عبدالعزيز السويد's Blog, page 77
September 30, 2015
أبعاد الحملة الفارسية على العرب
لا يستطيع نظام طهران البقاء إلا بافتعال الأزمات ليتم تحويلها إلى «لطميات»، محطات لشحن الشعوب الإيرانية والخلايا الطائفية المنتشرة في العالم العربي، والملف النووي كان من محطات الشحن تلك ضد «الشيطان الأكبر»، الذي تمت «هدايته» لاحقاً على يد «المستضعفين».
الملف النووي الإيراني انتهى إلى القبول بشروط الغرب، وهي شروط لم تضع في الاعتبار مصالح العرب، وكان من أخطاء السياسة العربية والخليجية، خصوصاً أنها لم تحضر الحضور المناسب منذ بدايات طرح الملف النووي الإيراني، وكأن إيران ومفاعلاتها تبعد عشرات آلاف الكيلومترات عن دول الخليج، وكأن نظام الملالي المتطرف ليس خطراً على المنطقة، وقد كتبت عن هذا «التقصير» مبكراً.
مع نهاية وهج عداوة «الشيطان الأكبر»، يستولد نظام الملالي في طهران «محطات» أخرى لشحن أيديولوجيته الثورية بمزيد من الذخائر، تصدير الطائفية الإرهابية هو الاستراتيجية التي لا تحيد عنها إيران، لأنها تكفل التعبئة المستمرة وإلهاء الشعوب الإيرانية عن أوضاعها المعيشية والسياسية، لذلك حرص خامنئي في خطاب له بعد التوقيع النهائي للاتفاق النووي على التحذير من تأثير ذلك على تعبئة الشعوب الإيرانية، ومن المهم التمعن في خطابه ذاك في جزء منه قال نقلاً عن «الحياة» و«أ ف ب»: «إن شطب الأيديولوجية من الديبلوماسية والسياسة الداخلية (لإيران)، هي من المحاور الأخرى لدعاية الغرب، وإن الفكر والعقيدة والأيديولوجيا تُعتبر الموجّه الحاسم في كل المجالات».
وزاد: «إن هدف العدو هو أن يتخلى الإيرانيون عن مثالهم الثوري ويفقدون قوتهم»، مؤكداً أن «الثورة حقيقة خالدة ودائمة وضرورة، وتحوّلٌ عميق ولامتناهٍ، وليس ممكناً أن تتحوّل جمهورية إسلامية بالمعنى الذي يراه العدو». وتابع: «يريد (الأعداء) أن يبقى الشعب نائماً، وبعد عشر سنين، عندما لن أكون موجوداً، سيحاولون تحقيق أهدافهم، لكن المسؤولين والشعب لن يسمحوا بذلك»… انتهى الاقتباس.
من هنا نظام طهران لن يكف إطلاقاً، لأن التعايش والاستقرار ومد يد «الصداقة» ليست من «أيديولوجياته» و«عقيدته»، حتى لو ظهرت في تصريحات لوزير الخارجية ظريف أو لرئيس الحكومة روحاني.
وفي تلك العقيدة والأيديولوجيا التي يريد خامنئي الثبات عليها بحراسة الحرس الثوري حتى بعد مماته، رسالة لدول عربية حتى الآن لا تستشعر الخطر الإيراني، فقط لأنه لم يوجه البندقية لها، أو لأنه لم يرسل إشارة تفعيل للخلايا النائمة في أراضيها.
September 29, 2015
كورس «روحاني» في الكذب
على منصة الأمم المتحدة شاهدنا وسمعنا كماً من التهريج السياسي المثير للسخرية، حتى الكذب في السياسة له أصول وحدود وعبارات منتقاة، لكن الرئيس الإيراني روحاني تجاوز كل حدود السخرية من العقول والأفهام حينما ذكر أن إيران «ساعدت» على نشر الديموقراطية في العراق وستقوم بمثل هذه المساعدة في سورية واليمن، والحقيقة أنها تقوم بذلك على طريقتها، إذ إن وراء يافطة وشعار «مساعدة ديموقراطية» الروحانية الزائفة وحشاً مرعباً من التهجير الطائفي والقتل الممنهج، واستيلاد الميليشيات الإجرامية بلباس طائفي ضد السنة، وكما روحاني اعترف أن «الموت لأميركا» ليس إلا شعاراً، فالديموقراطية والمساعدة عليها ليست إلا كذبة صارخة، والدليل ما حدث ويحدث في العراق.
استخدام روحاني العراق كنموذج ينبئ عن الخطر والمكائد التي ترصدها إيران للدول العربية، العراق في أسوأ حالته حتى أن مقاطع المواطنين العراقيين الذين يتذكرون عهد الرئيس السابق صدام الحسين بإيجابية، منتشرة، وانتقادهم تدخّل إيران في شؤونهم أكثر من ذلك، وإذا كانت سورية وقعت في قاع الدمار والتهجير فلطهران وميليشيات حزبها في لبنان ومرتزقتها من كل جنس دور أساس في ذلك.
خطاب روحاني موجه إلى الغرب واستخدامه للديموقراطية يسير في هذا الاتجاه، وإلا فالجميع يعلم أن إيران أبعد ما تكون عن الديموقراطية، وهي الأكثر تخصصاً في تصدير الميليشيات الإرهابية الطائفية، كما أنها بارعة في احتضان الرموز الطائفية السياسية مثل نوري المالكي في العراق والحوثي في اليمن وغيرهما من عالمنا العربي.
يحاول روحاني الدخول والتأثير في الغرب من باب الديموقراطية، هو يستخدمها كما استخدمها الغرب الذي لم يترك وسيلة إعلامية يعلن فيها اهتمامه بحقوق الإنسان تاركاً شعبي سورية والعراق نهباً للوحوش الطائفية، وكما عملت إيران على استخدام شعار «المقاومة» و«القدس» وفلسطين للتأثير في العالم العربي، وهي نجحت في الأخير لضعف العرب وتشتتهم والخلافات بينهم وربما تنجح في استغلال شعار المساعدة الديموقراطية الزائف مع خبث الغرب ونفاقه السياسي الطويل في القضايا العربية وفي مقدمها قضية فلسطين.
September 28, 2015
كرة النار وفايروس العقوق
لم يكن «سعدٌ» سعداً على والديه ولا مجتمعه، ومن شاهد الأب المكلوم في لقاء قناة «العربية» وهو في حال من الذهول سيعلم هول الصدمة ومقدار الحزن والألم، أسرة بسيطة تعيش في قرية كيف تحول اثنان من أبنائها الفتيان إلى وحوش يقتلون ابن عمهم، رفيق حياتهم ويمثِّلون به! حتى إن الأب أشار إلى حسن خلق القتيل اليتيم وتعامله معه. وهي صدمة للمجتمع، ولم تكن الأولى من نوعها، والشاهد الرابط بين كل تلك الجرائم أن الدولة -بما يمثلها الجندي والعسكري- من حفاظٍ على الحدود وردع العدوان وحراسة للأمن والنظام هي الهدف الكبير المخطط له، وحتى ولو كان هذا شعاراً لا يعيه القاتل فهو لب الاستهداف. هذا يستلزم وقفة من الجميع؛ لنبذ كل الخلافات والتوقف عن الشحن المتبادل، سواء أكان «فكرياً» أو غير ذلك في وسائل التواصل والإعلام.
إن استخدام هذه الجرائم كرة مشتعلة، يرميها كل تيار على الآخر يزيد من تضخمها، استخدامها لتصفية حسابات و«قصف جبهات» يضيف لها مزيداً من الوقود؛ فالتصفية هنا تغلب على الحوار المثمر، الانقسام لا يبدأ من الجغرافيا بل من العقول، ولا ينجح العدو في النفاذ إلا من هذه الثغرات.
كما أنه من السهل الحديث عن دور الأسرة والوالدين في رعاية أبنائهم وتربيتهم التربية الحسنة، لكن مثل هذا الأب البسيط ألم يراعِ ذلك؟ من المؤكد أنه اجتهد مع والدتهم في تربيتهم، ويخبر عن جمال روحه احتضانه لابن أخيه اليتيم، من هنا لابد من مراعاة كشف كل الأسباب التي حولت صغار سن في قرية شبة نائية إلى قتلة مجرمين، يرفعون شعار تنظيم إرهابي.
التربية ليست حراسة على الأبناء، والمجتمع والشارع والمسجد مع فضائيات ووسائل التواصل كلها تشارك في التربية بشكل مباشر أو غير مباشر. هل لدينا مشروع متكامل لمواجهة ذلك؟ متكامل هنا نضع تحته خطاً أحمرَ؛ لأن من أخطائنا البحث عن سبب وحيد لقضية تشغلنا، ننسى أسباباً أخرى لو اجتمعت ربما كانت هي وراء سبب لا يرى بعضنا غيره، لكنه مثل رأس جبل الجليد يُخفي أكثر مما يُظهر.
September 27, 2015
هذا «الشؤم».. هل سيخضع للمناصحة؟
يكفي أن تجنِّد فرداً لتشغل مجتمعاً وتسيء إلى أمة، ومع تحول العالم إلى قرية إعلامية صغيرة هذا كافٍ باستخدام الإعلام، كل فترة استخدم فرداً واحداً، عليك أن تنتقيه بعناية وتعمل عليه إلى أن «ينضج» ليصبح أداة مطيعة خانعة تحت يدك، ثم غلِّف هذه «الأداة» المتفجرة بشعارات لها سوق عالمية رائجة.
ومن المؤكد أن هذا لا يحدث اعتباطاً ولا مصادفة، لا بد من أن وراءه متخصصين في علم النفس على درجة عالية من الدهاء، من إحباطات الفرد إلى مشكلاته المجتمعية وحيرته العقدية. هناك فجوات وثغرات هشة يمكن التسلل إليها.
وجريمة الشملي التي قتل فيها سعد ابن عمه وصوَّر الشقيق الجريمة الشنعاء لا تخرج عن هذا الإطار، سواء أكان تنظيم داعش وراءها أم من هو وراءه، التنظيم نفسه الذي يبدو محيراً دولياً حتى في تسميته، كل دولة و«قناة فضائية» تسميه باسم يختلف عن الأخرى، فيما ينشط الإعلام الغربي وبعض أياديه الخفية على اعتباره «دولة». الإصرار على «الإقناع» بوجود «دولة» إرهابية لم يكن سوى التهيئة لما يخطط له لاحقاً.
إن كل مجرم سيجد تبريراً لجريمته، ولا أكثر رواجاً من «معلبات» داعش، والمشكلة غير المنظورة أن هذه المعلبات يجد فيها بعضهم صلاحية إذا ما قيلت وكُررت بعد حذف اسم «داعش».
هل سيخضع هذا «الشؤم» للمناصحة؟، سؤال بديهي مع ارتباط الجريمة بالإرهاب؛ استناداً إلى كلام القاتل، وأسلوب المعالجة المتبع. إن جرائم من هذا النوع تحتاج إلى معالجة ومواجهة قضائية فورية، يكون لها من الإجراءات والمحاكمات خط سير خاص يتجاوز الروتين والبيروقراطية؛ لأن أثرها كبير، وكلما بعدت المسافة بين زمن وقوع الجريمة والحكم الصادر على من اقترفها ضعف الأثر.
هناك حالةُ تيهٍ في التصدي الفكري والوعظي لهذه الهشاشة التي يعاني منها أفراد من المجتمع، معظمهم من صغار السن، والوعظ «المعلب» المكرر لا يحقق فائدة تذكر، وعصمة الدماء حقها عظيم عند الله -تعالى-، وهي ما يجب أن يذكر بها وتعظم حقوقها بأساليب مختلفة عن ما تعودنا عليه يتجاوز هذا الوعظي إلى سرعة تطبيق الشرع.
الحج.. التوسِعات ليست الحل الوحيد
الافتراض أن كل الحجاج جاؤوا بنية صافية لأداء المناسك، فيه من حسن النية الكثير، وهنا خطر كبير على أمن الحجيج وبلاد الحرمين، ولاسيما مع الأوضاع السياسية والمحاور الإقليمية والدولية. إيران بسياساتها المعلنة منذ ثورة الخميني وعملها الدؤوب على تصدير التطرف الطائفي تبقى في بؤرة الاتهام لسوابق عدة موثقة.
لا بد من التفكير خارج الصندوق، فالحج أحد أركان الإسلام الخمسة لمن استطاع إليه سبيلاً، وله شروط «فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، والملاحظ أن الازدحام المتزايد لأعداد الحجاج كل عام لا يوفر فرصة لخشوع الحاج؛ فهو مشغول بطريقه وأمنه وحاجاته ومرافقيه وخلاصهم من الازدحام، وفي هذا امتحان صعب لا يعرفه إلا من وفقه الله -تعالى- لأداء هذه الفريضة، كيف يمكن التوفيق بين هذه الشروط وسط هذه الكتل البشرية من مختلف الأعراق واللغات والفهم والإدراك وتباين الوعي؟! ثم إن التوسِعات والإضافات للبنية التحتية للمسجد الحرام وللمشاعر مهما استمرت وبُذلت فيها الجهود الضخمة لن تستطيع الوفاء لاستقبال مزيد من الأعداد؛ فالمساحة صغيرة مقارنة بأعداد من يرغبون في الحج كل عام، يضاف إلى هذا أعداد غير محصورة من مختلف الجنسيات، إذ أصبح الحج، بأي طريقة ولو غير نظامية، عادة سنوية لهم، لا يراعون ترك الفرصة لغيرهم في أنانية متطرفة.
فإذا أضيف إلى هذا البُعد الأمني الجنائي والإرهابي المحتمل مع استغلال الموسم كل عام لأغراض سياسية، ولاسيما من نظام الملالي في طهران. يفرض هذا ضرورة التفكير خارج صندوق، من المزيد من التوسعة والمزيد من الاستيعاب إلى خفض عدد الحجاج، ومن فوائد التيسير على الإدارة والمسلمين ذلك أن الحاج، وهو يؤدي حجته مرة واحدة في عمره، يستطيع أداء فرضه بفرص أكبر من الخشوع والطمأنينة والانقطاع بسكينة إلى تعبد الله تعالى.
September 26, 2015
حج ومزايدات سياسية!
أولى المعلومات الرسمية عن أسباب حادثة تدافع الحجاج في منى جاءت بتصريح لوزير الصحة، إذ ذكر أن عدم التزام بعض الحجاج بتوقيت التفويج كان سبباً في ذلك، والتفويج مجدول ومنظم، وسألت بعض الإخوة الموجودين في مكة المكرمة والمشاعر، بعضهم موظفون لخدمة الحجاج، والآخرون ممن حج هذا العام، لتأتي كثير من الملاحظات؛ بعضها بعيد عن الحادثة ومهم أيضاً في خطة التيسير والتسهيل لحركة هذه الحشود الضخمة التي تذهب إلى النقاط نفسها في وقتٍ محدود.
الكاميرات المنصوبة في المشاعر سيكون لها القول الفصل في تحديد نقطة حرجة كسرت نظام التفويج المجدول ومن تسبب فيها، سواء أكان ذلك عمداً أم عن جهل، فهي أخلّت بالنظام لتحدث مأساة خيّم حزنها على المسلمين، وفي مقدمهم السعوديون، في أول يوم من عيد الأضحى المبارك، والمهم أن تكون نتائج التحقيق شفافة بعيدة عن المجاملات والديبلوماسية لأن الحادثة مؤلمة، توفي جرّاءها مئات الحجاج – رحمهم الله تعالى – وأصيب المئات، نسأل الله تعالى لهم الشفاء،
ولأنها أيضاً استُغلت للمزايدة السياسية بشكل لم يسبق له مثيل، فإذا كنا تعودنا من نظام الملالي في طهران المزايدة، كان من المستغرب دخول سياسيين أتراك على هذا الخط.
في الجانب الآخر من مشهد الحج والملاحظات تبرز حاجة ضرورية لإعادة النظر في قطار المشاعر، التصريح «أو التعليق»، الذي نقلته بعض الصحف لمدير «مشروع» قطار المشاعر أن شركة ماليزية، لها خبراتها، تديره للمرة الأولى، وأن خللاً في النظام أقفل الأبواب مدة تقارب الساعة، يصف ولا يحدد لماذا حدث العطل!
وفي الوقت الذي ستجري فيه مراجعة شاملة لخطط وآليات إدارة موسم الحج بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله بتوفيقه، ينبغي التفكير خارج الصندوق الذي تعودنا عليه، لنخرج بحلول جذرية تسهم في التيسير وأداء المناسك بخشوع وأمان.
September 24, 2015
الحج والحرب
مع أن السعودية مشغولة بالحرب على عملاء طهران في اليمن، إلا أن هذا الانشغال لم يؤثر في استعداداتها لخدمة الملايين من ضيوف الرحمن! هذا العام سيكون بفضل الله العام الأخير لإنجاز ما تبقى من مشاريع التوسعة في الحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة، وهو ما سيخفف المشقة على الحجاج والمعتمرين والأجهزة المختصة بخدمتهم في السنوات المقبلة، ويزيد في الطاقة الاستيعابية، والحرب على رغم كلفتها المادية والمعنوية لم تؤثر في أولوية خدمة ضيوف الرحمن وتوفير كل الطاقات لها، خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن أولوية سعودية دائمة، ولله الحمد والمنة.
..
هاجس استغلال موسم الحج لأغراض سياسية يزداد هذا العام أكثر من أي عام آخر، نتيجة لتزايد التدخلات المسلحة الإيرانية في العالم العربي والنوايا السيئة المعلنة ضد دول الخليج العربي، فظلت طهران – كما كانت منذ اندلاع ثورة الخميني الطائفية – عامل تأزيم للإرهاب، تخصصت بالترويع وتصدير الإرهاب إلى الدول العربية، وإثارة الفرقة بين مكونات مجتمعاتها، والتاريخ سجل هذا بالصوت والصورة في مواسم حج ماضية، ولا شك أن قوات الأمن السعودية في حال جاهزية مرتفعة، ولديها الخبرة اللازمة لمواجهة أية محاولات من جانب نظام الملالي، حتى ولو أعلن أخيراً أن «الموت لأميركا» ليس إلا شعاراً، لأن «الموت للعرب» هو الشعار الأصيل لدى حكام طهران.
…
لفت انتباهي في الصحف المحلية السعودية إعلانات تهنئة من حكومة وشعب دولة الإمارات العربية الشقيقة، لمناسبة اليوم الوطني للسعودية، لقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة أعمق صور التلاحم العربي والإسلامي مع السعودية في صدها للهجمة الإيرانية، ومحاولات الأخيرة فرض الهيمنة الفارسية على الأمة العربية، استغلت طهران بانتهازية طموحات أفراد فرطوا بأوطانهم ومواطنيهم ومقدراتهم، ليعيش اليمن العربي عاماً بائساً مع سطوة الميليشيات الحوثية على السلطة. لدولة الإمارات – قيادة وشعباً – الشكر والتقدير والأمل بالنصر والتمكين.
…
كل عام والوطن بخير ونعمة، والأمة العربية والإسلامية في حال أفضل.
September 23, 2015
الحاجة للترشيد أم للتصحيح
معالجة انخفاض الدخل بعد تراجع أسعار النفط عالمياً، والعجز المتوقع في الموازنة هي القضية التي تشغل الجهات الحكومية، وفي مقدمها وزارة المالية، وهي في الحقيقة أيضاً قضية تشغل الرأي العام المحلي، مع كثرة تقارير إعلامية لا تقابلها توضيحات رسمية حاضرة وشفافة، ومنذ فترة والحديث يدور حول أن وزارة المالية تجتمع مع أجهزة أخرى من وزارات وهيئات؛ للنقاش حول المشاريع التي يمكن خفض الإنفاق عليها؛ إما بتأجيل المشروع أو تصغير حجمه.
وأسلوب وزارة المالية الذي نعرفه -ولا أعتقد بأنه تغير- لا يراعي أهمية مشروع، بل ينظر إلى كبر حجمه وكم يمكن «الأخذ» منه، اعتماداً على فرضية أن الجهة الحكومية تطلب أكثر من حاجتها، ومن المعلوم أن النقل العام مشكلة قديمة في العاصمة الرياض، وكان يمكن لو توافر التخطيط الاستباقي والاهتمام «الاستراتيجي» أن ينجز مشروع له، ولو جزئياً في سنوات ماضية بأسعار أقل وعناء أقل أيضاً للسكان والزوار.
وأتذكر أنني كتبت -عن الاختناق المروري- متسائلاً: ألا يستخدم موظفو وزارة المالية الطرق نفسها التي نستخدمها ليروا ضخامة المشكلة وأن مستقبلها سيؤدي إلى تضخم أكبر؟ استغراباً من عدم المبادرة من الأساس؛ قبل إقرار مشروع النقل العام وظهور تباشيره للعلن.
إن الحاجة إلى الترشيد تستدعي أولا الحاجة إلى التصحيح. لقد عايشنا في السنوات القليلة الماضية إنفاقاً هائلاً، حتى إن الشوارع يعاد رصفها وسفلتتها من دون ضرورة ملحة، ومشاريع «جمالية»، إن جازت تسميتها. كذلك لا يعرف عنها سوى إجراء الدراسات والتصاميم وزفة إعلامية، والأخيرة (الدراسات) مكلفة أيضاً، وربما بقيت في الأدراج؛ لتحفظ بعد أن يأتي مسؤول جديد، وقد يعاد بيعها من الجهة الاستشارية.
هنا، يجب على وزارة المالية عدم المس بالمشاريع الاستراتيجية التي انتظرها المواطن سنوات طويلة، وفي مقدمها مشاريع النقل العام.
، كما أن أي تأخير أو تعطيل؛ بسبب إجراءات مالية أو ضغوط منها، سيزيد من معاناة السكان في كل مدينة، ومثلها مشاريع الصحة والتعليم، يمكن لوزارة المالية أن تدقق في أساليب الصرف وحسن إدارة الأموال، ولا تنسى النظر في موضة الشركات الاستشارية وعقودها لصياغة استراتيجيات وخطط وبرامج مع الأجهزة الحكومية…، فهل حققت فوائد تستحق ما تجنيه من أموال؟!
September 21, 2015
شتات افتراضي
وسائل التواصل الاجتماعي الإعلامي الجديدة قربت البعيد وأبعدت القريب، وفي هذا تأثير كبير يتعدى الحياة الاجتماعية إلى السياسية والاقتصادية، الاقتراب أو القرب من البعيد حمل معه الكثير من هذا البعيد من ثقافات وعادات وأفكار، والابتعاد عن القريب أحدث فجوة انسجام امتلأت بما تم جلبه، ينطبق هذا مختلف الأصعدة.
في الاجتماعي على سبيل المثال تلاحظ تغيراً كبيراً في الأعراف والتقاليد، ليس في ممارسة ما فقط، بل في إعلان هذا الفعل لاستجلاب تصدر وأضواء، ومن التفاخر بإقامة الولائم للضيوف بتلك الصحون الكبيرة، تطورت المسألة إلى التفاخر بتناول أو طبخ طعام لشخص أو اثنين أو شراء سلعة غالية الثمن، في مجتمعنا لم يكن هذا مقبولاً في زمن قريب مضى، عدم القبول ذاك كان وراءه قيمة أخلاقية احتراماً لمشاعر الأكثر فقراً، وعدم قدرة على الوصول لما وصلت إليه. هذه نتفة صغيرة مما أحدثه تأثير هذه الوسائل اجتماعياً، ويمكن إيراد أكثر.
في السياسي تلاحظ أن الاستقطابات بلغت مرحلة عميقة متجذرة تعلن نفسها مع أي حدث بسيط يحصل لمواطن تلك الدولة في دولة أخرى! حباً إعجاباً أو لأي سبب كان.
أما في تواصل الأجهزة الخدمية مع جمهور المستفيدين فإنها الأكثر ابتعاداً عن الفعالية، إذ ما زالت هذه الأجهزة تعتمد على رد الفعل بانتقاء، أتاحت وسائل التواصل للأفراد المقارنة بين أداء هذه الأجهزة وأخرى مشابهة «وظيفياً» في دول قريبة أو بعيدة، وفي هذا تحد كبير إضافي.
ومن الواضح أن حضور وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي الجديدة لم يؤخذ بجدية، وتم التعامل معه مثل التعامل مع شكل من أشكال الترفيه من دون تحسب للتأثير الكبير البطيء المتوقع، ويمكن للفرد أن يراجع نفسه في أمر ما كيف كان يراه غير مقبول أو محتمل الحدوث قبل سنوات، وأصبح يقبل فيه ولو من دون اقتناع أو يراه يتداول أمامه. وكما أن دول الصراعات السياسية في العالم العربي أفرزت موجات من الهجرة الجماعية هرباً من القتل والحرق، فإن فضاء الإنترنت وصفحات وسائل التواصل تستقطب أيضاً الكثير من العرب «المهاجرين» الافتراضيين، شتات على الأرض وفي البحار، وشتات في فضاء الشبكة العنكبوتية.
حصاد الزلزال العربي
كان الفساد هو الأرض الخصبة لموجات «الزلزال» العربي، أزهر ما اتخذ اسم «الربيع العربي» شعاراً في بلاد أخرى غير عربية، هيمنة وتدخلات وصفقات أسلحة ومافيات تهجير بشر، ترك للعرب حرائق ودمار مع تلهف للبحث عن ملاذ آمن، بقي الفساد وربما زاد.
لم يكن سبب خروج الجماهير في دول الربيع العربي إلى الميادين بحثاً عن السلطة أو منافسة عليها، بل كان تعبيراً عن سخط من الحالة الاقتصادية والاجتماعية البائسة وسببها الرئيس فساد سياسي اقتصادي، هذا الزواج المدمر بين السلطة والمال هو ما فجر بركان تأجج تحت السطح لعقود، كانت لحظة انطلاق الحشود محاولة للتعديل والتصحيح، أصوات بلغة الأجساد، لكن بعد تكامل الاحتشاد ظهرت كثير من القوى الأكثر تنظيماً من حشود عفوية لتستغل الموجه للصعود على ظهرها. تطور الأمر إلى صراع على السلطة لأجل السلطة مع الأغلفة اللامعة لشعارات من الحرية والديموقراطية والحقوق استخدمت وتستخدم فهي شعارات صالحة لكل زمان ومكان، وبعد سنوات الدمار المخيفة هذه، بقي الفساد وتجذر أكثر، فلا التجريب الأميركي في رؤوس العراقيين أفلح في حد أدنى من الحياة الكريمة للمواطن العراقي، ولا الزلزال العربي الذي تم استغلاله حقق نتيجة سوى الخراب للإنسان.
من أهم النتائج على المدى المتوسط والطويل أن الشعوب العربية تسيست أكثر وتحزبت أكثر، وهو ما ينذر باستمرار الصراعات السياسية الدموية على السلطة في العالم العربي إلى أمد غير معلوم، مع مزيد من التدخلات الأجنبية نتيجة للتشظي والاستقطاب.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

