أنا مش بلطجي

منزل صغير في حي شعبي، تحتله شقق صغيرة مكونة من غرفة وصالة تبدو وكأنها توائم متشابهة ولدت من رحم واحد، نفس ملامح الفقر، ونفس اللون الكالح بفعل زمان ترك أثاره السيئة على جدرانها، جلس حسن يتعجب  من إصرار أخاه الأصغر على أن ينال مصروف شهر مقدماً على عكس ما اعتاد، يعلم أن هذا هو المبلغ الذي يتبقى لحسين بعد عمله الأسبوعي في ورشة الشيخ عمر، وأنه يعطيه إياه كي لا يبعثره حسين في ألعاب طفولية، ولا يدري حسن حتى لماذا وافق على أن يعطيه المبلغ كاملاً كما أراد دون أن يفاصله خوفاً من بعثرة الجنيهات القليلة.
ينهي تفكيره نداء والدته من المطبخ مطالبة إياه بالحضور، يسرع حسن ليلبي النداء
الأم : انت ازاي تدي حسين كل الفلوس اللي طلبها.
حسن : معرفش يامه، أول مرة أحس انه مصر كده
الأم : الفالح راح بعترها في الوكالة واشترى قميص وبنطلون وجزمة
حسن مبتسما : وماله يا حاجة الواد برضو تم 16 سنة ولازم يتمنجه
الأم : علينا اقساط لازم تتدفع يا حسن، والهم ما يتلم
حسن يلتقط زجاجة الزيت قبل أن تسقط من على المنضدة ويحاول إنهاء الحوار لعدم وجود إجابة مرضية للأم... متسائلاً: طيب هو فين؟
تتشاغل الأم بمتابعة سلق الخضار مؤخرة الإجابة حتى ينصرف حسن يأساً من إجابته
وتقول : نزل من شوية بعد ما أتشيك

*****
حسين يتلقى رصاصة في صدره في شارع محمد محمود... يسقط على الأرض، تنحني بجواره صحفية صارخة : إسعاف... انت كويس؟
ينفض حسين التراب من على قميصه متجاهلاً الدم المتدفق من صدره وهو يقول
- لبست نضيف أهو يا أبلة علشان لما أموت ميقولوش عليا بلطجي.

قصة مستوحاة من عبارة حقيقية نطقها شاب في محمد محمود
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 04, 2012 15:00
No comments have been added yet.