عبدالعزيز السويد's Blog, page 11

January 15, 2018

أزمة الصحافة الورقية

في الوسط الإعلامي السعودي كان الصحافي عثمان العمير أول من حذر من أن أزمة الصحافة الورقية مقبلة. أظن ذلك حصل عند تدشين صحيفته الإلكترونية «إيلاف»، ولا نعلم بعد كل هذه السنوات عن وضع «إيلاف»، هل استطاعت الوقوف على رجليها أم لا؟ في تلك الفترة تسابقت الصحف المحلية على إنشاء مواقع على الإنترنت وانشغلت بتنافس دعائي حول صاحبة أول موقع والأكثر زيارة، وتم التجريب في هذا الذي استفادت منه شركات أو «مندوبو» التقنية مع تغييرهم المستمر. الفترة نفسها تقريباً وما تلاها كانت صحف محلية تفاخر بأرباحها المالية المتحققة كل عام، وعلى رغم المؤشرات الواضحة حول أزمة الورقي استثمرت بعضها بمطابع جديدة!

هذا ملخص لواقع الصحافة الورقية المحلية وهي تتبع مؤسسات أو شركات تجارية، فلم يكن هناك استشراف للمستقبل وتحسب للتغيرات المتسارعة، ويشبه ذلك أزمة البطالة من ناحية كثرة الحديث عنها منذ سنوات طوال من دون مواجهتها بحزم لئلا تتضخم.

والمؤسسات الصحافية في زمن الوفر المادي لم تستثمر في تدريب وتطوير الإعلامي والصحافي السعودي كما يجب، لذا حينما ظهرت الصحف الإلكترونية كانت -ولا تزال كثير منها- ميداناً «للعك» المنسوب للصحافة والإعلام وقد ألحق ذلك ضرراً كبيراً في مهنية وموثوقية الأخبار وضرراً آخر في تشويه صورة المجتمع بحثاً عن الإثارة.

الصحافة الورقية موجودة رقمياً لكنها بقيت على حالها عند الإنشاء مع تطور وتوالد وسائل الإعلام الرقمية التي جذبت القارئ، أصبح الخبر يصل بثوان، لا شك في أن الورقي يعيش أزمة، إنما من ناحية المهنية هو أكثر موثوقية من غيره في وسطنا المحلي مع اختلاف بين صحيفة وأخرى. والأزمة في المفترض مولدة للأفكار والإبداع، وإذا ما قررت الحكومة الدعم كما يطالب الأستاذ خالد المالك أتوقع أن يكون لها نصيب في الإدارة.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 15, 2018 00:30

January 14, 2018

تأثير المرأة في المرور

وهو تأثير لطيف ينتظر أن يلطف أجواء الحركة المرورية من ناحية الحزم في تطبيق الأنظمة وإصلاح الطرقات والاستغناء عن الصبات، فالحال كما هو معلوم لا يسر، وهو حال استمر فترة طويلة جامدا لا يتململ.

إدارة المرور هذه الأيام في سباق مع الزمن، فمنذ صدور قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة وهي في ورش عمل مستمرة والأمل المأمول ان تتمخض هذه الجهود لنراها التزاما بالسلامة والقيادة المنضبطة على الطرقات.

ولا شك ان تغيير سلوكيات السائقين السلبية بعد سنوات من الإهمال ليس بالأمر السهل، لكن قد يكون للغرامات المالية أثر، فمن الملاحظ ان إعلان هيئة النقل العام عن غرامات «مجزية» على عدم توافر حمايات «صدامات» على سيارات النقل المتوسطة والكبيرة حقق نجاحا في الالتزام، هذه القضية تطرح منذ سنوات طويلة مع حوادث دامية لكنها استمرت تتسبب في حصد الأرواح إلى حين انشاء هيئة للنقل.

إدارة المرور ليست وحدها المسؤولة، نجاح إدارة الحركة وتطبيق معايير السلامة مرتبط أيضا بجهات أخرى مثل هيئة النقل وامانات وبلديات المدن والمحافظات وهيئات تطوير المدن، وللأسف فإن وزارة البلديات خصوصاً خارج المدن الكبيرة اهملت الرقابة على بلدياتها، فكانت تجارب «هندسية» مثيرة للدهشة من دورات ومطبات وغيرها.

داخل المدن اعيد اقتراحا سبق طرحه لإدارة المرور يتلخص في ضبط الحركة والالتزام بالأنظمة المرورية داخل الأحياء لأنها «المدرسة» التي تربي السائقين كبارا وصغارا مواطنين ومقيمين، إذا علم السائق ان المرور حاضر داخل الأحياء سيحذر أكثر عند ارتياده الطرق الرئيسة، ولا اعتقد اننا بحاجة لزيادة السرعات في طرق طويلة، لأن التهور والاستهتار و «الدعس» على دواسة الوقود من دون سماح هو السائد، فكيف إذا تم؟

ليتنا نؤجل تطبيق هذا، لننتظر ونراقب هل سيكون المرور قادراً ومستعداً على تغيير أحوال الحركة المرورية ثم يقرر بعدها؟


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 14, 2018 10:35

January 13, 2018

الضريبة وتفاعل «هيئة الزكاة»

اجتهدت هيئة الزكاة والدخل في حملات التعريف والتوعية بضريبة القيمة المضافة وأهمية تسجيل المنشآت الخاضعة للضريبة قبل تاريخ التطبيق، قلت اجتهدت، لكن هذا الجهد لا يزال يحتاج إلى مزيد من الجهود المضاعفة لأسباب عدة، منها أنها أول مرة تُفرض ضريبة مباشرة هي أقرب إلى ضريبة المبيعات من القيمة المضافة كما تعلمناها في الاقتصاد، ثم لتعقيد طريقة احتسابها ما بين منشآت كبيرة وصغيرة.

وما أن فرضت الضريبة حتى تراجع حضور هيئة الزكاة والدخل في التفاعل مع استفسارات المواطنين إلى درجة كبيرة، على رغم أن هذه المرحلة، أي بداية التطبيق، أهم مرحلة كان على الهيئة الحضور الفاعل المتفاعل فيها.

أيضاً كان توافق تاريخ فرض الضريبة مع رفع أسعار الوقود من أسباب عدم الوضوح لدى المواطن، واستغلال بعض منشآت القطاع الخاص الشعور العام بالارتفاعات.

في مقدمة الاستفسارات احتساب الضريبة في البقالات الصغيرة وغير المُسجلة، وهي كما هو معروف من المصادر الرئيسية للحاجات اليومية للسكان، ويتعذَّر عمال البقالات بأن مصدر السلع فرض الضريبة، وهذه الإشكالية في حاجة إلى توضيح من هيئة الزكاة، أيضاً هناك منشآت فواتيرها لا تُظهِر رقماً ضريبياً، لكن تضع شهادة في المحل على أنها مسجلة كفرع أو تابع لشركة، فهل هذا نظامي؟ ولماذا لم يوضع رقم ضريبي على الفاتورة؟

من جانب القطاع الخاص بمختلف أنشطته التجارية، ولأن الوضوح كان قاصراً لفهم تطبيق الضريبة وتشعباتها، لا بد أن تكون لدى هيئة الزكاة والدخل المرونة للمؤسسات أو التجار الذين لم يسجلوا قبل الموعد المحدد بدلاً من فرض الغرامات عليهم، ولن يمنع هذا من احتساب الضريبة عليهم من تاريخ التطبيق، وحتى لا يكون الانطباع عن هيئة الزكاة والدخل أنها تسعى للغرامات، لا ننسى أن القطاع الخاص هو الذي يُراهن عليه للتوطين، وهو في وضع معلوم.


 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 13, 2018 10:32

January 10, 2018

«داعش» … حتى لا ننسى

نُشر خبر قبل أيام لم يأخذ حقه من الاهتمام، ويقول إن المحكمة الجزائية في الرياض ستبدأ خلال الأيام المقبلة محاكمة التوأمين الداعشيين اللذين أقدما على قتل والدتهما وأصابا والدهما وشقيقهما، في حي الحمراء في مدينة الرياض في شهر رمضان الماضي. والجريمة التي صدمت المجتمع السعودي لم تكن الوحيدة من نوعها، والمشكلة أن الإعلام المحلي يهتم بالحدث الآني من دون اهتمام بمتابعة تطوراته، خصوصاً في قضية هي في غاية الأهمية والحساسية مثل هذه القضية المؤلمة.

إن متابعة هذه المحاكمة والغوص في تفاصيل المسببات، ومعرفة من أثر وكيف أثر في هذين الشابين (20 عاماً)، ضرورة ليعلم المجتمع عن مصادر الخطر الذي غرر ببعض الشباب ليرتكبوا مثل هذه الجرائم البشعة. فالأم- رحمها الله- ورحمةً بابنيها عندما علمت بنيّتهما السفر والانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، هددتهما بإبلاغ الشرطة، فاقترف التوأمان الجريمة.

ما يجب عدم التهاون به أن الذي صنع تنظيم «داعش» ومكّنه من التأثير، يستطيع بل ويتوقع أن يصنع مثلها بأسماء أخرى، ومعلوم أن «داعش» الإرهابي صناعة استخباراتية استغلت شعارات دينية براقة ومؤثرة على السذج وصغار السن، وطار بها البعض حتى روجوا لها. وكما فعلت «القاعدة» التي تحولت «جبهة نصرة» ثم تلوّنت باسم جديد، كانت النتيجة أن شباباً من مجتمعنا وقعوا في الفخ وتحولوا أعداءً وقتلة لأقاربهم وتهديد لوطنهم ومجتمعهم. ونشاهد الآن النتائج في سورية وكيف حقق تنظيم «داعش» الإرهابي أهداف إيران ونظام الأسد وكيف كانت جرائمه في العراق مبرراً لاستجلاب الميليشيات الإيرانية الطائفية ونُسخها العراقية، حتى أصبح السنّة في سورية والعراق إما مقتولين أو مهجرين مهمشين بعد تدمير مدنهم وقراهم.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 10, 2018 23:56

January 9, 2018

الثقة والعمل «الجماعي» الخليجي

طالب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بـ «العمل الجماعي» لمواجهة التحديات و «الحفاظ على مكاسب وإنجازات» دول الخليج وشعوبه، وقال في كلمة وجهها في اجتماع رؤساء مجالس الشورى والنواب والأمة في دول مجلس التعاون الخليجي، إن الخلاف الحالي بين دول المجلس «عابر مهما طال».

خطاب الشيخ صباح يحمل نوايا صادقة تجاه حل الأزمة مع قطر وعودة الوئام للعلاقات الخليجية، وهو بالضرورة يطرح السؤال هل من الممكن ذلك؟ والواضح أنه أمر عسير على التحقق لذا يمكن فهم ما تضمنه الخطاب على أنه من قبيل التمنيات.

إن جوهر المشكلة يمكن في أن الثقة المتبادلة ضربت في مقتل نتيجة ما أصبح موثقاً والجميع يعرفه الآن من مؤامرات وخطط عملت عليها ودعمتها السياسة القطرية لضرب استقرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وبعد ذلك عدم الوفاء بالتزامات مكتوبة كان يفترض لو التزم بها أن تنهي هذه الأزمة. والنوايا تصدقها الأفعال لا الأقوال ولا تعهدات لا يلتزم بها.

والمتابع يرى أن السياسة القطرية على رغم فشلها في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في بلدان عربية لم تحاول فهم واستيعاب أن زمن سياسات المجاملات و «حب الخشوم» الخليجي انتهى، لم تستطع قراءة أن السيل بلغ الزبى، والسبب أنها عاشت ردحاً طويلاً من الزمن على استغلاله حتى أدمنته، فكان الهروب إلى الأمام بالإنكار ثم التصعيد لتتحول وسائلها الإعلامية، وهي المعبرة عن سياسات الدوحة، إلى منبر لإيران وخامنئي ولميليشياتها في اليمن في شكل مفضوح. وحتى في مسألة إعلامية صرفة مثل تغطية الاحتجاجات الضخمة في إيران انكشفت حقيقة نوايا السياسة القطرية وأولوياتها البعيدة عن محاولة رأب الصدع، وهكذا تحولت القناة الشهيرة لقطر إلى نقمة عليها عربياً وحتى إيرانياً شعبياً. إن دور الكويت كوسيط مرحب به من كل الأطراف أن تعمل على إعادة بناء الثقة، وفي الحقيقة من السهل قول ذلك لكن من الصعوبة بمكان تحقيق نجاح ملموس فيه في ظل الأوضاع الراهنة.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 09, 2018 23:29

January 8, 2018

مقتلة الطيور

ما يزيد على 600 ألف طائر تمت إبادتها، والأرقام في ازدياد، الرقم أعلاه أعلن قبل خمسة أيام من وزارة البيئة والمياه والزراعة، والسبب الإصابة بأنفلونزا الطيور، قطاع الدواجن المتضرر الأكبر، ولا يعلم مدى تضرره كمنشآت، بيانات الوزارة لا تذكر سوى مواقع مناطق وأسواق. الدواجن قطاع في الأوقات العادية يضرب به المثل في النمو والتطور والمساهمة في تحقيق «الأمن الغذائي».

في عام 2007 اجتاحت أنفلونزا الطيور البلاد، وأغلقت أسواق، وأعدمت أعداد ضخمة من الطيور، كما خسرت وأقفلت مزارع، على سبيل المثال كانت تربية النعام مبشِّرة، وبدأ تسويق لحومها، وظهرت مطاعم لها، لكن «الجائحة» كما أطلق عليها ذلك الوقت كانت بالمرصاد، ومؤكد أن صغار المربين والذين يعملون في هذا المجال تحققت لهم خسائر فادحة.

لكن خلال عشر سنوات ما الذي تغيَّر في إدارة هذا القطاع؟ تم استقطاب كبار الموظفين في وزارة البيئة والزراعة من القطاع الخاص، وفي المفترض كما يحلو الحديث دائماً عن جودة إدارة القطاع الخاص، أن نلمس أثراً إيجابياً، لكننا نرى أننا عدنا إلى المربع الأول، فكيف لم تتم الاستفادة من «جائحة» أنفلونزا الطيور المريرة تلك؟

يقول البعض إن الطيور المهاجرة هي سبب الإصابة، والجميع يعلم أن الصيادين «اِفتروا» في صيد هذه الطيور خلال السنوات الماضية وأكلوها، ومما يقال أيضاً إن الوزارة «انشغلت» بالبيئة عن غيرها، وهذا غير معقول، فلكل قطاع إدارة. هل جاءت الإصابة من طيور بلدان سُمح بالاستيراد منها في نهاية العام الماضي اعتماداً على تقارير منظمة الصحة؟ الله أعلم. الشاهد أن الإدارة مع تغيرها لم تتغير النتائج، ومن الشواهد شحنة الأبقار والعجول التي استوردت العام الماضي عن طريق جازان وشحنت إلى جدة، ودارت حولها شكوك وغموض عن إصابتها بمرض، ويمكن لمن أراد الاستزادة عنها الرجوع إلى هاشتاقات فيها صور ومقاطع على «تويتر».


 


 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 08, 2018 23:32

January 4, 2018

الانتهازية أمام مفترق الطرق

ما هي الأضرار التي أصابت الولايات المتحدة وإسرائيل من سياسات وتدخلات نظام الملالي الإيراني في الدول العربية؟

هل لهذا السؤال أن يطرح؟ والكل يرى أن إيران قدمت خدمات جليلة لإسرائيل في مختلف الدول العربية، التي تغلغلت فيها، إذ تم تفتيت دول عربية على يد الثورة الطائفية المصدرة من طهران، وأشغلت دولاً أخرى بمواجهة الصلف والغرور الإيراني، فلم تمس إسرائيل برصاصة ولم يخرج الخطاب الإيراني عن النص، إذ بقي ملتزماً بحدود الحرب الإعلامية، مستخدماً فلسطين والقدس رافعة شعوبية لمغامراته.

أما الولايات المتحدة فهي المستفيدة من طموحات إيران العسكرية بمزيد من بيع السلاح للدول المستهدفة من إيران، والظهور بمظهر الحليف، وهي من دعمت هذا النظام، وقدمت له العراق على طبق من ذهب، لذلك فإن بقاء نظام خامنئي يصب في مصلحة واشنطن وتل أبيب، بل إن تصريحات البيت الأبيض والساسة الأميركيين، التي تدعم المظاهرات الإيرانية، تصب في مصلحة الحشد الداخلي لمصلحة نظام خامنئي ضد معارضيه.

التصريحات من تركيا هي التي أجبرت على ذكر الحقائق السابقة، فالحكومة التركية دعمت النظام الإيراني بعدد من التصريحات عن المظاهرات في المدن الإيرانية، مؤكدة أن واشنطن وتل أبيب وراءها، هذا الموقف فاجأ البعض، لكنه في واقع الأمر عبر تعبيراً دقيقاً عن انتهازية السياسة التركية ووصولها إلى مفترق طرق، بين شعارات ترفعها في أحداث عربية مماثلة، وبين ما يحدث في إيران، إذ تخاف أنقرة من امتداد النار إلى أراضيها، هذا من حقها، لكن الكيل بمكيالين بهذه الصورة المكشوفة عرى انتهازية وشعبوية السياسة التركية في المنطقة العربية.

 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 04, 2018 07:30

January 2, 2018

ارتدادات المشهد في إيران

في أول ظهور له بعد أيام متوالية من الاحتجاجات الغاضبة في إيران، اتهم خامنئي المحتجين بالعمالة للخارج، وكان من المتوقع أن يلجأ إلى امتصاص غضب الشارع إلا أن وهم «حيازة الثورة» دفع للهروب إلى الأمام، والمتوقع أن يحدث الخطاب رد فعل أقوى في الشارع كما سيطلق يد قوى بطش النظام ضد المتظاهرين.

لكن من جانب آخر، التظاهرات المتصاعدة لها صدى وأثر مهم خارجها خاصة في سورية وصعدة اليمن وضاحية بيروت. كل الأذرع التي صنعها نظام خامنئي في الدول العربية في حالة ترقب وقلق مغلف بالصمت، وكل يوم جديد من انتفاضة الشعوب الإيرانية يزيد الضغوط على قيادات هذه القوى التي تعودت على صدارة مشهد الدعاية لإيران وتنفيذ مخططاتها في العالم العربي. ارتدادات الانتفاضة في إيران يجب استغلالها عربياً، ولا شك في أن الحالة المعنوية في انحدار والعيون على ما يحدث في قم وطهران، وآخر الأخبار التي أوردها معارضون من الأحواز أنه تم الاستعانة بميليشيات طائفية من عرب اللسان لقمع الاحتجاجات في الأحواز، وهو أمر متوقع فالنظام الخميني بارع في استخدام الأدوات وقد عمل لعقود على صناعتها وتربيتها.

توفر الأوضاع في إيران فرصة سانحة للقوى العربية الوطنية في كل الدول التي تغلغلت فيها ميليشيات إيرانية سواء في العراق او اليمن او لبنان وكذلك سورية، مع الاختلاف في واقع كل دولة تعاني من تدخلات إيران، إلا أن العامل المشترك هو فرصة استعادة السيادة الوطنية واجتثاث كل عملاء إيران حتى لو غيروا أقنعتهم، لا ينسى أنه ومنذ شهور مضت أن صور خامنئي وخميني وروحاني كانت ترفع باحتفاء شبه رسمي على الأعمدة في شوارع عواصم عربية، وهي الصور ذاتها التي تحرق الآن في طهران ومشهد وغيرها من المدن الإيرانية. وهناك دور لوسائل الإعلام العربية الحقيقية في أن تتوجه بالتركيز في رسائلها الإعلامية على حواضن العمالة لإيران في العالم العربي، يجب أن يعلم المغرر بهم من حطب الميليشيات ومؤيديها في الدول العربية، أن القوة التي صنعت ودعمت قيادتهم في مهب الريح، وأن الشعب الإيراني قد ينقلب عليهم هم أيضاً ويحاسبهم مستقبلاً وهذا ليس ببعيد.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 02, 2018 23:34

January 1, 2018

في إيران… ارتباك الغرور

من الجلي أن السلطات الإيرانية فوجئت بحجم التظاهرات وسرعة انتشارها وأيضاً نوعية شعاراتها المرفوعة، بما فيها استهداف رمز نظام الملالي المرشد الفقيه. الولي «المقدس» تم إحراق صوره وارتفعت الأصوات تطالب برحيله أو الموت له، على رغم محاولات بعض المسؤولين إلقاء مسؤولية الأزمة الاقتصادية الخانقة على حكومة روحاني إذ قال أحدهم «لو نفّذت توجيهات قائد الثورة في الاقتصاد المقاوم لما حدثت المشكلات الاقتصادية».

وتستفيد السلطات الإيرانية حالياً في مواجهة الاحتجاجات المستعرة من التصريحات المؤيدة للمتظاهرين التي يطلقها المسؤولون الأميركيون وفي مقدمهم الرئيس دونالد ترامب على أنها دليل على الأصابع الخارجية. ولا ننسى أن معظم سكان إيران فطموا على شعار «الموت لأمريكا» وأنها العدو الأكبر لهم.

لكن كيف يفاجأ نظام شمولي مستبد ومتمكن لعقود باحتجاجات بهذه القوة والجرأة الشعبية، مع تغلغل أدواته الاستخباراتية المتعددة في المجتمع الإيراني وسيطرته على الاقتصاد؟

أعتقد، والله أعلم، أن من الأسباب حالة الغرور والصلف التي وصل إليها النظام بعد نجاحاته في اختراق النسيج الاجتماعي العربي في العراق ولبنان واليمن، وتمكنه من استخدام غطاء القوة الروسية مدعومة بميليشيات المرتزقة الطائفية في فرض أمر واقع في سورية.

الوصول إلى هذه النتيجة أو «الانتصار» المزعوم كان له ثمن ضخم ومكلف في الداخل الإيراني، فمن أجل تحقيقه قدم نظام الملالي للشعوب الإيرانية الوعود تلو الوعود في حين وظف إمكانات البلاد لتصدير الثورة ومزيد من التسلح. الغرور يصيب بالعمى والنشوة، إذ كانت عيون نظام الولي الفقيه على التمدد للسيطرة على الدول العربية، متغافلاً عن أحوال شعوب إيران الذين لم يكن لهم وظيفة عنده سوى تحقيق طموحاته.

وصل النظام إلى لحظة الحقيقة ومهما كان مآل الاحتجاجات فإن النتيجة المؤكدة أن نظام الملالي في حالة حرجة لم يمر بمثلها منذ نزول الخميني في طهران قادماً من فرنسا.

للكاتب

Tags not available


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 01, 2018 07:09

December 31, 2017

خامنئي في مواجهة المستضعفين

التظاهرات في إيران، بتعدد مواقعها واستهداف شعاراتها بوضوح لرموز نظام الملالي، ليست حدثاً عادياً ولا حالة معزولة. وتشير الأخبار أمس، إلى مزيد من اتساع رقعة الاحتجاجات وصدامات مع قوات الباسيج واستدعاء لقوات الحرس الثوري.

وتختلف هذه التظاهرات عن غيرها أنها موجهة ضد النظام ذاته وليست صراع أجنحة داخله.

الثورة الخمينية بَنَتْ خطابها على أحلام المستضعفين وأعلنت حمايتها حقوقهم واستغلت الوعود بتحقيق تطلعاتهم، وركز الخطاب على مواجهة قوى «الاستكبار» و «الطغيان»، ودعم «الشعوب المظلومة». وما أن تم الإمساك بزمام السلطة حتى حولت إيران إلى دولة ميليشيات في الداخل والخارج، ليصبح الحرس الثوري يد النظام الحديد، القوة الرئيسية والمسيطرة على الاقتصاد والسياسة.

وساهمت سياسات القوى العظمي، خصوصاً الولايات المتحدة في دعم بقاء النظام وتمدده في العراق وسورية واليمن ولبنان بطرق مختلفة وغير مباشرة مع الاحتفاظ بالحروب الإعلامية المعلنة.

أثبت نظام الملالي خلال العقود الماضية وخصوصاً العقد الأخير أنه في مقدم قوى الاستكبار والطغيان داخل إيران وخارجها. فماذا سيفعل نظام شمولي اعتلى خطاب نصرة المستضعفين أمام احتجاجات هؤلاء المتصاعدة ضده. من المؤكد أن نظاماً قمعياً مثل نظام طهران سيواجه التظاهرات بالحديد والنار، مستغلاً عزلة الداخل الإيراني عن الإعلام العالمي، فالمؤثر الإعلامي الخارجي ضعيف إلا أن التمدد الإيراني، بكلفته الضخمة البشرية والاقتصادية وارتداداته الظاهرة على السطح، ستبقي جمرة الاحتجاجات مشتعلة مستندة على يأس واحباط تعاني منه الشعوب الإيرانية. ومن يتابع تصريحات رموز النظام الموجهة للداخل هذه الأيام يعلم مدى إحساسهم بالخطر. والمتوقع أن يؤدي هذا التطور المهم إلى انشغال النظام في الداخل اكثر وهو ما سيؤثر في أذرعه المنتشرة في الدول العربية وهي فرصة للقوى الوطنية في الدول العربية التي دفعت ثمناً باهظاً لتدخلات نظام خامنئي.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 31, 2017 07:10

عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.