عبدالعزيز السويد's Blog, page 93
March 21, 2015
هل من «مبرر»؟
نحن جزء من هذا العالم حين ترتفع الأسعار، كل الأسعار غذاء وسيارات، سكن وكماليات، لكننا نتحول إلى جزيرة نائية لها خصوصيتها عند انخفاضها، وسبب هذا تطلعنا إلى أعلى.. «فوق هام السحب وإن كنت ثرى»، أعلى وأغلى وأكبر صينية تمر، الريادية والصدارة، تخيّل لو أننا نتأثر هبوطاً كما نتأثر ارتفاعاً ما الذي سيميزنا عن غيرنا؟ سنكون عوداً من عرض حزمة دول العالم، لا طعم ولا حضور مثيراً.
تقرير لصحيفة «الاقتصادية» يعيد التذكير بانخفاض أسعار المواد الغذائية عالمياً 14 في المئة وارتفاعها محلياً 2 في المئة، و«الفاو» سجلت أقل الأسعار منذ سنوات خمس، لا أعلم كم كان مؤشر أسعار المواد الغذائية في عصر النبوة، وهل كان يتأثر بالأسعار في دول الفرس والروم!؟ قد يكون لدى وزارة الاقتصاد والتخطيط علم به بحكم التخصص، ولها ذراعها الإحصائي «مصلحة الإحصاءات العامة»، ذراع يريد أن تتطابق بصمات أصابعه مع أرقام البطالة في وزارة العمل من دون نجاح. وزارة التخطيط لم تنبس ببنت شفة ولا بولدها عن أحوال المنشآت المتوسطة والصغيرة التي تآكلت واهترأت بفعل خطط «العمل» المظفرة.
والاقتصاد «المتين» ثقله على «ركب» المواطن الضعيفة حتى يخاف على «صابونته» وغضاريفه،
يسأل قراء كرام ما هو دور وزارة الاقتصاد والتخطيط، وما هي وظيفتها؟ وبعيداً عما يكتب في المواقع والتقارير عن الرؤى والرسالة الأهداف، وهي أسطر تعدها وكالات العلاقات العامة، بعيداً عن هذا لا يرى لوزارة التخطيط والاقتصاد سوى وظيفة التبرير، إنها في كل محفل تبرر من دون قدرة على الإقناع، والأولى أن نطلق عليها وزارة «تبرير تخطيط الاقتصاد».
[image error]
March 18, 2015
من أكل «الحاشي»؟
السؤال لأمانة مدينة الرياض، الأمين والوكيل وصحة البيئة، والقصة ظهرت في مقطع مصور على الـ«يوتيوب» قام بتصويره مواطن غيور له كل الشكر والتقدير، جمل صغير ميت في سيارة مع شقيقه الحي ينتظران الدخول للمسلخ الآلي بالرياض، وهو المسلخ الخاص بالمتعهدين والملاحم والمطاعم، أي أنه بعيد عن عيون الزبائن وفيهم حقيقة الرقابة.
وقفت السيارة بحمولتها الثقيلة، وذهب السائق لقص كرت الدخول، لا يعرف حتى الآن هل كانت بطاقة لواحد أم لاثنين من الحواشي؟ كأني بالحي يتوسط للميت للدخول، عملاً بمبدأ الاستعانة بصديق، والوفاء من شيم الكرام.
السؤال الأول كيف يسمح لسيارة تحمل حيواناً ميتاً بالدخول إلى المسلخ؟ ليس هناك من سبب يدفع سائقاً لحمل حيوان ثقيل مثل جمل صغير ميت إلى المسلخ إلا لسلخه وبيع لحمه، إلا إذا كانت الحيوانات تصلي على النافق منها.
يدار المسلخ الآلي من مستثمر له قرابة العقدين من الزمان، وتحصل الأمانة على مبلغ بسيط مقارنة بالدخل المتوقع من الذبح واستثمار مخلفات الذبائح، السؤال ماذا أنتج هذا «الاستثمار» للأمانة التي تبحث عن الدخل من لوحة على سطح عمارة؟ المسالخ تدر ذهباً إذا ما أحسنت إدارتها، ويمكن لها أن توظف الكثير من الشباب، بل وتفتح معامل، فهل يدار نشاط استثمار المسالخ بما يكفل صحة المواطن وحفظ المال العام؟ هل تطورت أم بقيت على طمام المرحوم؟
لكن المشكلة أكبر من هذه النظرة الحالمة، القضية في الاطمئنان لصحة اللحوم المذبوحة إذا كانت تمرر بهذه الانسيابية حيوانات ميتة، إن صحة البيئة هي لب ونخاع عمل أي أمانة لمدينة، والوضع لا يطمئن، صحيح أن الأمين لم يعيّن إلا من فترة قصيرة جداً، لكن الفريق الذي يدير الأمانة يعلم التفاصيل.
نريد معرفة من أكل الحاشي؟ وهل تم الختم عليه كلحم طازج من المرعى إلى قلة الصنعة؟ ولأن الذكرى تنفع المؤمنين نذكر أن أكل الميتة حرام لعل البعض نسي ذلك وسط خلطة الإهمال والجشع المتبلة بالاطمئنان أن لا محاسبة.
[image error]
March 17, 2015
غرفة التخدير الأميركية!
دخلت إيران إلى الساحة العربية سياسياً وإعلامياً من باب القضية الفلسطينية، أسرف العرب في مسايرة السياسة الأميركية تجاه القضية، المفاوضات لأجل المفاوضات، والوعود ثم الوعود، وقفوا إلى جانب سلطة أبومازن، وهو إحدى أدوات التخدير في سياسته على الأقل. فشل واستمر في الفشل، كانت الجائزة الهلامية «الغربية» تصنيف هذه الدول العربية إلى دول معتدلة!
أخذت إيران قيادة الدول «غير المعتدلة» لتحضر في الساحة كعنوان «للمقاومة والممانعة» ضد الاحتلال الصهيوني وقوى «الاستكبار العالمي». استخدمت طهران العرب ضد العرب وأرضهم ميداناً للصراع حتى أحرقت بيروت لأجل خطف جنديين، مزجت طهران بين الطائفية ومقاومة إسرائيل، وتحت ستار دخان الأخيرة زادت من قوة ميليشيات الطائفة تسليحاً وتنظيماً تحت إدارة مركزية تصدر تعليماتها من طهران، مع بقاء علاقة مع تنظيم القاعدة وقيادات احتضنتهم.
الآن تعلن واشنطن عن سياستها في المنطقة بالأفعال وليس بالأقوال، في العراق وسورية كما في فلسطين المحتلة، في أرض الرافدين تحالف الشيطان الأكبر مع محور الشر، وسياسة الأرض المحروقة ضد المناطق السنية على أشدها، يناوش «داعش» ليتم حرق كل منطقة احتلها أو مر بها بنيران داعش إيرانية، مثل جاسوس يضع أجهزة بث على أهداف أرضية لطائرات تقصف وتدمر.
تستنسخ إيران تجربتها بدعم وتوافق أميركي كان مستتراً – عن عيون البعض – وظهر في العراق وسورية، ويعاد إنتاجه في اليمن، جمال بن عمر ليس إلا موظفاً في الأمم المتحدة، يأتمر بأمرها، والأخيرة أداة من أدوات السياسة الأميركية إذا لم تتمكن من تحريكها تستطيع وضع العصا في العجل
من المضحك أن تتمدد إيران وسط ما يقال إنها تحت حصار اقتصادي عالمي وعقوبات، كيف لهذه العقوبات لم تترك أثراً وهي ركعت القذافي وجعلته يدفع الغالي والنفيس؟
إن من الإيجابيات الساطعة انكشاف وتعري السياسة الأميركية في المنطقة وهي كشفت أوراقها بعد تمزق الجسد العربي، هذا يستدعي إعادة تقدير للمواقف العربية، خصوصاً تجاه القضية الفلسطينية فهي المدخل والباب وهي هاجس الدولة الصهيونية ربيبة واشنطن. في جانب آخر داخل الجسد العربي الممزق على الطامحين للسلطة والتغيير من جماعات وأحزاب أن يؤجلوا أحلامهم وتطلعاتهم، ليخففوا من أساليبهم حتى لا تستغل، فالخطر المحدق يشمل الجميع.
March 16, 2015
من فنون التسول!
خبرة العم سعيد في فنون التسول تراكمت من حبه لفعل الخير، اجتهاده في تقصي الحالات الإنسانية، الشك والتحقق طريقه لليقين، لا يعتمد على قول فلان أو علان، ثقة أو غير ثقة.
سألته عن أغرب ما تعرض له من مواقف، فذكر لي أكثر من قصة، أختار لكم بعضها.
صلى في مسجد وسط الرياض بجوار فندق فخم، بعد الصلاة، وقف شيخ كبير في السن يحمل طفلاً عليه أعراض مرض مستعصٍ، تكلم عن حاجة ابنه لجراحة تكلف مبلغاً كبيراً، ولوّح بتقارير طبية، استوقف العم سعيد أن التقرير من مستشفى خاص معروف بأسعاره المرتفعة وعملية اليوم الواحد، قال سعيد للمتسول ألم تجد غير هذا المستشفى الغالي؟ ثم تابع… هيا قم معي أنا مستعد لدفع كلفة الجراحة الآن. أصيب المتسول بالدهشة ورفض الذهاب مطالباً بمنحه المبلغ، قائلاً: «ما فيه ثقة!»، احتد الخلاف وارتفعت الأصوات، ليصل الشحاذ إلى السب والشتم، فما كان من سعيد إلا الذهاب لإمام المسجد مطالباً باسترجاع تبرعات المصلين من هذا النصاب، وحين سمع المتسول ذلك، هرب بكيس المال تاركاً الطفل المريض.
لماذا تسمح وزارة الشؤون الإسلامية باستخدام المساجد داخلها أو على أبوابها مثل دكان مجاني للنصابين؟ الجواب الوزارة لا تسمع ولا ترى.
الحكاية الثانية أكثر طرافة اعترضته متسولتان أدخل يده في جيبه، فخرجت 50 ريالاً أعطى الأولى لحقت به الثانية بإلحاح، فتح المحفظة لم يجد سوى 12 ريالاً مدها لها، فصرخت في وجهه بغضب كيف تعطيها 50 وأنا 12 ريالاً، بوقاحة صارت المتسولة تردح في الشارع، هنا استدار العم سعيد وعيناه ترميان بشرر وبصوت مرتفع طلب استعادة المال وأصر وإلا سيبلغ الشرطة، ومع تجمع الناس خافت المتسولة فأعطته 30 ريالاً وهربت، قال سعيد ربحت 18 ريالاً.
March 15, 2015
العم سعيد والمتسولون!
أفضل حلٍ أمام كثرة المتسولين والشحاذات عند الإشارات المرورية، هو إقفال زجاج السيارة، وعدم التخاطب معهم إلا بلغة الإشارة، وحينما يُكتشف متسول «ذكر» ارتدى عباءة نسائية ونقاباً لاستدرار عطف الناس، نصحو من غفلتنا، فنقول «شف ذا اللي ما يستحي»، لكن هناك فنوناً وأساليب أدهى من هذا التنكر، وكل التسول تنكر منكر.
العم سعيد صديق طيب القلب أحياناً، و«ملكع» في أحيان أخرى، خرج من الصيدلية لتستوقفه امرأة بكامل «حشمتها» ونقاب لا يظهر سوى طرف عين طلباً للستر طبعاً! وبصوت خفيض يستدر العاطفة من البطين الأيمن قالت يا أخي في الله أنا «ما أبغى فلوس»، فقط احتاج حليباً لطفلي الوحيد… لم يذق طعم الحليب من أمس! فكّر العم سعيد، حليب ولطفل فقير، الأمر سهل والأجر كبير، حينما شاهدت تجاوبه الصامت أضافت.. وحفايظ! تأمل العم سعيد قليلاً وقال في نفسه: «طبيعي الحليب سيحتاج إلى حفايظ! عاد إلى الصيدلية يفتح الباب قائلاً للمرأة خذي حاجتك».
وضعت «المرأة» على طاولة الصيدلي حليباً وحفايظ… ورضاعة ماركة! ثم التفتت إلى العم سعيد، وقالت إنها بحاجة إلى دواء أعصاب، طالع سعيد الصيدلي وسأل بكم قال 160 ريالاً، عندها تقمّص العم سعيد شخصية عادل إمام قائلاً: «العملية وسعت أوي»، ثم سألها ساخراً وكليتك وكبدك والبنكرياس ألا تحتاج إلى دواء؟! نفض العم سعيد يده من المسألة خارجاً من الصيدلية والمتسولة تلاحقه مستعطفة إياه… بكلام يندر أن تجيده ممثلة… «لا تحرم نفسك من الأجر، الله يحفظلك عيالك».
سألت سعيداً عن «مربط البزنس»، قال إن المتسولة ستعيد بيع الأدوية وكل المشتريات إلى هذه الصيدلية أو تلك بسعر أقل، وذكر أن صاحب صيدلية يعرفه، اكتشف أن الصيدلي الذي يعمل لديه اتفق مع رجل مسن يتسول الزبائن عن طريق ادعاء الحاجة إلى الدواء، ثم يعاد بيعها وفي حالة من الحالات، أُعيد بيع دواء 16 مرة.
March 14, 2015
العاطفة «الحمقاء»!
الوقت مناسب الآن – حتى ولو كان متأخراًَ – لبحث علة «العاطفة الحمقاء» المصاب بها كثير من المسلمين، عرباً وغير عرب، والمصطلح نحته الكاتب الأردني هشام الهبيشان في مقالة طويلة له بعنوان: «كيف نجح الحلف الصهيو ماسوني في إعادة إنتاج الإسلام؟»، وغرض مقالة الكاتب مختلف عما أرمي إليه من استلال هذا المصطلح، إذ وجدت فيه مع بساطته تعبيراً دقيقاً لما نعاني منه.
لماذا يسهل استدراجنا باسم الدين؟ لماذا يهرع الكثير وراء أية راية ترفع باسم الإسلام من دون تدقيق وتمحيص وتعمق؟ لماذا تتحول هذه العاطفة إلى حلقة متينة معلقة بالرقاب يمكن لأي خطاف مزيف خطفنا بها، حتى ولو كان لحرق الإسلام والمسلمين وقتلهم؟
وللتبسيط بالأمثلة لماذا يستطيع رسام كاريكاتور في أقصى الغرب تحريك جماهير في الشرق الإسلامي لينتج من هذا التحريك فوضى وقتلى من بينهم وتخريب إمكانات وطنهم؟ هذه الصورة تجاورها صورة أقسى وأكثر مرارة في حال متحصلات «الربيع العربي»، العاطفة الحمقاء دفعت بالكثير إلى الالتحاق بجماعات مسلحة لا يختلفون عن المرتزقة يصورهم الإعلام «مجاهدين»، ويصر على هذه الصفة ويلحق به إعلام عربي، ولا ينتج عن أعمالهم سوى قتل المسلمين وتدمير بلدانهم وتوفير الذرائع للطامعين للتدخل والبطش كما يحدث في العراق وسورية، يقتل من يقتل ويصحو من يصحو بعد فوات الأوان ليعلن أنه تم التغرير به، لم يكن يدرك! كان في غيبوبة واستفاق. لنرى كيف أسهمت العاطفة الحمقاء في تحويل انتفاضات ومطالب شعبية في سورية والعراق ووضعها في خانة الإرهاب واستدعت واستعدت كل العالم ليتحد ضدها، والنتيجة قتل وخراب والساحة أرض العرب والمسلمين وتمدد إيران بتوافق أميركي. كم نحن بحاجة إلى ترشيد هذه العاطفة لتتحول إلى عاطفة إيجابية منتجة متوازنة لا يسهل استدراجها من أي مفوه وحافظ لنصوص دينية يكتشف لاحقاً أنه عميل لمخابرات جند في سجونها، تحف به وتحميه مجموعة من السذج هم أقرب إلى الرهائن. ولننظر إلى سورية وكم فيها من جماعة مسلحة تدعي رفع راية الدين وتتصارع في ما بينها بوحشية لا تصدق، وفي العراق تم تحويل وإعادة إنتاج مطالبات شعبية تستهدف العدالة والحقوق إلى حال إرهابية تهب لقمعها دول العالم، أما ليبيا فالمنظر شبيه بالعراق من دون احتلال، قوض الناتو أركان الدولة الليبية ثم تركها للميليشيات لتكون أكثر من دويلة فاشلة متصارعة كل هذا تم باستدراج العاطفة الحمقاء.
March 13, 2015
دكتور في المرور
لا بد من جهة «تطبع» لنا شهادات في اجتياز متطلبات الحركة المرورية في بلادنا المعطاءة، استيعاباً صابراً وتفاعلاً، دكتوراه وماجستير ودبلوم، الكثير منا يستحقها إما في ضبط الأعصاب أو في انفلاتها، وإما في حسن الأخلاق أو فقرها، مع حزمة من التخصصات الدقيقة مثل «الزورقة» وعكس الاتجاه ومسح الطبلون والبلادة تجاه حقوق الآخرين.
نحن نعلم أن إدارة الحركة المرورية في بلادنا الغنية، إدارة افتراضية وضعت «ثقتها» الكاملة في المجتمع وأفراده، وقدمت نموذجاً عالمياً في «حرية المرور»، صحيح أن شهادة الدكتوراه لم تعد ذات قيمة وأصبحت مثل الشماغ والثوب، أي شخص يستطيع شراءه ولبسه حتى تعتقد أنه من «الجماعة» وهو خاوي البضاعة، لكنها لا تزال مع أخواتها «المقياس» الوحيد الظاهر على رأس الشخص المذكور والمدعو، بل إنها المعيار عند الاختيار لشغر المناصب الأهم.
ومع الحرية المرورية التي نرفل بإحصاءات عدد حوادثها وتفحّم سياراتها ووفيات أصحابها، بتُّ أعتقد أن وراء هذا الإنجاز الظاهر على سطح الشارع، فوق الجسر وداخل النفق، مضموناً عميقاً تنموياً ومستداماً، لا يعقل أن الحكومة لا ترى ولا تسمع، والدليل أن الإحصاءات عن أعلى أرقام حوادث وقتلى ومصابين تنشر ويركز عليها.
أصبحت أعتقد أن هناك رؤية تنموية من خلال التعليم «الذاتي» والجامعة المرورية المفتوحة في المدن المكتظة بالبشر والمشاريع، استنتجت أن الحكومة ترغب بالهجرة من المدن إلى الأرياف، فإذا كان استنتاجي صحيحاً على الحكومة أن تقدم محفزات بعد إعلان رؤيتها التنموية المرورية المستدامة، كأن تفتح وتجزل في منح أراضٍ وقروض ميسّرة أو مبسترة في المناطق المستهدفة لجذب الهجرة العكسية. هذه الحزمة من المحفزات ومهما بلغت كلفتها لا تساوي شيئاً مقارنة بالخسائر المادية والنفسية فضلاً عن البشرية، والخطط التنموية كما يردد المسؤول تستهدف المواطن، وهو بحسب ما تعلمت مصنف من البشر.
March 11, 2015
هل «يُنتخب» سليماني رئيساً للعراق؟
بجاحة السطوة الإيرانية في العراق فاقت كل تصور، حتى أعلن مستشار للرئيس الإيراني أن بغداد عاصمة للإمبراطورية الإيرانية، من دون رد ولو بكلمة واحدة من الحكومة العراقية! واضح أن الإرادة العراقية ليست مسلوبة فقط، بل ومستخدمة، ممثل المكوّن الشيعي في حضن إيران وممثل المكوّن السني في حضن كرسي افتراضي، وحينما تم تعيين العبادي قلت إنه لا يختلف عن المالكي، لكن – والشهادة لله – ظهر أنه أذكى إعلامياً، فهو حتى الآن يمسك بلسانه طائفياً، إنما على الأرض فإيران تحقق في عهده ما لم تحققه في عهد الطائفي نوري المالكي، فالضباط الإيرانيون يقودون الجنود العراقيين لحرق ما تبقى من العراق.
مؤكد أن حيدر العبادي أصبح منافساً أساسياً على منصب رجل إيران الأول في العراق، أما العرب الذين راهنوا عليه فقد خسروا الرهان، والدليل يبث مباشرة على الهواء، سياسة الأرض المحروقة طائفياً ضد السنة العراقيين برعاية غرفة التخدير الأميركية.
هدد العامري، توأم قاسم سليماني، منطقة «البوعجيل»، وبالفعل نفذ التهديد وتم إحراقها، والذريعة «داعش»، وصور الإيراني سليماني تنافس في الانتشار صور العبادي ومعصوم، رمزي الديموقراطية الأميركية المنتخبة.
من جانب آخر، يشارك في هذه المسرحية الدموية التي لا تفرق بين البشر والحجر، تقتل على الهوية وبحسب الاسم، وتختطف وتحرق وتهجر نساء وأطفالاً، يشارك ساسة من السنة العراقيين ليس في وجودهم الصوري في السلطة سوى إضفاء شرعية سياسية على ما يحدث، رئيس البرلمان العراقي أضعف من سابقه الضعيف، ولا يختلف عنه البقية، مجرد أشكال وصور، أثبتوا أن المنصب والرياسة هما الأهم والهدف الأسمى حتى ولو احترق من زعموا تمثيل مصالحه والحفاظ على حياته.
يروي الدكتور فخري القيسي، أحد أقطاب السلفية في العراق المعارضين لصدام حسين، أن نوري المالكي، قبل أن يكون رئيساً للوزراء وأثناء توزيع السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل، المناصب والمقاعد، أن المالكي قال له إنه يتطلع إلى تشييد سور بين السنة والشيعة في العراق، مثل السور الذي أنشأته إسرائيل بين الفلسطينيين واليهود. بعد التمكين الأميركي لإيران تجاوز التطلع إنشاء سور إلى قتل وتهجير وطمس من على الخريطة.
March 10, 2015
الرياض.. هل تلم الشتات اليمني؟
استجابت السعودية لطلب الرئيس اليمني عبدربه هادي، وبعد فراره إلى عدن تمكّن الرئيس من تحرير قراره وإرادته من سطوة جماعة الحوثي المسلحة، هرب من إقامة جبرية بعد قتل الحوثيين لبعض أفراد عائلته وحراسه، وهذه خطوة جيدة لفك العقدة اليمنية.
الرياض الآن بصدد استضافة حوار يمني – يمني تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، خطوة مهمة لمصلحة اليمن والعرب والمنطقة، ويفترض بكل اليمنيين على اختلاف انتماءاتهم وتطلعاتهم أن يحضروا للحوار، واضعين نصب أعينهم الأخطار المحدقة بوطنهم أولا ، دولة وهوية.. شمالاً وجنوباً، استقراراً وأمناً ومستقبلاً، وسواء حضر مندوب من جماعة الحوثي أم لم يحضر، وسواء حضر من يمثل علي عبدالله صالح أم لم يحضر. من المهم أن يتفق البقية على كلمة واحدة، هذه القوة المشتتة في اجتماعها على توجه واحد لمستقبل اليمن خير لكل اليمنيين، خصوصاً ضد المقامرين بهذا البلد، إما لمصلحة إيران أو لمصلحة البقاء على كرسي السلطة. والإخوان ممثلون في حزب الإصلاح اليمني عليهم مسؤولية أكبر من غيرهم، الوطنية أولاً،
يجب أن تكون العين والقلب على صنعاء، لا على أنقرة أو القاهرة، المصلحة اليمنية والخطر من انهيار ما تبقى من الدولة يحتم عليهم الفصل وتقديم الأولوية لتطلعات المواطن اليمني قبل غيره.
والإدارة الخليجية للحوار اليمني – اليمني لا بد أن يكون لها سعي حثيث للوصول إلى هذا الهدف جمع المتشتت من القوى لمواجهة المقامرين.
March 9, 2015
قطار الخليج إلى اليمن
سكة الحديد الخليجية ستكتمل في عام 2018، ذكر ذلك وزير الأشغال العامة الإماراتي د. عبدالله النعيمي، مضيفاً: «أن الخطط تسير بحسب برنامج زمني محدد لتوصيل الشبكات، وهناك خطوط إضافية ستضاف لدول المجلس في ما بعد، منها اليمن بعد أن تستقر الأوضاع السياسية فيه».. انتهى.
الواقع اليمني لا يشير إلى استقرار أوضاعه السياسية في المدى القريب، والفارق الزمني بين القطار الخليجي المحتمل ربطه أو وصوله بعد ثلاثة أعوام، والجسر الجوي الإيراني النشط حالياً، يوضح الفجوة والقصور – سياسياً واقتصادياً – بين دول التعاون وإيران.
لا شك في أن النوايا الإيجابية لدول الخليج تجاه اليمن حاضرة على الأرض في الماضي والحاضر، وهي في ضم اليمن إلى المجلس، عملت على خطط لتأهيل الاقتصاد اليمني، لكن هذا تم في ظل هيمنة نظام علي عبدالله صالح على اليمن، والنتيجة معروفة وفيها دروس لمن يعتبر.
والغريب أن دول مجلس التعاون كانت ترى تصاعد التغلغل الإيراني في اليمن على مدى سنوات، انطلاقاً من تعاون عسكري مع إريتريا لمصلحة تأهيل الحوثي، تدريباً وتوريداً لأسلحة واستئجار جزر، لم يكن هذا سراً، بل كانت الأخبار تتواتر، وقبله كان بين اليمن وإريتريا صراع مسلح وتنازع على جزر، هذه كانت مقدمات لم تدركها دول المجلس أو تهاونت بها، ما السبب يا ترى؟ هل تم تخدير دول المجلس من جهة أو جهات؟ وهل هناك تخدير مشابه في قضايا أخرى يحدث الآن في العراق وسورية؟ كل هذا مشاهد، ويبقى السؤال القديم متجدداً، لماذا لم يتم استثمار قدرات اليمن لمواجهة المد الإيراني في اليمن نفسه والقرن الأفريقي بوقت باكر؟
في تقرير فرق خبراء الأمم المتحدة المنشأ من مجلس الأمن الأخير معلومات عن التدخل الإيراني انطلاقاً من إريتريا وهذه الدولة لها علاقات ومصالح تهمها مع دول الخليج، لكنها طوحت بها ولم تجد موقفاً خليجياً حازماً.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

