عبدالعزيز السويد's Blog, page 26
June 20, 2017
البحث عن.. عقل
تذكرت إشاعة «ماكينة سنجر» التي أصابت عقول بعض «ربعنا» فطاشت بحثاً عن الزئبق الأحمر حتى تخصص البعض في تجارة سنجر، تذكرت ذلك وأنا أقرأ وأشاهد أخباراً عن توجه مئات من الكويتيين للبحث عما قيل إنه كنز في صحراء بالكويت، إذ أعلن أحد مشاهير التواصل في الكويت أنه خبأ مبلغاً كبيراً من المال (30 ألف دينار كويتي) في صحراء بالكويت، وفي شهر رمضان تحت درجة حرارة تروع، غير بعيدة عن الخمسين، خرج مئات من الرجال والنساء للبحث عن الكنز المدفون، في صور ومقاطع قد لا تصدقها. الطريف في المشهد، وبحسب ما نشر، أن «دافن» الكنز حين استدعته جهة رسمية في الكويت برر فعلته بحفز الشباب الكويتي على العمل، وأنه سيزرع شتلات بعد العيد في المنطقة الصحراوية، الشتلات ربما لأن الجهة المستدعية كانت الهيئة العامة للبيئة!
مثل هذه الظواهر تكشف مدى ضعف المجتمعات الخليجية، فهناك هشاشة لافتة في أن يستطيع شخص واحد تحريك المئات وربما الآلاف لأي سبب، المال واحد من الأسباب، والغريب أنه سبب ذا تأثير قوي في مجتمعات توصف بأنها مجتمعات غنية بالنفط وعوائده، هذا على الأرض، وهو مماثل لما يقوم به شخص أو «شخصة» في وسائل التواصل مثل «تويتر» وغيره بسحب العقول من باب العواطف إلى أية قضية يفتعلها، ولاحقاً يكتشف كثيرون أنهم قد استغفلوا، والمسألة في التأمل وإعادة التفكير في كل ما يعرض عليك أو تصل إليه.
بين الباحثين عن كنز الدنانير – بلا شك – من يقول إنه جاء ليشاهد! الفضول من خطاطيف الجذب، وهو المدخل للمشاركة في البحث عن وهم، ولو رأى البعض تجمعاً ما لذهب إليه من دون هدف سوى البحث عن حكاية يرويها، وقد يقول قائل: إن هذه حال تصيب كل المجتمعات، ولا أتفق معه، أعتقد أن مجتمعاتنا الخليجية أكثر هشاشة في القضايا الاجتماعية والاقتصادية وقصص التلاعبات وتوظيف الأموال بصور شتى حاضرة، وهي في القضايا السياسية أكثر هشاشة.
 
 
  June 19, 2017
حفرة بدون ذمة
يظهر أن الاهتمام بالحفر المهملة في الطرقات لا يحدث إلا بقدر عدد ضحايا حوادث تتسبب بها، أما قبل ذلك فالمناشدات التي تحفل بها وسائل التواصل لا تحدث تجاوباً وقائياً تستنفر فيه الجهات المعنية أطقمها. منذ زمن والحديث عن سوء تعامل مقاولين مع الطرق عند الإنشاء والصيانة شاهر حاضر ظاهر موجع، تجده في الصحف ووسائل الإعلام المحلية، وقبلها في الطرق، لكن هذا لم ينتج منه فعل ناجز ينهي هذه المآسي، كثيرة هي الحوادث بسبب سوء أحوال الطرق، لكن لا يذكر هذا في العادة عند الحديث عن حوادث المرور، فالسائق هو المسؤول الأول، والمركبة والطريق بعيدان عن المسؤولية حتى ولو وجدت حفرة، وفي قضية قديمة نسبياً، 2011 على ما أذكر، في حائل اتهم سائق باص طالبات بالإهمال بسبب حادثة في طريق مترع بالحفر، حاول هو أو سائق السيارة القادمة تلافي الحفرة لتقع الحادثة المؤلمة، ويتوفيان مع 12 طالبة، رحمهم الله جميعاً. تلك المأساة خلصت فيها لجنة التحقيق «الرسمية» إلى إدانة سائق الباص! على طريقة الحق على الميت، أما الحفرة في الطريق فوضعتها لجنة التحقيق من الأسباب الثانوية؟
في المأساة الأخيرة، التي توفي فيها ثلاث فتيات في بلقرن، وأصيب ستة أشخاص من عائلة واحدة بإصابات مختلفة، وجه أمير منطقة عسير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بإحالة «قياديين في أمانة منطقة عسير وبلدية محافظة بلقرن والمقاول المنفذ لمشروع الطريق للتحقيق ومعرفة ما إذا كان هناك إهمال أو تهاون في تنفيذ المشروع تسبب في وقوع الحادثة المرورية».
والمطلوب لتحري العدالة ومعرفة أسباب الحادثة المؤلمة لتلافي تكرار مثلها مستقبلاً أن تكون لجنة التحقيق مستقلة فلا يكون من أعضائها موظفون من جهات هي مسؤولة عن الطرق بشكل مباشر أو غير مباشر، ويُضاف إليها أعضاء مستقلون من ذوي الاختصاص.
 
  June 18, 2017
عن «البومب» وغيره
 أهم عنصر في عمل الدراما هو النص، ثم الالتزام به، وكلما كان النص متيناً غنياً كان العمل الدرامي ثرياً مؤثراً وأيضاً جاذباً، تأتي بعد النص والالتزام به قدرات الممثلين والمخرج، وأكثر المسلسلات ومنها «شباب البومب» و«طاش» سابقاً وحتى «سيلفي» الحالي يعتمد على وقائع حدثت في المجتمع، بحيث يقوم بنقلها كما هي تقريباً، لأن المعالجة للقضية أو الظاهرة أو الموقف غير موجودة في الغالب، بل هو نقل يستند في تحقيق جذب المشاهد على تراكم الاهتمام الإعلامي والاجتماعي «التاريخي» بذاك الحدث أو تلك الظاهرة، وهو هنا يعيدها إلى الواجهة كما كانت، والمعالجة تحتاج إلى تحديد الهدف، فما الهدف من الطرح؟ فإذا كان الهدف إنتاج حلقة من الحلقات فهذا أمره متيسِّر وسهل، أما إذا كان الهدف هو الإفادة ونقد ظاهرة سلبية ما لتحجيمها ووضعها في إطارها المرفوض، فهنا يجب في المعالجة مراعاة ألا تتحول وصفة العلاج «المفترضة في الطرح» إلى مضاعفات سلبية تزيد من سوء الأثر، مما يستدعي إخراجها بقالب حواري مناسب. والذي أراه في بعض حلقات هذه المسلسلات ومن مطالعة مشاهد مع ما في الذاكرة عنها من مخزون، هو الوقوع في فخ الترويج.. كيف؟
قد تكون هناك ظاهرة مستترة في المجتمع وهي ظاهرة صغيرة، لكن تبنيها بالطرح في مسلسل يعرض في ذروة مشاهدة «خصوصاً في رمضان»، ويعاد عرضها مع تعدد وسائل العرض، ترويج لها في المجتمع… إذا لم يتجاوز الطرح النقل وتوقف، أو لم ينجح في المعالجة الناقدة للظاهرة السلبية بجرعة مناسبة.
والمشكلة الأولى تكمن في البحث عن الإضحاك وتلمسه بأي شكل وصورة، وقد يؤدي هذا إلى السقوط في الإسفاف على طريقة «الجمهور عاوز كذا»، والثانية في صعوبة التناول النقدي الإيجابي للظاهرة من دون الوقوع في فخ الوعظ والتلقين اللذين لا يستجيب لهما المشاهد، وقد يدفعاه بعيداً عن تلك الشاشة.
 
  June 17, 2017
شباب البومب
تحتاج المشاهد السيئة في مسلسلات، وكذلك في مضامين برامج، إلى أكثر من تحذير من وزارة الثقافة والإعلام، وفي الأخبار أن وزير الإعلام حذر قناة «روتانا» وطلب منها حذف المشاهد السيئة من مسلسل يبث بعد إفطار رمضان باسم «شباب البومب»، وطاقم العمل سعودي تأليفا وتمثيلاً!، والمسلسل يبث منذ بداية الشهر، والمعنى أن التحذير تأخر!
والإشكال متداخل؛ فالمسلسل يواصل «تقريباً» ما قامت به مسلسلات قبله في ما يتعلق بالمضمون، وفريق العمل من الهواة الذين يبحثون عن الإثارة التي أصبحت – وللأسف – مرادفة للنجاح عند البعض، ولا يعني هذا القبول بالأخطاء منهم أو من غيرهم. وقد يشير أحد المشاهدين إلى خروق من هذا النوع أكبر أو أصغر في مسلسلات أو برامج تعرض على القنوات الرسمية، ويومئ آخر إلى أن فضاء الإعلام مفتوح، بمعنى أن الرقابة لم تعد مجدية، وفي هذه الجزئية فإن الأمر بيد المشاهد، الذي يستطيع الانتقال إلى مادة تناسبه.
وفي واقع الأمر أننا نحصد نتائج «فَلَتان» إعلامي جاء به الانفتاح الفضائي، مع هوس التنافس لجذب المشاهد، يضاف إلى هذا سد ساعات البث الطويلة… بالمتاح والأسهل. في الكفة الأخرى رافق الانفتاح الفضائي ضعف وضمور منتجات القنوات الرسمية، سواء من المسلسلات أم البرامج، حتى تركها الناس إلى غيرها، حدث هذا في فترة طويلة تأسست خلالها في أذهان المشاهدين صور وانطباعات يصعب تغييرها.
ولا أتوقع أن يصحح هذا الوضع مواثيق إعلامية أخلاقية حتى ولو وقعت عليها قنوات في الداخل والخارج وتعهدت العمل بها، والحل هو إيجاد البديل الرصين، الذي يجمع بين متانة ونظافة المضمون المفيد، مع القدرة على جذب المشاهدين… هل هي مسألة صعبة؟ نعم، لكنها ممكنة.
 
  June 15, 2017
المطب الذكي
أرسل إلي صديقي أبو فراس مقطع فيديو عن مطب ذكي، ربما شاهده بعض منكم، المطب لا يرتفع عن الأرض إلا عند وصول سيارة مسرعة، أما إذا كانت السيارة تسير بالسرعة المقررة يبقى المطب الذكي «منسدحاً» على مستوى الأرض، وعلاقتنا بالمطبات الاصطناعية قديمة، لكنها في معظم الأحوال ابتعدت عن الذكاء، لا من جهة مواضعها وحجمها، ولا من جهة التعامل معها من كثير من السائقين، يجد السائق في طرقاتنا مهرباً من المطب الأسفلتي باللجوء إلى الرصيف أحياناً، أو بالقفز عليه بأكثر من طريقة غير سليمة بالطبع، حتى السيارة لدينا في يد بعض السائقين تمارس القفز بالزانة! ويا ويلك لو ما انتبهت! وحققت بعض المطبات الاصطناعية فوائد خصوصاً أمام المدارس والمستشفيات والمساجد، إلا أن وجود ثغرة تعرف عليها بعض السائقين جعلها أكثر خطورة، فالمشاة يطمئنون بوجود مطب على افتراض تخفيف السيارة سرعتها، لكن قائدها يصر على السرعة ذاتها أو يزيدها ثم يمرق من الثغرة غير بعيد عن المشاة الآمنين.
فكان أن أصبحت وسيلة الوقاية «أحياناً» مصدراً للخطر، كما أن أكثر المطبات الاصطناعية بلون الأسفلت ذاته لا ترى بشكل مناسب في الليالي، وإذا صبغت بألوان تبهت بعد فترة قصيرة. وأصل المسألة هو عدم الالتزام بالأنظمة، وسببه عدم تطبيقها بحزم في مختلف المواقع، تراكم سنين طوال من إهمال المرور، حتى أصبحت شوارعنا مدرسة للإهمال المروري، طبعاً لا حل أمام هذا إلا بتطبيق الأنظمة، وهو أمر لا يبدو حصوله قريباً، ولا أعلم هل يحل المطب الذكي المشكلة لو استخدم، أم يجد له السائقون «الأذكياء والمتذاكون» ثغرات هو الآخر؟ وهو المتوقع لأن الذكاء و«الشطارة» عندنا متوجهة للسلبيات أكثر من الإيجابيات.
 
  June 14, 2017
القاتل الافتراضي
ألا يمكن فعل شيء تجاه خطر القتلة الافتراضيين، هل نصمت أمام خطورة ما تقذفه الشبكة العنكبوتية من ألوان شتى من الأخطار، بعضها ما يسمى «ألعاباً» زوراً، تتجاوز الحدود وتغرز الرعب والخوف في الأفئدة، وصلت إلى حد تشجيع أطفال ومراهقين على الانتحار، ولماذا لا تقوم قيامة هيئات حقوق الإنسان الدولية ومنظمات الأمم المتحدة «الإنسانية» تجاه هذا الخطر المتزايد؟!
ولو وضعت كلمة «الحوت الأزرق» في محرك البحث «غوغل» لاكتشفت ماذا فعلت هذه اللعبة، بوصفها نموذجاً وليس استثناءات، بمصير شباب أودت به إلى التهلكة، ومجتمعات أصبحت أكثر قلقاً، لا يعرف الفرد فيها من أين يؤتى. وسواء أكان الفتى السعودي الصغير- عمره 13 عاماً، شنق نفسه في الـ11 من شهر رمضان الحالي – من ضحايا هذه اللعبة أم غيرها فإن الخطر متحقق بما فيها من أفكار سلبية تحشر في الأدمغة الصغيرة، تنوعت وتعددت، وظهر في مقطع رجل يحذر بألم ويخبر عن الحادثة قائلاً: إن «الضحية» ابن عم له، وإن السبب تلك اللعبة.
ولا يمكن هنا التعويل على دور الأسرة ورمي المسؤولية عليها وحدها، فالعالم الافتراضي مفتوح ولا يمكن أن تقفله، ولو أقفلته من هذه الجهة لتسرب بيسر من جهات أخرى، لذلك لا بد من صياغة فعل رسمي تجاه هذه الآفات الافتراضية من ألعاب وغيرها، وتجريم مخترعيها ومروجيها، ولماذا لا نبدأ نحن بتولي حمل هذه الراية الإنسانية؟ إن الهيئات الدولية مشغولة بانقراض كائنات حية وتلوث الهواء وغيرها من أخطار تحدق بالأرض، وهي كلها توجهات حميدة ما لم تستغل لأهداف سياسية واقتصادية، لكن المثير والمستغرب هو الصمت المطبق تجاه هذه الأخطار، وكأنها أصبحت مثل الخصوصية الفردية، التي تم تغييرها وتسطيحها من شركات إنترنت «الحوتية» لمصالحها التجارية، وكأن الفرد والأسرة هما المسؤولان عنها فقط، على رغم أنها تدمر المجتمعات والدول.
 
  June 13, 2017
فايز إنسانياً
عرف الجمهور الفنان فايز المالكي ممثلاً كوميدياً يجتهد في إضحاك المشاهدين، من خلال تناوله كثيراً من القضايا الاجتماعية، وتعددت الشخصيات التي تلبسها في مشواره الفني، لكنه أضاف إلى هذا البعد الفني عمقاً إنسانياً على أرض الواقع، بتناوله من خلال حسابه في «تويتر» ووسائل تواصل أخرى حالات إنسانية مختلفة يموج بها المجتمع، استثمر فايز كثرة المتابعين له والشهرة التي وصل إليها استثماراً أمثل، فاستطاع إيصال أصوات محتاجين كثر إلى جهات حكومية أو شخصيات عامة، وتوجه فايز هذا جديد في الوسط الفني، فالجهد الذي يبذله فيه تجاوز جهده في مهنته أو عمله الأساسي، وهو التمثيل، وكنت أقول له حينما نتحادث إن عليه الحرص عند تبني حالات تصل إليه، فمهما كنا نتعاطف مع حالات إنسانية فهناك من يستغل هذا فيزوّر تفاصيل أو يضخمها، وهذا يضع من يتبنى الحالة الإنسانية «كما وصلت إليه» في حرج حينما يتم اكتشاف التزييف أو المبالغة، وأظن أن فايز المالكي ناله نصيب وتضرر من حالات من هذا النوع، وفكر في التوقف أكثر من مرة، إلا أن جانبه الإنساني يتغلب على هذه العقبات.
في هذا الجانب يفترض بالجهات الحكومية المعنية أن تكون أكثر مرونة حينما تصل إليها أو يتم توصيل حالة إنسانية إليها، بمعنى أن التأكد من صحة الحالة هو مسؤوليتها وليست مسؤولية من توسط فيها، فلا يمكن لفرد الحصول على معلومات هي متوافرة أو يمكن توفيرها من خلال أجهزة لديها موظفون هذه مهمتهم. والقصد ألّا يتحرج الرسمي من طرح حالة إنسانية، بل لينظر في المسألة على أنها معلومة مجانية وصلت إليه.
فايز المالكي أضاف بعداً للعمل الفني، وأعطى للشهرة قيمة أهم من «نفخ الذات» والتمتع بإشادات المعجبين والتصوير معهم، وسواء أكنت من المعجبين به فنياً، بصفته ممثلاً أم لا، فإن تجربته في العمل الإنساني فريدة من نوعها في مجتمعنا، ليس في الوسط الفني فقط، بل في وسط المشاهير، فله مني الدعاء بالتوفيق والسداد.
 
  June 12, 2017
تعاون… ويا الله الثبات
صيغة «التعاون» في اسم وعمل «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» هي أفضل الممكن، وأفضل ما تم التوصل إليه ولم يستطع تطويره خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن. و «التعاون»، من حيث كونه صيغة عمل، أخفى كثيراً من الخلافات، فكان النشاط الأبرز في تحقيق النجاح متركزاً في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، أما السياسي والأمني فتخلفا على رغم أهميتهما الحيوية لكل الدول، التي دائماً يذكر تميزها بأنظمة حكم متشابهة. والسبب اختلاف سياسات كان التعاون في حقيقة الأمر يقوم بدور الغطاء عليها، ولم تستطع أمانة المجلس التحول إلى وعاء فكري استراتيجي- مع خاصية اتصالها بالقادة- يستثمر حرص الدول على استمرار «التعاون» كل هذه المدة، بوصفه أطول عمل عربي مشترك عمراً، ليتطور إلى مستوى أفضل يحرص على نزع الألغام وحل الخلافات من جذورها، فالأمانة بقيت مقيدة بدور سكرتارية من خمسة نجوم، ولم تتحول إلى كيان له دور استشرافي ينزع الألغام ويهدي الفرص.
على المستوى الشعبي روج الإعلام الرسمي الخليجي شعار «خليجنا واحد»، وهو في واقع الأمر ليس واحداً، تستثنى من ذلك حال وحيدة، اتحد فيها المجلس وفرضتها الظروف الخطرة، بعد موقف السعودية الحازم من غزو الكويت، الذي هدد كل الدول الأعضاء.
طوال عمر المجلس وانتظام اجتماعاته ولجانه شكل «أمنية» وحدة أو اتحاد لشعوب الدول الأعضاء، لكن هذا من قبيل الأماني، مثله مثل شعار «خليجنا واحد».
ثلاث دول من مجلس التعاون (السعودية والإمارات والبحرين) أعلنت موقفاً صارماً من السياسة القطرية، فيما وقف كل من الكويت وسلطنة عُمان موقف الحياد، في المعلن على الأقل، وهو دور مفيد للقيام بوساطات وقطع الطريق على تدخل دول أخرى قد تكون لها أهداف أبعد، فالمعروف أن الوساطات أحياناً تقوم بصب الزيت على النار بدلاً من إطفائها. وسط هذه الأزمة، ما هو مستقبل مجلس التعاون؟ وهل هذه هي نهاية المجلس كما عرفناه؟ هل استنفد أغراضه بصيغة التعاون الفضفاضة تلك؟! وهل ستعاد صياغته من جديد، إذا استمرت قطر في ممانعة التعامل المرن مع مطالب شقيقاتها؟
 
  June 11, 2017
تأشيرة عمرة وسرقة مجوهرات
 استغلت تأشيرات العمرة والحج كثيراً من العصابات الوافدة للسرقة على مختلف أساليبها منذ زمن ما قبل البصمة وتطور التقنية في معرفة الأشخاص وسهولة الرجوع للمحفوظات والدخول والخروج من البلاد. وفي محافظة جدة كشفت الشرطة عن تمكنها من التعرف على متهم بسرقات محال مجوهرات في الأعوام 1435 و1437 بما قيمته أربعة ملايين ريال، المتهم من جنسية عربية – لم يحددها البيان – تمكنت شرطة مكة المكرمة من القبض عليه عند قدومه «لأداء العمرة» هذا العام 1438.
وقال الناطق باسم شرطة مكة المكرمة: «إن شرطة محافظة جدة تمكنت من كشف غموض حادثتي سرقة لمتجر ذهب بحي الكندرة في شهر رمضان عام 1435، ومتجر آخر بحي الصفا عام 1437، وبلغت جملة المسروقات من المصوغات الذهبية نحو أربعة ملايين ريال، وإماطة اللثام عن هوية مرتكبيهما بعد جهود بحثية امتدت حوالى عامين على رغم شُح المعلومات وندرتها، وتعمد الجاني إتلاف كاميرات الرصد والمراقبة الخاصة بالمتاجر».
والسؤال ما دور السفارات السعودية في منع أصحاب السوابق من الحصول على تأشيرات عمرة أو حج أو عمل؟ فمتهم مثل هذا يتردد ويقوم باتلاف كاميرات المراقبة وينجح في سرقتين بمبلغ ضخم لا بد انه لص محترف وله سوابق في بلاده، فلماذا استطاع التردد على السعودية اكثر من مرة؟ وهل تتعاون الجهات الأمنية في دولة المتهم مع السلطات السعودية في منع الجريمة قبل وقوعها؟ معلوم ان دور الشرطة داخلي، لذلك من الواجب على وزارة الخارجية القيام بدورها في رفع القدرات الأمنية والفرز لدى السفارات السعودية في الخارج، وفحص أسباب تمكن أمثال هذا المتهم من تعدد الحصول على تأشيرات، فهذا اقل ما يجب على السفارة ان تقوم به، خصوصاً في تأشيرات لبلدان يعتاد كثرة اللصوص الوافدين منها تحت غطاء تأشيرات الحج والعمرة.. أو العمل.
 
  June 10, 2017
قطر… الفواتير دفعة واحدة!
الأصل في علاقات الدول هو سلامة النوايا، ولا يمكن الحكم على سلامة النوايا بالبيانات الفضفاضة التي تصدر عادة بعد زيارات واجتماعات، ما أكثرها بين الدول العربية والخليجية، ولا بحرارة التحية والسلام عند لقاءات قادتها، لا يحكم هذه النوايا إلا الاتفاقات والالتزامات التي توقع بينها، فالالتزام بها يعني سلامة النوايا أما عدى ذلك فهو لا شك ثغرة خطرة للتوجس والحذر والقلق ومثله إرجاء تنفيذ الاتفاقات شراء للوقت، والأزمة المتصاعدة بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين مع قطر تتمحور حول صفاء النوايا، فالأفعال طوال عقود لا تدفع إلا إلى الريبة والتحسس، وهي مسجلة وموثقة، وكون البعض لا يتذكرها أو لا يريد فهذه مشكلته، ولكل فعل هدف يتحرى نتيجة مؤكداً أن فيها ضرر بالأمن الوطني للدول الأربع، وكانت ردود الفعل السابقة من الدول المعنية على أفعال السياسة القطرية خلال مدة طويلة أقل من أن تغير دفتها، بل إنها في ما يظهر لي جعلت السياسة القطرية تتوغل أكثر في سياسة التضاد هذه، حتى تراكمت الفواتير. ولم تحقق وساطة أمير الكويت الأخيرة نتيجة إيجابية ولم يكن متوقعاً لها ذلك، فمن يستطيع الحكم على سلامة النوايا وأسباب عدم صفائها ونقائها قائمة
بعد قطع العلاقات وإغلاق الحدود أصدرت الدول الأربع بياناً يصنف أشخاصاً من جنسيات مختلفة قطرية وأردنية ومصرية وليبية ويمنية في قائمة الإرهاب، وضم إلى ذلك كيانات قطرية وغير قطرية مختلفة.
وهذه هي الخطوة الثانية بعد قطع العلاقات وإغلاق الحدود، والسياسة القطرية الآن تقف أمام خيارين لا ثالث لهما، إما اختيار هذه الكيانات والتحالفات مع جماعات مختلفة صنف بعضها على قائمة الإرهاب من دول خليجية قبل سنوات، أو أن تنحاز لعلاقتها بأشقائها الخليجيين والعرب، ويبدو أن التنظيم السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وهو أكبر التنظيمات المدعومة من الدوحة، في وضع صعب أكثر من ذي قبل، فهو أصبح حملاً ثقيلاً على قطر وعلى سياستها، والتنظيم للأسف لم يستفد من كل أخطائه السابقة، ولم يتعاطَ بشكل سياسي رشيد معها ولا يتوقع منه ذلك في المستقبل القريب، وهو ما جعل حمله يزداد ثقلاً.
وما أكثر ما تتقلب الجماعات والكيانات السياسية اللاجئة وتتغير، والتاريخ شاهد وفيه من العبر الكثير.
 
  عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers
 


