عبدالعزيز السويد's Blog, page 29

May 15, 2017

راعي المناسبة ممكن «يوتيرن»

عزيزي المسؤول إذا رعيت أو افتتحت مشروعاً ما، صغيراً أو كبيراً، أطلب منك أن تعود إليه بعد أسبوع أو أسبوعين، ربما تكتشف أموراً ستدهشك، لكن، حتى تصل إلى ذروة الدهشة يشترط ألاّ يعلم أحد بقدر الإمكان عن عزمك على العودة لزيارة مقر المشروع، حتى القريبين منك. اصنع لهم مفاجأة تكون حديث الأجيال.

بداية الدهشة ستكون من الطرقات التي مررت بها قبل أيام وكانت منوّرة بحضورك، من النظافة إلى الأزهار والشتلات الجميلة مع عشب تفوح منه رائحة الندى في شهر تسطو فيه أشعة الشمس على بلادك. لكن في زيارتك الخفية الجديدة المقترحة هذه، سترى أن الزهور اختفت وكأن قطيعاً من الأرانب أو الجرذان هجم عليها في ليلة ظلماء فلم يبقَ منها سوى الحطام. والعشب الندي فربما يحالفك الحظ لترى العمال يطوون بساطه، وإذا لم يطوَ البساط الأخضر ستجد لونه انقلب إلى أشهب، ولا تسألني عن النظافة.

الطريق الذي تغيرت أشباهه عليك «كوم» وما ستراه لاحقاً «كوم» بل «أكوام» أخرى.

وبعيداً من الزينات التي تبخرت. المشروع الذي افتتحته قبل أيام ستجد عمالاً يشتغلون فيه، إما بهدم أو ترقيع، والشاحنات مع الرافعات تطوق الموقع. تكشف الصورة أمامك بوضوح أنه لم يكتمل، بل إن هناك أساسيات في المشروع ما زالت في طور التشييد والبناء غير المستعجل، وما سمعت قبل أيام أنه جاهز لاستقبال الزوار أو المخدومين والمستفيدين هو من كلام الليل الذي يمحوه النهار.

ولو «تلطمت» وتقدمت خطوات للداخل سترى أكثر وربما تُصدم، ويمكنك لمزيد من التقصي أن تسأل عاملاً أو موظفاً من الموجودين «ماذا تفعلون؟»، ربما يقول لك إنهم يركّبون نظام الوقاية من الحريق أو عنصراً أساسياً مثله في المشروع، ولو أعدت السؤال «ألم يكن هناك نظام مثله يوم الافتتاح»؟ لضحك العامل أو الموظف وصمت، حذراً من فقدان وظيفته وأكل عيشه!

طبعاً، عزيزي المسؤول، التعميم هنا لا يصح ولا يجوز، لكن، كلما كان المشروع ضخماً والتسويق له والاحتفال به أكثر ضخامةً، فإن الاحتمال أن يكون من تلك العينة يصبح أكبر.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 15, 2017 04:39

May 14, 2017

زخرف الأرض

كتاب ثمين بعنوان «زخرف الأرض… من نبات نجد»، صدر أخيراً للأستاذ خالد بن عبدالرحمن أبابطين، والكتاب في أكثر من 840 صفحة بالألوان لصور وأسماء ومعلومات عن النباتات في نجد، وهو خلاصة خبرة وعمل ميداني لجمع المعلومات، والمؤلف حرص في العنوان على إيراد عبارة «… من نباتات نجد» تحرياً للدقة، فهو لم يدعِ إحصاء لها، بل سطر مقدمة طويلة أوضح فيها طريقة عمله واعتذر عن أي تقصير قد يراه القارئ.

ومن تَمَيُّز الكتاب أنه يوثق الخبرة الشعبية في نباتات نجد بأسمائها المعروفة وبعض المندثرة وأشكالها بصور ملونة متنوعة، ونحن للأسف لا نهتم بتوثيق الخبرة الشعبية مع أنها مكملة ورافد للخبرة العلمية التي تدرس في الفصول، بل إن البعض من جهلهم ينظرون إليها نظرة قاصرة. ودفعت التجربة الشعبية وتراكم خبراتها في صنوف علوم وفنون عدة ثمناً باهظاً بسبب هذه النظرة القاصرة ليختفي أو يضمحل الكثير منها. والمؤلف باحث شغف بالنبات يسافر للسؤال عن اسم نبات والتأكد من مسميات أخرى له، سائلاً الحاضرة والبادية تحرياً لمزيد من المعلومات، وأول ما عرفت أ. خالد أبا بطين من «تويتر»، إذ لاحظت حساباً نادراً (Khalidababatain@) ينشر معلومات وصوراً عن النباتات، وكان واضحاً الخبرة والبساطة في عرض المعلومات، وأيضاً التفاعل مع أسئلة المهتمين في هذا الشأن. ومثل هذا نادر، فهي ليست تجارة ولا عائد مجزياً يرجى منها على أهميتها، لكنه الشغف الإيجابي.

وبالنسبة لنا سكان المدن فنحن في الغالب لا نفرق كثيراً بين النباتات البرية، ولا نتعرف إليها أو نحاول ذلك إلا أياماً في فصل الربيع القصير، لذا كانت متابعة الحساب إضافة لي، والكتاب الذي توزعه مكتبة جرير لا غنى عنه لجهات رسمية مثل الزراعة والبيئة والحماية الفطرية إضافة إلى البلديات، وتعليمية مثل الجامعات، وأيضاً للمهمتين بالبيئة النباتية المحلية المنهكة، خصوصاً مع تزايد الوعي الاجتماعي بالأخطار التي تتعرض لها لأسباب من بينها الرعي الجائر والاحتطاب والتلوث، بل التلويث المتعمد إما جهلاً أو تبلداً في الإحساس الذي يمارسه «بعض» البشر حينما يخرجون للنزهة، وهذا كوم وعدم اهتمام رسمي لائق كوم آخر. الذين يهتمون بالبيئة حقيقة الاهتمام هم الأقرب للأرض الأم والنماء ويتعاملون معها بحساسية مرهفة، للشجر والعشب والشجيرات قيمة عندهم يصعب على غيرهم رؤيتها.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 14, 2017 04:39

May 13, 2017

احذر فأنت الصفقة

ضع في أقصى عقلك كلما شاهدت إعلانات ملونة لسماسرة «الفوركس» و«الاستثمار» في العملات، صورة ماكينة سنجر، وإذا انبثقت نافذة في جهازك قسراً تدعوك إلى «الفوركس» أغلقها، فهي من النوافذ التي تأتيك منها العواصف الرملية، وإذا اتصلت بك سمسارة أو سمسار أو أرسلت رسالة في «الواتساب» تأكد أنها ستبيعك ماكينة سنجر القديمة مزينة إياها بالزئبق الأحمر الدولاري.

والزئبق الأحمر خرافة، والزئبق الفضي لن تستطيع الإمساك به فهو ينزلق من بين أصابعك مثلما ستتبخر نقودك. ولا يغريك صوت امرأة ولا وعود من يدّعي الخبرة، ولا إعلانات تضع صور شبان يلبسون أشمغة أو فتيات متحجبات مبتسمات، يقلن لك في الإعلان إنهن كسبن كذا خلال كذا برأسمال بسيط ويدعونك للانضمام، فليس في المسألة حب للخير. فكل هذا إعلان مدفوع غرضه الأساس «خرفنتك»، لاقتيادك إلى مسلخ الخسارة والديون، ولقحش ما في جيبك. وأنت لا تقبل بأن تكون خروفاً، كما أن الجالسة بجوارك أو في بيتك لا تقبل أن تكون شاة. لتكن القاعدة لديك «شيء لا تعرفه تَرْكُه أولى» بخاصة في استثمار عن بعد لا تعرف أصوله ولا فصوله، والسماسرة فيهم من موظفي بنوك ومستقلين غرضهم الاصطياد، فلا تقدم رقبتك لمن لن يرحمك.

يشبه «الفوركس» ساحة مملوءة أرضيتها بالزئبق لا مكان لك فيها للوقوف على رجليك، الداخل إليه مفقود ومن سلم منه مولود، ولا تخدع نفسك بأنك ستخصص مبلغاً صغيراً له لن تزيده، لأن هذا هو بداية التزحلق على سطح زئبقي ما يعني تحطم عظامك، فأنت في حقيقة الأمر ربح السمسار والسمسارة… أنت الصفقة!

رُفعت كثير من القضايا في الدول الغربية على سماسرة «الفوركس» ودفعت بعض البنوك تعويضات، لكن من طريق شركات محاماة، وعلى رغم بحثي واستعانتي بأصدقاء لم أجد لـ «الفوركس» إدارة، فهو مثل الساحة اسم مفتوح لجذب السذّج ومن يقطر لعابه لأرباح لن يحصل على فلس منها.

ينشط سماسرة «الفوركس» في الشرق الأوسط أكثر من غيره، فهو مثل الدقة القديمة في البلاد المتقدمة، لذلك أكثر ضحاياه هم من أبناء هذه المنطقة وللسعوديين نصيب، يقال ولا أعلم عن دقة الرقم إن خسائرهم وصلت إلى عشرة بلايين. والعجيب أن إعلانات سماسرة «الفوركس» منتشرة وحاضرة في كل نافذة تفتحها تقريباً وأنت تتصفح على هاتف جوال أو كومبيوتر، وفوق هذا ندوات دورات للتدريب «مجانية» لتداول العملات تعقد في مواقع معلنة، و «المجانية كثر منها ويا خبير خلصنا من ها للي صار!».


والسؤال للإخوة في هيئة سوق المال ووزارة التجارة وهيئة الاتصالات، ألا يمكن الحد من استغفال الناس وتجفيف دخولهم؟


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 13, 2017 04:22

May 11, 2017

منتخب التهريب الوطني

من يستغل موقعاً وظيفياً حكومياً للإثراء غير المشروع من أتعس خلق الله، وإن بدا مورد الخدين وضحكته من حلمة أذنه إلى الأخرى، أما الأكثر تعاسة منه فهو الذي يستغل موقعاً وظيفياً في مؤسسة خيرية للإثراء والتربح، والفساد واحد… .

نعم، لا خلاف على ذلك، سواء أكان في موقع عام أم خاص، إلا أنه حينما يتسربل بثياب الخيرية يحدث صعقاً وخرقاً لا يمكن إصلاحه بسهولة، لا بتبرعات ولا مساهمة في بناء مساجد، فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، والعمل الخيري لدينا تلون بالشكل أو الهيئة الدينية، وكل ممارسات مثل تلك ساهمت في التشويه الديني، وعند البعض من الناس الذين لا يفرقون بين الشخص وما يدعيه، ساهمت في تشويه الدين. خبر لوزير الدولة لشؤون مجلس الشورى الدكتور محمد أبوساق، أبدى فيه أسفه لتورط أفراد ومؤسسات حكومية وديبلوماسية وخيرية في عمليات تهريب النفط، مشيراً إلى أن القوائم والإحصاءات في ذلك طويلة، مئات من الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة بحسب ما جاء في خبر نشرته «الحياة» أمس، ولا تنسَ الديبلوماسية! ومع الأسف أبدى الوزير «سعادته بموافقة المجلس على التعديلات التي أدخلتها الحكومة على عدد من مواد مشروع نظام التجارة بالمنتجات النفطية». والقائمة الطويلة، وتنوعها يعني أن العلة من المنبع إلى المصب!

ومن الغريب أن وزير الدولة لم يذكر معلومة عن الإجراءات المتخذة ضد هذه القائمة الطويلة من المهربين، فهل طولها وتعدد مواقع أفراد منتخب الفساد سيمنع اتخاذ إجراءات معلنة ورادعة ضدهم، ليكتفى باستخدام كثرة التهريب مبرراً لرفع الأسعار؟ أول ما انكشفت «إعلامياً» قضايا تهريب المواد النفطية في شركة مرخصة للتصنيع، استغلت الرخصة لأكثر من عشر سنوات لتهريب المشتقات إلى أوروبا، ولم يعلن في بيان واضح لا لبس فيه ما هي العقوبات التي تمت عليها، ولو شمعت بالأحمر لتهاوى صرح من الفساد، ثم تتابعت الأخبار عن أصحاب شاحنات، حتى أصبحت تجارة نقل المشتقات رائجة أثرى منها الكثير. لا يبدو لي أن الحكومة عازمة على كشف هذه القائمة الطويلة وتنظيف القطاعات الحكومية والخيرية والخاصة منها، لأن القول «القائمة طويلة» يعطي انطباع «وش نقول وش نخلي». لذلك ولامتصاص «زعل» وإحباط المواطن الذي يدفع ثمن الفساد والصمت عليه مضاعفاً، أقترح إقامة بطولة سنوية في كرة القدم بين منتخبات الفساد، يمثل فيها كل قطاع من الحكومي إلى الخيري والخاص، على كأس «الوازع»، ويضم لتلك المنتخبات أيضاً منتخب ضعاف النفوس ومنتخب عفا الله عما سلف. أما حصيلة هذه البطولة الكروية من الأموال فتُمكن الاستفادة منها في تنويع مصادر الدخل.


 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 11, 2017 03:04

May 10, 2017

لملمة الشتات المتبعثر

كان عام 2014 ذروة السطوة الإيرانية على الدول العربية، لدرجة تخفَّفَ فيها «الدهاء» الفارسي من حذره، خالعاً قميص التقية ليسمي الأطماع بمسمياتها، فيعلن النائب في البرلمان الإيراني علي رضا زاكاني المقرب من خامنئي، متفاخراً بأن طهران تسيطر على أربع عواصم عربية. إعلان هز كل عربي وأخرج كل عميل متلون من جحره.

إعلان التتويج هذا جاء بعد سيطرة الحوثي على صنعاء، وكانت لحظة تترقبها إيران، وهي سيطرة تمت بخنوع ومسايرة وتخادم قوى يمنية مختلفة تغير جلودها تكيفاً مع المستجدات، انضمت صنعاء إلى بغداد وبيروت ودمشق… قطار الخميني في الطريق لاكتمال العقد، ورأس الحربة «حزب الشيطان» كان الداعم والمدرب والحاضر عسكرياً وإعلامياً.

أمل الربيع العربي الذي فرضه الاسم المختلط بالحلم والإحباط العربي المتراكم تحول كابوساً، مثل معول هدم التماسك الهش لدول عربية محورية، فانشغلت كل دولة بنفسها وانقساماتها، وانشغلت أخرى بالتحوط من هذا الخطر، واكتشفنا أن الغزو والسطو الإيراني لا يختلفان عن الإسرائيلي إلا باستخدام الطائفية، فهو تفوق على الصهيونية بتوظيف العملاء بثياب مذهبية، سواء لبست العمامة أو تمسحت ببدلة غربية. ومن الهوان أن ذلك الإعلان مكث مدة من الزمن من دون رد، حتى بدا أن التسليم، بل الاستسلام لواقع مرير دخل حيز اليقين.

وقتها تعددت الطروحات وارتفعت الأصوات عن ضعف السياسة الخارجية للسعودية، فليس هناك غير السعودية لقيادة مواجهة تمدد وغطرسة نظام الملالي في طهران، كما أنها في دائرة الاستهداف.

وخلال فترة قصيرة من تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، انطلقت عجلة عمل شاق لإعادة ترتيب الأوراق، ليولد التحالف العربي لاستنقاذ اليمن وإعادة الأمل لليمنيين، مع موقف صارم من إيران وطرد للسفير، وتحول في السياسة مع العراق وجمع لتكتل إسلامي عسكري فكري. وسط هذا، كان هناك جهد للتعامل مع خبث إدارة أوباما التي مهدت لهذا كله، ومع أن العدوان الصفوي مستمر إلا أنه أصبح يواجه دفاعاً عسكرياً وسياسياً، فيما لا يزال الإعلام دون مستوى المواجهة. وهي مواجهة ستطول، والإدارة الأميركية التي مهدت لهذا بالاتفاق النووي وما قبله عند تمكين إيران في العراق، تظهر بوجه جديد في إدارة ترامب. والمسألة ليست توجه فرد تولى الرئاسة، بل هي سياسية واستراتيجية قائمة على الاستنزاف، والشاهد محطات بوش، أوباما، وتالياً ترامب!


واقع قوة مهيمنة لا بد من التعامل معها لاستخلاص أكبر ربح بأقل خسائر ممكنة، إنما لا يمكن تصوير «أبو إيفانكا» بأنه المخلص للعالم العربي، فهذا من الاستخفاف بالعقول، وهو لا يختلف سوى في الشكل عن الترويج لتجميل الغزو الأميركي للعراق آنذاك.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 10, 2017 03:05

May 9, 2017

مجتمعات الخليج وخطر الانقسامات

بين غزو العراق للكويت ثم تحريرها وبقاء صدام على مواقفه، انفتحت دول الخليج على المعارضات العراقية، أقول معارضات لكثرة أحزابها ومجموعاتها وأشخاصها إلى درجة الدوخة، ما بين فكرية علمانية ودينية وقومية. وخلال تلك الفترة مطلع التسعينيات ميلادية، أجريت عدة حوارات صحفية لمجلة «اليمامة» مع رموز المعارضات العراقية من بعثيين سابقين وحاليين، «ذلك الوقت» أي ضد صدام ولا يزالون على ولاء لحزب البعث، إلى إسلاميين وشيوعيين واشتراكيين، وسياسيين من وزراء وسفراء منشقين وهاربين وغيرهم. كما زرت مخيم رفحا للاجئين العراقيين في شمال السعودية وكان يحتضن إلى جانب آلاف العراقيين البسطاء والكفاءات العلمية كثيراً من المسيسين تحت أحزاب وجماعات.

كلهم يعلنون عند الحديث معهم محبة العراق والشكوى من أوضاعه. واكتشفت حينها كيف يحدث التحزب «بكل ألوانه وشعاراته» انقسامات، إنه يقسم المقسم ويجزئ المجزّأ، حتى العائلة الصغيرة تتشظى، وهم يجتمعون على هدف واحد لكنهم حتماً سيختلفون بعد تحقيقه أو الاقتراب من ذلك.

اكتشفت مأساة العراق العميقة، وهو نموذج للعالم العربي فالحزبية هي التي أوصلت وعظمت الديكتاتور حتى أصبح يستأثر بكل شيء، هي نفسها التي أوصلت حافظ الأسد الى حكم سورية ليتسلم ابنه الحكم من بعده، وهي التي أوصلت القذافي وعلي صالح في ليبيا واليمن.

والبسطاء والحالمون ينظمون أو يتعاطفون مع أحزاب وجماعات لأسباب مختلفة، إلا أن العاطفة التي تستميلها الشعارات والخطابات والبيانات و «الكاريزما» لأشخاص، هي الأساس، ثم يتحول هؤلاء البسطاء والحالمون إلى سلالم ومصاعد يستغلها عدد محدود من الانتهازيين المتسلقين وبعد تصفيات دموية يتسلم أكبرهم انتهازية دفة السلطة. حدث هذا في العراق وسورية واليمن بشقيه الشمالي والجنوبي قبل الوحدة وبعدها، وفي ليبيا ومصر. حدث وأعيد استنساخه أكثر من مرة، والثمن تدفعه الشعوب، والتحزب بكل ألوانه إذا استوطن في وطن عربي فقل عليه السلام، فما بين الأحزاب في العالم العربي وأحزاب الغرب مسافات ضوئية.

لم تسقط مجتمعات دول الخليج العربية في فخ التحزب، قاومت وصمدت لفترة طويلة لكنها فترة كانت أضعف إعلامياً وأساليب. اختلف الوضع الآن جذرياً، فالقوى الناعمة مدعومة من دول أصبح لها تأثير كبير، مع وصول أسرع وهي تستغل الإحباطات والاحتقانات وليدة الحاجات، والحل هو في تحقيق طموحات المواطنين وعدم الركون إلى شراء الوقت والتسويف والإلهاء حتى لا يُختطفوا كما اختطف إخوان لهم على مدى عقود فتحولوا لاجئين أو هاربين من عالمنا العربي البائس.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 09, 2017 04:31

May 7, 2017

يَحُّول وش ذنب «إيفانكا»!

أقصد ايفانكا الصغيرة لا الكبيرة، المولودة الجديدة لأسرة في شمال السعودية اختار لها والدها اسم ايفانكا على اسم إحدى بنات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو اسم غريب على العرب والسعوديين، وظهرت صورة شهادة ميلاد «موقتة» للمولودة بذاك الاسم ثم انتشر الخبر سريعاً في صحف محلية وغربية إضافة لوسائل التواصل.

وللأنظمة في السعودية شروط للأسماء، وصدور شهادة ميلاد موقتة لا يعني قبول الأحوال المدنية، وهي الجهة المعنية بقبول وإصدار الوثائق الرسمية. ونشر لاحقاً أن الأحوال المدنية رفضت قبول الاسم وهو أمر كان متوقعاً.

إنما السؤال للآباء والأمهات الذين يختارون أسماء غريبة لمواليدهم من أبناء أو بنات، ألا يفكرون بأثر الاسم مستقبلاً على حياة فلذات أكبادهم؟ كيف يمكن لهم أن يستخدموا هذا المولود أو المولودة أداة في لحظة فوران تأثر أو عاطفة!

وبحسب ما نشر، قال الأب إنه اختار الاسم بسبب تحسن العلاقات السعودية- الأميركية!، وربما يكون صادقاً. لا ندخل في النوايا، لكن أناساً في تويتر علقوا «مستظرفين»، إنه ينتظر «السماوة»، وهي هدية يقدمها من سمي على اسمه مولود جديد. وترامب تاجر ورئيس، لكنه رأسمالي، فربما يطالب برسوم باهظة على استخدام اسم ابنته التي أصبحت أكثر شهرة بعد سكنه البيت الأبيض، وربما تكون رسوماً شهرية ترتفع بارتفاع «بورصة» ظهور وحضور إيفانكا الأصلية المتوقع.

في جانب آخر، فإن نطق الأسماء غالباً يصغر لدينا وكلما كان غريباً يتم الاجتهاد فيه، وإيفانكا لا أتوقع له مستقبلاً طيباً في النطق بالعربية، خصوصاً عند النساء والرجال الكبار في السن، فهو يبدأ بـ «الإف». وهذا كاف وحده.

وعند العرب التسمية غالباً تذهب إلى استحضار أسماء الآباء والأجداد رجالاً ونساء، وهو ما يحث على ذكرهم والدعاء لهم وعدم نسيان أياديهم البيضاء، أو تبحث عن الجديد المختصر، على قولة حسينوه «لمى وسهى، و…في ومي»، إلا أن لكل منها معنى باللغة العربية. والتسمية موضات وتتأثر بالأحداث المحيطة والمشاهير. وأحياناً يكون الاسم غير مقبول لمعناه أو نطقه، لكن شهرة صاحبه تسوق له ليتلاشى عدم القبول.

ويلجأ كثير من المواليد الذين وقعوا في لحظة مثل تلك، بعد بلوغهم سن الرشد إلى تغيير أسمائهم إلى أسماء معتاد عليها، وهذا كان موضوعاً أثيراً في الصحافة المحلية، والسبب في تغيير الاسم تغير الأوضاع والنظرة لصاحب الاسم الأصلي، أو تحوله إلى «عيارة»، لذلك فإن من العدل في حق الأبناء والبنات من المواليد النظر إلى مستقبلهم هم وبيئتهم المحيطة حينما نختار لهم أسماءهم.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 07, 2017 23:42

مستقبل الإعلام الرسمي

في مداخلة على قناة الاقتصادية السعودية عن حوار الأمير محمد بن سلمان في برنامج الثامنة، توقفت في بداية المداخلة وقبل الحديث عن الجانب الاقتصادي، متسائلاً عن سبب اختيار الأمير محمد بن سلمان في مقابلتين مختلفين لقنوات تلفزيونية خارج منظومة الإعلام الرسمي! وجهت التساؤل بالطبع لوزارة الإعلام وهيئة التلفزيون بخاصة مع وزير جديد يتولى المنصب هو الدكتور عواد العواد.

فالاختيار له مبرر موضوعي وهو الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المشاهدين، ولا شك في أن بعض قنوات مجموعة «إم بي سي» تحوز على ذلك، ولا يمكن مقارنة حضورها لدى المشاهدين بقنوات التلفزيون السعودي أو غيرها، وهذا الحضور قديم وينمو.

والسؤال لماذا فشلت وزارة الإعلام من قبل إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون وبعده في إنتاج برنامج شعبي ولو وحيد يحظى بالقبول والمتابعة من قبل المشاهدين؟

والقريبون من الشأن الإعلامي يعرفون الكثير من الأسباب، من بينها إدارة وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وقبل كتابة هذا المقال دخلت على موقع الهيئة فوجدته لا يستجيب. ربما هو معطل أو تحت الصيانة، لست أدري.

عدم النجاح في إيجاد برنامج وحيد ناجح مع عدد من القنوات وطواقم العاملين وميزانيات، لا بد من النظر فيه بعناية، فهل كان من الأخطاء تعدد القنوات وتوالدها في فترة زمنية معنية لم يكن لها حاجة في تقديري، وبما أننا في مرحلة الدمج لشركات في قطاعات مختلفة من البنوك إلى التأمين هل ستلجأ وزارة الإعلام والهيئة إلى إعادة دمج قنوات ببعضها بعضاً مرة أخرى، بل هل ستبقى الهيئة وهي لم تنجح في تحقيق ذلك، لا أعلم، لكن تراجع الإعلام الرسمي في قنواته توافق مع صعود نجم قنوات الإم بي سي وغيرها من القنوات الفضائية العربية.

وليس سراً أن أمام وزير الإعلام الجديد تركة ثقيلة، بعضها قديم قدم جهاز وزارة الإعلام وطريقتها في العمل، وبعض التركة جديد استحدث خلال عمل الوزير السابق، وتفكيك هذا ليس من السهولة، بخاصة مع عدم توفر السيولة وضعف مداخيل الإعلان، أما ما يخص البرامج ونجاحها من عدمه، فبالإضافة إلى الدور الإداري الكابح في الوزارة هناك سقف الطرح المنخفض، وهو سقف أرى أنه ممكن التعامل معه، فالوزارة في جانب الفكر الرقابي أو فكر المسموح حتى لو كان بمضمون ضعيف، قبعت في مرحلة زمنية سابقة ولم تستطع الخروج منها. التحدي أمام وزير الإعلام الجديد كبير ومتزايد والحلول تبدأ بفكر جديد، وننتظر الميدان الذي ستظهر فيه بصماته. نسأل الله التوفيق للجميع.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 07, 2017 01:18

May 6, 2017

حتى في أميركا..!

متعجباً من طرحك أو مستهيناً به، يأتي من يقول لك… حتى في أميركا! حينما تسلط الضوء على سلوكيات سلبية محذراً من انتشارها، وكأن حدوث مثله في أميركا أو غيرها من دول العالم «المتقدمة» يشفع لحدوث مثله في بلاد العرب أوطاني، وهو المنطق نفسه الذي يردده من يحاول التخفيف من الفساد بالقول إنه موجود في كل دول العالم، مع الفرق بين الممارستين.

والولايات المتحدة الأميركية فيها الجميل والقبيح، ومن الأخير الانفراط الاستهلاكي والتشجيع عليه، الذي أدى إلى تكبيل الفرد هناك بديون الأقساط.

والتخفيضات الموسمية جزء من لعبة التسويق لدفعك لشراء ما لا تحتاجه الآن، على أساس «يمكن أو يمقن أن تحتاجه مستقبلاً». إلا أن في أميركا ودول متقدمة قوانين، وعند كل ظاهرة أو حدث تصدر بسرعة قوانين جديدة، على سبيل المثال لا الحصر بعد الاعتداء على راكب أميركي من قبل موظفي شركة طيران أميركية في رحلة داخلية، وتسليط الضوء على حوادث اعتداءات أخرى مماثلة، جاء خبرعقد مجلس النواب الأميركي جلسة استماع مطولة مع رؤساء شركات الطيران الأميركية لبحث الخدمات المقدمة للركاب، التي شهدت تراجعاً ملحوظاً برأي كثيرين في الولايات المتحدة. وحث الكونغرس شركات الطيران في البلاد على تحسين أدائها، وإلا فسوف يضطر المشرعون لاتخاذ إجراءات لن تعجبها». انتهى الاقتباس. وقيل وقتها من جماعة «حتى في أميركا»، تخفيفاً إن أنظمة شركات الطيران هناك تسمح بذلك.

أيضاً لا يكفي أن تكون ظاهرة سلبية موجودة في دول متقدمة لنقبل بعدم اتخاذ خطوات للحد منها وتهذيبها حتى لا تتفشى وتصبح سلوكاً معتاداً في مجتمعنا.

والتكالب إلى درجة المشادات بشكل مقزز على سلعة، وكأنها ماء في بحر من العطش، ليس فيه من الحياء شعرة ولا الذوق ذرة، ولا نريد أن نكون هكذا، ولا أن يحدث لدينا مثله، لذلك اقترحت على وزارة التجارة التدخل بتقنين عروض التخفيضات وإدارتها بما يكفل الانضباط، بدلاً من تعامل المحال الانتهازي تجاه المتسوقين.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 06, 2017 01:13

May 3, 2017

غيرة المسؤول

استندت وزارة المالية إلى حكم قضائي مؤيد من محكمة الاستئناف في المحكمة الإدارية بالرياض، ليصدر تعميم من وزيرها محمد الجدعان إلى جميع الجهات الحكومية، يقضي بمنع تعاملها مع شركة مختصة بالمستلزمات الطبية لمدة سنتين، بسبب وضعها ملصقاً يحمل تاريخ صلاحية ساري المفعول مكان ملصق آخر يحمل تاريخاً منتهي المفعول على قوارير زراعة الدم وإبر سحب الدم وتوريد أنابيب جمع الدم وأنابيب تحوي بكتيريا.

وحينما نسأل ونناقش بعض المسؤولين في الجهات الحكومية حول قضايا مختلفة من هذا النوع اُتُخِذَ ضدها قرار ضعيف لا يتناسب مع الجرم بحسب رأي الموقع أدناه، أو لم يُتَخذ موقف واضح حتى لحظة النقاش تلك، يبرر المسؤول ذلك بأن القضية أو القضايا لدى الجهات القضائية أو أن هذا – إذا صدر – حكم قضائي، وهناك نماذج كثيرة يحار المرء فيها، خصوصاً حينما يأتي ذكر التشهير، فالرد الحكومي أن التشهير عقوبة بحد ذاته لا بد من صدور حكم صريح به.

وإذا أخذنا نموذج القضية أعلاه في مقابل القرار الذي صدر في شركة ما زالت مجهولة الاسم، لا تتوانى عن فعل التزوير في تاريخ صلاحيات تمس صحة الإنسان وتترتب عليها مضاعفات كثيرة، ربما يقع اللوم فيها لاحقاً على جهات صحية، إذا وضع هذا في كفة ميزان لا يرى المرء أن منع التعامل لسنتين عقوبة صارمة تمنع تكرار مثل هذه الممارسات.

ولا نعلم هل المشكلة في المحاكم أم في طريقة عرض القضايا عليها؟ لكن الشاهد أن هذه التعميمات مثل منع شركة لعامين لا تبشر بخير لمكافحة هذا الاستخفاف بصحة المواطن والاستخفاف أيضاً بالمسؤولين والأجهزة الحكومية.

ومثل ذلك تدني الغرامات في مقابل ضرر المخالفات، إذ إن الأرباح المتحصلة من المخالفات لا تشكل الغرامة شيئاً يذكر ويمكن أن ترصد في موازنة الشركة في بند النثريات.

هذا الواقع يشير إلى أن لا تغير يذكر في مكافحة فساد الشركات والمتعهدين، مع أن تقديم وزير للتحقيق للمرة الأولى في المملكة في المفترض يعطي الجهات المعنية دفعة لتغير من رتابة عملها وبطء إجراءاتها.

فإذا أردنا أن يغار المواطن على وطنه ومكتسباته محافظاً عليها فيجب أن يكون المسؤول أكثر غيرة منه عليها.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 03, 2017 23:56

عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.