عبدالعزيز السويد's Blog, page 47

September 12, 2016

ذخيرة إعلامية

موسم الحج كل عام يمثل مخزوناً إعلامياً ثرياً لا يتكرر في أي دولة في العالم، وهو لا يحتاج إلا إلى عيون كفاءات مبدعة لاكتشافه. وترجمة هذه الذخيرة إلى أعمال إعلامية مفيدة وجذابة ليست بالأمر الصعب، إذا ما توافرت الاستعدادات والخطط والطواقم المناسبة للتنفيذ. وفي كل عام نرى أن القالب الإعلامي للنقل والتغطية لمختلف محطات الحجاج، منذ الوصول إلى المغادرة، هو ذاته، وإذا ما تغير فهو استثناء بسيط يضيع وسط تسيد الكاميرا المتخشبة، وهو أمر لا يليق بمناسبة تهفو إليها الأفئدة في العالم الإسلامي وتركز عليها وسائل الإعلام العالمية.

تجد أن المذيع يحتل أكبر مساحة من الوقت والشاشة ليغطيها بكلام معلب، وإذا توافر له ضيف قد لا يستطيع استخراج ما لديه مما ينتظره المشاهد، مع أن لكل حاج قصة ومواقف، والميزة في الانتقاء وأسلوب الطرح وتقصّي المكنون.

في الجانب الآخر، فإن الجهود الضخمة التي تقدمها فرق خدمة الحجاج، بمختلف القطاعات، من الصحية والبلدية إلى الأمنية، هي أيضاً ذخيرة إعلامية يفترض أن تتخلص من قالب مستهلك عند طرحها وإبرازها عبر الشاشات.

والمشكلة تكمن في أن الإعلام ليس وظيفة، والتعامل معه على أنه وظيفة يحصره في قالب ضيق لا يتغير، ليواكب المتغيرات المتسارعة.

ومع صنوف الإعلام الجديد، بوسائله المختلفة والسريعة التأثير، أصبحت للمادة الإعلامية المختصرة والمكثفة حاجة ضرورية، فمثل هذه الكبسولات، إذا ما أنتجت في شكل صحيح ومميز تبقى للمشاهدة وإعادة البث وقتاً طويلاً. ومع أن الحج كل عام، فإن إعلامه لا يدرس مثل إدارته، التي أشرت إليها أمس، مع أنه أفضل ساحة للتطبيق لطلاب الإعلام وهواته.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 12, 2016 16:19

September 11, 2016

هل استثمرنا الحج؟

هناك ثروة من تراكم معرفة وخبرة تمت خلال سنوات طويلة من إدارة مواسم الحج والعمرة، وهي ثروة تجارب تمس الاقتصاد والإدارة والأمن، ويتفرع منها الكثير مما يُعنى بالإنسان والبيئة وإدارة الحشود، كل هذا – في المفترض – يشكل علماً يدرّس كتخصص ويطرح للبحث والتطوير، كما أن وفود الحجاج من مختلف بلاد العالم تضيف تجارب متباينة ما بين السلبي والإيجابي، بل إنها تشكل نموذجاً لمعرفة تلك المجتمعات والدراية بها وبشؤونها من الداخل، من الإيجابي على سبيل المثل، فإن الحجاج المقبلين من شرق آسيا وبخاصة الحجاج الماليزيين يوصفون بأنهم الأكثر تنظيماً وانتظاماً من بين مختلف الحجاج، وهي تجربة من المفترض التفكر فيها ومحاولة تعميمها، كما أن هناك سلوكات سلبية طبعت بعض أفراد من جنسيات تفد أو تستغل موسم الحج.

ونحن ننظر إلى الحج كموسم موقت، فخلال أشهر قليلة من السنة تنتظم جهات حكومية مختلفة استعداداً لإدارة الموسم، لتبلغ الذروة في شهر ذي الحجة.

لكن، بالإمكان أن يكون الحج حاضراً إعلامياً ومعنوياً وثقافياً طوال العام، ليس في الداخل بل في أقطار العالم الإسلامي، إن هذا يضيف إلى التجربة أبعاداً إيجابية كما يساهم في التوعية والتهيئة لمن يرغب في الحج مستقبلاً في تلك البلاد، مع التركيز على القدرة والاستطاعة فمن لم يستطع لا حرج عليه.

وكما هو معلوم هناك حجاج من دول مختلفة يدخرون أموالاً طوال سنوات حتى يتمكنوا من أداء الفريضة، والسعودية لا تفرض مالاً على الحاج للمرة الأولى، لذلك لا بد من معرفة سبب الحاجة إلى ادخار طويل، هل هو بسبب انخفاض مستوى الدخل أم أن حكومات ومكاتب حج تفرض مبالغ مرتفعة تسيء إلى صورة السعودية.

السعوديون لا يمكنهم الحج إلا بعد خمس سنوات من حجتهم الأخيرة، لذلك انخفض عدد الحجاج من الداخل كثيراً، بخاصة مع شروط التصاريح، وأستبعد المخالفين هنا، ففي كل عام تضيق حلقة منع المخالفين أكثر فأكثر، وأرى أحياناً في الأخبار أفراداً من دول مختلفة يحجون كل عام تقريباً، فلماذا يتم التصريح بالحج لمن حج حتى ولو كان ديبلوماسياً أو له صفة أخرى؟ فهذا الشرط فيه تخفيف على الحجاج للمرة الأولى وعلى إدارة الحج.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 11, 2016 16:20

September 10, 2016

الأضاحي بالكتالوج

نحن أمام تغير مجتمعي في التعامل مع الأضحية، اختياراً وشراء وتذكية؟ يبدو ذلك مشاهداً، فمن الملاحظ أن عدداً متزايداً من الناس أصبحوا يحجزون الأضحية لدى الجزار أو مؤسسة وشركة لتجارة اللحوم من دون معاينتها والتأكد من سلامتها من مختلف النواحي، وبخاصة أنها ليست ذبيحة عادية. يحجز الشخص رقماً ويدفع مبلغاً يتراوح ما بين 1500 و1600 ريال للأضحية الواحدة (أسعار هذا العام)، والفرق جاء من الوزن (20 كيلوغراماً في المتوسط)، ثم يتسلمها بحسب اتفاق أربع قطع في وقت محدد بعد ظهر يوم العيد.

بالطبع ما زال كثير من الناس ملتزمين بعادات آبائهم وأجدادهم في التأكد من اختيار الأضحية بأنفسهم من ناحية كونها مجزية من دون عيب، إضافة إلى انتقاء الأفضل جودة، ويحرص بعضهم على جلبها وعلفها يوماً أو يومين في منازلهم أو استراحاتهم، بحسب قدرة كل شخص، ثم ذبحها في المنزل إذا توافر جزار أو في مطبخ ومقصب مجاور، وفي كل هذه الحالات من النادر أن يتم التعامل مع الأضحية واللحوم بشكل مناسب ومرضٍ، فهو يتم بعجلة وبدائية من الجزار، الذي يريد انتهاز موسم لا يتكرر إلا مرة في العام، لكن هذه الإمكانات وظروف توسع المدن والسكن في شقق جعل من الصعوبة بمكان على كثيرين الاستمرار على النهج نفسه مع سلبياته ومشقته المعروفة، وهو ما يدفع إلى طرح التفكير في تنظيم هذه الظاهرة الجديدة لتعظيم إيجابياتها والتقليل من سلبياتها، فهي تحقق للبلديات راحة في حصر بقايا الأضاحي في مواقع المسالخ بعيداً من الأحياء السكنية وهذا أمر حسن للجميع، لكن في ما يتعلق بجودة الخدمة من ناحية الاختيار والأسعار فهي الحلقة المفقودة، الضامن هنا التاجر نفسه «العامل أحياناً»، سواء أكان محلاًّ صغيراً أو شركة كبيرة، وهو هنا يعتمد على الذمة التي نعرف أن أحوالها الصحية ليست على ما يرام.

عيد مبارك وكل عام وجميع المسلمين بخير وأمن وسلامة، وبخاصة للحجاج، الدعاء بحج مبرور وسعي مشكور وعودة إلى أهاليهم وبلدانهم سالمين غانمين مطمئنين وهم يحملون أجمل الذكريات.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 10, 2016 16:21

«الخمينية» إرهاب مسكوت عنه

صديق من إيران أرسل قبل أيام يذكر أن سكان طهران أصبحوا على صور لوحات تملأ الشوارع ضد السعودية، بعبارات حاقدة تعزف على وتر الطائفية والقومية الفارسية، لإعادة توجيه عواطف الشعوب الإيرانية، وحملة يافطات الأحقاد وصلت إلى شوارع بغداد في تناسق مخطط، فالمتسلط واحد على البلدين، وتريد سلطات خامنئي من وراء تجييش الشارع هذا تحقيق أهداف متعددة، أولها امتصاص غضب الحجاج الإيرانيين الذين منعتهم طهران من الحج هذا العام، وتصوير القضية على أن المنع تم من السعودية، في تدليس فاضح على رفضها الالتزام بأنظمة حج التزمت بها أكثر من 50 دولة أرسلت وفوداً من حجاجها.

ومن أهداف التجييش التشغيب الإعلامي على موسم الحج، الذي تستعد له الحكومة السعودية كل عام، وتجهز كل طاقاتها لإنجاحه بيسر وسهولة.

والنظام الحاكم في طهران لا يستطيع البقاء في السلطة من دون إيجاد عدو، وكانت واشنطن في الإعلام الإيراني عدواً بمسمى «الشيطان الأكبر»، إلا أنها تحولت إلى حليف غير معلن، ولم تكن واشنطن العدو الوحيد للاستهلاك الإعلامي في الداخل الإيراني وفي الساحة العربية، بل كان للسعودية والعرب حضور مستمر في قائمة الأعداء. تصدير الثورة، وهو العقيدة الخمينية، ليس إلا وسيلة وأداة لتوجيه الاحتقان والغضب الداخلي إلى الخارج، يراد إيهام الشعوب الإيرانية بأن كل ما يعانون منه هو من ذلك العدو الخارجي، فلا بد لاستمرار التسلط من زرع الخوف في نفوسهم، وقد استعدت السلطات في طهران مبكراً لحجب المعلومات والأخبار عن الشعوب الإيرانية، فحتى الإعلام الجديد يتم إما منعه واستحداث بديل محلي وإما الرقابة الصارمة عليه، وأصبحت لنظام طهران منصات إعلامية في لبنان والعراق تقوم بدور المرتزقة كحزام إعلامي، ولم يتم هذا بين ليلة وضحاها، بل تم عبر سنوات طويلة، وسط غفلة وتغافل عربي، وللغرب، خصوصاً واشنطن، دور كبير استمراره.

والحق أن الدول العربية على اختلافها، التي ترى أن أمنها بعيد عن دسائس إيران ومخططاتها، وتداور في تصريحات مسؤوليها، مخطئة في حق أمنها أولاً، لأن الاستهداف للسعودية، وإن كانت «حملة» كل عام تتصاعد في مواسم الحج، لا يخفي استهدافاً للعرب والمسلمين السنة، وقد أصبح استهدافاً صريحاً مدججاً بالميليشيات الطائفية والمرتزقة، ولا يستثني أحداً.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 10, 2016 00:34

September 7, 2016

صابون الـ 99 في المئة

كلما كان الإعلان مبالغاً فيه فهي دعوة إلى الحذر منه، وفوضى الإعلانات لدينا قديمة، ولم تتصد جهة مسؤولة لتنظيم هذا «القطاع» لفرز الصالح من الطالح فيه، على رغم أهميته وكبر حجم سوقنا الإعلانية في المنطقة مالياً، بما يسمح بفرض شروط تحمي المجتمع، لذا صار مساحة للتجربة، والضحية المستهلك، وإعلان مكتب إدارة الغذاء والدواء الأميركية عن منع الصابون المضاد للبكتريا، «لأنه لم يكن أفضل أو أكثر نظافة وأماناً من الصابون العادي… كما لا توجد أية أدلة علمية على أنه أفضل من الصابون العادي والماء»، وهو ما حفز على إعادة طرح قضية الإعلان ومدى دقته وحقيقة ما توصف به مختلف السلع من السيارات إلى الصابون.

هيئة الغذاء والدواء السعودية ذكرت تعليقاً على خبر مكتب إدارة الغذاء والدواء الأميركي أنها «قامت بمنع الشركات من استخدام ادعاءات القضاء على البكتيريا وما شابهها في منتجات التجميل، ومنتجات الصابون تحديداً، اعتباراً من بداية شهر محرم لعام 1438هـ، وذلك لحماية المستهلك من الادعاءات المضللة، وضمان المنافسة العادلة بين الشركات».

ولا أعلم هل كان قرار منع «الادعاءات» من الشركات قديماً وسيطبق بعد نحو الشهر أم أنه جاء بعد إعلان إدارة الغذاء والدواء الأميركية! إلا أن من الواجب فحص مختلف الإعلانات التي تتضمن ادعاءات سواء استخدمت نسبة الـ 99 في المئة أم أقل، ويشمل هذا ما يتعدى الغذاء والدواء إلى سلع مختلفة تستدرج إعلاناتها المستهلك البسيط، فإذا لم يحدث له ضرر لم تتحقق له فائدة وفق ادعاءات المنتج. وفي إعلانات المبيدات الحشرية نموذج آخر على استغفال المستهلك، حتى يخيل إلي أن بعض هذه المبيدات من حيث عدم الفاعلية أصبحت تستخدم من الحشرات كريمات ترطيب.

والإعلان «أي اعلان» صيغة وأسلوباً يكشف في حقيقة الأمر عن فكر إدارة الشركة التي تقف وراءه، ويخبر عن صدقية احترامها للمستهلك أو استغفاله.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 07, 2016 22:13

September 6, 2016

«مخالفة» مرورية

على الجوال وصلت إليه مخالفة مرورية بسبب «وقوف المركبة في مكان غير مخصص للوقوف»، لكن بعد شهرين من تحريرها! المشكلة كما يرويها زميل في رسالة: أنه لا يتذكر وقوفاً غير نظامي، فسيارته تقف أمام العمارة، ولم تذكر الرسالة الأولى التي وصلت إليه رقم السيارة ولا مكان «المخالفة»، لكنه، بحسب ما ذكر، «هضمتها وسددتها»، والسبب أنه جرب الاعتراض فاكتشف أنه ضياع للوقت، وقبل أيام وصلت إليه رسالة عن مخالفة جديدة «بالصيغة ذاتها، إلا أنها ورد فيها رقم السيارة، ولكن من دون تحديد مكان الوقوف الخطأ». ويتساءل – ومعه حق – قائلاً: «ألا يفترض أن أجد ورقة معلقة على السيارة بتحرير المخالفة؟ وفي عصر التقنية ألا يفترض أن يصور محرر المخالفة السيارة في وضعية وقوفها بالجرم المشهود لتكون إثباتاً في حال الإنكار أو الاعتراض؟ أليس من حقي أن يحدد لي اسم الشارع الذي اتهمت بالمخالفة فيه؟».

والتقنية كما سهلت للأجهزة الحكومية «إصدار وإرسال» المخالفات كما الفواتير، يجب عليها أيضاً أن تسهل التحقق من صحة المخالفات لمن أرسلت إليه، أضعف الإيمان في حال زميلنا معرفته أن هذه المواقع غير مخصصة للوقوف.

وربما تكون هذه حال فردية، وربما لا تكون؛ فالعلم عند إدارة المرور التي تفتقد التفاعل مع الجمهور.

وفي العموم الوقوف الخطأ شائع في طرقاتنا، حتى إن السيارات تقف خلف بعضها طولياً، وأمام نقاط مضائق مرورية حرجة تمر بها سيارات مسرعة أمام مطاعم أو مقاهٍ وغيرها، ونحن مع المرور في تطبيق الأنظمة، وهذا يستلزم الوضوح، والأمر في رسالة الزميل لا يخلو من طرافة، إذ ذكر أن امام العمارة وضعت لوحة معدنية كبيرة مثقلة بقطع إسمنتية تشير إلى تحويل مسار الحركة، على رغم أن الطريق لا يوجد فيه حفريات، لكن اللوحة احتلت مكاناً يكفي لوقوف سيارتين! والذين يسكنون بجوار مطاعم أو مقاهٍ ومصارف لا شك أنهم يعانون الكثير في ايجاد مواقف لسياراتهم، أما اللوحة سابقة الذكر؛ فالمفترض بالمرور أن يقوم بمخالفة من تركها، لأنها تقف من دون «مسوغ» نظامي.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 06, 2016 22:28

September 5, 2016

عزلة خامنئي

منعت حكومة طهران الحجاج الإيرانيين من أداء فريضة الحج لهذا العام 1437هـ، والسبب أنها ترفض الالتزام بأنظمة تلتزم بها مجتمعة كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية التي يفد منها الحجاج كل عام إلى المشاعر المقدسة، وكون السلطات الإيرانية هي الوحيدة التي ترفض الالتزام وتسعى جاهدة إلى تسييس الحج واستغلال الحشود، بدس عناصر الاستخبارات والمرتزقة لإثارة الشغب والقلاقل. هذا لم يمنع السلطات السعودية من السماح لحجاج إيرانيين قادمين من دول أخرى بالحج لهذا العام، بل سهلت لهم سبل الوصول وأعلنت ذلك في وقت باكر، ولا شك في أن هذا الإجراء من السلطات السعودية أزعج طهران، فها هم الإيرانيون يرون مواطنيهم ممن هم خارج سلطات خامنئي ينعمون بقضاء فرضهم وزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة.

شعور السلطات الإيرانية بأنها في عزلة إسلامية هو ما دعا مرشدها الطائفي خامنئي إلى «الشوشرة» على إدارة السعودية للحج، وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تسعى فيها إيران الملالي إلى هذا الهدف، فهي إذا لم تستطع استخدام حشود حجاج إيرانيين سذّج، تقودهم عناصر من الحرس الثوري للشغب في الحج أو في المدينة المنورة، تلجأ إلى الدس والتدليس في وسائل الإعلام.

وأفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، ولقد تأخرنا كثيراً في طرح إرهاب السلطات الإيرانية في مواسم الحج كل عام على العالم الإسلامي، على رغم أن ذلك ممكن منذ مدة طويلة، وهذا التأخر يحقق ضرراً مستمراً تستغله إيران، لذلك فإن عزل إيران إسلامياً والسعي إلى تجريم أعمالها في مواسم الحج أصبحا لازمين، فالصمت هنا أو الاكتفاء بتصريحات لم يحقق نتائج في الماضي.

والسؤال: لماذا رفضت إيران الالتزام بأنظمة الحج؟ ولماذا هي الدولة الوحيدة التي ترفض؟ وما هي الأخطار التي تحدق بالحجاج من مختلف دول العالم، نتيجة الإصرار على الرفض وعدم الالتزام في مواسم ماضية؟

مثلما تستخدم إيران حشود حجاجها أو مرتزقة تجندهم للشغب في الحج فهي أيضاً تستخدم في الدول الإسلامية مرتزقة آخرين، من نيجيريا إلى ماليزيا مروراً بلبنان وسورية والعراق، ولم تترك دولة إسلامية إلا لها فيها بؤر شر، ولم يعد هذا سراً، وهو ما يحتم أن تجتمع الدول الإسلامية لاستئصال الإرهاب الخامنئي.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 05, 2016 22:11

September 4, 2016

أتباع في الضاحية

تتناقل وسائل التواصل صوراً لمرتزقة من الحشد الطائفي في العراق، يقال إنهم سيحجون أو بصدد ذلك، غطاء لأهداف إرهابية، ولا نعلم حقيقة هذه الصور وصحة السماح لمثل هؤلاء بالحج، خصوصاً في هذا الموسم الذي يتم وسط صراعات سياسية في المنطقة العربية، ولإيران فيها الدور البشع. لكن ما نعلمه أن سلطات الملالي في طهران أحكمت سيطرتها على العراق، حكومة وموارد وحدوداً، حتى وصل الأمر إلى دفع مئات الآلاف من الإيرانيين لدخول العراق من دون تأشيرات، وسط صمت وعجز وقبول من الحكومة العراقية، التي تديرها أحزاب شيعية مرتبطة بإيران ارتباط الطفل الرضيع بمربيته!

حكومة العبادي بوزارة خارجيتها التي ضربت بكل الأعراف الديبلوماسية و«حسن الجوار»، بصمتها الطويل عن التهديدات التي أطلقها ويطلقها مرتزقة في الحشد الطائفي أو زعماء أحزاب مثل أمين حزب الدعوة الطائفي نوري المالكي، يجب أن تكون مسؤولة عن كل من تسمح له بمغادرة العراق للحج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو من التابعين لجماعات أو أحزاب طائفية أعلنت عداءها لكل ما هو عربي وسني، وخصت دول الخليج العربي والسعودية بعداء سافر.

وفيما تستعد السلطات السعودية بإمكاناتها الضخمة لخدمة الحجاج وتيسير أدائهم مناسكهم بسهولة وأمان فمن المؤكد أن الاستخبارات الإيرانية وأتباعها الذين اجتمعوا قبل أيام في ضاحية ما يسمي نفسه «حزب الله» في لبنان لهم استعدادات أخرى، والتاريخ يشهد على أن ملالي طهران استخدموا الكويتيين الشيعة واللبنانيين والعراقيين كما يستخدمون الحوثي في اليمن والأفغاني في سورية.

كما أن من واجب الحجاج، خصوصاً حجاج هذه الدول من الذين لم يقصدوا بلاد الحرمين الشريفين إلا لقضاء فرضهم وطلب الرحمة والمغفرة من الله عز وجل، أن يبادروا بإبلاغ السلطات السعودية عن كل مشبوه من هؤلاء المرتزقة، لأمنهم وسلامتهم هم، وسلامة جميع الحجاج.

إن عين من يبحث عن الإنصاف والعدل لا يمكن إلا أن ترى أن السعودية توفر كل الطاقات للتيسير على حجاج بيت الله الحرام، تحقيقاً لحلمهم في أداء الفريضة، في حين تبذل إيران كل ما في وسعها لـ «الشوشرة» والشغب وتعكير صفو أمن الحجاج كل عام، وهو ما يجب أن يكون قضية إسلامية، تتخذ فيها الدول الإسلامية مجتمعة قرارات رادعة ضد بؤرة الشر في طهران.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 04, 2016 22:18

وحدة الصف

تأملت في من خسر من مؤتمر «غروزني» في الشيشان، الذي عقد بعنوان «من هم أهل السنة»؟ وأصدر بياناً ختامياً إقصائياً، فلم أجد خاسراً أكبر من الأزهر، فالصورة الوسطية عنه تضررت بــصورة لا تخـــطئها العـــين، وبخاصة مع مشاركة عدد كبير من مشايخه أو موظفيه مع شيخ الأزهر نفسه. فهل خدع الأزهر وتم استـــخدامه لإضفاء شرعية أوسع على أهداف المـــؤتمر؟ في بيـــان لاحق للمركز الإعلامي للأزهر محاولة ضـــعيفة للـــتراجع، وأعتقد أن الأزهر في حاجة إلى كثير من العمل الجاد لترميم ما أحدثته مشاركته اللافتة.

المــريح في هذه القــضية أن بيــان الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في الســعودية عن المــؤتمر جاء متــوازناً ومسؤولاً وحاضاً على جمع الكــلمة محــذراً من «النفخ في ما يشتت الأمة ولا يجــمعها»، وخاتمة البــيان في غــاية الأهمية «أن الوقت ليس وقت تلاوم، وعلينا، وبخاصة المنتسبين إلى العلم والفكر والثقافة، أن نكون أكثر حــصافة ووعياً، فإن الذين لا يريدون لهذه الأمة خيراً يراهنون على تحويل أزماتنا إلى صراعات وفتن سياسية ومذهبية وحزبية وطائفية»، انتهى الاقتباس.

والسياسة حاضرة بقوة في مؤتمر الشيشان، ومعها تشوق من أفراد لهوس الأضواء والتصدر. أنتجت الفضائيات ووسائل التواصل فئات مختلفة من المنتسبين إلى الدعوة والوعظ والمشيخة الدينية، وغلب على كثير منهم الفئوية، إما انتصاراً لحزب أو جماعة أو طريقة وفرقة حتى ولو كانت على حساب المصلحة العامة «للأمة».

هنا تذكرت مقولة عميقة لصديق، إذ قال: «لو تعامل المصلحون بذكاء السياسيين لحققوا الكثير».

وكم نحن في حاجة إلى فهم واستيعاب للواقع السياسي المحيط بنا، الذي لم يستثن دولة عربية ولا إسلامية من خطره المحدق، وبخاصـــة للمـــشتغلين بالدعوة. لكن ما يحدث للأسف من البعض أقل ما يوصــف به أنه حالاً انتهازية لاستغلال هذا الواقع الخطر. إن الحصافة والحكمة و «الإصلاح» تدعو إلى التكاتف والاجتماع لا العمل على مزيد من الفرقة والإقصاء.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 04, 2016 00:33

September 2, 2016

أمر دُبِّر بنهار

يقال إن التاريخ يعيد نفسه، والصحيح القول إن البشر لا يتعلمون من أحداث التاريخ، ويقال أمر دُبّر بليل أو قضي بليل، لكن الأحداث الحاضرة في المنطقة والاستهداف الممنهج لدولها أمر دُبِّر بنهار شمسه ساطعة، ومن دون حاجة إلى مراكز دراسات وتفكير استراتيجي، إذ كان من الواضح بعد ردود فعل الإدارة الأميركية «الأولية» على هجمات 11 أيلول (سبتمبر) أن هناك توجهاً شريراً مقبلاً يستهدف الإسلام والمسلمين، شعوباً ودولاً، وفي مقدمهم السعودية، ومختلف الدول العربية. تم تحديد العدو والبدء بتحطيم الدولة العراقية وتسليمها لإيران. فالفكرة الأميركية الغربية تتلخص في استخدام هوس تصدير الثورة الطائفية الإيرانية واستدراجها لضرب المسلمين السنة، دولاً وشعوباً، بدعوى تنظيم القاعدة ومحاربة الإرهاب. ثم تطورت «القاعدة» إلى «داعش» لحشد التأييد الدولي «العسكري والمالي» واستخدامها مسماراً متنقلاً يجري استغلاله في أي مكان من العالم تستهدفه واشنطن.

طهران كانت مستعدة بجاهزية عالية، والعقيدة الطائفية الخمينية حاضرة منذ استيلائه على السلطة، وتعززت أدواتها وتطورت بعد الحرب العراقية – الإيرانية.

وكل التطورات في هذا المسار قريبة إلى الأذهان لدرجة لا تحتاج إلى إعادة سرد.

والسؤال أين كان المستهدفون العرب من كل هذا، وكيف تم التخدير السياسي والدبلوماسي طوال مدة «مفاوضات» الملف النووي الإيراني؟

إن البحث عن أسباب الغفلة أو التغافل عن كل هذه التطورات في غاية الضرورة للتخلص منها، فهي مع دبلوماسية وسياسة المجاملة، التي طبعت العلاقات العربية – العربية، وإلى حدٍ ما العلاقات العربية – الإيرانية، ردحاً طويلاً من الزمن أسهمت في تغول إيران وظهورها ثوراً هائجاً يستخدمه الأميركي والغربي وتالياً الروسي. دبلوماسية المجاملة والاسترضاء السياسي لم تحقق إلا مزيداً من الخسائر، وإن كانت آثارها السلبية احتاجت إلى وقت طويل نسبياً لظهور نتائجها السيئة.

والمراقب يرى أن تزايد الشيطنة الإعلامية في الإعلام الغربي على السعودية والمسلمين السنة تنذر بمزيد من الاستهدافات الجديدة، وربما بأدوات مختلفة يمكن استشعار ألوانها وتنوعها مع الحقن الإعلامي، الذي يتم شبه يومياً، وهو ما يجب الحذر منه والعمل على نزع خطورته مبكراً.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 02, 2016 21:24

عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.