محمد إلهامي's Blog, page 87

April 1, 2012

لهذه الأسباب لن أدعم الشاطر

قبل الدخول في المقال: هذا ليس انتقاصا من شخص خيرت الشاطر، ولا نسيانا لما حاق به من ظلم واضطهاد، ولكنه اختلاف مع الموقف السياسي فحسب!وهذه هي الأسباب، باختصار شديد..1. لأنه تفتيت للكتلة التصويتية الإسلامية، من بعد ما كانت النصائح تلوم على المرشحين الإسلاميين عدم توحدهم على مرشح واحد!2. لأن طريق المرشح الإسلامي للرئاسة مهده الصادقون الثابتون الذين عرضوا أنفسهم للخطر الحقيقي مثل أبو إسماعيل ثم أبو الفتوح.. فلا منقبة لمن جاء بعد أن تمهد الطريق ليقطف الثمرة.3. لأن الظروف لم تتغير في الحقيقة، سوى أنه قد بدا أن أمريكا تقبل وجود رئيس إسلامي بعدما كانت لا تقبل، فعارٌ أي عار أن أنتخب من حاز على الموافقة الأمريكية وقد كان محجما لأن قناعته كانت أن أمريكا لا توافق.4. أو لعل الذي تغير أن مجلس العسكر، وهو الذي لا يُعرف بغير العداء للإسلاميين، قد رأى ما هاله من اكتساح أبو إسماعيل، ثم يليه أبو الفتوح، وهما إسلاميان قويان لا إمكانية للسيطرة عليهما، فرضي بأهون الشرين وأخف الضررين.5. لئن تغيرت الظروف، فإنها تغيرت برجال كانوا يعتنقون الحلم فآمنوا به، ولم تهمهم موافقة أمريكا ولم ترهبهم خشية العسكر.. فهؤلاء أولى بالدعم، لأنهم الأوسع حلما وخيالا والأصدق سيرا وجهادا.6. ولئن تغيرت الظروف الخارجية، فكيف تغير الشعب الذي كان منذ شهور "غير مستعد لرئيس إسلامي"، كيف تغير فجأة ليصبح مستعدًا؟؟ لئن لم يكن سوء تقدير فإنه الآن انتهازية.7. ولئن تغيرت الظروف الخارجية وظروف الشعب، فكيف تغير التيار نفسه في أيام، ألم يكن حال البلد من الصعوبة والانهيار بحيث "لا يستطيع تيار واحد تحمل المسؤولية"؟ فكيف صار نفس التيار قادرا على تحمل نفس المسؤولية لنفس البلاد؟!!8. لأن سياسة الإخوان كانت طوال العام الماضي فاشلة، فلقد اهتموا بسحب الذرائع وتفويت الفرص والصبر على المكاره، حتى لقد سكتوا على القتل والدماء وما فعلوا شيئا، ثم هاهم الآن يزعمون أنهم اكتشفوا أنه لا يتم الأمر بغير الصدام و"التهور" بعدما اكتشفوا (!!) أن العسكر يعطلون عمل البرلمان ويستخفون به.. إنما أحب أن أدعم من اكتشف هذا منذ أكثر من سنة، فكم كان بعيد النظر، جيد القراءة للموقف!9. لأن مصر تحتاج رئيسا قويا يخوض بالبلاد معركة تخليصها من الهيمنة العسكرية، وهنا يكون الذي وقف للعسكر حتى استطاع (ومعه الشباب الثائر) أن ينتزعوا موعد انتخابات الرئاسة هو خير وأولى وأفضل وأفهم من آخر وقعت جماعته على اتفاق العار والفضيحة والجريمة (وثيقة الأحزاب – عنان) والتي لولا الثائرين والمرشحين الأقوياء –حقا- لكانت الثورة الآن في عداد الأموات!10. لأن الذي عاش حياته تصالحيا إصلاحيا لا يصلح أن يقود البلاد في لحظة ثورتها، فكيف وقد رأينا أنه أكمل مساره تصالحيا إصلاحيا حتى في لحظات ثورتها؟!!11. لأن الجماعة التي تكتشف مؤخرا أنها أخطأت، وتحفل قراراتها ومواقفها بالتضارب –فضلا عن التصريحات، وما أكثر ما تناقضت التصريحات- لا يوثق بصحة تقديرها للموقف، حتى لقد قال أحدهم ساخرا: "يقولون: ليتنازل حازم للشاطر، فكيف إذا تنازل حازم، ثم غيرت الجماعة موقفها وسحبت الشاطر.. ماذا نفعل؟!!"، وقال آخر: "كيف تلتزم بقرار الجماعة إذا كانت الجماعة نفسها غير ملتزمة بقراراتها؟!!"12. كم قالوا لنا: انتظروا، سيحقق لكم البرلمان أكثر مما تريدون بأسهل مما تدفعون، ثم اكتشفوا هم أن "البرلمان وحده لا يكفي"! ليس هذا لأن البرلمان "منزوع الصلاحيات"، بل لأن طاقة المواجهة هي التي نفدت، وهي طاقة لا يأتي بها لا كرسي برلمان ولا كرسي رئاسة!13. لأن الشورى "المزعومة" لم تكن شورى حقيقية، فهي التي تم تأجيلها وتسويفها حتى أتت بالرأي المختار الذي سكن عقول القادة الأبرار، (وهذا بشهادة الأستاذ كمال الهلباوي، في مقاله الأخير بجريدة الشروق)، يدل على هذا أن صفحات "دعم خيرت الشاطر" على الانترنت ظهرت قبل أن تتوصل الجماعة أصلا لهذا الرأي.. فهو التمهيد والتزيين والتسويق للرأي الذي يصنع الشورى الموجهة. وكاتب هذه السطور شخصيا كان له مقال قبل عشرة أيام من هذا القرار في ذات الفكرة وتلقى عليه من الشتائم ما تلقى [اقرأ: الشورى الإخوانية ليست شورى]14. لست أنسى موقف الشاطر في برنامج "بلا حدود" (2005) بشأن مسرحية محرم بك! حين أقامت الكنيسة عرضا مسرحيا تسب فيه الإسلام والمسلمين صراحة، واندلعت موجة غضب شعبي، في وقتها كانت انتخابات البرلمان على الأبواب، كان أول ما قاله الشاطر: "نحن لا علاقة لنا بما حدث، ويشهد الجميع بما فيهم الأجهزة الأمنية على أن لا علاقة لنا بالمظاهرات المعترضة على المسرحية".. آلمني ذلك الموقف منذ ذلك الحين، فهو تقديم شهادة حسن السير والسلوك في أمر كان ينبغي أن تكون "كبرى الحركات الإسلامية" هي أول من يتبناه، وقبله كان حادث "وفاء قسطنطين"، وبعده كان حادث "كاميليا شحاتة" (وكان أيضا قبل انتخابات برلمان 2010) فسكتوا لمصلحة البرلمان، وذهبت كاميليا شحاتة إلى المجهول، أو لعلها الآن عند ربها!15. أتذكر الآن مقولة الشيخ صفوت بركات الذي رزقه الله بصيرة عجيبة في تحليل الموقف السياسي، فلقد قال في عز "الخلاف بين الإخوان والعسكري" أن هذا الخلاف ليس إلا محاولة لتسويق الشاطر.. ولأن الله لم يرزق كثيرين مثل بصيرته فقد انهالوا عليه شتما!اقرأ: - الرئيس المنتظر.. عجل الله فرجه- الإسلاميون والرئاسة.. قرار اللحظات الأخيرةنشر في رابطة النهضة والإصلاح
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 01, 2012 15:38

March 29, 2012

عن الإعلام السافل أتحدث..

حين تحدث مشكلة يُشتبه أن يكون المتهم فيها من الإسلاميين، تنهال الآلة الإعلامية نهشا في الإسلاميين وفي الإسلام نفسه تحت عنوان "الإرهاب - الإرهابيين"..

[راجع: كنيسة القديسين، أطفيح، نجع حمادي، العامرية... إلخ، ثم تذكر أن السلفيين إما ثبتت براتهم وإما كانوا من عوامل حل المشكلة]

وحين تحدث جريمة يرتكبها بوضوح أطراف كنسية أو علمانية، تغط الآلة الإعلامية في نوم عميق، فإذا تضخمت المشكلة وصار لا يمكن تجاهلها يتم القفز مباشرة نحو مناقشة أن الإسلاميين لو كانوا في نفس الموقف لكانوا فعلوا ذات الشيء..

[راجع: كاميليا شحاتة، الحكم القضائي بإلزام البابا إصدار تصريح زواج لمطلق، البناء غير المرخص للكنائس... إلخ]

إلى الآن لم اقرأ مقالا واحدا عاقلا يشرح بهدوء ما هي الفئات المهمشة وغير الممثلة في لجنة الدستور، بينما قرأت وسمعت عشرات التصريحات الكاذبة السافلة التي تدعي أن الإسلاميين مثلوا 70% أو 80% من اللجنة، وتيار مناشدات للعسكر بالتدخل والانقلاب..

أصوات تتنادى الآن بأن ما فعله العلمانيون من مناشدة العسكر كان سيفعله الإسلاميون لو كانوا في ذات الموقف.. وينسى الجاهل أن الإسلاميين -الإخوان والسلفيين تحديدا- من كثرة حرصهم على الهدوء تنازلوا وتنازلوا حتى انبطحوا..

فهم قد سكتوا على عدم تمثيلهم في وزارة واحدة من وزارتي شرف والجنزوري، واختفائهم من المجلس الأعلى للصحافة، المجلس الأعلى لحقوق الإنسان، رؤساء الجامعات.. بل إنهم سكتوا على انتهاك حقوقهم وتركوا معتقليهم دون أي ضغط حقيقي (أبو يحيى - عمر عبد الرحمن - أحمد عبد الكريم.. وغيرهم وغيرهم) من أجل أن تمر الفترة الانتقالية بخير..

أنا ألوم الإسلاميين على كل هذا الضعف والصبر ولا أجد مسمى له إلا الخضوع والانبطاح وأخشى أنه سيضيع الثورة بالفعل.. لكنني أريد أن أذكر الإعلام السافل الفاجر بما يحب أن يتغافله..

كم أرتاح كلما تذكرت أن ثمة يوم عدل اسمه "يوم القيامة".. فيه تجتمع المظالم، وفيه ترد الحقوق.. وفيه يشفي الله صدور المقهورين

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 29, 2012 05:04

March 24, 2012

الشورى الإخوانية.. ليست شورى

في انتخابات البرلمان 2010 سرت دعوات المقاطعة في المشهد السياسي المصري بعد أن صار مؤكدا أنها انتخابات مزورة بعد أن أُلغي الإشراف القضائي، ولكن الجميع كان ينتظر رأي الإخوان، بما فيهم النظام، لأن الإخوان هم القوة الشعبية الوحيدة آنذاك.. أما الإخوان فقد كانوا يريدون دخول الانتخابات، ولكنهم يخشون –كالعادة- من العلمانيين وإعلامهم وصحافتهم، ولا يريدون أن يُتهموا بأنهم من أسبغ الشرعية على الانتخابات المزورة والنظام الفاسد فكان من ضمن وسائلهم لتجاوز هذا الأمر هو القول بأنهم سيستطلعون رأي قواعدهم "فالأمر شورى" ثم سينفذون ما استقرت عليه "الشورى"..

ظل الأمر شهورا والشورى تسري في القواعد حتى استقرت على المشاركة في الانتخابات بنسبة 90% تقريبا (أو أكثر، خانتني الذاكرة) فشارك الإخوان في الانتخابات!

ثم كان التزوير هائلا في المرحلة الأولى فلم يحصل الإخوان على مقعد واحد، فاتخذ الإخوان قرارا بمقاطعة ما تبقى من الانتخابات..

وعلى حين ظلت الشورى الأولى شهورا حتى جاء قرارها بالموافقة، فإن الشورى الثانية بالمقاطعة لم تستغرق سوى يومين أو ثلاثة.. وعلى حين كانت الشورى الأولى على مستوى القواعد والمحافظات فإن الشورى الثانية كانت على مستوى مكتب الإرشاد وربما مجلس الشورى..

وليس هذا إلا لأن شورى الإخوان، "عندها ساعة".. ساعة تروح، وساعة تيجي!

***

لكن.. كيف وافقت القواعد على المشاركة أول الأمر وهي تعلم بالتزوير المحقق؟ ثم استسلمت لقرار المقاطعة بعد أن حدث التزوير.. وكيف انقلب الحال من "مزايا المشاركة" إلى "مزايا المقاطعة".. ومن "قوة قرار المشاركة" إلى "قوة قرار المقاطعة"..

أذكر أني خضت جدالات كثيرة مع إخواني "منضبط" أحاول أن أقنعه بالمقاطعة ويحاول أن يقنعني بالمشاركة، ثم انتهت الجولة الأولى فعاد نفس الجدال وكان على نفس رأيه، وفي مساء ذات اليوم جاء بيان المرشد بالمقاطعة فقال فورا: قرار قوي جدا!! نظرت إليه مشفقا ولم أنطق.. فداء التبعية لا علاج له!

لا تظنوا –يا قوم- أن الأمر شورى.. لا في الإخوان ولا في الدعوة السلفية (مؤخرا) .. ولكنه يجري كالآتي:

حسابات القيادة تقول بالدخول في الانتخابات، فتعمل التعلميات النازلة في الأسر والقطاعات على تزيين هذا القرار وإبداء مزاياه، ويعمل موقع إخوان أون لاين وباقي مواقع الجماعة على نشر هذا الرأي وتسويقه ومنع الرأي الآخر تماما.. فإذا تم المطلوب أُخذت الشورى التي ستأتي بما تشتهيه القيادات.

(راجع في سياسة موقع إخوان أون لاين، اعترافات رئيس تحريره عبد الجليل الشرنوبي بعد أن استقال منه، وهي مكتوبة ومتلفزة)

***

كنت عضوا في "مجلس الكلية" (الهندسة الإلكترونية – أقوى معاقل التيار الإسلامي في مصر على الإطلاق على مستوى الكلية) ومسؤولا عن العمل العام لثلاث سنوات، ولدي الكثير من الذكريات عن "هذه الشورى".. لكن الله يعلم أني ما سكتُّ على تمرير أمر هام بدون شورى أبدا، نجحت أحيانا وأخفقت أحايين كثيرة.. وتقدمت باستقالتي مرتين وأنا في الكلية ثم عدت عن واحدة لتأثري بـ "الظروف ونقص الكوادر وأهمية المرحلة وحرج اللحظة وحاجة الدعوة... إلى آخر هذه الأسطوانة التي كانت تخدعنا".. ولم أتراجع عن الأخرى ولكني كتمتها لكي لا تتسبب في ارتباك بين صف الإخوان الطلاب (لست شخصية مؤثرة ولا فارقة ولكن طبيعة العمل الإخواني ووجودي في موقع القيادة لسنوات تجعل الكثيرين يولونني هذه النظرة عن غير استحقاق)..

ذات مرة أراد الإخوان في الجامعة تعميم نظام جديد يجمع في اللقاءات بين التربوي والإداري، وحاول مشرف الكلية تسويق هذا النظام لنا "مجلس الكلية" لكي نأخذ شورى (!) ثم نوافق عليه بالطبع (!).. اعترضت بشدة وظل يناقشني (مناقشة لم تخلو من سخرية أحيانا كثيرة.. وما أشد من السخرية على نفسي في مقام النقاش الجاد) وعلت حدة النقاش حتى قلت له "إن كان هذا النظام نازلا من الإخوان فأخبرنا مباشرة، لا أن تحاول جعلنا نوافق عليه وكأن الأمر شورى".. بعد هذه الكلمة (سيئة الأدب في المزاج الإخواني) تحولت دفة النقاش، وكنت أرقب المأزق باديا على وجه "نائب مشرف الكلية" الذي ظل صامتا طوال النقاش ولم يتوقع أن يحدث هذا..

ولأن مشرف الكلية كان رجلا عاقلا وشخصية مستقلة بالفعل وعقلية رائعة فقد أنهى النقاش في الموضوع، واتخذ شورى حقيقية انتهت إلى رفض الفكرة، فلم يطبقها.. ولكنها طبقت في الكليات الأخرى بنفس المنهج الذي كان يراد له أن يحدث!

***

في موقف آخر دخلت في احتكاك مع مسؤول الكلية وكنت أندد بضعف الشورى في قرارات كبيرة، فقال لي على انفراد: هو انا كل حاجة هاخد فيها شورى؟ يبقى انا دوري إيه؟ طرطور؟!!

في موقف آخر ومع مسؤول آخر، وكنت سكرتير الجلسة، حاول المسؤول فرض رأي بعينه والتملص من الشورى، فرفضت كتابته وإقراره وتساءلت: ما شرعية أن أكتب شيئا لم يوافق عليه هذا المجلس.. هنا فقط صرح بأن هذا القرار توجه من القطاع..

في بلد آخر تم اختراق اللائحة لتصعيد أحدهم إلى المكتب، وبُرِّر هذا بأنه للضرورة وبدافع المصلحة.. فلم يمض إلا أسبوعين حتى وقع حدث آخر أفرغ مقعدا في المكتب الإداري وكان المفترض أن تجري انتخابات، ولكن الشخص الذي كان سيصعد إلى المكتب لم يكن مرغوبا فيه، فظل المقعد شاغرا، وقال المسؤول: "احنا اللي عملنا اللايحة واحنا اللي بنغيرها"..

ستجد كثيرا من الحكايات عند من اتخذوا قرار ترك الجماعة، ممن كانوا قيادات يسمع لهم ويشار إليهم، حتى إذا خرجوا صاروا من "المتساقطين على طريق الدعوة"..

***

معظم الشخصيات المشار إليها في هذا المقال شخصيات رائعة، وبذلت في سبيل نصرة الدين أغلى ما لديها، وتعرضت بالفعل لاختبارات قاسية وعنيفة: مادية ومعنوية، وذاقت الجوع والخوف، ولم تعش شبابها المنفلت الماجن، بل عاشت شبابا في العمل والجد والاجتهاد والتعرض للبطش والفصل والاعتقال..

وهم لا يتحملون المسؤولية وحدهم، وليسوا شريرين أو متآمرين، ولكنه مزيج من سلبيات العمل السري وطبيعة العدو واختفاء الحريات، يجعل الأمر عملا تحت الضرورة تقل فيه الشفافية وتكثر فيه القيود وتؤثر الطبائع الشخصية على مسارات العمل وتكاد تختفي فرص المراجعة والتصحيح..

الهدف من هذا المقال ليس نقد الإخوان ولا نقد الشخصيات.. بل هو بوضوح نقد "الشورى" المزعومة التي تُرفع كشعار، ويستعان بها كدين يتعبد به.. وهو الأمر الذي يعتنقه في العادة من لم يمارس قيادة مؤثرة في مكاتب الجماعة، فهو يظن أن الأمر يجري على خير ما يرام، وأن قرار الشورى قد اتخذ بكل شفافية وبعد دراسة علمية لكل الاحتمالات عبر أكفاء متخصصين.. والأمر ليس كذلك على الإطلاق!

ومن عاين مثل هذه الأمور هو فقط من يعرف أكثر من هذا..

ومن جرب علي كذبا من قبل، فهو مدعو لأن يلقي هذا المقال في أقرب سلة مهملات

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 24, 2012 04:21

موظف الحكومة.. لا يصنع التاريخ

أسوأ ما يمكن أن ينزل بالإنسان أن يعمل موظفا في الحكومة، فالعمل في الحكومة يعطي مزية واحدة وينزع كل صفات الموظف وخصاله الحميدة، حتى يصير موظف الحكومة الشريف شيئا نادرا!

لا يأخذ موظف الحكومة إلا ميزة "الأمان الوظيفي" حيث لا يستطيع أحد أن يفصله من عمله إلا بعد إجراءات طويلة ومعقدة، ولكنه يفقد أمام هذه الميزة أشياء كثيرة، أهمها: أنه سيعيش حبيسا بين جدران وظيفة تكفيه بالكاد ولا توفر له أبدا الحياة الكريمة، وهي تعوِّده على نمط بعينه من الحياة، فيصير مع الوقت غير مستعد أبدا لتجريب نمط غيره، ينحصر في إطار الوظيفة، يفقد القدرة على المغامرة أو المخاطرة أو اقتناص الفرص، لا يفكر خارج الصندوق المحيط به.. كل ما يتمناه: زيادة المكافأة، الحافز، انتظار السنوات حتى الترقي والانتقال من درجة إلى أخرى..

وكل هذا يُعوِّده أن يكون موظفا مطيعا، يهتف "عاش الملك مات الملك"، لا يبالي كثيرا بصحة أو خطأ السياسات المتبعة.. يهمه فحسب أن تكون واضحة وآمنة، لئلا يصطدم بها عن دون قصد، ولئلا يجد نفسه فجأة من المغضوب عليهم.. ومع كل ترقي من درجة إلى أخرى، يزداد الموظف استعلاء واستئسادا على من دونه، ويزداد طاعة وتقربا لمن فوقه، حتى يمضي عمره وقد صار خبيرا في شيء واحد فقط: دهاليز الوظيفة وقوانينها!

كم من الشخصيات التي أعرفها، قاومت أن تكون فاسدة في النظام الحكومي، ولكنها لم تستطع أن تقاوم النمط الحكومي.. فهو رغم طاقته الهائلة في العمل وإخلاصه الشديد وتحريه للأمانة والتقوى أصبح فاقدا للقدرة على المرونة، لا يمكن أن يفكر خارج الصندوق، لا يضحي بانهيار الأمان ولا يفكر في اقتناص فرصة أو المخاطرة في مشروع، وكم من خسارات نزلت بالأمة والوطن وبهم أنفسهم جراء هذه الصفات التي جعلت الإنسان أقرب إلى الآلة "سمعا.. وطاعة".

***

الموظف الحكومي يبذل الطاقة نفسها التي يبذلها صاحب المشروع، وربما أكثر.. ولكن لأن المسارات مختلفة فالنتائج جد مختلفة..

الموظف الحكومي يعيش تحت ضغط نفسي رهيب في ترتيب مصاريف البيت والأولاد والدروس الخصوصية، ويشارك في الجمعيات الشهرية، ويتفنن في اقتطاع المصاريف من هنا ليسد الثغرة هناك، ومن هنالك ليسد الثغرة هنا، وربما يعمل بعد عمله الحكومي في عمل آخر خاص أو أكثر.. وقليل هم من يستطيعون بهذا الوضع أن يعيشوا حياة كريمة..

وهو رغم هذا المجهود العظيم لا يستطيع أن يضحي بالعمل الوظيفي الآمن ليفعل مثل صديقه الآخر الذي ترك العمل الحكومي وبدأ في مشروع خاص وتعود على المخاطرة والمغامرة، فأحيانا يكسب وأحيانا يخسر، لكنه في النهاية وبعد عدد من السنين يحقق أضعاف دخل الموظف الحكومي ويتيح لنفسه وأولاده حياة أفضل، وهو غير مشغول بالقرش والجنيه بل هو مشغول بالصفقة.. وقد لا يهتز إن خسر في صفقة مبلغا كبيرا بل يفكر في تعويضه من صفقة أخرى.. بينما موظف الحكومة يقصم ظهره إن تم تخفيض الحافز بضعة جنيهات.. فحياته المرتبة بصعوبة لا تحتمل أي ارتباك!

***

قد يستطيع الموظف تكوين ثروة.. يضع الجنيه فوق الجنيه والقرش فوق القرش ويتفنن في ألا ينفق إلا الحد الأدنى المطلوب، وهو في رحلة تكوين الثروة هذه يترقب الحافز والمكافأة وساعات العمل الإضافية.. هذه الثروة لا تقارن بالآخر الذي يحققها عبر الفرص، عبر المخاطرة، عبر الصفقة التي تنقله من حال إلى حال، ومن وضع إلى وضع آخر..

وبينما هذا يترقى درجة درجة بناء على نمط محسوب وآمن في وظيفته.. فهذا يقفز قفزا!

حتى جاءت اللحظة الفاصلة.. استطاع المستثمر أن يشتري الشركة التي يعمل بها صديقه الموظف الحكومي بعد ثلاثين سنة في صفقة من الصفقات، وضاع إلى الأبد حلم الموظف في أن يكون مديرا لقطاع في هذه الشركة أو عضوا في مجلس إدارتها..

***

لقد جاء الزمن بمتغيرات أربكت النمط الرتيب المحسوب الذي كان يمضي فيه، وظهر في الأفق رجل من خارج السياق تماما، كم رماه بالفشل والتهور والاندفاع وتعريض نفسه للخطر والديون والسجون..

وعلى رغم النجاح المتكرر للرجل إلا أن هذا لم يدفعه أبدا لترك حياته الرتيبة الملتزمة بقوانين جائرة، فبدأ في السكوت، ثم بدأ يبرر لنفسه أن الحياة تحتمل العديد من الاتجاهات: هذا اتجاهي وهذا اتجاهه ونحن ننشد نفس الهدف، واتجاهاتنا المختلفة تثري الحياة ولا تتعارض..

لكن نجاح الرجل يتزايد، وهنا بدأ السكوت يتحول مرة أخرى إلى هجوم عليه وعلى مسيرته.. وبينما كان الهجوم الأول، هجوم الواثق من نفسه ومن فشل الطرف الآخر والتحدي بأن الزمن سيثبت من أصح طريقا.. جاء هذا الهجوم الثاني من موقع المنافسة ومستشعرا بخطورة ما تحققه نجاحات الرجل على الخطة الرتيبة التي بدأت منذ ثلاثين سنة، والتي وُضِعت خطوة خطوة وسارت محسوبة جنيها وقرشا..

***

إذا وصلت إلى هذا السطر، وكنت عارفا بالوضع الحالي على الساحة الإسلامية.. فستعرف لماذا يقف "أصحاب الكيانات الإسلامية" تحديدا موقف المعارضة والهجوم من حازم صلاح أبو إسماعيل.

كلمة السر في المخاطرة.. والأمان!

في التقاط الفرص التاريخية والإمساك بها.. والسير وراء الخطة الرتيبة الآمنة!

فيمن يرى هدفا واضحا يسعى إليه فلا تهزه تغيرات التفاصيل.. وفيمن يرى خطة واضحة ومحسوبة لا تحتمل تغير التفاصيل..

***

قال المفكر والفيلسوف الفرنسي الكبير العلامة جوستاف لوبون ما معناه: إن الحالمين فقط هم من يكتبون التاريخ وينشئون الدول والديانات.. ولو كان العقل –لا الحلم- هو الذي يسود العالم لكان للتاريخ مجرى آخر.. أصحاب الحلم وحدهم – لا ذوي التفكير البارد من الفلاسفة والمفكرين- هم من يقودون الناس وينشئون الدول ويصنعون التاريخ.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 24, 2012 01:32

February 26, 2012

شذرات من حضارة الإسلام في صقلية

تمثل جزيرة صقلية واحدة من الأمثلة الواقعية على أن الإسلام ليس مجرد رسالة روحية، ذلك أن النهضة الإسلامية التي بعثها الإسلام في الأراضي التي فتحها لم تكن ارتفاعا بالمستوى الروحي الأخلاقي فحسب، بل شملت النهضة المادية كذلك، ففي الإسلام ليس ثمة انفصال بين ما هو روحي ديني وما هو مادي دنيوي.

وفي استعراض الحال إبان القرنين اللذين عاشتهما صقلية في ظل الإسلام، نجد أن القيم الأخلاقية والمعاني الإنسانية التي دخلت إلى صقلية، وإلى أوروبا، مع الفتح الإسلامي قد رافقتها عمليات نهضة علمية أيضا، ومثلت صقلية أهمية خاصة في التاريخ كونها كانت أحد المعابر التي نقلت الحضارة الإسلامية إلى الغرب.

وبعد أن استعرضنا في المقال الماضي طرفا من النهوض الإنساني الحضاري في صقلية

3 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 26, 2012 03:17

February 25, 2012

الرئيس المنتظر.. عجل الله فرجه!

بداية نقول إن هذا المقال قد كُتب قبل أن يظهر ذلك المرشح المنتظر الذي يصر الجميع على التكتم عليه حتى يعلن دعمه له في الوقت المناسب.. وهذا كي لا يتخيل أحد الظرفاء الخبثاء أنه مكتوب ضد المرشح الذي ربما يكون قد ظهر، واستجاب الله دعائي فعجل فرجه!

***

منذ أحبت الحركات الإسلامية أن تترسب في خانة المفعول به، وأن تكون دائما في موقع رد الفعل، وهي تعاني.. وستظل تعاني وتعاني وتعاني.. ذلك أن الذي ينتظر من الآخرين أن يحددوا له الطريق لا يجد أمامه إلا مسارات محدودة: إما أن يسير في هذا الطريق ولو كان كارها، أو يظل واقفا وهو كاره، أو يمشي متلكئا متحفزا مترقبا حذرا تملأ الحيرة قلبه وهو كاره أيضا!

إذا لم يكن لك مشروع فأنت جزء من مشروع الآخرين!!

أما الذي انطلق من المباردة وأخذ زمام الموقف فإنه يصنع الأحداث من حوله، ويفرض وجوده ورؤيته لتكون جزءا من اعتبارات الآخرين، فإذا أوتي ذكاء وهمة كانت قيمته أكبر..

لقد أحبت الهيئات الإسلامية أن تكون في موقع رد الفعل في مسألة الرئاسة، الإخوان والدعوة السلفية والهيئة الشرعية ونحوهم، ولذا فهم ما زالوا يبحثون وينتظرون ويدرسون ويفحصون.. بينما استطاع من نزل إلى حلبة المنافسة سابقا أن يجعل نفسه أحد الخيارات المطروحة أو في أقل الأحوال أحد الاعتبارات التي لا يمكن إهمالها!

وعليه، فليس أمام من ارتضوا خانة المفعول به إلا أن يختاروا رئيسا من بين الأسماء المطروحة أو من خارجها، فإن كان من بين الأسماء المطروحة فسيكون تأخرهم هذا من علامات سوء السياسة والتقدير، وإن كان من خارجها فإنهم سيبذلون جهدا رهيبا لتسويقه شعبيا وهو الأمر الذي يبدو أنه قد فات وقته وانتهى (طبعا في كل الأحوال سيتحدث الأتباع عن حكمة القيادة الرشيدة وسيلتمسون تفسيرات ومبررات تجعل القرار هو خير القرارات توقيتا واختيارا!!).

ويظل الاحتمال قائما بأن المجلس العسكري سيفتعل من الأحداث ما يمكنه من نسف مسار التحول الديمقراطي كله، فإنهم لا عهد لهم ولا ذمة، وكم وعدونا فأخلفوا، وحدثونا فكذبوا، وائتمناهم فخانوا.. وكذلك كم خاصموا وفجروا!

لكن لنفترض أن الانتخابات ستجري في موعدها، وحينها فلن يكون أمام الهيئات الإسلامية إلا أن:

- تدعم واحدا من الشخصيات المطروحة

- تستطيع إقناع شخصية أخرى بالترشح

لئن كان واحدا من الشخصيات المطروحة والمعروفة، وهم ثلاثة (ابو إسماعيل – أبو الفتوح – العوا) فإن الجمهور قد حدد مواقفه منهم بالفعل نتيجة عام مضى تعرضوا فيه لاختبارات واقعية حقيقية كشفت عن شخصياتهم واختياراتهم وانحيازاتهم وأسلوبهم في التعامل مع المستجدات.. ولا يخفى على أحد أن استطلاعات الرأي جميعها يفوز فيها أبو إسماعيل، يليه بفارق واضح أبو الفتوح، وبعدهما بفارق عظيم العوا.

ولئن كان شخصا جديدا تماما، فهو بالتأكيد لن يكون من المجهولين المغمورين، بل لا شك سيكون شخصية عامة، وهذا أيضا ستكون له من قبل الثورة ومن بعدها مواقف فارقة وفاصلة، وتصريحات للصحافة والفضائيات ومواقع الانترنت.. وسيستدعى تاريخه كله بعد لحظات من إعلان ترشيحه، وسيحدد الشباب موقفهم منه بناء على هذا، فإن لم تكن على مستوى ما ظهر من المرشحين المطروحين من قوة وصراحة فستكون المهمة عسيرة وفي حكم المستحيل.. لا سيما وتسويقه بين الناس في القرى والريف ومن هم مشغولون بأحوالهم اليومية يحتاج وقتا طويلا وجهدا عسيرا، خصوصا وأن الحملات الانتخابية القائمة منذ شهور تعمل في هذه الأوساط واستطاعت تحقيق نجاحات كبيرة.

***

ربما يظل الحل الأفضل هو ترك الأتباع يختارون من شاءوا، لا سيما وأن الإخوان قطعوا على أنفسهم تعهدات ملزمة بعدم دعم أبو الفتوح، وبعض رؤوس السلفيين لا يخفون رفضهم التام لأبو إسماعيل، والجمهور لا يعطي العوا إلا نسبة ضئيلة في كل استطلاعات الرأي.

لعله المخرج الأكرم لهذه الهيئات الإسلامية، ولعله درس جديد في امتلاك زمام المبادرة وعدم البقاء في خانة رد الفعل!

نشر في شبكة رصد

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 25, 2012 06:41

February 20, 2012

من مذكرات شاب مسلم في زمن شيوخ الغرائب!

الحمد لله أننا ندين بالإسلام، حيث لا كهنوت ولا وساطة بين العبد وربه، ولا يتسلط فيه عالم ولا شيخ على قلوب الناس فلا يملك أن يمنح الجنة أو يحرم من الصلاة أو يعطي صكوك الغفران.

ولقد جلسنا تحت أرجل العلماء وانتمينا لحركات إسلامية لنفهم الدين وننصره فنرضي الله، ثم أعرضنا عن بعضهم لذات الغرض، ولا نطعن في دينهم وتقواهم.

وحين جلسنا لطلب العلم كنا نذهب للشيخ فيما برع فيه، فذهبنا لفقيه إن أردنا الفقه وللمحدث إن أردنا الحديث وللمؤرخ إن أردنا التاريخ، فليسوا سواء! وقد تعلمنا على أيديهم أن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب!

وهذا الشيخ الذي أخذنا منه الفقه ولم نأخذ الحديث هو أحرى ألا نأخذ منه في علوم الدنيا والسياسة التي لم يتلبس بها من قبل، ولم نعهده قرأ فيها كتابا أو أخذ فيها بحظ من العلم، بل سنأخذ ممن خبرها وبرع فيها.

ولست أثق في تقديرٍ سياسيٍ لشيخ لم أر منه ما يثبت فهمه لدهاليز السياسة وأروقتها، ولا لشيخ تَصُبُّ مواقفه في صالح الطغاة ولو كان حسن النية.. لا سيما وقد تعلمنا على أيديهم أنه لا ثقة عمياء في أحد، بل نحن الأمة التي قيل فيها "لا" لرسول الله في غير أمر الشريعة، قالتها جريرة حين حاول النبي أن يتشفع لمغيث الذي يحبها ولا تحبه، ثم قالها غيرها لغيره من الراشدين والصالحين.

فكيف بالشيخ ألا نقول له "لا" لا سيما إذا ثبت لدي بالدليل أن هذا الشيخ وإن برع في الفقه فإنه ينخدع لذئاب السياسة.. ولا سيما ونحن نعلم أن "الفتنة لا تؤمن على حي"؟!

فإن أرادنا من غَرَّه علمه في الفقه، أو تعصب له طلبته، على أن نأخذ منه في السياسة لمكانه في الفقه أعرضنا عنه حتما معتقدين أن هذا هو ما يرضي الله.

والحمد لله أن الإسلام الذي نعتنقه هو دين التوحيد، حيث لا سلطان فيه لأحد على أحد، ولا كهنوت.. وعلماؤنا فوق رؤوسنا في علمهم الذي يتقنونه!

أما كارثة الكوارث ومصيبة المصائب أن بطالبنا أحدهم بالسكوت لأن الشيخ يعلم ما لا نعلم من جلساته مع المخابرات والعسكر.. إن هذا مما يجعلنا نعرض أكثر وأكثر، ويثبت لنا أنهم مخدوعون مغرورون.

ونحن لن نبلغ مقام موسى عليه السلام الذي لم يستطع تحمل الأفعال الغريبة من الخضر رغم أنه مبعوث الله ليعلمه، ورغم أن موسى نبي.. فلن نتحمل الغرائب ولو من شيوخ نعرف أنهم يصيبون ويخطئون وأنه لا تؤمن عليهم الفتنة وأنهم ليسوا في مقام الخضر.. بل ولو علمنا لعجزنا، فلن نبلغ مقام موسى عليه السلام الذي لم يتحمل أكثر من ثلاث مواقف غريبة، فيما قد فاضت الغرائب من بعض الشيوخ في عصرنا الآن!

***

احذر أن يخدعك أحد بكلمة "إنهم يعرفون أكثر منك، فقرارهم صائب".. بهذا تم إسكات الشباب لصالح الكبار حتى أوردوهم المهالك، وأطعموهم الذل، ونَشَّأوهم على الخوف والحذر!

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 20, 2012 10:39

February 15, 2012

ثناء الشيخ صفوت بركات

وقد كتبه فضيلة الشيخ الكريم في 16/2/2012 تعليقا على مقالي الموضح بالصورة.. وهذا من حسن ظنه بي، جعلني الله دائما عند حسن ظن المؤمنين


ثم حين شكرته أردف بهذا الرد



1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 15, 2012 16:32

February 14, 2012

الإسلاميون والرئاسة، قرار اللحظات الأخيرة

في مدونتي التي ضاعت -وفشلت حتى الآن محاولات استرجاعها- كتبت مقالا عن "الكتابة للحظة والكتابة للتاريخ"، خلاصته أن الكتابة للحظة تأتي هادئة وناصحة وتراعي الموقف وتختار أرق العبارات، ولكن صلاحيتها قصيرة، وفاشلة تماما في المستقبل إذا أريد التعرف على حقيقة الأمور، بينما الكتابة للتاريخ تضر بالمصالح الحالية للكاتب وتأتي زاعقة وصارخة ولا مبالية بالحسابات اللحظية، ولكنها تصف الواقع بصدق، وتظل صلاحيتها التاريخية طويلة ممدودة.

أقدم المقال بهذه العبارة لأصارح القارئ بأنه إذا كان غير مستعد ليسمع كلاما لا يريحه فعليه أن ينصرف عن المقال مأجورا ومشكورا..

***

الأفكار لا تموت، ولكن الكيانات كلها تموت، ولكل كيان عمر، وهو يمر بمراحل الولادة والفتوة والكهولة.. ثم الموت.

هكذا كانت الحضارات والامبراطوريات والدول والمؤسسات والهيئات والأفراد.. ومن ظن أنه فوق هذا القانون البشري التاريخي الكوني فهو يعيش في خيال ساذج!

بقيت الأديان والأفكار والمبادئ والفلسفات، ولكن الكيانات البشرية التي حملتها تعرضت بعد فترة دامت أو قصرت إلى الفناء.. ومن ظواهر التاريخ ما أسميه "سلسلة حياة الأفكار" (ربما ييسر الله أن أكتبها قريبا في دراسة) وهي كالآتي:

تموت الفكرة مع موت حاملها إذا لم تغادر شخصه.

فإن صنع له تلاميذ فهي تموت مع موت آخرهم، وبهذا يطول عمرها قليلا.

فإن صنع لها هيئة أو مؤسسة أو جماعة أو حركة فهي تعيش فيما بين الثلاثين والمائة عام تقريبا.

فإن استطاعت الهيئة أو المؤسسة أو الجماعة أو الحركة أن تصنع لها دولة فهي تستمر مئات الأعوام بحسب ظروف كثيرة تخضع لها وتتأثر بها.. وهذه الهيئة أو الجماعة أو الحركة إذا لم تستطع تكوين الدولة في خلال ثلاثين سنة من عمرها في المتوسط فهي لا تستطيع أن تفعل ذلك فيما بقي من أعمارها.

في كل هذه الحالات تكون البداية بمؤسس قوي وشخصية فذة، وتكون النهاية على يد شخصيات أضعف كثيرا.. وأهم ما في الأمر أن الحركات الجديدة يصنعها في العموم شباب صغير ويقاومها شيوخ كبار، وفي العموم ينتصر الشباب ولا يستطيع الكهول مواجهة تيار الزمن الذي يتجاوزهم.

ما أريد التركيز عليه في هذا المقال بكل الوضوح هو: قرارات اللحظة الأخيرة..

في نهاية أعمار الكيانات يتخذ أصحابها قرارات مؤثرة، قليلون هم من أدركوا لحظة الزمن فاتخذوا قرارات جعلت نهايتهم مشرفة ورائعة، وكثيرون اتخذوا القرارات التي ساهمت في انحدارهم أكثر وأكثر وتسريع النهاية.

***

في مصر الآن حركتان مهمتان وقضية مهمة، أما الحركتان: فالإخوان المسلمون، والسلفيون، والقضية المهمة هي انتخاب رئيس للجمهورية.

الإخوان المسلمون عمرها الآن ثلاثة وثمانون سنة، وعلى رغم ما يبدو ظاهريا من أنها توشك على التمكين إلا أن النظرة الفاحصة تقول أنها في آخر أيامها كحركة، وسيكتب التاريخ أنها أعطت كثيرا للعمل الإسلامي في فترات حرجة ولكنها فشلت في هدفها النهائي (تحرير البلاد الإسلامية وإقامة الخلافة وأستاذية العالم).. والفشل بحد ذاته أمر لم يدركه كثير من المصلحين الكبار الأفذاذ، ومنهم من يعذر ويقدر، وهو في كل وقت يُجلُّ ويُعظَّم.. والتاريخ مليء بالنماذج ولكن حسبنا أن نتذكر أمثال: جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، رشيد رضا، عز الدين القسام، عمر المختار.. وغيرهم!

الإخوان منذ سنوات تلفظ خيرة أبنائها، وتقدم الثقة على حساب الكفاءة، وكثير من علامات نضج المؤسسات كالشفافية والمؤسسية والتواصل بين القيادة والقاعدة وصلت إلى حد سيء تماما، وأضف إلى ذلك تعصبا ظاهرا واستعلاء وإيمانا بالقيادة وقراراتها إلى حد التقديس.

لا يهمني الآن إلا القول بأن قرار الجماعة دعم مرشح غير إسلامي قد يكون أول قرارات اللحظة الأخيرة التي تسرع بنهاية الكيان وتساهم في انتثار آخر العناصر التي بقيت في الجماعة بغرض الإصلاح من الداخل والتي ما زال بها شيء من استقلالية الرؤية والفكر والقرار.. ذلك أن دعم مرشح غير إسلامي يضرب أساس الأفكار التي قامت عليها الجماعة، ولا يتفق مع أبسط أصولها في كلام البنا وعامة منظري الجماعة من لدن عبد القادر عودة وسيد قطب وصولا إلى القرضاوي الذي أعلن بوضوح أن عدم دعم المرشح الإسلامي "إثم"..

وكاتب هذه السطور يعلم أشخاصا بأعينهم، وليس عددهم بالقليل، ينتظرون قرار الجماعة هذا، فإن كان بدعم مرشح غير إسلامي فهم سيتركونها بلا تردد..

ينبغي على الجماعة أن تلتمس آراء صفها الداخلي، لا سيما ونحن نطالع منذ حوالي السنتين ظاهرة تنتشر وتكشفها مواقع الانترنت، مثل الشباب الإخواني الذين ينشئون الصفحات التي عنوانها "أنا إخوان وسأفعل كذا" وتكون "كذا" هذه هي عكس قرار الجماعة، لعل أشهرها صفحة "أنا إخوان ونازل يوم 25 يناير" والآن صفحة "أنا إخوان وسأنتخب مرشح إسلامي".

***

أما السلفيون ففرصتهم في اللحظة التاريخية أفضل بكثير من الإخوان، لا سيما وهم ليسوا بالتنظيم التقليدي الذي اتخذ أنماطا لا يستطيع تغييرها، بل هي مجموعات ملتفة حول الشيوخ، والشيوخ قد يجتمعون في هيئات ملزمة تنحو نحو التنظيم (كالدعوة السلفية) أو تحاول أن تصنع نواة لهيئات ملزمة (الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح) أو هيئات أخرى لمجرد التشاور والتنسيق بغير إلزام.

في قضية مرشح الرئاسة في الوضع الحالي، لا يبدو أحد مناسبا ومعبرا عن الأفكار الإسلامية التي يعتنقها الإسلاميون مثل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.. فالمرشحون غير الإسلاميين خارج دائرة تفكير الشباب السلفي، والمرشحون "الإسلاميون" كأبو الفتوح والعوا عليهم مآخذ غير هينة من وجهة نظرهم..

ولئن كانت الفرصة أمام الإخوان في دعم واحد من هؤلاء الثلاثة، فالفرصة أمام السلفيين أضيق كثيرا ولا تتسع إلا لحازم أبو إسماعيل..

ثمة تسريبات عن شخصيات أخرى يحاول البعض ممن لا يوافق على ترشيح حازم أبو إسماعيل طرحها للنقاش والترشح، في الحقيقة يبدو الوقت وكأنه قد مضى تماما، أو "فاتكم القطار" بتعبير علي عبد الله صالح الذي كان قد فاته القطار بالفعل!

لقد استطاع حازم أبو إسماعيل في الشهور الماضية أن يحقق معادلات صعبة بكفاءة عالية، ليس أولها ثباته وتمسكه بأفكاره مهما كانت صادمة للتيار العلماني الذي يسيطر على الإعلام، وليس آخرها كفاءته السياسية التي ظهرت في تحليل الواقع السياسي المصري!

وحيث أن الهيئات السلفية حتى الآن لم تتخذ قرارا ولم تخرج بمرشح يمكنه منافسة ما فعله أبو إسماعيل في اللحظة التاريخية الفارقة، فإن قرارا بدعم مرشح غيره سيكون من قرارات اللحظة الأخيرة التي تودي بهذه الهيئات التي كادت أن تستقر أو تكاد أن تلتئم وتتماسك!

السلفيون –من حيث التنظيم- كيان غير خاضع للتوجيه، وهو –لعوامل عديدة، ليس كلها جيدا- حاد في خلافاته ومواقفه، وما لم يُتخذ القرار الواضح الذي ينسجم مع أفكاره ومبادئه التي تجمعه على اختلاف مشايخه فسيكون رد الفعل هو سقوط الشيوخ، مع بلبلة واضطراب في الصفوف وإعادة تشكل لموازين الشيوخ.. ومن يطالع خريطة الشيوخ المؤثرين فيما قبل الثورة يعرف تماما أنها اختلفت بشكل كبير عن خريطة المؤثرين فيما بعد الثورة.

لعل الله يوفقهم في هذا القرار.. والتاريخ سيكتب عما قريب

***

في استطلاعات الرأي العامة انحصرت منافسة الرئاسة بين أبو الفتوح وأبو إسماعيل، كلاهما إسلامي، وكلاهما معروف بمواقفة المناهضة للمجلس العسكري.. ليس من الحكمة أبدا معاندة هذا التيار الشعبي.

الرئيس القادم ليس أي رئيس، ذلك أنه إما سيعمل على تحرر البلاد حقا أو سيعمل على إعادة تطويعها وإدخالها في المسار القديم مرة أخرى.. رئيس ما بعد الثورة هو الرئيس الذي يستطيع الاستناد إلى قوة شعبية ضد موازين قوى عالمية في غير صالحه، وهو نفسه إذا انتخب في لحظات عادية فلن يستطيع تحقيق ما يمكن تحقيقه في هذه الفترة.

التاريخ سيكتب قريبا، وسيحكم على الجميع.. ولا نحب لأحد أن يقول: ولات حين مندم!

***

القارئ الكريم.. إن وصلت إلى هذا السطر ورأيت المقال مفيدا فأرجو المساهمة في توصيله لمن تستطيع.. شكر الله لك وغفر لي ولك

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 14, 2012 17:50

February 13, 2012

لقائي مع برنامج ودن واحدة - قناة الحكمة

رحم الله امرءا أهدى إلى عيوبي

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 13, 2012 03:29