معارك الأمويين الأخيرة (2/2)

اقرأ: معارك الأمويين الأخيرة (1/2)

في منتصف العام (132 هـ) كان العباسيون قد أقاموا دولتهم، ووصلوا إلى عاصمتهم في الكوفة، مسيطرين على كل المساحة فيما بين خراسان والعراق، وقد انتصروا على كل الجيوش الأموية حتى هذه اللحظة وبقيت المعركة الفاصلة.

لم تكن مهمة الخليفة الأول أبي العباس سهلة، فالدولة في بدايتها، مروان بن محمد يُعدّ لها جيشا عظيما، وقوة أموية أخرى في واسط، والعلاقات ساءت بينه وبين الرجل الثاني في الدعوة أبي سلمة الخلال والذي بيده مقاليد الأمور الفعلية في الكوفة! ولكن أبا العباس كان على مستوى المسؤولية فقد حملها حتى بدا على ملامحه، فبعدما كان "شابا جميلا تعلوه صفرة (أي بياض)" إذا به بعد أسبوع واحد "كأن وجهه ترس وكأن عنقه إبريق فضة وقد ذهبت الصفرة".

ترك أبو العباس السفاح الكوفة وعهد بإدارة أمورها إلى عمه داود بن علي، وعاد إلى قيادة العمليات في المعسكر المنصوب بـ "حمام أعين"، ومن هناك بدأ في توجيه العساكر والجنود نحو جيش الشام الذي يقوده مروان بن محمد بنفسه، فعهد إلى عمه عبد الله بن علي بقيادة الجيش العباسي الرئيسي، وعهد إلى أخيه أبي جعفر بقيادة فرقة من الجيش كمدد لحصار القوة الأموية المنهزمة والمتحصنة في واسط، وبعث إلى واسط أيضا ابن أخيه عيسى بن موسى، وأرسل يحيى بن جعفر بن تمام دعما لحميد بن قحطبة الذي يدعو لبني العباس في منطقة المدائن ويقاتل فلول الأمويين هناك، وأرسل أبا اليقظان عثمان بن عروة بن محمد بن عمار بن ياسر على رأس قوة عونا إلى بسام بن إبراهيم بن بشام في الأهواز.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 07, 2012 09:24
No comments have been added yet.