أزمة الصحافة الورقية

في الوسط الإعلامي السعودي كان الصحافي عثمان العمير أول من حذر من أن أزمة الصحافة الورقية مقبلة. أظن ذلك حصل عند تدشين صحيفته الإلكترونية «إيلاف»، ولا نعلم بعد كل هذه السنوات عن وضع «إيلاف»، هل استطاعت الوقوف على رجليها أم لا؟ في تلك الفترة تسابقت الصحف المحلية على إنشاء مواقع على الإنترنت وانشغلت بتنافس دعائي حول صاحبة أول موقع والأكثر زيارة، وتم التجريب في هذا الذي استفادت منه شركات أو «مندوبو» التقنية مع تغييرهم المستمر. الفترة نفسها تقريباً وما تلاها كانت صحف محلية تفاخر بأرباحها المالية المتحققة كل عام، وعلى رغم المؤشرات الواضحة حول أزمة الورقي استثمرت بعضها بمطابع جديدة!

هذا ملخص لواقع الصحافة الورقية المحلية وهي تتبع مؤسسات أو شركات تجارية، فلم يكن هناك استشراف للمستقبل وتحسب للتغيرات المتسارعة، ويشبه ذلك أزمة البطالة من ناحية كثرة الحديث عنها منذ سنوات طوال من دون مواجهتها بحزم لئلا تتضخم.

والمؤسسات الصحافية في زمن الوفر المادي لم تستثمر في تدريب وتطوير الإعلامي والصحافي السعودي كما يجب، لذا حينما ظهرت الصحف الإلكترونية كانت -ولا تزال كثير منها- ميداناً «للعك» المنسوب للصحافة والإعلام وقد ألحق ذلك ضرراً كبيراً في مهنية وموثوقية الأخبار وضرراً آخر في تشويه صورة المجتمع بحثاً عن الإثارة.

الصحافة الورقية موجودة رقمياً لكنها بقيت على حالها عند الإنشاء مع تطور وتوالد وسائل الإعلام الرقمية التي جذبت القارئ، أصبح الخبر يصل بثوان، لا شك في أن الورقي يعيش أزمة، إنما من ناحية المهنية هو أكثر موثوقية من غيره في وسطنا المحلي مع اختلاف بين صحيفة وأخرى. والأزمة في المفترض مولدة للأفكار والإبداع، وإذا ما قررت الحكومة الدعم كما يطالب الأستاذ خالد المالك أتوقع أن يكون لها نصيب في الإدارة.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 15, 2018 00:30
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.