مجلة الحداثة's Blog: مجلة الحداثة - Al Hadatha Journal, page 17

March 7, 2022

Teachers’ Practices and Assessment of 21st century 4 Cs in grade 9 class (Brevet) in Lebanon

هبة كمال الشامي - مجلة الحداثة
♦ Heba Kamal Chami *
- نبذة عن البحث باللغة العربية:
ممارسات المعلمين وتقييمهم للمهارات الأربع اللازمة في القرن الحادي والعشرين
(الصف التاسع (بريفيه) في لبنان أنموذجًا)

أصبح العالم الذي نعيش فيه معقدًا وشديد التناقض وأكثر فوضوية من العالم الذي صمم نظام التعليم من أجله. إن الحاجة إلى تعلم مهارات جديدة: كالتعاون والتفكير النقدي والإبداع والتواصل هي المهارات اللازمة للنجاح في الكلية والوظيفة والحياة. وقد أظهرت عدة دراسات نتائج مختلفة، لكن تم إجراء قدر ضئيل من التحقيقات البحثية في لبنان.تستقصي هذه الدراسة عروض المدارس اللبنانية مقابل متطلبات مهارات القرن الحادي والعشرين من خلال عدسات المعلمين. ويعالج الاستطلاع خمس ممارسات تعليمية مستخدمة لتنفيذ وتقييم العناصر الأربعة: مهارات التفكير النقدي، ومهارات التعاون، ومهارات الاتصال، ومهارات الإبداع، والتكنولوجيا.وتوصلت نتائج البحث إلى وجود فجوة كبيرة بين كيفية عمل المعلمين، وكيف يفترض بهم القيام بذلك، مع مراعاة متطلبات القرن الحادي والعشرين. لذلك يوصى بمديري المدرسة وأصحاب المصلحة بتقديم التدريب، وحثّ المعلمين على تطوير قدراتهم، إذ من المستحسن أن تغير المدارس اللبنانية طريقتها في التقييم والتدريس بحيث يمكن إنتاج قوة عاملة وأفكار تنافسية.- الكلمات المفاتيح: نظرية بياجيه، مهارات القرن الواحد والعشرين، القواعد لتصحيح مهارات الأربع، برنامج تقييم الطلاب الدوليين (PISA)، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، الرابطة الوطنية للتعليم (NEA)***- Abstract:The world that our students now face is complex, contradictory, and more chaotic than the world our schooling system was designed for. The 4Cs: Collaboration, Critical Thinking, creativity, and Communication are skills needed to succeed in college, career, and life, as the P21 stated, and have been considered one of the important topics in the field of Education for the past years. Various literature studies have exploited the effect of teaching and learning through the four Cs. Studies have shown different results, but minimal research investigation has been conducted in Lebanon. This study investigated the offerings of Lebanese schools against requirements of 21st-century skills through the lenses of teachers. A survey was adapted from Hixson, Ravitz & Whisman (2012), and 90 grade 9 teachers in public and private schools in Lebanon responded. The survey addressed five teaching practices used to implement and assess the 4 Cs: critical thinking skills, collaboration skills, communication skills, creativity skills, and Technology. Data were analyzed using SPSS 21.0 for windows. Results indicated that a huge gap existed between how teachers function and how they are supposed to do so, considering the 21st-century demands. The 4 Cs are not fully implemented or assessed, and teachers are far from doing so. Recommendations for policy and practice are provided.Key Words: Piaget theory, 4C Rubrics, NEA (National Education Association), P21(Partnership 21 century learning), Program for International Student Assessment (PISA), ICT (Information and Communication Technology)**** هبة كمال الشامي: باحثة في مجال التربيه. ماجستير إدارة تربوية، وإجازة في الأدب الإنكليزي من الجامعة اللبنانية* Heba Kamal Chami: Researcher in the field of Education. MA in Educational Administration, and a BA in English Literature from the Lebanese University
الحداثة (Al Hadatha) – س. 28 – ع. 221 – 222 - شتاء 2022 WinterISSN: 2790 -1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 07, 2022 08:57

Teachers’ Practices and Assessment of 21st century 4 Cs in grade 9 class (Brevet) in Lebanon

هبة كمال الشامي - مجلة الحداثة
♦ Heba Kamal Chami *
- نبذة عن البحث باللغة العربية:
ممارسات المعلمين وتقييمهم للمهارات الأربع اللازمة في القرن الحادي والعشرين
(الصف التاسع (بريفيه) في لبنان أنموذجًا)

أصبح العالم الذي نعيش فيه معقدًا وشديد التناقض وأكثر فوضوية من العالم الذي صمم نظام التعليم من أجله. إن الحاجة إلى تعلم مهارات جديدة: كالتعاون والتفكير النقدي والإبداع والتواصل هي المهارات اللازمة للنجاح في الكلية والوظيفة والحياة. وقد أظهرت عدة دراسات نتائج مختلفة، لكن تم إجراء قدر ضئيل من التحقيقات البحثية في لبنان.تستقصي هذه الدراسة عروض المدارس اللبنانية مقابل متطلبات مهارات القرن الحادي والعشرين من خلال عدسات المعلمين. ويعالج الاستطلاع خمس ممارسات تعليمية مستخدمة لتنفيذ وتقييم العناصر الأربعة: مهارات التفكير النقدي، ومهارات التعاون، ومهارات الاتصال، ومهارات الإبداع، والتكنولوجيا.وتوصلت نتائج البحث إلى وجود فجوة كبيرة بين كيفية عمل المعلمين، وكيف يفترض بهم القيام بذلك، مع مراعاة متطلبات القرن الحادي والعشرين. لذلك يوصى بمديري المدرسة وأصحاب المصلحة بتقديم التدريب، وحثّ المعلمين على تطوير قدراتهم، إذ من المستحسن أن تغير المدارس اللبنانية طريقتها في التقييم والتدريس بحيث يمكن إنتاج قوة عاملة وأفكار تنافسية.- الكلمات المفاتيح: نظرية بياجيه، مهارات القرن الواحد والعشرين، القواعد لتصحيح مهارات الأربع، برنامج تقييم الطلاب الدوليين (PISA)، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، الرابطة الوطنية للتعليم (NEA)***- Abstract:The world that our students now face is complex, contradictory, and more chaotic than the world our schooling system was designed for. The 4Cs: Collaboration, Critical Thinking, creativity, and Communication are skills needed to succeed in college, career, and life, as the P21 stated, and have been considered one of the important topics in the field of Education for the past years. Various literature studies have exploited the effect of teaching and learning through the four Cs. Studies have shown different results, but minimal research investigation has been conducted in Lebanon. This study investigated the offerings of Lebanese schools against requirements of 21st-century skills through the lenses of teachers. A survey was adapted from Hixson, Ravitz & Whisman (2012), and 90 grade 9 teachers in public and private schools in Lebanon responded. The survey addressed five teaching practices used to implement and assess the 4 Cs: critical thinking skills, collaboration skills, communication skills, creativity skills, and Technology. Data were analyzed using SPSS 21.0 for windows. Results indicated that a huge gap existed between how teachers function and how they are supposed to do so, considering the 21st-century demands. The 4 Cs are not fully implemented or assessed, and teachers are far from doing so. Recommendations for policy and practice are provided.Key Words: Piaget theory, 4C Rubrics, NEA (National Education Association), P21(Partnership 21 century learning), Program for International Student Assessment (PISA), ICT (Information and Communication Technology)**** هبة كمال الشامي: باحثة في مجال التربيه. ماجستير إدارة تربوية، وإجازة في الأدب الإنكليزي من الجامعة اللبنانية* Heba Kamal Chami: Researcher in the field of Education. MA in Educational Administration, and a BA in English Literature from the Lebanese University
الحداثة (Al Hadatha) – س. 28 – ع. 221 – 222 - شتاء 2022 WinterISSN: 2790 -1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 07, 2022 08:57

القصديّة في قصيدة جوزف حرب "الموتى" - من ديوان "قلم واحد في ثلاث أصابع"

قلم واحد في ثلاث أصابع للشاعر جوزف حرب - مجلة الحداثة
♦  خديجة عبد الله المقداد*
نبذة عن البحث
تعدّ القصيدة المقطعيّة من أكثر القصائد الحداثية صعوبة في التحليل والتأويل نظرًا إلى غناها بالمظاهر الأسلوبية والمعايير النصّيّة. وتتصدر القصيدة المقطعية قائمة الشعر الحديث؛ فهي نسقٌ يصنعه الشاعر بتكثيف العبارة وصياغة المعنى، فتؤثر في المتلقي، وتحرّك وجدانه وأفكاره لاكتشاف مكنوناتها وسبر أغوارها وفكّ رموزها وخفاياها.هذا البحث مقاربة نصّيّة لقصيدة "الموتى" لشاعر القصيدة المقطعية الحديثة، وشاعر "المحبرة" اللبناني الجنوبي جوزف حرب، من ديوانه "قلم واحد في ثلاث أصابع" الصادر في العام 2013.- التسويغ والإشكاليةولد الشاعر جوزف حرب في بلدة المعمارية (جنوب لبنان) العام 1944 وتوفي في العام 2014. مثقّف واسع، وذو روح قومية تتعدّى حدود الوطن. شاعر وكاتب، ومحامٍ ومعلمٌ وصِحافيّ وإذاعيٌّ... سُمّي بمتلازمة فيروز لكثرة ما أنتج لها من أغانٍ، كأغنية "حبيتك تنسيت النوم" و"أسوارة العروس".كتب حرب عن الحبّ والحياة وختم كتابته بالموت.لا تُستنفَدُ الكتابةُ عنه. لذا اخترت من بين نصوصه الأدبية للدَرس، قصيدة من ديوانه الأخير "قلم واحد في ثلاث أصابع"، الذي طغت فيه فكرة الموت والرحيل، كأنه يرثي نفسه ويقول: وداعًا، بطريقته، فترك كلماته لتؤنس القارئ، فيما كان التراب رفيقه الأخير.ولأنّ اللسانيات تعدّ من أبواب الدخول إلى عمق المعنى، يعالج هذا البحث هذه القصيدة على مستوى الدراسة اللسانية للوقوف على معانيها ودلالاتها، وتحديدًا قصديّتها.أما إشكالية البحث فهي:كيف تجلّت قصديّة حرب في قصيدته "الموتى"؟ وكيف وظّف أسلوبه الأدبي في خدمة هذه القصديّة؟- القصديّة (Intentionality):لغةً: القصد: استقامة الطّريق. قصد يقصد قصدًا، فهو قاصد؛ والقصد إتيان الشيء. تقول: قصدته وقصدت له وقصدت إليه، بمعنى. وقصدت قصده: نحوت نحوه (ابن منظور، لا ت، ج 12، ص 114).اصطلاحًا: هي إحدى المقوّمات الأساسيّة للنصّ. ويحقّق المؤلّف مقاصده بطرق مختلفة تجمَع في مصطلح القصديّة، ولا يتكلّم المتكلّم مع غيره إلّا إذا كان لكلامه قصد (الصّبيحي، 2008، ص 96). وقد يكون القصد في النصّ صريحًا مرتبطًا بالمعاني المباشرة للكلام، أو متضمّنًا مرتبطًا بالمغزى من استخدام الأفعال (فرج، 2007، ص 48).ويرى الفيلسوف الروسي ميخائيل باختين (Mikhail Bakhtin)* أنّ النصّ يحدّده عاملان يجعلانه نصًّا: النيّة والعزم، وتنفيذ هذه النيّة، ويتفاعلان بشكل ديناميّ. فالقصديّة هي نيّة المرسل إرسال رسالته بأيّ طريقة، مبقيًا على الترابط الشكليّ والمفهوميّ (الصّبيحي، 2008، ص97).أما القصديّة في الدرس اللسانيّ فهي: النصّ عمل مخطّط يستهدف تحقيق غاية معيّنة، فترابطه وتناسقه مقصودان لتحقيق هدف معيّن (نور الدين، 2009، ص 21).أما مفهوم المفكر البريطاني هربرت بول غرايس (Paul Grice)* للقصد فهو: "كلّ حدث كان لغويًّا أو غير لغويّ إمّا أن يكون محتويًا على الدلالة أو على نيّتها. فتراكم الغمام دلالته المطر، فهذا الحدث له دلالة وليس وراءه قصد، وقولنا لآخر: اغلق الباب، يتحكّم فيه قصد" (عوض، 1994، ص 102).وإذا اتبع منتج النصّ هذه المبادئ استطاع تحقيق الاتصال، فهو العنصر المؤثّر في تحديد مدى مقبوليّة النصّ.يتّضح إذًا، من خلال ما قدّمه علماء اللّغة، ماهيّة القصديّة؛ النيّة والوعي بالفعل.**** باحثة من لبنان، حائزة شهادة ماستر في اللغة العربية وآدابها (لغوي – ألسني) – الجامعة اللبنانية
* محمود درويش (1941- 2008): أحد أهم الشّعراء الفلسطينيين والعرب المعاصرين، ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن. له: الأعمال الكاملة في مجلدات، وقد أعيد طبعها غير مرة.* ميخائيل باختين (1895-1975): فيلسوف ولغوي روسي، درس فقه اللّغة. من مؤلفاته: مشكلات في شعرية دوستوفيسكي.* هربت بول غرايس (1913- 1988): فيلسوف بريطاني، درس المعنى من منظور فلسفي، ونشر أعماله باسم "إتش بي جرايس". من مؤلفاته: نظرية المعنى في فلسفة بول غرايس.- المصدر:- حرب، جوزف. (2013). قلم واحد في ثلاث أصابع. بيروت: رياض الرّيّس للكتب والنّشر- المراجع:- ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم. (لا ت.). لسان العرب. الرياض: إصدارات وزارة الشؤون الإسلاميّة والأوقاف والدعوة والإرشاد- شرتح، عصام. (نيسان 2016). جماليّة القصيدة المقطعيّة عند جوزف حرب. مجلّة ثقافات. http://thaqafat.com. تمّ الاسترجاع في 11/ 12/ 2021 السّاعة 4 ب.ظ.- صبحي، محيي الدّين. (2008). "جوزف حرب" وأمطار الوردة السّوداء. بيروت: رياض الرّيّس للكتب والنّشر- الصبيحي، محمد الأخضر. (2008). مدخل إلى علم النص ومجالات تطبيقيّة، ط1. بيروت: الدار العربيّة للعلوم- قسطنطين، رزق الله. (2011). تشكّل الأنا الشّعريّ في شيخ الغيم وعكّازه الرّيح: دراسة موضوعاتيّة. بيروت: بيسان للنّشر والتّوزيع- نور الدين، قارة. (2009). النص الأدبي من النسق المغلق إلى النسق المفتوح. (أطروحة دكتوراة). الجزائر: جامعة وهران، كلية الآداب، قسم اللغة العربية- يونس، حبيب. (كانون الثّاني 2008). نقطة فاصلة. قناة otv
الحداثة (Al Hadatha) – س. 28 – ع. 221 – 222 - شتاء 2022 WinterISSN: 2790 -1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 07, 2022 08:44

Small ruminant innovative product to increase resilience of vulnerable Lebanese population amid the economic crisis

ربى طوني بو شلهوب - مجلة الحداثة
نانسي غابي المسيح - مجلة الحداثة
د. ريشار ميلاد صدقه - مجلة الحداثة
مايا فوزي سعادة - مجلة الحداثة
♦ - Rouba Toni Bou chalhoub * â™¦ - Nancy Gabi El Massih **♦ - Richard Milede Sadaka *** â™¦ - Maya Faouzi Saadé ****
- نبذة عن البحث باللغة العربية:
منتج للحيوانات المجترّة الصغيرة لدعم صمود اللبنانيين في الأزمة الاقتصادية
يمكن تصنيف الأزمة المالية الحالية في لبنان من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، وذلك بحسب البنك الدولي. وسبق هذه الأزمة - ولا يزال - انقطاع حاد في الكهرباء الأمر الذي وضع اللبنانيين في حالة غير عادية، أجبرتهم على التكيّف بطرقٍ مؤلمة.وقد أدت الأزمة إلى اتباع بعض الشروط الحياتية القاسية للاستمرار، منها: تخطي الأمهات اللبنانيّات بعض الوجبات كي يتمكن أطفالهن من تناول الطعام؛ إذ إن الوصول للّحوم والبروتينيّات الجيّدة أصبح محدودًا أو حتى غير متوفر في بعض الحالات.الهدف الرئيس لهذا البحث هو إنشاء منتج من لحم الضأن ما يساهم بزيادة مرونة السكان المعرضين للجوع، وتحقيق الأمن الغذائي من خلال إنتاجه على مستوى الأسرة اللبنانيّة باستخدام أدوات مطبخ بسيطة، عبر تعبئته في مرطمانات، ويمكن تخزينه من دون تبريد كجزءٍ من المونة اللبنانية التقليديّة.استطعنا في هذا البحث تحديد منتجين من لحم الضأن وتطويرهما:- الأول "موزات الضأن"- الثاني "مرق عظام الضأن".تم تأكيّد صحّة المنتج ومدة صلاحيته لمدة 12 شهرًا من تاريخ الإنتاج، وذلك استنادًا لنتائج الفحص المخبري بعد حضانة المنتج ولمدة سبعة أيام على درجة حرارة 55 مئوية.الكلمات – المفاتيح: الأزمة اللبنانيّة، لحم الضأن، اللحم، التعقيم الحراري، تطويير المنتجات، الابتكار***
Abstract:The financial crisis in Lebanon that as per the World Bank could rank among the world’s three worst since the mid-1800s, trailed by the severe cut of the electricity, has put the Lebanese people in an unusual situation, and to adapt in painful ways. Mothers, with minimum or no access to meat and good protein source, are skipping meals so their children can eat.The main goal of this research is to create a lamb meat product that contributes in increasing resilience of vulnerable population and facilitating access to food security by being produced at Lebanese household level using simple kitchenware, packed in jars, stored at a room temperature and can be part of the traditional Lebanese “Mouneh”.Different uncertainties arose which were mainly related to packaging materials and standardization of heat treatment with minimal direct process control. We identified and developed two lamb products preserved in jars;“the lamb shanks” and “the lamb bone broth”. The laboratory results after incubation at 55°C for 7 days confirmed that the products are shelf-stable for 12 months.Keywords: Lebanese crisis, lamb, meat, heat sterilization, product development, innovation***
* ربى طوني بو شلهوب: مهندسة، خبيرة في الصناعات الغذائيّة من جامعة القديس يوسف، مع خبرة 10 سنوات في تصنيع اللحوم. أستاذة محاضرة منذ العام 2012 في جامعة القديس يوسف - فرع الهندسة الزراعية والصناعات الغذائية. مستشارة ومدربة في الأسس السليمة في التصنيع الغذائي، وفي سجلّها نحو 10 ابتكارات منتجات غذائيّة جديدة لعدة مؤسسات تمّ انتاجها وتسويقها محليًّا أو تصديرها عربيًّا وعالميًّا. تشغل منصب مستشار متخصص بصناعة اللحوم في منظمة كير الدوليّة في لبنان في إطار مشروع سلسلة قيمة المجترات الصغيرة AFDAL II الممول من BMZ من خلال برنامج الأغذية العالمي.* Rouba Toni Bou chalhoub: Agri-food engineer – Meat processing expert 
** نانسي غابي المسيح: مهندسة زراعية، حائزة شهادة ماجستير في المناظر الطبيعية من الجامعة اللبنانية. خبرة لعامين في المشاريع الزراعية لسلاسل القيمة، وتشغل حاليًا منصب مساعد المشروع في منظمة كير الدولية في لبنان في إطار مشروع AFDAL II لسلسلة قيمة المجترات الصغيرة بتمويل من BMZ من خلال برنامج الأغذية العالمي.** Nancy Gabi El Massih: Project Assistant - Care International Lebanon
*** ريشار ميلاد صدقه: دكتور في إدارة الأعمال - الجامعة اللبنانية*** Richard Milede Sadaka: Business Administration – Lebanese University-Member in Data Analysis and GIS for Impact, Economics and Business
**** مايا فوزي سعادة: مهندسة زراعية، حائزة شهادة ماجستير في علوم الحيوان من الجامعة الأميركية في بيروت. مستشارة ومدربة، وفي سجلها نحو 10 سنوات في التدريب المهني والتقني باستخدام نهج تشاركي، كذلك لديها خبرة مماثلة في تنسيق وتنفيذ مشاريع تطال الزراعة وسلاسل القيمة وتمكين المرأة وسبل العيش ودعم التعاونيات والشركات الصغيرة والمتوسطة والتنمية الريفية للمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية. تشغل حاليًا منصب اختصاصي تقني زراعي في منظمة كير الدولية في لبنان في إطار مشروع سلسلة قيمة المجترات الصغيرة AFDAL II الممول من BMZ من خلال برنامج الأغذية العالمي.**** Maya Faouzi Saadé: Agriculture Technical Specialist - Care International Lebanon ***· Acknowledgment: Within the framework of the WFP FFT program and with funding from BMZ through the World Food Program (WFP), CARE International in Lebanon (CIL) is leading the Agriculture Farmer Development and Livelihood II (AFDAL II) project implemented in partnership with Association for Development for Rural capacities (ADR), Chamber of Commerce, Industry and Agriculture in Tripoli (CCIAT), Fair Trade Lebanon (FTL), and René Mouawad Foundation (RMF) to address the multi-faceted challenges facing vulnerable communities in the Small Ruminants sector in Lebanon. The project is in line with the updated Food Security and Agriculture Sector strategy as well as Sustainable Development Goal (SDG) which recognize livelihood opportunities improvement and small farmers empowerment as goals to achieve.
الحداثة (Al Hadatha) – س. 28 – ع. 221 – 222 - شتاء 2022 WinterISSN: 2790 -1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 07, 2022 08:31

Anti-COVID vaccination acceptance in Lebanon

د. جاد جهاد الحاج - مجلة الحداثة تانيا جورج مرعب - مجلة الحداثة

♦ - Jad Jihad El Hage (MD) *♦ - Tania Georges Merheb **
- نبذة عن البحث باللغة العربية:
واقع اللُّقاح ضدّ فايروس كورونا المستجد في لبنان
أُجريَت هذه الدّراسة المقطَعيَّة العَرضيَّة من أجل تحديد واقع اللُّقاح ضدّ فايروس كورونا المُستجدّ في لبنان، ولا سيما معرفة مدى قَبول المواطنين اللُّبنانيّين أخذ هذا اللُّقاح.تضمنت الدّراسة عيّنة من 1072 مواطنًا لُبنانيًّا مُقيمًا وفقًا لاستبيان وُزّع بطريقة عشوائيَّة عبر تطبيق "واتساب" في لبنان تحت شَكل "غوغل فورم".بناءً لنتائج الدّراسة، تبيَّن أنَّ هناك
عدَّة عوامل قد تكون مُؤَثّرة في أخذ القرار حَولَ أخذ اللّقاح ضدّ فايروس كورونا، ومن بَينها:· أخذ المعلومات حول اللُّقاح والفيروس من المصادر الآتية:- الموقع الإلكتروني الرَّسمي لمنظَّمة الصّحة العالميَّة- آراء الأصدقاء وأفراد العائلة والجيران، والآراء المطروحة على وسائل التَّواصُل الاجتماعيو أخيرًا المُستوى التَّعليمي للأشخاص الَّذين شارَكوا بالاستبيان.الكلمات المفاتيح: لقاح؛ فايروس كورونا؛ المستوى التَّعليمي؛ منظَّمة الصحَّة العالَميَّة؛ الأطبّاء؛ المعلومات الخاطئة؛ وسائل التَّواصُل الاجتماعي؛ كورونا في لبنان*** - Abstract:The following study is a cross-sectional study analyzing the factors influencing the choice of being vaccinated or not against COVID.The study was conducted among the Lebanese population with a random sample of 1072 Lebanese citizens who responded to a questionnaire diffused by WhatsApp.Among the studied factors, possible correlations may exist between the will or not to take the vaccine and the following factors: level of education, taking information about the virus and its vaccine from WHO website, friends, family members, neighbors and media platforms.Keys Words: Vaccination; Information; COVID; Education level; WHO official website; medical doctors; Fake news; Media platforms; COVID-19 pandemic in Lebanon***
* جاد جهاد الحاج: طبيب مُتخصص بالأمراض الدّاخليَّة - مُجاز في العُلوم الفلسفيّة العامَّة - مُجاز في العلوم اللّاهوتيَّة – كليَّة الصُّحة – جامعة العائلة المُقَدَّسة – البترون* DOCTEUR JAD EL HAGE – MD: UNIVERSITE SAINTE FAMILLE – BATROUN - FACULTE De SANTE
** تانيا جورج مرعب: أستاذة مدربة في العلوم المخبرية – ماجستر في العلوم الإدارية- جامعة العائلة المُقَدَّسة – البترون* MME TANIA GEORGES MERHEB - MBA: UNIVERSITE SAINTE FAMILLE – BATROUN - FACULTE De SANTE
الحداثة (Al Hadatha) – س. 28 – ع. 221 – 222 - شتاء 2022 WinterISSN: 2790 -1785 الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 07, 2022 08:02

دور الصناعات الحرفيّة في بناء المجتمعات قديمًا بمحافظة مسندم (نيابة ليما أنموذجًا)

محمد بن سليمان بن علي حريز الشحي - مجلة الحداثة
♦ محمد بن سليمان بن علي حريز الشحي *
نبذة عن البحث
تقع محافظة مسندم في أقصى شمال سلطنة عُمان وتطلّ على مضيق هرمز الذي يعدّ بوابة تربط بين الخليج والبحار المفتوحة في بحر عُمان والمحيط الهندي. تضم محافظة مسندم أربع ولايات هي: خصب ودبا وبخا ومدحاء، ومركز المحافظة ولاية خصب. واستقر الإنسان قديمًا في المناطق السهلية والجبلية بالمحافظة مطوعًا ومستفيدًا من مقومات الحياة التي حبا الله تعالى بها هذه المحافظة من صيد بحري وفير، وتربة خصبة في السهول، ومدرجات في الجبال ساعدت الإنسان على التكيف مع الظروف البيئية الصعبة من خلال انتاج زراعي متنوع.اعتمد أهالي محافظة مسندم على المياه الجوفية والبرك المائية التي بناها الانسان في الجبال لري المزروعات والشرب، ناهيك عن وجود عيون في الجبال والسهول ساهمت في تركز السكان.مع تقدم الحياة، ابتكر الإنسان العماني في محافظة مسندم، العديد من الصناعات التي فرضتها عليه مقومات الحياة وبنيتها في المحافظة والتي كانت شاهدًا على براعته وإبداعه في ظل ظروف الحياة الصعبة.هنا نقف مع نماذج من هذه الصناعات برزت في نيابة ليما التابعة لولاية خصب، برع فيها أهالي الجبال، وساهمت في تسهيل أمورهم وبناء الإنسان، عرفت في وقتنا الحالي بالصناعات الحرفية وذلك لحرفة صاحبها واعتماده في عمله على مهاراته الفردية الذهنية واليدوية التي اكتسبها من أجداده، وذلك باستخدام الخامات الأولية المتوفرة في البيئة الطبيعية المحلية، أو الخامات الأولية المستوردة بحيث يتم التعامل معها في الإنتاج بصورة يدوية، أو باستخدام بعض الأدوات البسيطة.(1)صُنّف هذه الصناعات من قبل الباحث، إلى الآتي:الأواني الفخارية ومثال عليها أواني الطبخ وملحقاتها، والأدوات المصنوعة من الجلود مثل قرب نقل الماء من البرك وغيرها من الأدوات التي اعتمد الإنسان فيها على دبغ جلود الحيوانات، والأدوات المصنوعة من شعر الحيوانات كالمنسوجات والحبال، والأدوات المصنوعة من السعفيات التي أخذت حيزًا كبيرًا من الصناعات الحرفية بسبب وفرتها بالبيئة الطبيعية للمحافظة المرتبطة بزراعة أشجار النخيل المصدر الأساسي لهذه الحرفة، وكما اشتهرت أيضًا بصناعة الأدوات الخشبية التي جسدها باب بيت القفل الذي تشتهر فيه المحافظة، وأيضًا المناديس والشبرية وغيرها من الأدوات. وأخيرًا نختم هذا التصنيف بأعمال الحدادة التي مثلت عصا الجرز محورها بما تحمله من دلالات تاريخية وموروث أصيل لمحافظة مسندم.(2)"جبل حارم" سلسلة جبلية في ولاية خصب بمحافظة مسندم تقع في أقصى الشمال من سلطنة عمان، وهي من البقاع الأولى (الأولى رأس الحد على سواحل محافظة الشرقية - عمان) التي تشرق منها الشمس في الوطن العربي.يقع «جبل حارم» أو (جبل حريم) كما تسمّى محليًّا، على ارتفاع يصل إلى 1,600 متر عن سطح البحر بولاية خصب محافظة مسندم، وتعد الرحلة إليه مغامرة شيقة بسيارات الدفع الرباعي من خلال الطريق الممهد بين المسارات الجبلية الضيقة، مرورًا بقرى جبلية ومزارع القمح وأودية خضراء بين المرتفعات يمكن للزائر الوقوف بها. يصل الزائر إلى القمة المنبسطة لجبل حريم، وعلى ذلك الارتفاع، يشاهد الزائر أحافير أسماك وأصداف، بالإضافة إلى أحياء بحرية أخرى متحجرة، ويقدر العمر الجيولوجي لهذه الأحافير بأكثر من 250 مليون سنة حين كانت البحار تغمر هذه القمم الجبلية.(3)وتغطي الجبال أغلب البنية المساحية لمحافظة مسندم مع بروز منحدرات وأودية عميقة ومنحدرة. أدى هذا الانحدار إلى تجمع مياه الأمطار حيث تكوّن بذلك أودية وأحواضًا جوفية، كذلك تغذي مزارع النخيل بسفوح الجبال والمتاخمة للأودية. كما ان هذه الجبال تعدّ حصنًا طبيعيًّا ضد الأعداء.(4)تأوي هذه القمم الشاهقة قرى صغيرة بين سفوحها، وكانت الوسيلة الوحيدة للتنقل بين هذه القرى، الطرق والممرات القديمة، أما الآن فتربط بينها طرق ممهدة يغطيها الحصى.(5)تقابل السائح والمتنقل الذي يسلك الطرق المؤدية إلى الجبال، مشاهد للساحل، وهنالك عدد من الجبال شديدة الانحدار وجروف بحرية شديدة الانحدار تغري متسلقي الجبال، وهنا تعد الرحلات مصدرًا للمتعة.(6)****باحث عُماني في التاريخ. عضو في فريق بحث الشخصيات التي اشتغلت في التجارة والصناعة بعُمان قبل العام 1970م. حائز بكالوريوس تربية تخصص تاريخ من كلية التربية بصحار سلطنة عمان العام 2004م، ويعمل رئيسًا لقسم الشؤون الإدارية والمالية بإدارة التربية والتعليم بدبا. وقد عمل سابقًا معلمًا لمادة التاريخ، ثم انتقل لوظيفة "مشرف تاريخ"، ورئيس قسم الإشراف الفني.
1- د. عبد الله بن ناصر بن خليفة الحراصي وآخرون، الموسوعة العمانية الجزء التاسع، ط.1، مسقط سلطنة عمان، وزارة التراث والثقافة 1434ه/ 2013م، ص. 3338- 3339
2- مصادر شفهية: الرواي عبدالله بن سليمان بن حريز الشحي، والراوي حسن بن حريز بن محمد الشحي3- MOTIVATE- Musandam – APHotographic Journey into The Heart of The Enchanting Land of The Musandam – p. 30
4- MOTIVATE… p. 61
5- MOTIVATE … p. 65
6- MOTIVATE … p. 96الحداثة (Al Hadatha) – س. 28 – ع. 221 – 222 - شتاء 2022 WinterISSN: 2790 -1785 Ø§Ù„حداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 07, 2022 07:45

نوافذ: أغنيات لا تتكرّر

ديمة محمود - مجلة الحداثة
♦ ديمة محمود *
هزمتنا القصائد يا حبيبي
حينما كنّا خفافًا كميدانٍ لا تهمي ثناياهُ
ثمّة رضوضٍ تنكأ انكسارنا
ومعولٍ للحشد يومئ بالحريق
يلوّحُ الشّفقُ هناك وأراهُ
في الثّكنة نلعقُ أرجلَنا ولا نبالي.
*قصيٌّ أنت يا حبيبي كنجمةٍ قريب كقطعة سكّر
ترمّمُك القوافي كمحيطٍ بعيد وتجذبُك السّهام مثل نورس
يريبك اقترابنا كهرواتٍ تعصفُ بانتفاضات العمّال والفلّاحين
بينما تدغدُك "أنشودة الفرح" كرضيع
ويقسّم قوس "عبده داغر" كريّاتك فتفور بالتّوت
منذ متى وأنت في التّيه تلاقي نفسك لولا أنَّ قبعات وتيجان
استحالت لآلئ وحناجر ممشوقةً لأراجيزَ تصهل في دمك.
*ارتعشنا كنتوءين في ظهر العالم
لم تُعِدُّنا أمهاتنا للحرب باكرًا ولا لتحضير الأرغفة وترميم البلّور
كنَّ يحملننا على صفحة النهر؛ لنشتمَّ رائحة صغار اليَعَاسِيب والسّمك
ونجابهَ وجه العالم بلا رُتوش
ثم نكنسَ الوجوه والليل و رُفوف القرميد
ونعبئ الهشاشة لآجالٍ مسماة ريثما القوافل تغصُّ بالحقولِ والمزاميرِ
وها نحن يتيمانِ في قاع النّبع نلوك اللذةَ والسؤال.
*لماذا احتملنا كلّ هذا الهشيم ونحن نحكُّ خدّينا
كفراخ اليمام تذوي تتلمّس حظّها في محاولات الطّيران؟
ساقانا الغائرتان في غيم تُقلّبان الحيرة في اجتياز الماء لأعلى
وتجزّئان القواميس في كؤوس العنب؛ لحساب اقتراف اللّغة
أو توزّعان الشّبق في ستائر الأمد الّذي قد لا يأتي أو يثور.
*عدنا بِخفّي غيمٍ وثمالتين وأقفاصٍ من التّوت على رقابنا
وهذه الفضّة تلمع في شالٍ ينتظر انبعاث الاستعارة
في قافلةٍ تمدّ الهسيس باتّجاه الشّمال ولا تنتظر الحدّائين
وتُؤوي الدّلتا في جيوب النّاجين من حصار المخيّمات والكانتونات.
*انطبق الكهف على طيفٍ وفتح صدره للغرق
بينما الموج غير عابئٍ بالهداهد والرّصيف
ينوء السِّفْر بالشّواهد
يكفيه فنجان الرّائحة وانطفاءةُ شمعةٍ في أُصص الخوف
تُعدُّ السّلال نواياها للرّحى والثّمرُ تؤذيه الرّزانة
تكلّل الحماقة جدائلها بالنّكايات
تصقل المرايا راحاتها للحرث وتفكّك الثّابت والمتحوّل بانتظار قبّرة.
*لا تكترث لكفّيَ التي انشطرت
التّشظّي إثر الهزيمة انتصار
من قال: إنَّ فوّهة الدّبابة لا تشتعل بالأغنيات
الجنازير هاهنا تدقُّ إيقاع الوطيس
وأنا أحصّن الغبار في حجر خيبتي
الكعك فشل أن يحتفيَ بالعيد
دعني هنا أَعُدُّ الأشواك وأشدُّ حبال بقائيَ منفردةً
وأُثقّب القصبة علّني أرجع للغناء والأمنيات
وأربّيَ الأرانب من جديد.
***حيث مقهى الحرية
كلّ الّذين مرّوا من هنا عبّؤوا حقائبهم
بالمارشملوز والأساطير والأبجدية
تقول عرّافةٌ في شرفة: اقسم كأسك نصفين واتبعني
تلْمعُ الذاكرة والموسيقى والعناوين
وحارسٌ هناك يَعدّ أطفاله ثمّ يفرغُ الزجاجات ويضرب الودَع.
*على تلك الوجنة كدمةٌ لم تطفئها الهيبة
التّمثال الذي يقطف الرؤوس في الميدان يغضّ الطّرف
لعلّ الشّبح كان غرابًا يفرّ في مركب أو غريبًا يأنس بِفرشة كُتب
أو هواءً تمطّط باتّجاه النّهر فدنت منه قبلةٌ بين حبيبين
أو بوصًا يقدح الماء فتفيضَ الدواة ويخطّ بتَحنانٍ برديّته
تتماثل الأضداد في حقائب العشّاق
يقول الكمان مثلًا: كانا ولدًا وبنتًا
ولو مددنا بساط التّأويل لقلنا: كانا رجلًا وامرأةً
وللمراوغة سنطلُّ على إقليديس في معتكفه فيكونان سهمًا وقوسًا.
*كلّ الذين مرّوا من هنا تنشّقوا الغاز المسيل
تفجّرت لغاتهم فدرّ تِبرُ القصائد بين ترائبهم وأفخاذهم
الوتر الوحيد للهارْب لم يكن ليتناسلَ لولا ارتكابُ الأحلام في أرجوحة
وارتداءُ الإكريليك بدلًا من السّترات المقاومة للرّصاص
وترقيعُ القلق - أبًا عن جد- بثمالات الشكّ والمعرفة.
*كلّ الذين مرّوا من هنا حبسوا الأنفاس ومسحوا أكمامهم بما انكسر من الصّواري
كنسوا الصوامع عند انبلاج المحاق
وكأنشودة مهدٍ درسوا أشولة القمح في قيامة المزامير
نمنموا الذكرى في جداريةٍ على القلب
بينما البروباجندا تعبئ أقبيتها بالنّوايا الحسنة وقطارات الرّاعفين
يوشوش أبو منجل قلب المِسلّة
"كلّنا في الهوا سوا"
"أعدّي ليَ الأرض كي أستريح ..."
ها أنا ذا أتأرجح بلا جوفٍ ولا وجهٍ ولا خارطة طريق
سأسبقكِ هناك حيث مقهى الحرية!
**** شاعرة من مصرالحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 07, 2022 07:34

الأدب المُتخيّر بين التعليم والتهذيب في "العقد الفريد" لـ"ابن عبد ربّه"

صونيا شديد غانم - مجلة الحداثة
♦ صونيا شديد غانم *
نبذة عن البحث
مرّت لفظة "الأدب" بالعديد من التّطوّرات خلال العصور، بدءًا من الجاهليّة حتّى العصر الحاضر، وذلك مزامنةً مع تطوّر الحياة العربيّة وأنواع الآداب. ويُعَرَّف "الأدب" أنّه الظُّرف وحسن التّناول وما يُحتَرَز بِهِ من جميعِ الأخطاء، وتأدّبَ أي تَعَلّمَ الأدبَ وتَهَذَّبَ؛ وتقع الآداب على العلوم والمعارف، وعِلم الأدب هو علمٌ في كلامِ العرَب لفظًا وكتابةً، وقيلَ كلمة "اَدب" مأخوذة من لفظة "مأدبة"، فُلانٌ يَأدِبُ أَدْبًا دَعاهُ إلى طعامِه؛[i] فكما قال الشّاعر "طرفة بن العبد" في الشّطر الثّاني من بيتٍ شعريٍّ له:"لا ترى الآدبَ فينا ينتقِر"[ii]أي: لا ترى مَن يدعو إلى الطّعام، يُطعِم أحدًا ويستثني آخر؛ "وقيل إنّ مفرد كلمة الآداب هو الدّأب وبعدها قُلِبَت إلى آداب، وفي صدر الإسلام توسّعت دلالتُها لتشمل "التّهذيب والتّربية".[iii]في العصر الأمويّ ارتبطت بدراسة كتاب الله، والأحاديث النّبويّة، والتّاريخ والفقه، والشّعر، والنّثر الفنيّ، والنّوادر والأمثال، وعلوم البلاغة، واللّغة والنّحو، وكلّ ضروب المعرفة،[iv] إلى أنّ دلّت على التّمدّن والرّهافة واللّياقة على خلاف الفظاظة البدويّة، وعلى الثّقافة الّتي كانَ يُعَبَّر عنها قديمًا بكلمة "أدب"، كذلك الوظائِف الاجتماعيّة والإداريّة، وكان ذلك في العصر العبّاسيّ؛ إلى أن انتهت كلمة "أدب" في الوقت الرّاهن إلى الدّلالة على الكلام المُتقَن بلاغيًّا.[v]وقد عرّف "الأدب" المؤرّخ والفيلسوف "ابن خلدون": "أنّه "فكر الأمّة الموروث الّذي يعبّر عنه الكاتب بلغة رفيعة، فينقل بشفافية هذا الموروث الاجتماعيّ، والسّياسيّ، والاقتصاديّ، والفكريّ، والحضاريّ... ويضمّ المعرفة الدّينيّة وغير الدّينيّة".[vi] أمّا "ابن قتيبة" فيجد أنّ الأدب يتناول السّنَن السّلوكيّة الّتي وجبَ مراعاتها عند فئة معيّنة من النّاس.[vii]
العقد الفريد لـ ابن عبد ربّه
ب- تحديد الموضوع وكيفيّة معالجتهيعالج البحث مفهوم "الأدب" في كتاب "العقد الفريد" لِـ"ابن عبد ربِّه"، ساعيًا إلى رصد هذه الكلمة لتقديم شرحها وفهمِها، وبذلك نحدّد إن كانَ الأدبُ أدبَ محامِد ومسألة خلقيّة، أم أدب ثقافة وشعر وبلاغةٍ، أم أدب ظُرفٍ، أم هو مسألة نستشِفّ منها ناحية مهنيّة، عِلميّة، دينيّة، تربويّة، سياسيّة، قضائيّة...؟ مِن ثَمَّ نقيم دراسة داخليّة تقتصِر على ما يرمي إليه "الأدب" في نصوصِ "العقد الفريد"، فَنحلِّل ونفكِّك، ثمّ نستخرج العناصر، ونردّ كلّ مفردة إلى نَديدِها. وبعد استجماع العناصر والحقول المعجميّة، وربطِ بعضها ببعضه الآخَر، نقوم بعمليّة مقاربة ومعارضة، ونظهرر دلالة "الأدب" بحسب السّياق.ج- الإشكاليّةإنّ الإشكاليّة على علاقة مباشرة بِموضوع البحث وهدفه الّلذين يُصَنَّفان ضمن إطار إبراز هويّة الأدب في كتاب "ابن عبد ربّه"، وماهيّة أسباب تقديمه الأدب بهذه الطّريقة، وإلى مَن يتوجّه به، وذلك ضمن إطار مساحة التّوسّع في البحث، فيتفرّع من الموضوع عدّة إشكاليّات:- ما العلائق الّتي تُسهِم في نَسج تأسيس مفردات الأدب وأفقه، لتبرز هويّته من خلال تلك المفردات؟- كيف نستخرج المفردات من ضبابيّتِها لإحصائِها وتصنيف خانتِها وصنفها الأدبيّ؟ وكيف تتجلّى أبعادها في أسلوب الكاتب، انطلاقًا من المقاربات بينها وبين غيرها من المفردات؟- كيف يُمكن أن تُبرِز وظيفة المفردات وقيمتها؟ وأين تكمن الرّسالة فيها وإلى مَن تُوَجَّه؟- إلى أيّ حدّ يمكن اتّخاذ اللّغة والأدب سلاحًا للتّعبير بحريّة عن مكنوناتِ الكاتب؟ وكيفَ تُبيِّن المفردات أسلوب المؤلِّف وحال مَن يتوجّه إليهم بِها؟ هل يصفُهم بكلمات راقية وإيجابيّة أم يحطّ من قدرِهم بطريقةٍ سلبيّة؟- هل تختلف طبيعة أدب "ابن عبد ربّه" عن سواه من المؤلِّفين؟ وكيف يؤثّر أسلوبه على إبراز المعنى والجماليّة والدّلالة؟د- المنهج المتّبعإنّ دراسةَ أيِّ نصٍّ لاكتشافِ مضمونِه واستكناه خباياه، بخاصّةٍ مثلَ الأدب، تبقى دراستُه قاصرةً عن الإحاطة بكلّ المعاني، وذلك نتيجة الرّؤى المتعدّدة لكلّ ناقد. وعِبرَ اتّباعِ خطواتِ المنهجِ الأسلوبيّ (La Stylistique) نستطيعُ الولوجَ إلى البِنى العمقيّة، بِكشف المستويات الأربعة: الصّوتيّ، المعجميّ، التّركيبيّ، والبلاغيّ، وبهذا نكون قد استخرجنا "البنية الدّلاليّة الصّغرى" (Micro Structure Sémantique) على أنّنا لن نستطيع معالجة كلّ المستويّات نظرًا إلى قصر البحث والالتزام بعدد الصّفحات المطلوبة، والسّبب الأبرز هو احتواء "العقد الفريد" على أقسام كثيرة تتطلّب بحثًا طويلًا وليس قصيرًا أو متوسّطًا. ولو بحثنا عن معنى أو ترجمة "الأسلوب" في الفرنسيّة لوجدنا معناه: "مبحثُ أساليب الكتابة"، والفعل "أسْلَبَ" (Styliser): رَسَمَ بطريقةٍ تزيينيّةٍ منمّقة، نَمْنَمَ وانتحى أسلوبًا في الفَنّ وأخضَعَهُ لهُ، والاسم "Styliste": كاتبٌ أنيقُ الأسلوب".لذا دَعَتِ الحاجةُ إلى اتّباعِ المِنهج الأسلوبيّ الّذي يتفرّع من علم الدّلالة، واستخراج المستويات وجدولتِها ضمن الأسلوبيّة الإحصائيّة، لكن كلّ ذلك ومن دون ذكر دلالات المستويات، لا يفي وحده بالغرض، فاستخراج دلالة المفردات والحقول المعجميّة، يضع النّصَّ تحتَ المِجهرِ ويُخضِعَ النّصوص لِسبرِ الأغوارِ، في كتاب "ابن عبد ربّه"، وبهذا نكون قد وصلنا إلى "البنية الدّلاليّة الكبرى" (Macro Structure Sémantique).هدف هذا المنهج دراسةُ الأدب ونصوصه: من مفردات، ودلالاتٍ...، وتفاعلِ هذه الخصائص بعضِها مع بعضه الآخر. بناءً عليه، كان لا بدَّ من اعتمادِ المنهجِ الأسلوبيّ النّقديّ الأدبيّ، إذ إنّه يَتناول إحصائيًّا، مستوياتِ النّصِ المعجميّة، والتّركيبيّة، والإيقاعيّة، والبلاغيّة والدّلاليّة. ونبرز الحقول المعجميّة وإحصائها وتصنيفها وصولًا إلى المقاربة، ودراسة الخصائصِ المُهَيمِنةِ على النّصوصِ المدروسة، لِكشف مفهوم الأدب والقيَمِ التّعبيريّةِ، على قدر المستطاع.ه- المخطّطيتألّف مخطّط البحث من قسمين: القسم الأوّل يتضمّن المستوى المعجميّ، أي استخراج المفردات الّتي لها علاقة بالأدب ومن ثمّ تفنيدها، لِتحديد نوع الأدب وكشف مقاصد الكاتب ودلالتها. والقسم الثّاني نعرض فيه بقيّة المستويات بشكلٍ مقتَضَب، ونقيم نقدًا، ونستعرض القيَم الفنيّة والدّلاليّة.**** تعدّ أطروحة دكتوراه في اللغة العربية وآدابها - جامعة القدّيس يوسف اليسوعيّة - لبنان[i]- مادّة "أدَب"، بطرس البستاني: محيط المحيط، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت 2019، ط4، ص. 5
[ii]- ديوان طرفة بن العبد، شرحه وضبط نصوصه وقدم له د. عمر فاروق الطبّاع، دار القلم بيروت لا ت.، لا ط.، ص 5 وما بعدها.
[iii]- مجموعة مؤلّفين: الموسوعة العربيّة الميسّرة، دار نهضة لبنان للطّباعة والنّشر، بيروت 1988، لاط، ج1، ص. 68
[iv]- للمزيد، ينظر: صالح، د. كامل فرحان: حركية الأدب وفاعليته (في الأنواع والمذاهب الأدبية)، الحداثة، بيروت، ط2، ص 7 وما بعدها.
[v]- مجموعة مؤلّفين: الموسوعة العربيّة الميسّرة، م. س، ص. 83
[vi]- م. ن: ص. 14
[vii]- م. ن: ص. 24الحداثة (Al Hadatha) – س. 28 – ع. 221 – 222 - شتاء 2022 WinterISSN: 2790 -1785  الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 07, 2022 07:27

مراجعات: كتاب جديد للكاتب فرحان صالح : إله بأسماء كثيـرة - في نقد المرويات المؤسسة للفكرين الديني والقومي

كتاب فرحان صالح : إله بأسماء كثيـرة - في نقد المرويات المؤسسة للفكرين الديني والقومي - مجلة الحداثة
صدر لرئيس تحرير مجلة الحداثة اللبنانية الكاتب والمفكر فرحان صالح كتاب جديد تحت عنوان: إله بأسماء كثيـرة - في نقد المرويات المؤسسة للفكرين الديني والقومي *، وجاء في 343 صفحة من القطع الكبير، ورقم الإيداع: "7127 / 2022".قدّم للكتاب المفكر والباحث د. جورج قرم، والعالم الاجتماعي المفكر والأكاديمي والموسوعي د. خليل أحمد خليل.
المثقف العربي المتأصل
تناول قرم في كلمته: "فرحان صالح: مثال المثقف العربي المتأصل"، أنه "ليس من السهل وصف أعمال فرحان صالح الموسوعية الطابع، فهو مثقف متعدد الأوجه والاهتمامات ذات الطابع الانتروبولوجي في إطار نزعة حداثوية معمّقة". وأضاف: "من هنا عمق التحليل عنده ودائمًا في إطار حداثوي النزعة. وهو قد أسس مجلة الحداثة التي أثرت الثقافة اللبنانية والعربية حيث تناولت مواضيع مختلفة تتعلق بالوعي القومي العربي وهموم الثقافة وقضايا الهوية والتراث. كذلك أصدر العديد من الكتب التي تناولت مواضيع مختلفة حول الثقافة العربية والهوية والتراث، المادية والوعي القومي عند العرب، وتطور المسألة الوطنية في لبنان بالإضافة إلى الإضاءة على الصناعات الحرفية... إلخ".وذكّر قرم بأن صالح "نظم سلسلة مؤتمرات حول الثقافة الشعبية في لبنان والشعر العامي، كذلك ساهم في المؤتمرات حول الثقافة الشعبية العربية في مصر. وله خمسة عشر مؤلفًا بمواضيع مختلفة تدلّ على مروحة اهتماماته الواسعة، وعلى اتجاهه الانتروبولوجي الذي يسود كتاباته"، مشيرًا إلى أنه عندما نستعرض عناوين مؤلفات صالح "يمكن أن نرى المروحة الواسعة لاهتماماته من قضايا جنوب لبنان إلى قضايا الوعي القومي عند العرب وجدلية العلاقة بين الفكر العربي والتراث ومشاكل الهوية العربية. ذلك يمكن أن نصف فرحان صالح بـمثال المثقف العربي المتأصل سواء في بيئته القطرية أم في وعيه القومي العربي. وقد جاء هذا المؤَلَف تتويجًا لقدراته البحثية ومسيرته الطويلة في الغوص في أعماق الوطن العربي السياسية والشعبية والثقافية".
بين الوهم والعلم
أما خليل فتحدث في كلمته عن "الفصْل بين الوهم والعلم"، ورأى في مقدمته للكتاب، أن أعمال فرحان "تجمع وتطرح معطيات عصرنا الثقافية، في محاولة جادّة للفصل بين الوهم والعلم، أعني بين الخيال والبحث الواقعي، وليس حصرًا بين الدّين أو السحر أو الأدب الأسطوري، والعلوم".وقال خليل: "في "إله بأسماء كثيرة..."، يأخذنا فرحان صالح إلى البحث عمّا يحدث حين يصطدم الوهمُ بالعلم، الكورونا الميثولوجية بالمختبرات والتكنولوجيّات. صحيح أن كتاب صالح يدور حول الديانات الميمية الثلاثية (موسى/ المسيح/ محمّد)، وتحديدًا حول الأساطير التي أنشأتها، والإيديولوجيات الصقلوبية أو ذوات العين الواحدة، والأحزاب أو الدول التي نبتت على ضفافها المتباعدة تارةً، والمتصادمة تاراتٍ. ولكن هذا لا يمنع من أن يسهم عملُه العلمي في التمهيد لسوسيولوجيا، بل لأنثروبولوجيا دينية، على مستوى الكوكب – حيث تتصادم ظهاريًّا (في العلن والخفاء) نحو عشرة آلاف جماعة عرقيّة، وتتداولُ حوالى ستة آلاف لسان/ لغة/ لهجة، على ناسيّات دينية/ سحرية/ أسطورية تفوق الأربعة آلاف؛ ولكل دين أو ديانة منها إله أو إلهة – ولكن لو سُمّيت الآلهة الشخصية واللاشخصية بآلاف الأسماء، لبقي لكل جماعة ثقافية إله خاص بها، طالما أن مفتاح العقد يتحوّل – عندها – إلى قُفل اعتقادي".وأكد خليل أن أعمال صالح "ستشكل إضافةً إلى المساهمات النقدية في تعرية العقبات المعرفية التي تعترضُ، فلسفيًّا، التكوين العلمي للعقلانية العربية المقبلة من وراء الحرائق الراهنة. ومن هذه العقبات نذكر، للمثال، الثلاثية التُّرهية (زندقة، هرطقة، علمنة)، التي حوّلت التنوير العربي والإسلامي إلى تدمير شبه كامل؛ ولكن الأمم الكبرى، في مداراتها الحضارية، تحتاج إلى قرون وأجيال لكي تخرج من كهوفها إلى أنهار تطوّرها وتقدّمها عالميًّا".وخلص خليل في تقديمه لكتاب فرحان بالقول: "هذا بحثٌ موثقٌ بمئات المصادر المرجعيّة، العربية والأجنبية، وموثوقٌ من حيث الاستفادة والإفادة على صعيد فلسفة العلوم. هل نجح فرحان صالح، هنا والآن، في الفصل العقلي بين الوهم والعلم؟ هل أحسن، هل أساء؟ هذا ما سيحكم عليه قارئ الحاضر وباحث المستقبل. أما أنا، وقد كتبتُ ما كتبت، وزرعتُ مخطوطات ختمتُها برسوم فكرية، وتقاعدتُ، فإنني أشكر للصديق الكريم إمتاعي بقراءة كتابه قبل نشره، وأتمنى له، ولعائلته، المزيد من الإزهار والإثمار".
فرحان صالح - مجلة الحداثة
مقاربات جديدة في نصوص مقدسة وتراثية
ضمّ كتاب فرحان ثلاثة أقسام، وكل قسم شمل عدة فصول ومباحث وخلاصة، ومكتبة بحث قُسّمت إلى مراجع عربية ومعربة وأجنبية.ومما عالجه الكتاب في قسمه الأول الذي جاء تحت عنوان: "مرويات الأساطير في الفكر الديني - مقاربات جديدة في نصوص مقدسة وتراثية"، الفصول والمباحث الآتية: المعلمة الأولى والتحولات الكبرى، أولًا: جدلية الاستقرار والتشرد، وتناول: حواء تدجن آدم، والروح الممتدة في الطبيعة، ومن الأمومي إلى الأبوي، ونظرية داروين: البقاء للأقوى، وأمومي مشاعي – أم رأسمالي؟، والجذور الحضارية المؤسسة، وديانة حواء، والتفاحة واكتشاف المجهول، والأرض الخضراء وأشجار الخريف. وضم القسم أيضًا: ديوك السماء، وفي الأيديولوجيا والدين، والمدماك التأسيسي والبعد الميتافيزيقي، وموسى ويهوه، وصورة الإله الأول، وتجاوز المقدس بواسطة المقدس؟، والإله المكتفي في ذاته، والتقاويم الزمنية، وهيكل سليمان، والمسيح – السيره التقليدية، وصورة جديدة لعلاقة الله بالبشر، وعيسى/ يسوع/ المسيح... آدم الجديد، والأديان في أوهامها وتناقضاتها؟، ومرجعية الماضي وإقفال الاجتهاد. كذلك شمل القسم: مقاربات في السلوكيّات والتعاليم الدينيّة. وتطرق إلى التاريخ الديني بين العلم والخرافة، والموروثات الدينية حول آلهة الأرض، وتقلبات الطبيعة الولاّدة للخوف والدين، والأساطير الثلاث، والكيفية التي رسمت فيها الأديان الطرق للسيطرة (التجربة العبرانية)، والجنّة والنار- السلطة للسماء أم للأرض؟، والشك في مواجهة الخوف ("قرطاج" المدينة التي أسست لامبراطورية عالميّة)، وفلسطين في العهد الروماني، والأسس الأولى للتطرف الديني (مقاربة في السلوكيات الدينيّة)، والمسيحيّة حالة تجاوز التعاليم التوراتيّة والتقاء مع الأم الأرض، وولادة المسيحية وانكفاءة التوراة، وعودة إلى التراث العبري – اليهودي.وتحت عنوان: "حينما تصبح الأسطورة تاريخًا يؤرخ به!"، عالج صالح: البحث في التاريخ عن اليهودية والمسيحية والإسلام، وأسطورة يهوه، وأساطير الأولين في تراث المسلمين، والمشروع المحمدي (المخاض والتمظهر والنماذج المعبرة عنه)، وأفول تقاليد وولادة أخرى بثوب جديد، ودور المرأة في الحدث الإسلامي، والأسطورة ترسم التاريخ: تحولات الحدث المحمدي، والتاريخ الإسلامي: قراءة جديدة، واللغة بداية لا خاتمة، واللغة والدين: الآرامية - السريانية لغة الوحي الديني والاجتماع البشري؟، والآرامية السريانية لغة التفاهم بين سكان الجزيرة والمشرق، والخلفية العقائدية لمحمد، وجبريل ونزول الوحي، ومشاركة اليهود والمسيحيين في المشروع المحمدي وعودة إلى السيرة الذاتية للرسول، والمشروع المحمدي بعد موت الرسول؟، واغتيال عثمان والعودة إلى حكم العائلة.
- في نقد الفكر القومي
في القسم الثاني من الكتاب الذي جاء تحت عنوان: "القومية بجلباب ديني - في نقد الفكر القومي"، بحث صالح في: مقولات النهضة والفاشيات الجديدة، والأوهام غير المسوغة، والعروبة ليست دينًا، والموقف القومي من الأقليات القومية.وتناول النظام الرأسمالي والخطاب العربي السائد، طارحًا على بساط البحث سؤال: قومية أم قوميات، والحداثة حاجة دينية؟، دارسًا عدة قضايا منها: التمسك بالتراث الماضوي، وقصور المشروعات، والأيديولوجيات السائدة، وروّاد الإصلاح الديني ومعضلة النهوض، وأزمة العقل العربي، وواقع المسلمين والحاجة إلى النقد الذاتي، ورؤية للإصلاح الديني، والحاجة إلى ثقافة إصلاح ديني، والإسلام والنهضة الحضارية المنشودة، والعقل أولًا، والواقع هو الأصل، والتفكير العلمي طريق التطور، والتفاعل الحضاري بين الشرق والغرب، والدين: قراءة جديدة.وركز صالح على إشكالية: "عروبة مواجهة أم عروبة موادعة؟"، ومما عالجه في هذا الإطار الموضوعات الآتية: زريق وخليل ورؤيتاهما للمسألة القومية، والفكر العربي والمسألة الدينية، والفكر القومي ودينامية الاستبداد، والقومية بجلباب ديني، والدوري – عمارة: ثنائية العروبة والإسلام، والجابري وسؤال الهوية، وقراءة جديدة للتاريخ العربي، والأمة العربية - المسألة القومية. وفي فصل طرح معادلة: "بين ثقافتي الرعي والمعلومات"، متوسعًا في الحديث عن: المسألة الثقافية، والثقافة والتثاقف والتنوع الثقافي، والثقافة والثقافة الشعبية، والثقافة الاستهلاكية والمصالح الاستعمارية، والثقافة والعولمة، والعولمة والصناعات الثقافية، ومن عصر الرعي إلى عصر المعلومات.
ثوابت "آلهة" التنوير والنهضة
أما القسم الثالث من كتاب صالح فجاء تحت عنوان: "ثوابت "آلهة" التنوير والنهضة وتحديات تجاوز الجمود والمراوحة"، وعالج فيه: رجالات النهضة العربية ونساؤها، ودور الجمعيات الأهلية، والطهطاوي بين النهوض والعودة إلى التقليد، ومحمد عبده بين التراث والمعاصرة، وقاسم أمين ومسألة تحرير المرأة، والطاهر الحداد والحركة العمّالية، والمجلات النسائية، وتأسيس الخطاب النسائي، وعلال الفاسي والتوفيق بين الاجتهادات، وزينب فواز: خطاب نهضوي تأسيسي، وملك حفني والتغيير من الداخل، ونظيرة زين الدين ومسألة السفور والحجاب. وبحث القسم أيضًا في: "انكسار المشروع النهضوي وإخفاقات الحداثة".ومن الموضوعات التي طرحها صالح في كتابه أيضًا: جدل الدين والحداثة، ومآلات الدين في العالم الغربي، ومأزق الدين في العالم العربي، وجدل تيارات الفكر العربي الحديث، والولاية والخلافة بين السنة والشيعة، وتاريخية الدولة: من السلطة النبوية إلى السلطة الرعوية، ونحو صياغة عصرية للمجتمعات العربية، ومخاضات النهضة والألفية الثالثة، والحركات الإصلاحية ومؤثرات عصر النهضة، والأصولية والثورات العربية، والمشهد العربي بعد 2011.وتحت عنوان: "الغرب والمسلمون"، قدم صالح: "أربعة مشاهد في الخطابات الأيديولوجية الغربية"، منها: ماذا بقي من عصر التنوير؟، والخطاب الغربي... تجديد للتمايز والسيطرة (خطاب الكراهية)، وفلسطين الضائعة بين "الشعب المختار" و"خير أمة أخرجت للناس".
- بلورة فكر عربي جديد
يشار إلى أن كتاب فرحان صالح الجديد يأتي استكمالاً لمشروعه الثقافي والفكري الذي دأب عليه في معظم مؤلفاته وكتاباته في السياسة والاجتماع والتاريخ والثقافة، فضلاً عن مساهمته في تأسيس دار الحداثة لنشر الفكر التنويري والحداثي، ومجلة الحداثة الفصلية المحكمة، وحلقة الحوار الثقافي مع مجموعة من المفكرين والمثقفين في لبنان والوطن العربي. فصالح في معظم كتاباته، يركز على نقد العقلية العربية الانهزامية، بهدف بلورة فكر عربي جديد يخرج من ثقافة الوهم والخرافة والاستسلام، إلى ثقافة العلم والمعرفة والوعي. وقد تجلى ذلك في عشرات المقالات والحوارات والأبحاث والدراسات والكتب التي نشرها حتى الآن. ومن أبرز مؤلفاته: جنوب لبنان: واقعه وقضاياه - 1973، والثورة الفلسطينية وتطور المسألة الوطنية في لبنان: حول أحداث لبنان – 1975، والمادية التاريخية والوعي القومي عند العرب: (الجذور) - 1979، والحرب الأهلية اللبنانية وأزمة الثورة العربية –1979، وجدلية العلاقة بين الفكر العربي والتراث – 1979، ولغة الجنوب (رؤى أدبية) - 1984، وهموم الثقافة العربية (1) – 1988، و(2)- 2007، وفي الهوية والتراث – 2002، والحياة المغدورة أو المسرح والسياسة – 2010، وكفرشوبا: قصة حب... سيرة مكان، في طبعتين: 2006 و2015، ورسائل حب إلى جانيت (رواية جيل) – 2008، والتراث والتاريخ: قراءات في الفكر التاريخي: عند جمال حمدان - جواد علي - أحمد صادق سعد - عادل ومنير إسماعيل - عبد القادر جغلول - كمال الصليبي - 2015، وحول تجربة الإخوان المسلمين: من جمال عبد الناصر إلى عبد الفتاح السيسي - تقديم السيد يسين - 2015، و"محمد علي وعبد الناصر: ارتسامات النهوض العربي: الصعود والانكسار، 1805-2013" – 2018.**** صالح، فرحان (2022). إله بأسماء كثيرة – في نقد المرويات المؤسسة للفكرين الديني والقومي. (تقديم: د. جورج قرم، ود. خليل أحمد خليل. لوحة الغلاف: مروان زهران). ط. 1. بيروت (رقم الإيداع: 7127 / 2022).
الحداثة (Al Hadatha) – س. 28 – ع. 221 – 222 - شتاء 2022 WinterISSN: 2790 -1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 07, 2022 07:16

December 31, 2021

جابر عصفور وداعا: ابن المحلة الذي جعل ذاكرتنا مقاومة للنسيان

جابر عصفور - مجلة الحداثة
فرحان صالح *

رسم المفكر والكاتب والتنويري المصري جابر عصفور (1944 – 2021) عبر مؤلفاته وترجماته ونشاطه الثقافي والفكري، صورة مغايرة للثقافة العربية التقليدية، فعبّر عن جيل عربي له موقعه ورؤيته للحضارة والثقافة العربيتين. كان مجتهدًا، ونشيطًا، ومثابرًا، واجه التحديات والتغيرات التي مرّ بها العالم العربي عمومًا ومصر خصوصًا، بوعي المثقف الرؤيوي.نودّع عصفور وهو من الذين كانوا مع مجموعة من المثقفين العرب، من المساهمين بتأسيس مجلة الحداثة اللبنانية قبل انطلاقتها رسميًّا في العام 1994 في بيروت، وقد بقي من ضمن أعضاء الهيئة الاستشارية للمجلة منذ ذاك التاريخ.في محطّاته الخمس: "النشأة، فتنة القاهرة، ذكريات تلمذة، سكندريات، وذكريات ناصرية"، يتناول جابر عصفور في سيرته "زمن جميل مضى"(*) المرحلة الممتدة من خمسينيات القرن العشرين، ولادته في المحلة الكبرى، وتعلمه في مدارسها، حتى بداية السبعينيات، أي في العام الذي توفي فيه جمال عبد الناصر..المتابع لمضامين هذه السيرة، يجد أنها سيرة جيل عرفه الكاتب ونشأ وتعلم وعلّم وتربى سياسياً، متفاعلاً معه متأثراً ومؤثراً في زمانه وبيئته، وفي حركته السياسية والثقافية والفنية التي سادت آنذاك.لذا، يمكننا القول: إن جابر الذي تعرف على طه حسين، وعاش جزءًا من زمانه، هو من تأثر به، وكان ذلك بعد أن قرأ مذكراته "الأيام". بدءًا من تلك اللحظة، كما يقول: "قرر جابر أن يكون طه حسين جيله"، وجابر ذاته، ومن خلال أعماله الأدبية والفكرية المنشورة، قد أضاف إلى ما بدأ به طه حسين، إضافات نوعية، متأثراً بالمدارس التي عرفت في تلك المرحلة.إن كتاباته وعلى تنوعها – كان قد تناول فيها قضايا التنوير والحداثة - ليست سوى الدليل على ذلك. جابر عصفور الذي تأثر بطه حسين وقرأه وتأثر بليبراليته الثقافية، هو من كتب عن مراياه الفكرية المتنوعة، وهو في ما بعد من مثل جيلاً من الليبراليين المثقفين. يذكر جابر ذلك، لينتقل متحدثاً عن المؤثرات السياسية لسياسات جمال عبد الناصر ليست به كفرد، بل في الحركة الفكرية والسياسية والاجتماعية المصرية العربية.لا يخفي جابر ذلك، بل يجاهر بما فعلته تلك السياسية في كيان الشعب المصري، خصوصًا حينما اتخذ ناصر قرارًا بأن يكون التعليم مجانيا ومفتوحا لكل المصريين. ومصر ما قبل عبد الناصر، كانت الأمية فيها تتجاوز الـ85 في المئة.يعدّ جابر أن وعيه ووعي جيله الوطني بدأ ينمو ويتطور بعد كل إنجاز اجتماعي ووطني، لاسيما حينما اتخذ عبد الناصر قراره الشهير بتأميم قناة السويس، وبالأخص بعد الحرب التي خاضتها مصر العام 1956 ضد الإنجليز والفرنسيين والصهاينة، تلك الحرب التي رافقها توزيع الأرض على الفلاحين المعدمين والتي بلغ عدد المستفيدين منهم حوالي ثلث عدد سكان المجتمع المصري. أيضاً وجيله، بدأ يعيش ما تشهده مصر من تطور على المستويين الاجتماعي والاقتصادي حيث كانت مصر حسب سمير أمين وشارل بتلهايم، أكثر تطورًا من كوريا الجنوبية، وأقل تطورًا من اليابان، ناهيك عن تطور مصر عما كانت عليه تركيا وإيران، وحيث كانت صناعاتها القطنية تنافس الصناعات الأوروبية، ناهيك عن غزو صناعاتها للأسواق الأفريقية وللعديد من الأسواق الآسيوية. فضلاً عن أن مكانة مصر العالمية كانت في الموقع المقرر والقائد، وليست في الموقع المرتهن والتابع. فعبد الناصر لم يكن زعيماً عربياً فحسب، ومصر عبد الناصر من ساهم، في خلق المناخات لتحرير الشعوب العربية من الاستعمار...لقد كنت تجد، في ذلك الزمن الجميل، أجساد أجيال من اللبنانيين والعرب خلال تلك المرحلة في بلدانهم، لكن ذاكرتهم ومشاعرهم وعقولهم كانت في مصر. لذا، تكاد تكون سيرة جابر عصفور، هي سيرة ذلك الجيل، فضلاً عن أنها سيرة إذاعة صوت العرب "أحمد سعيد، وجلال معوض"، إنها سيرة شكري القوتلي والوحدة المصرية السورية... إنها سيرة جمال عبد الناصر حبيب الملايين وسيرة "طه حسين" أحد أهم المساهمين في الثقافة المصرية العربية، كذلك سيرة جيل من الفنانين من أمثال عبد الحليم حافظ، إذ يرى جابر عصفور أن سيرة هذا المطرب "معبود العشاق"، هي امتداد لسيرة العظماء من أجيال مصر والعرب.يلامس جابر عصفور في نصوصه التي نشر معظمها في "مجلة العربي"، الحياة الثقافية والسياسية والفنية المصرية تحديداً. وإذ ينتقل إلى زمن سابق، هو ذاته لا يخفي إعجابه بالتراث المعماري الذي عرفته مصر خلال حكم الخديوي إسماعيل، حيث يتابع الإنجازات العمرانية للخديوي إسماعيل في القاهرة، هذا الذي تأثر بفنون العمارة الفرنسية – الإيطالية، وعمل على بناء العديد من المؤسسات على طراز ما هي عليه في الغرب، آتياً بمهندسين غربيين لإنشاء العديد من المباني التي غيرت معالم وجه القاهرة، تلك المباني التي لا زالت شاهدة في تميزها في خريطة الفن المعماري لذاك العصر.سيرة جابر عصفور، هي سيرة عائلية – مدينية – مدرسية - جامعية، هي سيرة أجيال من الأكاديميين والمدرّسين الذين عرفتهم مصر في تلك المرحلة. وجابر يتحدث عن الكيفية التي انتقل فيها من المدرسة، مدرسة الأقباط، وكيفية تشكّل وعيه الديني في المدرسة، ومن ثم انتقاله إلى الجامعة التي تعلم فيها وعلم فيها وكل ذلك بفضل عبد الناصر.إنها سيرة المحلة الكبرى والإسكندرية، والقاهرة، هذه المدن الذي رسم عصفور صورة لبيئاتها المتنوعة. هي سيرة أساتذة تعلم منهم واستفاد من مناهجهم، الذي طبق بعضاً منها، ومن الكيفية التي يبنون عليها ويعالجون المشاكل التي تعترضهم. إنها سيرة آبائه من المدرسين، وطه حسين المثال كذلك تلميذته سهير القلماوي. انها سيرة المكتبات التي نهل منها ثقافاته الأولى، تلك المكتبات التي فتحت شهيته للمطالعة، لاسيما بائعي الكتب في سوق الأريكية، وقبل ذلك بائع الكتب "كامل" الذي عرّفه بالأعمال الروائيّة ليوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وفاروق خورشيد، الذي بدأ التضييق عليه في عهد السادات، وتم استبعاده من وظيفته، وعبد الحميد جودت السحار، وأمين يوسف غراب، ويوسف إدريس، وعلي أحمد باكثير، ونجيب محفوظ، كذلك إعجاب جابر بأرنست همنجواي الذي تأثر بأعماله الروائيّة، ودفعه لقراءة الأعمال الروائية العربية، وكان قد قرأ له: "ثلوج كليمنجارو"، "لمن تدق الأجراس"، "وداعاً للسلاح"، "العجوز والبحر".إنها سيرة جيل رافق وتعلّم من طه حسين، من أمثال عبد العزيز الأهواني وشوقي ضيف ومحمد حسين هيكل وعز الدين إسماعيل وعبد الرحمن فهمي، ومحمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس ويوسف خليف وبنت الشاطئ وصلاح عبد الصبور ثم محفوظ عبد الرحمن وغيرهم.. سيرته هي سيرة عوني عبد الهادي ومحمد النويهي وجمال حمدان ولطفي الخولي وعبد القادر القط وعبد الغفار مكاوي وغيرهم.يقول عصفور إن المؤثرات الأولى في حياته الثقافية، بدأت في المحلة الكبرى التي ولد فيها، وكانت الأساس الذي راكم عليه عوالمه، وبنى تراثه الثقافي والفكري. وجابر عصفور لا يخفي مغامراته، وهو الذي يعتبر نفسه بأنه كان طالباً مشاكساً.إن زمن جميل مضى – هي سيرة مؤثرات المعلّم الأول والحبّ الأول، والأعمال الروائية والقصصية والشعرية الذي قرأها جابر. إنها سيرة كتاباته وتوجهاته الثقافية الأولى، وكيف تطورت ونمت مداركه الثقافية الحياتية، متعرّفاً على سليمان البستاني الذي قرأ له ترجمته إلياذة هوميروس، الذي رأى في لغته المترجمة لهذا السِفر الإنساني، لغة تعود بك بمفرداتها إلى العصر الجاهلي..عصفور في سيرته يدخل بك إلى صالات السينما، وما هي الأفلام الأولى التي شاهدها. ويعرّفك على الأفلام التي شاهدها وكان بطلها عبد الحليم حافظ، وعلى الأغاني التي سمعها لهذا المطرب الذي كان ملهماً له، معيداً إليك تاريخ هذا الفنان الذي ارتبط اسمه بتاريخ ثورة يوليو، مستدركاً أسماء رفاق هذا الفنان وشركائه ليس من الشعراء الذين كتبوا أغانيه فحسب، بل الموسيقيين الذين لحّنوا لهذا المطرب العظيم، معرجاً على شركائه في التمثيل من ناديا لطفي إلى شادية إلى زينات صدقي "خفيفة الظل"، ووداد حمدي ويحيى شاهين ومريم فخر الدين.ولن ينسى عصفور عوالم محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ونجاة الصغيرة، تلك العوالم التي يدخلك إليها، وأنت لا تستطيع المقاومة، بل تجد نفسك منساقاً إلى رفقته في هذه الرحلة، وأنت المندهش لهذه الذاكرة، قليلة النسيان، فعصفور وهو يسرد مذكراته، ترى نفسك تعيش ما يكتب، تتخيل ما يتخيل، تسترجع ذلك الزمن وتلك الصور والمشاهد من الماضي الجميل.يسلط جابر أعيننا على رداءة المستقبل، منتقداً نظام السادات الذي تحالف مع الإخوان المسلمين، واستند إليهم في مواجهة الناصريين واليسار اللذين ساهما في بناء مصر الناصرية.إذ يعترف عصفور في مذكراته هذه، (بفضل الآخرين الذين تأثر بهم)، لا يسعنا إلا الاعتراف بفضله أيضاً في الحياة الثقافية العربية، وهو الذي كان حاضرًا ليس في المواقع الوظيفية التي عمل فيها فحسب، بل في عشرات الأعمال الفكرية التي قدمها للثقافة العربية. وجابر في مذكراته هذه يجعل ذاكرتنا مقاومة للنسيان.إنه أعاد إحياء الصور التي لم ينسها جيلنا. إن مذكراته هي ذاتها مذكرات جيلنا، خصوصا الجانب السياسي منها، إنها مذكرات جيل، وإن كان قد كتبها فرد اسمه جابر عصفور. إنها مذكرات رسمت معالم ما كنّا عليه وما عرفه جيلنا من فرح، ومن أحلام ومن إحباطات.لقد رسم جابر ما كنّا عليه وتخيلناه، ففي هذه المذكرات الكثير من الحقائق والقليل من الأوهام، وإن كان فيها أيضاً ما يمكن الوقوف عنده، والمجادلة النقدية في التعاطي معه..سنكمل ما بدأه المفكر الكبير، الذي ساهم إلى جانب المثقفين والمفكرين العرب، في إثراء المشهد الثقافي والأدبي لأكثر من نصف قرن.رحم الله الصديق ورفيق الدرب جابر عصفور الذي ترك بصمة في تاريخ الأدب العربي لن يُنسى. سيفتقدك أحبتك وتلامذتك، وستبقى في الذاكرة مدماكًا شامخًا من مداميك الثقافة العربية.
لروحك السلام.
· رئيس تحرير مجلة الحداثة· صدر الكتاب عن الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 2011 – وهذا النص كان قد شارك فيه الكاتب في "الصالون الثقافي العربي" في مصر الذي يرأسه يحيى جمال.الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 31, 2021 04:46

مجلة الحداثة - Al Hadatha Journal

مجلة الحداثة
Al Hadatha Journal - A Refereed Academic Quarterly
مجلة فصلية أكاديمية محكّمة تُعنى بقضايا التراث الشعبي والحداثة
تصدر في لبنان منذ العام 1994 بناء على ترخيص من وزارة الاعلام (230 ت 21/9/1993)
ISSN/2790
...more
Follow مجلة الحداثة's blog with rss.