أسامة الشاذلى's Blog, page 9
March 10, 2013
أرشيفي السينمائي : "فبراير الإسود".....خيبة أمل جديدة للسينما المصرية

المدهش في فيلم "فبراير الإسود" لكاتبه ومخرجه محمد أمين، أن يلجأ صاحب "فيلم ثقافي" و"ليلة سقوط بغداد" إلى الفانتازيا ليقدم لنا فيلما مباشراً للغاية، يلقى خلاله بطل الفيلم خالد صالح حواره المكتوب بفجاجة شديدة بطريقة مسرحية مباشرة وتعليمية على الرغم من فكرة الفيلم الخيالية، بل وكأن الفانتازيا لا تحتاج إلى سيناريو محبوك لجأ أمين إلى التغاضي عن تماسك السيناريو ليبدو أشبه بحلقات سيت كوم متصل منفصل خلال عمر الشريط السينمائي.
قدم الفيلم عائلة الدكتور حسن التي تضم زوجته وأبنائه وأخوه وزوجته، دون أن يرسم أي شخصية فيهم، أو يصنع أي عمق للشخصية ليتفاعل معها المشاهد، بل وحتى السبب الرئيسي للتحول في مسار الشخصيات - الغرق في الرمال وإهمال احكومة - سبب واهي للغاية لم يتم الاستفادة به كوميدياً على الأقل.
ومن خلال مجموعة من الاسكتشات أضعفها الاخراج للغاية وزاد من تسطيحها فشل الفيلم في رسم الضحكات المقصودة عبر مجموعة من الافيهات السمجة، زاد من سماجتها التوظيف السيء للممثلين، والكثير من الاختيارات الخاطئة غير المناسبة لتاريخ محمد أمين السينمائي.
خالد صالح قدم أحد أسوأ أدواره على الإطلاق وكأنه يقدم "تاجر السعادة" في رمضان، طارق عبدالعزيز يضيف الكثير من ثقل الدم على كل شخصية يقدمها على الشاشة بمهارة يحسد عليها، الأدوار النسائية أمل رزق وألف امام قدمتا مثالا حي على "الأفورة" في الأداء...ضيوف الشرف أحمد زاهر وادوارد...حدث ولا حرج.
ربما انتقد البعض أفلام أمين السابقة، وربما رأى البعض أن "بنتين من مصر" فيلماً كئيباً يحمل اكليشيهات سينمائية مكررة، لكن سيبقى "فبراير الاسود" أسوأ أفلامه على الاطلاق، لا يحمل تلك الفكرة المبهرة لفيلم ثقافي وسرعة الإيقاع ورشاقة السيناريو، ولا تلك الفانتازيا الساخرة ليلة سقوط بغداد وأداء الممثلين، وعمق السيناريو وتماسكه، ولا حتى رسالة بيتين من مصر ولا أداء أبطاله ، فقط يميز "فبراير الاسود" ديكوراته المناسبة لقصة الفيلم، وبعض الكادرات الكارتونية التي حاول بها المخرج صناعة فانتازيا إخراجية للمسرح المدرسي.
*****
فيلم "فبراير الإسود" خيبة أمل جديدة تصيبنا كلما شاهدنا فيلما يشير إلى الثورة، وكأنها لعنة تصيب كل من يتناولها، قدم فيه أمين أحد أسوأ مشاهد السينما على الاطلاق في "فينالة" الفيلم، ليتحول المشاهد خلال ساعة ونصف من مشاهدة "سيت كوم" إلى "فيلم رسوم متحركة"، إلى "مسرح المدرسة" وينصرف الجمهور حزيناً.
فلا قضية الانتماء تستحق معالجة بهذه السذاجة والسوء، ولا السينما تحتمل في عصر الانهيار فيلما لمخرج محترم بهذه الخفة.
Published on March 10, 2013 20:27
March 7, 2013
الفرق ما بيني وبينك

متجبرنيش على حاجة
مترجعنيش مكسور
أنا راسي فوق السما عالية
أنا ثائر
يعني أكيد منصور
****
أنا دم اخواتي في الميادين
علامة نور
أنا جيكا ومينا وخالد
وانت عبد المأمور
أنا عقلي ف راسي
هو خلاصي
على كفي شايل راسي
بكتب بحروف من مجد
القهر لا بد يغور
****
عيش ..حرية ..وعدالة اجتماعية
مرشد..والكرسي ومرسي..
وايمان مطلق بالتبعية
ده الفرق ما بيني وبينك
أنا ديني الحرية
ملعون دين الاخوانجية
بيني وبينك دم
وأنا مش شايل هم
النصر
وعارف انك مهزوم
الظالم عمره ساعة
والحق لابد يدوم
والثورة لازمن وأكيد
ع الباغي يوم ح تدور
Published on March 07, 2013 09:32
March 4, 2013
ضحكتك

سعادتك زي الشرف والعـرض،
أموت عشانها أنا،
الحياة سُنة وحبك أنت الفرض
يا ضحكة لما بتجلجل
قلبي كأنه متزلزل
كما راقص على الواحدة
يخاف الحزن يتسلل
يا ناس ع الوعد
حبيبتي المجد
للضحكة..
ياعود الورد
ياخوف البرد
من قلبك
دفاه طايح
كأنه شمس وشروقها
بيحيي الأرض
وأنا عباد الشمس من يومي
ومقسومي
أحبك موت
ووقت الجد
أحايل ضحكتك تطلع
علشان روحي أنا ترجع
تعيد الرحلة من تاني
وألاقي الرد
Published on March 04, 2013 13:29
February 27, 2013
نازلي حسين...شجرة زيتون غرستها ثورة يناير

ربما لم تكن صاحبة الوجه البيضاوي والملامح الطفولية تعرف يوم خرجت لتثور على نظام مبارك، الذي رضعت كراهية فساده على يد والدتها الناشطة الحقوقية غادة شهبندر منذ نعومة أظافرها، أنها ستتحول خلال اشهر قليلة إلى قبلة الخائفين والمصدومين بغياب ابن أو أخ أو زوج، حيث تحولت الإخصائية النفسية السابقة إلى صاحبة أكبر قاعدة بيانات عن الغائبين منذ بداية ثورة يناير، بالإضافة إلى المجهود الهائل التي تبذله سعياً وراء الوصول إلى مكان كل غائب، صارت الشابة التي خرجت على النظام، تقوم بدور النظام في البحث عن المفقودين، الذي اضاعهم النظام ذاته، أو ما تلاه دون اي تكليف رسمي، فقط بروح ثورة أمنت بها، وطباع شجرة زيتون صبغت روحها.
أصبحت نازلي حسين الشابة التي ولدت في عهد مبارك الجهة التي يلجأ إليها المكلومين بحثاً عن غائبيهم، ولإيمانها التام بعدم وجود أى شرعية بخلاف شرعية الثورة، ساعدت عشرات الاسر في البحث عن ذويهم، وما بين سجن ومستشفى والمشرحة ومقابر الصدقة نجحت في الوصول إلى مكان العشرات من الغائبين، فليس هناك أشد قسوة من الغياب، إلا هذا الأمل "الملاوع" في عودة غائب في الأغلب لن يعود، وما بين ثورة وما تلاها أدركت نازلي مع كل موجة أن النظام لم يتغير، وأن مفقودي نظام الصناديق يكادون يزيديون عدداً عما سبق، لتواصل دعمها التام والكامل للأسر المنكوبة بحثاً عن اسم أو صورة أو معلومة ترشد قلباً خائف على مفقود، وتتيح للاحزان أن تبدأ حتى تنتهي، أو للافراح أن تولد.
وربما في جلستها كأول "عرضحالجية" في تاريخ مصر على رصيف محكمة عابدين غارقة بين كشوفاتها الورقية بحثاً عن اسم سقط أو نجا من الاعتقال، تجد نفسك مضطرا للتشبث بالأمل، وأن تلك الثورة قد أنجبت وإن حادت يوماً عن مسارها فإنها لا محالة عائدة.
ربما لا تحب نازلي حسين الحديث عن دورها في ملف المحاكمات العسكرية كثيرا، بل تفضل عاشقة السينما الحديث عن قضية أطفال الشوارع، والبحث عن حلول خارج الصندوق لتلك القضية الشائكة، حيث يعرفها أطفال الميدان بالاسم ويهرعون إليها وقتما حلت بحثاً عن لمسة حنان أو درس جديد كما تعودت أن تعلمهم من قبل، أو تنفجر ابنة ثورة يناير دفاعاً عن الثورة ومبادئها التي لم تتحقق إيماناً بمبدأ لم تحيد عنه وهو "الثورة مستمرة".
Published on February 27, 2013 20:40
أرشيفي السينمائي: صبري فواز....."المجدع"

ذلك الثائر منذ الصغر، والذي منعته مبادئه وأراؤه من أن يتبوأ مكانة تستحقها موهبته، فبقى بعيداً عن الأضواء، مكتفياً بتلك الرأس المرفوعة في عزة وكرامة، بعيداً عن شهرة زائفة تكسر النفس وتذلها.
ليترك في أدواره القليلة علامات لا تخطئها العين، ولا تنساها الذاكرة، متنقل من دور لآخر كفنان يرسم لوحة لا تشابه الأخرى حتى لو تشابهت الألوان.
قدس خشبة المسرح، كما أدرك قيمتها الأوائل، فعاني من أرازل الأواخر.
كان طبيعياً أن يحتل مكانه في ميدان التحرير كما اعتاد دائماً، مختلطاً بملح الأرض وناسها، متوارياً عن أضواء يكرهها، رافعاً سيف الحق مكتفياً بظله، بعيداً عن كاميرات قنوات الأخبار، هازماً لحظات يأسه بأبيات من شعره وشعر أسلافه العظام صلاح جاهين ونجيب سرور.
صبري فواز ذلك الفنان الذي ما ان تجالسه، حتى تشعر أن روحك تغتسل بين يدي أحد الرجال الذين عشقوا الحق فوهبوه أنفسهم دون انتظار لمقابل أو ثمن.
ولان لكل امروء نصيب من اسمه فصبري فواز ، الذي صبر معتصماً بالحق حتى رأى النصر بعينيه، يستحق الأن أن يتذوق طعم الفوز، كثائر حق منتصر، وان عاندته الفلول قليلاً.
ذلك الفنان الذي تعطيه أخلاقه عن جدارة لقب "مجدع" وهو لقب احتارت في ترجمته اللغات الأخرى وتوقفت عاجزة عن معنى كلمة "جدع" وما يرادفها، يفوقها صبري بكل ماحواه من "مجدعة" ابن البلد المصري الحقيقي الذي تميز به جيداً الغث عن الثمين.
Published on February 27, 2013 08:46
February 23, 2013
العناق الأخير

يؤلمها أنه تغير، بعد عشرة أعوام من الزواج لم يعد "أكمل" نفس الرجل الذي عشقته، والذي كان ملاذها في الحياة، منذ دخلت حياته أخرى ينكرها دوماً لم يعد هو، إنها حتى لا تعلم أين هو الآن، وهل يقاتل ضمن الجيش الحر كما اعتادته ثائراً طيلة عمره، أم أنه بين أحضان الأخرى.
تفتح عيناها وتحملق في سقف الغرفة الأبيض كصحراء من الملح، بارد بلا أي ملمح، تتمنى أن تختفي فيه، تذوب كما تذوب الألوان في ذات اللون الأبيض، تجتاحها قشعريرة فتعاود إحكام الغطاء، تبتسم إبتسامة مبتسرة لأن حوارها الداخلي شغلها عن صوت القذائف في الخارج.
*****
وفي الصباح كان عمال الانقاذ يخرجون جثتها من تحت الأنقاض وهي بين أحضان "أكمل" الذي عاد أخيراً ووجدها نائمة فلم يشأ أن يزعجها فاحتضنها ونام.
ملحوظة : الصورة المصاحبة للنص حقيقية وتم تصويرها في مدينة حلب.
Published on February 23, 2013 02:54
February 22, 2013
خالد البلشي....للحق رجال يدفعون ضريبته

يعاني من يعرفون خالد البلشي في البدايات من بساطته المفرطة، من تلك النظرة الطفولية في عينيه، والتي ما تصاحبها عادة إبتسامة مسروقة من سنوات عمره العشر ألأولى،، كذلك يدهشهم استغراقه في العمل لأكثر من ثمانية عشر ساعة يومياً، خاصة تلك اللحظات التي ينفصل فيها تماماً عن الحياة غارقاً في عمله الصحافي، وما بين بساطة الطفولة وصخبها، واستغراق الصحفي وجده تتعرف على ذلك الإنسان المؤمن بالحقيقة في إخلاص طفل، الباحث عنها في إصرار صحفي محترم.
وربما لا يعرف الكثيرون أن البلشي ذلك الشاب الذي يطرق باب العقد الخامس على استحياء مدرسة صحفية أخرجت لنا العديد من الصحفيين المتميزين للغاية مثل أحمد سمير وأحمد الدريني وأحمد محجوب وعمر الهادي والكثير الذين تضيق بأسمائهم هذه المساحة، فخلال بحثه عن الحقيقة لم تفته أبداً تلك الجواهر اللامعة التي تستعد لبدء رحلتها.
****
يصعب أن تقترب من خالد مهنياً دون أن ترتبط به إنسانياً، حيث أن الأستاذ أبو علي وباسل وأصغر رئيس تحرير جريدة مطبوعة تولى المنصب في مصر، مساحة خضراء في الحياة، قد يتغذى عليها البعض أحياناً، وقد يدهسها البعض الأسوأ أحياناً أخرى، لكنها ابداً لا تعرف ذلك التصحر الإنساني، والفقر الأخلاقي الذي يعاني منه العديد.
خالد البلشي الذي تخرج من كلية الإعلام وعمل في "روز اليوسف"،"الدستور"، "البديل" ثم في "البداية"، والذي لم يتوقف يوماً عن خوض معاركه الصحافية رغم كل الظروف كاتماً أنينه، ينسى الكثيرون خلال تعاملهم معه أن الملائكة لا يسكنون الأرض، وأن ما يثقلونه به، يتجرعه وحده في الفراش في نهاية كل يوم.
للحق رجال يدفعون ضريبته.
Published on February 22, 2013 05:03
February 19, 2013
أنا الخايب

ماليش في الدنيا دي نايب
صحيح قلبي يا ناس دايب
لكن عيبة
تشاورلي عليها سنين عمري
وخصلة شعري الشايب
وتنطيط العيال حواليا
وانا الحاضر الغايب
*****
أقول منتهي الصلاحية...يردوا يقولوا ميهمش
قلبي ينط ..يتخربش
ويتهمش
ويتفشفش
بدال القلب ميت حتة
وتعشق من جديد كل حتة
ويتضاعف كده حبك كما سكة
تطول ..تطول ولا تقصرش
وانا مقدرش
عشان محترش
أنا قررت أكون خايب
******
مفيش بكره، ماليش فيه
وعلى فكرة
أنا إخييه
ويومي بيوم عشان محلمش
يعدي اليوم وانا مسلمش
جرح معدي ع الماشي
ميسلاشي
وجع بداريه
ومش فارق، لا مفارق
أنا غارق ..فيكي لشوشتي
كما سارق
وتوبته بين عينيكي أنتِ
يامدينتي
انا من همك...كتير شارب
*****
نبي متقاعد...ساعات شاعر، كتُيب جايز
لكن عايز
أكون إنسان
أكون معشوق كمان ونسان
لكني الآن
ما بين قلبي وبين قلبك
حدود كما الموجودة بين بلدان
حدودك فالصو
حدودي السجن والسجان
لكن شتان
ما بين إحساسي بوجودك وبغيابك
كأني مسني الجان
انا المجذوب
أنا الدرويش
وانتِ صاحبة الديوان
وانا الغلبان
مدد يا ست
أنا دايب
Published on February 19, 2013 08:39
February 14, 2013
أرشيفي السينمائي : ''أحلى الأوقات''.... اسم على مسمى

يعتمد الفيلم على بعدين .. بعد زماني - عبر الحنين لاصدقاء الطفولة وذكرياتهم - وآخر مكاني - عبر الحنين للحي الشعبي القديم -، يمكن تتبع تأثيرهما في سياق الفيلم على الشخصيات الرئيسة فيه، فالفتيات الثلاث سلمى " حنان ترك " و يسرية " هند صبري " و ضحى " منة شلبي " تربطهن علاقة صداقة منذ أيام الدراسة المبكرة، ثم تفرقن كالعادة عند مغادرة المدرسة، غير أن الصداقة المنتهية بفعل الإنغماس الحياتي سرعان ماتتجدد . فعندما تموت والدة سلمى " مها أبو عوف " ميتة عبثية في حي المعادي الراقي، تكتشف سلمى " حنان ترك " وحدتها القاسية وكذلك تخيفها أحيانا وتقلقها أحيانا أخرى الرسائل المنيرية مجهولة المصدر، بل أنها تشعر بالغربة وهي تعيش إلى جانب زوج أمها"سامي العدل". بالاضافة إلى انها كائن إنطوائي في الاصل وتحاول قدر الإمكان الإبتعاد عن الآخرين.
حتى يثير صوت محمد منير فيها الحنين للماضي - الزماني - وكذلك احدى الصور المرسلة لها ضمن الرسائل المجهولة والتي تضمها بجوار رفيقتي طفولتها، فينضم البعد المكاني من خلال عودتها إلى شبرا، الحي الشعبي الذي عاشت فيه سنوات طوال، بحيث أصبحت هذه الذكريات هي " أحلى أوقاتها " فعلاً، لذلك فهي تشعر بالـ"ونس"في هذا المكان الشعبي، في صحبة أصدقاء الطفولة.
اعتمد السيناريو كذلك على تلك الرسائل المجهولة لصناعة الحدث الرئيسي داخل سياق الفيلم، فالرسائل غير الموقعة كانت تصل من شخص مجهول،
لكنه يعلم بكل شيء، بدليل أنه يقدّم لسلمى صوراً وألبومات غنائية قريبة من قلبها، وذكريات تثير حنينها لفترة الطفولة في حي شبرا، الأمر الذي ينبهها
إلى وحدتها الشديدة في حي المعادي ، كما تكتشف أنها لا تعرف زوج أمها على الرغم من أنها عاشت معه قرابة 15 سنة في منزل واحد.
تعود سلمى لشبرا لتلتقي بصديقتها ضحى " منة شلبي " التي إرتبطت بجارها و زميلها في العمل والذي تؤجل الظروف الإجتماعية زواجهما - في عرض عميق للازمة الاقتصادية التي يعيشها الشباب دون الغوص في تفاصيل تفسد "أحلى الأوقات - ، ويسرية الزوجة والأم التي فقدت أنوثتها نتيجة الانشغال بالحياة والاستعداد لاستقبال طفل جديد بحَملها الجديد - حالها حال ألاف الزوجات اللواتي يشعرن بنفس الشعور في اشارة الى الأزمة الاجتماعية -.
الفيلم يناقش قضية انثوية انسانية، وهو أحد الأفلام القليلة الذي يناقش قضية أنثوية بعيدا عن الجنس والعنف وهذا وحده كان كفيلا بتواجده ضمن الـ10
أفلام الأفضل في الألفية الجديدة.
ولا يعيب فيلم "أحلى الأوقات " سوى بطء إيقاع الدقائق الخمس عشرة الأولى بسبب عدم وجود حدث معين. وهذا خطأ مونتاج في الاساس.
بقي أو نشير إلى نقطة شديدة الأهمية مرتبطة ببنية القصة نفسها، وهي أن الفيلم مبني على سوء الفهم، فأغلب الشخصيات تفهم بعضها البعض خطأً،
فسلمى بطلة الفيلم تفهم زوج الأم خطأً. والمدرس يعتقد أن سلمى تركت حي المعادي وجاءت إليه من أجل أن تستعيده فيعتذر لها بطريقة غريبة توحي
وكأنها عادت، كما تعتقد سلمى أن هناك علاقة عاطفية ما بين الجار الشاب وبين أمها عندما يخبرها بأن الباروكة والروج يعودان لأمها. هذه البناء الدرامي القائم على المفارقة وسوء الفهم أثرى الفيلم، وأضاف إلى شخصياته وطريقة تفكيرها.
وقد نجحت المخرجة هالة خليل - في أول أفلامها الطويلة - فعلا في إقتناص اللحظات الجميلة من الماضي مثل مشاركة الأطفال في لعب كرة القدم في أثناء عبور الطريق، أو الرقص على أنغام أغنية لمحمد منير، أو لقاء الصديقات الثلاث لتناول " الكشري "، بالاضافة الى تفجيرها كل الطاقات الفنية لأبطالها ليقدم كلا منهم دورا رائعا يبقى في رصيده الفني، وكذلك ملامح صورتها ومشاهدها التي توصل للمشاهد الإحساس بأحلى الأوقات.
وكذلك أبدعت وسام سليمان كاتبة السيناريو والحوار إذ قدمت حوار متميز للغاية يتناسب مع كل شخصية من شخصيات الفيلم التي كانت تتحدث بطبيعتها وكأنها ليست على شاشة سينما فأعطت المشاهد بعدا حميميا.
حنان ترك تتألق في أداء الشخصية الانطوائية المترددة، الخائفة أحيانا، وتتألق بشدة متجاوبة مع الأداء الرائع لكل أبطال الفيلم، المبدعة هند صبري التي
تتحدث اللهجة المصرية بإتقان ملفت للإنتباه وكأنها بنت من حارة شعبية بخفة دم طبيعية غير مصطنعة، و"جدعنة" حقيقية تجعل المشاهد يندمج ويتعاطف
معها منذ اللحظة الأولي - اعتبر استخدامي للفظ الجدعنة في وصف أداء تمثيلي مشيناً ولكنه حقيقة ما شعرت به - كما أدت منة شلبي دورها ببراعة شديدة تؤكد موهبتها العالية. بالإضافة إلى موهبة خالد صالح التي لا تحتاج إلى مساحة درامية أو دور طويل لتدهش المشاهد. وكذلك موهبة عمرو واكد
التي تطل من خلال المشاهد القليلة التي يظهر فيها.
Published on February 14, 2013 01:18
February 12, 2013
يعني إيه معونة عسكرية؟

هذا هو العنوان الرئيسي لاي باحث عن المعونة العسكرية التي يتلقاها الجيش المصري سنوياً من أمريكا، لكن الحقيقة تختلف اختلافاً كلياً عن هذا المعنى البراق للعنوان البريء.
أولا : أمريكا هي المستفيد الأول من هذه المعونة التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود، حيث نجحت من خلالها بتوحيد مصادر السلاح لدى الجيش المصري، مما يجعله في قبضتها تماماً، ويستحيل عليه شن حرب دون مناصرتها، وأضرب مثالاً على هذا في بداية تسعينيات القرن الماضي حين قرر الجيش المصري تطوير سلاح المدرعات، واستقر الخبراء على الدبابة الليوبارد الالمانية، وأرسل بالفعل ضباطه لالمانيا لتلقي التدريبات على الدبابة، وبدأت الخطوات الولى لاجراء الصفقة، فاعترضت امريكا، بحجة المعونة - متاخدش فلوس مني وتشتري من غيري - وأجبرت قيادات الجيش على شراء الدبابة إم 1 إيه 1 بمواصفات "مصرية" بدلاً من الدبابة الألمانية، وهو ما حدث بالفعل، وتم توريد الدبابة لمصر بشروط مجحفة للغاية من ضمنها صناعة الدبابة بمواصفات خاصة اقل كفاءة من نظيرتها الأمريكية، وأن ذخيرتها لا يتم تصنيعها في مصر، لذلك ظل الجيش المصري بدون ذخيرة عمليات لمدة 5 سنوات، وحين تم توريد الذخيرة تم توريدها بنسبة لا تكفي أكثر من 3 ايام قتال، وبهذا فرضت أمريكا سيطرتها على سلاح المدرعات المصري تماما، بعد توريد الدبابة ام 60 ايه 3 لباقي الوحدات، وهي الدبابات التي القتها في المحيط لتعمل كمصد للأمواج.
ثانيا : فعليا لا تتكفل امريكا بأكثر من 300 مليون فقط من المعونة، حيث تقوم بتوريد السلاح لمصر بسعره العالمي بمواصفات اقل ومثالا على هذا الطائرة الاباتشي التي تم توريدها بدون نظارة الطيار والتي تستخدم كجهاز للضرب وهي أهم قطعة في الطائرة، كذلك منعت أمريكا أي اصلاحات رئيسية في المعدات داخل مصر، فتسافر القطعة - مثلا ترانسميشن جهاز ناقل حركة - إلى االولايات المتحدة على حساب المعونة وتعود على حساب المعونة بعد تكلفة الإصلاح، وهو ما يعادل 10 اضعاف قيمة إصلاحها في مصر، كذلك تقوم المعونة بدفع رواتب مئات الخبراء الأمريكيين الموجودين لمتابعة السلاح في مصر بدلا من الحكومة الأمريكية، كما أن 50% من قيمة المعونة يتم صرفه على الصيانة بالطريقة التي وردت من قبل.
ثالثاً : وقع الجيش المصري عقود توريد السلاح مع شركة مثل "لوكهيد مارتين" وغيرها من الشركات مباشرة، مع شروط إلزامية بعقود الصيانة تمتد حتى 2017، وفي حال توقف المعونة لأي سبب، سيضطر الجيش لاستكمال العقود، وإلا ستتوقف الاسلحة عن العمل نتيجة عدم وجود بديل للصيانة.
وبهذا يتضح تماماً أن أمريكا هي المستفيد الأول من المعونة العسكرية، بينما تضررت صر بالغ الضرر من وجودها، بالإضافة لوجود ميزة توفير الميزانية لأغراض مدنية تخدم قادة الجيش، ولتحيا المكرونة ويسقط السلاح.
ملحوظة : لا يعرف ضباط المدرعات حتى الأن إمكانيات الصمود للدبابة التي لم يختبر درعها حتى الأن، وأصيبوا بالرعب عقب "سيحان" دبابة بالكامل اثر حريق في أحد ميادين الرماية عام 98، مما اضطر هيئة التسليح على العمل في مشروع الدروع البديلة، ولتحيا المعونة وتحيا المواصفات المصرية، ولنا عودة في موضوع أخر عن البعثات ومناورة النجم الساطع وكذلك بعض تفاصيل العلاقة العسكرية المصرية المريكية.
Published on February 12, 2013 14:47