عبدالعزيز السويد's Blog, page 95
February 24, 2015
شوائب العلاقات الخليجية – المصرية
حرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على تأكيد أن العلاقة قوية مع السعودية ودول الخليج، وأن حجم الدعم الخليجي مكّن مصر من الوقوف والصمود.
وقال في إشارة غير مباشرة للتسريبات الصوتية «مهم أنكم تعرفوا أننا لا نسيء لكم، وحتى الذين أساءوا لينا لم نسئ لهم، فما بال الذين دائماً كانوا واقفين جانب مصر».
وسبق للسعودية والإمارات والكويت أن أكدت عمق العلاقات وعدم تأثرها بعد مكالمات هاتفية من الرئيس المصري لقادتها إثر بث التسريبات الصوتية.
وإذا كانت هناك شوائب قد تعكر هذه العلاقات فهي ستأتي من بعض وسائل إعلام ومتصدرين فيها، حينما يصعد الطبالون والراقصات لمنابر الإعلام في وقت حرج لا يمكن توقع غير الردح، وحينما يستخدم الردح همزاً ولمزاً لشعوب وقادة دول سينعكس هذا سلباً على العلاقات.
تضررت العلاقات المصرية – المغربية بسبب كلام بذيء ولا أخلاقي من مذيعة مصرية على شاشة فضائية عن المغاربة، سحبت الرباط سفيرها وتغيرت لهجة الإعلام المغربي، فركض وزير الخارجية المصرية إلى الرباط لإصلاح ما أفسدته مذيعة مصرية.
وهناك حالات أخرى لانفلات إعلاميين محسوبين على مصر، والمسألة ليست في حساب على «تويتر» ولا مقالة تنشر من كاتب، بل في من يكتب أو يتحدث وهو قريب أو يدعي قرباً من أصحاب القرار.
الظروف الصعبة التي تمر بها مصر ودول عربية أخرى مع هجمة فوضى وخراب تحتم إزالة كل الشوائب ومسبباتها، أيضاً هي في جانب آخر تفرض فتح أبواب ومساحات للمصالحة والتوافق، وينتظر من القاهرة فتح مثل هذه الأبواب مع المعارضين، خصوصاً المعتدلين من الإخوان وغير الإخوان.
هذا سيفرض واقعاً جديداً يساعد في استعادة الحد الأدنى من «القوة العربية»، لمواجهة خطر كبير لا يستثني أحداً.
February 23, 2015
شفافية «العظم» وتشفيته!
«ينتظر المساهمون في شركة الباحة للاستثمار والتنمية الأثر المالي المتوقع في الربع الأول من هذا العام لإعلانها عن إنشاء سكن خاص عبارة عن فلة عظم بقيمة تقارب النصف مليون ريال».
ما بين قوسين هو واحد من تعليقات ساخرة عدة على الإعلان الذي نشر على موقع تداول لشركة الباحة، زاد البعض توقعاً بأن سوق الأسهم ككل «سيولع»!
هذه السخرية التي انتشرت في وسائل التواصل لم تأت من فراغ بل جاءت من مرارة إحباط أصاب من يتلمس الشفافية ولا يجدها، يسمع وعوداً بها ولا يراها، يتابع منتديات وندوات عنها من دون تطبيق! الشفافية تكون في القضايا الكبيرة أهم من فلة، أو حتى فلة رمادية، أو بيضاء.
لدى إدارة السوق المالية قضايا تهم عشرات الآلاف من المساهمين، تمس حقوقهم مع مساسها بسمعة السوق والاقتصاد الوطني، قضايا كثيرة منها قضية شركة المعجل، وقضية «موبايلي»، وهي من القضايا الطازجة، نُشرت أخبار عن العمل عليها، ثم لم يعد يسمع حساً، ساد الصمت المطبق، وحينما ينشر إعلاناً عن فلة «عظم»، مع الأثر المالي المتوقع! لا شك أنه يستفز المساهمين والمتداولين.
هل تقدمت هيئة سوق المال خطوة للحفاظ على حقوق المساهمين واكتتابات طرحت أم تراجعت خطوات؟ الواقع يقول إنها تراجعت بل إن الصمت وعدم حسم قضايا يفتح الفرص لإنتاج المزيد من جديد استغلال واستهبال «يعرمش» ما على العظم من لحم وعصب.
[image error]
February 22, 2015
فضح الإرهاب الإيراني
فشل الإعلام العربي في فضح الإرهاب الإيراني، على رغم أن هذا الأخير لم يعد يعمل بسرية، فخفف بشكل ملحوظ استخدام القضية الفلسطينية والقدس ساتراً لأهدافه. والمراوغة الإيرانية المندسة كشرت عن أنيابها.
تنوعت أعمال إيران الإرهابية الطائفية من قوات احتلال مغطاة بمليشيات في العراق وسورية إلى خبراء وأسلحة في اليمن! من جانب آخر تستغل طهران حاجة اللاجئين الأفغان على حدودها، فتستخدمهم جنوداً في ميليشيات تدفعها إلى أرض العرب، وتستغل زيارات أماكن مقدسة للشيعة في جلب قوات ميليشيات. ماذا يعني تجنيد واستغلال اللاجئين وموجات زيارات دينية سوى تصدير للإرهاب؟ والغرب، الذي يلاحق شبهات تمويل إرهاب في مؤسسات خيرية أو رجال أعمال، يغض الطرف هو وإعلامه عن عمل إرهابي منظم.
لماذا فشل الإعلام العربي – رسمياً كان أم خاصاً – في فضح الإرهاب الإيراني؟ سؤال جدير بالطرح! من الجوانب المهمة أن هذا الإعلام انشغل بالحروب الداخلية العربية، فأصبح سلاحاً بين العرب ضد بعضهم البعض، دولاً، أحزاباً وجماعات، يستخدم من هنا وهناك في الجانب الثاني أن هذا الإعلام في واقعه العريض هو إعلام تجاري ترفيهي بعيد عن الجدية تأسس لهذا الغرض، وحينما يأتي إلى السياسة فهو يقنع بالمتاح، ومعظمه صادر عن إعلام غربي له أهداف لا تتطابق مع ما يمس مصلحة الأمة العربية، إن لم تتعارض معها.
هناك شبه اتفاق «عربي» أن إرهاب إيران الطائفي خطر على استقرار الدول والمجتمعات العربية، إلا أنه لا يعطى الأولوية، بل إن الإعلام العربي على تنوعه – من حيث يعلم أو لا يعلم – في تناحره وإهدار طاقاته أمكن هذا الإرهاب من تحقيق أهدافه وخلط الأوراق.
[image error]
February 21, 2015
لو علمت الدجاجة!
من المنجزات التي تفخر بها وزارة الزراعة الاكتفاء الذاتي من إنتاج البيض، فهو الوحيد الذي تلتحق به النسبة 100 في المئة، نموذج لنجاح توطين إنتاج وصناعة، حتى إن الإخوة في بعض دول الخليج يتسوقون البيض من أسواق سعودية، ما الذي حدث لتنشأ أزمة بيض ورفع أسعار؟ السوق تنافسية، كما يقال، والتجارة حرة كما يشاع
وقفت وزارة التجارة ومعها الزراعة عاجزتين عن التصدي لارتفاع سعر طبق البيض، وفي الأخبار أن التجارة دفعت بـ900 طبق بيض إلى الزلفي، كان خبراً صباحياً لطيفاً!
الأزمات تحدث في توفر السلع إما تعمداً من المحتكرين، وإما نتيجة لعارض أو جائحة، ربما نسمع عن «كورونا» دجاج قريباً، لكن اللافت أن الزراعة أعلنت فتح الباب للاستثمار في إنتاج بيض المائدة، وهو يعني أن أرقام «الاكتفاء» على الورق ليس بالضرورة أن تطابق الواقع، هذا يستدعي إعادة النظر في كثير من «المسلمات» الإحصائية، وخصوصاً الاقتصادية، من إنتاج البيض إلى أرقام وزارة العمل في توفير وظائف للسعوديين.
لو علمت الدجاجة بكل هذا الاهتمام ببيضها لصفقت بأجنحتها وطارت! ستختال في مشيتها وهي تغني «يبو الموقة» بدلاً من القوقأة.
لم يعد في بيض الدجاج بيض، هو أشبه ببيض «صيني» تقليد، دقق في بياضه، ألا يشبه البلاستيك؟! مع رائحة نفاذة. ثم إنه يسبب الغازات وثقيل على المعدة، والمصر على تناوله مع الشكوى من ارتفاع أسعاره يمكنه اللجوء إلى مجلس الشورى لتموينه ببيض الحبارى.
[image error]
February 20, 2015
كبسة وقهوة في الزحمة
ربما يأتي يوم يتناول فيه السائق مع الركاب الكبسة على مقاعد السيارة بسبب الازدحام.
وقبل سنوات قليلة قلت لمدير المرور في الرياض إن المشوار ما بين شمال وجنوب الرياض – صباحاً أو ظهراً – على الدائري الشرقي يحتاج إلى ساعة وربع واختلفنا على ربع الساعة فتنازلت عنه، ومع المرور لا بد من التنازل!، الآن أترك تقدير الوقت للقراء من سكان الرياض.
في جدة استلزم الاختناق المروري، الذي عزل شرقها عن بقية أحياء «العروس»، تدخّل الحاكم الإداري، مع أن من أقفل الطريق هم مهندسون من طرف المقاول والجهات الرسمية.
نحن بحاجة إلى إدارة أثر المشاريع على الحياة اليومية بما يكفل تيسيرها، أما المطالبة بالانتظار إلى حين الانتهاء فهو دليل عجز هندسي تخطيطي، فيه أيضاً فقدان للإحساس بمعاناة الناس، ولا تزال استراتيجية «باب تجيك منه الريح سده واستريح»، هي الوحيدة المستخدمة، حتى ولو أدت إلى اختناق.
لم يحدث حتى الآن أي تحسين للحركة المرورية يتناسب مع مشاريع فرضت تغييراً كبيراً ومكلفاً عليها، زادت التحويلات المرورية طولاً وتراجعت سعة الطرق، وعلى السائقين التعامل مع الأمر الواقع، الخطط على الورق أمر لطيف وجميل، على الطرق هي مسألة أخرى.
نقاط حرجة سبق و«حرجت» عليها هنا أكثر من مرة، ولأن غالبية الطرق الرئيسية تخضع للإنشاءات بشكل حوّل الحركة هنا وهناك إلى طرق فرعية، زاد تأثير هذه النقاط الحرجة على الحركة، اللهف على الكبسة والقهوة من النقاط الحرجة، ظهراً وليلاً تجتمع السيارات أمام أبواب المطاعم خلف بعضها البعض لتعوق الحركة، طوابير المركبات أمام محال القهوة يصل ذيلها إلى الطريق الرئيسي ليقفله.
سلوك السائق جائعاً كان أو باحثاً عن جرعة كافيين هو سلوك «العجاز»، الكل يبحث عن موقف «عند الباب»، لا شك أنه سلوك «عجازين»، لكن إذا فتحت ملف الرصيف وأحوال صحته مع المواقف ستجد المشكلة في أن التخطيط كان «تخبيط».
[image error]
February 18, 2015
تركيا.. هل تتقدم خطوة؟
تقارب سعودي – تركي حول الملفات المشتعلة في المنطقة، هل سيحدث تغييراً في المشهد؟ مؤكد أن ذلك «لو» تم ستنتج منه مكاسب، مثل هذا التفاهم أيضاً «لو» حدث سيحد من الفوضى وقضم إيران بمساعدة الغرب لبلاد عربية.
لكن هذا أقرب إلى التمنيات، على رغم أن مقالات وتحليلات ترى – أو تريد أن ترى – مؤشرات على ذلك، إن إيران كما هي عدو معلن العداوة للعرب، هي خصم تاريخي لتركيا، والأرض العربية أصبحت مسرحاً وميداناً للصراع بينهما، لكن ما يجمع بين العرب وتركيا أكبر وأعمق من العلاقة الملتهبة مع إيران وتصديرها للثورات الإرهابية.
المشكلة أن لتركيا هي الأخرى طموحات في الوطن العربي تتعدى الطموحات المشروعة، لا حاجة للغوص في الوحل واسترجاع مواقف ونتائج مشاهدة على الأرض، لأننا نستهدف من الطرح البحث عن حلول.
تركيا تستطيع التقدم خطوة لتفتح الأبواب وتهيئ الأرضية المناسبة لتفاهمات تنعكس على كل الأطراف بمن فيهم جماعة «الإخوان المسلمين»، أول خطوة لإبداء حسن النية إيقاف الآلة الدعائية التحريضية، بيان مثل الذي صدر من قناة «رابعة» التي تبث من تركيا كان خطأ جسيماً من الجماعة ومن تركيا، ومن مصريين في حق بلادهم، ما الذي يمنع من الربط بين البيان والأحداث التي تلته؟ ولعل الساسة الأتراك يسألون أنفسهم: ماذا تحقق لهم حتى الآن والجار اللدود يحقق المكاسب تلو المكاسب على حساب العرب وحسابهم؟ وحلف «الناتو» الذي هم أعضاء فيه لم يقدم لهم حتى الدعم حينما أسقطت طائراتهم على الحدود السورية – التركية وانتهكت أجواءهم.
خطوة حسن النية المنتظرة من أنقرة ستفتح النوافذ للوصول إلى مقاربات يمكن من خلالها حلحلة القضايا الشائكة، إيقاف نزف الدم، التفكير بالحد من الخسائر سيفتح أبواب احتمالات تحقيق مكاسب.
[image error]
February 17, 2015
الصحة والزيارات السرية
في أكثر من تصريح له أكد وزير الصحة الجديد أحمد الخطيب على زيارات للمستشفيات والمراكز الصحية، وأنها زيارات سرية، خلاف العزم على الزيارات لم يبرز أي مؤشر يوضح خطة الوزير الجديد لإصلاح المنظومة الصحية متردية الخدمة! والزيارات وحدها لن تحقق الغرض مهما بلغت سريتها، مع توقع أن السرية هنا صعبة التحقق حتى ولو أنشئت «إدارة سرية الزيارات الوزارية»!
لا شك في أن الحديث عن إصلاح الخدمات الصحية أسهل كثيراً من العمل عليه، خصوصاً ونحن لا نعلم الخافي في الداخل، أي ما هي العقبات الحقيقية التي تمنع الحصول على خدمة معقولة مع كل هذا الرصد من الأموال والطاقات والتجارب؟ هل هناك جهات مستفيدة تعمل على العرقلة؟ وكيف يمكن للوزير أو «الفكر الجديد» إن جاز التعبير، التغلب عليها؟
الزيارات من دون خطة واضحة معلنة لن تحقق سوى انفراجات موقتة قصيرة الأمد، ربما لا تتجاوز مدة وقت الزيارة، والذي نراه من خارج المستشفى والمركز أن الإجراءات المتبعة حالياً منذ لحظة «استقبال» المريض أو النظر في طلبه إلى حين وصوله إلى الطبيب المتخصص وصرف الدواء طويلة وملتوية، ربما في إعادة فحص هذه الخطوات لتقليصها بداية انفراج يلمسه المرضى، ثم إن الجدية والاحترافية في العمل الصحي الحكومي مفقودتان غالباً، اللا مبالاة سائدة، سينجح الوزير أحمد الخطيب إذا استطاع فصل حاجة المريض للخدمة من اضطراره إلى التذلل ودفق ماء الوجه للوصول إلى حق من حقوقه.
[image error]
February 16, 2015
«داعش» وأهون الشرين
يتفنن «داعش» في ترسيخ التوحش وإدارته، الحرق والقتل لأفراد وجماعات لا تستثني أحداً، ومن سورية والعراق شباب قبائل عربية وإيزيديون وأكراد إلى مصريين في ليبيا، ولكل حفلة قتل شعارات معلنة، إنما في الخاتمة والصورة النهائية يريد «داعش» أن يقول: هذا هو الإسلام.
وكل تيار سياسي يرفع شعارات الإسلام عليه واجبات ومسؤوليات تتعدى طموحاته وتطلعاته، أليس من المتفق عليه أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح؟ وفي درء المفاسد مصلحة لا تخفى بخاصة في بلاد عربية مدمرة أو يستهدف تدميرها، لذلك فإن الخروج من عنق زجاجة «داعش» و«القاعدة» الدموية وكل مشتقاتهما لن يأتي إلا بموقف تاريخي من الحركات السياسية الدينية نفسها، والسبب أنهما مشتركان في رفع راية واحدة بحسب ما يعلن من كل طرف وإن اختلفت التفاسير. والموقف المطلوب يجب أن يتجاوز بيانات الشجب والاستنكار، أو استغلال جرائم إعدامات جماعية لتصفية حسابات سياسية، كما أن إعلان أنهم لا يمثلون الدين الصحيح لا يحقق فائدة مع قوة الإعلام المسوق لجرائمهم وشعاراتهم.
لو أردنا الاصطياد في الماء العكر، فما أكثر الصيد، وليس هناك أكثر تعكيراً من الماء في عالمنا العربي، ولا أكثر من خلط الأوراق وظهور طبقة ارتزاق سياسي تنتهز برك الدماء لترقص على أطرافها، لكن لنترك ذلك الماء وروائحه النتنة، بحثاً عن مخرج من دائرة قتل مفرغة، تولّد مزيداً من القتل النوعي الذي يتجاوز استهداف أفراد إلى مكونات شعوب ودول واستدراج جيوش، إحداث شرخ كبير وثارات لا يمكن إصلاحها لينفجر منها مزيد من حمم بركان الفوضى الخلاقة. ضيع الكثير من الوقت في البحث والنقاش حول من يقف وراء تنظيمات إرهابية مثل «القاعدة» و «داعش»؟ صرف هذا الفكر عما أحدثته وتحدثه على الأرض والإنسان، مع أن الواجب الديني والوطني والإنساني يحتم العمل على استئصال كل الذرائع والبيئة التي يستخدمها ويركن إليها «داعش» ومشتقاته الإرهابية، بحثاً عن أهون الشرين.
February 15, 2015
«بتوع الأتوبيس»
في الفيلم المصري الشهير «احنا بتوع الأتوبيس» يقع مواطنان بسيطان لا علاقة لهما بالسياسية، في مأزق أيام الحكم الناصري، فمنذ لحظة اختلافهما مع موظف قطع تذاكر «الأتوبيس» على بقية قيمة التذكرة يدخلان قسم الشرطة، ثم يصنفان من الإرهابيين، لتبدأ سلسلة تحقيقات لا تنتهي، وإدانة وتعذيب.
في ثورات «الربيع» العربي واحتشاد الملايين في الميادين تحرك أكثر من «أتوبيس» على عجل، كان الحراك الشعبي في الشوارع والميادين العربية فرصة ذهبية لجماعات وأحزاب، أما أسباب الجيشان فهناك اتفاق على كونها خليطاً من تراكمات اقتصادية سياسية اجتماعية، يمكن جمعها بعنوان: «الفساد السياسي». زواج السلطة بالتجارة، كان المولد الضخم.
تحرك أكثر من «أتوبيس» تم لملمة الركاب داخلها، وقليل من يعرفون إلى أين الوجهة. كل هذا أصبح من الماضي، لكن نتائجه الكارثية على الأرض أمامنا تدمي الفؤاد، مع مستقبل مظلم يلوح في الأفق.
أهم «أتوبيس» من هذه الحافلات هو الذي يقوده تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، ولا يعرف في الحقيقة من يقود؛ هل هي الجماعة أم دول أصبحت الجماعة أسيرة لحساباتها؟ لكن العقل والحكمة يفرضان إعادة تقدير الموقف استهدافاً للحد من الخسائر أولاً، الخسارة متحققة للأمة العربية والإسلامية عموماً وللإخوان خصوصاً، نعم هناك مظلومية للإخوان، إنما هل يمكن علاج هذه المظلومية بالسعي لإنتاج مظلوميات جديدة؟! الخسارة متحققة للإخوان وغيرهم، لكن بإمكانهم أن يصبحوا جزءاً من الحل، وبدلاً من انتظار تقارب دول وتغيير مواقف، عليهم المبادرة بفتح أبواب ونوافذ لإيجاد مناخ مناسب لمصالحات، وهو إن تم فسيحسب لهم قبل غيرهم.
February 14, 2015
«السعودة الوهمية».. قديمة!
تصوّر وزارة العمل للرأي العام، ومن خلال تصريحات مسؤولين فيها وأخبار متناثرة، أن السعودة الوهمية في القطاع الخاص أمر جديد، ولا تعلن عن اسم شركة واحدة مارست هذا الاستغلال الصريح، لكن الحقيقة أن السعودة الوهمية قديمة قدم خيار توطين الوظائف، إنها قديمة قدم محاولات الدولة إقناع القطاع الخاص بالتوطين وردود فعله المعروفة تلك الفترة.
والمتابع يتذكر أنه في بداية تنفيذ فكرة سعودة أسواق الخضار – على بساطتها – قامت العمالة باستئجار عاطلين من شباب ومراهقين، ودفعهم بمبلغ ضئيل إلى الواجهة، حتى فشل المشروع إن جازت التسمية.
ثم تطور الأمر بشكل نوعي وعلى مستوى أكبر، تلقف رجل الأعمال السعودي والأجنبي الفكرة، وظهر استغلال الأوراق الثبوتية.
والمعنى أنه كان لدى وزارة العمل علم بهذه الممارسات كواحد من أساليب الخداع في القطاع الخاص، فكيف لم تضع الحلول له منذ بداية «بث» برامجها؟ وهل مهدت تلك البرامج بصورتها المطبقة الطريق لازدياد تلك الممارسات؟
السؤال الذي لا تجيب عنه وزارة العمل ينحصر في من؟ لتحديد وحصر ومن ثم مواجهة من استثمر قضية البطالة، وحولها إلى فرصة تربح على حساب الوطن والمواطن، مستغلاً الدعم الحكومي وصندوق الموارد في التوظيف، من راوغ وأصر على المراوغة، إذا استطاعت وزارة العمل حصر هؤلاء، واستعادت ما تم صرفه لخزانة الدولة، يمكن الاطمئنان لتوجهاتها في مكافحة السعودة الوهمية.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

