عبدالعزيز السويد's Blog, page 28

May 28, 2017

رمضان وترامب!

وما علاقة ترامب بشهر رمضان المبارك؟ سؤال وجيه أجيب عنه. في خطاب حفلة تنصيب الرئيس ترامب قال: «إننا لا نسعى إلى فرض طريقة حياتنا على أحد، ولكننا بدلاً من ذلك نسعى إلى جعلها تشرق مثالاً يحتذي به الآخرون، وسنبرز متألقين ليقتدي بنا الجميع».

والداعي إلى هذا الربط سؤال يطرح نفسه بإلحاح: ألسنا نحن المسلمين أولى بأن نجعل حياتنا تشرق مثالاً يحتذي به الآخرون… ليقتدي بنا الجميع؟ وليس القارئ في حاجة إلى حصر الأسباب الموجبة والحاضّة لأن نكون كذلك ومن معين عقيدتنا وجوهرها.

صحيح أن المسلمين في حال من الضعف في كل مناحي الحياة، وهم ليسوا على كلمة سواء، إذا أخذناهم دولاً وشعوباً، لكنهم يجمعون على صحة حد أدنى من الثوابت ووجوبه، إلا أنك لا ترى أثراً صريحاً واضحاً لهذه الثوابت في تعاملاتهم داخل مجتمعاتهم.

يفرض شهر رمضان الكريم انضباطاً على الفرد المسلم، يتجاوز الصيام عن الأكل والشرب في أوقات معلومة إلى جملة من ضوابط التحلي بالأخلاق الحميدة في تعاملات الفرد مع محيطه من أفراد ومجتمع. وإذا كان في صيام الفرد وعي وتجربة بمعاناة الجوع والظمأ فهو أيضاً وعي بأوضاع الآخرين من الفقراء والمعوزين ممن حوله أو بعيداً منه.

لا شك في أن الوصول إلى هدف كبير، مثل أن يقتدي بنا الجميع، طريق تحقيقه طويل وشاق، ونحن نرى حال المجتمعات الإسلامية في تعاملات أفرادها مع بعضهم، مقارنة بتعاملات أفراد في مجتمعات أخرى لا توصف بالإسلامية.

هذه الفروق تراها في أبسط الأمور الحياتية اليومية، ومن الأسباب أنه حتى لو فرض نظام يعالج العلاقات بين الأفراد وبينهم وبين المجتمع لا يحترم تطبيقه والالتزام به، بل إن هذا الشق المكشوف ليس من الأولويات الملحة رتقه وإصلاحه.

فكيف نريد أو حتى نحلم بأن يحترمنا الآخرون فضلاً عن الاقتداء بنا؟ هل يكفي قول: الإسلام يقول كذا؟ طبعاً هذا لن يقنع أحداً، إن بداية التقدم الحقيقي هي في فرض الأنظمة التي تحقق العدل وحسن التعامل بين أفراد المجتمع وتحفظ موارده التي يشترك في خيراتها الجميع. والمشكلة في بلاد المسلمين أن إصدار نظام لا يعني أن العمل به التزاماً واحتراماً أصبح واقعاً، لأن حراسته وحفظه في شكل مستمر يشكوان من الضعف والإهمال.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 28, 2017 09:48

May 27, 2017

الاختراق في قطر… محاولة للفهم

ليس هناك من تفسير لردود فعل وسائل إعلام سعودية وإماراتية مختلفة ومتعددة على تصريحات أمير دولة قطر ووزير خارجيته، إلا أن هناك يقيناً بأنها تعبر عن مواقف سياسية مستمرة لدولة قطر، لذا لم يكن مقنعاً التعذر باختراق إلكتروني لوكالة الأنباء القطرية تم على إثره نشر تصريحات مفبركة للأمير، وتصريحات لوزير الخارجية قال لاحقاً عنها إنه تم إخراجها من سياقها.

وفي تصوري أن صحة الاختراق لوكالة الأنباء القطرية من عدمه، حدث أم لم يحدث، ليس مهماً كأهمية التراكم التاريخي المتصاعد لعمل وسائل إعلام تبث من قطر أو تدعمها قطر في مناطق جغرافية أخرى، ومنذ إنشاء قناة «الجزيرة» وحملها لواء الترويج لأشرطة القاعدة ورموزها من أسامة بن لادن إلى الظواهري، بدأت العلاقات بين الرياض والدوحة تتدهور، يضاف إلى هذا توظيف إعلاميين عرب من جنسيات مختلفة في قنوات ومواقع إلكترونية وصحف، ولهم حسابات ومتابعون في وسائل التواصل، درج أغلبيتهم على الغمز واللمز والتصريح أحياناً بمواقف ضدية في مراحل مختلفة تشتد أحياناً وتخف أحياناً أخرى بحسب الموجات، وهي تتعلق إما بسياسات السعودية أو بالشؤون الأخرى الاجتماعية والاقتصادية، ولم تكن لهؤلاء الأشخاص قيمة أو حضور وتأثير في المشهد الإعلامي الخليجي وحتى العربي أيضاً إلا بعد هذا التوظيف القطري.

والموقف الذي عبّرت عنه وسائل إعلام سعودية، على رغم أنه صادم للبعض، يحمل في طياته رسالة يمكن اختصارها بالمثل العربي الشهير: «بلغ السيل الزبى».

ولا شك أن الأزمة مزعجة لكل من يحرص على وحدة الصف الخليجي وعلى مصلحة العرب في هذه الظروف الصعبة، بخاصة أمام أطماع نظام خامنئي في إيران، الذي لم يعد ممكناً التعامل معه بحسن النوايا، ولا بالعبارات الديبلوماسية، بعد أن استنفر وحشد كل إمكاناته بالأقوال والأفعال والقتل والتهجير لزعزعة الاستقرار في كل بقعة عربية استطاع الوصول إليها.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 27, 2017 03:20

May 25, 2017

توظيف الحميّة

إذا أردت أن تشتهر ويُعرف اسمك ويُردد كلامك يوفر لك كثير من زوار ومستخدمي وسائل التواصل في السعودية والخليج العربي ذلك، فقط عليك أن تشتمهم أو تسيء لبلادهم، حتى لو لم تكن شيئاً مذكوراً، وحتى لو كنت في بلادك مدحوراً، وإذا كان كلامك (شتائمك) في الشأن السياسي سينبري لك المهتمون بالسياسة ثم يتبعهم غيرهم، أما إذا كنت من المهتمين بالشأن الاجتماعي فلديك أيضاً الفرصة نفسها وربما أكثر اتساعاً ورحابة، فقط غيّر الموجة قليلاً وانتقد شأناً اجتماعياً أو اسخر منه.

يرد بعض الأصدقاء في «تويتر» على حماسة البعض للرد على كل باحث عن بقعة ضوء في العالم الافتراضي بأنها من الحميّة الوطنية، ولا أشك في ذلك على الإطلاق لكنَّ النتائج سلبية، فهي تدل على أن شخصاً غير مؤثر في واقع وحقيقة الأمر حقق تأثيراً وهو جالس في مكتبه، وهي تفتح له المساحات كواجهات إعلانية لعرض بضاعته المسمومة، وتقوم بتسويقها إلى أكبر قدر ممكن من المتلقين، فهلَّا جربنا الإهمال، ماذا سيحدث ويتغير إذا تم إهمالهم، بالنسبة لنا سنوفر طاقاتنا لما هو أفضل، بالنسبة لهم سيُدفنون ويموتون كمداً، بل إن وسائل الإعلام التي تعودت على استضافتهم ستنصرف عنهم، لعدم حضورهم في السوق الإعلامية.

إن قيمة تلك الأسماء التي تعودت شتم السعودية ودول الخليج ترتفع بمقدار الاهتمام، اهتمامنا نحن بما يقولون وترديده والرد عليه، وكلما زادت موجة الاهتمام يتم شحنهم أكثر بطاقة شتائم جديدة.

هل يمكن توظيف الحميّة التوظيف الأمثل، لا شك أن هذه مسألة صعبة لكنها ممكنة إذا ما سعينا جادين إلى ذلك، فالحميّة لها وجهان سلبي وإيجابي، وكلما كانت إلى «الركادة» والحكمة أقرب قبل الفعل بالنظر إلى نتائج الفعل المتوقعة والمرجوة، كانت أقرب لتحقيق النتائج الإيجابية.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 25, 2017 03:20

May 24, 2017

رسالة إلى المواطن الإيراني

سياسة السعودية ثابتة، فطوال تاريخها لم تتخذ الدولة السعودية موقفاً من شعب مهما كان الصراع أو الخلاف مع نظام يحكمه، وهي السياسة التي حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز على تأكيدها في خطابه بقمة الرياض التاريخية، فمن قمة قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأميركية قال الملك سلمان في رسالة للشعب الإيراني: «لا نأخذ الشعب الإيراني بجرائم نظامه».

ولم تتخذ السعودية موقفاً من شيعة لبنان على رغم أن «حزب الله» في لبنان يعتمد عليهم كمخزون بشري يجند من استطاع منهم لتحقيق أهداف نظام الملالي في طهران في سورية والعراق واليمن، ومع أنه لم تظهر منهم إلا فئة قليلة جداً ترفض مواقف هذا الحزب المسخر لخامنئي ونظامه. وكذلك لم تتخذ السعودية موقفاً من العلويين السوريين، وهي واحة فسيحة لليمنيين وغيرهم استقراراً وسعياً لطلب الرزق، فالسعودية تفرق بين الأنظمة الحاكمة والأحزاب الإرهابية التي اختطفت شعوباً بعباءة الطائفية، وسخرتها تجنيداً لتحقيق أهدافها، وبين الشعوب الضحية.

وصورة المواطن الإيراني قبل ثورة الخميني وبعدها اختلفت جذرياً في السعودية وفي العالم العربي، في مواسم الحج والعمرة كان المثل يضرب بالمواطن الإيراني أخلاقاً وحسن تعامل، وانقلبت هذه الصورة رأساً على عقب بعد تمكن الخميني ونظامه من السلطة في طهران، ليتم استغلال المواطن الإيراني غطاء للمجندين من الحرس الثوري لبث الفوضى والتخريب، والجرائم التي ارتكبت في مكة المكرمة والمدينة المنورة خير شاهد.

هذا الموقف الثابت الحكيم والمتحضر يجب أن يصل للشعوب، فلا تغسل أدمغتها أبواق مرتزقة الإعلام، وهم سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين في مقدم المجندين للنظام الخميني وتفرعاته المسخرة بثياب وشعارات عربية. ومثل هذا الموقف الثابت لا تجده في كثير من الدول.

رسالة الملك سلمان للشعب الإيراني هي رسالة السعوديين والعرب ورسالة الإسلام الصادقة.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 24, 2017 03:22

May 23, 2017

حضرت إيران وغابت أذرعها الإرهابية

حضر اسم إيران في أربع من النقاط الخمس التي وردت في الفقرة الثالثة من إعلان قمة الرياض، وهو البيان الختامي لـ «قمة قادة الدول العربية والإسلامية وأميركا» التي اختتمت أعمالها في العاصمة السعودية أول من أمس، والبيان استهل بعزم على الشراكة الاستراتيجية بين الدول المجتمعة لتحقيق السلم والأمن في العالم، ونبذ التطرف ومحاربة الإرهاب، ثم خصص نقاطاً مفصلة تضع الإصبع على ممارسات إيران ودعمها للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وجاء نص الفقرة الثالثة من بيان قمة الرياض كالتالي:

ثالثاً: التصدي للأجندات المذهبية والطائفية والتدخل في شؤون الدول.

أكد القادة أهمية التعاون القائم بين الدول، والعلاقات المرتكزة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها، حيث:

1- شدد القادة على نبذ الأجندات الطائفية والمذهبية، لما لها من تداعيات خطرة على أمن المنطقة والعالم.

2- أكد القادة رفضهم الكامل لممارسات النظام الإيراني، المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولاستمرار دعمه الإرهاب والتطرف.

3- دان القادة المواقف العدائية للنظام الإيراني، واستمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول، في مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار، مؤكدين التزامهم التصدي لذلك.

4- التزم القادة بتكثيف جهودهم للحفاظ على أمن المنطقة والعالم، ومواجهة نشاطات إيران التخريبية والهدامة بكل حزم وصرامة داخل دولهم وعبر التنسيق المشترك.

5- شدد القادة على خطورة برنامج إيران للصورايخ الباليستية، ودانوا خرق النظام الإيراني المستمر اتفاق فيينا للعلاقات الديبلوماسية.

والخلاصة أن القمة أعلنت رفضها الصريح ممارسات النظام الإيراني، والتزام قادة دول القمة بالتصدي لهذه الممارسات بكل حزم وصرامة، مع تأكيد خطورة برنامج إيران للصواريخ الباليستية وإدانته.

وهذا إنجاز كبير يحسب للديبلوماسية السعودية، إذ تمكنت من بلورة موقف صريح لأكثر من 50 دولة، بما فيها دولة عظمى بحجم أميركا.


وغاب عن البيان ذكر أدوات إيران في نشاطها التخريبي ودعمها الإرهاب والتطرف، والمتمثلة بقوات الحرس الثوري وتشكيلاته المتفرعة عنه والمدعومة منه في الدول العربية، وهو ما يجب على لجان آليات المتابعة لتنفيذ بيان القمة العمل على إنجازه بسرعة، فالخطوة الأولى لبتر أذرع إرهاب النظام الإيراني هي بوضع الحرس الثوري وفروعه في لبنان واليمن والعراق بمسمياتها المختلفة في قائمة المنظمات الإرهابية، وحتى تتطابق الأقوال مع الأفعال.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 23, 2017 03:22

May 22, 2017

الرياض في عين العالم

ثلاث قمم سياسية تاريخية في الرياض 2017، بحضور حشد ضخم من زعماء الدول العربية والإسلامية. الخليج والعرب والعالم الإسلامي في قمة مع أميركا، ينتظر أن تغير المشهد السعودي والعربي والإسلامي عالمياً، صورة الإسلام والمسلمين، إذا ما أحسن استثمارها وتعزيز نتائجها الإيجابية. هذا على المستوى الإقليمي والدولي السياسي.

أما في الداخل السعودي، فمع السياسة كان الاقتصاد حاضراً بقوة في قمة الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس دونالد ترامب، ليتوج بـ «الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين السعودية وأميركا» 280 بليون دولار في اتفاقات اقتصادية ضخمة، كل اتفاق منها يستحق تسليط الضوء عليه بشكل خاص.

المهمة أو التحدي الكبير في تعظيم الفوائد من هذا الزخم السياسي الاقتصادي المكثف الذي لا يتكرر بسهولة، ليصب في مصلحة الوطن والمواطن، لتوفير الحلول للمعوقات التي تعاني منها مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية، وتجاوز ذلك إلى آفاق تنموية أرحب وأكثر تطوراً. وإذا كان النجاح مشهوداً وحاضراً في الحشد والتنظيم لكل هذه القمم، وعدد الوفود بهذه السرعة استثماراً لزيارة رئيس أميركا، فإن المهمة الكبرى هي حصد أكبر قدر من النتائج الإيجابية الاقتصادية.

هذه هي مهمة الفريق الذي يتولى إدارة الاقتصاد السعودي، فالفرصة تاريخية لترجمة كل هذه الاتفاقات إلى واقع ملموس بنتائج على الأرض يشعر بها المواطن. إن الولايات المتحدة اقتصادياً تعني التطور في الإدارة والتقنية والمعرفة ومجال الأعمال والتشجيع على توفير الفرص، ولم تكن السعودية منغلقة على نفسها في السابق، لكن التعاون وتبادل المصالح مع واشنطن في جانبه الاقتصادي لم يكن منظماً في إطارات محددة الأهداف. الآن اختلف الوضع عن السابق، إذ يمكن القول إننا أمام انفتاح أكبر وأكثر شمولية على عالم أميركا الاقتصادي، شركات ونظماً وأساليب إدارة وتقنية، وهي فرص يفترض أننا جاهزون لحصد إيجابياتها، فلم يعد هناك عذر لفريقنا الاقتصادي لتجاوز عقبات ومعوقات طال انتظار الخروج منها.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 22, 2017 03:24

May 21, 2017

الفهم المتبادل

العلاقات بين الدول مقدمة ومدخل للعلاقات بين الشعوب تؤثر فيها وتتأثر نسبياً بها، فالأنظمة السياسية تتعامل مع بعضها بعضاً بحسب المصالح الآنية والمستقبلية، والشعوب وإن اختلفت أيضاً تلعب المصالح الدور الأكبر في علاقاتها مع حضور أكبر للعواطف، وهو حضور مرتبط بالأحداث والمواقف والسياسات.

ولو بحثنا في الخلفيات عن أهم أسباب إشكالية العلاقات بين العرب والغرب، فإن صورة إسرائيل ودعم الغرب لها غير المحدود العنصر الأساسي في إشكالات العلاقات العربية مع الغرب والقوى الكبرى منه، خصوصاً الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

وعلى رغم التنازلات العربية التي شجعت عليها القوى الغربية أو أبدت تقديرها لها، في المفاوضات مع إسرائيل لتحقيق سلام يعيد للفلسطينيين بعضاً من حقوقهم التاريخية، إلا أن هذا لم يزحزح المواقف المتصلبة لإسرائيل، فلم تتعاطَ مع المبادرة العربية وأهملتها وفي كل خطوة إيجابية يبادر إليها العرب لحلحلة القضية تواجه برفض إسرائيلي ومطالبات بمزيد من التنازلات. واستمرأ الغرب لعبة المفاوضات لأجل المفاوضات لتصبح هدفاً سياسياً لا أداة لتحقيق هدف السلام، حتى وصلت الشعوب العربية إلى قناعة تامة بأن الدور الغربي تمحور حول الإلهاء والتخدير، وأن حماية مصالح التطرف الإسرائيلي سياسة غربية ثابتة، فلم يعد الغرب مقنعاً كوسيط مع انحيازه ومسايرته التامة لإسرائيل. وأمام واقع التعنت والصلف الإسرائيليين ومسايرة الغرب لها، كان من الطبيعي أن يوفر هذا الواقع فرصاً لقوى مختلفة للصعود والبروز في المنطقة، من دول وجماعات وأحزاب.

وفــي مقـــدـم المستفيدين من هذا الواقع كان نظام الملالي فـي طهران بأدواته المختلفة، استغلت طهران ذلك لفرض هيمنتها على دول عربية بشعارات إسلامية، وبمستوى أقل استفادت منظمات إرهابية، مثل «القاعدة» ولاحقاً «داعش»، من ذلك، لم يكن لهذه القوى الصعود وجذب العواطف لولا تطرف إسرائيل، فهل الغرب لا يعي ذلك في بحثه عن الانتصار على الإرهاب؟


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 21, 2017 03:25

May 20, 2017

ترامب في الرياض

«وسنسعى إلى صداقات وحسن نوايا مع دول العالم، ولكننا نفعل ذلك على أساس الفهم بأن من حق كل دولة من الدول أن تضع مصالحها فوق كل اعتبار، إننا لا نسعى إلى فرض طريقة حياتنا على أحد، ولكننا بدلاً من ذلك نسعى إلى جعلها تشرق مثالاً يحتذي به الآخرون، وسنبرز متألقين ليقتدي بنا الجميع».

أعلاه مقتطفات من خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حفلة التنصيب، والكلام لا شك يعطي انطباعاً حسناً لعلاقات جيدة بين الولايات المتحدة ودول العالم، والعلاقات بين السعودية والولايات المتحدة واجهت صعوبات كبيرة خلال عهد الرئيس أوباما، وكان لاندفاع الأخير لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران على حساب المصالح العربية دور أساس في ذلك، أسهمت سياسة أوباما في فتح المجال للتمدد الإيراني، وأكملت ما دشنه جورج بوش الابن، وسواء أكان هذا لاستدراج طهران إلى مستنقع سياسي عسكري أم لا، فإن الثمن دفعه ويدفعه الأكثرية في الدول العربية حاضراً ومستقبلاً.

هذه هي صورة سياسة الولايات المتحدة الخارجية في منطقتنا العربية، وزيارة ترامب للمملكة لم تأتي إلا بعد جهود سعودية مكثفة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية، نجح في قيادتها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تطلعاً إلى علاقات أفضل تتجاوز المرحلة السابقة، فما بين مؤشرات العلاقات حالياً مقارنة بالماضي فيها اختلاف كبير، لكن تغيير الصورة المترسخة عند الشعوب العربية عن سياسات واشنطن يتطلب جهداًَ مضاعفاً من إدارة الرئيس ترامب بعلاج الأخطاء التي سببتها سياسات من سبقوه في إدارة البيت الأبيض، وبالعودة إلى المقتطفات من خطاب ترامب في حفلة تنصيبه رئيساً، وتصريحاته المتعددة عن أخطاء غزو العراق وسياسات أميركا ننتظر أن تقترن تلك الأقوال بالأفعال.

أما ما يتعلق بخيارات حياة المجتمعات واختلاف الثقافات فإن استخدام الأدوات الأممية من هيئات ومؤسسات لفرض أسلوب حياة مجتمعات على أخرى، سواء باستخدام شعارات حقوق الإنسان أم الحرية، يجب أن يتوقف فالانتقائية والانحياز مع الكيل بمكيالين حاضر في هذا الشأن بقوة.


 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 20, 2017 04:01

May 18, 2017

رد الحقوق بالزهور

لكثرة ما تصل إليه باقات الزهور والورود كل صباح في «واتسآب» يفكر أحد الأصدقاء بفتح محل افتراضي لبيع الورود، وقرر القراءة والبحث في أنواع الورود وألوانها ودلائل التعبير والرسائل التي تتضمنها بصورة غير مباشرة. ويقول ضاحكاً عن صور الورد الصباحية إنها تهيئة لطيفة لما يتبعها من رسائل، وهو صنف الرسائل التي تصل إليه من أفراد أو مجموعات، في الصباح ورد وتمنيات طيبة، وفي الظهر رسائل عن الأحداث وتعليقات، وفي المساء أحاديث وتذكير.

ويقول إن الناس في الافتراضي أحسن منهم في الواقع، ورداً على تساؤلي عن الظلم في حكم عام مثل هذا، قال إنه لا يعمم، لكنه واقع يعايشه، وشرح ذلك بمثال لواحد ممن تربطه بهم علاقة عمل وحقوق مالية. إذ له خمس سنوات لم يرد مبلغاً تسلفه مع قدرته على الوفاء، لكنه يصبحه بالخير كل يوم بباقات ورد يحرص على تغيير ألوانها كل صباح مع تحية أو حديث ودعاء، وحينما يرد عليه مصبحاً إياه بالنور والسرور، لا ينسى صاحبنا من تذكيره بالعشرة آلاف ريال التي ما زالت باقية في ذمته ولم يسددها، فينزعج صاحب الورد الافتراضي ليغيب يوماً أو يومين ثم تعود الباقات الملونة للانهمار من «واتسآب»! ويعلق الصديق بأن الورد ليس مشكلة، فالمشكلة – في رأيه – في الكم الضخم من الأحاديث والنصائح الوعظية المختلفة عن أخلاق المسلم وتحري فعل الخير، حتى للقطط والكلاب، التي يرسلها المدين كل يوم ولا يعمل بواحدة منها، وهو يسخر من هذا الواقع المتناقض.

وكم من فئة قليلة أساءت لفئة كثيرة، بل إن صورة مجتمعات تشوهها تصرفات أفراد، والصديق طلب من صاحبه ألا يرسل أدعية وأحاديث إلا بعد أن يرد المال الذي في ذمته، لكن المدين رفض واستمر بمزيد من الإرسال! ويعلق صديقنا ساخراً على هذا السلوك بأنه يريد الحصول على أجر وثواب مجاناً.

وإذا كان البخيل لا يدخل يده في جيبه لوجود عقارب افتراضية تمنعه من ذلك فإن الذين لا يردون الحقوق تتوافر في أفئدتهم «تجوريات» تودع فيها حقوق الناس على أنها مكاسب، وإذا قيل لهم لماذا لا تردون حقوق الناس وأنتم قادرون؟ ردوا بأنهم لا يحتاجون إليها، بدليل أنهم في خير!

ففي نظرهم وقناعاتهم أن صاحب الحق يجب أن يصل إلى مرحلة الفاقة والعوز، وتظهر أماراتها على وجهه، ليأتي ذليلاً خانعاً لهم حتى يتكرموا بردّ حقه له!


 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 18, 2017 04:03

May 17, 2017

سرقات المعلومات

أصبحت معلوماتك أو المعلومات عنك أحد أهم منافذ الخطر عليك، فيمكن أن تسرق أو تتضرر منها إذا وقعت في يد لصوص أو بليدين لا يعون قيمتها. والفايروسات التي تضرب الشبكات من أهدافها سرقة المعلومات بكميات ضخمة، ثم استغلالها بأكثر من طريقة. فهناك سوق غير شرعية للمعلومات، يتم بيعها وشراؤها واستغلالها، وما زال البعض لا يعي أهمية الحفاظ على سرية معلوماته الشخصية، مع أنه كان هناك تزايد وعي بذلك كلما كان مرتبطاً بالمال، إلا أن الخطر لا يقتصر على سرقة المعلومات منك، بل سرقة معلوماتك من جهة تتعامل معها، مثل شركات اتصالات أو مصارف أو أجهزة حكومية، ويصبح الخطر أكبر إذا ما كانت هذه الجهات تحاول جاهدة إخفاء حقيقة ما إذا حدث اختراق أو سرقة معلومات، حفاظاً على «نصاعة» إدارتها على حساب مصلحة عامة وخاصة، لذلك من واجب الجهات الإشرافية، وهي هنا هيئة الاتصالات ومؤسسة النقد، ألا تجامل أو تتهاون في التعامل مع أي واقع مهما كانت صورته.

أصبحنا شركاء قسراً في معلوماتنا مع جهات مختلفة من بين الخاصة والعامة، وألاحظ أن الحصول على المعلومات سهل، وبعض منها لا تحتاج إليه الجهة، شركة كانت أم غيرها، فلا بد من إعادة تقويم ما يطلب وهل له حاجة.

أيضاً هناك جهات تطلب معلومات لمشاركة في مؤتمرات أو منتديات، وتقوم باستخدام هذه المعلومات، ويفترض أن يوضع نظام يحدد المسؤوليات عند حدوث ضرر. أحياناً تسرق المعلومات بسبب خطأ، أو سوء تصرف، وأحياناً تهاوناً، وقد لا تتوقع أن هناك سوقاً للمعلومات بجوارك وأنت لا تدري! وفي حادثة قبل أشهر، كان مندوب إحدى الشركات أنهى زيارة للرياض، ورحلته ستقلع فجراً، وبدلاً من أن يستقل سيارة من الفندق، وقف في الشارع وأخذ سيارة أجرة، وعند الوصول إلى المطار ترجل من السيارة لأخذ حقائبه، فهرب السائق بالحقائب، وفيها جهاز حاسب محمول، فيه مختلف مراسلات الشركة!

بعد ثلاثة أيام وصلت رسائل بريد إلكتروني إلى إحدى الشركات التي تتعامل معها شركة المندوب، تطلب دفع فاتورة مع تغيير بسيط في معلومات الحساب والمصرف، وبالفعل دفعت الفاتورة 30 ألف دولار، واتضح لاحقاً أن المعلومات في الحاسب تم اختراقها وبيعها، إذ تواصلت محاولات مثل تلك مع شركات أخرى خارج السعودية!

من جانب آخر، من المهم تطوير عمل الشرطة وتعاملها وضرورة تزويد من يسرق منه حاجات بصورة من بلاغه عن السرقة، إذ إن هذا مستند له حاجة ضرورية لتحديد المسؤولية والتعامل مع شركات المحاماة والتأمين.


 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 17, 2017 00:59

عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.