عبدالعزيز السويد's Blog, page 177
June 21, 2012
كل النهايات
      في زمن قصير نسبياً، شاهدنا كل النهايات التي يمكن لمؤلف تخيلها، في أكثر القصص إثارة تحدث أمامنا لرؤساء وزعماء عرب، من الذل مع القتل والسحل إلى النفي القسري، مروراً بالهروب السريع للنجاة، إلى المحاكمة البطيئة المملة لرئيس مخلوع يحضر للمحكمة على سرير متنقل. الأنباء متضاربة عن وفاة الرئيس مبارك، تؤكدها جهات وتنفيها أخرى، ولا شك في أن مبارك مات ويموت كل لحظة، إذا ما توافرت له متابعة أخبار التطورات السياسية في مصر، فالخصوم على أبواب القصر، والسدود والموانع تنهار أمام تقدمهم شيئاً فشيئاً، وهو مقيد على سرير، ويمضي حكماً بالسجن، وأولاده في ســــجن آخر، ولا ينافس حسني مبارك في سوء النهاية إلا نهاية معمر القذافي.
جاءت الأخيرة سريعة مهينة مرغت كبرياء وغرور شخصيته، في حين لا زالت الكاميرات مسلطة على نهاية مبارك، ويُتناقل – مع عدم الجزم بصحة ذلك – أن مبارك في سجنه يتأوه على أميركا ومنها، الحليف الذي كان أول من طعنه في العلن، بعبارة واشنطن الشهيرة «التنحي عن السلطة فوراً»، وربما يتأوه أيضاً في الــسر من ابنه جمال، وطموحات الأخير التي سرّعت بنهايته، بل وأَجْهزت على عقود من الإمساك الفولاذي بمقاليد السلطة.
يشبه مبارك الجلاد والضحية على حد سواء، فهو كان جلاداً للشعب، وضحية لطموحات أسرته الصغيرة، ابن مدلل زفته حلقات ضيقة منتفعة حوله، وزينت دفعه لكرسي الحكم خلفاً لأبيه، بعد أن مكنته من الثروة والبروز، وفي كل الأحوال تبدو النهاية في مصر أفضل من غيرها من دول الربيع العربي، فهي الأقل عدداً في الضحايا، والأدنى في مظاهر الدمار والخراب إذا ما قورنت بدول اصطفت جيوشها مع الرئيس، أو انقسمت حوله.
كانت مصر مرشحة لذلك، لكنها أظهرت حكمة أكثر ومدنية أعمق من غيرها، والأمل بأن تستمر على هذا النهج، لكن مع صور ومشاهد نهايات زعماء حكموا وتسلطوا لعقود على تنوعها واختلافها، لم نر نهاية واحدة تشبه ما اختاره بعض مواطنيهم الفقراء المنتحرين يأساً وإحباطاً من سياساتهم وطريقة تحكّمهم في حياتهم البائسة.
 
  
    
    
    جاءت الأخيرة سريعة مهينة مرغت كبرياء وغرور شخصيته، في حين لا زالت الكاميرات مسلطة على نهاية مبارك، ويُتناقل – مع عدم الجزم بصحة ذلك – أن مبارك في سجنه يتأوه على أميركا ومنها، الحليف الذي كان أول من طعنه في العلن، بعبارة واشنطن الشهيرة «التنحي عن السلطة فوراً»، وربما يتأوه أيضاً في الــسر من ابنه جمال، وطموحات الأخير التي سرّعت بنهايته، بل وأَجْهزت على عقود من الإمساك الفولاذي بمقاليد السلطة.
يشبه مبارك الجلاد والضحية على حد سواء، فهو كان جلاداً للشعب، وضحية لطموحات أسرته الصغيرة، ابن مدلل زفته حلقات ضيقة منتفعة حوله، وزينت دفعه لكرسي الحكم خلفاً لأبيه، بعد أن مكنته من الثروة والبروز، وفي كل الأحوال تبدو النهاية في مصر أفضل من غيرها من دول الربيع العربي، فهي الأقل عدداً في الضحايا، والأدنى في مظاهر الدمار والخراب إذا ما قورنت بدول اصطفت جيوشها مع الرئيس، أو انقسمت حوله.
كانت مصر مرشحة لذلك، لكنها أظهرت حكمة أكثر ومدنية أعمق من غيرها، والأمل بأن تستمر على هذا النهج، لكن مع صور ومشاهد نهايات زعماء حكموا وتسلطوا لعقود على تنوعها واختلافها، لم نر نهاية واحدة تشبه ما اختاره بعض مواطنيهم الفقراء المنتحرين يأساً وإحباطاً من سياساتهم وطريقة تحكّمهم في حياتهم البائسة.
 
  
        Published on June 21, 2012 03:36
    
June 19, 2012
الكفاءة والاقتدار
      مع كل ما حفلت به وسائل الإعلام الغربية من توقعات وتخرُّصات لم يفاجأ السعوديون باختيار وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، والأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية، فمنذ شغور منصب ولاية العهد بوفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – وهناك شبه اتفاق على أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز الأقرب لتحمل هذه المسؤولية الجسيمة، ساعداً أيمن لأخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إدارة شؤون البلاد وسط مرحلة دقيقة نعيشها وتعيشها المنطقة العربية، ولا شك أن التجربة الإدارية الثرية للأمير سلمان بن عبدالعزيز، مع سعة اطلاع وثقافة موسوعية عرفت بهما شخصيته، ستبرز وينعكس أثرها على توليه مسؤولياته الجديدة، مع خبرة طويلة في تولي مقاليد حكم وإدارة منطقة بحجم وأهمية منطقة الرياض، وحضور علاقات سياسية واسعة في أوساط عالمية مختلفة، تضاف إلى ذلك أبعاد أخرى صبغت شخصية الأمير سلمان، من تواصل مستمر عن قرب مع المواطنين يتجاوز الإداري إلى الاجتماعي والإنساني، كلها مجتمعة تدعو للثقة والتفاؤل بعد توفيق الله تعالى.
سلاسة الاختيار وسرعة اتخاذ القرار ربما فاجأت البعض، لكنها لم تفاجئ المواطنين في السعودية، فكان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – متّعه الله بالصحة والعافية، مبعثاً لمزيد من الاطمئنان والارتياح في وضوح الرؤية وحسن الاختيار لمواصلة البناء والإصلاح، وكان تصريح الأمير بندر بن عبدالعزيز إلى وسائل الإعلام في معرض تهنئته لولي العهد الجديد، مختصراً وبليغاً حينما قال: «وثقتي بالله سبحانه وتعالى ثم به بأنه كفو لهذه المسؤولية الجسيمة، لما أعرفه عنه عن قرب من خصال حميدة، وأوصيه ونفسي بتقوى الله». والكفاءة هنا حاضرة، عنوانها وشهادتها ثراء التجربة وتعدد مسؤوليات، نسأل الله تعالى التوفيق والسداد لقيادة هذا الوطن العزيز في كل ما من شأنه تحقيق مزيد من الرقي والتطور.
 
  
    
    
    سلاسة الاختيار وسرعة اتخاذ القرار ربما فاجأت البعض، لكنها لم تفاجئ المواطنين في السعودية، فكان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – متّعه الله بالصحة والعافية، مبعثاً لمزيد من الاطمئنان والارتياح في وضوح الرؤية وحسن الاختيار لمواصلة البناء والإصلاح، وكان تصريح الأمير بندر بن عبدالعزيز إلى وسائل الإعلام في معرض تهنئته لولي العهد الجديد، مختصراً وبليغاً حينما قال: «وثقتي بالله سبحانه وتعالى ثم به بأنه كفو لهذه المسؤولية الجسيمة، لما أعرفه عنه عن قرب من خصال حميدة، وأوصيه ونفسي بتقوى الله». والكفاءة هنا حاضرة، عنوانها وشهادتها ثراء التجربة وتعدد مسؤوليات، نسأل الله تعالى التوفيق والسداد لقيادة هذا الوطن العزيز في كل ما من شأنه تحقيق مزيد من الرقي والتطور.
 
  
        Published on June 19, 2012 15:31
    
June 18, 2012
الإخوان في امتحان
      يربط الكاتب المصري جلال أمين بين الثورتين التونسية والمصرية، من زاويةِ ما طُبِّق تحت عنوان «خطط الإصلاح الاقتصادي» التي جرى العمل بها في البلدين. كان التوجه لمواجهة القضايا الاقتصادية واحداً تقريباً، يعتمد على وصفات معروفة للمؤسسات الدولية: تشجيع الاستثمارات الأجنبية، فتح الأسواق، الخصخصة، وخفض الدعم. بدأت تونس قبل مصر بسنوات قصيرة في التطبيق، والمصادفة أن ذلك جاء مع تولي زين العابدين بن علي للسلطة في تونس، فحاز على إشادات من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الكلُّ يتذكرها. لحقت مصر بتونس، ولكن ببطء، وحينما جاء نظيف إلى رئاسة الوزراء في مصر أسرع في التطبيق، فحاز أيضاً على شهادات الإشادة. الأسبقية في الإشادات الدولية كانت أيضاً أسبقية في اندلاع الثورة وسقوط النظام، كانت البداية في تونس، ولحقتها مصر. وفي كتابه الذي صدر مؤخراً بعنوان «ماذا حدث للثورة المصرية»، يشير جلال أمين إلى أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي حينما تَصدُرُ منهما الإشادات بالتقدم في ما يطلق عليه «الإصلاح الاقتصادي»، لا يأتيان على ذكر الآثار السلبية الناتجة من تطبيق خططه، مثل تفشي البطالة وازدياد مستويات الفقر مع اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وأضيف إلى ذلك ارتفاع مستوى الفساد.
مصر اليوم على أعتاب عهد جديد. وعلى رغم عدم إعلان النتائج النهائية رسمياً، تؤكد حملة حزب «الحرية والعدالة» تقدُّمَ مرشح تنظيم الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي في سباق الرئاسة بفارق ضئيل، مع تشكيك مستمر من حملة الفريق أحمد شفيق. الموعد المعلن للنتائج النهائية هو مساء الأربعاء أو صباح الخميس، ولكن لم يظهر في الحملات الانتخابية ما يؤكد رؤية اقتصادية جديدة للتنمية، والتعامل مع هذا الملف يختلف عن أسلوب حكم الرئيس مبارك، وهو الملف الأبرز الذي أوقد شرارة الثورة أو سمح لها بالاستمرار وغذاها بالحشود.
إذا فاز تنظيم الإخوان المسلمين بالرئاسة في مصر، فهو على أعتاب امتحان جديد، وإذا لم يكن قد جهَّز رؤية اقتصادية مختلفة قابلة للتطبيق تبتعد عن وصفات المؤسسات الدولية وتحقق انفراجات يلمسها المواطن المصري، فهو لا شك سيخسر على المدى البعيد.
 
  
    
    
    مصر اليوم على أعتاب عهد جديد. وعلى رغم عدم إعلان النتائج النهائية رسمياً، تؤكد حملة حزب «الحرية والعدالة» تقدُّمَ مرشح تنظيم الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي في سباق الرئاسة بفارق ضئيل، مع تشكيك مستمر من حملة الفريق أحمد شفيق. الموعد المعلن للنتائج النهائية هو مساء الأربعاء أو صباح الخميس، ولكن لم يظهر في الحملات الانتخابية ما يؤكد رؤية اقتصادية جديدة للتنمية، والتعامل مع هذا الملف يختلف عن أسلوب حكم الرئيس مبارك، وهو الملف الأبرز الذي أوقد شرارة الثورة أو سمح لها بالاستمرار وغذاها بالحشود.
إذا فاز تنظيم الإخوان المسلمين بالرئاسة في مصر، فهو على أعتاب امتحان جديد، وإذا لم يكن قد جهَّز رؤية اقتصادية مختلفة قابلة للتطبيق تبتعد عن وصفات المؤسسات الدولية وتحقق انفراجات يلمسها المواطن المصري، فهو لا شك سيخسر على المدى البعيد.
 
  
        Published on June 18, 2012 16:22
    
June 17, 2012
أمانة بين أيدينا
      أمضى الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله تعالى، جلّ وقته وصحته في العمل على استتباب الأمن، وترسيخ الاستقرار لهذا الوطن العزيز، كان هذا الملف شغله الشاغل لعقود. جمع مع الحلم شجاعة في إدارة الملف الثقيل لبلاد مترامية الأطراف، تحيط بها أطماع متعددة. والمنصف يرى أن المملكة العربية السعودية واحة من الأمن والاستقرار، وسط محيط من القلاقل والفوضى. وبالعودة إلى الوراء، يمكن المراقب تذكر ما مرت به المنطقة من أحداث دولية جسام، من احتلال العراق لدولة الكويت، إلى حرب تحرير الكويت، ثم غزو العراق من الحلفاء، وغيرها من أحداث طاولت الداخل السعودي.
والمراقب لا ينسى كيف وقف الأمير نايف بن عبدالعزيز بقوة واقتدار أمام أطماع إيران في استغلال الحجاج ومواسم الحج لتصدير مشكلات وقضايا تعاني هي منها. لقد استماتت إيران في محاولات استغلال مواسم الحج، ولا يعتقد أنها ستتوقف عن ذلك. مع هذا الواقع، نرى كيف أن الأمن في السعودية لم يتأثر بكل ذلك، مع خطورته وتنوعه، كأن بلادنا كانت بعيدة جغرافياً عن هذه الأحداث، مع أنها لصيقة ومهمومة بها، ولا شك في أن هذه من نعم الله تعالى علينا، وهي أمانة عظيمة وثمينة تركها الفقيد الراحل في رقابنا، ومن الوطنية الحقة الحرص عليها وترسيخها.
وميزة هذه البلاد التماسك، ونحن أحوج ما نكون إلى زيادة متانة التماسك وسط الفوضى «الخلاقة» التي يعيشها العالم العربي من حولنا، وهي أحداث لا يعرف منتهاها، ولا بد من أن تؤثر تداعياتها علينا بصورة أو بأخرى، مع تكاثر المتربصين والأعداء، لكن المهم أن نعظم إيجابيات هذه التداعيات المحتملة، ونحد من سلبياتها المتوقعة، مع تمسكنا بالاستقرار.
فلا يمكن للتنمية أن تزدهر وتنمو إلا بالاستقرار، ولا يزيد من ترسيخ قواعد الأخير مثل استمرار العمل على الإصلاح، والبحث الدؤوب عن مكامن الخلل والضعف، ومحاربة شتى أنواع الفساد، وتحقيق المزيد من التنمية. وسد الحاجات متوافر بين أيدينا، وبالعزم والنوايا الصادقة يمكن الوصول إلى مراتب عليا لبلادنا تليق بالوطن والمواطن.
 
  
    
    
    والمراقب لا ينسى كيف وقف الأمير نايف بن عبدالعزيز بقوة واقتدار أمام أطماع إيران في استغلال الحجاج ومواسم الحج لتصدير مشكلات وقضايا تعاني هي منها. لقد استماتت إيران في محاولات استغلال مواسم الحج، ولا يعتقد أنها ستتوقف عن ذلك. مع هذا الواقع، نرى كيف أن الأمن في السعودية لم يتأثر بكل ذلك، مع خطورته وتنوعه، كأن بلادنا كانت بعيدة جغرافياً عن هذه الأحداث، مع أنها لصيقة ومهمومة بها، ولا شك في أن هذه من نعم الله تعالى علينا، وهي أمانة عظيمة وثمينة تركها الفقيد الراحل في رقابنا، ومن الوطنية الحقة الحرص عليها وترسيخها.
وميزة هذه البلاد التماسك، ونحن أحوج ما نكون إلى زيادة متانة التماسك وسط الفوضى «الخلاقة» التي يعيشها العالم العربي من حولنا، وهي أحداث لا يعرف منتهاها، ولا بد من أن تؤثر تداعياتها علينا بصورة أو بأخرى، مع تكاثر المتربصين والأعداء، لكن المهم أن نعظم إيجابيات هذه التداعيات المحتملة، ونحد من سلبياتها المتوقعة، مع تمسكنا بالاستقرار.
فلا يمكن للتنمية أن تزدهر وتنمو إلا بالاستقرار، ولا يزيد من ترسيخ قواعد الأخير مثل استمرار العمل على الإصلاح، والبحث الدؤوب عن مكامن الخلل والضعف، ومحاربة شتى أنواع الفساد، وتحقيق المزيد من التنمية. وسد الحاجات متوافر بين أيدينا، وبالعزم والنوايا الصادقة يمكن الوصول إلى مراتب عليا لبلادنا تليق بالوطن والمواطن.
 
  
        Published on June 17, 2012 23:06
    
June 16, 2012
أحياناً… رجل الدولة الذي فقدناه
      بالأمس أصبح الوطن والمواطن على خبر جلل، فقدنا رجل دولة من طراز نادر وسط أحداث جسيمة تموج من حولنا. عُرف الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – بالتروي في معالجة الأمور والقضايا الشائكة، وعدم التسرع أو الاندفاع في مواجهتها، الأناة والحلم كانا من طباعه يبذلهما مع القدرة على غيرهما، وعُرف بالإنصات لمن يحدثه مهما كان شخصاً بسيطاً. يمر بذاكرتي مشهد له – رحمه الله – وهو خارج من مكتبه، واقفاً على الدرج ينصت باهتمام لحاجة مواطن من دون تململ.وتميزت تجربته الإدارية بالثراء والنجاح، ظهرت بوادرها في مواجهة محطات عواصف مرت بها السعودية كانت خطراً كبيراً على الاستقرار والأمن، وهي الدولة الناشئة.كان الأمير نايف يواجه تلك العواصف ويديرها بتماسك لا يلين، لعل أشهر تلك الأزمات وأكثرها خطورة كانت حركة جهيمان، حينما اقتحم الحرم المكي الشريف وتحصن فيه، ثم هجمات تنظيم القاعدة في مدن سعودية عدة التي تم حصرها والإجهاز عليها في وقت قصير، وكذلك أحداث 11 سبتمبر (أيلول) وما جرت من تداعيات سلبية على البلاد وكيف استخدمت من أعداء السعودية ضدها في كل محفل.وعُرف الأمير نايف في أوساط المواطنين ووسائل الإعلام برجل الأمن الأول كان حريصاً عليه، موطداً لأركانه، وهو وزير الداخلية لأكثر من خمسة عقود. ولم يكن ملف الأمن هو الملف الوحيد وإن كان الأبرز والأكثر تماساً مع حياة المواطن، فكل عام كان الأمير نايف مسؤولاً عن كل تفاصيل إنجاح موسم الحج وإدارة حشود بالملايين في وقت وحيز محدودين وتحت أنظار العالم بأسره.صرف الأمير نــايف بن عبدالعزيز حياته وقدمها للعمل لأجل الوطن، حتى بدا زاهداً في غيره، وإذا توافرت له فسحة من الوقت قضاها على أطراف الصحراء في خيمة يتأمل ويتفكر.في الجانب الآخر من حياة فقيد الوطن كان الأمير نايف بن عبدالعزيز وفياً لإخوانه وأخواته، ولمن حوله من رفاقه والعاملين معه، لا يتغير.رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فــسيح جـــناته وجزاه عنا خير الجزاء. والعزاء في المصاب الجلل لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولأشقائه وشقيــــقاته وأبنـــائه وبناته وأمهاتهم وللأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
  
    
    
     
  
        Published on June 16, 2012 22:49
    
رجل الدولة الذي فقدناه
      بالأمس أصبح الوطن والمواطن على خبر جلل، فقدنا رجل دولة من طراز نادر وسط أحداث جسيمة تموج من حولنا. عُرف الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – بالتروي في معالجة الأمور والقضايا الشائكة، وعدم التسرع أو الاندفاع في مواجهتها، الأناة والحلم كانا من طباعه يبذلهما مع القدرة على غيرهما، وعُرف بالإنصات لمن يحدثه مهما كان شخصاً بسيطاً. يمر بذاكرتي مشهد له – رحمه الله – وهو خارج من مكتبه، واقفاً على الدرج ينصت باهتمام لحاجة مواطن من دون تململ.
وتميزت تجربته الإدارية بالثراء والنجاح، ظهرت بوادرها في مواجهة محطات عواصف مرت بها السعودية كانت خطراً كبيراً على الاستقرار والأمن، وهي الدولة الناشئة.
كان الأمير نايف يواجه تلك العواصف ويديرها بتماسك لا يلين، لعل أشهر تلك الأزمات وأكثرها خطورة كانت حركة جهيمان، حينما اقتحم الحرم المكي الشريف وتحصن فيه، ثم هجمات تنظيم القاعدة في مدن سعودية عدة التي تم حصرها والإجهاز عليها في وقت قصير، وكذلك أحداث 11 سبتمبر (أيلول) وما جرت من تداعيات سلبية على البلاد وكيف استخدمت من أعداء السعودية ضدها في كل محفل.
وعُرف الأمير نايف في أوساط المواطنين ووسائل الإعلام برجل الأمن الأول كان حريصاً عليه، موطداً لأركانه، وهو وزير الداخلية لأكثر من خمسة عقود. ولم يكن ملف الأمن هو الملف الوحيد وإن كان الأبرز والأكثر تماساً مع حياة المواطن، فكل عام كان الأمير نايف مسؤولاً عن كل تفاصيل إنجاح موسم الحج وإدارة حشود بالملايين في وقت وحيز محدودين وتحت أنظار العالم بأسره.
صرف الأمير نــايف بن عبدالعزيز حياته وقدمها للعمل لأجل الوطن، حتى بدا زاهداً في غيره، وإذا توافرت له فسحة من الوقت قضاها على أطراف الصحراء في خيمة يتأمل ويتفكر.
في الجانب الآخر من حياة فقيد الوطن كان الأمير نايف بن عبدالعزيز وفياً لإخوانه وأخواته، ولمن حوله من رفاقه والعاملين معه، لا يتغير.
رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فــسيح جـــناته وجزاه عنا خير الجزاء. والعزاء في المصاب الجلل لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولأشقائه وشقيــــقاته وأبنـــائه وبناته وأمهاتهم وللأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
  
    
    
    وتميزت تجربته الإدارية بالثراء والنجاح، ظهرت بوادرها في مواجهة محطات عواصف مرت بها السعودية كانت خطراً كبيراً على الاستقرار والأمن، وهي الدولة الناشئة.
كان الأمير نايف يواجه تلك العواصف ويديرها بتماسك لا يلين، لعل أشهر تلك الأزمات وأكثرها خطورة كانت حركة جهيمان، حينما اقتحم الحرم المكي الشريف وتحصن فيه، ثم هجمات تنظيم القاعدة في مدن سعودية عدة التي تم حصرها والإجهاز عليها في وقت قصير، وكذلك أحداث 11 سبتمبر (أيلول) وما جرت من تداعيات سلبية على البلاد وكيف استخدمت من أعداء السعودية ضدها في كل محفل.
وعُرف الأمير نايف في أوساط المواطنين ووسائل الإعلام برجل الأمن الأول كان حريصاً عليه، موطداً لأركانه، وهو وزير الداخلية لأكثر من خمسة عقود. ولم يكن ملف الأمن هو الملف الوحيد وإن كان الأبرز والأكثر تماساً مع حياة المواطن، فكل عام كان الأمير نايف مسؤولاً عن كل تفاصيل إنجاح موسم الحج وإدارة حشود بالملايين في وقت وحيز محدودين وتحت أنظار العالم بأسره.
صرف الأمير نــايف بن عبدالعزيز حياته وقدمها للعمل لأجل الوطن، حتى بدا زاهداً في غيره، وإذا توافرت له فسحة من الوقت قضاها على أطراف الصحراء في خيمة يتأمل ويتفكر.
في الجانب الآخر من حياة فقيد الوطن كان الأمير نايف بن عبدالعزيز وفياً لإخوانه وأخواته، ولمن حوله من رفاقه والعاملين معه، لا يتغير.
رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فــسيح جـــناته وجزاه عنا خير الجزاء. والعزاء في المصاب الجلل لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولأشقائه وشقيــــقاته وأبنـــائه وبناته وأمهاتهم وللأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
  
        Published on June 16, 2012 17:04
    
June 15, 2012
العبث بالمستهلك
      ابتهج الكثير من المواطنين بتوجهات جديدة لوزارة التجارة والصناعة، وبدأ ظهور المؤشرات بالاستجابة لمواجهة رسوم الخدمة في المطاعم، وعلى رغم سوء التطبيق والتفاف المطاعم على القرار، إلا أنه مثل مؤشراً على توجه افتقده المستهلك من الوزارة زمناً طويلاً، لم يكن هذا هو المؤشر الوحيد لكنه كان الفاتحة، ومع ذلك لا تزال بعض الشركات والمتاجر تضع لها سياسات خاصة كلها في غير مصلحة الطرف الأضعف العميل أو المستهلك، هي تهتم بمصلحتها على حسابه، والشواهد كثيرة، ولعل أبرز هذه الممارسات هو عدم قدرة المستهلك على استعادة نقوده عند شراء سلعة خاصة من محلات الملابس، إذ يفرض عليه الشراء مرة أخرى من أحد الفروع خلال فترة زمنية تحددها الشركة أو المتجر، سيقول قائل إن الملابس قد تستخدم، و«قد» هنا فيها احتمالات يفترض التأكد منها، والأمر الثاني الذي ما زال مستمراً العمل به في بعض المتاجر اختلاف سعر السلعة بين ما دون عليها في العرض مقابل السعر لدى المحاسب، يرد الموظف بأن هناك خطأً فردياً ولا يعرف مقدار هذا الخطأ ونسبته من جميع المعروض واحتمالات التحايل! وغالب المستهلكين يقارنون بين الفروقات السعرية التي أجبروا على دفعها وعناء تقديم الشكاوى، ويبدو أن هذه الفئة من المتاجر والشركات تراهن على ذلك، ولا يمكن لوزارة التجارة والصناعة أن تراقب كل المحلات ولا 90 في المئة منها، لكن يمكنها فرض غرامات كبيرة على مثل هذه الممارسات، واقتطاع جزء منها مكافأة للمستهلك الذي يبلغ عن حالة من هذا النوع، مثل هذا الإجراء لو تم سيشجع المستهلكين على الاهتمام بالتبليغ والحفاظ على حقوقهم، وسيحد من ممارسات سلبية متفشية، أيضاً من حق الزبون أن يستعيد ماله إذا لم تعجبه السلعة ما دامت في حالتها التي استلمها ولم تتضرر، بأي حق يفرض المتجر عدم استعادة النقود والإجبار على الشراء مرة أخرى خلال فترة زمنية يحددها هو؟
لدى الوزارة فرصة «لتوظيف» عدد كبير من المستهلكين من دون التزامات مالية عليها، فقط بتقديم جزء من مبلغ المخالفة له، وهي الحكم هنا في صحة المخالفة من عدمها، كما أنها مطالبة بنزع اللوحات التي تضعها بعض الشركات في محلاتها أمام المحاسب أو خلفه، وتحدد سياسات هي في الواقع ضد حقوق المستهلك.
 
  
    
    
    لدى الوزارة فرصة «لتوظيف» عدد كبير من المستهلكين من دون التزامات مالية عليها، فقط بتقديم جزء من مبلغ المخالفة له، وهي الحكم هنا في صحة المخالفة من عدمها، كما أنها مطالبة بنزع اللوحات التي تضعها بعض الشركات في محلاتها أمام المحاسب أو خلفه، وتحدد سياسات هي في الواقع ضد حقوق المستهلك.
 
  
        Published on June 15, 2012 23:14
    
June 13, 2012
«عطنا تصور»
      أبرز موقع «تويتر» قضية الحقوق الفكرية أكثر من غيره، لأن الكتابة فيه محددة بـ 140 حرفاً في كل مرة، هذا الحصر أو الحجر كشف من يسرق وينتحل بيسر وسهولة فلا تضيع الفكرة وسط صفحات من الإنشاء والمقدمات. يعتمد بعض سراق الأفكار والنصوص على ذلك غالباً. وتناقل أهل «تويتر» خبراً من الكويت حيث تم تفسير مادة في نظام الحقوق الفكرية هناك وإمكان تطبيقها على تغريدات «تويتر» ما يعني السجن سنة وغرامة 500 دينار، والنظام لدينا في السعودية أيضاً يحمي هذه الحقوق والمشكلة ليست في الأنظمة بل في التطبيق.
وموضوع اختطاف عبارة أو أسطر في «تويتر» أمر سهل مقارنة بغيره، أركز هنا على تطبيق الأنظمة، فالأجهزة الحكومية هي المناط بها تطبيق الأنظمة ولو فتشت في دهاليزها ستعثر على قصص سرقة الجهود والأفكار، ستكتشف أن أفكار موظفين صغار اختطفت ورفعت إلى المستوى الإداري الأعلى باسم آخر. أنا مديرك إذاً أنت وأفكارك لي! قليل من الناس من يقول هذا عمل فلان بخاصة إذا كان عملاً جيداً وفلان من موظفيه، من يضمن لي أن هذا الفلان لن يطمر فيصبح خطراً محتملاً لاحتلال الكرسي!؟ هذا هو لسان الحال، ولإرضاء المدير تكيف الموظفون مع هذه الممارسات بخاصة وأن الخضوع إذا لم يحقق فوائد فهو على الأقل يجنب عقبات ومطبات، فلا يضعك المدير في رأسه فتنقل للأرشيف.
وقبل فترة ظهر مواطن على صحيفة سبق قائلاً إن برنامج «حافز» من أفكاره قدمه لوزارة العمل قبل عامين، وأنه طبق بشكل خاطئ بعيداً عن أساس الفكرة الأصلية، ولم يهتم أحد! ولست أعلم هل كلامه دقيق أم لا، الشاهد أن خطف الأفكار والجهود شائع لدينا وهو من الأمور التي تكيفنا معها، انه ضمن الشروط اللازمة لرضا المدير أو المسؤول، ويرضى البعض في معرض التهوين وتقليل القيمة أن الفكرة مجرد كلام، ومن وسائل خطف الجهود والأفكار… اللجان، لذلك تجد البعض يتسابق لرئاسة اللجان، لأن في الرئاسة شكلاً من أشكال السلطة وهي مدعاة لأن يفكر الآخرون عنك ثم تكتبها باسمك أو على الأقل يكون اسمك أعلى وببنط عريض فيكون حظ الحضور والظهور، ومن وسائل سرقة الجهود والأفكار عبارة «عطنا تصور» تطرح فكرة فيقال لك: «عطنا تصور»، فتجتهد بالتصورات ولا تظهر في الصورة ولو بخطاب شكر. والقصد أن سرقة الأفكار والجهود شائعة، وهناك من أصبحت وظيفته مولد أفكار قابعاً في الظل بأبخس الأثمان لا يظهر للعلن، فيما يلمع اسم خاو على الملأ.
 
  
    
    
    وموضوع اختطاف عبارة أو أسطر في «تويتر» أمر سهل مقارنة بغيره، أركز هنا على تطبيق الأنظمة، فالأجهزة الحكومية هي المناط بها تطبيق الأنظمة ولو فتشت في دهاليزها ستعثر على قصص سرقة الجهود والأفكار، ستكتشف أن أفكار موظفين صغار اختطفت ورفعت إلى المستوى الإداري الأعلى باسم آخر. أنا مديرك إذاً أنت وأفكارك لي! قليل من الناس من يقول هذا عمل فلان بخاصة إذا كان عملاً جيداً وفلان من موظفيه، من يضمن لي أن هذا الفلان لن يطمر فيصبح خطراً محتملاً لاحتلال الكرسي!؟ هذا هو لسان الحال، ولإرضاء المدير تكيف الموظفون مع هذه الممارسات بخاصة وأن الخضوع إذا لم يحقق فوائد فهو على الأقل يجنب عقبات ومطبات، فلا يضعك المدير في رأسه فتنقل للأرشيف.
وقبل فترة ظهر مواطن على صحيفة سبق قائلاً إن برنامج «حافز» من أفكاره قدمه لوزارة العمل قبل عامين، وأنه طبق بشكل خاطئ بعيداً عن أساس الفكرة الأصلية، ولم يهتم أحد! ولست أعلم هل كلامه دقيق أم لا، الشاهد أن خطف الأفكار والجهود شائع لدينا وهو من الأمور التي تكيفنا معها، انه ضمن الشروط اللازمة لرضا المدير أو المسؤول، ويرضى البعض في معرض التهوين وتقليل القيمة أن الفكرة مجرد كلام، ومن وسائل خطف الجهود والأفكار… اللجان، لذلك تجد البعض يتسابق لرئاسة اللجان، لأن في الرئاسة شكلاً من أشكال السلطة وهي مدعاة لأن يفكر الآخرون عنك ثم تكتبها باسمك أو على الأقل يكون اسمك أعلى وببنط عريض فيكون حظ الحضور والظهور، ومن وسائل سرقة الجهود والأفكار عبارة «عطنا تصور» تطرح فكرة فيقال لك: «عطنا تصور»، فتجتهد بالتصورات ولا تظهر في الصورة ولو بخطاب شكر. والقصد أن سرقة الأفكار والجهود شائعة، وهناك من أصبحت وظيفته مولد أفكار قابعاً في الظل بأبخس الأثمان لا يظهر للعلن، فيما يلمع اسم خاو على الملأ.
 
  
        Published on June 13, 2012 17:15
    
June 12, 2012
النموذج الأكثر رعباً
      الفرق بين النموذج الليبي والنموذج السوري هو في كم ونوع القتل، في الأول كان القتل سريعاً وبضربات طائرات الناتو الساحقة، في حين يتم القتل في النموذج السوري ببطء وتمهل متصاعد، الأول عشوائي والثاني انتقائي، حتى يمكن وصف هذا العام بعام المجازر في سورية، لكن النظام السوري دخل على خط استخدام الطائرات في القصف والقتل ضد شعبه، والفرق أن موقف موسكو حوّلها إلى رفيق نضال بشار الأسد للتشبث بالسلطة صارت حليفة الديكتاتور، وهو موقع كريه سيحفظه السوريون والعرب والتاريخ، فلا علاقة لروسيا بما يحدث للمدنيين بقدر اهتمامها بما سيحصل عليه الغرب على حسابها من مكاسب، ومع موضوعية رفض التدخل العسكري الأجنبي على طريقة الناتو وجرائم ارتكبها الحلف في ليبيا وراح ضحيتها الآلاف، إلا أن روسيا وقفت سياسياً عند حد الرفض، ثم زادت كميات شحنات الأسلحة المصدرة إلى دمشق، وهو شكل من أشكال التدخل العسكري الأجنبي يشير إلى حقيقة الرهان الروسي، وتبدو روسيا كمن طال عليه الزمن وهو يبحث عن ثمن تغيير الموقف.
ماذا يمكن لروسيا أن تفعل؟
يمكن لروسيا أن تتوقف عن التمسك برأس النظام السوري ودائرته الصغيرة، لتبدأ فصلاً جديداً يساعد على حلحلة مسلسل الرعب الدموي في سورية، مؤشرات الانفراج حتى الآن تبدو مستعصية والقتل مستمر والمدنيون هم الضحية في المقام الأول، فيما التمسك الدولي بالمواقف على حاله، ولا شك أن روسيا تبدو محرجة من عدم نجاح بشار الأسد في انتهاز المهل الزمنية المتلاحقة لحسم الصراع لمصلحته، لذلك تجدها تنشط ديبلوماسياً وإعلامياً أكثر من غيرها، في هروب إلى الأمام من موقف أسهم في ازدياد القتل والترويع. روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي تتطلع لاستعادة وهج الحضور على الساحة الدولية، مستعينة بالصين وبقوى صاعدة أخرى، لكنها تبقى الغطاء الوحيد للأسد المعلق بها، وهي بموقفها الجامد لا تسعى إلى إيجاد حلول فعلية تحفظ الدماء، بقدر ما تسعى إلى إفساد أية احتمالات مكاسب غربية وإن على جثث السوريين، وكأن لسان حالها يقول: «المكاسب تبقى والمجازر سيلفها النسيان».
 
  
    
    
    ماذا يمكن لروسيا أن تفعل؟
يمكن لروسيا أن تتوقف عن التمسك برأس النظام السوري ودائرته الصغيرة، لتبدأ فصلاً جديداً يساعد على حلحلة مسلسل الرعب الدموي في سورية، مؤشرات الانفراج حتى الآن تبدو مستعصية والقتل مستمر والمدنيون هم الضحية في المقام الأول، فيما التمسك الدولي بالمواقف على حاله، ولا شك أن روسيا تبدو محرجة من عدم نجاح بشار الأسد في انتهاز المهل الزمنية المتلاحقة لحسم الصراع لمصلحته، لذلك تجدها تنشط ديبلوماسياً وإعلامياً أكثر من غيرها، في هروب إلى الأمام من موقف أسهم في ازدياد القتل والترويع. روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي تتطلع لاستعادة وهج الحضور على الساحة الدولية، مستعينة بالصين وبقوى صاعدة أخرى، لكنها تبقى الغطاء الوحيد للأسد المعلق بها، وهي بموقفها الجامد لا تسعى إلى إيجاد حلول فعلية تحفظ الدماء، بقدر ما تسعى إلى إفساد أية احتمالات مكاسب غربية وإن على جثث السوريين، وكأن لسان حالها يقول: «المكاسب تبقى والمجازر سيلفها النسيان».
 
  
        Published on June 12, 2012 23:00
    
June 11, 2012
«المسؤولية الحفرية»!
      طفرنا فترة من الزمن بمفاهيم مستوردة، لها قيمة ومعنى عند مبتكريها، كانت الشفافية واحدة منها، أسهب البعض في التعريف فصارت حديث الأفراد والجهات والمنتديات، خرجنا من الشفافية بـ«ما شفنا شي»، لم نتقدم خطوة صغيرة واضحة، ومثلها المسؤولية الاجتماعية، حصرها البعض في تبرع صغير هنا أو هناك، وبعض آخر جعلها في رعاية ذهبية أو حفل ينتهي بعد ساعات، وأشبعت نقاشاً وتنظيراً ومنتديات وورش عمل.
أميل للواقعية، هناك مفاهيم أكبر منا و«تخب علينا»! حتى لو حاولنا ارتداءها مع بقاء ملابسنا الداخلية على حالها، سنتعثر فنسقط ونتكشف، لذلك أنحت مفهوماً جديداً يتناسب مع تجربتنا التنموية الرائدة، ومن دون إطالة عليكم أقترح استحداث مفهوم «المسؤولية الحفرية»، وهي باختصار أن تكون كل جهة مسؤولة عن حفرياتها.
و«المسؤولية الحفرية» تتضمن التزام الجهات الحفارة بكل ما من شأنه تخفيف الأخطار والأضرار على الناس، السكان والمشاة والسائقين، بداية من وسائل السلامة الفعالة وانتهاء بوضوح أسباب الحفر وتحديد الوقت اللازم للانتهاء مع لوحة مثل اللوحات التي ابتدعتها هيئة مكافحة الفساد للمشاريع، يلصق عليها صورة أكبر مسؤول في جهة الحفر من القطاع الخاص والقطاع الحكومي فلا تكفي الأرقام والتواريخ.
يشعر الإنسان في بلادنا بحفرية في رأسه، يعيش في حفرية من كثرة ما يراه ويتخطاه من الجفر والتحويلات، أصبحنا شعب «اليو ترن»، وكأن اللف والدوران الذي تعيشه الإدارة في بلادنا استنسخ على الطبيعة في الشوارع!
درء المفاسد والأضرار مقدم على جلب المصالح، و«المسؤولية الحفرية» إذا نالت الاهتمام ستحد من الأضرار وفي الحد فوائد، تخيل اتساع رقعة «المسؤولية الحفرية»، لتصل إلى من حفر في جيوب الناس مستخرجاً ما لديهم من مدخرات، ومن حقق النجاح في حفر مهجة الوطن حتى أوصل لهذه الحالة من الاحتقان. حتى توقع البعض أن الحفريات من أدوات توزيع الثروة!
وقبل فترة كتبت عن حفريات شركات الاتصالات، ذلك الشق الرفيع في الشوارع المصمم على مقاس القدم، بعدها بأيام اتصل بي صديق سقط في واحدة من تلك الحفر وأصيبت قدمه بالتواء، أخبرني أيضاً أن أحد قريباته رجلها في الجبس للأسباب نفسها، شركات الاتصالات تعشق مقاوليها ولا تتعبهم بوضع قطعة خشب أمام أبواب المنازل المحفورة، كأن هناك علاقة غرامية من نوع ما، لا بد أن هناك حالات أكثر من كسور والتواء الأقدام خاصة من الأطفال وكبار السن والنساء، وهي محفوظة محفورة في تقرير المواطن عن أداء كبار المسؤولين في شركات الاتصالات ووزارتها إذا كان أحد يتذكر لها إسهاماً واحداً.
 
  
    
    
    أميل للواقعية، هناك مفاهيم أكبر منا و«تخب علينا»! حتى لو حاولنا ارتداءها مع بقاء ملابسنا الداخلية على حالها، سنتعثر فنسقط ونتكشف، لذلك أنحت مفهوماً جديداً يتناسب مع تجربتنا التنموية الرائدة، ومن دون إطالة عليكم أقترح استحداث مفهوم «المسؤولية الحفرية»، وهي باختصار أن تكون كل جهة مسؤولة عن حفرياتها.
و«المسؤولية الحفرية» تتضمن التزام الجهات الحفارة بكل ما من شأنه تخفيف الأخطار والأضرار على الناس، السكان والمشاة والسائقين، بداية من وسائل السلامة الفعالة وانتهاء بوضوح أسباب الحفر وتحديد الوقت اللازم للانتهاء مع لوحة مثل اللوحات التي ابتدعتها هيئة مكافحة الفساد للمشاريع، يلصق عليها صورة أكبر مسؤول في جهة الحفر من القطاع الخاص والقطاع الحكومي فلا تكفي الأرقام والتواريخ.
يشعر الإنسان في بلادنا بحفرية في رأسه، يعيش في حفرية من كثرة ما يراه ويتخطاه من الجفر والتحويلات، أصبحنا شعب «اليو ترن»، وكأن اللف والدوران الذي تعيشه الإدارة في بلادنا استنسخ على الطبيعة في الشوارع!
درء المفاسد والأضرار مقدم على جلب المصالح، و«المسؤولية الحفرية» إذا نالت الاهتمام ستحد من الأضرار وفي الحد فوائد، تخيل اتساع رقعة «المسؤولية الحفرية»، لتصل إلى من حفر في جيوب الناس مستخرجاً ما لديهم من مدخرات، ومن حقق النجاح في حفر مهجة الوطن حتى أوصل لهذه الحالة من الاحتقان. حتى توقع البعض أن الحفريات من أدوات توزيع الثروة!
وقبل فترة كتبت عن حفريات شركات الاتصالات، ذلك الشق الرفيع في الشوارع المصمم على مقاس القدم، بعدها بأيام اتصل بي صديق سقط في واحدة من تلك الحفر وأصيبت قدمه بالتواء، أخبرني أيضاً أن أحد قريباته رجلها في الجبس للأسباب نفسها، شركات الاتصالات تعشق مقاوليها ولا تتعبهم بوضع قطعة خشب أمام أبواب المنازل المحفورة، كأن هناك علاقة غرامية من نوع ما، لا بد أن هناك حالات أكثر من كسور والتواء الأقدام خاصة من الأطفال وكبار السن والنساء، وهي محفوظة محفورة في تقرير المواطن عن أداء كبار المسؤولين في شركات الاتصالات ووزارتها إذا كان أحد يتذكر لها إسهاماً واحداً.
 
  
        Published on June 11, 2012 16:14
    
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers
      عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.
    
   


