عبدالعزيز السويد's Blog, page 100
December 28, 2014
الطيران إلى أسفل
حتى في الجو هناك فشل في التصريف، دورة مياه في طائرة للخطوط السعودية تطفح والركاب يشتكون وإدارة الخطوط تعتذر، طفْح في الأرض وطفْح في الجو، هذا من ذاك، التصريف الوحيد الذي نجيده هو «تصريف» الإنسان المراجع وطالب الخدمة، نحن سادة هذا اللون من التصريف، تعاقب المديرون على الخطوط السعودية ولم يتغير شيء يذكر، تغيير هوية «بمبلغ وقدره»، وشراء طائرات، وكثير من الكلام عن الدقة والانضباط في المواعيد يصل إلى 99 في المئة، لكنك غالباً ما تقع في خانة الواحد الباقي من النسبة!
هل في داخل جسم الخطوط علة ما؟ موظف الخطوط الواقف أمام بوابة الدخول للطائرة لا زال على حاله لا يعلم شيئاً، ولا يخبرك عن شيء، وراءه شاشة لا يذكر فيها حتى رقم الرحلة على البوابة، وبعضهم لا زال يتعامل مع الراكب وكأنه يملك الطائرة، أحياناً يشبه معاون سائق حافلة «انيسة»!
إذا كان تغيير الرأس المتكرر لم يحقق نجاحاً يذكر فلا بد من أن هناك علة في الجسد، يظهر أن الخطوط بحاجة إلى مسح ضوئي لكامل جسد المؤسسة.
لكن الأمر لا يقتصر على الخطوط، المطارات والطيران المدني مع كل ما ينشر عن التطوير والتغيير والمشاريع باق على حاله، بالنسبة لي أنا المسافر لم يتغير شيء، شاشات إعلان الرحلات على حالها الأول، وصوت المناداة لا زال يخشخش يحتاج إلى مكبر تضعه على أذنك مع مترجم، التطور الوحيد -إن جاز التعبير- مزيد من الجوع للتجاري، الممرات الضيفة في المطارات المكتظة يتم «اختراع» مساحات جديدة فيها لعرض البضائع، متاجر هنا مطاعم هناك، سطوة التاجر هنا وهناك، وسيأتي يوم يقف فيه الراكب على رجل واحدة! هناك ولع بالتجارة ولو على حساب الخدمة الأساسية، المعذرة على رغم كل الانتظار والشركات الاستشارية والتصاميم مع الوعود لم يتغير شيء… الطيران إلى أسفل.
[image error]
December 27, 2014
القائد المغرور
يتحسر المعارض العراقي وهو يرى إلى أين وصلت الأحوال في بلاد الرافدين، يقول هل عارضنا صدام حسين عقوداً من السنين حتى يقع العراق تحت الهيمنة الإيرانية؟ يشاركه في الحسرة معارضون آخرون من أطياف سياسية ومذهبية مختلفة كلهم كانوا خصوماً ضعفاء للمهيب ركن، مطاردين في المنافي هم وعائلاتهم. لكن حتى صدام حسين نفسه لو كان حياً لهاله الأمر وأفزعته الصورة وعاد سريعاً إلى قبره، هكذا أتوقع.
كل ما بناه لم يقع في يد معارضيه من عراقيين يختلفون معه في الفكر والرؤية، بل وقع في أيدي ألد الأعداء. فيما كان المهيب مستمتعاً باستبداده، شيدت إيران معارضة عراقية لنظامه قائمة على الطائفية، احتضنتهم ودربتهم فأصبحوا طوع بنانها لا يحركون ساكناً إلا بأمرها ولمصلحتها، ثم مكنتهم قوى التحالف الغازي للعراق من السلطة.
فاز إياد علاوي في الانتخابات، لكن طهران وبقبول أميركي فرضت تنصيب نوري المالكي رئيساً في بغداد مع أن واشنطن بصفتها دولة محتلة للعراق آنذاك هي المسؤولة عن «تصدير الديموقراطية»، لكنها وافقت على تصدير الثورة الطائفية.
الحسرة التي تبدو على معارضي نظام صدام حسين لا تخلو من مقارنة بين أوضاع العراق آنذاك لمجمل مواطنيه وحاله الآن بعد سنوات غزو واحتلال أميركي ثم حكم طائفي بلغ منتهى الفساد، وحينما تسأل عراقيين أنهكتهم السياسة والمعارضة كيف سقط العراق في فخ الحروب والاستدراجات وصولاً إلى هيمنة العدو اللدود؟ سيأتيك الجواب: إنه غرور الحاكم. كان صدام حسين مغروراً لا يرى إلا ما يريد، دجن من حوله بعضهم خوفاً ورعباً والبعض الآخر طمعاً، اجتمع الغرور مع الاستبداد الدموي ليشيد سوراً فولاذياً عالياً بين القائد والمريدين من حوله، والغرور حينما يصيب الإنسان يتبعه العمى ومآله إلى السقوط..، هكذا ضاع العراق.
December 26, 2014
نقاش مع إدارة المرور
ردت إدارة مرور مكة المكرمة على مقالة «استثمار المشكلة لا حلها»، التي نشرتها هنا عن إلغاء عدادات إشارات المرور بأمر من إدارة المرور في طرق مكة.
يمكن للقارئ الاطلاع على وجهة نظر إدارة المرور المنشورة في صحيفة «الحياة» بعنوان («مرور مكة» تعقب على «الحياة»: استخدام الوميض في الإشارة معمول به بالدول المتطورة). ولا شك في أن استخدام أنظمة متطورة لا يعني تطور الدولة المستخدمة ولا تطور إدارة المرور فيها، خصوصاً ونحن نحتل المقدمة في عدد الحوادث الشنيعة والوفيات.
الأنظمة المتطورة «إذا سلمنا بتطورها» ربما لا يصلح لنا لأننا ما زلنا دولة «نامية»، وفي الحالة المرورية هي في الواقع متخلفة بل وبائسة إلى حد بعيد.
وهنا أتجنب الحديث عن أمور هندسية لأني لست متخصصاً ولا مطلعاً بشكل كافٍ عليها، لكن أعلم العلم اليقين أن مسؤولية إدارات المرور هي فعل كل ما من شأنه الوقاية من الحوادث، وليس استثمار وانتقاء تجاوزات محددة ثم إيكالها لمتعهد وترك ما عداها، إن العدادات في تقديري أفضل من الوميض، لأنها تعطي فرصة للسائقين ليعلموا ما هم عليه وماذا ينتظرهم، قد ينفع «الوميض» في دول ومجتمعات أخرى، لكن في طرقاتنا وبسائقين مثل ما يعرف الجميع، العدادات أكثر سلامة، ثم إن إدارة «ساهر» لا علاقة لها بتوخي السلامة بقدر علاقتها بحصد أموال المخالفات، وهي طالبت سابقاً بإلغاء العدادات، ما يدفعنا للشك في استثمار المشكلة.
الواقع أن المنظومة المرورية وفي كل محطة منها نجد مشكلة من الطرق وأوضاعها إلى السائقين وهم إما تحت التدريب أو في دائرة جنون السرعة، لكن الإخفاق في الإدارة المرورية هو العامل المشترك والمهيمن، الحل لديكم، لكن للأسف أصبحتم جزءاً من المشكلة لأن الإدارة ابتعدت عن فرض الانضباط، أوكلت أمر تجاوز السرعة إلى «ساهر» المستثمر وتركت ما عداه، ومباشرة الحوادث إلى «نجم» وتركت ما عداه، لذلك أصبحت المخالفات هي السائدة من السائق إلى مقاول يحفر في الطريق، وتحول من يلتزم بالنظام محترماً حقوق الآخرين إلى يتيم في شارع لئيم. وبهذا سمح أو تغاضى المرور عن فئة قليلة من السائقين ومكّنها من أن تطبّق نظامها الفوضوي على جميع من يقود مركبة في شوارعنا.
December 24, 2014
هل يمكن تجديد «الزراعة»؟
صبغت صورة وزارة الزراعة السعودية خلال السنوات الماضية قضايا عدة كانت جميعها سلبية، تأثرت بها فئات مختلفة من المواطنين، من أشهرها قضية أنفلونزا الطيور، وتنافسها في الحضور والأهمية قضية نفوق الإبل.
كان من اللافت طريقة الوزارة في التصدي لهذه القضايا، وإذا حيّدنا قضية أنفلونزا الطيور كون الفايروس عالمياً منتشراً، مع التحفظ على أسلوب المعالجة، فإن نفوق الإبل كانت محلية بحتة، لم تحدث سوى في بلادنا، كارثة أصابت الإبل جمعت بين الغرابة والغموض، ومن الطبيعي والواقعي أن تحدث أخطاء لكن الشفافية غابت بل تلاشت، وكان هناك شكل من أشكال الاضطراب في المعالجة.
لا حاجة لتقليب المواجع، لكن الاستفادة من الأخطاء بوضع سياسات وإجراءات تضمن عدم تكرارها هو المنتظر. الآن مع وزير جديد لوزارة الزراعة هل يمكن التفاؤل بمثل ذلك؟ أيضاً معه التجاوب مع شكاوى مزارعين من مختلف الفئات، الكثير من هذه الفئة يرون الوزارة غائبة عنهم وهم غريبون عنها، إضافة إلى مزارعي القمح والصعوبات التي يعانون منها هناك أوضاع سلبية يعيشها صغار منتجي الألبان مع منافسة الكبار، هؤلاء ليسوا سوى نماذج لمن ينتظر تحركاً من الوزارة. كما لا يمكن أيضاً نسيان مشاريع زراعة في الخارج يكتنفها هي الأخرى الغموض، رز قيل إنه تمت زراعته في الخارج ولم «يشم» المستهلك السعودي رائحته، وقروض لا يعرف ما هو العائد منها على الوطن؟ هل سنرى إعادة النظر في مثل هذه السياسات وتقييم ما تم بكشف حساب شفاف يتم إعلانه للرأي العام؟
December 23, 2014
مصالحات عربية
النجاح في ردم هوة الخلافات بين دول عربية احتاج ويحتاج إلى جهود كبيرة مضنية ومستمرة، خصوصاً مع وضع معقد كالوضع العربي المحزن، ودخول أطراف إقليمية ودولية على الخط لكل طرف منها أهدافه الخاصة، اضطلعت السعودية بهذا الجهد المشرف، وأصبحنا أمام واقع جديد معلن وموثق رسمياً، بين مصر وقطر وقبلها خلافات داخل مجلس التعاون، لم يبق سوى أن نلمس أثر هذه المصالحات في إيقاف النزف والعمل على مواجهة أخطار متزايدة بروح الفريق الواحد. لكن هذه «المبشرات» يجب ألا تشغلنا عن حاجات أساسية وتطلعات مشروعة للشعوب العربية، تلك الأسباب التي أطلقت شرارات «ربيع عربي» تحول بعد زمن قصير إلى حريق وفوضى، هذه الأسباب لا زالت كامنة، لم تعالج ويمكن إعادة إحيائها واستغلالها ممّن يريد ويستطيع. الوضع العربي بلغ من الهشاشة حدها الأدنى، والتقليل من الخسائر مقدم للوقوف وإصلاح ما فسد. «الربيع العربي» لم يكن ليكون لولا وجود الأرض الخصبة وهي لا زالت على حالها من الخصوبة، وإن اصطبغت بالدماء، بل ربما هي أكثر خصوبة من السابق.
وفي الوقت الذي يجب على جماعة الإخوان المسلمين في مصر أن تعيد النظر في أسلوب تعاملها مع واقع جديد في مصر يفترض بالحكومة المصرية أن تتقدم إلى الأمام وتفتح الأبواب لمصالحة مصرية شاملة، عندها يمكن تقليم أظافر الطموحات الإقليمية والدولية في الأرض العربية، ومن المؤكد أن «الإخوان» في مصر إذا اتخذوا مثل هذا القرار الصعب ستلحق بهم تنظيمات أخرى على نفس الخط في دول عربية مثل اليمن وليبيا.
December 22, 2014
«طبلون» اللجنة
اللجان من «مركبات» السير في العمل الإداري التنموي تنسّق وتتقصى وتتصدى «على قولتهم»، بل وتحقق مع لجنة تحقيق أخرى عمّا حققت فيه.
بودي معرفة هل اللجان لدينا قد حدد لها سرعات ولها «طبلون» مثل السيارة مع مؤشر يحدد السرعة القصوى؟ إذا افترضنا ذلك، فهل لها سرعة رسمية لا تستطيع تجاوزها مهما بلغت مهارة السائق؟ تساؤلي ناتج بسبب عدم المعرفة، لأن معظم اللجان لدينا يُعلن تشكيلها ثم تختفي الأخبار عنها.
كلمة «لجن» في القاموس لها معانٍ ليست بعيدة عن أعمال «اللجان»، منها الخلط والدق والتلزّج! ولو تم إحصاء عدد اللجان في عمل الحكومة ربما حصلنا على رقم عالمي، ما بين اللجان الدائمة وغير الدائمة، حتى الأخيرة نحن نعتبرها دائمة إذا لم يعلن انتهاء أعمالها، لذلك يتوقع أن الأداء الحكومي متضرر من كثرة اللجان بسبب تشتت «عطاء» وإنتاجية الموظف الحكومي المتهم دائماً بالتسيب.
ليس أمام الناس سوى التخمين عن أسباب عدم إعلان نتائج أعمال لجنة، خصوصاً لجان التحقيق في قضايا رأي عام طاولت أرواح بشر، لا أتوقع أن هذه اللجان تعقد جلساتها في الفضاء، لذلك إما أن هناك سرعة محددة لا تستطيع تجاوزها للوصول إلى خط النهاية، وإما أن هذه اللجان من الفنون «التشكيلية»، منذ لحظة «تشكيلها».
December 21, 2014
خالد الفيصل .. شكراً!
قدم وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل درساً إدارياً للوزراء والأجهزة الحكومية، سنوات طويلة ومعلمات يقتلن على الطرق الطويلة والنائية جراء حوادث مرورية، هذه الكرة الدموية المؤلمة تقاذفتها جهات حكومية ما بين التربية والتعليم ووزارة النقل وإدارة المرور، لكن لم تحاول جهة واحدة منها إنجاز فعل يحد من احتمالات الحوادث، أول من أمس قرّر وزير التربية والتعليم تخفيف نصاب المعلمات في المناطق النائية إلى ثلاثة أيام في الأسبوع، وتتم تغطية النقص بالمناوبات، وهذا إجراء حكيم وإنساني أثبت بالفعل أن الإنسان أولاً،
فإذا كانت وزارة التربية لا تستطيع تأمين الطريق، ومتابعة انضباط السائقين وصلاحية الطرق، يمكنها الحد من عدد رحلات المعلمات.
هذا الدرس الإداري يجب استيعابه، بالإمكان فعل شيء إيجابي للحد من تفاقم مشكلة أو ظاهرة سلبية، القضايا تحتاج إلى أفكار ومرونة لا تعصب وتطرف في تحميل المسؤوليات لجهات أخرى والتمترس وراء صلاحيات أو أنظمة.
بقي أن يراعي من ينفذ القرار الله تعالى في الأحقية، وألا يجري «التنفع» منه، إن هدف القرار واضح وهو هدف نبيل يسجل في تاريخ وزارة التربية والتعليم باسم خالد الفيصل، وهو محفز لجهات أخرى، في هذه القضية التي طال أمد التصدي لها من وزارة النقل ومقاوليها وأجهزة المرور وأمن الطرق، بحيث تستلهم هذه الخطوة في البحث عن إضافات إيجابية لها، تشمل كل مرتادي الطرق الطويلة والنائية، أيضاً الأجهزة الحكومية التي تتذرع بصلاحيات وتشابك مسؤوليات في ما بينها يمكن لها الاستفادة، دائماً بالإمكان فعل أمر إيجابي لمواجهة قضية قد تبدو شائكة، المهم أن تقوم بدورك الإنساني والوطني على أكمل وجه.
December 20, 2014
«داعش» ومتطوعون إيرانيون
مع جريمة احتجاز رهائن في مقهى أسترالي، والكشف أن الإرهابي الذي قام بهذه الجريمة إيراني الجنسية، حرصت وسائل الإعلام الغربية وتبعتها بعض العربية، على الإشارة إلى أنه شيعي المذهب تحول إلى المذهب السني ومعجب بالبغدادي زعيم «داعش»، والسبب أن المواصفات «الغربية» المعترف بها حالياً للإرهابي تشترط أن يكون سنياً أولاً، ويفضل أن يكون عربياً، ثم يمكن وضعه في إحدى القوائم المتعددة لأسماء جماعات إرهابية انشقت أو توالدت من تنظيم القاعد الأساس.
«داعش» هو الماركة المسجلة والنشطة حالياً، وهو يقوم بدور دموي «رائد» وفتاك لصناعة اسم رنان للماركة الإرهابية المسجلة، مع استبعاد الاختصار من «داعش»، إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وزاد الأمر طرافة أن رئيس الوزراء الأسترالي أخبر عن اعتلال نفسي يعاني منه الإرهابي، وقد يكون كذلك، لكن هذا التوضيح ليس عادة غربية! ثم دخل متحدث باسم الحكومة الإيرانية على الخط قائلاً ما معناه: «سبق وقلنا لكم عن هذا الشخص».
تساءلت هل سيقبل البغدادي متطوعين إيرانيين للمساهمة في الجرائم التي يرتكبها باسم الإسلام ويدفع ثمنها السنة من المسلمين في العراق وسورية، أتوقع أنه سيقبل بشرط أن يكونوا من سنة إيران مما يضيف بعداً آخر في الداخل الإيراني، يعطي مزيداً من المبررات لسلطة الملالي بأن تفعل ما تفعله في العراق وسورية واليمن.
يتم وضع السنة بين فكي رحى، وفي العراق نموذج دموي لطحن السنة، التهجير والترويع الطائفي قائمان على قدم وساق وسط صمت دولي وفاعلية إيرانية على الأرض. تستثمر إيران هشاشة وفرها «الربيع العربي»، يمكن القول إن طهران إقليمياً أكثر من حقق مكاسب من هذا الربيع الملوث، وهي في سباق مع الزمن لاستثمار الخبث والتقلب الغربي ممثلاً في سياسة واشنطن من بوش الابن إلى أوباما. كان لإيران ثأر مع نظام صدام حسين في العراق، والآن أصبح للعرب مجتمعين ثأر معها.
December 19, 2014
لغتي
اليوم العالمي لـ «اللغة العربية» هو يوم التنافس في الإنشاء والتعبير عنها، يوم وحيد للغة لم تحترمها أمتها، وأمة لا تحترم لغتها لا تقوم لها قائمة، في هذا اليوم يكثر التغني والتفاخر بثراء هذه اللغة، قدرات «كامنة» لا حدود لها ولها أقدميتها، فهي أم اللغات وجدتها إلى آخر معزوفة مستطابة تترك في النفس أثراً مبهجاً إلى حين، لكنه لا يختلف كثيراً عن التغني بالأمجاد الماضية لأمة العرب وأمة الإسلام. واقع اللغة العربية في بلدانها وبين أهلها نسخة من واقع الأمة نفسها، السياسي، الاجتماعي والاقتصادي، أما واقعها العالمي فهو أدنى درجة، الاحتفال بيومها مثل تشييد نصب تذكاري لمجد غابر يزار في كل عام مرة واحدة، لينتهي الاهتمام الحقيقي مع غروب شمس ذلك اليوم. كان معلم اللغة العربية في المراحل الدراسية الأولى يبث في نفوسنا الفخر بأن اللغة العربية من أصعب اللغات، فإذا حزت الصعب تقدمت على أمم وشعوب أخرى! المسألة هكذا، وإلى أن يأتي زمن يصبح للفساد في العالم العربي يوم وحيد في العام، وللاستبداد يوم وحيد في السنة وللظلم مثله، إذا جاء هذا الزمان وقتها يمكن لنا القول إن اللغة العربية في حال أفضل.
December 17, 2014
المنشار والاحتكار
اهتمام أعضاء في مجلس الشورى بقضية الاحتكار خطوة جيدة تحسب للأعضاء، هذا الجانب المظلم من الاقتصاد لم يُسلَّط عليه الضوء، كما يستحق مع أن ضرره واضح، والاقتراح بتحويل مجلس المنافسة إلى هيئة ترتبط برئيس مجلس الوزراء يصب في هذا الاتجاه الإيجابي، وهو ما يحتاج إلى دعم وتفعيل.
من الجوانب المظلمة في الاقتصاد تضارب المصالح واستغلال النفوذ، ولحماية المنافسة مجلساً كانت أم هيئة دور للحد منه ونتائجه الاحتكارية، من هذه الأمثلة مدى تضارب مصالح أعضاء مجالس الإدارات في الشركات مع نشاط هذه الشركات، كيف لمستثمر نشط في قطاع معين وله استثمارات خاصة فيه يصبح عضواً وربما رئيساً لمجلس شركة مساهمة تعمل في النشاط نفسه؟ هل سيقدم مثل هذا العضو مصلحة الشركة المساهمة على مصلحته الخاصة؟
الثاني: دور أعضاء مجالس إدارات المصارف، وهي القوة المالية المقرضة للكثير من الشركات والمؤسسات مع الدراية بتفاصيل أوضاعها المالية، أليس هناك شبهات إذا ما كان لعضو مجلس إدارة مصرف نشاط مماثل لنشاط مستثمر آخر هو عميل مكشوف للمصرف، هذه أمثلة.
هناك اقتراح ممتاز – له صلة وإن بصورة غير مباشرة – طرحه الكاتب الاقتصادي طارق الماضي تعليقاً على منع شركات المقاولات المتعثرة من الدخول في مناقصات جديدة، إذ طالب بمنع أعضاء مجالس إدارات الشركات المتعثرة من الترشح مرة ثانية، وهذا اقتراح مفيد وهو أضعف الإيمان، خصوصاً وأن البحث والتحقيق في خسائر مستمرة لشركات متعثرة بعيدا المنال.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

