أسامة الشاذلى's Blog, page 13

November 28, 2012

عشقت يوماً مَن تدعى"سالومي"

رقصت سالومي لتقتل يحيى
وبكت المجدلية وعطرت المسيح
أموات بيننا وكأنها تحيا
تمتص احلامنا وتقتلتها لتستريح
***
وأنا تماما كيحيى
أصرخ في البرية وما من مستجيب
أعيش زمان أحيا فيه وكأني غريب
أحسد المسيح حتى على الصليب
ميت أنا وقلبي حي جريح
***
والفارق بين المجدلية وسالومي
هو الفارق بين الحب و"المصلحة"
بين صرخة الميلاد وضجيج المذبحة
بين وجه ملائكي ووجه قبيح يرتدي الأوشحة
وخلف ألف قناع.... قلوبنا يستبيح
****
ملعونة أنت تماما مثلها..مجرد راقصة في بلاط السلطان
يا صاحبة الوجه البريء يا صانعة الأكفان
تغزلينها بكذباتك بادعاءك وتخلطينها بالبهتان
العاهرات اشد شرفاً منك
العاهرات لا يضاجعن الشيطان
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 28, 2012 07:39

November 27, 2012

منمنمات البتــــــــول

- مدد ياحسين...شالله يامريم
هكذا كانت صورة المرأة الكاملة في حياته، البتول، مريم العذراء، حتى رآها، واستنشق فيها رائحة مريمية، وهبها روحه على مذبح الحب، وحين افاق، كانت تعبث في رواق آخر، وهي تطلق ضحكة ماجنة، أضاع رنينها ما بقي من صورة البتول في خياله، فقال:
- اللي تحسبها البتول ..من خبثها لازم تزول.


********
توحدا منذ عزفت الشفاه الأربع كلمة الحب، كانت قبلتهما الأول تعلن ميلاد حب كالمسيح، يكبر في اليوم اسبوع، وفي الاسبوع شهر، وفي الشهر عام، حب تحدث في المهد امام الآلاف في ميدان التحرير، لكن صلبته العذراء على الصليب من أجل قيصر روما.

********
عذراء من الناصرة، وكانت.... من حُييت من الـملاك جبرائيل، حتى أنني ظننتها ملاكاً..... الممتلئة نعـمة، حتى أني عبدتها
فاذا بها الخاسرة، شيطاناً يلعنه حبرائيل، ممتلئة خبثا
*******

"ستنكرني ثلاث مرات قبل صياح الديك"، هكذا خاطب المسيح حواريه، المرة الأولى في ذكرى الثورة الأولى، والثانية في ذكرى ميلادها الخامسة والثلاثين، والثالثة في يوليو الماضي، لكنها لم تخرج كالحواريين لتبشر بالدين، بل كفرت به.

*******
خان يهوذا المسيح، وكما قال نجم "أكم يهوذا وخان مسيح"،....وحدي فقط رأيت مسيحاً تخونه البتول

*******

كنت ساذجاً بقلب الطفل الذي أحمله، الذي يقابل كل صباح وكأنه صباح العيد، حين وصفت سالومي بالبتول.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 27, 2012 18:59

November 25, 2012

كلمتين في سرك عن انقلاب الجيش

يجهل الكثير من المصريين طبيعة جيشهم الحالية، بحكم أن علاقتهم به سياسياً انقطعت منذ جيل ثورة يوليو، الذي رحل بتحول الجيش إلى أسطورة عقب العبور العظيم في حرب أكتوبر 73 محققاً الانتصار الأول - وقد يكون الوحيد - على العدو الصهيوني، وهي حرب تاريخية حقق فيها الجيش معجزة تحدثت عنها المراجع العسكرية كثيرا، وحرص الحكام - السادات ثم مبارك - على تضخيمها والاستفادة بها في كرسي الحكم، حتى تحول الجيش المصري إلى "تابو" ممنوع الاقتراب منه، وصار لدى المواطن العادي رمزاً وإله ممنوع انتقاده، ساعد على هذا أيضاً وجود نص قانوني يمنع تداول أي أخبار عن الجيش والأحداث التي تدور فيه، وكذلك "ميزانيته".
حتى جاءت ثورة الـ25 من يناير ليعود الجيش المصري للشارع بعد زيارة قصيرة في يناير 1986 أثناء أحداث الأمن المركزي، وخلال استقبال شعبي اسطوري لمدرعات ودبابات الجيش في الشوارع، حرصت القوات المسلحة على تجنب التعامل مع المدنيين، وان أبدى افرادها إستيائهم من "الهرجلة" المدنية وهي في أقصى حالتها بسبب وجود ثورة تفور في شوارع المحروسة، وهم من تعودوا الانضباط والضبط والربط طوال حياتهم العسكرية، وسرعان ما رحلوا عائدين إلى وحداتهم، تاركين الشوارع للقوات الخاصة باسلوبها العنيف المعروف في التعامل مع كل ما تتصوره عدو.
حرص قادة المجلس العسكري خلال أيام 29 و30 يناير على استطلاع رأي افراد الجيش في اطلاق النار على المدنيين في حالة صدور الأوامر، وحصلوا على شبه اجماع بالرفض، مما ساهم في تغيير موقف المجلس من مبارك، وهو ما فسره لي أحد الضباط الذين عملت معهم لسنين طويلة قائلا "دخلت الجيش واتعلمت الرماية علشان أحارب الصهاينة، مش أول طلقة حضربها على جسم حي تبقى على مصري".
وهو ما جعل قادة المجلس العسكري يصرون على سحب الوحدات المقاتلة العادية - مشاة ومدرعات من الجيشين الثاني والثالث- واعادتها لثكناتها، ويدفعوا بدلا منها بالشرطة العسكرية والصاعقة والمظلات والحرس الجمهوري، وهي قوات تشتهر بالعنف، وتلقى معاملة متميزة وخاصة من قيادة القوات المسلحة، وتستجيب للأوامر دون أدنى تفكير - أشارت بهذا استطلاعات رأي تمت داخل وحداتها -.
وارتكب المجلس ما ارتكب من جرائم حرب بهذه القوات، قبل أن تعود لثكناتها هي الأخرى، بعد رحيل المجلس وتغيير القيادات.
لكن المصريين ما زالوا حتى هذه اللحظة لا يعرفون شيئاً عن قوام جيشهم الحقيقي، وما آلت إليه الأمور بداخله، لدرجة أنهم يتخيلون أحيانا قيام الجيش بانقلاب عسكري على الرئس محمد مرسي، وآخرون يظنون وجود وحدات مقاومة - ضباط أحرار جدد - داخل الجيش، وهو أمر بعيد تماما عن الحقيقة.
حيث حرص مبارك منذ توليه الحكم، على تدمير الوعي السياسي لدى الضباط الذين كانوا قبل توليه منشغلين بالمعركة مع إسرائيل، وكان اختيار طنطاوي هو النقطة الفاصلة في هذا، حتى تحول الجيش إلى جزيرة منفصلة تماما عن المجتمع المصري، وحرص المشير ايضاً داخل الجيش على تقسيمه إلى جزر تبعا للأسلحة، وتبعاً للرتب، وحدث انقسام هائل بين الرتب العليا الحاصلة على كل المميزات، والرتب الصغيرة التي تعاني شظف العيش من راتب لا يكفي الاحتياجات العادية.
وعمل جهاز المخابرات الحربية والتحريات العسكرية داخل الوحدات ليمنع اي محاولة للتفكير داخل الجيش، وهو ما لم يختلف كثيرا بعد الثورة، حيث حرصت الشئون المعنوية على بث كراهية الثورة داخل نفوس الضباط، الذي لم يعاودوا التعاطف مع الثورة إلا بعد وصول رئيس "مدني" أولا، ثم "اخواني" إلى سدة الحكم.ط
عجزت العنجهية العسكرية عن تخيل وجود مدني كقائد أعلى للقوات المسلحة، واصابتهم اخوانيته في مقتل، ولكنه مجرد شعور، يصعب للغاية تحويله إلى عمل، حيث بقيت الجزر المنعزلة التي أسسها طنطاوي تعمل بكفاءة واضحة، ضباط المشاة يتعالون على ضباط المدرعات الذين يرون أنفسهم اذكى وافضل ، وضباط المدفعية يشتكون الإهمال وهكذا، والرتب من عقيد فأعلى ترى الرتب الأصغر عديمة الخبرة والأهمية، والمخابرات الحربية والتحريات تعملان بكفاءة لمنع أي تطور، لذلك يكتفي الضباط بتفريغ معاناتهم وغضبهم لاصدقائهم الشخصيين.
وأمام أعينهم تجربة ضباط 8 ابريل مثالة لا تغيب، ضباط كل ذنبهم أنهم أمنوا بالثورة، وقرروا الغضب، لم تشفع رتبهم الصغيرة ووعيهم القليل عن محاسبتهم بالعدل وكما يجب، فقط ضاع مستقبلهم ودخلوا السجن - كذلك يروهم داخل الجيش -.
ويبقى الضابط  في القوات المسلحة اسر عمله ومستقبله الشخصية كجزيرة منعزلة تبحث عن نجاتها من الغرق، دون النظر نهائيا إلى حال المجتمع ككل، وهو ما تكرر عند تجنيد اي مواطن، حين يلمس بعينه وبيده مواطن الفساد داخل وحدته، ويظل حريصا على قضاء مدته والرحيل كجزيرة أخرى من نوع مختلف.
أعزائي المدنيين لا تتخيلوا وجود تنظيم سري داخل الجيش فهذا لن يحدث، ولا نتمنى حدوثه - كفاية حكم عسكري - ولا تتخيلوا قدرة الجيش على الانقلاب عبر قياداته العليا المنفصلة عن الأدنى، وخاصة أن القوات الخاصة لا تصلح للعمليات الانقلابية.
وتتبقى تلك المقابلة الخاطفة بين الرئيس ووزير دفاعه قبل ساعات من الإعلان الدستوري، التي تسائل فيها مرسي عن وضع الجيش في حالة الاحتياج غليه في الشارع، ورد الوزير بعدم ثقته في ولاء الوحدات حال عودتهم للشارع، ضامناً ولائهم فقط على الحدود في مهمتهم الوحيدة والاصلية.
لا نحلم بعسكر جدد ولا نتمناهم، وسنواصل ثورتنا عليهم لو عادوا، لكنهم لا يملكون القدرة على العودة، وكذلك كان المجلس العسكري لا يملك القدرة على الحكم ولهذا رحل بغباء وخيانة اخوانية متعمدة.
عسكر اليوم لا يمتون بصلة لعسكر 52، وجيش مصر تماما كبلاده لا يشبه اي جيش أخر.
1 like ·   •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on November 25, 2012 11:52

November 24, 2012

سيدي الرئيس الرب مرسي...مااااااااااااااء

استأجر "الشعب" صاحب المحل - البلد - عاملاً ليدير أعمال المحل - رئيس الجمهورية - ثم فوجيء الشعب بهذا المدير يتخذ مجموعة من القرارات تحول ملكية المحل لنفسه وأهله وعشيرته، متجاوزاً صاحب الملكية الأصلية بحجة المصلحة العامة وخوفاً على الثورة.
يبدو مما سبق أن جماعة الاخوان المسلمين ترى أن "الاستكراد" فرض عين على كل اخواني لأخيه المصري، حيث حرص الرئيس المنتخب منذ انتخابه على تكريس أفضلية الجنسية الاخوانية على الجنسية المصرية، وبدى هذا واضحاً في أغلب تعييناته وتصريحاته، حتى خطابه الطفولي الأخير أمام الحشد الاخواني أمام قصر الاتحادية.
                                                                 ************
يكذب قادة الاخوان وأعضاء مكتب الإرشاد دون خجل أو تفكير يعدون بالنهضة وينكرونها،ناهيك عن الترشح على ثلث مقاعد البرلمان وكذلك عدم الترشح للرئاسة وسلسلة من الأكاذيب، يخجل منها طفل في السادسة من عمره، ويخاف لأنها تعرضه لـ"علقة" ساخنة من والديه، لكن الأدهى والأمر هو السمع والطاعة العمياء لشباب الجماعة لهذا الكذب، وايجاد المبرر للقرار وعكسه في لمح البصر، والتهليل ودعم قرار لم يصدر بعد، ومهاجمة أي معارض للقرار، وكأن المعارضة السياسية هي معارضة للرب ذاته، تقع موقع الكفر، ولعل الرئيس مرسي قد استمد من هذا إعلانه الدستوري الأخير، الذي جرى شرحه في كلمة واحدة ..."أنا ربكم الأعلى".
                                                              ************
أخيراً ...عذرا للخرفان،عندما شبهناها بشباب ومؤيدي الاخوان،الخرفان لاتتبع الراعي ان لم يدلها على الأرض المثمرة،بينما تتبعون راعيكم وكأن إعمال العقل جريمة محرمة في شرع الاخوان، تطالبون بمنحه صلاحيات ديكتاتورية بحجة أنها لمجة شهرين، بينما طلب مبارك بصلاحياته العادية 6 اشهر أخيرة ولم نوافق، تسألون ألم يكن عزل النائب العام مطلبكم، نقول لكم وما كان تعيين الرئيس للنائب العام ابداً مطلبنا، تدعون أن الشعب كله خلفكم، بينما سارع مؤيدوكم الأقرب - حزب النور السلفي - بالتنصل منكم، غرتكم المناصب، وظننتم أنه التمكين الذي حلمتم به منذ 80 عاماً، وأسألكم اي تمكين لرئيس ينحني لأمريكا وإسرائيل، يستدين من طوب الأرض ليغرق البلاد... أعزائي شباب ورجال وأخوات ومؤيدي ومحبي جماعة الاخوان المسلمين راعيكم يحرق مصر وأنتم تتبعونه إلى حتفكم، وصدق من قال أن الرجل الوحيد في الجماعة الذي عين في منصب يستحقه هو المرشد العام...على خلفية تخصصه كطبيب بيطري.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 24, 2012 12:05

November 17, 2012

ساعة الحساب

الطفل اللي مات
لما الملايكة حيسألوه في القبر حيقول من سكات
مخدنهاش في الدرس
حيفر في شنطته
 وحيسأل اللي ماتت جنبه.صاحبته
تغششه
ملعونة الآهات

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 17, 2012 04:58

November 10, 2012

رسالة إلى أبي في ذكراه : هو أنت صحيح مش راجع تاني؟


هو انت فعلا مش جاي تاني خالص

خلاص كده، أكيد مش حشوفك تاني

طيب ازاي، انت عمرك ماعودتني على كده

ده حتى لما كنت بفوت يوم - علشان حمار - مش باجيلك فيه كنت بتكلمني تهزقني

حبطل اشوفك قاعد في الصالة زي زمان والنضارة محتارة على وشك من كمية الورق اللي حواليك، وانا مش هنا بس حاسس بالدفا

على فكرة يابابا الواد ايهاب بيقلدك، بيقعد زيك بالظبط، بيخبط بصوابعه على نفسه الكرسي، حابقى اقوله ميعملش كده تاني

بس هو انت صحيح مش جاي تاني

طيب انا بحب ابوس ايدك، واتأمل في عروقها النافرة، كنت بشوف فيها حاجات كتير، كنت فخور بيها، بتحسسني بجدري الممدود في الأرض

متزعلش مني علشان بكتب بالعامية، قولت أجرب مرة أكون مش شبهك

أصلهم ميعرفوش أنا بابقى مبسوط ازاي لما يقولوا اني شبهك بالظبط، متقولهومش بقى

أحمد أخويا بيضحك زيك بالظبط، وانا بغير جربت ضحكته في المراية 100 مرة ومعرفتش اقلدها

طول عمرك مزروع فينا

من يوم ما فارقت وانا ضهري مكسور، مش عارف يابا اطمن

لكن انا عارف انك

في كل واحد وواحدة فينا سايب حاجات

بس انا قولت سايبها علشان راجع تاني

طيب أكد على ماما، وانا عارف انها بتسمع كلامك متمشيش هي كمان

خليها معايا

بس هو انت بجد مش راجع تاني
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 10, 2012 06:23

November 7, 2012

نبي متقاعد

تلقيت الوحي يوماً من شفاهك
يوم قلتي لي أحبك
صرت حامل الرسالة
صرت بعد الرب ربك
****
ثم غادرتي حياتي..صرت وحدي
نبي دون رب
صرت أعصي
ثم ابتسمت في النهاية
وعلى سبيل الهواية
وحين سألوني الوظيفة
ابتسمت
ثم كتبت
نبي متقاعد
ثم سبحت بحبك بعض وِردي
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 07, 2012 12:53

October 30, 2012

الجَلٌاش


ينتهي الرجل العجوز من رتق شبكته في صحن ذلك البيت القديم المتهدم المجاور للبحر، تبدو ملامحه جزء لا يتجزء من البيت بتلك التجاعيد التي احتلت الجبهة وحول العينين والفم، وشعره الابيض الخشن الذي تراجع قليلاً ليكشف مقدمة رأسه ببشرته السمراء، وزوج العيون الذي استاعض بتجاعيده عن "الزر" المعتاد في مواجهة الشمس، وتلك الأنف الرومانية التي ورثها عن أجداده، وشارب ضخم خالطه الشيب ليخفي أثار شقاوة زمن مضى، وزوج من الشفاه، قليلاً ما تفارقان صديقتهما السيجارة الـ"كليوباترا" طالما كان صاحبهما على البر.
ارتفع رنين هاتفه المحمول ليضع الشبكة برفق في حرص عاشق يودع حبيبته الفراش، قبل أن يرد على المتحدث، ينهي المكالمة سريعاً بعد أن أخبر ابنه على الطرف الأخر أن "نوة المكنسة" تبدأ غداً، وعليه أن يسرع بإحضار بدل الغوص لبدأ "التجليش".
                                                                  ********
يعرف عبده أن له أصولاً مختلطة، ولكنه يثق في اصل والدته النوبي الواضح على بشرته، ومهنة صناعة "الجرجار" - الزي النوبي - التي انتهت بوفاتها ورحيلها منذ 10 أعوام، وأن والده ذو الاصل الروماني النوبي، قد امتهن الصيد والتجليش منذ نعومة أظافره، وأنه لسبب لا يعرفه يعشق التجليش ولا يحب الصيد.
قطع والده حبل افكاره بعد أن دخل غرفته مرتديا النصف العلوي من بدلة الغطس، مطالباً إياه بالإسراع، قبل أن يصل غضب النوة إلى منتهاه، ويعجزون عن مقاومتها.
يغادران سوياً حتى شاطيء المنتزه، ارقي ما يعرفون من شواطيء الإسكندرية، يرتديان النصف الأسفل، بينما يحاول البحر غبعادهما عن أحشائه بكل ما تملك النوة من قوة غاشمة.
يبتسم الاب في سخرية واضحة ويقول - حتى البحر ياولدي بيسمع كلام النسوان
يضحك عبده على تعليق والده، الذي يشبه النوة بالمرأة، ويتذكر حبيبته الغائبة في الجنوب، والتي تنتظر إكتمال المهر لاتمام الزواج.
يقتربان من الماء بعد أن يثبت كلاً منهما نفسه بحبل على الشاطيء، ويرتديان الزعانف بعد أن قاما بقص الجزء اللين فيها، ليصبح الجزء الصلب في مقدمتها، ويحمل هو عن والده الغربال، ويغيبان داخل الماء.
                                                      ********
يمر الوقت طويلاً، يصفعهما الموج كما يحلو له حتى يصلا لمكان ما، بحكم خبرة الوالد، الذي يبحث في الشواطئ عن الأماكن التي تكون رمالها هشة، ويعرفها من لون الماء، يغطسان ليبدأ عبده بإشارة من والده في صنع حفرة ليصلوا من خلالها إلى الأرض الصلبة؛ ليبحثوا بها عن مفقودات المصطافين من مشغولات ذهبية أو فضية أو غيرها، والمدفونة تحت الرمال.
تزمجر السماء ويتابع رعدها برقها، ويواصل البحر غضبه بلا حدود، يعلم الرجلان أنه لا رزق في الصيد خلال النوة، وأن رزقهما سيصل إلى الغربال.
يثني الاب ركبيته ليتمكن من غربلة الرمال بثبات مضاد لحركة البحر، يتخيله الناظر من بعيد أحد التماثيل الرومانية الغارقة في  باطن البحر، يهتز الغربال وتنسال الرمال وتبقى قدميه ثابتة لا تتحرك، يعاود الشاب ملأ غربال والده، بينما يعبر فوقهما شابان اخران، يحملان جهازا إلكترونياً يصدر صفارة متقطعة لا يسمعانها بحكم الماء.
يشير شاب منهما إلى مكان بالقرب من الرجلين الغائصين في المياه، فيقفز الأخر متجاهلاً وجودهما، يسرع عبده محاولاً منعه من منطقة نفوذهما تحت الماء.
يشتبك الإثنان في صراع بالحركة البطيئة بفعل الغوص، ينحني الاب في هدوء وهو يجمع الرمال من اسفل قدميهما ليقوم بغربلتها، وهو يقول في سره، بينما لمعة خاتم ذهبي تشرق في عتمة البحر داخل الغربال
- الله يلعن دين الأمريكان والتكنولوجيا بتاعتهم.

                                           *********
ملحوظة : الجلاش مهنة سكندرية قاربت على الإنقراض، يقوم صاحبها بغربلة الرمال داخل البحر للعثور على ما فقده المصطافين، من ذهب والماظ، وعادة ما يكون صياداً في الاساس، يوعمل بتلك المهنة خلال النوات التي لا يتمكن فيها من الصيد.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 30, 2012 10:33

October 21, 2012

أرشيفي السينمائي : موت ده إيه اللي ياخدك مننا يا فوزي

يقف الموت عاجزاً أمام بعض الناس، يمارس مهمته المحتومة في الفراق، يأخذ أجسادهم وأرواحهم، لكنهم ينتصرون، يبقون بيننا، يقطعون ذلك الخط الحتمي للفراق وتبقى أعمالهم حية مبهرة مدهشة على الدوام، وخاصة عندما يكون اسمهم "محمد فوزي".
ترك فوزي 400 أغنية حية من ورائه، تشعر أنه صنعها بالأمس، في الثمانينات عندما تعرفت عليه للمرة الأولى، تساءلت ببراءة الطفولة التي أوشكت على الرحيل، عن متى يلحن فوزي لمحمد منير؟
وفي التسعينات أدهشني أنه مازال يلحن حتى الآن، بينما الآن مازلت مصراً على أن ألحانه تناسب عصرنا الحالي...عبقرية يستحيل تكرارها، ولحن مرن وحي لدرجة أنه صالح لكل العصور، لم يبدعه صاحبه على أوتار عود، أو أي آلة موسيقية، فقط صنعه على أوتار البهجة.
ذلك الطفل المولود قبل أشهر قليلة من ثورة 19، الذي أنهى دراسته الابتدائية ليلتحق بمعهد موسيقي لم يستمر فيه، لم يجد ضالته إلا في الحان عبقري آخر هو سيد درويش، فأعاد إحياء أعماله في بداية طريقه، قبل أن ترفضه الإذاعة مطرباً وتقبله ملحنا، فلم ييأس.
حتى رفضه الجمهور بقسوة عندما غنى بديلاً للمطرب إبراهيم حمودة، وأصابه الاكتئاب الذي صادقه ولم يغادره إلا بعد رحيله، ثم عادت به العظيمة فاطمة رشدي ثانية إلى المسرح.
ثم قدمه يوسف وهبي في دور صغير في فيلم "سيف الجلاد" ليكتشفه بعدها محمد كريم ويقدمه في فيلم "أصحاب السعادة"، ليثبت فوزي أقدامه ويقدم 36 فيلماً، مازالت قادرة على بث البهجة لأرواح مشاهديها، على الرغم من أن صاحبها كان يظن نفسه ممثلاً سيئاً.
*************
ربما كان السر في نجاح فوزي هو ذاك الطفل الذي لم يكبر أبدا بداخله، ذلك الطفل الذي خرج إلينا مغنياً "ماما زمانها جاية"، و''ذهب الليل طلع الفجر''، ذلك الطفل الذي أستمر بداخله يلون نغماته بابتسامة طفل مبهجة بريئة حتى عندما يحزن، ذلك الطفل الذي قدم كل الحماس اللازم لتلحين السلام الوطني الجزائري، هو نفس الطفل الذي قال عندما حضرته الوفاة 'أنا عارف إن نصيبي بعدين هيبقى كويس''.
**************
يروون في الأثر، أن في بعض الأساطير كانت الأميرات تعود للحياة عبر قبلة الأمير الموعود، ونروي الآن قصة الأمير الذي يعود للحياة بعد احتضان الروح لأغانيه التي لا تتوقف عن النغم أبدا.
2 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 21, 2012 20:03

October 20, 2012

كتابة


أتاملها حين تمارس ما تحب، تحديداً أكثر ما تحب - غيري طبعاً - رافعة ذلك الحاجب الايسر - الجميل - ناظرة إلى شاشة حاسوبها نظرة حاسمة لعله يرتدع ويستجيب، قابضة على شفاها بكف يدها كمن يخشى الكلام، تتركها فقط احياناً لتعبث في شعرها.

تبدي إنزعاجاً شديداً من نوع الموسيقى في المكان قبل أن تبدأ في التمايل على نغماتها، تسحب يديها مرة أخرى لتعانق لوحة المفاتيح، تطرقها بسرعة لتكتب كلمات وكلمات ثم تتوقف لتمسك بنفس اليدين رأسها كأنها تستمد منه بقية المشهد.

تغوص لثواني داخل ما تكتب، تتحول إلى كتلة من التركيز المنعزل عن العالم، تقترب من الشاشة وكأنها تقرأ لغيرها، تبدو راغبة في القفز بداخلها لتمسك الأحداث بيدها، تداعب "الماوس" حتى تمسك بنفسها ولا تنفذ.

تبدأ حواجبها وشفتاها ممارسة لعبة "تيك على العالي وتيك على الواطي" رغماً عنها مستغلة اندماج صاحبتها في العمل.

تعود مرة أخرى لشعرها وجبهتها مستعينة بهم على ما وقف أمامها.

ادرك جيداً وأنا أتأملها أنني لو وجهت بصري لها سأخرجها من تركيزها لتمنحني إبتسامة ساحرة، أنظر بطرف عيني مستعيناً بقدرات مخابراتيه إكتشفتها في نفسي الان، اتحول بعدها لمجرد مخبر يدرك من يراقبه أنه مخبر للوهلة الأولى إن دققت في ملامحها وكيف لي أن أتوقف عن الغوص فيها وأنا أعشقها.

تجربة جديدة، أن اكتب عن أحداً يكتب، كم أنت عجيب أيها الحب، كما هي رائعة حبيبتي.
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 20, 2012 17:37