أسامة الشاذلى's Blog, page 23

November 1, 2011

مناورات النجم الساطع عام 99

كنت جالساً بجوار دبابتي في ليلة حالكة للغاية، أداعب تلك النار المشعلة لعمل كوب من الشاي بعود من الخشب، وحولي أفراد سريتي الصغيرة، يصيح جندي الحراسة منادياً ومعلناً وجود فردين من القوات الإنجليزية يعبران قطاع السرية.
يتم إقتيادهم إلى شخصي كقائد الوحدة الفرعية فأكتشف أنهما ضابط وضابط اصف ستطلاع من القوات الانجليزية المشاكرة في المناورة، أرحب بهما بانجليزيتي "المكسرة" وأستضيفهما على كوب من الشاي هرباً من ملل تلك الليلة الطويلة.
تزيد سعادتي عندما أكتشف أن "الشاويش" ضابط الصف مترجم للقوات ويجيد اللغة العربية، وعلى أنغام وسحر صوت أم كلثوم الذى تهادى عبر مذياع صغير فوق الدبابة، وعبق الشاي الساخن الذي احتضنت كوبه يدا الضابط الإنجليزي دار الحوار حول المناورة والمشاركة، ليتوقف الضابط فجأة عن الحوار وينظر في عيني قائلاً وعلى وجهه إبتسامة ساخرة عبارة ما.، لا تسعفني لغتي الإنجليزي على فهمها كاملة، فأحول بصري للمترجم الجالس يساري لأجده مبهوتاً وينظر للضابط وقد تدلى فكه السفلي بشكل مثير للضحك، أطالبه بترجمة العبارة فيتلكأ فترتسم ملامح الغضب على وجهي وأخبره أني فهمت من الجملة كلمة "الهجوم على مصر"، فتظهر علامات خيبة الأمل على وجه المترجم ويقول
- نأتي لهنا كل عام لنتدرب على كيفية إجتياح مصر، حيث أثبتت دراساتنا أن الساحل الشمالي الغربي هو أنسب مكان لغنزال القوات وإحتلال مصر.
ينهض بعدها مدركاً أن زيارته قد انتهت، وأدير وجهي رافضاً مصافحتهما، وأصعد إلى دبابتي.
في الصباح أتابع دون أي تدخل سيارة الخبراء الأمريكان التي أقتربت من خيمة القائد، وأنا أتذكر الأمس وعلى وجهي ابتسامة خيبة أمل.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 01, 2011 17:18

October 30, 2011

محاولة قلب نظام الحكم ... التهمة الحقيقية لـ"علاء"

عقب حبس المدون والناشط علاء عبدالفتاح خمسة عشر يوماً إحتياطياً على ذمة التحقيق الذي تم إتهامه فيه بالتحريض والاستيلاء على سلاح القوات المسلحة والهجوم على أفرادها في ماسبيرو ، في نفس الوقت الذي يخلى فيه سبيل جميع ضباط الشرطة المتهمين في كل القضايا بدء من قتل الشهداء وحتى حرق وثائق جخاز أمن الدولة، وتأجيل وتسويف محاكمات النظام لأشهر ممتدة طويلة، بقى فقط للمجلس العسكري الذي قتل ودهس المواطنين في ماسبيرو أن يحسن توجيه التهمة، حيث أن علاء لم يكن يملك يومها سوى حنجرته ليهتف بها وقليلا من الطوب يرد به عن نفسه الأذى من المواطنين الشرفاء الذين استجابوا لنداء التليفزيون الحكومي العسكرين الذي ناشدهم الاعتداء علينا.
ولكن عقب توجيه نفس الإتهام للشهيد مينا دانيال  ووجوده على رأس قائمة المتهمين بقى للمجلس العسكري أن يعدل التهمة الموجهة للثوار، لأن التهمة الحقيقية صارت "محاولة قلب نظام الحكم" الذي يحميه المجلس الأعمى بكل قوته، والذي يواصل بنجاح منقطع النظير سجن وقتل من ثاروا ليسقطوا هذا النظام، متيحاً كل الفرص لأذناب وأعوان النظام العودة لأماكنهم، ولم يبق فعليا سوى أن يعلنوها صريحة - وسيجدون كثيراً من المؤيدين - .
اعلنوها يرحمكم الله وقولوا بشجاعة الجنود التي لا تحملون منها ذرة واحدة، سنحاكم كل من ثار بتهمة " محاولة قلب نظام الحكم"
وليتحمل علاء الذي حاول "عدل" نظام الحكم والذي ينتظر مولوده الأول قريباً مرارة الفراق عن طفل لم يره، على الرغم أنه كتب أمس على صفحته أنه هذه المرة تحديداً لا يتمنى السجن كي يحضر لحظة الميلاد، وليحاول المجلس جاهداً أن يوجه التهمة أيضاً إلى خالد الطفل المنتظر داخل بطن والدته، لأن من صلب الرجال يخرج الرجال.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 30, 2011 06:14

October 23, 2011

خدودك

من خدك الأحمر ساعة الكسوف

                                         اتعلم القمر الكســــــوف

لما نور الشمس يغيب عنه يبقى اسود
زي عينيك انتي في لحظة الخــــــوف
*****
ساعتها بس كفوفي تحضن خدودك
ينسحب سواد الخوف بسرعة من حدودك
تتولد شمس النهار من جديد
تتزرع لحظة شروق فوق خدودك
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 23, 2011 05:54

October 21, 2011

أزهى عصور الكذب

قتلانا في الجنة و كاذبوكم في النار
قتل المجلس العسكري الشهيد ومشى في جنازته - أرسل 2 من لواءاته لتعزية البابا في كاتدرائيته - وخرج إلى الشعب بمؤتمر صحفى "عالمي" ليعلن على الملأ أن أسلحة جنوده فارغة، وما بها من ذخيرة عبارة عن عدة طلقات "فشنك" لتطفيش الحيوانات الضالة، في كذبة ما كنت أتصور يوماً أن يجروء أحد الذين ارتدوا الزي العسكري على نطقها، فمن المعروف أن القوات المسلحة تتواجد في ثكناتها، ولا تغادر إلى الشارع إلا في حالة رفع حالتها القتالية إلى الحالة القصوى، ويستدعي هذا أن يكون الفرد بكامل عتاده، الذي يشمل ذخيرة يومين قتال، وهو ما حدث منذ يوم 28 يناير.
الأنكى والأكثر إضحاكاً، أن المجلس غفل عن إصدار أوامره لبقية المدرعات التي تحرس مكاناً حيوياً في قلب القاهره برفع ذخيرة الرشاشات من على مدرعاتهم، وبقى الرشاش مشهراً وبجواره صندوق ذخيرته الملآن، وكأننا نشاهد جزء جديداً من فيلم "إسماعيل يس في الجيش".
ثم إلتقى أعضاء المجلس في إستعراض إعلامي كبير على قناة "دريم" بصحبة المذيعة الباكية منى الشاذلي، والأخ إبراهيم عيسى، ليعاود أعضاؤه ترديد الكذب الذين يدركون جيداً أنه مفضوح، بل ويبررون دهس المواطنين ب"خضة" المجند، مما يستدعي محامتهم بتهمة الاساءة للجيش المصري، لأن معنى ما صرحوا به أن  أفراد الجيش يحتاجون غلى لبس "طاسة الخضة" لإصابتهم بالذعر من المدنيين، ولا يكتفى أعضاء المجلس الموقر بهذا، بل يعلنون بكل ثقة أن المجلس سيعتذر إذا ثبتت إدانة الجيش.
اقتل ما تشاء من المصريين واعتذر، فقط تحلى بشجاعة الإعتذار
وقياساً على هذا لا أعرف السبب في محاكمة مبارك وعصابته، دعوهم يتعذروا لنا على ما فعلوه، وعلينا ألا نكون أصحاب قلوب سوداء، ونقبل الإعتذار ونقٌبل الأيادي.
وكأن المجلس لا يدرك أنه ارتكب جريمة لن يمحوها التاريخ، وكتب بيده أول حادثة قتل من الجيش المصري - الذي أنشيء في عهد محمد على - لمواطن مصري ، بل وبلغت عنجهية السادة اللواءات الإصرار على عدم محاكمة وعزل اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية، وعدم فتح تحقيق داخلي فيما حدث، وكأن شيئاً لم يكن.
وتبقى نقطة النور الوحيدة في تلك الفاجعة، أن أداء المجلس قد تحول مرة أخرى إلى خانة الدفاع، فبعد "رصيدنا لديكم يسمح" غادر منطقة الدفاع إلى الهجوم منذ إصبع الفنجري الشهير، وصار المجلس بكامل رمته لا يهمه أي تعليق على أداءه مطمئناً لحائط عريض يضرب فيه الثوار رؤوسهم.
أما بعد عودته مرة أخرى لخانة الدفاع فعلينا أن نواصل الضغط بلا هوادة، وأن نقضي على اي محاولات للعودة مرة أخرى للهجوم، وهو ما يحاولون بدءه عن طريق منع الاصوات المعارضة وتكميمها، ويبدو هذا واضحاً فيما حدث مع الإعلامي يسري فودة، والكاتب علاء الاسواني.
المعركة الأن مع المجلس معركة إثبات وجود، كتبت منذ شهرين متوقعاً سيناريو أداء العسكر وتحقق أكثر من 75% مما كتبت، والأن أقوم بتعديل هذا السيناريو لعلنا نستفيق.
أولاً يعول المجلس كثيراً على إلهائنا بلعبة الإنتخابات، مع تفعيل قانون العزل بعد إجرائها، ليتواصل رفع الدعاوي وإسقاط عضوية البعض، حتى يفشل المجلس في الإستقرار لتنفيذ مهامه، دافعاً البلد لدوامة من الفوضى السياسية.
ثانياً يقوم المجلس بابراز فشل السياسيين في إدارة شئون البلاد بمعاونة البرامج والجرائد الصديقة - على حسب تعبيرهم الشخصي - ليقوم بعدها بإعلان مرشح عسكري للرئاسة في أحسن الظروف للترشح في الانتخابات.
ثالثاً إستغلال حالة ضعف مجلس الشعب القادم وتشرذمه في إصدار دستور، يحمل وضعاً خاصاً للجيش.
وهكذا يستمر مخطط العسكر المدعوم أمريكياً في السيطرة على مصر، وعلينا ألا ننسى جميعاً أن العسكر هم الضمان الأكبر للكيان الصهيوني، ووجودهم في سدة الحكم يعني أمن الدولة العبرية الذي ترعاه أمريكا وتعتبره أهم أولوياتها.
انتبهوا أيها الثوار، ثورتنا تتلاشى و عندما نصل إلى درجة إعتقال ناشط سياسي يرسم "جرافيتي" مضاد للحزب الوطني بواسطة الشرطة العسكرية، يجدر بنا أن نقول أن الثورة لم تقم من اساسه.
شهدائنا في الجنة والكذاب في النار، وما على الشهيد إلى البلاغ.

رابط السيناريو الأول http://monnam.blogspot.com/2011/09/bl...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 21, 2011 07:10

October 17, 2011

شفايف

 شوية دلع

شفايفي كيف طابع بريد
لما اخترعوا البريد الإلكتروني
صار مالهمش قيمة

جيتي انتي من جديد
وشفتان كما البونبوني
وببوسة زي افلام السيما
رجعوني

صرت واد تمام
صار شفايفي يتضربلها تعظيم سلام
صرت لما اموت كمان
قادرين شفايفك ينعشوني
يسخسخوني ساعات صحيح
بس دايماً.. يعيشوني
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 17, 2011 18:37

October 12, 2011

عالم الحيوان

المجلس الأعمى... مصنوع من العسكر وبينهم متقسم
واحنا على بابا، وهما بقى عصابة... افتح يا سمسم

اللي خلق عتمان،خالقه أكيد حكمة،
زي ماخلق الجان، يخلق هذا الرمة،
كداب بنص لسان، ومعندهوش ذمة

أما بقى ابو صباع الفنجري افندي
الي ضميره ضاع وصار ضمير جندي
يحرق ويقتل ناس، وخلقه خلق ضباع
يزعقلنا باقناع ، ويقول خلاص عندي

والمعجزة النابغة، ممدوح كمان وشاهين
شعره بدون صبغة، دارس قوي القوانين
مكشوف عنه السر، فاهم قوي في الشر
وحاجب المحكمة سابقه في المفاهيم

ومن عجيب خلقه، عادل كده عمارة
من الغباء صانعه، نيكوتين في قلب سيجارة
ضار قوي بالصحة، بيزيد قوي م الكحة
اصل الغباء بيضر والدنيا دوارة

نيجي بقى لعنان، الراجل المعتبر
يبدو لبني الانسان، الريس المنتظر
لكنه في سر الصنعة
يادوب صبي خيبان ، للريس المنتصر

طنطاوي عم الرجال، المشير ابو بدلة مدنية
ساعات يلبس عقال، وأوقات برنيطة غربية
يبان على أصله، ويهز في ديله كده بسوء نية
للريس المخلوع ،  وجايز قوي في السر ، يضربله في تحية

المجلس الأعمى في عجيب خلقه، اتأملوا فيه وسبحوا بحمده
واطلبوا يمسكوا الله يرحمه سلطان
لانه يشبه كتير عالم الحيوان
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 12, 2011 06:26

October 11, 2011

العقيدة العسكرية

يقسم الافراد في الجيش ضباطاً وجنوداً على إطاعة الأوامر وحماية الوطن، والتعريف العلمي لكلمة وطن يشمل الأرض والشعب، الجيش مكلف بحماية كل شبر من التراب الوطني وكذلك كل فرد من الشعب المصري من أي إعتداء خارجي، لذلك لم يطلق الجيش المصري طلقة رصاص على مصري منذ بداية إنشائه في عهد محمد على باشا، حفاظاً على تقاليد عسكرية عريقة قد تمتد جذورها لعهد الفراعنة.
وفي العصور الحديث وبعد لجوء بعض الحكومات إلى الجيش لحفظ الأمن داخل المدن نتيجة لاضطرابات شعبية، نجح الخبراء العسكريون في إستخدام تكتيكات صغرى لما يسمى حرب الشوارع لمنع إعتداء الجيش على أفراد شعبه، حيث يتمكن من تفادي الهجوم أو صده دون رده، وهو ما يعني تحميل الجيش المصري كل المسئولية في أحداث ماسبيرو بإفتراض صدق أسوء الروايات التي تفترض تعرضهم لإعتداء من قبل المتظاهرين.
حيث لا يوجد في العقيدة العسكرية المصرية أي مبرر لإطلاق النار على الصدور أو دهس المتظاهرين بالمدرعات، لأن هذا يتنافى مع ما أقسم عليه الرجل العسكري وما تعلمه خلال حياته العسكرية.
وبالتالي على مسئولي الجيش عدم تضييع الوقت في التحقيق حول ملابسات بهدف الإستدلال على من بدأ الإعتداء، لأن الجيش مسئول في كلتا الحالتين، بغض النظر عن أن إعتدائه اسفر عن 25 شهيد.
وهو ما لا يبرر أيضاً شائعة سرقة المدرعة والذي يشبه فيلما هزلياً، لأن إحدى المدرعات التي استخدمت في دهس المتظاهرين تم حرقها وإخراج الجندي من داخلها سليماً.
عزيزي المجلس العسكري عفواً لقد أضعت فرصتك في دخول التاريخ بنقل السلطة في مصر من ديكتاتور إلى رئيس منتخب، ومرحباً بك في مزبلة التاريخ التي تستحقها.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 11, 2011 13:25

ياعدرا يامريم، شالله ياحسين

ياعدرا يامريم، شالله ياحسين
الظلم بيخيم، والعسكر الخاينين،
قتلوا أحلامنا، 
زرعوا ألامنا، 
ووقفوا في الميتم، يخدوا عزا الرايحين
*****
والعسكري يابـــا أبو بيريه أحمر، 

بيدوسني بالدبابة ولا لحظة يتأخر، 
وكأننا ديابة ، ملعون أبو العسكر
*****
وسلاحي أصله صليب، بيخوف الرشاش، 

وهتافي سحره عجيب، علشانه رحت بلاش،
قالوا مواطنين شرفا، ولا شفت غير أوباش
*****
والأخرة فتنة بالعربي سموها،

والاصل في الكلمة اللي خبوها، 
خلوها تنفث سم ...بالدم سموها، 
مجزرة واضحة واللي حيتلوها، 
تاريخ ومبينساش ... 
يا عسكر ... مصر ... انسوها
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 11, 2011 06:25

October 10, 2011

إيد واحدة

للموت رائحة لا يخطئها عشاق الحياة


يتأكد الاب من إغلاق ذلك "الترباس" الضخم على الباب، قبل أن يعود إلى مقعده أمام التلفاز ليتابع أحداث اليوم المذاعة على الهواء مباشرة، تلقتي عيناه بعيني زوجته فترتد إلى الأرض سريعاً ، متجاهلاً تلك الدموع التي أغرقت وجهها.
تقترب طفلته الصغيرة بهدوء قط خائف لتلتصق بجسده، يحتضنها محاولاً إيقاف الرجفة التي تعتريها، يضمها بقوة محاولاً أن يهبها أكبر قدر ممكن من الثقة، لكن تفضحه دقات قلبه المتسارعة.
يقطع دائرة تركيزه صراخ طفله الأخر والذي يبكي في ركن أخر من بهو المنزل على أثر البول الدافيء الذي سال على قدميه بعد أن عجز عن التحكم فيه من الخوف، تهرع الأم إليه ملتاعة صارخة : رحمتك يا يسوع.
يلتفت الأب إلى صورة المسيح المعلقة على جدار المنزل متأملاً صفاء ذلك الوجه النوراني على الصليب، يرتفع صوت مقدمة البرامج على المحطة الحكومية صارخة في هلع : نهيب بالمواطنين الشرفاء أن يهبوا لحماية الجيش من المتظاهرين الاقباط!!
يتوقف الزمن للحظة ويصمت الكون متواطئاً مع إرتفاع إرتطام أيادي عديدة تدق باب الشقة، الذي يقاوم الإنهيار من فرط ثقلها.
تصرخ الصغيرة في ذعر : هما عايزين يقتلونا ليه يا بابا؟
يحتضن الأب إبنته بقوة أكبر محاولاً منع نفسه من الإرتجاف، مختبئاً منها فيها، تسرع زوجته لحمل الطفل والإلتصاق بزوجها، والهتافات تدوي عبر شاشة المحطة الحكومية : الشعب يريد إسقاط المسيحيين.
تلتقي نظرات الاب مع نظرات الأم في مصافحة وداع، تتشبث اصابع كلاً منهما في الصغير الذي يحتويه، يصرخ صوت من خارج الباب : افتح يا مهنى أخوك مايكل دهسته مدرعة عند ماسبيرو.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 10, 2011 20:18

October 9, 2011

دليل المواطنة في زمن العسكر

الآن في مصر الفارق بين أن تكون إنساناً تحيا وتمارس حياتك اليومية العادية وأن تكون مجرد جثة ملقاة على أسفلت الطريق ثم في مشرحة زينهم، هو فقط في أن تطالب بحقكك، وأن تتخيل أن كونك مصرياً يمنحك الحق في أن تطالب بحقك، بل ويبلغ بك الخبل أن تكون قبطياً وتطالب بحقك، وفي الحالة الأخيرة تعتبر مستوفي كل شروط التحول إلى الحالة الثانية - جثة -.
لن أنسى ماحييت نظرة الغضب في أعين جند الشرطة العسكرية وهم يطاردوننا في شوارع وسط البلد حين اختبئت داخل سيارتي فلم يفطنوا لي، أوأعتبروني غير مشارك في التظاهرات، وكل واحد فيهم يتخيل نفسه الراحل أحمد مظهر ممتطياً جواده وهو يحارب الصليبين في فيلم صلاح الدين، لدرجة أن أحدهم صرخ في زميله الذي أنهكه الجري "اجمد لغاية ما نخلص على المسيحيين ولاد الوسخة دول".
الأكثر إدهاشاً بالنسبة لي هؤلاء المواطنين الشرفاء، الذين غادروا بيوتهم ليهتفوا "الشعب يريد إسقاط المسيحيين"، والأكثر غرابة هو تسامح قوات الشرطة العسكرية مع تلك المظاهرة تحديداً والسماح لها بالتجول في ميدان التحرير بعد إحتلال الصينية الأثيرة، قبل ان يندس وسطهم من يطالب بسقوط المشير، ويضرب الجيش الجميع.
الحل عزيزي المواطن :
- أن تلزم بيتك، تصدق ما يمليه عليك التلفاز الرسمي - اثار جنوني متابعة البعض للقنوات الرسمية وقنوات الفلول وإعتبار أخبارها صحيحة تماماً متناسيين ربما عن عمد التضليل الذي مارسته عليهم تلك الوسائل من قبل في حالة إنفلات إعلامي غير مسبوق - .
- أن لا تطالب بحقك، في دولة العسكر ليس لك حقوق، فقط استمتع بما يهبك إياه السادة ذوي النجوم الذهبية.
- أن تستمتع كمواطن مسلم بتعذيب أخيك المسيحي في نصرة حقيقية لدين الإسلام ، يقوم بها الناصر محمد حسين طنطاوي الدين، ولكن لا تصدق أنها فتنة طائفية، لأنه من غير المعقول أن يقتل الجيش 50 مسيحياً، ونعتبرها فتنة إلا إذا كان جيش الفتح قد عاد ليفتح مصر من جديد، والاصل في الفتنة أن تكون بين عنصري الأمة مسلمين ومسيحيين، والمدهش ان نصف عدد المتظاهرين كان من المسلمينن ورايت بعيني كيف أصيبت محجبة بطوبة من يد مواطن شريف لانها هتفت للحق المسيحي.
- اما إذا كنت مسيحي فاصمت تماماً، لأن مجرد فتح فمك سيعتبر محاولة للهجوم على جيش مصر العظيم، بسلاح وليكن أسنانك، كأن من يحمل سلاحاً في مظاهرة يصطحب معه أولاده وزوجته.
- أخيراً إذا جننت وطالبت بحقك وتم قتلك، إياك ثم إياك ان يحاول أهلك واصدقاء رد الإعتداء، لأن إحراق مدرعة وقتل جنديين سيجعل التفاز الرسمي لا يكف عن محاسبتك حتى بعد موتك، - دعهم يرحلون دون إيذاء اي أحد كي تدخل الجنة  - .
- علق في بيتك لوحة مكتوباً عليها "الجيش والشعب ايد واحدة" ، ولو اني اتذكر أن أحد المواطنين الشرفاء كان يسالني ونحن نجري تحت ستار الغاز الرائع، لماذا يضربني الجيش وأنا أهتف الجيش والشعب إيد واحدة!!!.
- أخيراً لا تستمع غلى شيوخ الإسلام ولا بابا المسيحيين، حرصاً على عدم الخروج من الملة ، لأنك ستجد نفسك مضطراً لسب الدين بعد سماعهم.
ملحوظة : عندما تشعر بالذنب على دماء الشهداء، شاهد اي حوار أو فيديو أو حتى صورة للمشير، وعذابك قد يخفف عنك عذاب الضمير.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 09, 2011 18:38