عبـــــــدالله خلــــــــيفة's Blog: https://isaalbuflasablog.wordpress.com , page 5
June 18, 2025
بيان مشترك لـ حزب توده الإيراني (الشيوعي) والحزب الشيوعي الإسرائيلي: أوقفوا القتل! أنهوا الحرب الآن
يدين حزب توده الإيراني والحزب الشيوعي الإسرائيلي بشدة العدوان الإسرائيلي المستمر في المنطقة، وهجومه الأخير على إيران، الذي يُمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي. ونطالب بوقف فوري لجميع الأعمال العسكرية التي تُسفر عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين من كلا الجانبين.
إن الجرائم التي ارتكبتها حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية الرجعية في غزة والضفة الغربية، بدعم من الإمبريالية الأمريكية وبريطانيا وحلفائها في الإتحاد الأوروبي، لم تُسفر فقط عن مقتل أكثر من 55 ألف فلسطيني ومقتل أكثر من 18 ألف طفل، بل منحت الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر لمزيد من العدوان على دول المنطقة، بهدف إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يتماشى مع الأهداف الإستراتيجية للإمبريالية الأمريكية. هذه حكومة اتُهم قادتها، بحق، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
بينما نشهد حربا ودمارا في إيران وإسرائيل، نحذر أيضا من استغلال الوضع لتكثيف واستمرار المعاناة والقمع اللاإنساني للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المحتلة. وندعو المجتمع الدولي الى اتخاذ إجراءات حقيقية وملموسة لمنع المزيد من الكوارث للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.
اعترفوا بدولة فلسطينية الآن! أنهوا الإبادة الجماعية في غزة. الإمبريالية وقواها العميلة والرجعيون والدكتاتورية الحاكمة وحدها هي المستفيدة من التوترات والحرب.
إن إسرائيل والولايات المتحدة – بعد العراق وليبيا وسوريا – عازمتان الآن على تقويض السيادة الإيرانية ولن تتوقفا حتى يتم إخضاع جميع الأنظمة في المنطقة لنفس المشروع الإمبريالي والهيمنة في الشرق الأوسط الذي يهدف إلى إخضاع إرادة الشعوب وحقها في تقرير المصير.
نعرب عن معارضتنا الجذرية لجميع برامج التسلح النووي في الشرق الأوسط والعالم. إن الطريق لوقف السباق النووي في الشرق الأوسط لا يمر بحرب عدوانية على إيران، بل يمر عبر نزع السلاح النووي من المنطقة بأكملها، وانضمام جميع دولها، بما فيها إسرائيل، إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
ندعو كل القوى التقدمية والمحبة للحرية في إسرائيل وإيران والعالم إلى الإتحاد في إدانة هذا الإنتهاك الصارخ والوحشي للقانون الدولي والتركيز على كل الجهود لمنع صراع عسكري مدمر واسع النطاق وإحلال السلام في الشرق الأوسط.
يجب على الرأي العام العالمي أن يتجاوز مجرد القلق الذي عبّر عنه أمين عام الأمم المتحدة إزاء هجوم إسرائيل على إيران. ويجب استخدام جميع الآليات الدولية المتاحة من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمنع المنطقة من الإنزلاق إلى حرب كارثية واسعة النطاق.
أوقفوا الحرب والتصعيد العسكري في الشرق الأوسط الآن!
أنهوا الحرب على غزة، واعترفوا بالدولة الفلسطينية!
اللجنة المركزية لـ الحزب الشيوعي الإسرائيلي
اللجنة المركزية لـ حزب توده الإيراني
17-6-2025
June 8, 2025
رواية الخليج
غدت اهتماماتي كثيرة، ومنها عملية النظرِ إلى النوع الروائي وهو يتشكلُ في الجزيرةِ العربية والخليج، وقد جرى هذا الاهتمام عبر القراءة الحرة أولاً ثم عبر طلبات تقدمت بها منتدياتٌ وندواتٌ لعرضِ تجربة المنطقة، في هذا النوع الإبداعي الذي راح ينمو بسرعةٍ كبيرة، فقدمتُ دراسات كانت عملية تتبع مستمرة على مدى العقدين السابقين لنشوء وتطور الرواية في المنطقة، كانت الدراسات تتجه نحو مواقع روائية وتجارب روائية محددة، عبر التركيز على عمل روائي أو مجموعة من الروايات لكاتب واحد، وبعدها غدت دراسة واسعة لتجارب كثيرة.
وهذه العملية قادتني إلى استنتاجات، هي بمثابة اكتشافات للنصوص وللواقع الذي ظهرت فيه، فكانت هناك بنيتان للرواية؛ بنية ما قبل الرواية، وبنية الراوية، وبنية (ما قبل الرواية) هي بنية منتشرة سائدة تتمثل في تشكيلات قصصية مهلهلة لا ترتكز على محاور بنائية قوية، ولا على نماذج ولا على أحداث جوهرية مغروزة في الواقع، بل تستند على مغامرات تطفح على الأشياء والعلاقات، وبنية الرواية المضادة والمتنامية بخلاف تلك الأشكال الخاوية، وهي ترتكز على مدى تقدم الوعي الفني الواقعي، وفهمه لتطور التاريخ والإنسان، ولهذا فإننا نجد في رواية الخليج الحقيقية المحاولات الأولى العميقة لدرس وتفحص الحياة الاجتماعية وكيفية سيرورة المشاعر والأفكار، لكن هذه الوراية الجادة لا تلاقي رواجاً لأسباب كثيرة، حيث يقبل الشباب خاصةً على رواية التسلية..
إنني أجد في بعض كتابات الشباب في السعودية وعمان محاولات جريئة لاختراق شبكة العلاقات المستورة بأشكال كثيرة من النفاق والبهرجة والخداع، فتجد كتابات تنفذ إلى صراعات الفقر والغنى، الفساد وقوته وانتشاره والأنتماء وضعفه، وندرة نماذح المقاومة في واقع رث متخلف أمي..
اقتباسات من: عبـــــــدالله خلـــــــيفة كاتب وروائي
إشكالية البحر والواقع
إن البحر شكلَّ خلفيةَ القصة القصيرة في البحرين والخليج العربي، فمنذ بدأت هذه القصةُ فإن أقدامَها الصغيرة كانت تخوضُ في المياه وفي المصائد المليئة بالخناجر والشباك، وبهذا كانت الرواية ابنة البحر والغوص، الذي راحت تنزع أرديته وهي تدخلُ في العصر.
حين كنا أولاداً كانت عباءة الغوص الرمادية المزدانة بالقواقع والشوك والمحار والدماء تنفضُ أشباحها على خيالاتنا الصغيرة، فنروح نسبحُ فيها فناً، ونشكلُ أوجاعَ ذلك الإنسان السابق عبر القصة والرواية، وهكذا تشكلت أولى الروايات البحرينية وهي تمزج بين معاناة بحارتنا وبين عذاباتنا كشباب يتفتح على العمل النضالي الوطني، وحين كتبتُ (اللآلىء) في إحدى الزنازين، حاولتُ أن أستخدم أحدث القتنيات الفنية وهي عملية المنولوج المطول للربان الذي كان يقودُ الغاصة في رحلة التيه والعذاب والصراع، تجنباً لأسلوب العرض الواقعي التسجيلي المبسط، وهكذا فإن البحر والسجن والتأمل والصراع ولدوا تجربة الرواية، فالبحرهو تاريخ المنطقة وتراثها وليس هو المياه والجزر والينابيع فقط ، هو الماضي التقليدي القريب، الذي لا يزال ينزف في أجسادنا وكلماتنا..
إنه الربان غير التقليدي، واللغة والمكان والتراث كانت تحاول أن تتحدث وتغدو عصرية متحررة، مثل البلد مثل أجسامنا المحصورة في صناديق معتقل سافرة..
اقتباسات من: عبـــــــدالله خلـــــــيفة كاتب وروائي
الينابيع والملحمة
حين تحاول أن تشكل مشروعاً روائياً ملحمياً وأن تقرأ تاريخ البحرين والخليج على مدى قرن كامل، ومن خلال رواية الأجيال، وأن تدرس التيارات الفكرية وتغيراتها، تكون في حالة من السعادة وأنت تمخرعباب كل هذا البحر من البشروالأحداث، على الرغم من التمزق وتقطع المشروع، ولهذا أظلم أحلم بأن يطبع الكتاب بإجزائه الثلاثة معاً، خاصةً بعد التنقيح، وهذا نموذج لكي تعرف كيف أننا في حالة صعبة، لسنا في مصر أو الشام حيث تساعدك دور النشر وحيث يوجد آلاف القراء، فهنا لدينا أزدادت الصعوبات والمشكلات من كل ناحية..
اقتباسات من: عبـــــــدالله خلـــــــيفة كاتب وروائي
بين الفلسفة والرواية
هي مسألة صعبة فعلاً، خاصةً إذا قادك مشروعٌ مثل (الاتجاهات المثالية) إلى النصوص الفلسفية التجريدية وتحليلها وكشف علاقاتها بالعصور، ولكنني أخذت الأفكار ونموها كقصص ملموسة ومجردة، وأردتُ أن أتغلغل في جذور العرب والإسلام، لأكتب رواية أكثر عمقاً، ولهذا فإن العودة للمراجع وتحليل العصور، وكل هذا النشاط الفكري الذي ترتب على ذلك الكتاب، الذي بقى جزءٌ منه لم يـُنشر(الاتجاهات المثالية في الفلسفة العربية الإسلامية، الجزء الرابع، تطور الفكر العربي الحديث، وهو يتناول تكون الفلسفة العربية الحديثة في مصر خاصة والبلدان العربية عامة، منذ الإمام محمد عبده وبقية النهضويين والمجددين ووقوفاً عند زكي نجيب محمود ويوسف كرم وغيرهما من منتجي الخطابات الفلسفية العربية المعاصرة، تم نشرها سنة 2015.)، قد جعلني أكتب روايات تاريخية ذات أساس مرتبط بأرض موضوعية، فكتبتُ عدة روايات حديثة وتاريخية لم تــُـنشر حتى الآن (تم نشرها جميعاً) بسبب صعوبة النشر وصعوبة الموارد لها وكذلك عبر الاعتماد على الذات دون دعم من مؤسسة، فكتبتُ روايات (ثمن الروح) و(رأس الحسين ) و(عمر بن الخطاب شهيداً)، كما أكملت مشروعي الروائي (الينابيع بجزء ثالث نهائي يختم الجزئين الصادرين عن أتحاد كتاب الإمارات قبل سنوات) وكتبت مجموعة قصصية.
من الصعب أن يقوم كاتبٌ عربيٌ معاصر بكتابة روايةً عن عمر بن الخطاب أو عن الحسين بشكل روائي موضوعي وصادق وعميق! لكن مشروع الاتجاهات سمح لي بأثراء عقلي بعمق التجربة الإسلامية وخاصة في نماذجها الكفاحية الكبرى.
ولهذا فإن لدي طموح بخلق سلسلة تاريخية روائية تنعطف بالرواية التاريخية العربية إلى مسار آخر، وهو مسار سيعمق مسار الرواية الاجتماعية المعاصرة كذلك.
إن كافة أشكال الأدب والبحث تتعاضد مع بعضها البعض، إذا جعلنا لكل منها مستواه المعرفي المميز وأداته الخاصة، وفي كلٍ ثقافي مترابط ومتعاون.
اقتباسات من: عبـــــــدالله خلـــــــيفة كاتب وروائي
الثقافة الرسمية والنجوم
الثقافة الرسمية لا تستطيع أن تخلق (نجوماً)، والقدرات الإبداعية الكبيرة تتشكل بجهودها وتضحياتها. يمكن خلق (نجوم) في السينما والمسرح الفكاهي الترفيهي، وحتى هذه النجوم تنطفئ إن لم تعانق القضايا الكبرى للناس.
إن كلمة (نجوم) بحد ذاتها قادمة من القاموس السماوي الاجتماعي، حيث الكائنات الفوقية المعبودة والتي تقرر مصير البشر والحظوظ، وتقوم ثقافة السيطرة على خلق ثقافة النجوم هذه، فيظهر رجل الدين النجم، صاحب الكرامات والأشرطة المبثوثة يومياً، ويظهر الممثل النجم، والسياسي النجم، الذين يقدمون خدمات غسيل العقل للناس..
اقتباسات من: عبـــــــدالله خلـــــــيفة كاتب وروائي
متابعات ثقافية وليست نقداً
لا يوجد في الواقع نقد لدينا، خاصةً في السنوات الأخيرة، فهي عروض للكتب والمسرحيات، وهذا يدل على عملية انقطاع للنقد بشكلٍ واسع، فحظ النقد كان أقل الحظوظ في الثقافة بكل أنواعها، وعلينا أن نرى إن ثمة حالات تبدل في الثقافة ككل، حيث سيطرت الأنواع الجماهيرية منها، خاصة بالمرئيات فيها وبالأجهزة التقنية، وبدأ انتقالٌ كبيرٌ من الورق إلى الصورة، ومن ثقافة الحداثة إلى ثقافة الطائفة والتقليد، وغدا الوعي المذهبي السياسي يوجه العديد من النخب نحو تسطيح السياسة وتطييف الفنون والآداب، وهذا كله أثر على النقد الذي لم يتقو عوده في المرحلة السابقة، وترنح بين نقد أكاديمي لم ينغرس في التجربة الأدبية التجديدية وبين كتابات صحفية سريعة لم تحصل على شروط البحث الأولي.
وهناك عموماً تسطيح في كل شيء، فغدت الكتابة شبيهة بالمعلبات ، فلا معاناة فيها ولا بحث ولا تفجير لقضايا، بل لاستهلاك مساحة معينة موضوعة بين إعلانات الصابون ومتابعة الحدث السياسي اليومي، المحلي، العربي، العالمي، فهناك طوفان عولمي، وقضايا عامة هي ذاتها يجري فيها الكلام دون تبدل جذري مواقع المتكلمين، فهي عروض إعلانية عن شعارات سياسية مهيمنة على جمهور مفرغ من الوعي، تقوم بتعميق طائفيته، وخلق خنادق متحاربة.. ومن هنا كان الضحية الفكرية للمرحلة هو النقد وأشكال الوعي العميقة والأدب الرفيع.. فلا تجد تحليلاً لروايات صار على وجودها عقود أو عملية تحليل لقصص تشخص الحالات الراهنة بعمق..
كذلك تلعب عمليات الكراهية الشخصية والانتفاخات دورها في عدم التسليط الضوء على الثقافة المحلية..
اقتباسات من: عبـــــــدالله خلـــــــيفة كاتب وروائي
الصحافة والإبداع
إن الكاتب لا يدخل السياسة من باب الصحافة أو الأعمدة فيها، بل من باب الجرح، فهو إذ كان ينزفُ فهو يفيض على كل الجهات ، فالكلمات تتدفقُ فيه، والمقالة والصورة واللوحة والقصيدة والقصة، كلها تغدو مخلوقاته، فأنا لا أشعر بثقل من الكتابةِ سياسةً أو صورةً، بل أن السياسة تمدني بصور للرواية، والرواية تحلل السياسة، والقصيدة تكشفُ المسرح، وحين تتحول النفس إلى فرن يصنع شتى أنواع الخبز الثقافي، تغدو عمليات الرصد السياسي والاجتماعي مغذية لخيال القصة المحلق، الذي ينزل إلى تضاريس الأرض ثم يحلق ثانية..
كما أن الكتابة السياسية ترتبط بنضال اجتماعي فهي ليست ترفاً بل قضية، والكاتب الباحث ربما يعمق المسئولية الاجتماعية لدى الناس، ويجعل قراراتهم أكثر صواباً، ويربط بين جهات عدة متضادة، ويحسن وعي أناس كانوا في غيبة صغرى عن الواقع نظراً لزنازينهم الفكرية.
اقتباسات من: عبـــــــدالله خلـــــــيفة كاتب وروائي
التاريخ في الرواية
تغدو الرواية روايةً تاريخية حين تتوجه إلى مساحة زمنية سابقة وتعرضها بأساليبها المختلفة.
كنتُ قبل أيام أقرأ كتاب جورج لوكاش (الرواية التاريخية) بعد أن كنتُ قرأته سابقاً، لكنني رحتُ أقرأه في هذا الوقت وأتتبع عملية رصده للرواية التاريخية عالمياً، في القراءة الأولى كنتُ أتفق معه كثيراً، في القراءة الثانية صرتُ أختلف معه كثيراً!
لكن هناك حكمٌ لديه يظل هاماً وهو أن الرواية سواء كانت اجتماعية معاصرة أم رواية تاريخية، ينبغي أن تكون ممتعة، غنية بقدرتها على تحليل وتجسيد الإنسان والحياة والتاريخ، لكن هناك النموذج المبسط في رواية (والتر سكوت) البريطاني، والنموذج العميق عند تولستوي مثلاً. لكن النموذجين يحافظان على بنية روائية ممتعة وغنية. لكن العديد من الروايات التي يعرضها لوكاش في كتابه لأسماء لامعة ليست بمثل ذلك الوهج المفترض كمدحه لمسرحيات جوركي مثلاً أوتنقيصه من أهمية زولا..
ولكن الرواية التاريخية عربياً لم تكن بذلك الغنى العالمي رغم ضخامة التاريخ العربي. لقد قمتُ بدرسِ هذه الرواية لدى جورجي زيدان ونجيب محفوظ ، في دراسة لم تنشر في كتاب، فكانت استنتاجاتي أن الرواية العربية التاريخية تحتاج إلى أعمال كبرى، ولهذا عكفتُ على قراءة التاريخ والفكر العربيين، من أجل أن أحضر نفسي لكتابة رواية تاريخية كذلك..
وقد كانت الرواية التي كتبناها عن الماضي الخليجي القريب أشبه ما تكون برواية تاريخية، لكنها رواية اجتماعية معاصرة في ظني. فهي تعرضُ وتنقد وتكشف نسيجاً اجتماعياً لا نزال نعايشه، رغم أنه صار من التاريخ، فلا توجد في الواقع سدود بين الرواية التاريخية والرواية الاجتماعية، لكن الرواية التاريخية تتعلق بالتاريخ المنتهي، في العصور السابقة.
ولهذا فأنا بدأت بالنوعين الممزوجين رواية اجتماعية ترتكزُ على التاريخ، ورواية تاريخية ذات قراءة اجتماعية، لكن التاريخ ليس هو التاريخ الفعلي المتحقق فقط، أي الذي حدث فعلاً، بل هناك كذلك التاريخ الذي لم يحدث، وهو الجانب الذاتي المنسوج داخل ذلك التاريخ الفعلي، ليس بغرض العرض المدرسي كما يفعل جورجي زيدان، بل بغرض تحليل وتجسيد رؤية معينة للتاريخ وللحاضر كذلك. وبهذا تغدو الرواية عرضاً درامياً لإشكاليات الإنسان والسلطة والحقيقة الخ..
ولهذا فإن الرواية حين تكون موضوعية غير متحاملة على الشخوص التاريخية الحقيقية، فإنها لا تسبب مشكلات مع الناس، أي حين تكون صدقاً وحتى لو كان جارحاً فهو مشرط تحليل وتشخيص . .
وعلى هذا الدرب كتبتُ (الينابيع) بثلاثة أجزاء لم تنشر مكتملة، وروايتين تاريخيتين (رأس الحسين) و(عمر بن الخطاب شهيداً) لم تنشرا كذلك حتى الآن.
حدثت المشكلات والصدامات سابقاً ولأسباب سياسية ولكن الرواية لا تثير مثل هذه الصدامات لأنها تتجنب التجريح وتهتم بعرض ما هو موضوعي وعبر نسيج فني.
اقتباسات من: عبـــــــدالله خلـــــــيفة كاتب وروائي
الإيديويولوجية والخلود
إن تدهور النتاج الأدبي والفني والفكري البحريني عامةً هو بسبب سيادة الانتهازية فيه، ككل أشكال الوعي الأخرى، ولهذا نجد مثل هذه المماحكات البدائية حول الإيديولوجي والفني، فقد حدث تحلل من المواقف النقدية تجاه الواقع، وغدا ذلك ممدوحاً، ولكن هذا التحلل انعكس على الأنواع، سواء بتلاشي الإنسان من اللوحة، أو تحول القصيدة إلى مشاعر فردية وصور جزئية غير قادرة على تكوين استبطان عميق للذات – الواقع، ومن هنا يغدو أي فعل مضاد لهذا التحلل منبوذاً، ومؤدلجاً، وتصير كراهية (الإيديويولجية) عملية تعميمية هربوية من اتخاذ موقف عميق مسئول من كوارث الحياة، أو من تطوير أدوات الإبداع، فيختلق فضاء وهمي للحرية.. ولكن هناك سمات مضادة فهناك قوى تبحث وتبدع على نحو مختلف، وتتجاوز انعزالها وتتخذ مواقف فيتجلى أزدهار غني خاصةً في الأعمال النثرية التي تعمق جدلها مع الواقع.
اقتباسات من: عبـــــــدالله خلـــــــيفة كاتب وروائي


