بوادر الانهيار تلوح من بعيد، يدركها العاقلون وينكرها الطغاة المستبدون، لهذا يستطيع بعض الملوك والحكام تأجيل انهيار الدول سنين عددا بما أدركوا وبما أصلحوا، حتى يأتي الطاغية الغبي فيستبد ويظن أنه قادر على قهر بوادر الانهيار، فإذا به يكون أحد أسباب التعجيل بالسقوط.. فيلقى جزاءه في الدنيا قتلا أو ذلا أو عارا، ثم يلقى جزاءه مرات ومرات ومرات في كتب التاريخ.
كان هشام بن عبد الملك آخر الخلفاء الأمويين الأقوياء، وكان عاقلا إلى الحد الذي جعله يقظا لبوادر الانهيار فيسارع في علاجها جميعا، من الشرق في خراسان، وحتى الغرب في الأندلس، ثم ما بينهما.. بينما كان الوليد بن يزيد –الخليفة الذي تلاه- أحد أهم أسباب الانهيار بما اقترفه على نفسه وعلى البيت الأموي، حتى اندلعت ضده ثورة ناجحة كانت بداية المشهد الأخير في صفحة الدولة الأموية.
في هذه السطور القادمة نواصل عرض هذا المشهد الذي بدأناه في المقال السابق
Published on June 15, 2012 17:21