عبدالعزيز السويد's Blog, page 174

July 24, 2012

البحث عن أثر الشريك

تقرير مهم لهيئة مكافحة الفساد مر مرور الكرام، نُشرتْ أبرز محتوياته في الصحف قبل أسابيع. التقرير يحدد أسباب أزمة تكدس الحاويات في الميناء الجاف بالرياض، وعدم تفريغها، وهي الأزمة التي اهتمت بها وسائل الإعلام، ثم انشغلت عنها بقضايا أخرى، والتقرير يكشف «من جهة مستقلة رسمية» أحوال الإدارة في مؤسساتنا، ما أحدث صدمة كبيرة.

ذكرت «نزاهة» جملة من أسباب الأزمة، منها:

> عدم وجود شهادة خبرة لمقدم العرض «المتعهد الجديد»، تثبت قيامه بمناولة ما لا يقل عن مليون ونصف المليون من الحاويات النمطية خلال السنوات الثلاث الماضية.

> عدم وجود أي أثر للشريك الأجنبي على أرض الواقع، خلافاً لما تضمنته شروط العملية.

وعدد آخر من الأسباب يتناول مخالفات لنظام المنافسات والمشتريات الحكومية ولائحتها التنفيذية.

لاحقاً ردت مؤسسة الخطوط الحديد في بيان نشرته الصحف، أشارت فيه إلى أنها اتخذت جميع الإجراءات النظامية لانتقال العقد من المقاول القديم إلى المقاول الجديد، وذكرت أنه: «تلافياً لأي إرباك في أعمال الميناء الجاف، فقد تم توجيه المقاول الجديد بتوقيع عقد مع شركات مختصة، لمساعدته في بعض الأعمال الخاصة بالموانئ، إضافة إلى الشركة الصينية (التي ذكرها البيان في فقرة سابقة منه)، حيث يوجد فريق من الشركة مكون من تسعة من الخبراء والفنيين».

«نزاهة» أحالت القضية إلى هيئة الرقابة والتحقيق، «جهة الاختصاص» كما قالت. ومع تعدد «مطبات» الخطوط الحديد في القطارات الجديدة والقديمة في التجربة والتشغيل، أتمنى أن تتوصل هيئة الرقابة والتحقيق إلى أثر الشريك الأجنبي، الذي لم تعثر عليه «نزاهة»، والكرة الآن في مكاتب «الرقابة والتحقيق»، ننتظر منها إصدار بيان واضح وشفاف! بخاصة أن ما لدى الخطوط الحديد من مشاريع أخرى في غاية الأهمية، ولا تحتمل صدمات جديدة، لا إسبانية ولا صينية.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 24, 2012 16:17

July 23, 2012

الإعلام الشراكة لها ثمن!

لاحظ قراء أن بعض الصحف لم تذكر أسماء شركات أعلنت وزارة التجارة مخالفات لها! وفي جانب آخر، نبهت هيئة مكافحة الفساد، في إعلان، رجالَ الأعمال والمقاولين والموردين من الوقوع في الشبهة، نتيجةً لإعلانات التهاني التي ينشرونها احتفالاً بتعيين مسؤولين. أيضاً هيئة الغذاء والدواء كان لها حضور مختلف، إذ لاحظت نشر «مقال إعلاني» لمستشفى د. سليمان الحبيب في صحيفة «الجزيرة» بعنوان «الحبيب يوفّر أول دواء بالفم لعلاج التصلّب اللويحي المتعدد». وجاء في رد نشرته الصحيفة لنائب رئيس الهيئة لقطاع الدواء، مطالبته بإيقاف مثل هذه الإعلانات «لكون ما تم نشره في المقال الإعلاني المذكور من معلومات ليست دقيقة علمياً، إضافة إلى عدم توضيح ما يترتب على الاستخدام المباشر للمستحضر من آثار جانبية وخطورة على صحة المريض» انتهى الاقتباس.

ونلاحظ هنا تقدماً رسمياً في مقابل جمود بعض الصحف على واقعها القديم، إنه ثمن تداخل الإعلان والعلاقات العامة أو طغيانهما على مهنة الصحافة. ولا يعقل أن تطالب الصحف من خلال كتاب وأخبار وتحقيقات، بمواجهة سلبيات تساعد هي على انتشارها! الإعلان واضح، والخبر أوضح، وبينهما منطقة رمادية لا تخفى على عين الخبير، وكل منتمٍ أصيل لمهنة الصحافة يعرف الفرق ويرفضه.

من واجب وسائل الإعلام، والصحافة على وجه أخص، أن تكون عوناً وسنداً، فلا بد من عملية إصلاح داخلية تعيد للمهنة أصالتها ودورها الحقيقي، ومع ذلك يمكنها أن تحقق الأرباح.

ولمعلومية هيئة مكافحة الفساد، فإن بعض مسؤولين يصرّون، أو يتوسّطون لتعيين مراسلين محددين لنقل أخبارهم وأخبار أجهزة يديرونها، ويأتي الأمر بصورة مباشرة، بالاتصال برئيس التحرير، أو بطريقة غير مباشرة، وفي العادة يكون هؤلاء «المراسلون»، من جماعة «أكمل الفراغ الآتي»، الفاكس هو الجهاز الوحيد الذي يتوسدونه، فهل ترى «نزاهة» في هذا الأمر شبهة؟


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 23, 2012 15:58

July 22, 2012

(ضعف المستهلك)

إجراءات بسيطة، مثل قرار إيقاف نشاط مسابقات اليانصيب وإعلان عقوبات تشهير لبعض التجار، أحدثت ردود فعل مبالغ فيها من الجمهور. سبب زخم ردود الفعل، إهمال طويل لمخالفات وتجاوزات جعلت السوق السعودية من دون حقوق للمستهلك، حتى وصفت وزارة التجارة بوزارة «التجار». أما تقديري لمسألة المبالغة، فهو أن القصة في حقوق المستهلك المنتهكة أوسع وأعمق من ذلك، وإذا وضعنا احتكار القلة على الرف وأردنا الاختصار يمكن القول إنها تكمن في الالتزام، التزام التاجر بما يقدمه للمستهلك من سلع وخدمات من كل النواحي، السعر والجودة والتسليم وحسن الخدمة ما بعد البيع. كل هذه المنظومة مهترئة بسبب طول أمد ربيع التجار، ولهذا ترى البائع في أسواقنا يبيع لك «من دون نفس» و«جايز لك ولا الباب وسيع»، وكأنه موظف أو لنقل بعض موظفي الحكومة، إذ تأسست مع طول مدة التراخي والإهمال أعراف تجارية في البيع على حساب المستهلك، أصبح المشتري فيها لا يختلف كثيراً عن المتسول. لذلك، المستهلك في بلادنا يدلل البائع، وربما يقدم له شيئاً خاصاً في مقابل أن ينتقي له الأفضل، أو يقدم موعد تسلم السلعة أو الخدمة.

تجاوب الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية، إذ رد في «تويتر» على وزير التجارة، معلناً التزام الشركة بقرار إيقاف اليانصيب ومؤيداً له، حقيقةً، لم نتعود مثل هذا التجاوب السريع، تعودنا من مديري الشركات بما فيها البنوك… الكمون والابتعاد عن الأضواء في قضايا من هذا النوع، ولا شك في أن هذا يحسب للإدارة الجديدة في stc، لعلها تتمكّن من تغيير صورة سلبية ترسخت في أذهان الجمهور أو العملاء «كما يحبذون وصفنا مع تحفظي على ذلك»، فنحن «العملاء» الوحيدون الذين نجبر على الدفع لخدمات لم نطلبها، ولا نستطيع التغيير «بالساهل»، بل لا بد من إجراءات معقدة تتقاذفنا فيها الشركات مع هيئة الاتصالات، والبنوك ليست بعيدة عن مثل هذا في تعاملاتها. ونحن الوحيدين المستباحة خصوصيتنا بإعلانات رسائل الهاتف، من مفسري الأحلام إلى تخفيضات وجوائز. نعم، أجزم بأن هذا يحسب على الإدارات السابقة للشركة، لذلك ننتظر من الإدارة الجديدة أن تحدث تغييراً في التعامل مع المشتركين، وأن تكون – وهي الشركة الأكبر – قدوة لغيرها، وأن يتوسع هذا المد، ليشمل مؤسسة النقد التي لا نسمع لها صوتاً يتناغم مع الحاجة، وهي المشرفة على البنوك لتعيد النظر في اتفاقات وفوائد يوقع عليها الناس مكرهين.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 22, 2012 16:48

القلب على الطماطم

تأثرت السيدة هيلاري كلينتون وأسفت على إهدار الطعام. وزيرة الخارجية الأميركية علقت على رمي موكبها بالطماطم في أحد شوارع القاهرة قائلة: إن هذا مؤشر إلى تزايد الحرية… والقلق! إنها غير غاضبة من الموقف الذي تعرضت له، «وما أسفت عليه حقاً هو ضياع الطعام على الأرض»، ذكرت «سكاي نيوز عربية» ذلك التصريح عن كلينتون بعد وصولها إلى تل أبيب قادمة من مصر. ولم تحدد كلينتون سبب القلق المقرون بالحرية الذي شاهدته أو وصفته، لن يستغرب أن يكون هذا القلق ناتجاً من زيارتها، وتوابع محتملة لهذه الزيارة. لكن قلب الوزيرة الأميركية الذي أسف على إهدار حبات طماطم لم يتحرك فيه عرق أو شعيرة دموية واحدة، حينما قامت بزيارة تاريخية لبلد تقام فيه مجازر ضد المسلمين. السيدة كلينتون كانت في ميانمار قبل أيام، ولم تعلق بكلمة واحدة على ما يحدث من مجازر بشعة للمسلمين هناك، بل إنها قالت شيئاً آخر لرئيس ميانمار: «أنا هنا لأن الرئيس باراك أوباما وأنا متشجعان للإجراءات التي اتخذتموها من أجل شعبكم»، وحتى من باب اللياقة أو حتى الخجل أو حقوق الإنسان التي طالما غردت بها واشنطن، لم يتم الاهتمام بتوقيت الزيارة الذي وافق المجازر ضد السكان المسلمين، بل وصفت من رئيس ميانمار بالزيارة التاريخية لكسرها جموداً في العلاقات عمره خمسة عقود، وهي في ما يبدو إعادة تأهيل «عالمية» للسلطة هناك.

يمكن لنا وصف السيدة كلينتون بسيدة الطماطم، الأخيرة لديها أهم من شلالات الدماء. تذكر الأولى ويتم التغاضي عن الثانية، ولا أتوقع أن الإخوة المصريين قاموا برمي موكبها بثمار طماطم صالحة للاستهلاك الآدمي، فالطماطم لا تستحق هذا، وهم يقدرون النعمة. عينا وزيرة الخارجية الأميركية اللتان تجاهلتا دماء آلاف البشر في ميانمار مع حرص على «الطماطم»، أكملتا رؤيتهما لما يحدث في المنطقة، ففي المؤتمر الصحافي المشترك مع الحليف الاستراتيجي إسرائيل قالت إن التغييرات في المنطقة «توفر فرصة لتحقيق الأهداف المشتركة»، وإلى هنا وهي صادقة. أما الكذب فيأتي لاحقاً حينما تكمل التصريح، محددة الأهداف بـ «الأمن والسلام والديموقراطية والرخاء لعشرات الملايين من سكان المنطقة»، والحقيقة أنه مع هذا الحلف الاستراتيجي لا أمن ولا سلام في المنطقة إلا لإسرائيل.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 22, 2012 01:17

July 20, 2012

الفرصة الأخيرة

الضغوط شديدة على نظام بشار الأسد، بعد عملية تفجير مبنى الأمن القومي وقتل قادة كبار من أعمدة النظام، والضربة هائلة حقاً، كما وصفها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. لقد أصيبت الدائرة الضيقة في جسم النظام عسكرياً وأمنياً إصابة مباشرة، ذهول وارتباك أصاب النظام، وهو أيضاً ما أصاب الحلفاء، حتى قال لافروف إن معركة حاسمة تجري في دمشق، وبدا أمين تنظيم حزب الله شاحباً وهو يلقي خطابه، وأطلقت طهران زخات من التصريحات. العاهل الأردني قال إن أمام بشار الأسد فرصة أخيرة لتجنب حرب أهلية، فهل يمكن تحقق ذلك؟ لا يبدو هذا محتملاً، سواء أجاءت الدعوات أردنية غير مباشرة أو تونسية مباشرة، لأن النظام اتخذ طريق اللاعودة.

كما أن دولاً عربية لا تخفي اصطفافها مع نظام بشار الأسد، لم تحاول القيام بأية خطوات ديبلوماسية منفردة تخلخل حالة انسداد الحل السياسي، للبحث عن طريق ينهي حالة القتل والاقتتال في سورية، وهو ما لم تفعله موسكو أيضاً التي تفردت في استغلال ساحة القتل في سورية، لترتيب أوراقها مع اللاعبين الكبار، والنّفَس الروسي طويل بعد استخدام الفيتو يوم الخميس، إذ اقترحت زيادة عدد مندوبيها في بعثة المراقبين الدوليين! لكن هذا لم يمنع أصواتاً في صحف روسية من الارتفاع، فكتب ميلور ستوروا «أن سياسة الكرملين في الرهان على الأنظمة الديكتاتورية، ودعم الطغاة الذين يمارسون القتل ضد شعوبهم كالقذافي والأسد، غير أخلاقية وخاسرة في النهاية».

والنفاق الدولي لا يعرف حدوداً. ممثلة اللجنة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون دانت عملية التفجير «أدين الهجوم، وأشعر بقلق عميق لتصاعد العنف وعواقبه المأسوية على الشعب السوري». نعم هناك عواقب مأسوية، والسوريون في مأساة منذ اندلاع الثورة، ومن العواقب ردود فعل البطش المتوقعة، وهناك تصريحات ومقالات لبعض المحللين الموالين للأسد تطالب باستخدام كل ما لدى النظام من قوة، رافق هذا أخبار عن تحريك الأسلحة الكيماوية، وتصريحات لعسكريين من الجيش السوري الحر عن غازات انتشرت في ساحات المعارك، لها رائحة نفّاذة لا يعرفون نوعها، وهو أمر مرعب، بخاصة للعزّل من المدنيين الذين طُحنوا بين المطرقة والسندان.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 20, 2012 16:22

July 18, 2012

الداخل أولاً

استغرب من بعض زملاء كتّاب ممن يتناولون «خاصة» الشأن السياسي ودعواتهم للانغماس في قضايا خارجية ونحن أحوج ما نكون إلى الانصراف بكل جهدنا وطاقتنا إلى قضايا الداخل وإعطائها الأولوية والاهتمام المناسبين. صحيح هناك مصالح في الخارج لا بد من الاهتمام بها، لكن هذا لا يبرر ما يطرح أحياناً في بعض ما يكتب، من حضّ وترغيب مندفع، لتخطي قضايا محلية ملحة إلى أخرى خارجية. المرحلة التي نعيشها مع أخطار لا يخطئها المبصر تحتاج إلى مبادرات إيجابية تتناول همومنا الداخلية وتفتش بعين فاحصة ملفاتها، وأول هذه الملفات تقصي قضايا المظالم والمظلومين، سواء كانوا في السجون أو خارجها لفتح صفحة جديدة بقوة العدل وأيضاً الرحمة، وفي قضايا أقل تعقيداً الدولة قادرة على البذل مثل قضايا غير القادرين ممن أدخلتهم إلى السجون حقوق خاصة أو عثرات بسيطة، ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك تتوافر فرصة ذهبية ينتظر استثمارها لطي هذا الملف وملفات أخرى لا يعرف إلى أين وصلت حلولها المعلنة، للدفع بها وتوخي نتائج إيجابية. فعلى رغم كل الحديث عن الفقر لا يعلم من جهات معنية به ماذا قدمت وإلى أين تقدمت؟ وهل هي تسير في الطريق السليم أم أن في المخفي صدمات جديدة! وملف البطالة أيضاً الحاضر دائماً وهل الحلول الموقتة المطروحة الآن كافية مع عشرات الآلاف من خريجين ومبتعثين مقبلين بحثاً عن فرصة عمل. ليست كل القضايا يتكفل الزمن بحلها بل إن بعضها يزيدها مرور الزمن تأزماً.

* * *

ما زلت أتذكر كيف كنا قراء صغاراً نتداول نسخاً مقطعة من الكتاب الثري «من شيم العرب» لفهد المارك رحمه الله تعالى، في بواكير الإطلالة على القراءة الحرة. جانب آخر من شخصية فهد المارك لم يلق حظاً من الاهتمام الذي يتناسب معه، فهو قائد للفوج السعودي الذي حارب إلى جانب الفلسطينيين في حرب 1948، وهو حمل القضية الفلسطينية بكل صدق وشجاعة حتى وفاته، وهي القضية التي باع واشترى فيها الكثير من العرب. أخيراً التفتت حكومة فلسطين لمآثر المرحوم الأستاذ فهد المارك وما مثّله دوره السعودي في قضية فلسطين، فتم إطلاق اسم «المناضل السعودي فهد المارك» على مدخل مدينة طولكرم. وقال السفير الفلسطيني في الرياض: «إنها رسالة وفاء من الشعب الفلسطيني إلى الشعب السعودي». لفتة يشكر عليها الإخوة في فلسطين، وهي تعيد تسليط الضوء على واجب التكريم للرجل وأمثاله في بلادنا، ومن العجيب أنك ترى مجتمعات أخرى تبحث عن رموز لها لتنفخ فيهم الروح وتصنع من حولهم هالات، في حين أننا نقصر في حق من يستحق ذلك من أبناء الوطن.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 18, 2012 15:05

July 17, 2012

خريف اليانصيب

هل نرى بدايةَ مرحلةِ تجفيفٍ لبعض بثور الاستغلال؟ لست أعلم، لكني أسترجع صور وزراء مروا على وزارة التجارة كان بإمكانهم فعل الكثير، ولم يفعلوا أي شيء يذكره الناس لهم!

وزارة التجارة قرّرت إيقاف «نشاط» مسابقات اليانصيب التي تقدم جوائز من رسائل نصية، وذكرت اتفاقاً لها مع هيئة الاتصالات ووزارة الإعلام على هذا القرار، مسببة إياه بالتالي «حيث تبين أن بعض هذه الإعلانات ينطوي على خداع للمستهلك، ويهدف إلى الكسب غير المشروع وأكل أموال الناس بالباطل، بما يشبه (اليانصيب) وأصبحت أحد الأعمال التجارية التي تقوم بها تلك الجهات».

هذه القضية القديمة «مثل غيرها من قضايا»، كانت بحاجة إلى مبادرة قيادة تقوم بحمل الملف تتجاوز مفهوم التنسيق البيروقراطي، ويبدو -والله أعلم- أن وزارة التجارة قررت تولي المهمة، وكنا حينما نسأل عن سبب استمرار هذه الممارسات النصبية، يرد علينا بعض المسؤولين بالقول إنهم «خاطبوا»! أما مسؤولو قنوات وشركات فيتضاحكون! ويكون الرد العام أن «لا أحد أجبر أحداً على الانخراط في هذا الوهم». وهو الرد نفسه الذي يقال عند طرح شركات عرجاء للاكتتاب.

سؤال اعترض… هل لو استمرت قنوات فضائية في «نشاط» اليانصيب سيتم إيقاف استقبال بثها؟ خاصة ووزارة الإعلام طرف في الاتفاق. وما هو الواجب على مثل هذه الشركات، اتصالاتية كانت أو إعلامية، مع طول استغلالها لربيع اليانصيب و «أرباح» مؤكد أنها ضخمة، واجبها لتبييض صفحتها، أم سيقال «من سبق لبق» وعفا الله عما سلف.

وزارة التجارة أعلنت عن أسواق خالفت النظام ببيع مواد منتهية الصلاحية أو وضع إعلانات تخفيضات غير دقيقة، حددت «التميمي» و «اليورمارشيه»، وهي بادرة طيبة من التجارة عمل بها -بشكل محدود- في قضية احتكار ورفع أسعار الشعير سابقاً. ولاحظت أن جريدة «الشرق» أوردت أن تجاراً بصدد رفع قضية على الوزارة، وأستغرب من الزملاء في الصحيفة كيف لا يذكرون أسماء هؤلاء التجار مكتفين «بعدد من التجار»! إن للإعلام دوراً يجب ألا يحيد عنه. مع كل هذا، فإن الغرامات التي تطبق على مخالفات من هذا النوع دون المستوى في التأثير، بل قد تدفع للاستمرار في الاستغلال إذا لم يتم تعديلها.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 17, 2012 14:26

July 16, 2012

وماذا عن لماذا؟

بيان إمارة الباحة عن قضية بلجرشي التي تسببت في وفاة المواطن عبدالرحمن الغامدي وإصابة زوجته وأطفاله، البيان… كشف من بدأ الرصد والمطاردة؟ حدد البيان مسؤولية ذلك على الدورية الأمنية، وأكد أن فرقة هيئة الأمر بالمعروف لحقت بها بعد فترة قصيرة، هذه المعلومة الرسمية ساهمت في التخفيف من حدة التراشق المعتاد في أي قضية تكون الهيئة طرفاً فيها، لكنه – أي بيان الإمارة – للأسف أغفل بشكل ملفت إيضاح سبب الرصد والمطاردة لمواطن كان مع أسرته في متنزه ساعات الصباح الأولى! بيان الإمارة قال إن لجنة التحقيق استمعت إلى كل أطراف القضية، ولست أعلم هل الزوجة المصابة وهي طرف أصيل في الحادثة من ضمن «الكل»!

الغموض الذي لا يزال يحيط بالإجابة عن سبب المطاردة جاءت إجابة غير مباشرة عليه، وهو التأكيد مرة أخرى أن لا سبب هناك كان يدعو للمطاردة سواء من الدورية الأمنية أو فرقة هيئة الأمر بالمعروف، وأن ذلك كان مخالفاً للتعليمات. وهنا نرى أن التراشق الذي يحدث عادة حول قضايا تكون هيئة الأمر بالمعروف طرفاً فيها صرف الأنظار عن أهم ما في قضية بلجرشي، وهو شرارة الحادثة أو السبب الذي دفع بالدورية الأمنية إلى الرصد والمطاردة في مسألة «قال البيان» إنها لم تكن تستدعي ذلك!

إن ما يعنينا هنا وأراه الأكثر أهمية هو علاقة المواطن والمقيم بالأجهزة الأمنية وما في حكمها، يتعدى الأمر الدوريات الأمنية وهيئة الأمر بالمعروف إلى أجهزة أخرى، والأهمية تكمن في وضوح هذه العلاقة بانضباط أفراد هذه الأجهزة، وأنهم – كما يفترض – مصدر اطمئنان لا مصدر تخويف، الانضباط في التعامل واجب عليهم قبل غيرهم خصوصاً المواطنين والمقيمين، والهدف من التأكيد على هذه النقطة هو محاولة الاستفادة من الحادثة المؤلمة حتى لا تتكرر في حق إنسان أو أسرة أخرى، وحتى تجد تلك الأجهزة التعاون الذي تبحث عنه. بيان إمارة الباحة الذي لم يتطرق للإجابة على لماذا؟ يدفع للتخمين عن سبب الرعب أو الاستفزاز الذي أصاب قائد مركبة معه أسرته في ساعات الصباح الأولى، بما جعله يقف ثم يهرب إلى حادثة أليمة. كما أن البيان لم يأتِ على ذكر المقاول ومسؤوليته، ويبدو أن هذا تحوّل إلى أمر هامشي صغير جداً! لدى المعنيين بالتحقيق، رغم أنه «وعاء» المأساة.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 16, 2012 14:35

July 15, 2012

سقف التوقعات… والصدمات

حتى نقلل من عدد صدمات الخيبات بنتائجها السلبية، أقترح ألا يعلن عن مشروع إلا بعد إنجازه، يتم الإعلان عن المشروع لحظة دخوله للخدمة، تخيّل لو عُمل بهذا الاقتراح كم سيحقق في الحد الأدنى من حماية للبيئة، تذكر كم الورق والأصباغ المستخدمة للترويج منذ ولادة الفكرة، هذا يسهم في خفض التكلفة أيضاً وخفض وزن بعض الصحف المطبوعة، وهو أيضاً يضيف ساعات لعمل المسؤول وفريقه كانت تضيع هباءً في الترويج والحديث عن مشروع لم يولد بعد، ولتنشغل وسائل الإعلام بقضايا أخرى.

***

كارثة أن تتوارى جهات حكومية معنية ومسؤولة ولا تتدخل في قضية تعذيب معوقة، صحيفة «الجزيرة» نشرت مناشدة من امرأة، يكفيك العنوان «مسؤول كبير يعذب أخته المعوقة 9 سنوات ولا أحد يتدخل خوفاً من نفوذه»، وفي القصة تتحدث المعوقة عن معاناتها، وكيف أنها لجأت لجهات مثل لجنة الحماية الأسرية وهيئة حقوق الإنسان، مع بلاغات لأجهزة أمنية دون نتيجة. لو نحصل على خدمات من أجهزة لدينا مثلما تعطي أسماؤها من انطباعات لكنا بألف خير! لكن المسميات طغت على المضامين، مثل المباني الخاوية إلا من أكوام الورق، والقصة التي نشرتها الصحيفة مؤلمة، وهي تدخل أيضاً في اختصاصات هيئة مكافحة الفساد سواء للمتهم بالتعذيب وحقيقة سوء استخدامه لنفوذه، أو لجهات لم تقم بواجباتها تجاه المواطنة. طبعاً بعد النشر يتم الحديث عن تدخل لا يعرف أين يصل.

***

بعد حادثة بلجرشي توالت أخبار السقوط في الحفر، توفي رجل أمن من الدفاع المدني وأصيب اثنان آخران بعدما سقطت سيارتهم في مجرى مشروع تصريف سيول بالعاصمة المقدسة، ومواطن تعرّض لإصابات خطرة لسقوط سيارته في حفرة مشروع سيول آخر في جدة، رفع قضية على الأمانة والمقاول. كنت كتبت مقالاً بعنوان «المسؤولية الحفرية»، أطالب فيه الجهات المعنية بالمشاريع أن تهتم بمسؤولية الحفريات قبل أن تتحدث عن المسؤولية الاجتماعية. ولتعرف الواقع انظر لما ذكره عضو لجنة المقاولين في غرفة جدة ماجد الحربي، بعد أن وعد برفع تقرير عن وسائل السلامة! قال على صفحات «الحياة»: «لا بد أن ينص العقد على بنود للسلامة ملزمة بشكل واضح، ولا يترك المجال بوجه عام ومبهماً»! الجهات المعنية بالمشاريع لا تعلّق، فهي مشغولة بتوقيع عقود «على أحدث المواصفات… الخرسانية».


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 15, 2012 16:11

July 14, 2012

وراثة المجازر

مع كل مجزرة في سورية، تحوم في الأفق صورة الرئيس السابق حافظ الأسد، فما الذي تغير بين أب وابنه سوى إعلان المجازر حال حدوثها؟ جمع المجتمع الدولي ممثلاً بهيئة الأمم ومجلس الأمن بين الفرجة والسماح بمهل إضافية لمزيد من القتل، في حين تحول المراقبون الدوليون إلى ديبلوماسيين حتى في بياناتهم، فالمجزرة في «تريمسة» هي – بحسب المراقبين – «امتداد لعمليات القوات الجوية السورية في المنطقة»! وهم ممنوعون من الدخول للمواقع المأزومة، ولا يتوقع مع بروز مطالبات أن يتم تحقيق دولي في مجزرة التريمسة، بسبب رفض النظام المحصن بالحماية الروسية. ومنذ أن ظهرت روسيا على خط الأزمة السورية والحديث متواصل عن «تغير في موقف روسيا»! حفلت وسائل الإعلام بهذه التمنيات، لكن روسيا ترفع صوتها بنفي واضح حتى الآن. الواقع يقول إن موقف روسيا يتقدم لصالح نظام بشار الأسد، بل إنه تطور من العرقلة إلى إدارة الأزمة واستلام الملف، مع محاولة احتضان بعض أطراف المعارضة أو تيئيسها.



الحل في سورية غير متوفر، فهو – بحسب روسيا ونظام دمشق – يكمن في الحوار، والمعارضة لن تحاور الجزّار، لذا فإن الأنظار بما فيها أنظار مجلس الأمن، وسكرتير الأمم المتحدة، مركزة على تطورات الواقع الميداني. الحل سيأتي أو يتبلور من خلال الحسم العسكري على الأرض، تنتظر روسيا أن يحسم النظام الأمر لصالحه، ليتوفر واقع جديد، لكنه مع المهل المتعاقبة وتفوق القوة فشل في تحقيق المراد، بل إن التشقق في النظام والانشقاق عنه يزدادان وإن ببطء، لكنهما مستمران مع تحول نوعي في مستويات رتب شرائح تقفز من السفينة الغارقة. ومن الواضح أنه مع التفوق العسكري للنظام، هناك أزمة عميقة في المعنويات يمكن رصدها مما يصدر عن الإعلام السوري. وتتميز سورية بأنها الدولة الوحيدة في العالم، التي لديها مخابرات جوية على الشعب والمؤسسات، عن جهاز الرعب هذا قال ضابط منشق لـ «الحياة»، إن المخابرات الجوية تقوم بدور المشرف والمراقب على كل مؤسسات الدولة، وأنها نفذت الضربة الأولى لدرعا بمشاركة أجهزة أخرى، وتستطيع إصدار أوامر حتى «للفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد». ويصف الضابط تعامل أفراد المخابرات حتى مع الجثث، «شاهدت بأم عيني حوالى 120 جثة تم إحضارها إلى الفرع الذي كنت أعمل فيه، كانوا يضربون الجثث بشكل هستيري، ويخاطبونها بالقول: بدكم تبيدو العلوية يا عراعير». وميزة معلومات الضابط «العلوي» – آفاق أحمد – أنه كان مديراً لمكتب رئيس وحدة العمليات الخاصة بالمخابرات الجوية السورية، وهو تحدث عن انشقاق رتب عليا، وقدر عدد المنشقين بمئة ألف من مختلف الأجهزة الأمنية، والكثير من الضباط مهيأون للانشقاق.



 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 14, 2012 15:51

عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.