشعب وإعلان المسار والتفاوضات على الرأي العام ليستعيد الثقة قبل أن يفقدها

2. الحسم في ضرب رأس الأفعي.. قبل أن ينفض الجمهور من حوله فيُضرب هو إما لأنه لا شعب خلفه أو حتى "استجابة لرغبة الشعب"!

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 23, 2012 07:26

ذكرى نكبة يوليو

في ذكرى نكبة يوليو التي أسست لنوعية متوحشة من الحكم والحكام نتذكر باللعنة:

1. عبد الناصر.. نموذج الاستبداد مع الهزيمة مع التأسيس لحكم متوحش

2. عبد الحكيم عامر.. قصة المحسوبية التي جعلت الحشاش قائد جيش!

3. صلاح نصر.. نموذج رجل المخابرات العربي الفاشل والفاجر

4. حمزة البسيوني.. نموذج السادية الدموية وحب التعذيب

5. هيكل.. كاهن معبد الاستبداد وفيلسوف الجبابرة

كما نتذكر بالفضل والرحمة:

1. سيد قطب.. نموذج العلماء في مقاومة الطغيان

2. محمد جلال كشك.. أقوى وأبرع من فهم الناصريين وسحقهم فكريا

3. زينب الغزالي.. نموذج المرأة الصامدة أمام الجبارين

4. عبد الرحمن السندي.. نموذج البصير الذي أضاعته قيادة قاصرة

5. جمال فوزي*.. نموذج المعذبين في السجون

* جمال فوزي: شاعر إخواني تفنن الذين يعذبونه في السجن الحربي في تعذيبه، فاقترحوا إتلاف نصف جسده فقط، وفعلوا: فأفسدوا عينه وأذنه وذراعه وخصيته ورجله ليكون نصف إنسان فقط!

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 23, 2012 05:16