أسامة الشاذلى's Blog, page 16
September 1, 2012
رسالة وداع رديئة

أولم تدرك بعد أن دورك انتهىوأن ساعة الرحيل قد حان وقتهاوأن تلك الدنيا ليست لمثلكوأن مكانك الطبيعي بين ترابها****تنام الليلة دون غد تتمناهتقشعر من الحلم وتخشاهأحلامك صارت أثقالاًتغرقك في صمت لا طوق نجاة****أرحل في صمت لا تشكولن يسمع شكواك سوى الصمتخلفك اطفالاً قد يبكواوأنت في حضن الموت****شعري قد صار رديئاً ..فالتمسوا لي الأعذارعلى حافة ليل أحيا دون نهارأودع دنيا لا تبكي مثليمهزوما وضعيفاً منهاراودعكم بلا دمع بلا شكوىوأتمنى أن يحيا كلاً منكمفقط كما اختار
Published on September 01, 2012 15:00
August 29, 2012
أحمد حربية..."العاشقون" أنت إمامهم

هو الأخير في أصدقائي كتابة...الأول قرباً
هو ذلك الشاب الطويل النحيل ذو الإنحناء البسيط في القامة بفعل نحافة يشك الناظر أحياناً إنه يقصدها، ورأس بيضاوية الشكل تحمل زوجين من العيون التي اقتنصها صاحبها من مناظير "ناسا" تخوض غمار نفوس الآخرين بنظرة، يزينها عيونات تكاد بحكم "العشرة"لا تشعر بها، وأنف مستقيم نبيل ينم عن عزة صاحبه وأصله الطيب، بينما يقع في أسفل الوجه زوج من الشفاة خلقت خصيصاً لتثبت كذب حكمة "أن الكلام من فضة والسكوت من ذهب"، لا تجعل اللحية الخفيفة تخدعك، هي فقط بضع سنوات من العمر الظاهري يضفيه صاحبنا على نفسه.
يملك صاحبي صوتاً مميزاً، يشبه رنين المعول الأول الذي يصل في رحلة البحث عن الذهب، لا تنساه الأذن أبداً، لدرجة أني أتخيل أحيانا أن بن برد كتب "الأذن تعشق قبل العين أحياناً" وصفاً لصوته.
صاحبي ليس ملاكاً، أو على الأحرى لا يدعي هذا، لهذا صار الكسل صفته الأحب بين الخطايا السبع، "أحمد "كسول لدرجة لم تحتملها الدببة، وإن نجح الزواج في إرضاء الدببة بعد أن فقد قليلاً من الكسل، ثم نجح "حمزة" هدية السماء في أن يذهب بالباقي.
موهوب بشدة، ومن لم يقرأ منكم "هوامش على دفتر الفتنة" لم يعرف ما هو الحب حتى الأن، خط الهوامش بمداده الخاص المدهش المبهر، وكأنها رسالة نبي أوصلها وتوقف بعد الزواج، يملك في جعبته الكثير، ولكنه لا يبوح.
هناك على تلك الأرجوحة في بيت العائلة في ريف "سمنود" ترى الجانب الأخر من وجه الصديق، تلك النبتة أصيلة الجذور، التي تستعد بدورها للنمو لتمد ظلالها الوارفة على الجميع، وترى ذلك الطفل الحي في روح صاحبي حين يمسك بمجدافه ليحاور النيل.
أحمد حربية هو صدى الروح حين تبغى الصحبة، هو ذلك الصديق الذي أتمنى رؤيته فوراً حين أرغب في البكاء، وكأن دموعي تحن إليه من عجائب الزمان...ببساطة هو الكثير من الأمان.
Published on August 29, 2012 12:22
عيد ميلاد الدكتاتور

كتبت في عيد ميلاد الأستاذ في 1 ديسمبر 2011
حد شاف روحه قبل كده على رجلين تانيين... صغيرين، مدقرمين
بيقولوا بابا .. أنا بس عايز ، ترد أنت تقول أمين
حد شاف ضحكته على وش غيره، حد حلم بغيره يلقى قبله خيره
حد تتمنى يكون أفضل مصيره.... عارف انت يبقى مين؟
حد قلبه يوم جري عالارض جري..... حد داخ م اللعب واتهرى م الحكي هري
حد يتعب لحد يفرح...... حتى لو تعب السنين
حد عنده ديكتاتور طوله شبر، يؤمره ينفذ قوام الأمر
حد مش عايز يثور طول العمر..... حد عاشق حاكمه وكأنه دين
كل ده يا سي علي يوم ميلادك.... كل ده علشان يا ولدي الكون بلادك
كل ده علشانك انت ... ومعاك كمان فرح وريم
Published on August 29, 2012 11:47
August 28, 2012
أرشيفي السينمائي : يا أهل السينما توبوا .....يرحمكم الله!!!

أكتب مقالاً أعرف أنني سأهاجم عليه بعنف، ولن يستحي المدافعون عن راية الدين إستخدام كل لفظ خارج نهى عنه الدين ذاته في الدفاع عنه، ولكنني أكتبه بضمير عاشق السينما، يراها فناً راقياً يساهم في زيادة الوعي والتثقيف عند الشعوب مما يرتفع بالمستوى الحضاري للأمم، لا حراماً يعاقب الله عليه ولا منة يمنها علينا حاكم بالسماح بحريتها أو تقييدها، بل هي حق للمبدع دون رقيب أو وازع، وعلى الجمهور أن يتقبل أو يرفض، ومرة بعد مرة سينزوي المبدع الذي سقط بإبداعه، ويبقى المبدع الحقيقي، أما تلك الرقابة التي لا تليق سوى بطلبة المدارس الإبتدائية فمجرد وجودها إهانة لحضارة مصر.
دعوني أعترف أننا كشعب لم نصل بعد لمرحلة التصالح مع النفس، فكلاً منا يهاجم السينما والمشاهد التي يراها خارجة، وعلى الرغم من هذا، يحقق فيلم شارع الهرم أعلى الإيرادات، بل وتحقق مقاطع الفيديو المرفوعة على "يوتيوب" لتلك المشاهد الخارجة أكبر نسب مشاهدة، لكن على المبدعين ألا ييأسوا ويواصلوا عملهم، يوماً ما ستعود السينما لتسطع على مصر، لأنه لم يخلق الله بعد من يقدر على حبس النور.
ولكن أكثر ما يثير حفيظتي هذه الايام هو تداول البعض لصور بعض الفنانات "المعتزلات"، تحت مسمى "التائبات" في إعتراف ضمني منهم بأنهن كن يرتكبن فاحشة والعياذ بالله أو منكراً إسمه السينما، وأخر ماورد علينا من هذه النوعية صورة للفنانة الراحلة مديحة كامل ويصاحبها قصة على لسان ابنة الفنانة الراحلة تروي على لسانها ما لم يسمعه غيرها بعنوان "قصة توبة الفنانة مديحه كامل رحمها الله ....
تحكيها ابنتها، قصة تستحق القراة ربنا يرزقنا حسن الخاتمة" - تركت الجملة بأخطائها الإملائية - ادعت فيها تلك الابنة انها لم تكن تشعر بأمها أثناء ممارستها لفن التمثيل بل كانت تشعر بالغربة في أحضانها بينما كانت تحب خالته وزوجها حافظ القرآن - في خداع ساذج لعقولنا التي تعرف أننا نعشق أبائنا وآمهاتنا بغض النظر عن مهنتهم ولم يفكر أحدا منا أن يحب أباه لانه حصل الدكتوراة أكثر - ثم تواصل الفتاة حكايتها عن منعها من مشاهدة أفلام أمها وخجلها وخجل أمها مما قدمته ثم قصة تحولها للهداية والعودة لحظيرة الدين وكأنها كانت كافرة - فيما يشبه قصص الدعوة في مجاهل أفريقيا في القرون الوسطى - والمؤلم هنا أكثر من الصورة والمكتوب عليها، كم المصريين الذي شارك الصورة ورفعها على صفحته على مواقع التواصل الإجتماعي، ومعظمهم يشاهد السينما والتلفزيون بإنتظام ويستمتع بهما، لكنه يؤمن من داخله أن صناعها فيما يبدو كفار.
نعاني من إزدواجية مرعبة، لن تصل بنا إلا إلى القاع، حتى ندرك ساعتها ماذا ضيعنا؟ افيقوا يرحمكم الله...السينما فن راقي اساء البعض استخدامه، وليست فاحشة تستوجب التوبة.
Published on August 28, 2012 08:14
أرشيفي السينمائي : عفواً بنات الـ"يورو".....إنها سعاد حسني

يتبارى الرجال في مصر هذه الأيام بالتشفي في نساءها بإستعراض صور مشجعات يورو 2012، ويبدي كلاً منهم حسرته على جمالهن الفتان، الذي تفتقده المرأة المصرية، لدرجة أن أحدهم ادعى أننا دخلنا النار ونحاسب بنسائنا - أنا- والآخر طالب بإلغاء خانة الجنس من البطاقة الشخصية حيث ليس هناك فارق بين نساء مصر ورجالها.....لكن كل هؤلاء وأنا أولهم علينا أن نقدم إعتذارنا اليوم، في ذكرى رحيل سندريلا الشاشة العربية الفنانة الرائعة سعاد حسني، التي يتوارى الجمال الأوروبي البارد خجلاً من جمالها وجاذبيتها وحضورها، ومصريتها، وشقاوتها..إلخ إلخ - عفواً مساحة المقال لا تتسع لذكر كل مميزاتها -.
كتبت منذ عام مقالاً في ذكرى وفاتها أيضاً قلت فيه عندما قرر الله اختصار الأنوثة خلق لنا سعاد حسنى، وخلال ذلك العاك وأنا أتابع عن كثب كل ما كتب عن السندريلا، الأغلب يجمع على أنها قتلت ولم تنتحر كما أشاع البعض، وأنا أجزم أنها ما سقطت من الشرفة، بل طارت لتحلق في السماء، لتتحول تلك الروح النابضة بالحياة العاشقة للوطن، إلى لعنة في وجه كل ظالم، وإلى نسمة صيف ناعمة حريرية باردة على وجه كل بسيط لفحته شمس بلادنا حتى أضنته، أما في ليالي الشتاء فعادت إلى "كانون" كل فلاح تشعل له ما يصنع به خبزه، ويستدفيء به، وأما في الحضر فسكنت ثرثرة الاصدقاء على المقاهي في لحظات الدفأ والسمر.
سعاد حسني لم تعد مجرد فنانة أبدعت فتذكرها الجمهور، بل صارت جزء من الثقافة المصرية، مثل صديقها ,ابوها الروحي صلاح جاهين، مثل شهر رمضان في القاهرة، مثل سحر الإسكندرية الخاص الذي لا تضاهيه مدن العالم.
سعاد حسني الطفلة التي لم تتلق تعليماً مناسباً وعلمتنا الحب، ووهبتنا البهجة، تلك المرأة التي لم ينحصر جمالها في ملامح تعشقها، أو جسد ترغبه، بل في روح تأسرك، تدفعك للأمام، تجعلك عاشق حتى الثمالة، تلك المرأة التي تشبه الوطن، بجماله وحميميته وتفرده، جاذبيته التي لا تدرك سببها أحياناً.
أغمض عينيك لثوان بعد قراءة المقال وتخيل مصر، سترى السندريلا....بلا زي مستورد من الخليج، ولا تدين صنعه تاجر دين، ولا مغتصب يدعي حمايتها....مصر الحرة التي يحاولون إغتيالها، ولكنني أثق أنها ستطير ولن تموت.
Published on August 28, 2012 07:56
أرشيفي السينمائي : فارس...اخر محاولات الرومانسية للبقاء

ظن أن لكل شيء صوت، وهو ما أعتقده وأؤمن به، لدرجة أني أخاطب السلم الحجري لمنزلنا منذ عقود طويلة فهو وحده يدرك حالي من وقع اقدامي عليه، تلمسه لمساً حين أكون سعيداً، فيهتز طرباً، وتزحف عليه وتلاصقه وأنا حزين، يدرك هذا ويواسيني، أسمع صوته بروحي، ولأن لكل شيء صوت، يبقى فارس صوت مراهقتي.. ما إن أسمعه يغني، حتى أستعيد تلك الإبتسامات العابرة، تلك الوقفات في الشارع أسفل عامود النور متطلعاً إلى شرفة الجيران، تلك الرسائل الورقية ركيكة الاسلوب، والتي تحوي الكثير من الدموع والآهات.
تصدح أغنية "مرسول الحب"...أتذكر ذلك الصديق الذي حمل رسائلي... وتلك الليالي الصيفية في صحبة رفاق المراهقة الذين يدخنون السجائر بقلق، ويبحثون عن "لبان" النعناع بعدها لإخفاء الرائحة عن الأهل.
أعيد سماع أغنية "حاكتبلك"، أتذكر ذلك المحرض الأول على الكتابة، والذي جعلني أخوض أول تجاربي الشعرية البريئة، التي تثير إبتساماتي عند قراءتها هذه الايام.
أسمع "يشهد على القمر"، أتذكر كيف اعتدت من يومها، أن اشهد القمر على وعودي التي لا أخلفها أبداً، حتى لا يخاصمني البدر.
حالة كاملة من "نوستالجيا" يصيبني بها البوم حاكتبلك لفارس، ذلك الصوت الشاب الذي قدمه حميد الشاعري في نهاية الثمانينيات كحالة خاصة بصوت شديد الرقة والنعومة، في عصر كانت الرومانسية مازالت تحاول الحياة فيه، لينجح نجاحاً كبيراً.
تلاها فارس بالبوم "سحرك"، الذي يبقى منه دائماً أغنية سحرك التي لحنها ابراهيم فهمي ووزعها ووزع أغاني الالبوم بالكامل حميد الشاعري، ثم يعاود النجاح بألبوم معجباني، وأغنيته الشقية "ياشوق يا شوق"، حين يتحول بداخلي المراهق الخجلان، إلى ذلك الشاب الجريء، الذي يفصح عن مشاعره، ذلك الفتي الذي لا يستحي أن يقذف بخطابه الغرامي في "بلكونة" حبيبته، مصحوبة بوردة بيضاء.
ثم يغادرني فارس بالبوم سوسنة، وتلك الأغنية الرقيقة التي ودعت بها سنوات المراهقة، متفرغاً لهموم الحياة، متمنياً للرومانسية أن تعود، ومخاصما ً الشعر لسنين طوال.
توقف فارس أو اختفى هو أيضاً بعدها لمدة 5 سنوات قبل أن يعود بألبومات لم تحقق النجاح نفسه مثل "تاني" عام 98، "سحر عينيك" 2003، ليدرك أن زمن الرومانسية الحالمة الحريرية قد ولي، فيغير من نفسه ويقدم ألبوم "حبيتك قوي" 2008، ألبوم "جديد" 2009، لكنه لا يعود.
ويبقى سينمائياً بفيلمي جالا جالا، الذي أدى فيه دوراً يشبهه للغاية، ذلك الفتي الغائب الحاضر، الموهوب المنسي، ثم فيلم بحبك وبموت فيك، مؤدياً أيضاً دوراً يشبهه في البعد عن ذاته ومحاولة تغيير جلده.
فارس مطرب مراهقتي المفضل، يبقى فارساً في زمن فرسانه يفضلون ركوب الموجة، بينما هو يمتطى الحنين.
Published on August 28, 2012 07:53
August 27, 2012
أرشيفي السينمائي : شريهان .... زهرة اللوتس المصرية

تجبرك على الالتفات لها في أي مكان، تجبر ثغرك على أن يبتسم وأنت تشير إلى صاحبك قائلاً "حلوة قوي ، تشبه شريهان كتير"، قبل أن يؤمن هو على رأيك وتشبيهك متسائلاً "وفين شريهان بس دلوقتي".
تلك الطفلة الساحرة التي ظهرت على الشاشة الفضية بصحبة نور الشريف وفريد شوقي في فيلم "قطة على نار"، قبل أن تتفجر موهبتها على خشبة المسرح أمام العملاق فؤاد المهندس في "سك على بناتك"، والتي أعادت مع نيللي احياء فن الاستعراض في الثقافة العربية دون اسفاف أو ابتذال.
تلك الشابة الجميلة التي تنطق ملامحها بمصريتها من النظرة الأولى، بشعر اسود "غطيس" يشبه سواد تربة الدلتا الخصبة، وعينيان سارحة حالمة، تشبه عيون موسى، فيهما شفاء للناس، يقعان جغرافيا أسفل جبهة ناصعة، تشبه أرض سيناء الفيروزية المقدسة.
وأنف نبت في خجل، صغير يبحث عن السماء، وفم لا يسكنه الا الابتسام، قبل أن تقع صاحبته فتاة أحلام شباب الثمانينيات في أزمتها الصحية العارمة، والتي أجبرتها على الانسحاب من الحياة، ومواصلة مشوارها بمعركة ضارية مع مرض خبيث، اجتث من جسدها ما اجتث، ولكن الروح ظلت مضيئة مثابرة، تماما كمصر التي جثم على صدرها مرض خبيث طيلة 30 عاماً، ولم تخمد روحها يوما أو تستكين.
وعادت شريهان، عادت لتظهر تلك المرة على أرض التحرير، ذلك المكان الذي صار مقدساً، في خضم الاحداث، دون أن تنتظر كما انتظر الكثيرون لمن تحسم النتيجة".
شريهان التي رفضت عروضاً بالملايين لتظهر على شاشات الفضائيات، ظهرت على استحياء في ميدان التحرير في خضم الثورة لتذرف دموعاً سخينة ، لعدم قدرتها على التبرع بالدم لمصابي موقعة الجمل، لتبكي صاحبة الدم الطاهر تلوث دمها نتيجة العلاج، ويبقى اصحاب الدم الملوث يسخرون منها ومن أهل "يوتوبيا" في ميدان التحرير.
وكمن تعود مصاحبة الصبر، حتى تلون به واكتسب لونه، رفضت شريهان التراجع عن قرارها بعدم المتاجرة بمحنتها، ورفضت الكلام، حتى عندما تحرش بها بعض الجهلاء عند مداخل التحرير في "جمعة الغضب الثانية" وتعرضها لخلع في الكتف، استعادت زهرة اللوتس ابتسامتها القديمة متحاملة على الألم ونفت ما حدث لها، حتى ترحم الميدان وأهله مما قد يلصق به.
زهرة اللوتس المصرية شريهان، الطفلة الشقية، وفتاة الأحلام فيما بعد، صارت رمزاً للنور، في زمن صارت الاضواء فيه مترادفا للشجاعة والوطنية دون أي "بهارات".
Published on August 27, 2012 14:26
أرشيفي السينمائي : إستسلام الملك...!!!!

ذات مساء على خشبة مسرح السلام عام 1988 اثناء عرض مسرحية الرائع سعد الله ونوس الملك هو الملك، قام الفنان الكبير صلاح السعدني والفنان الراحل حسين الشربيني والفنان محمد منير بتبادل الإفيهات حول مقارنة عبثية بين المطرب الأسمر المعجون بطين الأرض وملحها محمد منير والمطرب محمد ثروت بإعتباره المطرب الرسمي للحكومة حينئذ.
وفي هذه المسرحية تحديدا صرخ منير بصوت مصر وكلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم قائلاً " طفي النور يا بهية كل العسكر حرامية" ثم اختتم المسرحية بـ"طعن الخناجر ولا حكم الخسيس فيا".
قبلها بأعوام ستة كان منير صاحب أول أغنية تتدخل الرقابة في حذف مقطع منها لإعتبارات سياسية بعد عرضها كاملة في فيلم حدوتة مصرية وقامت الرقابة ببتر " يا ناس يا ناس يا مكبوتة، هي دي الحدوتة"
ثم غنى الملك محمد منير- كما أطلق عليه منذ بداية التسعينيات- في حب مصر أغاني مثل "قلب الوطن مجروح" و " شمس المغيب" وأغنية "بلاد طيبة" بمصاحبة المطربة أنوشكا ، بالاضافة للعديد من الأغنيات التي تدور حول القضية الفلسطينية مثل " قول للغريب" و" العمارة" و "اتحدى لياليك ياغروب" ليشكل بأغانيه وجدان عدة أجيال عبر ثلاثة عقود هي عمره الفني، جعلت الكثيرون – وكاتب هذه المقالة من ضمنهم- يعتبرونه صوت الشارع الناطق ، و ضمير البوح الشعبي الذي نلجأ إليه، و صاحب المساكن الشعبية التي تأوينا.
حتى عندما ذهب إلى توشكى مرغما منذ سنوات ، وقف و بكل شجاعة يغني أغنية "ياعيني عالولد" ليختمها ملقيا بكلمته الفاصلة في هذا الحفل الذي تم تسجيله قائلاً " ياعيني عالبلد"
وحتى عندما تم إلغاء حفلاته بحجة عدم استعداد الأوبرا مرة وبحجة السلامة الأمنية مرة اخرى، كان الجمهور يعتبر منير انعكاسا لحالة من الكبت التي تمارسها الأجهزة الأمنية على الأصوات الحرة، حتى فوجىء الجميع منذ ايام قليلة بالملك على خشبة المسرح يغني في عيدالقوات الجوية بل ويعلن مهرجان الموسيقى العربية الرسمي التابع لوزارة الثقافة تكريمه في دورته القادمة في تحول مفاجيء وعجيب.
قد لا نختلف على إحياؤه لحفل خاص بالقوات المسلحة المصرية ولكننا نتعجب من أن يحدث هذا بعد 30 عاما من مشوار مطرب لم يقترب من مسارح الدولة يوما للغناء منذ كان مجندا في الشؤون المعنوية في منتصف السبعينيات مع زميليه على الحجار وعمر فتحي.
وكذلك هذا التكريم المفاجيء الذي يناله بعد الإتفاق بساعات وكذلك من قبلها غناؤه على مسارح الإسكندرية لاختيارها عاصمة للسياحة العربية.
فهل استسلم الملك وقرر أن يكون صوتاً رسمياً للدولة تاركاً الناس لمن يشعر بالناس ، مستعينا بمقطع في إحدى أغانيه القديمة يقول " تاهت عيني مش شايف الناس ولا الطريق" ، فإن كان اختار الطريق وترك الناس فقد خلع تاج الملك الذي إكتسبه بحب الناس، واكتفى برداء السلطان.
محمد منير يحتاج الآن لأن يسمع أغنيته التي غناها في مسلسل "أهلا جدو" أمام النجم الكبير فريد شوقي "مقدرش ابيع جدي"
وهو يصدح مغنياً "ازاي اقطع جدوري ، ازاي دي مش أصول ، ازاي أقطع أصولي، وأعيش من غير اصول"
Published on August 27, 2012 14:24
أرشيفي السينمائي : محمد دياب ..... القديس

قليلون من يملكون روحاً مقاتلة، متسامحة في الوقت ذاته، فعادة المحاربون القسوة وعدم الغفران، لكن صاحبنا هذه المرة فنان مقاتل بطبعه منذ بداية طريقه الفني ككاتب للسيناريو، حتى حقق حلمه بالإخراج في فيلم حاز على إعجاب الجميع، وفجر قضية حساسة يعاني منها المجتمع المصري بشدة في السنوات الأخيرة، مما أدى لتشديد قوانينها وتجريمها، وشارك في ثورة 25 يناير حاملاً روحه ليقدمها دون انتظار أي مقابل، تماما كما قبل أن يخرج فيلمه الأول دون مقابل، حيث تتحكم فيه روح المقاتل الذي يرغب في تأدية الواجب بلا ثمن.
وتشع من خلال هذه الروح المقاتلة طاقات لا محدودة من التسامح، تجعلك تتصور أن صدره في اتساع العالم، حيث يتقبل ما لا يتقبله أحد، بابتسامة وصبر وجلد المحاربين، وكأن المحارب خلق للتسامح.
محمد دياب ابن الاسماعيلية الذي بدأ حياته مؤلفاً لفيلم الجزيرة، صاحب البشرة السمراء والشعر القصير والعيون المبتسمة التي تسكن وجهاً بيضاوياً شديد المصرية قال فيه المختصون " يصادف ان اصحاب الوجه البيضاوي لهم حظ كبير بالحياة ، وهم عادة ذوات اخلاق هادئة ونفوس كريمة طيبة فهم يحبون المرح ويسعدون بالحياة وليس من طباعهم المكر والدهاء... فوجوههم كالكتاب المفتوح يمكن لاي شخص ان يعرف ما بداخلهم , وهم غالبا طيبين القلب لدرجه كبيرة" ، وكأن دياب قد أتي ليؤكد النظرية التي تشبهه تماماً.
صاحب فيلم 678 الذي فضح فيه التحرش كان حريصاً خلال ثورة يناير على ملازمة الميدان، على التصدي من خلال بعض البرامج لاعداء الثورة، وعلى كتابة مقالات تحرر عقول الناس وتدعوهم للايمان بقدراتهم في تحديد مصائرهم.
محمد دياب الفنان الذي يخطو بخطوات واثقة نحو حلمه، الذي يدركه جيداً ، والانسان الذي يستعد خلال شهور قليلة ليكون أباً للمرة الأولى، شاب مصري تماماً تعلم أن يفعل مايؤمن به، ليؤمن به الجميع فيما بعد، وان هاجموه في البداية، لتبقى على وجه ابتسامة مريحة تبقى حتى ينتهي الهجوم ويبدأ الاقتناع وتلك سمات القديسين.
Published on August 27, 2012 14:22
أرشيفي السينمائي : منى زكى .... ممثلة النصف تون

تمتعنا الموسيقى الغربية كثيرا , لكننا كشرقيين لا يدغدغ مشاعرنا ويحرك قلوبنا وينتزع الآهات من داخلنا الا الموسيقى الشرقية , التى يشكل اختلافها الاساسى عن مثيلتها الغربية انها تستعمل فى ألحانها نغمة الربع تون , بينما تستخدم الأخرى النصف تون , وكأن هذا الربع الفارق هو صاحب هذا التأثير.
نجمتنا منى زكى عبر مشوار سينمائى يزيد عن خمسة عشر عاما بدأته بدور صغير على المسرح فى " بالعربى الفصيح" , ثم اشرق نجمها فى دور "علا" زوجة ابن النجم يحيى الفخرانى فى مسلسل "نصف ربيع اخر" , مرورا ب "سيادة" فى "صعيدى فى الجامعة الامريكية" , و "تهانى " فى " اضحك الصورة تطلع حلوة" ثم "افريكانو"" ايام السادات" "مافيا" " سهر الليالى" وغيرها حتى الوصول لمحطة " احكى ياشهرزاد" و " ولادالعم" , بدت تماما كالموسيقى الغربية ذات النصف تون .
فرغم وقوفها امام نجوم عمالقة بحجم احمد زكى ويحيى الفخرانى و نور الشريف الا انها لم تترك ذلك التأثير لدى جمهورها فقط اعجبهم ادائها وانصرفوا دون حدوث الفارق .
ورغم تعاملها مع كبار مخرجى عصرها وعلى رأسهم يسرى نصر الله و شريف عرفة الا ان ذلك لم يغير من طريقة ادائها التى تنتمى لمدرسة قديمة فى السينما المصرية سبقتها اليها النجمة ميرفت امين ومن قبلها مريم فخر الدين.
اداء تمثيلى بسيط غير عميق يعجب المشاهد ولا يؤثر فيه على عكس الاداء التمثيلى لنجمات مثل هند صبرى و منة شلبى صاحبات النكهة الشرقية الخالصة , تلك التى تشعر وانت تشاهدها انها الحبيبة و الاخت والصديقة فتنفعل وتتأثر.
منى زكى مبدعة تنتمى لمدرسة خاصة لا يتمكن الملايين من ابناء المدارس الحكومية من التأثر بها لانها خارج حدود مشاعرهم
Published on August 27, 2012 14:19