عبدالعزيز السويد's Blog, page 187

January 21, 2012

استكبار وصلف سياسي

لن يستغرب لو توسعت إيران في الإنذارات والتحذيرات لتشمل الصين، أكبر مسؤول في القيادة الصينية كان في الرياض لبحث مصالح بلاده، ونظراً لأسلوب القيادات الإيرانية يتوقع صدور تحذير منها للصين بأن استيراد أي إمدادات نفطية من غير إيران يعتبر عملاً عدائياً. الذي لا يتردد عن تهديد الولايات المتحدة وتحتك قواربه بحاملات طائراتها يمكن له تحذير الصين أو إبداء عتب «ودي» على الأقل.
خلال الأشهر الماضية بلغت التهديدات الإيرانية أقصى مدى، تجاوزت دول الخليج العربي إلى المصالح العالمية، تبدو ردود الأفعال الغربية خبيثة، سواء من الولايات المتحدة أو الحلف الأطلسي، فحين يقول الأخير إن لا خطط لديه للتدخل إذا ما أغلقت إيران مضيق هرمز، يذكرنا بما قالته سفيرة أميركا في بغداد لرئيس العراق السابق صدام حسين قبل اجتياحه الكويت. ومشكلة إيران تكمن في طموحها للهيمنة على المنطقة ومكنتها الولايات المتحدة من ذلك بتسليمها العراق وغزو أفغانستان، والهيمنة لن تترسخ وتصبح حقيقة واقعة إلا بامتلاك سلاح نووي.
والقضية الإيرانية أساساً هي قضية مع الغرب، طهران لم تستطع إثبات سلمية مشروعها النووي، لكنها حققت نجاحاً ملحوظاً في المراوغة لكسب مزيد من الوقت، المفاوضات لأجل المفاوضات هي سياسة إسرائيلية مدعومة من الغرب الأميركي واللجنة الرباعية على حد سواء، مكنت هذه السياسة إسرائيل من بناء مزيد من المستوطنات وتهويد القدس، استنسخت طهران بنجاح سياسة المفاوضات لأجل المفاوضات في ملفها النووي، السياسة الإيرانية الخارجية ليست سوى مزيج من سياسة إسرائيل وسياسة كوريا الشمالية.
قضية العرب مع طهران هي قضية مع نظام أكثر منها قضية مع شعوب الجمهورية الإيرانية، ورغم أنها قضية عربية إلا أن بعض العرب يحاولون تهميشها، بل يتنافسون في تصوير إيران كداعم لحرية الشعوب المضطهدة والدرع الحصين ضد الهيمنة الغربية، وفي قنوات فضائية عربية لمليشيات سياسية ودول، نرى زخاً مستمراً لتسويق هذه البضاعة الكاسدة، ولا أحد يتحدث عن واقع الشعوب الإيرانية، بل إنه حتى في دولة مثل لبنان يقال عن حرية فيها، يخاف الناس من الحديث سلباً عن نظام الملالي. قبل أسابيع كان صديق عربي من الأهواز في زيارة إلى بيروت سأله نادل المطعم عن أحوالهم في إيران، بحماسة تحدث الأهوازي عن الاضطهاد الذي يعيشونه والتضييق عليهم، تلفت نادل المطعم اللبناني حوله بخوف ووجل قائلاً: «اخفض صوتك هنا لا يحبون هذا الكلام».
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 21, 2012 19:39

January 20, 2012

الشك منزوع

دون تردد، أنا مع تصديق وزارة الصحة أنها أول من كشف قضية فساد عصابة الأدوية، دون حاجة لوثائق وليسمح لي الأخوة في هيئة مكافحة الفساد، هذا ليس تقليلاً من جهودهم، صحيح أن البيان الصادر منهم واضح وفيه بعض التفصيل، إلا أن العمل جماعي كما يقولون، «وربع تعاونوا ما ذلوا»، و «اللي في القدر يطلعه الملاس»، ومشكلتنا مع الملاس، لأنه لا يخرج إلا القليل من كثير يعتقد الناس بوجوده داخل القدر…، وكأن صاحبه يقول لمن حوله «التفتوا هناك» ثم يخرج بعضاً مما في القدر، الملاس ليس هو «الحاسة» الوحيدة، ما في القدور تنتشر رائحته، سواء قدور الصحة أو غيرها من القدور المنصوبة. لنهدأ قليلاً يا إخوتنا وأحباءنا في الوزارة وفي هيئة مكافحة الفساد، دعونا نتقدم للمفيد.
لاحظت اتفاقاً بين الجهتين العزيزتين على عدم ذكر التواريخ، فلا احد أعلن منذ متى بدأ الاختلاس؟ ومتى اكتشف وقيمة المبالغ المختلسة؟ لاحظ أننا لا نريد أسماء، آمنا بالله تعالى، الفساد لدينا منقب وأحياناً متلطم وفيه «ما ورائيات»، إنما لا يصح إسدال الستائر حتى على التواريخ، فهل لأنها ستخبر عن مقدار طول وعرض الشق.
الجواب على سؤال: متى تم ذلك؟ مهم للمكافحة ومزيد من التطهير، بل إن فيه فائدة لسمعة بقية موظفي الصحة الذين اعتقد بكثرة الأمناء بينهم أكاد اجزم إنهم الغالبية.
الفائدة كيف تتم؟ ذكر التواريخ يحدد القضية فلا يعاد نشرها فيعتقد القراء أنها قضية جديدة، إما إذا كان ذكر التواريخ والمدد مزعج أو متعثر، هناك حلول يمكن ذكر المستودع بدلاً من «في إحدى المحافظات»؟، لو كنت أميناً لمستودع من مستودعات ووزارة الصحة لرفعت قضية على «إحدى المحافظات» هذه لأنها ستشملني وأنا لا علاقة لي بالقضية، الآن وبصيغة بيانات وأخبار كتلك، كل أمناء المستودعات في وزارة الصحة مشبوهون، وكلام الناس يقطع الجلود، لذلك اقترح على أمناء المستودعات النزيهين أن يبرئوا أنفسهم في إعلانات مثل تلك التي ترحب وتهنئ أي مسؤول جديد، يقولون فيها ألا علاقة لنا بما بتلك القضية «في إحدى المحافظات»، اما الوزارة العزيزة فأقترح عليها الإسراع في كشف القضايا قبل إعلانها من الهيئة، حتى لا تحصل الأخيرة على الصدى الإعلامي وتتهم الوزارة بالتقاعس، ويمكنها العودة لقضايا تم النشر عنها لمستشفيات متخصصة ومديريات وأطباء خرجوا من البلاد على وجه السرعة بعد رفع قضايا عليهم. النشر عن إلى أين وصلت هذه القضايا ودور وزارة الصحة في متابعتها، سيجعل لها قصب السبق في مكافحة الفساد والتراخي أو الإهمال في عقر دارها. وستحصل على جائزة العالمية…، محلياً.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 20, 2012 19:42

January 18, 2012

نظارة سوداء … وقربة مشقوقة

يجتهد الكاتب في رصد مؤشرات، يرى فيها بوادر أخطار، ينبه حذراً من خسائر وتراكمات تحدثها، وإذا وضعنا «التطنيش» الذي تُقَابل به تلك المحاولات جانباً، أنا مثل آخرين بين فكي رحى، فئتين من القراء، فئة تقول انزع النظارة السوداء، وكفاكم مبالغة انظروا للجانب المشرق من حياتنا، ولم يتبقَ عليهم سوى تذكيرنا بأن «السماء والأنجم ملكنا»- على اعتبار أن الأراضي نفذت، ولم يتبقَ منها شيء للكشتة فكيف بالسكن- وفئة أخرى على الطرف النقيض تقول: «الشق أكبر من الرقعة»، وأصواتكم لا صدى لها، انصرفوا لشؤونكم. صحيح ان هاتين الفئتين لا تشكلان غالبية القراء حتى اللحظة، إلا أن لهم حضوراً لافتاً، الأولى تتناقص، والثانية تتزايد. وأتوقف عند الأولى لخطورة هذه المرحلة.
الكاتب مثل فرد من الكشافة أو طلائعها يحاول سبر أغوار الأفق حتى لا تقع القافلة في فخ منصوب، أو جرف سحيق، ربما يكون أدلاء القافلة انشغلوا بالحديث، أو اشغلهم بعض من حولهم عن رؤية الطريق، وما يخفي من أخطار محتملة، ومثلما يزعم البعض قدرة على قراءة ما بين السطور، يزعم الكتاب – أو بعضهم- قدرة على قراءة المؤشرات، والعبرة بالسجل المحفوظ، لكن أصحابنا من المتخصصين بنزع النظارات السوداء عن العيون، لا يلتفتون لذلك السجل، غرقوا في الأمل وصنعوا منه حقيقة يلمسونها، لكنه يبقى أمل يحتاج لتحقيق، وهناك فرق بين الأمل والوهم به، الأمل هو ما يدفع للكتابة والحرص والتطلع لأفق أفضل، أما الوهم به دون معرفة حالته الصحية، فهو ما يحض على التراخي والدعة، ومن ثمار الأخير ما نقذف به أحياناً أو ننصح إن شئت، بـ«عدم المبالغة»، والذين لا يرون سوى محيطهم الصغير ويقيسون عليه «على افتراض انه ايجابي» لا تتشكل لديهم حقيقة الرؤية، لا أقول قصر نظر بقدر ما هو حدود اهتمام وترتيب أولويات، ومن السجل نأخذ قضايا أصبح الجميع معترفاً بخطورتها، الذي يتذكر طوفان المسلسلات المصرية التلفزيونية في زمن مضى، لا بد أن يتذكر كيف كان السعوديون يندهشون مما يدور فيها عن حاجة للسكن و«الشقة»، والبطالة وأصحاب شهادات لا يجدون عملاً، وأنظر إلى أحوالنا اليوم، وازعم أنني في ما كتبت منذ سنوات طويلة حذرت من الوصول إلى الحالة المصرية، مع فروقات في الدخل وعدد السكان، وقوبلت بالسخرية و«المبالغة»، وقتها كانت لدي مؤشراتي.
والكاتب مثلما يجاهد «المطنشين» الذين تجمعهم مع أصحاب نزع النظارات السوداء حدود اهتمام أو أولويات، يجاهد أيضاً المحبطين من أصحاب نظرية «القرب المشقوقة»، لكنه يتفهم دوافعهم إذ إنهم يذكرون برتق الشق، مهما كان كبيراً، فالوقاية… خير من «الانسداح» والتأمل في نجوم السماء.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 18, 2012 14:20

January 17, 2012

برد… إنذار ولو متأخر

يتوقع خبراء الأرصاد موجة برد شديد من نهاية هذا الأسبوع، وقد تستمر إلى الأسبوع المقبل، خصوصاً في شمال السعودية، والعلم عند الله تعالى، يحتمل وصول درجات الحرارة في الشمال إلى ما دون الصفر بست درجات، خاصة في طريف وما حولها، ولأننا عايشنا موجات برد شديد خلال السنوات الماضية تضرر منها بعض المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود، ومن يسكن في منازل بسيطة أو «صنادق» لا تتوفر لديهم وسائل الوقاية المناسبة فمن الواجب الحيطة والحذر، وقد نبهني إلى ذلك الأخ وليد الحقيل، وهو من المهتمين بمتابعة الأحوال الجوية ورصدها، وقد «جربته» سابقاً و«ضبطت» معه.
وللبحث عن مصدر رسمي مؤيد، قمت بتصفح موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة – يوم أمس – للبحث عن أي «تنبيه متقدم» يتناسق مع التوقعات أعلاه فلم أجد، ولاحظت توقعات الطقس على الصفحة الأولى ليوم واحد، في حين تقدم نشرات أخبار القنوات الفضائية ومواقع الانترنت، توقعات لثلاثة أيام. المهم أن البرد «قرصني» حينما وصلتني رسالة الأخ وليد، واستجبت لطلبه في تخصيص مقال اليوم لهذا الغرض، استشعاراً لخطر قد يصيب بعض المواطنين، أحث هنا الجهات الرسمية المعنية الاستعداد لهذه الموجة، أُذكِّر شركة أرامكو بضرورة توفير الوقود، حتى لا يحدث كما في السابق من نقص وسوق سوداء، والكهرباء بعدم انقطاع التيار، كما أُذكِّر إمارات المناطق ووزارة الشؤون الاجتماعية والصحة ومستشفياتها، وكذلك الجمعيات الخيرية بالقيام بما يتطلبه الأمر قبل، وليس بعد! ورغم ذلك، ولأننا في معرض التوقعات، و«غيرة» من هواة رصد الأحوال الجوية، ومتابعي حركة السحب، أتوقع أن البعض سيصحو بعد أسبوع حين انتهاء الموجة الباردة بعد تحقيقها الأضرار المحتملة، لنرى دعوات لحملات تبرع بالبطانيات والملابس الشتوية، وقد نخر البرد العظام، ربما نرى إعادة لصور و«مقاطع» قديمة تشعر بالقشعريرة عن أحوال بعض المواطنين القاطنين في «صنادق» صفيح لا تختلف عما يلبسون من «مقاطع»، لهذا أُحذِّر أهلنا في الشمال وهم أخبر الناس بالبرد وعلومه، وقد قيل ما حك جلدك مثل ظفرك، وكأنني أسمع بعضهم يقول: «مد لحافك على قد رجليك»، وأرد، الله المستعان، إذا كان اللحاف قصيراً في ليلة باردة لا حل إلا «بتكور» الإنسان على نفسه ليعود جنيناً يحلم بدفء حضن أمه، والأمل أن تلتفت «الوالدة، الله يحفظها» له بسرعة، لديها أذرع طويلة عدة لاحتضانه، تحتاج لاستنهاض الهمة والعزيمة، منها إمارات المناطق والوزارات والجمعيات الخيرية.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 17, 2012 19:27

January 16, 2012

«شبوك» حتى على فقراء

صدق أو لا تصدق، واقع لمسته، ولا يصح السكوت عنه، هناك من يمنع الصدقات والزكاة عن فقراء!؟ ونحن من مجتمع فطم على تشجيع أعمال الخير، ورغم أننا تشربنا الدال على الخير كفاعله في الأجر والثواب.
ستسأل كيف..، وهل يعقل ذلك؟
أقول لك نعم، هناك أشخاص تعرفوا على أحوال أسر فقيرة «بطريقة أو بأخرى»، فأصبحوا يتعاملون معهم على انهم حق مكتسب!، كأنهم منحة من السماء، وبتعبير آخر «حقوني»، فلا يسمح بإيصال معلومات عنهم لأحد، وبالتالي لا يسمح بإيصال معونات إليهم إلا… عن طريقه!، طريق عنق الزجاجة. وقد يكون التبرير المعلن «البيوت أسرار»، وانه مؤتمن على «كرامة» الفقراء، فهو تحول لكاتم أسرار وأمين على الكرامة، ولا يمكن لك الحكم على النوايا، إنما الأمر يدعو للدهشة، كيف يمكن حرمان محتاجين من صدقات أو زكاة إذا لم تمر عن طريق من يملك «الكروكي» أو رقم الهاتف!
واحد منهم يعرف وربما يسيطر «معلوماتياً على الأقل» على عشرات الحالات الفقيرة، طلب منه بعض الساعين لعمل الخير إرشادهم إلى منازل فقراء لتفقد أحوالهم ومعرفة حقيقة الاحتياجات فرفض، كانت الإجابة «عندكم شي هاتوه»، أطرف ما في الموضوع أن لديه رقم جوال مميز جداً، حسب مصدري المطلع، حتى المتبرع وهو رجل ميسور لا يملك مثله؟
الأمر لا يقتصر على الرجال. سمع احد الإخوان «من إخوانا»، قصة سيدة سعودية، دفعتها الحاجة للعمل في المنازل كخادمة، فتأثر لحالتها، وحينما سأل قيل له لن يرشدك إليها سوى فلانة من الناس، لديها أيضاً عشرات الحالات، اتصل بها فرفضت أن تدله على منزل المحتاجة، و «عندك شي هاته»!. ولا يمكن للإنسان الحكم على هذه التصرفات أو النوايا إلا انه واقع يصيب بالدهشة ويثير الأسئلة، في العادة تعتريك الفرحة لإيصال معلومة لمتبرع وحينما يصلك خبر سد الحاجة تزداد بهجة، لا يعني إيصال معلومات كشف أسرار لأنها غالباً معلومات عامة يراد منها التحري عن حقيقة الحاجة ونوعها. هناك أسوار تحول دون وصول تبرعات لمحتاجين وهي ناتجة عن ضعف شبكة العمل الخيري الرسمية، لكن ما الذي يمنع من تحول هذا إلى حيازة وتجارة، خاصة وان وقوف أسرة فقيرة على رجليها يعني خسارة اصل من الأصول -بلغة المحاسبة-، ثم أننا خبرنا في مجتمعنا امتيازات، وتجارات غريبة، رغم وصفه بالمتدين والمحافظ، وانظر إلى تجارة توظيف المعاقين كنموذج، وقبلها انظر لاستغلال البطالة وكيف تحولت لمنجم ذهب برخص أيد عاملة وتدريب منته بالباب العريض.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 16, 2012 13:42

January 15, 2012

اقتصاد القرية والبادية

لو رغبت في بيع أي شيء زائد لديك ماذا ستفعل؟، بالنسبة لسكان المدن إما أن يذهبوا إلى «الحراج» الوحيد أو يقدمونه هدية لصديق أو عامل، ربما يحتفظون به فوق سطح الملحق!.
لم يعد هناك أسواق شعبية حرة بسيطة، «كل شيء محجوز»، ويمكن تفهّم هذا مع أحوال المدن الكبيرة، لكن في القرى والمحافظات الصغيرة من المهم تشجيع ودعم الأسواق الأسبوعية.
قبل فترة ذهبت مع صديق إلى مدينة الدلم، جنوب العاصمة «90 كيلومتر تقريباً»، والغرض زيارة «سياحية» لسوق شعبي، يعقد صباح كل إثنين وخميس، يعرض فيه أساساً فائض الإنتاج لدى صغار المزارعين من خضار وحمضيات ومنتجات منزلية نسائية، ولا يخلو السوق من باعة وهواة تربية الطيور والحيوانات الداجنة، موقع السوق في واجهة «قيصرية» لدكاكين تبيع سلعاً أخرى، لاحقاً جاءت البلدية «للتطوير»!، وهدّمت القيصرية التي كانت حضن السوق، فتناثر باعة الدكاكين وتناثر معهم السوق، كانت هذه الأسواق منتشرة في القرى والمحافظات الصغيرة، ودورها الاجتماعي والاقتصادي كبير في مجتمعها الصغير، في جانب منها أيضاً هي «معهد تدريب» على الطبيعة للصغار، انقرضت هذه الأسواق تقريباً، ولو اقترحت إعادة إحيائها لتم تلزيمها لشركة تؤجر المساحات للباعة «وكأنّك يابو زيد ما غزيت». كانت هذه الأسواق تجمع أهالي القرى والبادية كل يأتي أما لعرض أو طلب، وفي تنشيطها تخفيف من الهجرة للمدن المزدحمة، وفتح أبواب رزق لمحدودي الدخل، ونقاط جذب للقرى والمحافظات، وهي فعاليات جمعت بين البساطة والجمال.
وقبل أيام انتشر خبر من الإمارات عن بدء تسويق آيسكريم من حليب «النوق»، وكنت قبل سنوات استعرضت تجربة لسيدة أعمال موريتانية، تقوم بجمع حليب الإبل من الرعاة «بسيارات مخصصة» ثم أنشأت معملاً لتصنيعه وتعليبه، فحققت نجاحاً كبيراً، والكل استفاد. مثل هذه التجربة يمكن استنساخها في بلادنا مع وفرة قطعان الإبل، وعدم استثمارها الاستثمار الاقتصادي المجدي، الذي يعود على أهلها أساساً بالمنفعة الدائمة، وغيرها كثير من الأفكار كان يمكن أن تنتج من الاهتمام بالإبل والمزايين، في تحسين السلالات، وزيادة عدد الولادات لهدف اقتصادي، فنحن من أكلة اللحوم، لكننا لم نطور الاستفادة من لحوم الإبل، «يا نصف حاشي… يا ربع»، وإذا نظرت إلى ما فعله الغرب بلحوم البقر يمكنك اكتشاف الفرق، وحتى لا تستمر هذه الثروة عبئاً على أصحابها في أوقات القحط، مرهونة ببورصة الشعير المتذبذبة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 15, 2012 13:23

January 14, 2012

فحص «مثبت» المرور

إذا أردت معرفة مقدار اهتمام إدارة المرور بسلامة السائقين والمركبات فانظر إلى أسلوب تعاطيها مع قضية «مثبت السرعة».
أليس من المستغرب عدم حضور المرور في المؤتمر الصحافي الذي عقدته شركة عبداللطيف جميل؟ بحسب علمي، فإن لجنة التحقيق في قضية مثبت السرعة شكلت من المرور، وحتى ولو كانت معلوماتي غير دقيقة، فإن مشاركة مندوب منها يعني موافقتها على اللجنة وأعمالها. عدم حضور المرور، «وكذا وزارة التجارة والمواصفات»، والتحدث في المؤتمر والإجابة عن التساؤلات، وضع كلا الطرفين، مستخدمي السيارات والوكيل في موقف حرج أمام الجمهور.
والواقع أن هذه هي إدارة المرور، الحاضر الغائب، ولك في الطرقات والشوارع خير دليل. الحالة المرورية في الرياض المدينة تشبه وضع الحركة المرورية في محطة بنزين على طريق طويل.
في أيام فصل الربيع وخروج المتنزهين إلى البراري تكون نقاط التموين والتلاقي في محطات وقود قريبة من الفياض والرياض «جمع روضة»، عندها تشاهد الفوضى المرورية بعينها وعلمها، وضع لا يمكن وصفه، يمكنك توقع هبوط سيارات من الجو. في الرياض المدينة وصلنا «مرورياً» لحال محطة بنزين على طريق «الكشاته» في ذروة الموسم. الغياب المروري هو السمة السائدة، وأعتقد أن إدارة المرور على مثبت سرعة متدنية منذ زمن، وهو مثبت يحتاج إلى إعادة فحص.
على سبيل المثال، إخواننا في هذه الإدارة أخبرونا عن تزايد عدد الحوادث، رغم ساهر، ولم يذكروا ما العمل سوى تبشير باستراتيجية مستقبلية، وكأنهم لا يعلمون وقع « بشارة» من هذا النوع على الناس. ونحن مع ساهر نحتاج إلى «حاضر» أن يحضر المرور الغائب في الشوارع والإشارات، فلا يتم الاكتفاء بالكاميرات، هذه القضية أصبحت مثل «علك» فقد حلاوته، لكنها شأن نعايشه يومياً ولا نرى بوادر حلول، خذ مثالاً دورات المرور أو ما أطلق عليه «الروليت السعودية»، المشابه لـ«لعبة» الروليت الروسية المميتة، ومستوى الخطر المحدق فيها.
صديق يسكن في شمال الرياض يفكر في الرحيل عن منزله – الذي دفع فيه دم قلبه – بسبب رحلة الخطر اليومية، آخرون يتركون طرقاً أقصر بسبب أسلوب القيادة العدائي من أصحاب «الدعسة الواحدة»، في الدوارت المرورية، حتى تلك الصغيرة منها داخل الأحياء أصبحت خطرة جداً، وأصر على «جداً»، ومع التحويلات المزروعة في كل أرجاء المدينة لا بد أن تستقدم أخطبوطاً كسائق لك «ويالله السلامة»، وكأن المرور تحول إلى «جنّي» تسمع فيه ولا ترى أثراً واضحاً لهس.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 14, 2012 19:45

January 13, 2012

«الغائب عذره معه»

أصبح غياب الأجهزة الحكومية عن أحداث تهمّ الجمهور سمة غالبة، لم أستطع فهم أو تفسير الأسباب، هل هو إهمال أم عدم قدرة؟، بحسب الأخبار الصحافية تقوم شركة عبداللطيف جميل (يوم أمس) بعقد مؤتمر صحافي حول قضية مثبت السرعة، يفترض أن تكون وقائع هذا المؤتمر أعلنت اليوم مع نشر هذا المقال، إلا أن وزارة التجارة وهيئة المواصفات غائبتان عن القضية حتى الآن، الأمر عينه مع ما يتناقل عن «تهكير» بطاقات ائتمانية لعملاء بنوك سعودية من قبل إسرائيليين، ايضاً لم تظهر مؤسسة النقد لإيضاح الصورة، بل وضعت القضية في عهدة البنوك. وانظر الى خطورة القضيتين، الأولى تتعلق بسلامة الأرواح وطمأنة السائقين والركاب والثانية تتعلق بطمأنة الناس على حساباتهم ومعلومات خاصة بهم. هذا الواقع أفضل بيئة خصبة للإشاعات والتأويلات، ثم يقال… «مبالغات»!، صحيح «الغائب عذره معه»، لكنه يستطيع إرسال رسالة.
….
أخيراً وبعد ثلاث سنوات تقريباً تم هدم بقايا مسجد في حي الروضة بمدينة جدة، كان هذا المسجد قد تحول إلى خرابة، بكل ما يمكن توقعه في خرابة، مكث طوال هذه المدة على هذه الحال على رغم النداءات الصحافية المصورة. أرسل لي الصديق محمد المكوار صوراً للموقع بعد عملية هدم تركت الأنقاض، ربما كشاهد على سرعة الاستجابة.

بعض القرّاء فهموا من مقال «ضرب النساء بالنساء» انه يعارض تأنيث محال بيع الملابس النسائية، وهذا غير دقيق، لا أعرف كيف تم استخلاص هذه النتيجة. تصوير سلبيات قد تعتري التجربة في بدايتها يهدف لتمام كمالها لأقصى حد ممكن، والمرأة في قضية العمل تم استغلالها، حتى تحولت لأرخص الأيدي العاملة «المتوافرة»، ولكم في المدارس الأهلية نموذج حي قائم يركض، اما الاستغلال فقد كتبت عنه كثيراً، ومما يذكر مطالبتي بتوضيح العلاقة العملية «في نظام واضح» بين رب العمل والعاملة منذ أيام الدكتور غازي القصيبي غفر الله لنا وله.
….
مقال «وش عندك» وأسلوب تعامل الموظف الحكومي مع المراجع، دفع بعض القراء لرواية تجاربهم، منهم الأخ محمد باصرة، وهو أستاذ في قسم الاعلام بجامعة أم القرى، حيث قرر في عام 1430 ان يرفع قضية ضد خصم له في خلاف على مبلغ «12500 ريال»، فاضطر لمراجعة «الدوائر» الحكومية 25 مرة، حتى يحصل على الحكم، أما لتنفيذ الحكم فقد بلغ عدد المشاوير 30 مراجعة حتى الآن، يقول إنها أول مرة يخوض هذا الماراثون، وبعد هذه التجربة قرر ان تكون الأخيرة. النتيجة التي وصلتَ إليها اخونا محمد هي عين العقل والحكمة، من هنا نعرف قيمة فضيلة التسامح، وكظم الغيظ، لأن امتحان «ما يضيع حق وراءه مطالب» ليس بالامتحان الهيّن وحسبنا الله ونعم الوكيل.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 13, 2012 14:41

January 11, 2012

«ضرب النساء بالنساء»

مثل شعبي مطمور يقول «ضرب النساء بالنساء وضرب الهجن بالعصا»، وهو لا يحتاج إلى شرح كما أظن، إنما الشاهد هنا أن بداية العمل في مشروع تأنيث محال ملابس نسائية، سيحقق فوائد للرجال لم تطرأ على بال. الانطباع العام أن المرأة تتسوق والرجل يحاسب، وفي ظن بعض النساء أنهن يحطمن الأسعار بكثرة «المكاسر»، ولا يتحطم سوى جيب الزوج، واقع بند المصروفات وخزانة الملابس الفائضة يثبتان ذلك.
ومع استقلال المرأة «مادياً»، إذا لم يكن هناك من «يحنشل» دخلها، فإنها بعد تأنيث محال النساء ستضطر أكثر إلى السحب من الرصيد «الشخصي» وسيرن هاتفها الجوال بالرسائل البنكية ثقيلة الطينة، الأمر الثاني، تأنيث تلك المحال سيحقق – والله أعلم – ترشيداً استهلاكياً، كيف؟ من المعروف أن النساء لا يحببن التعامل مع النساء، هذا واقع معلوم في بيئة العمل النسائية، المدارس والمستشفيات على سبيل المثال شاهدة عيان، من هنا ستخف أرجل النساء عن التسوق، وقد بدأت بوادر ذلك في ملاحظات على عمل وتصرفات البائعات، نقص الخبرة ليس مشكلة الزبون كما تعرفون، وهو سيكون مجالاً خصباً لسخرية المتسوقات اللاذعة من البائعات، خصوصاً عند الجهل بالماركات والمسميات، أو «مصالة» الرد والاستجابة، إذ تعودن أن «يفز» البائع أحياناً، ربما التجار يستفيدون من هذا لعرقلة المشروع فهم أساتذة في استثمار العقبات، مثلاً المتسوقات في بعض المحال لم يستطعن تحديد البائعات، الكل بنفس الرداء والنقاب، مثل حفلة لـ«الننجا»، والأولى تمييز البائعات، بطرحة ملونة مثلاً. عقبات البداية أمر طبيعي وما يجب النظر إليه هو أهمية المشروع المتأخر، من واجب المتسوقات النظر للمصلحة العامة، ليتحملن قليلاً، كما تتحمل الشغالات حمل حقائبهن اليدوية، البائعات هن بنات الوطن، ومشكلتهن هي مشكلتنا.
أترك هذا لطرح أمر أكثر خطورة، إنه تستر النساء على النساء، وهو ما يجب على وزارة التجارة ووزارة العمل فحصه وإصلاحه، في علمنا هناك سعوديون يتسترون تجارياً على تجار أجانب، ومن غير المطروح كثرة تستر النساء السعوديات على نساء أجنبيات، خصوصاً في المشاغل، بموافقتهن أو باستخدام أوراقهن الثبوتية من ذويهن، تجارة رابحة مخفية، والخطورة ليست في الجانب الاقتصادي فقط بل في جانب المسؤولية، إذ تحصل المتسترة على مبلغ سنوي ضئيل، وكم «تسريحة» مجانية في السنة، وعندما تقع الفأس في الرأس تقع كامل المسؤولية على رأس الساذجة، بما فيها ما قد يتناول السمعة، المضحك المبكي أنه في «قطاع» المشاغل النسائية، زوجات الحلاقين الأجانب ينشطن في جلب أسماء سعوديات «على ألفين وثلاثة» لفتح مشاغل، والمسؤولية عن أي بلوى بما فيها «الأخلاقية» تقع في النهاية على رأس تلك الساذجة، نحتاج حملة «اصحي يا نايمه».
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 11, 2012 13:37

January 10, 2012

وظيفة مفكر

هو أميركي «الجنسية» من أصول عربية «عراقية» – يحكي لي صديق مشترك قصته – شاب ذكي ومتعلم، يبحث عن عمل في بلاده – الولايات المتحدة – طالع إعلاناً للقوات البحرية الأميركية عن فرص وظيفية، ذهب وقدّم الطلب، كان توقعه أن يضم إلى السلك العسكري، في مساء يوم تقديم الطلب اتصلت به البحرية الأميركية. قال له المتصل لدينا وظيفة لك – وتابع المتصل – سنوفّر لك مكتباً والراتب «خمسة عشر ألف دولار»، والوظيفة مفكر! والمهمة هي التفكير في حلول لقضايا ستحال لك. كان العرض مدهشاً حتى لصاحب الطلب، فمن سيوظف شخصاً «لمجرد» التفكير، لكنهم يقدرون الأذكياء وأصحاب الأفكار لذلك هم من تطور إلى تطور.
في العالم العربي يتم الحرص على توظيف التروس والبراغي و«الطرابل» في الماكينة القديمة، الذكاء والفهم والإدراك، والقدرة على إنتاج الحلول، بل واستشعار أخطار المستقبل وضرورات التوقع لأزمات وظواهر، من غير المطلوب. بل مستهجن أحياناً، والاعتراف بذكاء فلان دليل على انخفاض ذكاء المعترف! هكذا هو الفهم الباطن كما يخيّل إليّ، توظيف القدرات لا مكان له، الشائع هو القدرة على الإمساك بالوظائف و«جمع الحبايب» حول «وجار» أو شبة النار، الوظيفة إذا كان صاحبها له قرار هي «مشب» يجمع حوله الأصحاب.
لذلك يصبح الذكاء أو الألمعية لعنة «فراعنة» على أصحابها، إنهم جنس خطر، والخطورة تأتي من الخوف على المكان المعضوض عليه بالنواجذ، ولا تعني هنا وظيفة المفكر، التنظير رغم أهميته أحياناً، إذا لم يكن هلامياً إنشائياً مثالياً، بل هو القدرة على إنتاج الحلول بما يتجاوز تسيير الأعمال كما جرت العادة، حتى ولو كانت تلك العادة تصطدم دائماً بحائط إسمنتي. القدرة على استخلاص فوائد الأنظمة وأبعادها ليست متاحة لكل موظف.
من هنا نجد الخواء منتشراً، جعجعة دون طحن، لمعاناً بلا لب. لا شك أن كل إنسان يعتقد أنه ذكي، من النادر أن يدعي أحد غير ذلك إلا حينما يستخدم الدهاء الاجتماعي، وقد قيل في الأمثال «كل بعقله راضٍ»، لكن المعيار بالإنتاج المفيد ليس له «الشخص» بل للعموم، وفي مهام الموقع الوظيفي وما يفيض عنه، ومن الخواء نظرة سريعة لعرض البعض سيرهم الذاتية العملية، ستجد فيها كل ما هب ودب، حتى عدد الطائرات التي استقلوها في حياتهم، ذكر لي أحد الأصدقاء أنه طلب سيرة ذاتية لمتحدث في ندوة فبلغت 25 صفحة.
الصديق المشترك يحلم بوظيفة مفكر، لا يقصد حلية يستخدمها في وسائل الإعلام عند مداخلة أو مشاحنة، بل إنتاج حلول لقضايا تبدو شائكة، لكنه يحلم، فمن أنت لتفكر عنا؟ نحن نفكر وأنت تنفّذ في حدود تفكيرنا، أما إذا جئت بفكرة تعجبنا، فسنضعها في الدرج ونخفف من قيمتها لتنساها، بعد أشهر نخرجها بقالب مزخرف جديد يفيدنا نحن، ومنسوبة لنا. «قال مفكر قال»!
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 10, 2012 19:07

عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.