أسامة الشاذلى's Blog, page 21

January 3, 2012

الجنرال المقتول


اذا لم تستح... فرشح نفسك لرئاسة مصر

لم يكن أذان الفجر الذي ارتفع من المسجد الكبير في حي ميت عقبة يعلو على صوت الصغير الذى ارتفع في أحد أضيق حاراتها في شتاء عام 1941، والذي استقبله الاستاذ شفيق بفرحة عارمة، مطلقاً على وليده الصغير اسم أحمد على اسم جده.
وبعد سنوات قليلة قامت ثورة يوليو، ليحلم الأب برؤية صغيره ذو السنوات الـ11 ضابطاً مثل هؤلاء الذين يراهم يقودون البلاد، خاصة أنهم سيفتحون الباب لأبناء الشعب لدخول الكليات العسكرية، ولن تقف هذه الشقة الصغيرة في تلك الحارة الضيقة، وهذا الحال الرقيق  كعثرة في طريق الحلم، والذي أخذ الاستاذ شفيق يزرعه في ولده، الذي دخل الكلية الجوية بالفعل عام 58، وتخرج منها عام 61 طياراً برتبة ملازم في القوات المسلحة المصرية.
وخلال سنوات قليلة التقي الطيار الصغير بالطيار الأكبر حسني مبارك، تدرب على يده، وتصادقا، على الرغم من قلة الأصدقاء حول مبارك، إلا أن أحمد كان ذكياً يعرف جيداً كيف يستفيد من هذا الطيار الأكبر الذي تولى خلال سنوات قليلة الكلية الجوية ورئاسة أركان القوات الجوية قبل أن يصبح قائدها في الحرب، لم يشارك شفيق في حرب 67 لأن القوات الجوية لم تشارك في الحرب ودمرت طائراتها على الأرض، وكذلك مطاراتها، أما في 73 فقد شارك في أول يومين من العمليات فقط.
استمرت الصداقة حتى بعد تولي مبارك رئاسة مصر، وجنى شفيق أول ثمارها الغير عسكرية، بعد أن حصل على تقارير عسكرية مرضية نتيجة رضاء قائد القوات عليه، وتم انتدابه كملحق عسكري لمصر في إيطاليا لمدة عامين من 84 إلى 86، قبل أن يعود ويعينه مبارك رئيساً لأركان القوات الجوية عام 91، ثم قائداً للقوات الجوية من 96 إلى 2002، محققاً الرقم القياسي في طول مدة القيادة في سابقة لم تحدث قبله ولا بعده.

*******
يرفض رئيس عمليات القوات الجوية في نهاية تسعينيات القرن الماضي التوقيع على قبول صفقة الطائرات الآباتشي، يغادر مكتبه غاضباً وهو يتمتم : ازاي من غير الخوذة، طيب ازاي
يلتقي باللواء طيار على المعاش "ش" في فيلته على طريق الاسكندرية الزراعي حسب الموعد المحدد، يشكو بكل حرقة استيراد الطائرات الآباتشي المضادة للدبابات دون خوذة الطيار، وهي آداة التصويب في الطائرة، ويقول لاستاذه زميل دفعة رئيس الجمهورية أن هذا يفقد الطائرة 75 % من قدراتها، وأنه يعتبر التوقيع على هذه الصفقة التي كانت شركة السيد جمال مبارك الوسيط التجاري في استيرادها خيانة.
يطلب اللواء ش ميعاداً من صديق دفعته رئيس الجمهورية، يستقبله على الفور لحساسية الموضوع، ثم يعود مطالباً الرجل بالعودة لبيته، لقد نجح في أن يحميه بصدور قرار خروجه على المعاش دون أذى على ألا يفتح فمه، يغادر رئيس العمليات الفيلا ويعود لمنزله مذهولاً، والفريق أحمد يوقع على الصفقة في سعادة مطالباً ابن الرئيس بتكرار مثلها مرات ومرات.

*******
تستمر هدايا الصداقة والولاء ويتم تعيين الفريق وزيراً للطيران المدني، والذي كان طنطاوي شخصياً يحقد عليه، لأنه كان يتعمد ابراز علاقته الخاصة بالرئيس وأبنائه في كل مكان جمعهمها سوياً، لدرجة أنه كان يصل إلى الاحتفالات والاجتماعات بعد المشير في كسر لبروتوكلات القوات المسلحة في أن يأتي الأقدم أخيراً، ونجح أيضاً في إقناع الرئيس بتخصيص شرطة عسكرية خاصة للقوات الجوية في انفصال تام عن الجيش، مما زاد من حنق حسين طنطاوي على طفل مبارك المدلل، والذي ارتاح كلاهما بعد قرار ترقيته للوزارة.

*******
ولان الفريق يتقن أصول اللعبة، بمجرد توليه الوزارة وبدء أعمال التطوير قام بترسيهةمناقصات العديد من الأعمال الإنشائية بالمطار الجديد والتجديدات بالمبنى رقم 2 بالامر المباشر  على مجدى راسخ حمى علاء مبارك و محمود الجمال حمى جمال مبارك ، وبعد هذا قام قام بتعيين وكيل شركة ايرباص بمصر المهندس حسين مسعود رئيسا للشركة القابضة لمصر للطيران لتسهيل السيطرة على عمولات شراء الطائرات من شركة ايرباص و حتى تظل المعلومات الخاصة بالعمولات داخل دائرة صغيرة .
قام أيضاً بتعيين اللواء عبد السلام حلمى مسئول الحفلات بالقوات الجوية رئيسا لمجلس إدارة مستشفى مصر للطيران بعد أن أشرف بنفسه على حفلات زفاف أبنائه، عين أصدقائه في المناصب وعلى رأسهم اللواء طيار مجدى الوزيرى رئيسا لقطاع الأمن بوزارة الطيران المدنى ورئيسا لقطاع الأمن بمصر للطيران فى نفس الوقت أي بيفتش على نفسه لأن الوزارة هى التى تراقب الشركات ، وهو اللواء الذي توفى بعد ذلك في باريس في رحلة ترفيهية واحتسبها سيدة الفريق له اصابة عمل أدت للوفاة.

*******
ابتسم الطيار شريف جلال رئيس مصر للطيران للخطوط الجوية وهو يوقع على الحركة الجوية، مشيراً لمساعده الجالس أمامه بغمزة عين قائلاً:
لازم "أ" تبقى على كل رحلات سيادة الفريق الوزير
ظهرت علامات الاستفهام على المساعد وقبل أن يسأل أشار له شريف ليصمت قائلاً
- افهم بقى مش كل حاجة بتتقال، هو بيحب تكون معاه في الرحلة وبعد الرحلة، واحنا مبنحبش نزعله

********
عاد أحمد من زيارته لقبر والده كما اعتاد كل عام، ابتسم عندما تذكر أنه عدد على القبر ممتلكاته للوالد مباهياً بها لأنه يدرك أن هذا سوف يريحه في قبره ، ثلاثة قصور بالتجمع الخامس، شقة باريس، وقصر مارينا، ثم  زادت الابتسامة اتساعاً لأنه صار الآن رئيس وزراء مصر، وهو ما لم يحلم به أبوه في اقصى أحلامه جموحاً.
تمر الأيام ويحلم الفريق الآن  بتولي رئاسة الجمهورية، ويستعد لترشيح نفسه في الانتخابات القادمة، مدركاً أن الكثيرين من الشعب يرونه نظيفا شريفا عفيفيا لعدم محاكمته نهائيا ولم يستقر في "طرة" بجانب صحبته، والسبب أن المجلس العسكري أصدر قراراً لتأمين نفسه يوم 11 فبراير مساء لا يسمح بمحاكمة أي رجل عسكري الا أمام القضاء العسكري، وهو ما جعل كل البلاغات التي قدمت في شفيق تتحول تلقائياً للنيابة العسكرية التي كفت على الخبر "ماجوراً" ولم يتم التحقيق في اي منها، خاصة بعد أن أذابت المصالح الموحدة حاجز الجليد بين المشير والفريق، وتعلم شفيق كالعادة كيف يستفيد.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 03, 2012 05:56

January 1, 2012

أحمد رجب...تحويجة عطار محترف في "الجدعنة"

لازلت أتذكر ذلك اليوم في تلك الرقعة الممتدة ما بين بيت العود وبيت زينب خاتون، حين كانت أم كلثوم تصدح في مذياع المقهى قائلة " طول عمري بخاف م الحب"، وشذى الفل يملأ الأرواح قبل الأنوف، وذلك الشاب النحيل صاحب العيون الخضراء والذقن الشقراء الخفيفة يمشي متجهاً إلى منضدتنا، لفت إنتباهي في البداية أنه يحمل روايتي، وعندما تحدث نسيت الرواية، وأدركت للوهلة الأولى لحظة ميلاد صداقة، تمنيتها وتحققت.
قليلون هم من يعرفون أحمد رجب على حقيقته، يعتبره البعض جافاً، أو متعالياً، ولكن عندما يقتربون منه سيدركون العكس تماماً، سيرون بين جنبات روحه ذلك الطفل الحالم، الباحث دائماً عن الأفضل، المندهش والمدهش، سيرون أيضاً أن "شطارته" في مهنة الصحافة ليست فقط ناتجة عن مجهود ضخم بل عن موهبة أضخم.
سيعرف المقتربون، وبالمناسبة هم ليسوا بالكثير فالتخيلات البشرية السابقى قد تجبر البعض على ترك مسافة فاصلة، أو خاسرة في رأيي، ولا يهم هذا صاحبنا لأنه إنتقائي للغاية، يحب أصدقائه قبل أن يصادقهم، يدخلهم قلبه فلا يخرجون، سيعرفون أن صاحبنا مختلف، يشبه تلك التحويجة التي صتعها عطار محترف، من أوراق أحد اسلافه العظام، صنعها على "رواقة" ولم يبخل عليها بشيء، تحويجة قادرة بقوة الرأي والحجة على إقناعك على إرشادك على الطريق الصحيح.
يمتلك رجب ابن العشرينيات، خبرة صاحب الأربعينيات، وحصافة رأيه ووجهة نظره، ولا يعيبه إلا ذلك القلب الذي خُلق على عجل، والذي يحمل روح عصفورا في حياة أخرى، والذي يأبى الإستقرار، ويحيا حياته ملتقطاً الحَب، من مكان لآخر، دون عشاً يحويه.
أثق يوماً أن جناحي العصفور سيتعبان وأن روحه ستعرف الإستقرار .
صديقي أحمد رجب من ذلك الصنف من الرجال، الذين يطلق عليهم "تحويشة العمر"، هؤلاء الذين تفضل الموت بين يديهم موصياً إياهم بكل ما تريد، هؤلاء الذين تستند إليهم وأنت لا تخشى خذلاناً، هؤلاء الأصدقاء الذين كانت تحكي عنهم الأساطير.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 01, 2012 00:27

December 28, 2011

حدوتة الضفدع

لا تيأس ستجد من يؤمن بك، ويتبعك


كان ياما كان في سالف العصر والآوان ، ضفدع صغير لونه أصفر ومنقط باللون الأحمر، مع ان كل الضفادع حواليه لونها اخضر، وكان ضفدوع الأحمر ياحرام كل ما يحب يلعب مع الضفادع جيرانه، يقعدوا يضحكوا عليه
واحد يقول : هههه شايفين لونه
واحد تاني يقول : ده أحمر لون الورد ده مش ضفدع زينا
وكلهم يضحكوا وميردوش يلعبوا معاه
كان يروح لشلة تانية من الضفادع قاعدين يلعبوا استغماية، أول ما يشوفوه يوقفوا لعب وهاتك يا ضحك، ويغنوا له : ياحمرا يا بلحة يا مقمعة شرفتي اخواتك الأربعة
يمشي ضفدوع الأحمر بعيد ويروح يقعد على شط البحيرة يعيط، يمسك طوبة ويحدفها بايده جوه الميه، البحيرة تعمل دواير دواير مكشرة، يزعل أكتر ويمشي يدور على بحيرة تانية.
يقول لنفسه وهو ماشي : حتى البحيرة اللي مش بتضحك عليا ، بتكشر لما تشوفني، أنا ماليش اصحاب خالص
*****
وفي البحيرة التانية يقابل ضفدوع الأحمر ضفادع خضرا تانية بتلعب "تيك على العالي وتيك على الواطي"، أول ما أقولهم ممكن العب معاكم، خافوا في الأول وجريوا، قالوا ايه الكائن الغريب ده، وبعدين واحد قال بصوت عالي : الحقوا ده ضفدع لون أحمر.
كلهم قعدوا يضحكوا لحد ما ضفدوع مشي وراح على شط البحيرة الجديدة، حدف طوبة تانية، الدواير عملت تكشيرة كبيييييرة، قام ضفدوع طلع يجري بعيد
*****
وصل ضفدوع عند بحيرة جديدة، وقف يبص عليها وهو بيحاول يمسح دموعه، عدت جنبه ضفدوعة جميلة بس لونها أحمر وعلى ضهرها نقط صفرا، مكنش مصدق نفسه، نداها بصوت عالي
- يا ضفدعة
وقفت وبصتله وابتسمت وقالتله
- أهلا وسهلاً أنا اسمي صفورة انت اسمك ايه
قالها
- أسمي أحمر، ممكن نلعب سوا
شدته من ايده بسرعة وقالتله تعالى الأول نعوم في البحيرة وبعدين نطلع نلعب نط الحبل
ونطوا جوه الميه اللي المرادي عملت دواير كتير كتير بس كانت بتبتسم
ضحك ضفدوع وقالها
- ميرسي يا بحيرة انك ضحكتيلي
قالتله البحيرة
- انا ضحكتلك علشان انت نطيت في حضني، اما البحيرتين التانين فزعلوا منك علشان حدفتهم بالطوب
ومن يوميها وضفدوع الاحمر مش بيرمي حد بالطوب وكبر وعايش على شط البحيرة اللي بقى كل ضفادعها لونهم بين الأحمر والأصفر
وتوتة توتة خلصت الحدوتة
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 28, 2011 16:52

حدوتة الفار

مفيش حاكم إلا من خيال محكوم ... تميم البرغوثي


كان ياما كان في سالف العصر والاوان، أسد عجوز أسنانه مخلعة ونظره شيش بيش، قاعد في عرينه اللي هو بيته، وبيحكم منه الغابة كلها، ومفيش أي حد من سكان الغابة دي مبيخافش منه، ويموت من الرعب لما يسمع زئيره وهو بيزأر بصوت عالي كل يوم الصبح، لأن دي الحاجة الوحيدة اللي فاضلاله من أيام العز، ولأنه زمان كان قوي جدا، مفتري جدا، محدش بقى متخيل إنه ممكن يبقى ضعيف، ممكن حتى يعجز ولا يموت.

وكانت كل فصيلة حيوانات مسؤولة كل يوم انها تأكله، النمور تجيبله الاكل يوم لحد مدخل العرين، القرود تجيبه اليوم اللي بعديه والافيال اليوم اللي بعديه وهكذا تلاقي كل فصيلة أو نوع بيجيبله الاكل يوم في الشهر، وكلهم فرحانين انه مبيخرجش من بيته ويقولوا بينهم وبين بعض، أهو تعب يوم في الشهر ولا الأسد المفتري ده يخرج لنا.

لحد في يوم من الايام كان الفار زنفل بيتمشى في الغابة زهقان وقرفان من الزحمة اللي عندهم في الجحر، ويمكن كمان جعان لان مناخيره شمت ريحة غريبة، جاية من ناحية بيت الأسد ملك الغابة، خاف في الاول يروح هناك بس الجوع كان اقوى منه ومن خوفه قرب بالراحة وقلبه بيدق جامد، لقى حتة لحمة كبيرة مرمية قصاد الباب ومغروس فيها سنتين، استغرب قوي من منظر الاسنان قرب أكتر وبص عليهم وهو بيقول لنفسه

- ياترى ايه دول، معقولة تكون اسنان ملك الغابة

سمع صاحبنا الفار زنفل صوت الاسد من جوه وهو بيعيط بصوت واطي وبيقول

- خلاص دول كانوا اخر سنتين في بقي مش حعرف اكل تاني... آه ياني

صاحبنا زنفل فكر بسرعة، أكل كمان بسرعة , خد السنتين ومشي

وبقى كل يوم يروح ياكل من الاكل اللي محطوط قصاد بيت الملك، أول ما يسمع الزئير الصبح بدل ما يخاف يبتسم.

وكل يوم يعدي على بيت الملك يتأكد هو حي ولا مات خلاص، لحد يوم ما راح وعرف ان الملك مات، دخل بسرعة العرين ولبس سلسلة علق فيها السنتين بتوع الاسد، وخرج للغابة يصرخ بصوت عالي : أنا قتلت الأسد أنا قتلت الملك، أنا زنفل

الحيوانات ضحكت في الاول وقالوا الفار اتجنن خلاص، لكن تاني يوم النمور راحت تودي الاكل بتاع الملك شافوا زنفل معلق السلسلة وفيها اسنان الاسد

مبقوش مصدقين، اليوم اللي بعدها الغزلان جابت أكل الملك وشافوا زنفل برضو لابس السلسلة وساكن بيت الملك

ولحد النهاردة الحيوانات بتاعة الغابة كلها بتودي الاكل في ميعاده عند باب البيت ويستغربوا من منظر زنفل وهو لابس السلسلة وهو بياكل لحد ما يشبع وفرحان لكنهم عمرهم ما بطلوا يودوا الاكل

وتوتة توتة خلصت الحدوتة
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 28, 2011 02:39

December 26, 2011

حملة علاج مصابي الثورة







الثورة والايام اللي بعدها علمتنا إن الحل في إيدينا، ولو اعتمدنا على مجلس عسكري ولا حكومة، مووووووت يا حمار، مصابين الثورة محدش حيعالجهم ولا يهتم بيهم، ومصابين اكتوبر مش بعيد عن عيوننا، الدولة نسيتهم رغم احتفالها كل عام بالنصر، وصرفها ملايين على أوبريتات تمجد قائد الحرب حسب كل مرحلة.
يبقى الحل هو التكافل الإجتماعي، المليان يصب في الفاضي، نعمل مشروع تكافل، كل أسرة قادرة تعالج مصاب من مصابي الثورة، حسب إصابته وحسب مقدرتها في مستشفى خاص، بدل جحيم المستشفيات الحكومية، ومش لازم تبقى مستشفى غالي قوي يعني، بس نضمن يكون فيها علاج حقيقي.
ده حيستلزم حصر حقيقي لمصابي الثورة، وفتح الباب في سرية تامة لكل أسرة تقدر تكفل  علاج مصاب، حرصاً على نفسية هذا البطل الذي يستحق أن نحمله فوق رؤوسنا.
لو موافق انشر الفكرة، خلينا نبدأ ناخد خطوات حقيقة، مع أحد جمعيات حقوق الإنسان الموثوق فيها، أو أحد المراكز المعروفة لضمان سير الاجراءات بشكل مرضي.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 26, 2011 15:42

December 25, 2011

حدوتة الحمار

كان يا ما كان في سالف العصر والآوان، غابة زي كل الغابات، بياكل فيها القوي الضعيف، بس الغابة دي كان فيها قطيع كبير من الحمير، مساكين الاسود والفهود والنمور والضباع بتهاجمهم كل يوم، ياكلوا بدال الواحد عشرة، ويصيبوا عشرة تانيين، الحمير البيضا، تعبت م الخوف، قررت تجتمع، وتفكر في طريقة لحل مشكلة الخساير دي.
وعند العصر والشمس البرتقاني بتودع السما، علشان القمر زقها، اجتمع القطيع، وقف كبير الحمير وبص واتأكد إن الكل موجود وقال بصوت حاول يكون غاضب
- وبعدين يا حمير، حنفضل نموت في الغابة دي لحد امتى
رد الحمار الخواف وقال
- احنا نسيب الغابة دي ونهاجر، العمر مش بعزقة يا كبير
رد الجميع في صوت واحد
- أي غابة حنروحها حيحصلنا زي ما بيحصل هنا والوحوش حتاكلنا
رد الكبير
- ومش ممكن نسيب أرضنا أبداً، دي أرض جدودنا اللي ورثناها منهم
رد الحمار المكار وقال
- احنا نروح للقرد الحكيم نسأله على حل، احنا حمير وبرضو مخنا على قدنا
هاص الحيوانات بعضهم فرحان بالفكرة، وبعضهم مش عاجبه، شايف نفسه حمار بيفهم، بس الكبير رفع صوته ونهق وقال
- سمع هس، الكل يسكت ويخرص، أنا حشكل وفد ونروح نقابل القرد الحكيم
*****
وبعد مشاورات مع القرد، وهات وخد، وصلوا لاتفاق عظيم، بعد ما القرد نفسه اتقطع بين الوحوش والحمير، ان قطيع الحمير يقدم كل يوم حمار واحد بس للوحوش، وبكده تبقى الخساير قلت كتير قوي، الحمير علشان الوحوش متتلخبطش، قرروا يخططوا الحمار اللي اختاروه علشان يبقى متعلم والوحوش ميغلطوش ويهجموا على حد تاني.
وبعد ما عملوا القُرعة واختاروا الحمار وخططوه بالاسود وحطوه في المكان المتفق عليه، رجعوا بيوتهم فرحانين.
هرب الحمار وخاف من الموت وراح يعيش لوحده، الوحوش غضبوا لما ملقوش الفريسة لكن القرد هداهم
ويوم بعد يوم بقى الحمير يخططوا حمار ويسيبوه، الحمار المخطط يهرب وهما يتعاقبوا
ومع مرور الزمن بقت الحمير المخططة اللي رفضت تتاكل حرة وطليقة في الغابة، والحمير البيضا اللي ما اتاكلش منها اتركب
وتوتة توتة خلصت الحدوتة حلوة ولا ملتوتة
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 25, 2011 09:42

December 20, 2011

حدوتة عامود نور

كما عمود النور كنت واقف، في عز البرد دافي منور الدنيا
لما النهار يطلع بابقى خايف، يجوني يطفوني وف ثانية
وأتاري الصبح كما الليل عتمة
مليان بالعسس ...بالكلاب زحمة
والعسكري يا با قلبه مليان سواد
لا حد قادر ينوره، ناشف كما الجماد
يقتل أخوه يدبحه ولايهمه
لو يطول يهتك عرض اللي جاب أمه
لاعنده نخوة وكرامه، وكل اللي كان همه
يسمع كلام القيادة، يحمي الفراعنة الجداد
******
تحت مني كان زمان، كان واد بيذاكر
منهم الي أصبح واللي كان، ولساه فاكر
ومنهم اللي باع واللي خان، واللي صار فاجر
ييجي في قلب الميدان ويقتل الثائر
محتاج عقاب ربنا، كما ثمود أو عاد

*******
طفوني ما عاد نوري له لازمة
عيون الشباب انطفت والنظرة لسه حازمة
ما حد خاف قلبه م العسكري الجزمة
على الصباح والنهار القلوب عازمة
مش محتاجين نوري، نورهم يغطي البلد

*******
خلوني مقلاع جايز أو حتى منجنيق
خلوني احارب معاكم خلوني أبقى صديق
مين يطيق اللي شايفه، ده لو حجر ما يطيق
أحارب العسكر كأني ..يا اخويا نورت الطريق
عمود نور صحيح أنا لكن .. حي على الجهاد
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 20, 2011 12:22

December 19, 2011

الجنرال الكاذب


يخطو العقيد ذو الطول الفارع والصوت الرخيم خطواته الأولى داخل ذلك اللواء المدرع الذي تم تعيينه لقيادته، ينشغل الضباط الأصاغر الذين يحضرون مؤتمر الترحيب بالقائد بمتابعة تلك السيجارة "السوبر" المطفأة في يده، والتي تحولت إلى اللون الأسود، والتي يكتشفون فيما بعد أنها وسيلته للإقلاع عن التدخين، في أن تبقى نفس السيجارة تتناقل من يده إلى فمه طيلة اسبوع كامل قبل أن تتفكك بفعل الزمن، يسهب القائد في حديث طويل بإيقاع رتيب، يتناقل الضباط النظر مدركين أنهم أمام إختبار صعب، فالقائد يجيد "الرغي" دون هدف محدد، يعلن صراحة أنه لا يستطيع التفكير في موضوعين في آن واحد، وأن هذا يمثل له عبء لا يتحمله، ويزيد الطين بله بقراره الأول بإقامة مؤتمر اسبوعي مع كافة ضباط اللواء كل ثلاثاء من الساعة السادسة - ولم ينتهي أبداً قبل الحادية عشر، ولم يتكلم غيره -.
*****
ألتقي سيادة العقيد بعد أن غادر اللواء قائداً سيارته اللادا الروسية ذات اللون الكاكي، أتوقف لأسلم عليه، يغادر سيارته بعد مصافحتي متجهاً إلى شقته المؤجرة والتي ورثها عن أبيه في حي الهرم، أتذكر مبتسماً ذلك المشروع التكتيكي الذي نفذناه تحت قيادته في الضفة الشرقية، وكيف بكى يوم التنفيذ لأن المشير لم يحضر لإنشغاله بالعزاء في أحد رجالات الدولة، يبكي ضياع الأمل في الإقتراب من دائرة الضوء، ولفت نظر القائد العام
****
يرتقي سيادته مناصبه القيادية، حتى يصير أميناً عاماً لوزارة الدفاع، وأحد رجال النخبة في القوات المسلحة، لا يضايقه في الحياة الا ذلك الزحام الموجود على الطريق بين قصره في التجمع الخامس والأمانة العامة لوزارة الدفاع في كوبري القبة، ينسى صاحبنا مشاكل جيرته التي كانت تؤرقه منذ 9 سنوات في حي الهرم، تلك التي تركت اثارها على ابنه الصغير ذلك الضابط بالقوات المسلحة الذي تم طرده من الخدمة بعد ضبطه يدخن المخدرات داخل الوحدة، يتذكر أنه ساعتها اشترى رضاء المشير ولم يتدخل لحماية ولده الأصغر، يهرش تلك المسافة العارية في رأسه ويبتسم، لأنه نجح بعد ذلك في تعيينه في جهاز الرقابة الإدارية، أما الأكبر القريب من قلب الأبن فتم تعيينه في المخابرات العامة.
*****
لا يستطيع سيادة اللواء الأن بحكم السن حصر ممتلكاته ما بين قصور في الساحل الشمالي، وأراضي في الصالحية، وقصر في التجمع الخامس، ولكنه يستطيع بكل ثقة أن يواجه شعب مصر بأكمله متحدثاً غليه ملقيا بياناً غير "عادل" يحوي معلومات مزيفة في وصلة من الكدب يندى لها الجبين، ويئن لها الشرف، وتسقط لها اي "عمارة"
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 19, 2011 09:58

December 17, 2011

وصيتي إلى بناتي

أغادر الميدان ليلاً، أتيت غاضباً ورحلت محبطاً، الشباب يتساقطون أمام يد غاشمة ادعت يوماً أنها حمت الثورة وهي تقتل شبابها، أتسائل متى سيأتي دوري لأسقط شهيداً، صرنا جميعاً في الميدان نعرف أنها أيام مجرد أيام وسنسقط واحداً تلو الأخر، نفتقد بعضنا البعض، يبكي أهلنا وتتناقل وسائل الإعلام صورهم وتصريحاتهم، يضع البعض صورنا على "الفيس بوك"، ثم يغيرها سريعاً ليضع أخرى لشهداء أخرين.
أتوقف قليلاً على باب منزلي، أتذكر تلك الصور المنشورة لكتائب طنطاوي وهي تسحل وتنزع ملابس شابة ثائرة كل ذنبها، أنها نزلت إلى الميدان لتطالب بالحرية والكرامة، أخجل من نفسي لأني لم أتمكن من حمايتها، أتذكر بناتي النائمات في فراشهن، أخجل من الدخول لغرفتهن لأقبلهن كما اعتدت كل مساء.
أدخل فراشي لأنام وأنا أتمنى أن لا أراهن صباحاً، لأني سوف أخجل من النظر في عيونهن، صرت رجلاً - إن جاز على الوصف - لا يستطيع حمايتهن، عدت مرة أخرى لأتمنى الشهادة، حتى تكتفي بناتي بحمل صورة أبيهم الشهيد، أستشهد لأسترد رجولتي، أستشهد لأعتذر إلى كل من اعتدت عليهم كتائب مبارك، عفوا طنطاوي، الذي أثبت أن التلميذ يفوق الأستاذ حقارة وعنفا.
بناتي الحبيبات وصيتي أن تؤمن دائماً أن طريق الحق صعب مفروش بالشوك والآلام، خاضه أبوكن ولم يصل إلى غايته، فاستكملوه، وإن اعتدي عليكم يوماً غاشم أو حاول هتك عرضكن، فلا تخجلن انما يهتك عرض نفسه، انما يكشف عن حقارته وزيف ما يدعي، وأن من يطالب بالحق هو أشرف أهل الأرض.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 17, 2011 15:09

December 16, 2011

وامعتصماه

تحرش أحد الأروام في مدينة عمورية بامرأة مسلمة، فصرخت "وامعتصماه" فسمع صوتها رجال المعتصم فبلغوه فأمر بتجهيز جيش كبير والاستعداد للحرب وخرج بنفسه على رأسه في ابريل سنة 838 م.
وفي ديسمبر 2011 م بعد مرور أكثر من ألف ومائة عام، خرج الجيش ذاته ليتحرش ويضرب نسائنا.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 16, 2011 04:53