كل النهايات
في زمن قصير نسبياً، شاهدنا كل النهايات التي يمكن لمؤلف تخيلها، في أكثر القصص إثارة تحدث أمامنا لرؤساء وزعماء عرب، من الذل مع القتل والسحل إلى النفي القسري، مروراً بالهروب السريع للنجاة، إلى المحاكمة البطيئة المملة لرئيس مخلوع يحضر للمحكمة على سرير متنقل. الأنباء متضاربة عن وفاة الرئيس مبارك، تؤكدها جهات وتنفيها أخرى، ولا شك في أن مبارك مات ويموت كل لحظة، إذا ما توافرت له متابعة أخبار التطورات السياسية في مصر، فالخصوم على أبواب القصر، والسدود والموانع تنهار أمام تقدمهم شيئاً فشيئاً، وهو مقيد على سرير، ويمضي حكماً بالسجن، وأولاده في ســــجن آخر، ولا ينافس حسني مبارك في سوء النهاية إلا نهاية معمر القذافي.
جاءت الأخيرة سريعة مهينة مرغت كبرياء وغرور شخصيته، في حين لا زالت الكاميرات مسلطة على نهاية مبارك، ويُتناقل – مع عدم الجزم بصحة ذلك – أن مبارك في سجنه يتأوه على أميركا ومنها، الحليف الذي كان أول من طعنه في العلن، بعبارة واشنطن الشهيرة «التنحي عن السلطة فوراً»، وربما يتأوه أيضاً في الــسر من ابنه جمال، وطموحات الأخير التي سرّعت بنهايته، بل وأَجْهزت على عقود من الإمساك الفولاذي بمقاليد السلطة.
يشبه مبارك الجلاد والضحية على حد سواء، فهو كان جلاداً للشعب، وضحية لطموحات أسرته الصغيرة، ابن مدلل زفته حلقات ضيقة منتفعة حوله، وزينت دفعه لكرسي الحكم خلفاً لأبيه، بعد أن مكنته من الثروة والبروز، وفي كل الأحوال تبدو النهاية في مصر أفضل من غيرها من دول الربيع العربي، فهي الأقل عدداً في الضحايا، والأدنى في مظاهر الدمار والخراب إذا ما قورنت بدول اصطفت جيوشها مع الرئيس، أو انقسمت حوله.
كانت مصر مرشحة لذلك، لكنها أظهرت حكمة أكثر ومدنية أعمق من غيرها، والأمل بأن تستمر على هذا النهج، لكن مع صور ومشاهد نهايات زعماء حكموا وتسلطوا لعقود على تنوعها واختلافها، لم نر نهاية واحدة تشبه ما اختاره بعض مواطنيهم الفقراء المنتحرين يأساً وإحباطاً من سياساتهم وطريقة تحكّمهم في حياتهم البائسة.
جاءت الأخيرة سريعة مهينة مرغت كبرياء وغرور شخصيته، في حين لا زالت الكاميرات مسلطة على نهاية مبارك، ويُتناقل – مع عدم الجزم بصحة ذلك – أن مبارك في سجنه يتأوه على أميركا ومنها، الحليف الذي كان أول من طعنه في العلن، بعبارة واشنطن الشهيرة «التنحي عن السلطة فوراً»، وربما يتأوه أيضاً في الــسر من ابنه جمال، وطموحات الأخير التي سرّعت بنهايته، بل وأَجْهزت على عقود من الإمساك الفولاذي بمقاليد السلطة.
يشبه مبارك الجلاد والضحية على حد سواء، فهو كان جلاداً للشعب، وضحية لطموحات أسرته الصغيرة، ابن مدلل زفته حلقات ضيقة منتفعة حوله، وزينت دفعه لكرسي الحكم خلفاً لأبيه، بعد أن مكنته من الثروة والبروز، وفي كل الأحوال تبدو النهاية في مصر أفضل من غيرها من دول الربيع العربي، فهي الأقل عدداً في الضحايا، والأدنى في مظاهر الدمار والخراب إذا ما قورنت بدول اصطفت جيوشها مع الرئيس، أو انقسمت حوله.
كانت مصر مرشحة لذلك، لكنها أظهرت حكمة أكثر ومدنية أعمق من غيرها، والأمل بأن تستمر على هذا النهج، لكن مع صور ومشاهد نهايات زعماء حكموا وتسلطوا لعقود على تنوعها واختلافها، لم نر نهاية واحدة تشبه ما اختاره بعض مواطنيهم الفقراء المنتحرين يأساً وإحباطاً من سياساتهم وطريقة تحكّمهم في حياتهم البائسة.
Published on June 21, 2012 03:36
No comments have been added yet.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.

