أسامة الشاذلى's Blog, page 18

August 11, 2012

منمنمات الذكــريـــــات

جلست على الاريكة تراقب صغيرها ذو السنوات الاربع يلاعب كبيرها صاحب الستة عشر عاماً الكرة في صالة المنزل، تعمدت في كل مرة أن تمد قدمها لتمنع هدفاً للكبير في مرمى الصغير التي جلست بجواره تحرسه، دون دوراً في اللعبة.وبعد مايزيد عن ثلاثة عقود ونصف، جلست في نفس الصالة بعد أن اقعدها السن عن الحركة، تتابع التليفزيون وصغيرها الذي صار كبيراً يلاعب طفله ذا السنوات الاربع مباراة في الكرة، هذه المرة منعت قدمها أهدافاً في مرمى الصغير الذي صار كبيراً لكن دون أن تدري، فقط اكتفت بالتألم من إصطدام الكرة بقدمها، وكأن هذه الأم قد كتب عليها القدر أن تحرس ولدها طيلة العمر.************
سرحت بخيالها بعيداً ثم داعبت شعرها المتمرد قبل أن تبتسم وتقول : لم أتخيل أبداً أن أكتب يوماً فيلماً رومانسياً، إلا عندما قابلتك، ووقعت في غرامك.ابتسم هو في سعادة، ولكن ياترى بعد أن رحلت دون سبب معروف، هل مازالت تستطيع كتابة هذا الفيلم.
***********
مارس "التمشية" للمرة الأخيرة في شوارع حي الزمالك في مطلع صيف مضى، يمر بنفس تلك الشوارع الآن، يسأل الاشجار دون خجل : أين وارت أثار أقدامهما؟تكتفي الاشجار بدورها المرسوم الساكن بعد أن رفض الهواء القيام بدور "المخرج" ليدفعها إلى الحركةيمضي وحيداً يكرر سؤاله دون إجابة.
************
يضغط على القلم بشدة وهو يكتب، وكأن هناك ثأراً مابينه وبين الأوراق، تتحمله الأوراق على أمل أن تحمل فكرة أو قيمة، يتذكر كل مرة خط فيها حروفاً من قلبه، يشعر بالرأفة هذه المرة على الورقة، فيمتنع نهائياً عن الكتابة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 11, 2012 18:25

August 8, 2012

ميــــــــــــــــــــاصــة

بصتله بصة واحدة من بعيدقالتله انت "مايص" يا صبيوالعجيبة إنه ابتسموالصبي على وشه فعلاً اترسم
اتخض بسرعة واتعدلغاب الصبيظهر بداله ميت نبيوصاحبنا قلبه اتقسم
لبس له كام توب بحكمةوقال كلامعن النصيب وعن قسمةملامحه كان فيها العشم
الشاب عاشق من زمانالحب دايب في الأمانوهو قال فاكر كمانانه ملهم لكن غبي
لعب الصبيوافتي النبيومات الغبيوقلبه طار وابتسم
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 08, 2012 06:53

August 4, 2012

حدوتة السلحفة الليموني

كان يا ما كان في سالف العصر والآوان سلحفاة ليموني، طول عمرها عايشة لوحدها، ساعة ما تخاف وتكش، بسرعة تسحب نفسها وتستخبى جوه نفسها، قوقعتها الليموني بتخليها شكل الليمونة بالظبط، بس لو جيت تعصرها حتلاقيها ناشفة، سلحفاة صحيح لكن قلبها سريع الدق، بيدق بيدق يملا كل الكون مزيكا لما تكون فرحانة، بس لما تقفش وتزعل، بيستخبى جوه القوقعة ومتسمعش صوته أبداً.قابلت في يوم من الايام قط مشمشي، قرروا يكملوا حياتهم سوا، لكن بعد فترة لقت السلحفاة الليموني نفسها برضو عايشة لوحدها، القط بيقضي نص يومه في تلميع شعره بلسانه والاسترخاء في الشمس، قررت تمشي ولأن القط محبش ده خربشها وخربشها، وهي ياحرام بتحاول تدخل القوقعة.فاتت الأيام وقابلت صاحبتنا أرنوب، دايما بيجري ويتنطط، حبوا بعض قوي، المرادي متسابقوش لا قرروا يمشوا الطريق سوا، لكن ولان السلحفاة كانت بتحلم بالقط انه بيخربشها كانت بتخاف من فرو الأرنب، ولأن الأرنب مش ناسي الأرنوبة اللي تعبته، كان بيترعب من دخول السلحفاة قوقعتها، لانه مبيحبش الوحدة.لحد يوم من الأيام هجم عليهم الليل الغميق، بعت أسدين وضبع من ولاده، لونهم اسود، بيسحبوا الفرح من القلوب ويوجعوها، الارنب والسلحفاة كان كل واحد فيهم في مكان، الارنب طلع يجري بسرعة، لقى الطريق مسدود قرر يلف من بعيد علشان يوصلها، السلحفاة ملقتش الأرنب، افتكرته مسترخي زي القط، خافت دخلت قوقعتها، قالت اعتمد على نفسي مش حتعرف جيوش الضلمة توصللي.بعد شوية كان الاسود والضباع سحبوا الفرحة من قلبها، بس الارنب كان وصل، واخدها في حضنه، الشمس اتاوبت واتنفضت صاحية تطرد في الضلمة، والفرحة خرجت من قلب السلحفاة الليموني تعزف كونشرتو تردده العصافير ، الغابة كلها ابتسمت ورقصت، والسلحفاة في حضن الارنب، وهما الاتنين حاسين بالأمان.وتوتة توتة خلصت الحدوتة
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 04, 2012 05:30

July 31, 2012

لعب عيال 1

صرخ الطفل ذو السنوات الخمس في والده وأمه الذين جلسا ليتابعا التليفزيون : أنا عايز أموتانزعجت الأم للغاية واسرعت تجاه الطفل واحتضنته بشدة، بينما اشاح الوالد بوجهه بعيداً مخفياً نظرة ألم غطت وجهه.أعاد الطفل الصراخ مرة أخرى : أنا عايز أموتردت الأم بجزع شديد : متقولش كده ياحبيبيتخلص الطفل منها بجسده الضئيل واقترب من الأب : بابا أنا عايز أموتاضطر الاب إلى أن يلتفت إليه صارخاً : بطل بقى اللي انت بتقوله دهظهر الخوف على وجه الصبي ولاذ بحضن أمه مرة أخرى قائلاً : عايز أموت اشوف تيتا وأرجع تاني.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 31, 2012 13:50

July 27, 2012

أسوء قصة كتبتها في حياتي


نظرت كثيراً إلى وليدها، ذلك الكائن النوراني الجميل، ابتسمت كثيراً، قبلته وضمته إلى صدرها، مدها هذا الحضن بالمزيد من الطاقة، فحاولت الحركة، فوجئت بتلك الأغلال التي تقيد قدميها، أيقظها ألم القيد من حلم السعادة، امتلأ الوجه بتقطيبة عريضة، واعتصر القلب هم وحزن.مع مرور الوقت انشغلت صاحبتنا بالقيود، بدأت تعتبرها جذوراً تشدها للأرض، وأنها خلقت لتلك الأرض، يعتاد السجين سجنه ويخشى العالم الخارجي بعد فترة، يخلق لنفسه الف مبرر ومبرر كي يبقى مقيداً.أهملت الصغير الملائكي، بل منعت عنه الغذاء، وصارت تخشى أن تلتقي أعينهما، انشغلت بالأرض، وبعد فترة أنكرت وجود الصبي، لم يشغلها صراخه، لم يهمها كيف تشكل بين يديها كما أحبت كل مرة، لم تعد تراه، هكذا قررت، أو هكذا رأت بعيني السجين.حتى عندما عادت يوماً لتتحسس طفلها "المميز" لم تتحمل لمساته الحانية فغاصت إلى أرضها في غير رجعة، وبقى الصغير يضاجع الموت كل لحظة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 27, 2012 08:25

July 25, 2012

يوم ولدت مدينتي


اليوم ولدت مدينتي.. كنت ساعتها أسأل ألعابي عن معنى الوطنوعند صرخة ميلادها الأولىأدركت في طفولتي معنى الشجن,ان غربتي كتبت على جبهتي..لمدة 37 عاماًقبل أن أتذوق طعم السكن.*****ملكاً مشرداً كنت قبل لقياكيإمبراطوراً متوجاً أصبحت بعد سكناكي*****إلتقينا قبل لقائنا بدهور... إلتقينا يوم خلق الله الزهوريوم تعلمت الالوان اسمائهايوم خلق الفجر وبدر البدوركنا في عمراً سابقاً عصفورين... في عش وحبورعمراً آخر شهدنا عاشقين... يحاربان من آجل السرورعمر أكثر حداثة كنا عبلة وعنتر، أو قيس وليلى...كنا للعشق بعض سطورالآن نحن ...نحن.. أنا وأنتيالفجر والبدر...الملك والمدينةالحنان والشعور******ملكاً مشرداً كنت قبل لقياكيإمبراطوراً متوجاً بعد سكناكي*****في يوم ميلادك اسمحيلي سيدتي أن أنحنى.. ,انا الذي ابداً جبهته لم تكن محنيةفأنا أنتي وأنت أنا.. وبك فقط روحي حيةوإنحنائي محض أحضان مرويةبالحب والحنان والشوق وبحور العشق الاسطوريةحبيبتي هل تعرفين؟أن حبيبك ذلك القلب النابض داخلكقد أضحى مجنون بكيانكبلحظة حب عفويةوبأن حياته بين يديكيتنبت كما شجرة لوز مرويةمدينتي أعشقك بلا صبر أو رويةخذيني في أحضانك لنحتفل مدينتيبالعيد القومي لحبسيحكيه البحر يوماً في كتاب لعجوزينيتنازعان نظارة أعين مطوية.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 25, 2012 16:36

July 11, 2012

وحــــــدة

يوم أخر أنت وحدك
ليس مهماً على الإطلاق
لا أقصد الوحدة
بل أنت نفسك

جدران الغرفة لون الصمت
ذاك اللون البارد مثل الموت
تخشى أن يخدشها حتى الصوت
تجتر بلا أمل همسك

تعانق شاشتك الملعونة...تكتب
 ليس هناك من يقرأ..تكذب
 لن يصدقك أحد
لا أحد يحبك سوى يأسك

تنهض وتسامر صورة أبيك
تسأله بحب لماذا لا يناديك
تتسائل عن إبتسامته الساخرة
تضرب في الحائط رأسك

ينزعج الصمت من الضجة
تمسح دما سال على الجبهة
تعتذر دون صوت
تشرب ما تبقى في كأسك

تتخيل من فرط الشوق إلى أحد
أن الجدران تحادثك
فتتمتم أبياتاً من شعراً عن وجد
الحائط صامت ...يصمت هوسك

تلتحف رداء من دمعك
وتواسي ألماً في رأسك
وتغمض عيناك على أمل
أن لا تصحو ابداً
ألا تشرق شمسك
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 11, 2012 13:10

June 20, 2012

دندنة "الأس"

ياللي تستحي من البوسة اتنيل
دي الشفايف لولا البوسة كان بقى حظها قليل
البوسة لحظة يدوب فيها الروحين
من غيرها الحياة عاملة ازاي ..تتخيل

******

تشبيكة إيدينا وكأنها إعلان
بيقول لكل الناس إحنا كيان
صحيح شكلنا حبيبين
بس إحنا واحد حس بأمان

******
حضني يابنت الناس بدونك خلا
تكتر فيه المناحة والصوت فيه صدى
وأبقى ناقص منحني مخوخ
حضني اتخلقلك على طول المدى

******
نظرة عينيكي ليا كما الكهربا تسرى ف بدن
يدوب في لحظة الهم، يختفي قوام الشجن
أرجع أنا..أصبح همام..أصبح شجاع
لايهمني عنترة ولاحتى بن ذي يزن

******
أحكي كمان يابنت الناس ولا انتي مش عاقلة
الحب قوتنا ولقانا يقوتنا والدنيا بيه أحلى
والبعد شاب غشيم جاهل مفترى
جايز يكون القوي لكن هزيمته سهلة
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 20, 2012 13:51

June 19, 2012

الصوت "عورة"


تأملت في صمت سقف غرفتها الأبيض، وسرحت في أفكارها، دون أن تتحرك، حاولت إستدعاء النوم عدة مرات ولكنها فشلت، نامت على جانبها الأيمن إستعطافاً لغفوة قصيرة أبت أن تأتي، درات على جانبها الأيسر دون جدوى، تعرف أن الخوف والنوم عدوين لا يجتمعان، وهي خائفة، تنتظر الغد والرعب يملأها .
تستلم عملها غداً في مرسة للصم والبكم، أنهت دراستها في الخارج وعادت إلى مصر من أجل أن تعمل فيها كما وعدت والدها على فراش مرضه، تعلمت مبادي ءلغة الصم والبكم بعد أن أنهت دراستها كمحلل نفسية في الولايات المتحدة، لكنها فضلت العودة للعمل معهم، تنفيذاً لوصية غال جاءها يوماً في المنام، تساعدهم في تجاوز أزمة إعاقتهم.
تعلم أنها خجولة ويخجلها للغاية أن تكون قادرة على الحديث بين العشرات الذين لم يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم، ظلت لمدة يومين مضيا ترفض إستعمال الهاتف خجلاً، ابتسمت عندما تذكرت ذلك الشيخ الغاضب الذي صرخ في التلفاز منذ أيام "صوت المرأة عورة"، ثم غابت الإبتسامة هي فعلاً تشعر أن صوتها سيكون عورة وسط هؤلاء المحرومين من الصوت.
*****
في الصباح وداخل الغرفة المعدة لتواجدها مع أول مجموعة، والتي تكونت من 12 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر، وقفت "نور" مذهولة عاجزة عن التعبير، هم يتقافزون ويكلمون بعضهم البعض بلغة الإشارة وهمس العيون، يبتسمون ويمارسون شقاوتهم الطفولية بمرح زائد، يشيرون إلى بعضهم البعض بسرعة تعجز عن تتبعها، وهي عاجزة عن فهمهم بشكل كامل....أدركت "نور" للمرة الأولى أن صوتها عاجز وأنها بينهم ذات إحتياج خاص.
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 19, 2012 11:17

June 12, 2012

منمنمات وهابية


يا حبيبي أكلما ضمّنا للهوى مكان
أشعلوا النارَ حولنا فغدونا لها دخان
قُل لمن لامَ في الهوى هكذا الحبُّ قد أمرْ
إن عشقنا فعذرُنا أنّ في وجهنا نظرْ

يقولون أن لعيوني سحرا، وأنا لم أرى السحر سوى في عيونك، التي ابداً ما كذبتني، والتي دائماً ما احتوتني...بدونها الآن أشبه ذلك المهرج الرخيص الذي يؤدي حركات لا تضحك الناس فيضطر أن يبتسم وقلبه يبكي.


كل ده كان ليه لما شفت عنيه
حن قلبي إليه وانشغلت عليه
كل ده كان ليه
قال لي كم كلمة يشبهوا النسمة في ليالي الصيف
سابني وف قلبي شوق بيلعب بي وف خيالي ليه
إحترت أشوفه فين وان شفته اقول له إيه
كل ده كان ليه

لا أعتب عليك، لكني أعتب على الزمان، لطالما أمنت أنني لست ابن هذا الزمن، وعندما التقيتك ارتاح قلبي عندما أدركت أنك تشبهينني، لست إبنة هذا الزمن أيضاً...لكننا كاللقطاء الذين أبداً لن يعرفوا الراحة
ملحوظة : النسمة هي أنفاسك

قالولي هان الود عليه ونسيك وفات قلبك وحداني
رديت وقلت يشمتوا ليه هو افتكرني عشان ينساني
انا بحبه وراعي وده ان كان في قربه والا في بعده
وافضل امني الروح برضاه ألقى جفاني وزاد حرماني
هو اللي حالي كده وياه كان افتكرني عشان ينساني

النسيان نعمة لا أملكها، حالة تعيشيها، ومن ذا الذي يطالب الورود بالذاكرة، المدهش بالنسبة لي أن ذاكرة الأرنب صارت أكثر حدة من ذاكرة السلحفاة، يقولون في الآثر أن السلحفاة تنتصر في النهاية، ولم أعرف السبب، إلا الآن، لأن الأرنب لم يكن أبداً مع السلحفاة في سباق.

قوللي عمِلَّك ايه قلبي ـ قلبي اللي انت ناسيهوانت الغالي عليهالعين في العين وانت ـ ولا داري بحاليآه من الاتنين والله ـ خدوا مني لياليكل ده كان فين قوللي ـ كان  مالك وماليقوللي عملك ايه قلبي

الأسطورة تقضي بأن يلتقي النصفان، الرب بذل مجهوداً من آجل ذلك، ولكن القلوب تحتاج إلى الإيمان...بالرب قبل الأسطورة.

خي خي حبيبي ليه قاسي ليه يا خي
قلبي خوفي عليه واعمل ايه يا خي
أمانه ان كنت تقابله تقول له الفرح ناسيني
وقول له يشاور عقله وينسى يوم ويجيني
وحلفه بويلي من نهاري وليلي
آه يابا

ليس فقط الفرح من ينساني، بل تفقد الأشياء طعمها، بالآمس فكرت في الموت وخشيت للمرة الأولى أن يأتي لأنني لن اشعر به، حتى مرارة الحزن فقدت قيمتها عندما امتلأت الروح كلها بالمرارة، حي أنا نعم، ولكني لا أستطيع التفرقة بين بسمة ودمعة.

إمتى الزمان يسمح يا جميل
واسهر معاك على شط النيل

عفواً هناك خطأ في تلك الأغنية، بل بحر وكتاب وعوينات وشعر ابيض.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 12, 2012 13:08