أسامة الشاذلى's Blog, page 20
March 5, 2012
رسالة خاصة إلى صديق مغترب

تدوب فى حلم الوطن
تفضل تدوب
تتمنى لمسة من ترابه
تمشى فى دروبه
كل الدروب
مكالمة جايز تلهمك
وتأمنك يا ساكن البلد البعيد
أهلك هنا فى أرضنا
مستنين يوم رجوعك
ده حيبقى عيد
أمك تزغرد ... لحد السما
جارك يشيل شنطتك
و ألف ضيف يتباركوا بخطوتك
بينما
البيت سعيد
في دفا الأم تستطعم كل المكان
بوسة إيديها تلونك لون الحنان
تفهم في ضمة أخ إيه معنى الآمان
يصير الوطن 100 متر مربع
هما كل مساحة شقة أبوك
تلعن الغربة في لحظة جنان
كام خروجة مع اصحاب الشقاوة والطفولة
كام زيارة لبيت عروسة،
مرفوضة كانت أو مقبولة
كم جنيه حتبعتره .. علشان تقول إنك سعيد
إنك يا واد تمام، والغربة خلتك إنسان جديد
ولا انت لسه مصدقك.. ...معقولة
كله يبان يا تعيس يوم السفر
لما الدموع تملا الشنط بدل الهدوم
لما وش أمك رؤيته تاني تبقى في إيد القدر
لما تسكن جفونها بدال العيون كل الهموم
وإنك هناك لما وطنك يوحشك دور عليه عالنت
اسكن في خيالك وطن، أنت اللي بيه آمنت
شوية صور وصوت من ميكروفون
وعيون زايغة في الكاميرا
عاملة قال بتبتسم لباقي العيون
وإن يوم ندمت
أفتكر يا فالح بس
وأنت بتقبض راتبك أول كل شهر
وفي كل يوم
إنك بدلت الوطن والبشر
بحاجات كتير مالهاش لزوم
Published on March 05, 2012 06:21
February 8, 2012
أنـــــــــــس

تخور قواي، أسقط فوق رصيف المحطة، يسرع البعض في معاونتي على الجلوس، ينتفض الجسد كلما ارتفع صفير قطار عائد أو ذاهب الذي صرت منفصلاً عنه منذ سمعت خبر وفاة صغيري صاحب الـ14 عاماً في ستاد بورسعيد .
أتوه بين دقات ساعة المحطة، ويتوقف الزمن تماماً لأعود إلى يوم ميلاده، وهو يستقبل تكبيراتي في أذنه، تعاودني أول إبتساماته، وذلك اليوم الأول في الدراسة حين بكى عندما تركته، أحاول أن أتحاشى ذكرى إصطحابي له لأول مباراة، تتلاحق الأنفاس وكأن الروح تعافر للبقاء في الجسد، تصمت الأصوات من حولي ولا أسمع إلا كلمة واحدة : أبنك مات مات مات مات.
مات.
يتوقف القطار ويقترب مني زملائه الناجون من الكارثة، أتعلق بأولهم وأسأله : تعرف أنس أكل سندوتشاته قبل ما يموت ولا لأ؟
Published on February 08, 2012 03:04
February 7, 2012
إيناس الشواف.... "الطيبة" تمشي على قدمين

"طيب" كلمة لها تفسير واحد في الحياة هو إيناس الشواف، إذا أردت التأكد من وجوده فعليك التعرف عليها، إنسانة يندر أن تقابل مثلها في مثل هذا الزمان، تحمل روحها في ملامح وجهها وبين كفيها، شفافة لدرجة أنك قادر على معرفة ما يعتريها دون أن تسألها، قادرة على تحمل الألم بشكل يثير دهشة أقوى الرجال تحملاً.
أسعدني الحظ بصداقتها، وأخوتها، وجدت نفسي في أرض بكر طيبة، تشبه دلتا النيل في طفولة النيل في فجر التاريخ، زرعت بين جنباتها روح ثورية، أثمرت أفضل مما أتخيل، وكسبنا بين صفوفنا إنسانة نقية تشبه تماماً حبات المطر، هبة من السماء.
وبما أن القاعدة تقول أن لكل إمرؤ نصيب من إسمه، كانت إيناس الأخت والصديقة "ونساً" دائما، يشبه ذلك الحضن الدافيء من أبيك في ليلة شتاء قاسية، أو تلك الإبتسامة التي تمنحها لك حبيبتك وسط إزدحام شديد، أو "حدوتة" ترويها أم لطفلها كي تساعده في النوم، ولا أخفي سراً أنها زادت عن الونس، بأن صارت ملاكاً حراساً يهبني القدرة على التحمل.
إيناس الشواف صديقتي "الطعمة" التي تنفرد بطعامتها في شرقية نقية واضحة مكسب حقيقي لكل من يعرفها، لأنها قادرة بأقل مجهود على أن تقنعك أن تلك الدنيا مازالت تملك "جدعنة" وطيبة تستحق الحياة من أجلها.
صديقتي العزيزة بلدغة لسانك التي تشبه تعثرنا في الكلام أثناء الطفولة، أشكر الله على وجودك في حياتي، ومن منا لا يحمد الله على الدفء والونس والبراءة.
Published on February 07, 2012 14:52
February 4, 2012
أنا مش بلطجي

ينهي تفكيره نداء والدته من المطبخ مطالبة إياه بالحضور، يسرع حسن ليلبي النداء
الأم : انت ازاي تدي حسين كل الفلوس اللي طلبها.
حسن : معرفش يامه، أول مرة أحس انه مصر كده
الأم : الفالح راح بعترها في الوكالة واشترى قميص وبنطلون وجزمة
حسن مبتسما : وماله يا حاجة الواد برضو تم 16 سنة ولازم يتمنجه
الأم : علينا اقساط لازم تتدفع يا حسن، والهم ما يتلم
حسن يلتقط زجاجة الزيت قبل أن تسقط من على المنضدة ويحاول إنهاء الحوار لعدم وجود إجابة مرضية للأم... متسائلاً: طيب هو فين؟
تتشاغل الأم بمتابعة سلق الخضار مؤخرة الإجابة حتى ينصرف حسن يأساً من إجابته
وتقول : نزل من شوية بعد ما أتشيك
*****
حسين يتلقى رصاصة في صدره في شارع محمد محمود... يسقط على الأرض، تنحني بجواره صحفية صارخة : إسعاف... انت كويس؟
ينفض حسين التراب من على قميصه متجاهلاً الدم المتدفق من صدره وهو يقول
- لبست نضيف أهو يا أبلة علشان لما أموت ميقولوش عليا بلطجي.
قصة مستوحاة من عبارة حقيقية نطقها شاب في محمد محمود
Published on February 04, 2012 15:00
February 3, 2012
موقعة كوبري الفردوس

- طنطاوي كلب سوزان، هي من إختارته لتولي وزارة الدفاع بعد العمل معها كـ"شماشرجي" أثناء توليه قيادة الحرس الجمهوري.... طنطاوي يتبع سوزان .
- ركاب السيارة يحاولون الإحتكاك بس مرة بعد أخرى، أجهل في البداية السبب وأظنها مشاجرة عادية، قبل أن أدرك أنها تتبعني، أتصل بصديق "محمد الوزيري" مبلغاً إياه فيطالبني بالعودة لمصر الجديدة، حيث كنت متجهاً للتحرير.
- طنطاوي ومجلسه الأعمى يتحرشون يومياً بالثورة منذ تنحي المخلوع، يعملون في دأب على الحفاظ على نظامه وإن رحل، مكتسباتهم هي الأهم، كلا منهم يملك القصور والأراضي والملايين وبعضهم يملك المليارات، لم يدرك الكثيرون في البداية ما يفعلونه، وبات واضحاً الآن أنهم يريديون تغيير مسار الثورة لتعود للخلف - ولكن هذه المرة دون الإتصال بصديق-.
- أقرر أن أعود من أسفل كوبري "الفردوس"، تعترض السيارة طريقي، ويهاجمني أربعة أفراد كانوا يركبونها، يسحبوني خارجها ويضربني أحدهم بين فخذي، انحني في ألم، فيمد آخر يده بصاعق كهربي ليصعقني، أسقط أرضاً فيتناوبون ركلي في صدر وظهري دون الإقتراب من وجهي، أعجز تماما عن النهوض، أتخذ وضع الجنين محاولاً إغماض عيناي، لكنها تتمرد وتفلت نظرة لوجه أحدهم يبتسم في سعادة، أتعجب من شعور يحتلني بالشفقة عليه.
- منذ إلقاء القبض على عمرو البحيري، ثم أحداث ضباط 8 ابريل، ثم مسرح البالون، 27 مايو، اعتصام 8 يولو، اول يوم رمضان، أحداث ماسبيرو، شارع محمد محمود، مجلس الوزراء، ستاد بورسعيد، والمجلس يضرب ويدمر ويقتل في الثوار وعلى وجهه ابتسامة باردة قذرة تشبه أعضائه - تابع إبتسامة الكلب إسماعيل عتمان في إستقبال فريق الأهلي في المطار -.
- ينفصل أحدهم ليلقي لي بالتعليمات : بطل تجيب في سيرة أسيادك يا ابن ال***، الجيش ده اللي حين*ك، لو مبطلتش رطرطة بالكلام المرة الجاية حنقطعلك بتاعك يا خو*، لم يسمح توالي الركلات بتذكر أكثر من هذا، عذراً على نقص الإثارة.
- أسيادي الذين تحدثت عنهم : 1- حسين طنطاوي : كلب السلطة، المسئول تكتيكياً عن ثغرة الدفرسوار، الكلب الذي اختاره المخلوع للسيطرة على القوات المسلحة وتخربيها تنظيمياً عن طريق تعديل قوانين الترقي بها، وكذلك إختيار أصحاب الولاء لا الكفاءة، وتسليحياً عبر العديد من صفقات السلاح التي عقدت تحت شعار "العمولة أولاً وأخيراً".... المشير لا مؤاخذة.
2 -سامي عنان : الضابط الفاشل البليد، الذي حولته حادثة الأقصر إلى كلب السلطة الوفي و ابن طنطاوي المدلل، لص آخر في مكان لا يجب تنظيمياً آن يشغله... الجنرال المحظوظ.
3 - ممدوح شاهين: خريج الحقوق الذي يعاني عقدة عدم كونه ضابطاً حربياً، قضى عمره بين أركان المحاكم العسكرية التي يعمل بها القاضي محولجياً ينفذ الأوامر، يدعي الآن التبحر في القوانين الدستورية، لص آخر.... الجنرال التعيس.
4 - عادل عمارة : رجل لم يعبد يوماً إلا المنصب، لحس بإخلاص بيادة كل قادته حتى وصل إلى منصبه، غبي للغاية، فاشل جدا، لص آخر.... الجنرال الكاذب.
5 - وسأكتب عن محسن الفنجري الجنرال أبو صباع، طويل اللسان، لاحس الآحذية، صاحب واقعة الخروف، وسأكتب عن إسماعيل عتمان، جوبلز المصري الفاشل وأسرار إستبعاده، وعن اللواء العصار، رأس الحكمة في المجلس أو قل رأس ميدوسا، خزينة أسرار صفقات التسليح المضروبة، وعن اللواء صبحي وزير الدفاع القادم.
- هؤلاء هم أسيادي كما وصفهم الجلاد.. أضف إليهم الجنرال المقتول شفيق.. ومن كان هؤلاء أسياده - وهم بالفعل أسياد الجلاد - فلا يستحق إلا الشفقة.
في النهاية ضربوني كي يوجعوني، لأني آلمتهم، وسأظل أوجعكم وأكشفكم للناس كما كشفتكم منذ البداية في تدوينة أكاليل العار، ومثلي حر، ومثلكم في مزبلة التاريخ.
- غادروني ملقي على الرصيف، أسفل الكوبري، بقيت لزمن لم أدركه، لملمت شتات نفسي وأنصرفت هارباً، أتذوق طعم الخوف، حتى أغشي علي، فقدت الوعي ساعات، لكني لم أفقد العزيمة ولن أفقد الإرادة، ولن أتوقف أبداً عن الكتابة.
Published on February 03, 2012 01:26
February 1, 2012
وصية ملك في المنفى ( جزء 2 من ملك يبحث عن مدينة)

أن الأشعار بلا معنى... ولا القبلات
أنا مشاعرنا أكذوبة...كما الأغنيات
وأن سكنى المدن ليست من حقي
بل سكنى السماوات...........
في منفاي البارد... حياتي شبه ممات
*****
في البدء حين تولي العرش ...
إستقبال أسطوري وحديث عن مجد قادم..
عن حلم قائم
ووعود بدوام الملك إلى الأبد
وتمر الأيام سريعا، ويصير الملك طريداً
يفصله مساحات قصوى صحراوية عن البلد
وكأن مدينته أبداً لا توفي بوعد
*****
أتسائل في المنفى البارد .. أي ملك كنت؟
الظالم، القاسي، المغتصب الجاحد
والله أبداً ما كنت
قد كنت رصيفاً للاقدام تحميها غدر الطرقات
قد كنت الدفأ والأحلام للقادم والآتي
قد كنت أمان....
قالوا هذا يوماً في وصف صفاتي.
أما الآن فأنا لعنة ..
عدت كيخوت الفارس .. صرت بلا معنى
أحارب طواحين هواء
من قسوة برد في المنفى ضعنا.
*****
يوم شننت الحرب، وأرسلت مشاتي
أحرف كلماتي
أشعار خيالاتي
لم أطلب ملكا بل وطناً
تأشيرة سكنى لا سفر
أعلنت الحب على راياتي
وكتبت بدمي ودمعاتي
"ذنوب العاشقين، قلوب تحب"
لم أدري ساعتها أني
كتبت نهاياتي
*****
فضلت على المنفى الإستشهاد
على ثرى وطني.
أصير تراب أو تربة
تتفتح منها آلاف الوردات
تستنشق منها رفاتي.. رائحة مدينة
كانت قبل لقائي حزينة
صارت بعد لقائي مدينة
لكل الدنيا إلاي
والذنب القابع في الطرقات ينادي
حي على جهادي
*****
ويحلو لي في المنفى البارد بعض الوقت
مضغ الذكرى
معاتبة الروح السكرى
إستنطاق دموعي ومعاداتي
أنصب محكمة للنفس
أدين الفاعل فيها
الملك الفارس
أصدر حكم إدانة في حقه
أتمنى للوطن رسو
يحميه من غدر الزمن الآتي
وأحفر باليد قبوراً للفرح
إستعدادا للحزن العاتي
أتعلم للمرة الأولى معنى الكفر بآياتي
كل علاماتي
بالجهد المبذول من الرب
من أجل حياتي
******
في المنفى البارد.. كيخوت قد مل كيخوت
بلا "دولسين"، بلا وطن يحميني
من قسوة ذاتي
وأتابع عن كثب في الظلمات
قبس من نور
لا أعرف
ان كان يوماً سيعود
أم يذهب للابد بعيداً
وأظل في منفاي طريداً
أتقوت دمعي
مستندا على عكاز
من ذكرياتي
******
أحببتك مدينتي وما باليد حيلة
وحبك ضد أعراف القبيلة
Published on February 01, 2012 04:44
January 16, 2012
متعاطف مع المجلس العسكري

احنا بقى وقعنا في الغلطات دي
- أول مطلب لثورتنا كان "عيش"، والعسكر العيش عنده يبقى جراية، ميفهمش يعني ايه عيش، فعاش بجد
- تاني مطلب حرية، والحرية في الجيش بتتحقق في حالتين اما النوم في الأحلام، أو الموت، فقتلونا لتوفير الحرية اللي يفهموها
- تالت مطلب عدالة اجتماعية، وال"عدالة" بتتقال على الحاجة التمام اللي زي الفل - انت واد عدالة - وبالتالي حيحقوقها ازاي دي غير لما يحتجزونا كام شهر في سجونهم يشدوا عودنا ويخلونا عدالة بجد.
- 6 ابريل وارد جدا ده يكون تاريخ جواز طنطاوي، تاريخ وفاة الست والدة عنان، تاريخ المراجعة الحسابية للمعونة الامريكية العسكرية، تاريخ مش بيحبوه، واحنا مصرين عليه وكل شوية نقول 6 ابريل، 6 ابريل ، طيب ما نخليها 7 يمكن يرتاحوا، وبلاش ابريل خالص يا جماعة، فين الانسانية.
- تسليم السلطة ودي بقى مشكلة كبيرة جدا، اللي خدم في الجيش عارف ان "السلطة" بتتكون من خيار وطماطم وخس، وكل واحد بيبقى في مخزن لوحده يبعد عن التاني عشرات الكليومترات، موضوع مرهق جدا ان الضابط النوبتجي يجمع السلطة علشان يسلمها للميس، واحنا مصرين نعلنها كل شوية كل شوية، نفهم بقى.
- الاشتراكيين الثوريين، م الأخر دي غالبا بقت شتيمة في الجيش زي يا نفر ويا روش.
وغيره وغيره، علشان كده انا سعيد بأن المجلس العسكري معني دلوقتي بتتبع وفك الشفرات اللي على تويتر وفيس بوك، وقريب حنحتفل جميعا بعودة أول بعثة من الولايات المتحدة بعد دراسة لغة lol، ويومين كده ونبعت بعثات تاني وحيفهمونا وحنفهمهم ومصر حتبقى زي الفل.
صحيح قبل ما أنسى "أدبخانة" يعني دورة مياه ميدانية.
Published on January 16, 2012 04:05
January 15, 2012
فياجرا العسكري

واللي نوى الغدر من قلبه ومن بـدري
واللي سحل بنتي واللي قتل ولدي
يبقى عسكر مبارك اللي حرق كبدي
*****
والقلب صار متوى.... لكل هم معدي
الحزن لو يقوى.... يبقى مرض مُعدي
والعسكر الخونة حالفين يمدوا الليل
ونتوه في الضلمة، يانهار بقى عدي
******
أخرة كلامي حكمة ، واسمع بقى حِكمي
العسكر مالوش كلمة، ولازم يقوم يحمي
سيده وتاج راسه، في المركز الطبي
ويحتفل بينا ويسيب الجراح تدمي
******
الثورة حتكمل، ثورتنا لسه بكر
والمجلس الأعمى عنين مالوش فيها
وايش تعمل الماشطة في العسكر العكر
هو اللي خاربها، ازاي يداويها
قولوله يتعالج... يضربله حبيتين
قياجرا أمريكي، أو حتى صنع الصين
يمكن يقف مرة، وقفة الرجالة
يمكن يغور يرحل، لاجل ان تروق العين
Published on January 15, 2012 03:37
January 11, 2012
تخاريف يوم بلا صباح

أشتاق إليكى ... شوق الأطفال الى صدور أمهاتهم
فأبحث عنك ... بلهفة التائهين عن بيوتهم
صرت استنشق فى حضورك رائحة الجنة, فزهدت الدنيا
اتتبع خطاكى الآن بتطرف مؤمن بدين جديد
لا يقبل الا الايمان الكامل، وسكنى جنتك
يا امرأة أخجلت الجنة من حسنها
أحبك ،وأتلو سفرى هذا فى باحة معبدك
حتى تقبلينى تائباً عابداً مستغفراً
عاشقاً
قولى أحبك
لا تنتظرى غفرانى
فبعد عناقنا نصير آلهة لا تنتظر الغفران
وبعد فراقنا، صرت كما مهملا
يتضرع إلى الموت الذي لا يلقى إليه بالا
ومنذ متى وأمانينا تتحقق
Published on January 11, 2012 01:56
January 4, 2012
فصل من روايتي الجديدة "نوستالجيا"

لا أعرف بالتحديد هل أنا نائم، أم انني استيقظت، ولا يهمني التحقق من حالتي، بالعكس قد يكون النوم أفضل بالنسبة لي، ففيه أرى ، وأحياناً أتذكر.
صوت عقرب الثواني اللعين في ساعة الحائط يطاردني بـ"تكاته" المستفزة، أعد معه دون وعي متأملاً زمن الدقيقة الواحدة، يذهلني طولها الزمني حتى وصلت إلى رقم 60، يوجعني طول عمر الدقيقة الواحدة، خاصة وأنا قد أضعت أعواماً لا أتذكرها ولا أتذكر كم تكون.
أتجاوز ألم ذكرى الزوجة المجهولة، وأنهض من مكان سقطتي على الأرض، وأنا أستشعر ألماً في مقدمة جبهتي، يبدو أن منضدة قد تكفلت به، أتحسس مكانه بيدي، فيلتقيني بروز في يسار الجبهة.
أتجه للحمام، لأضع رأسي أسفل صنبور الماء البارد، متعمداً غمر الكدمة في الماء، حتى تتوقف عن إيلامي، فما لها من مكان، في ظل كل ما يحاصرني.
من المؤسف أن يحاول الجسد أن يشغلك، وأنت تبحث عن روحك.
تتأمر معدتي أيضاً مع تلك الكدمة البارزة في جبهتي، فأشعر بدبيب النمل يسري في بطني، ومعدتي تتلوي في نداء شهواني للطعام، يغيظني للغاية أن شهواتي لم تفقد ذاكرتها هي الأخرى، وحواسي كلها عدا عيناي تعمل بكامل طاقتها وكأن صاحبها شخص سليم، أو حتى يعرف نفسه.
أتحسس طريقي إلى المطبخ، معتمداً على ذاكرة قدماي، وأفتح ثلاجاتي لأتناول منها بعد العلب البلاستيكية لابحث في داخلها عما يسد جوعي.
لا يهمني كثيراً نوعية الطعام داخل العلب، وان أزعجتني رائحته، وكأنني في قرارة عقلي قد قررت إيذاء معدتي بتناول طعام فاسد، إنتقاما من ذاكرتها الحية.
*****
أفشل للمرة الرابعة في ربط حذائي، تحتل وجهي تلك التكشيرة المميزة التي تلتوي فيها الشفة السفلي لتنقلب على الشفة العليا وتغادر مكانها، تقترب والدتي وهي تحمل "صينية" مستديرة عليها كوباً من اللبن و"ورك" فرخة، وكوب زبادي ونصف رغيف من الخبز مع حبة من الطماطم ومثلها من الخيار.
تشير إلى أن أنتظر ريثما تضع الإفطار لأبي وتعود لربط حذائي، أتأمل كوب البرتقال الذي يقبع أمامي في غيظ، تثير ملامسته في القشعريرة، برودته تزيد عن برودة الجو في هذا التوقيت من يناير، تقترب أمي وتنحني لتربط حذائي صارخة بحزم :
- نديم اشرب البرتقان بسرعة
اكتفي بهمهمة مجهولة، أعترض فيها وأبدي تزمري من ذلك الكوب المثلج، عديم الإحساس.
فتكتفي أمي بتوبيخي قائلة :
- يعني مش كفاية وصلنا رابعة ابتدائي وكمان مش بنعرف نربط الجزمة، لا كمان رجعنا نعمل على نفسنا تاني واحنا نايمين.
أصرخ معترضاً وكاذباُ في آن واحد
- مش أنا يا ماما دي أكيد إيمان
تعلو ضحكة أمي وهي تربت على ظهري ويتحول ذلك الضوء الشاحب في صالة البيت إلى ضياء بفعل وجهها الذي أنار وهي تقول
- إيمان أختك يا مفتري أكبر منك بـ 6 سنين، وبعدين دي بتبات في أوضة تانية أصلا، حتعمل على سريرك إزاي؟
*****
تنتابني رجفة ورائحة عصير البرتقال المنبعث من داخل الثلاجة تزكم أنفي، وأردد في هدوء
- إيمان عبد الرحمن جودت، أنا عندي أخت
Published on January 04, 2012 13:55