وصية ملك في المنفى ( جزء 2 من ملك يبحث عن مدينة)

شهادة حق أتلوها في منفاي البارد
أن الأشعار بلا معنى... ولا القبلات
أنا مشاعرنا أكذوبة...كما الأغنيات
وأن سكنى المدن ليست من حقي
بل سكنى السماوات...........
في منفاي البارد... حياتي شبه ممات
*****
في البدء حين تولي العرش ...
إستقبال أسطوري وحديث عن مجد قادم..
عن حلم قائم
ووعود بدوام الملك إلى الأبد
وتمر الأيام سريعا، ويصير الملك طريداً
يفصله مساحات قصوى صحراوية عن البلد
وكأن مدينته أبداً لا توفي بوعد
*****
أتسائل في المنفى البارد .. أي ملك كنت؟
الظالم، القاسي، المغتصب الجاحد
والله أبداً ما كنت
قد كنت رصيفاً للاقدام تحميها غدر الطرقات
قد كنت الدفأ والأحلام للقادم والآتي
قد كنت أمان....
قالوا هذا يوماً في وصف صفاتي.
أما الآن فأنا لعنة ..
عدت كيخوت الفارس .. صرت بلا معنى
أحارب طواحين هواء
من قسوة برد في المنفى ضعنا.
*****
يوم شننت الحرب، وأرسلت مشاتي
أحرف كلماتي
أشعار خيالاتي
لم أطلب ملكا بل وطناً
تأشيرة سكنى لا سفر
أعلنت الحب على راياتي
وكتبت بدمي ودمعاتي
"ذنوب العاشقين، قلوب تحب"
لم أدري ساعتها أني
كتبت نهاياتي
*****
فضلت على المنفى الإستشهاد
على ثرى وطني.
أصير تراب أو تربة
تتفتح منها آلاف الوردات
تستنشق منها رفاتي.. رائحة مدينة
كانت قبل لقائي حزينة
صارت بعد لقائي مدينة
لكل الدنيا إلاي
والذنب القابع في الطرقات ينادي
حي على جهادي
*****
ويحلو لي في المنفى البارد بعض الوقت
مضغ الذكرى
معاتبة الروح السكرى
إستنطاق دموعي ومعاداتي
أنصب محكمة للنفس
أدين الفاعل فيها
الملك الفارس
أصدر حكم إدانة في حقه
أتمنى للوطن رسو
يحميه من غدر الزمن الآتي
وأحفر باليد قبوراً للفرح
إستعدادا للحزن العاتي
أتعلم للمرة الأولى معنى الكفر بآياتي
كل علاماتي
بالجهد المبذول من الرب
من أجل حياتي
******
في المنفى البارد.. كيخوت قد مل كيخوت
بلا "دولسين"، بلا وطن يحميني
من قسوة ذاتي
وأتابع عن كثب في الظلمات
قبس من نور
لا أعرف
ان كان يوماً سيعود
أم يذهب للابد بعيداً
وأظل في منفاي طريداً
أتقوت دمعي
مستندا على عكاز
من ذكرياتي
******
أحببتك مدينتي وما باليد حيلة
وحبك ضد أعراف القبيلة
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 01, 2012 04:44
No comments have been added yet.