عبدالعزيز السويد's Blog, page 185
February 12, 2012
كيف تضيء المالية؟
شخصياً أنا ضد الاستهداف الذي حدث في الفترة الماضية لشخص وزير المالية إبراهيم العساف، ولمعلومية البعض، حينما كان محمد أبالخيل وزيراً للمالية كان يقال عنها الكلام نفسه، مع تطور الأمور «إيرادات ومستجدات من حاجات» تطوِّر دور وزارة المالية فكثرة الحديث إنما تحول النقد إلى شخص الوزير خطأً. كلما زادت الاحتياجات والاختناقات سيتصاعد الحديث أكثر، ولاشك أن الوزير العساف لم يوفق في تصريح «400 متر» وجل من لا يخطئ.
وزارة المالية جهاز كبير ومتشعب، ومن المؤكد أن شخصاً واحداً حتى ولو كان وزيراً بقدرات مميزة، سيضطر إلى تفويض صلاحيات لنواب أو وكلاء، هذا أمر طبيعي ومفهوم، إنما جسم الوزارة باق كما كان، ثقافته العملية لم تتطور ونظرته للأمور و«النقاشات» مع الجهات الأخرى لم تتغير، رغم المتغيرات المتسارعة، نحكم مما نقرأ، ونرى ونسمع ويرشح لنا. لدي نموذج طريف وقديم، في زمن مضى كنت عضواً في لجنة تترأسها وزارة المالية، و«اللي عنده الفلوس يترأس»، خمسة أو ستة أعضاء من جهات حكومية مختلفة يناقشون قضية ما، عضو المالية كان يطرح سؤالاً وحيداً على كل عضو، «وأنتم ايش رايكم؟»، ومن الإجابات تبرز نقاط جديدة، فيعيد مندوب المالية السؤال: «وأنتم ايش رايكم»؟، وهكذا حتى يؤذن لصلاة الظهر، ثم يدون المحضر برأي المالية. الميزة هنا أن المالية «والشهادة لله تعالى» تستمع للآراء وإن لم تأخذ بها!.
من الملاحظات على تطور دور وزارة المالية أنها دخلت على الخط في اختصاصات جهات أخرى، مثل إنشاء جامعة الأميرة نورة السكك الحديد، واستيراد وبيع الشعير.. إلخ، لكنها عملت بمكيالين عند الإنشاء، كما يقول مراقبون.
مربط الفرس في هذا المقال، أعتقد أن الوزير قادر على التغيير، الحاجة هنا لتغيير ثقافة العمل في وزارة المالية وتعاطيها مع الجهات الحكومية أسلوباً وإجراءات وإدراكاً مستقبلياً لحقيقة الحاجات وسط متغيرات، بما في ذلك إعادة «فرمتة» بعض موظفيها، إذا تمكَّن الدكتور إبراهيم العساف من تحقيق ذلك سيدخل التاريخ، أقصد الدخول «النوعي»، سيعيد الكثيرون النظر في المالية ومن يشرف عليها، وستكون من علامات التنمية المضيئة في الوطن.
وزارة المالية جهاز كبير ومتشعب، ومن المؤكد أن شخصاً واحداً حتى ولو كان وزيراً بقدرات مميزة، سيضطر إلى تفويض صلاحيات لنواب أو وكلاء، هذا أمر طبيعي ومفهوم، إنما جسم الوزارة باق كما كان، ثقافته العملية لم تتطور ونظرته للأمور و«النقاشات» مع الجهات الأخرى لم تتغير، رغم المتغيرات المتسارعة، نحكم مما نقرأ، ونرى ونسمع ويرشح لنا. لدي نموذج طريف وقديم، في زمن مضى كنت عضواً في لجنة تترأسها وزارة المالية، و«اللي عنده الفلوس يترأس»، خمسة أو ستة أعضاء من جهات حكومية مختلفة يناقشون قضية ما، عضو المالية كان يطرح سؤالاً وحيداً على كل عضو، «وأنتم ايش رايكم؟»، ومن الإجابات تبرز نقاط جديدة، فيعيد مندوب المالية السؤال: «وأنتم ايش رايكم»؟، وهكذا حتى يؤذن لصلاة الظهر، ثم يدون المحضر برأي المالية. الميزة هنا أن المالية «والشهادة لله تعالى» تستمع للآراء وإن لم تأخذ بها!.
من الملاحظات على تطور دور وزارة المالية أنها دخلت على الخط في اختصاصات جهات أخرى، مثل إنشاء جامعة الأميرة نورة السكك الحديد، واستيراد وبيع الشعير.. إلخ، لكنها عملت بمكيالين عند الإنشاء، كما يقول مراقبون.
مربط الفرس في هذا المقال، أعتقد أن الوزير قادر على التغيير، الحاجة هنا لتغيير ثقافة العمل في وزارة المالية وتعاطيها مع الجهات الحكومية أسلوباً وإجراءات وإدراكاً مستقبلياً لحقيقة الحاجات وسط متغيرات، بما في ذلك إعادة «فرمتة» بعض موظفيها، إذا تمكَّن الدكتور إبراهيم العساف من تحقيق ذلك سيدخل التاريخ، أقصد الدخول «النوعي»، سيعيد الكثيرون النظر في المالية ومن يشرف عليها، وستكون من علامات التنمية المضيئة في الوطن.
Published on February 12, 2012 19:54
February 11, 2012
المشهد الثوري
أمامنا جميع المشاهد تقريباً لعام كامل من تسونامي الثورات العربية، تونس تكاد تسير على طريق «النهضة»، ومصر ما زالت تحاول وتتعثر، فالقنابل الموقوتة تتفجر هنا وهناك، أما ليبيا بعد سقوط الطاغية فأحوالها مختلفة ومرتبكة، في ليبيا أصبح سفراء الدول العظمى يجتمعون مع المجالس البلدية لكل منطقة! ويعقدون اتفاقيات «التعاون المشترك»!! ولأن العالم العربي حالة استثنائية فسورية «الدولة الصلبة» تمثل الذروة، نموذج لتمكن ديكتاتورية نظام ومؤسساته، الولادة في دمشق متعسرة والخلاص المتوقع معقود بعملية قيصرية اتضحت مؤشراتها ولا يمكن لأحد معرفة المستقبل مع حضور غربي وجوار إسرائيلي له عند واشنطن وباريس الأولوية القصوى.
وفي ذروة تركز الأضواء الإعلامية على القتل والدماء في سورية، تتوارى تجارب إيجابية في التعامل مع التسونامي الشعبي في العالم العربي، أبرزها نموذج المملكة المغربية، استطاع الملك الشاب محمد السادس التعامل الحكيم والمدرك مع حراك الشارع المغربي والعدوى المحتملة. بأقل قدر من الخسائر.. الرباط في الطريق للخروج من التسونامي بكثير من الإيجابيات، ومع فوارق هناك حالة إيجابية أخرى في التعاطي مع احتقان وسخط الشارع، إنها في سلطنة عمان، قام السلطان قابوس بتغييرات وجدت صدى واستجابة من الشارع العماني، التنازلات المحسوبة والسريعة في كلا البلدين أثبتت أنها علاج ناجح، حققت سقفاً معقولاً من تطلعات الشعوب وأبقت قيمة السلطة وهيبتها، أيضاً سدّت منافذ وفرص التدخل الأجنبي مهما كان الرداء الذي يتدثر به.
****
في مصر طرح الإخوان المسلمون على موقعهم الإلكتروني سؤالاً يقول: لماذا تكرهوننا؟ وحسب صحيفة «المصري اليوم» جاءت ردود أنتقي منها التالي:
- محمد أيمن: «بسم الله الرحمن الرحيم.. الإجابة لأنكم مطبلاتية، أنتم تطبلون والمجلس العسكري يرقص».
- أحمد فودة: «بكل بساطة لنفاقكم، وتفضيلكم لمصلحة الجماعة على مصلحة الشعب وحقه».
- منى أنيس: «مش قادرة أصدق نفسي.. الإخوان بيقلدوا الأمريكان، بعد ضرب البرجين في نيويورك».
- محمد أحمد: «ﻷن الكراسي أثرت في عقولكم».
- دينا: «علشان كل اللي تفهموه عن مصلحة الشعب أنكم توزعوا أنابيب بوتاجاز».
وفي ذروة تركز الأضواء الإعلامية على القتل والدماء في سورية، تتوارى تجارب إيجابية في التعامل مع التسونامي الشعبي في العالم العربي، أبرزها نموذج المملكة المغربية، استطاع الملك الشاب محمد السادس التعامل الحكيم والمدرك مع حراك الشارع المغربي والعدوى المحتملة. بأقل قدر من الخسائر.. الرباط في الطريق للخروج من التسونامي بكثير من الإيجابيات، ومع فوارق هناك حالة إيجابية أخرى في التعاطي مع احتقان وسخط الشارع، إنها في سلطنة عمان، قام السلطان قابوس بتغييرات وجدت صدى واستجابة من الشارع العماني، التنازلات المحسوبة والسريعة في كلا البلدين أثبتت أنها علاج ناجح، حققت سقفاً معقولاً من تطلعات الشعوب وأبقت قيمة السلطة وهيبتها، أيضاً سدّت منافذ وفرص التدخل الأجنبي مهما كان الرداء الذي يتدثر به.
****
في مصر طرح الإخوان المسلمون على موقعهم الإلكتروني سؤالاً يقول: لماذا تكرهوننا؟ وحسب صحيفة «المصري اليوم» جاءت ردود أنتقي منها التالي:
- محمد أيمن: «بسم الله الرحمن الرحيم.. الإجابة لأنكم مطبلاتية، أنتم تطبلون والمجلس العسكري يرقص».
- أحمد فودة: «بكل بساطة لنفاقكم، وتفضيلكم لمصلحة الجماعة على مصلحة الشعب وحقه».
- منى أنيس: «مش قادرة أصدق نفسي.. الإخوان بيقلدوا الأمريكان، بعد ضرب البرجين في نيويورك».
- محمد أحمد: «ﻷن الكراسي أثرت في عقولكم».
- دينا: «علشان كل اللي تفهموه عن مصلحة الشعب أنكم توزعوا أنابيب بوتاجاز».
Published on February 11, 2012 14:21
February 10, 2012
لا يرضون!!… حسناً وما الفائدة!
حينما تظهر على السطح قضية كريهة مثل الاعتداء على معاق لا حول له ولا قوة ومن عامل مسؤول عن خدمته، يأتي التعليق إنهم لا يرضون بمثل هذا، ومن البديهي أن لا أحد يرضى بذلك، ربما حتى العامل بعد سويعات من الحادثة سيقول في مقابلة صحفية إنه لا يرضى بمثله، وما الفائدة من عدم الرضا ذاك، وكيف يمكن فهم «عدم الرضا» مع إجراء بسيط تم في حق العامل الأول بالنقل إلى قسم آخر! مررت خلال مشوار الكتابة بحالات مماثلة مع اختلاف التفاصيل، كان النقل إلى قسم آخر من أدوات العلاج، وكانت المدارة والمداورة والحجب للمعلومات غالبة. إذا كان لديك موظف قذر مهما كان نوع القذارة كيف ترضى بنقله مع «مؤهلاته» إلى قسم آخر؟، وما ذنب من في القسم تعيس الحظ، بل أليس لهذا القسم قيمة عندك.
ولك توقع نوع رد المسؤول لو لم يتوفر لصحيفة عفيف الالكترونية صور واضحة المعالم ثم مقطع آخر لحادثة… في شهر رمضان؟ لست بحاجة عزيزي القارئ لأمثلة في توقعاتك كفاية.
تعدد الحالات يشير إلى كبر الشق، وتوفر أدوات رقابة مثل الكاميرات يثير الأسئلة حول مدى الاستفادة منها «وهل حللت تكاليفها»، فلا بد من ظهور آثار اعتداء ليتلطف احد بالسؤال ويعود إلى التسجيل.
العمل في الرعاية الاجتماعية وبخاصة مع المعاقين يختلف عن غيره، انه ليس وظيفة عادية ولا يصلح لها أي «شخص»، كما أنها لا تعتمد على شهادات فقط، هناك خصال داخلية مميزة لابد من توفرها في الموظف، هذه الخصال لا يكتشفها أي أحد، الأمر عينه ينطبق على العمل في المجال الطبي، والخيري ومكافحة الفقر.. والتطوع.
ولك توقع نوع رد المسؤول لو لم يتوفر لصحيفة عفيف الالكترونية صور واضحة المعالم ثم مقطع آخر لحادثة… في شهر رمضان؟ لست بحاجة عزيزي القارئ لأمثلة في توقعاتك كفاية.
تعدد الحالات يشير إلى كبر الشق، وتوفر أدوات رقابة مثل الكاميرات يثير الأسئلة حول مدى الاستفادة منها «وهل حللت تكاليفها»، فلا بد من ظهور آثار اعتداء ليتلطف احد بالسؤال ويعود إلى التسجيل.
العمل في الرعاية الاجتماعية وبخاصة مع المعاقين يختلف عن غيره، انه ليس وظيفة عادية ولا يصلح لها أي «شخص»، كما أنها لا تعتمد على شهادات فقط، هناك خصال داخلية مميزة لابد من توفرها في الموظف، هذه الخصال لا يكتشفها أي أحد، الأمر عينه ينطبق على العمل في المجال الطبي، والخيري ومكافحة الفقر.. والتطوع.
Published on February 10, 2012 13:41
February 8, 2012
إسعافات أولية لجثة هامدة
عندما يأتي الطرح من الإعلام الروسي عن الشأن السوري يكون مختلفاً، بخاصة أمام الاستحواذ الغربي على المشهد الإعلامي، والسؤال «هل ستخسر روسيا سورية؟» طرحته صحيفة روسية في تقرير لها، بعد الفيتو الروسي الصيني الشهير قالت الصحيفة: «في الوقت الذي كانت أصوات المدفعية تتردد أصداؤها في مدينة حمص، توجه إلى دمشق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومدير هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية»، وتصف الصحيفة زيارة وزير الخارجية الروسي لدمشق أنها بمثابة إسعافات أولية لجثة هامدة، أما الموقف الروسي فهو «غير مريح» للمصالح الروسية بالطبع، إذ وضعت موسكو نفسها ضد الثورة السورية ومع نظام دموي تفوق فيه الابن على أبيه. ومن تقرير الصحيفة قال الباحث الروسي «أليكسي ماكاركين» عن بشار الأسد: «أعتقد شخصياً بأنه لا يرغب في مغادرة السلطة، فلو كان الأمر يتعلق به شخصياً، لكان من المرجح أنه سيقبل بالتخلي طوعياً عن الكثير من صلاحياته. لكنه يمثل الطائفة العلوية في سورية. وأفراد هذه الطائفة يشغلون المراكز الحساسة في النظام القائم. وفي حال سقوط نظام الأسد فإنهم سيخسرون الكثير». ويقر الباحث الروسي في الأخير بأن روسيا ستخسر سورية، وأن أوراق الأسد قد انتهت، ومن زاوية المصالح الروسية، العقود والعلاقة الاستراتيجية، ستواجه موسكو حالة شبيهة لما حدث لمصالحها في ليبيا. انتهى.
والانطباع الشائع عن بشار الأسد، أنه رئيس ضعيف وسط فريق قوي، شخصية بلباس مدني تظهر في الواجهة في حين يمسك الأقوياء من العسكر بخيوط السلطة، بخاصة أن ظهوره في الخطابات لا يدل على شخصية قيادية بل تعليمية للصفوف الأولى، وهو ما أشار إليه الباحث الروسي.
لكن قريبين من الشأن السوري كانوا في دمشق إلى فترة قريبة يقولون كلاماً مختلفاً، وهو أن بشار الأسد أصبح ينتقد بشدة من داخل المؤسسة الحاكمة في دمشق، بسبب إفراطه في الحل الأمني «أو الدموي»، وتشير هذه المصادر إلى تشكل كتلة سياسية من مختلف المكونات بمن فيهم علويون نافذون ترحب بالمبادرة العربية، أي تنحي الرئيس وتعيين نائبه وذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالخسارة ستعم «الأقلية» حين سقوط الأسد حتى لأولئك الذين لم يكونوا مستفيدين من السلطة لكنهم محسوبون عليها طائفياً أو نفعياً.
والانطباع الشائع عن بشار الأسد، أنه رئيس ضعيف وسط فريق قوي، شخصية بلباس مدني تظهر في الواجهة في حين يمسك الأقوياء من العسكر بخيوط السلطة، بخاصة أن ظهوره في الخطابات لا يدل على شخصية قيادية بل تعليمية للصفوف الأولى، وهو ما أشار إليه الباحث الروسي.
لكن قريبين من الشأن السوري كانوا في دمشق إلى فترة قريبة يقولون كلاماً مختلفاً، وهو أن بشار الأسد أصبح ينتقد بشدة من داخل المؤسسة الحاكمة في دمشق، بسبب إفراطه في الحل الأمني «أو الدموي»، وتشير هذه المصادر إلى تشكل كتلة سياسية من مختلف المكونات بمن فيهم علويون نافذون ترحب بالمبادرة العربية، أي تنحي الرئيس وتعيين نائبه وذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالخسارة ستعم «الأقلية» حين سقوط الأسد حتى لأولئك الذين لم يكونوا مستفيدين من السلطة لكنهم محسوبون عليها طائفياً أو نفعياً.
Published on February 08, 2012 14:54
February 7, 2012
«حشوات»… وتحويلات!
لم يتبقّ على هيئة الغذاء والدواء سوى وضع رقم 700 للاتصال مع بيانها الخاص بحشوات السيليكون المغشوشة. البيان مثل طبق محشي لا تعرف ما بداخله من حشوة، وكل امرأة أجرت عملية حشو في السعودية وقرأت البيان ستسارع للاتصال للاطمئنان، ومع كثرة اتصالات متوقعة، يمكن السحب بين أرقام المتصلين مثل برامج تفسير الأحلام. كل هذا اللف والدوران لتتحاشى هيئة الغذاء والدواء ذكر أسماء أطباء ومستشفيات قاموا بحشو الحشوات! كان الإجراء السهل الواضح إعلان يطلب من النساء اللاتي قمن بعمليات «حشو» في الفترة ما بين العامين 2006 و 2009، لدى كل من الأطباء «فلان وعلان» «أو المستشفيات «الوطنية والإنسانية» الاتصال بالهيئة على وجه السرعة، كأنها قالت «حشا وكلا» وبدل بيان من سطرين «حشت» بياناً ملتفاً حول نفسه كله تحويلات، ومع ضغط رنين الاتصالات على الموظف سيضطر للاختصار سائلاً المتصلة: «من وين حشيتي»؟.
هناك أكثر من 300 حالة محلية في دائرة المغشوش الفرنسي من السيليكون أجريت في 20 مستشفى، وفق «الاقتصادية».
والعتب على هيئة الغذاء والدواء لأنها أول من بادر بكشف أسماء شركات ومنتجات وتحسب لها الريادة، بل وأثبتت بنهجها الأكثر شفافية من غيرها هشاشة مواقف من يعطي حصانة وعصمة للأسماء التجارية. لكني لمست في هذا البيان تراجعاً عن تلك السياسة، لعلي أكون مخطئاً.
- قالت هيئة مكافحة الفساد إن 36 جهة حكومية فقط التزمت إنشاء إدارات نسائية تطبيقاً لقرارات سابقة، وذكرت بعض الصحف أن أول هذه الأوامر كان في عام 1425، يعني عامين، ونحتفل بعشر سنوات، وبدلاً من أن تقوم «نزاهة» – وهو اختصار اسم هيئة مكافحة الفساد الجديد -، بذكر الجهات غير الملتزمة بتطبيق أوامر عليا أو عددها على الأقل ذكرت عدد الجهات المنفذة، مع أن التصريح الصحافي في مضمونه شكوى من عدم التنفيذ، سبحان الله، الأمور عندنا تفضل الطرق الدائرية.
- يعجبني في المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني أن أعمالها مستقبلية، فهي وضعت الماضي والحاضر خلفها لأجل المستقبل الواعد المشرق… البناء، هي دائماً ستعمل وستفتتح وتبني، أما آخر أخبارها المنشورة فهو عزمها إنشاء 40 كلية تقنية نسائية، بتكلفة ثلاثة بلايين ريال. الإنشاءات دائماً بالجملة ومستقبلية ولا أحد يعلن عن نتائج إعادة تقييم «للإنشاءات» السابقة هذا إذا تمت إعادة تقييم وتقويم، ويا فتاح يا عليم.
هناك أكثر من 300 حالة محلية في دائرة المغشوش الفرنسي من السيليكون أجريت في 20 مستشفى، وفق «الاقتصادية».
والعتب على هيئة الغذاء والدواء لأنها أول من بادر بكشف أسماء شركات ومنتجات وتحسب لها الريادة، بل وأثبتت بنهجها الأكثر شفافية من غيرها هشاشة مواقف من يعطي حصانة وعصمة للأسماء التجارية. لكني لمست في هذا البيان تراجعاً عن تلك السياسة، لعلي أكون مخطئاً.
- قالت هيئة مكافحة الفساد إن 36 جهة حكومية فقط التزمت إنشاء إدارات نسائية تطبيقاً لقرارات سابقة، وذكرت بعض الصحف أن أول هذه الأوامر كان في عام 1425، يعني عامين، ونحتفل بعشر سنوات، وبدلاً من أن تقوم «نزاهة» – وهو اختصار اسم هيئة مكافحة الفساد الجديد -، بذكر الجهات غير الملتزمة بتطبيق أوامر عليا أو عددها على الأقل ذكرت عدد الجهات المنفذة، مع أن التصريح الصحافي في مضمونه شكوى من عدم التنفيذ، سبحان الله، الأمور عندنا تفضل الطرق الدائرية.
- يعجبني في المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني أن أعمالها مستقبلية، فهي وضعت الماضي والحاضر خلفها لأجل المستقبل الواعد المشرق… البناء، هي دائماً ستعمل وستفتتح وتبني، أما آخر أخبارها المنشورة فهو عزمها إنشاء 40 كلية تقنية نسائية، بتكلفة ثلاثة بلايين ريال. الإنشاءات دائماً بالجملة ومستقبلية ولا أحد يعلن عن نتائج إعادة تقييم «للإنشاءات» السابقة هذا إذا تمت إعادة تقييم وتقويم، ويا فتاح يا عليم.
Published on February 07, 2012 13:33
February 6, 2012
الإنكار يحكم العرب
قبل غزو القوات الأميركية والبريطانية للعراق بفترة قصيرة، وحينما كانت المؤشرات واضحة المعالم ظهر الرئيس «آنذاك» صدام حسين في لقاء تلفزيوني مع محطة تلفزيونية أميركية، وقال بثقة عجيبة للإعلامي انه سيلتقي به بعد عام في هذا المكان، إشارة لبقائه صامداً لن يمسه «والعراق طبعاً» سوء، بعد عام كانت بغداد تحت وطأة احتلال قبيح استبيح فيه إنسان العراق ومقدراته وصدام طريداً هارباً لحين إعدامه في عيد الأضحى المبارك، «الثقة» التي صبغت حديث صدام هي نفسها التي برزت في خطابات مبارك والقذافي منذ سقوط ابن علي في تونس وتوّجها الأخير بقناعة عجيبة أن كل الشعوب تحبه، وستنهض للدفاع عنه، وهي أيضاً التي سمحت للرئيس اليمني علي عبدالله صالح بتعدد المناورات حتى حصل على أفضل اتفاق بين المخلوعين. وفي حين احتاج إسقاط صدام واحتلال العراق لغزو عسكري مباشر مكلف، دون تفويض لا من أمم متحدة ولا مجلس أمنها، لم يستدعِ إسقاط الآخرين كلفة باهظة، سوى التهيئة المناسبة، واستثمار نقاط الضعف المتعددة. ومنها تلك الثقة نفسها فهي دلالة على حالة إنكار مستعصية للأوضاع المحيطة أو المستجدات، تبدو ظاهرة في خطابات رأس السلطة، وجذورها متأصلة في دائرته الضيقة ترويها وتغذيها، الثقة تخف تدريجياً كلما اتسعت الدائرة لتتلاشى حينما تصل أقصاها في دائرة الشعب، فالثقة هنا بالقوة والشعبية ثقة مزيفة لكنها وطنت الاطمئنان، وأسست لحالة الإنكار.
الحالة نفسها تعيشها سورية، رغم أن الطوفان وصلها متأخراً بقي الانكار هو الشعار الرسمي المعلن من نظام بشار الأسد وهو يبلغ ذروته في الإعلام السوري سواء في الأخبار أم انتقاء ضيوف البرامج الحوارية ممن يتصدون «للهجمة»، وإذا كان كل عاقل يحاذر ويخاف من اندلاع حرب أهلية في سورية، فإن حديث وزير خارجية قطر الأخير لمحطة فضائية، فيه حقيقة للأسف، حينما قال «قد لا يكون هناك مفر من حرب أهلية في سورية»، وهي بالفعل على مفترق طرق أعرضها حرب أهلية «لاقدر الله»، فحتى لو سلّمنا بوجود مؤامرة خارجية فإن أساسها وجذورها ضاربة في عمق الداخل عنوانها الاستبداد، والاستئثار بالموارد، هذه المؤامرات الداخلية «الصغيرة» هي المنشأ والأصل والولادة لما يحاك من مؤامرات خارجية، لكن «الولادة» قد تحتاج أحياناً «لقابلة» خارجية، والمولود سيرحب، وحينما تنتزع ثقة الداخل من السلطة على مدى عقود يصعب استعادتها في أشهر، ومن العجيب في العالم العربي أن «الفوضى الخلاقة»، و«حرب الأفكار» أعلنت قبل أعوام، ولم يتدارك احد الأمر، ربما توقعات خبراء الأنظمة السياسية ومستشاريها الاستراتيجيين انحصرت في الأساليب التقليدية للإطاحة بالأنظمة، وربما هم يعيشون حالة إنكار استشاري… واستراتيجي!
الحالة نفسها تعيشها سورية، رغم أن الطوفان وصلها متأخراً بقي الانكار هو الشعار الرسمي المعلن من نظام بشار الأسد وهو يبلغ ذروته في الإعلام السوري سواء في الأخبار أم انتقاء ضيوف البرامج الحوارية ممن يتصدون «للهجمة»، وإذا كان كل عاقل يحاذر ويخاف من اندلاع حرب أهلية في سورية، فإن حديث وزير خارجية قطر الأخير لمحطة فضائية، فيه حقيقة للأسف، حينما قال «قد لا يكون هناك مفر من حرب أهلية في سورية»، وهي بالفعل على مفترق طرق أعرضها حرب أهلية «لاقدر الله»، فحتى لو سلّمنا بوجود مؤامرة خارجية فإن أساسها وجذورها ضاربة في عمق الداخل عنوانها الاستبداد، والاستئثار بالموارد، هذه المؤامرات الداخلية «الصغيرة» هي المنشأ والأصل والولادة لما يحاك من مؤامرات خارجية، لكن «الولادة» قد تحتاج أحياناً «لقابلة» خارجية، والمولود سيرحب، وحينما تنتزع ثقة الداخل من السلطة على مدى عقود يصعب استعادتها في أشهر، ومن العجيب في العالم العربي أن «الفوضى الخلاقة»، و«حرب الأفكار» أعلنت قبل أعوام، ولم يتدارك احد الأمر، ربما توقعات خبراء الأنظمة السياسية ومستشاريها الاستراتيجيين انحصرت في الأساليب التقليدية للإطاحة بالأنظمة، وربما هم يعيشون حالة إنكار استشاري… واستراتيجي!
Published on February 06, 2012 13:17
February 5, 2012
«الطيب والغلس»
هناك اتفاق على قوة انتماء المواطن المصري لبلاده، وتوهج عاطفته الدينية، وكذا الطيبة معروفة عن شخصية ابن النيل، فأين كل هذا مما يحدث، هل خرج المصري الطيب من المشهد بعد الثورة؟ وهل حل مكانه شخص آخر «غلس» وبلطجي!
كلما استقرت الامور نسبياً في مصر وقعت حادثة مؤلمة والقتلى بالعشرات، فهل ما يتفجر الآن هو مخزون متراكم من الغضب والقهر على مدى سنين طويلة من الاستبداد، أم هناك «كمائن» أخرى.
والملاحظ كثرة عدد القتلى والمصابين في الأحداث الأخيرة ، في حين أن الشخصية المصرية غير معروفة بالعنف الجسدي، فالعنف اللفظي والصوتي هو الغالب، ولدى المصريين أمثال شعبية كثيرة تقدم التسامح على الانتقام و «الاشتباك»، تحاول إطفاء شرارات العنف بالوقاية والعزل، والأمثال مخزون تجارب الشعوب، يقول المثل المصري «حوش دا عن دا» يرتاح «دا من دا»، و «دا» هي ذا أو هذا، والمستغرب أن السلطات المصرية في هذه المرحلة «لم تحوش دا عن دا»، لا ننسى أنها ضعيفة ومرتبكة وفقدان الكثير من هيبتها، لكن الأوضاع المرشحة للتفجر تدفع للإصرار على الوقاية، الدولة المصرية في خطر، أي تجمعات يحتمل استغلالها يجب التعامل معها، نقلها…، إلغاءها، والمستغرب أيضاً أن مشجعين لفريق منتصر يعتدون على المهزوم، وكأن الهزيمة الكروية لا تكفي، نعم يذكر أن حكم الرئيس المبارك خلعه وتنحيه، همش بورسعيد وتعامل معها بدونية في مواقف عدة بل حرمها من بعض المنافع الاقتصادية، لكنهم الآن أمام حكم ونظام جديد.
تتناهب مصر الآن قوى متعددة ويكثر الحديث عن فلول النظام السابق، إلا أن المستفيد الأول والعاشر مما يحدث في مصر هي عدوها الأول، الذي احتل أرضها وقتل أبناءها واعتمد على الأميركي لفرض اتفاقية كامب ديفيد سيئة الذكر عليها، إن الأصابع الإسرائيلية غير بعيدة عما يحدث في مصر، مهما تناثرت بعض التعليقات وبحثت «مراكز الدراسات»، واشتعلت جمعيات ما وراء البحار، لتشتت الانتباه، ليس من صالح إسرائيل على الإطلاق قيام حكم تعددي مستقر في مصر فهي أكبر الخاسرين، لأنه سيكون أكثر دفاعاً عن مصالح بلاده من حكم مبارك المتخاذل.
فهل يمكن لإسرائيل الوقوف صامتة مكفوفة اليد، وهي من خبر المجتمع المصري وتغلغل فيه طوال عقود التطبيع واستهدف حتى ما يزرع ويأكل. لذلك أيها المصري الطيب قم واظهر وبان، لابد أن تتسيد المشهد وتطرد «الغلس والغتت والبلطجي».
كلما استقرت الامور نسبياً في مصر وقعت حادثة مؤلمة والقتلى بالعشرات، فهل ما يتفجر الآن هو مخزون متراكم من الغضب والقهر على مدى سنين طويلة من الاستبداد، أم هناك «كمائن» أخرى.
والملاحظ كثرة عدد القتلى والمصابين في الأحداث الأخيرة ، في حين أن الشخصية المصرية غير معروفة بالعنف الجسدي، فالعنف اللفظي والصوتي هو الغالب، ولدى المصريين أمثال شعبية كثيرة تقدم التسامح على الانتقام و «الاشتباك»، تحاول إطفاء شرارات العنف بالوقاية والعزل، والأمثال مخزون تجارب الشعوب، يقول المثل المصري «حوش دا عن دا» يرتاح «دا من دا»، و «دا» هي ذا أو هذا، والمستغرب أن السلطات المصرية في هذه المرحلة «لم تحوش دا عن دا»، لا ننسى أنها ضعيفة ومرتبكة وفقدان الكثير من هيبتها، لكن الأوضاع المرشحة للتفجر تدفع للإصرار على الوقاية، الدولة المصرية في خطر، أي تجمعات يحتمل استغلالها يجب التعامل معها، نقلها…، إلغاءها، والمستغرب أيضاً أن مشجعين لفريق منتصر يعتدون على المهزوم، وكأن الهزيمة الكروية لا تكفي، نعم يذكر أن حكم الرئيس المبارك خلعه وتنحيه، همش بورسعيد وتعامل معها بدونية في مواقف عدة بل حرمها من بعض المنافع الاقتصادية، لكنهم الآن أمام حكم ونظام جديد.
تتناهب مصر الآن قوى متعددة ويكثر الحديث عن فلول النظام السابق، إلا أن المستفيد الأول والعاشر مما يحدث في مصر هي عدوها الأول، الذي احتل أرضها وقتل أبناءها واعتمد على الأميركي لفرض اتفاقية كامب ديفيد سيئة الذكر عليها، إن الأصابع الإسرائيلية غير بعيدة عما يحدث في مصر، مهما تناثرت بعض التعليقات وبحثت «مراكز الدراسات»، واشتعلت جمعيات ما وراء البحار، لتشتت الانتباه، ليس من صالح إسرائيل على الإطلاق قيام حكم تعددي مستقر في مصر فهي أكبر الخاسرين، لأنه سيكون أكثر دفاعاً عن مصالح بلاده من حكم مبارك المتخاذل.
فهل يمكن لإسرائيل الوقوف صامتة مكفوفة اليد، وهي من خبر المجتمع المصري وتغلغل فيه طوال عقود التطبيع واستهدف حتى ما يزرع ويأكل. لذلك أيها المصري الطيب قم واظهر وبان، لابد أن تتسيد المشهد وتطرد «الغلس والغتت والبلطجي».
Published on February 05, 2012 20:36
February 4, 2012
حافز… والتستر
لم يكن هناك مواجهة فاعلة لقضية التستر مع أخطارها المعروفة، أدناها سطوة العمالة في كثير من القطاعات واحتكارها، صحيح أن هناك قرارات ولجاناً من قديم إلا أن المسألة استفحلت حتى أصبح من لا يمارسها حالة نشاز، أول من يستغرب هذه الحالة هم العمالة نفسها، حينما يعرضون شراكات من هذا النوع، أو يبحثون عن استبدال أسماء بأسماء، ولا يعرف حتى الآن سبب عدم المواجهة الواجبة سوى أن وزارة التجارة المعنية بهذا الملف كانت في خانة «لقد تعثر مرور مكالمتك»، نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال الشبكة، بعدما أصبح التستر جزءاً من الاقتصاد والمجتمع بل جزءاً أصيلاً.
التستر أنواع، منه الثقيل والمتوسط والخفيف، أما الشائع منه فهو التستر على العمالة بنثرهم في الأسواق بعد قبض ثمن استقدامهم، والآخر تسجيل نشاطات تجارية لهم بأسماء مواطنين، هذا هو النوع الأكثر رواجاً وبساطة، وهناك «موديلات» أخرى أكثر متانة وتعقيداً، ومع ارتباط سجل «حافز» بالمنظومة المعلوماتية الحكومية ستتكشف أمور كثيرة، خاصة «غربلة» سجلات الأبناء والبنات والزوجات، للاستفادة من مبالغ «حافز»
المالية، أتوقع أنها مشكلات اجتماعية محدودة، المبلغ البسيط دفع بعض أصحاب السجلات إلى إلغاء سجلاتهم التجارية، إما لأنها مجمدة في خانة «الحلم التجاري»، أو سبق الاستفادة منها ، وربما لأن «حافز» حكومي، وفي الحكومة ضمانة.
هذا الخيط البسيط إذا ما أحسن استثماره سيكون بداية لمكافحة التستر، ومن يطلب منه الإمساك بهذا الخيط هي وزارة التجارة، بحكم مسؤولية الملف، وفهم طبيعية المجتمع مقدمة للحد من التستر الخفيف، فالذين يحصلون على مبالغ طائلة من التستر لن يؤثر فيهم «حافز»، لديهم حوافزهم وقد تمرغوا فيها لفترة طويلة، سيقدم لهم المتستر عليه معونة أكبر، المتأثرون هم الفئة الدنيا من المتسترين، إلا أن هذا لا يخلو من فائدة في الدفع للعمل بدلاً من الاتكالية على شرهة من عمالة. معونة «حافز» بسيطة، لكنها ستحقق تأثيراً غير مباشر، ولم يكن من الأهداف المعلنة «ولا أعتقد أنه من غير المعلنة أيضاً»، ومربط الفرس أنه يمكن من خلال معونات بسيطة درء مخاطر كبيرة ونزيف اقتصاد وسيطرة عمالة على مفاصل مهمة، إذا توفرت الإرادة والعزيمة يمكن القيام بهذا، بدلاً من التباكي «الفصلي» على تزايد مستمر للتحويلات العمالية المالية، القصة ليست في التحويلات بل في الإمساك بالمفاصل التجارية بما فيها تجفيف فرص العمل المتوقعة والاستقدام ثم الاستقدام، أما دليلي أن هذا لم يكن من أهداف «حافز»، فهو أن وزارة العمل تقدم مزيداً من التأشيرات «كحافز» لمن يوظف مواطنين، معادلة غريبة صعبة البلع تطرح سؤالاً يقول: إلى أين نحن ذاهبون؟
التستر أنواع، منه الثقيل والمتوسط والخفيف، أما الشائع منه فهو التستر على العمالة بنثرهم في الأسواق بعد قبض ثمن استقدامهم، والآخر تسجيل نشاطات تجارية لهم بأسماء مواطنين، هذا هو النوع الأكثر رواجاً وبساطة، وهناك «موديلات» أخرى أكثر متانة وتعقيداً، ومع ارتباط سجل «حافز» بالمنظومة المعلوماتية الحكومية ستتكشف أمور كثيرة، خاصة «غربلة» سجلات الأبناء والبنات والزوجات، للاستفادة من مبالغ «حافز»
المالية، أتوقع أنها مشكلات اجتماعية محدودة، المبلغ البسيط دفع بعض أصحاب السجلات إلى إلغاء سجلاتهم التجارية، إما لأنها مجمدة في خانة «الحلم التجاري»، أو سبق الاستفادة منها ، وربما لأن «حافز» حكومي، وفي الحكومة ضمانة.
هذا الخيط البسيط إذا ما أحسن استثماره سيكون بداية لمكافحة التستر، ومن يطلب منه الإمساك بهذا الخيط هي وزارة التجارة، بحكم مسؤولية الملف، وفهم طبيعية المجتمع مقدمة للحد من التستر الخفيف، فالذين يحصلون على مبالغ طائلة من التستر لن يؤثر فيهم «حافز»، لديهم حوافزهم وقد تمرغوا فيها لفترة طويلة، سيقدم لهم المتستر عليه معونة أكبر، المتأثرون هم الفئة الدنيا من المتسترين، إلا أن هذا لا يخلو من فائدة في الدفع للعمل بدلاً من الاتكالية على شرهة من عمالة. معونة «حافز» بسيطة، لكنها ستحقق تأثيراً غير مباشر، ولم يكن من الأهداف المعلنة «ولا أعتقد أنه من غير المعلنة أيضاً»، ومربط الفرس أنه يمكن من خلال معونات بسيطة درء مخاطر كبيرة ونزيف اقتصاد وسيطرة عمالة على مفاصل مهمة، إذا توفرت الإرادة والعزيمة يمكن القيام بهذا، بدلاً من التباكي «الفصلي» على تزايد مستمر للتحويلات العمالية المالية، القصة ليست في التحويلات بل في الإمساك بالمفاصل التجارية بما فيها تجفيف فرص العمل المتوقعة والاستقدام ثم الاستقدام، أما دليلي أن هذا لم يكن من أهداف «حافز»، فهو أن وزارة العمل تقدم مزيداً من التأشيرات «كحافز» لمن يوظف مواطنين، معادلة غريبة صعبة البلع تطرح سؤالاً يقول: إلى أين نحن ذاهبون؟
Published on February 04, 2012 14:10
أنا أو الصواريخ
الحروب الإعلامية على أشدها في المنطقة، والطبقة الرقيقة من الديبلوماسية في المبثوث تبخرت، أصبح الاستهداف للقيادات السياسية والشعوب حاضراً بقوة، ولا مجال هنا للحديث عن المهنية الإعلامية أو الصدقية و«ما دون الحلق إلا اليدين»، الاستهداف مركز على العقول والهدف الإقناع بصدق المواقف وحقيقة الأوضاع. وإذا أخذنا المشهد السوري نموذجاً سنجد أن نظام الأسد استفاد كثيراً من أخطاء القذافي، صحيح أنه تأخر كعادة الأنظمة الشمولية في بطء الاستجابة، إلا أنه يحاول تدارك ذلك في الإعلام والعلاقات الدولية، لكنه يبدو أسيراً لتلك العلاقات، فهو معلق بخيط روسي لا يعرف متى ينقطع. استطاع نظام بشار الأسد استغلال «نبض العروبة»، على رغم علاقة تؤأمة مع إيران المعروفة بعنصرية قياداتها تجاه الجار العربي، كما استثمر خط المقاومة والممانعة مع انه في خانة الأخير مستغلاً الأول، وفي معرض استحلاب العواطف العربية، جاء التدليس في كلمة مندوب سورية بجلسة مجلس الأمن، حينما ذكر انه كان «في الطفولة» يقتصد من مصروفه لدعم حركات التحرر العربي في الخليج من الاحتلال البريطاني، وهذا غير صحيح بل هو مثير للدهشة. إنما هذا لا يمنع من التحليل الموضوعي للمشهد السوري، لن يختلف اثنان على خطورة تدويل الأزمة السورية، والمشهد الليبي حاضر لا يمكن التغافل عنه مهما كانت الحجة، لكن قطع الطريق على التدويل لن يأتي إلا باعتراف دمشق بحجم الأزمة وتصاعدها وما يتوجب للخروج منها، بما يعني تقديم تنازلات معتبرة، وإذا أردت نموذجاً لحقيقة «مقاومة» النظام السوري ستجدها في تصريح عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود. على احدى القنوات الفضائية قال إن الصواريخ السورية قادرة على ضرب مصانع في دولة قطر، كان الحديث يدور حول دور قطر في الأزمة او الثورة السورية، «تبرع» العضو في مجلس الشعب السوري بالمعلومة «عن تلك الإمكانات» وفيها إشارة ربما إلى تمركز جديد للصواريخ بعدما أخرجت من المخازن، أيضاً قال إن الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية رصدت تجربة صاروخية سورية، حين أطلق صاروخ من منطقة قرب دمشق وأصاب هدفه «مئة في المئة» في الصحراء الإيرانية، وان الرسالة السورية وصلت للمعنيين. ومن الموضوعي طرح أسئلة «مقاومة» ما دامت الترسانة السورية بهذه القوة والدقة واليد الطويلة، ابنها حينما دكت بيروت على رؤوس أهلها وهي على بعد كيلومترات قليلة، والحليف في لبنان في وضع حرج، فهل كان مداها أطول بما يعني سقوط الصواريخ في البحر وضياعها؟ ثم أين كانت والطائرات الإسرائيلية تسرح وتمرح في الأجواء السورية وتحطم موقعاً قيل انه لمشروع نووي، لم تبرز اليد الصاروخية إلا حين تهديد النظام، لا السيادة ولا الشعب ولا المقدرات.
Published on February 04, 2012 02:24
February 1, 2012
السلحفاة والأرنب
في قصة السباق الشهير بين الأرنب والسلحفاة تتحقق المفاجأة حين تفوز الأخيرة… والمفاجأة هي ما يعطي القصة طعماً مختلفاً، لأن المنطق يقول بخلاف ذلك، تحدد القصة أسباب الفوز بدلع الأرنب وتمهله في صورة من صور عدم احترام المنافس، في أفلام الكرتون التي استثمرت هذه القصة يظهر الأرنب بعد قطعه شوطاً لا بأس به من السباق متوقفاً في مطعم يأكل جزرة، أو مقهى يتلذذ بكوب قهوة بعد الركض، وقد يزور جدته على الطريق، ومعه «دربيل» ينظر إلى الأفق المقفر، المساحة رحبة فمتى ستصل سلحفاة!.
لكن تخيل معي لو أن السلحفاة لديها ثروة ما، وقررت الاستفادة من إمكانات الأرنب في سرعة القفز والجري، خمنت انه القوي الأمين و«لهلوب، يجي منه»، ثم وقعت عقد شراكة معه، العقد ينص على استثمار الإمكانات والمرونة الأرنبية بما يحقق الفائدة للطرفين، لن يستغرب لو سلمته السلحفاة الخيط والمخيط وقنعت بالقيلولة، لكنها بحكم إمكاناتها الزاحفة لن تعرف ماذا سيفعل الأرنب. القصة «العربية» لشراكة القطاع الخاص مع القطاع العام تشبه قصة الأرنب والسلحفاة، حتى يخيل لي أن أول من صاغها وكتبها بنهايتها تلك أي انتصار السلحفاة في النهاية، كان هو أول من فكر بالخصخصة على الطريقة العربية المنتهية باستباحة حقوق المستهلك خاصة في الخدمات، فالمتضرر من الأرنب يقدم شكوى للسلحفاة، ويمكنك تخمين النتيجة.
الأجهزة الحكومية البيروقراطية تشبه السلحفاة في حين يقفز القطاع الخاص مثل أرنب يقرض الجزرة تلو الجزرة، وخذ مثلاً على سرعة الاستجابة في قضية بسيطة جداً جداً، مثل رسوم خدمة المطاعم التي فرضتها الأرانب منذ سنوات «بدون احم ولا دستور»، بعد هذه السنوات، قررت السلحفاة إيقافها، وهو ما يعني قناعة تامة بعدم صحة الفرض أساساً، لكنها لا تستطيع عمل ذلك إلا على طريقتها البطيئة، في المقابل انظر لسرعة الأرنب أو الغرفة التجارية «بجدة»، في الاعتراض قبل أن يجف حبر قرار إيقاف تلك الرسوم مع مهلة شهرين كاملين.
لا يمكن للسلحفاة أن تسبق الأرنب ولا يمكن لها مراقبته، الإمكانات مختلفة، السلحفاة لا تفوز في السباق إلا في قصص الأطفال المصورة.
لكن تخيل معي لو أن السلحفاة لديها ثروة ما، وقررت الاستفادة من إمكانات الأرنب في سرعة القفز والجري، خمنت انه القوي الأمين و«لهلوب، يجي منه»، ثم وقعت عقد شراكة معه، العقد ينص على استثمار الإمكانات والمرونة الأرنبية بما يحقق الفائدة للطرفين، لن يستغرب لو سلمته السلحفاة الخيط والمخيط وقنعت بالقيلولة، لكنها بحكم إمكاناتها الزاحفة لن تعرف ماذا سيفعل الأرنب. القصة «العربية» لشراكة القطاع الخاص مع القطاع العام تشبه قصة الأرنب والسلحفاة، حتى يخيل لي أن أول من صاغها وكتبها بنهايتها تلك أي انتصار السلحفاة في النهاية، كان هو أول من فكر بالخصخصة على الطريقة العربية المنتهية باستباحة حقوق المستهلك خاصة في الخدمات، فالمتضرر من الأرنب يقدم شكوى للسلحفاة، ويمكنك تخمين النتيجة.
الأجهزة الحكومية البيروقراطية تشبه السلحفاة في حين يقفز القطاع الخاص مثل أرنب يقرض الجزرة تلو الجزرة، وخذ مثلاً على سرعة الاستجابة في قضية بسيطة جداً جداً، مثل رسوم خدمة المطاعم التي فرضتها الأرانب منذ سنوات «بدون احم ولا دستور»، بعد هذه السنوات، قررت السلحفاة إيقافها، وهو ما يعني قناعة تامة بعدم صحة الفرض أساساً، لكنها لا تستطيع عمل ذلك إلا على طريقتها البطيئة، في المقابل انظر لسرعة الأرنب أو الغرفة التجارية «بجدة»، في الاعتراض قبل أن يجف حبر قرار إيقاف تلك الرسوم مع مهلة شهرين كاملين.
لا يمكن للسلحفاة أن تسبق الأرنب ولا يمكن لها مراقبته، الإمكانات مختلفة، السلحفاة لا تفوز في السباق إلا في قصص الأطفال المصورة.
Published on February 01, 2012 13:58
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.

