رواية الخليج
غدت اهتماماتي كثيرة، ومنها عملية النظرِ إلى النوع الروائي وهو يتشكلُ في الجزيرةِ العربية والخليج، وقد جرى هذا الاهتمام عبر القراءة الحرة أولاً ثم عبر طلبات تقدمت بها منتدياتٌ وندواتٌ لعرضِ تجربة المنطقة، في هذا النوع الإبداعي الذي راح ينمو بسرعةٍ كبيرة، فقدمتُ دراسات كانت عملية تتبع مستمرة على مدى العقدين السابقين لنشوء وتطور الرواية في المنطقة، كانت الدراسات تتجه نحو مواقع روائية وتجارب روائية محددة، عبر التركيز على عمل روائي أو مجموعة من الروايات لكاتب واحد، وبعدها غدت دراسة واسعة لتجارب كثيرة.
وهذه العملية قادتني إلى استنتاجات، هي بمثابة اكتشافات للنصوص وللواقع الذي ظهرت فيه، فكانت هناك بنيتان للرواية؛ بنية ما قبل الرواية، وبنية الراوية، وبنية (ما قبل الرواية) هي بنية منتشرة سائدة تتمثل في تشكيلات قصصية مهلهلة لا ترتكز على محاور بنائية قوية، ولا على نماذج ولا على أحداث جوهرية مغروزة في الواقع، بل تستند على مغامرات تطفح على الأشياء والعلاقات، وبنية الرواية المضادة والمتنامية بخلاف تلك الأشكال الخاوية، وهي ترتكز على مدى تقدم الوعي الفني الواقعي، وفهمه لتطور التاريخ والإنسان، ولهذا فإننا نجد في رواية الخليج الحقيقية المحاولات الأولى العميقة لدرس وتفحص الحياة الاجتماعية وكيفية سيرورة المشاعر والأفكار، لكن هذه الوراية الجادة لا تلاقي رواجاً لأسباب كثيرة، حيث يقبل الشباب خاصةً على رواية التسلية..
إنني أجد في بعض كتابات الشباب في السعودية وعمان محاولات جريئة لاختراق شبكة العلاقات المستورة بأشكال كثيرة من النفاق والبهرجة والخداع، فتجد كتابات تنفذ إلى صراعات الفقر والغنى، الفساد وقوته وانتشاره والأنتماء وضعفه، وندرة نماذح المقاومة في واقع رث متخلف أمي..
اقتباسات من: عبـــــــدالله خلـــــــيفة كاتب وروائي


