عبدالعزيز السويد's Blog, page 193

November 14, 2011

ما هي الحضارة؟

تصيبك الدهشة من انتشار مفردات السباب القذافية عربياً في دول تعيش أزمات حادة، مع اختلاف بسيط المعاني هي نفسها، في التقزيم وتقليل القيمة إلى حد إنكار وجود الآخر، الذي كان بالأمس شقيقاً فأصبح «شقيقة» فلقت الدماغ، ويبلغ الأمر ذروته في التعرض للذات الإلهية والعياذ بالله تعالى علواً كبيراً.
فتحت الأزمات العربية من احتجاجات وثورات وحروب إعلامية فضائية الصندوق الأسود، لم يعد «السباب» محصوراً على صفحات الإنترنت بأشباح مستعارة بل على الشاشات النابضة بالصور، ولا يتردد بعض سماسرة السياسة منتحلين صفة محللين سياسيين من الدخول للساحة ومحاولات الانتقاص هرباً من عجزهم عن وضع الأصابع على الخلل تكال الشتائم للآخرين، من أولئك الذين لم يوافقونهم الرأي أو وقفوا ضد سياسات زعماء تجندوا طوعياً لخدمتهم، ولا يتردد أمثال هؤلاء من القول إنهم أبناء حضارة!، فقط لأنهم وجدوا في بقعة عمرها كذا ألف سنة، لكن لا يسأل أحدهم نفسه ماذا زرعت في النفوس هذه الكم ألف سنة غير هذا الرصيد الغث من شتائم يكاد لعاب مطلقها يكسر شاشات التلفزة من فرط الحماسة، يتناغم مع هذا ولا ينفصل عنه اعتداء على السفارات وعبث بمحتوياتها.
وخلال الأيام الماضية تابعت قنوات فضائية سورية وشبه سورية لأطلع على وجهة النظر الأخرى حول قرارات الجامعة العربية،و بعيداً عن الإعلام «المغرض» وقعت في الإعلام «المعلب»، وحينما انفجر اكتشفت أن لسان القذافي المأزوم ما زال حياً يلهج زاحفاً من دهاليز الاستوديوهات إلى الشوارع والميادين.
ويجد هذه الأيام كثير من «المعتاشين» على الردح السياسي وسماسرته فرصة كبيرة، ارتفع الطلب لسد فجوات البث الفضائي المفتوح،، فكان لا بد من الاستنجاد بطحالب برعت في التسلق بألسنتها، وكلما طال اللسان وتلوث، صفقت له الفضائية المعلبة. وتخصص لبنان في إنتاج هذه الطحالب أكثر من غيره نتيجة لوضعه «الخاص»، هذا الوضع «الخصوصي»، أجاد بعضهم استغلاله في بيع الكلام الرخيص والمواقف هنا وهناك وحسب السوق، وبدلاً من تحليل الأزمة أو الثورة والبحث عن أسباب اندلاعها بالتفتيش عن كوارث النظام المتراكمة واستئثار زمرة بالسلطة والثروة لعقود دوساً على رقاب البشر بأحذية المخابرات، تم كيل الشتائم بالجملة لدول الخليج فهم البدو والأعراب والذين ليس لديهم سوى خيام وجمال دون ماء! اللهم لك الحمد، فالعروبة عندهم موجودة فقط في طهران، وفلسطين سيعيدها الإمام الولي الفقيه عابر حواجز الزمان والمكان بلسان أحمدي نجاد حينما يدمر إسرائيل برذاذ خطاباته.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 14, 2011 13:25

November 13, 2011

الحالة السورية

لم تعد الخطابات السياسية النارية المطولة تحقّق نفعاً في التأثير في الرأي العام، حتى القضية الفلسطينية وأسطوانة «المقاومة»، التي طالما استخدمت من أنظمة وقيادات عربية و»إيرانية» لم تعد تحقّق النفع، مثلها مثل الحديث عن مؤامرات خارجية لرص الصفوف الداخلية، الأمور اختلفت، ومع أن الكل يتحدث عن متغيّرات جذرية في المنطقة العربية، وهي متغيّرات طاولت صميم الوعي الشعبي والجماهيري، لكن القليل يعي أدوات التعامل مع هذه المتغيّرات، بل إن استعمال هذه الأدوات من أنظمة تعوّدت على كونها اليد العليا، والجبل الذي لا تهزه الرياح هي في الواقع أدوات صعبة الاستخدام، لأنها تستوجب استئصالاً «مؤلماً» لمظاهر قوة نظام تعوّد عليها، وفي خنادق الدفاع التي تعيشها أنظمة سياسية عربية كالنظام السوري، لا يظهر استيعاب للمتغيّرات، ويثبت هذا الرد اللحظي من السفير السوري لدى مصر – خلال مؤتمره الصحافي – على قرارات الجامعة العربية، فالأخيرة الموصوفة بالضعف والهامشية، أصبح لقراراتها طعم العلقم حينما صدرت، وجرى صب اللوم على أمينها العام ومعه دول مجلس التعاون، مع أن الأخيرة جزء من كل أجمع على القرارات لم تتخلف عنها سوى دولتين، فبيروت لا تحكم أمرها من دون موافقة دمشق، والثانية يعيش نظامها «نظام علي صالح» وضعاً شبيهاً بالوضع السوري.
وقرار الجامعة العربية على رغم اعتباره اختراقاً من بعض المراقبين، ما زال يفتح الأبواب للنظام السوري، بل حتى في المادة الثانية منه الخاصة بحماية المدنيين، والتي حرصت على تحديد الاتصال بالهيئات الحقوقية العربية، إلى أن يثبت عدم جدوى ذلك، ليتم الاتصال – من الأمين العام للجامعة – بالهيئات الحقوقية الدولية.
وأفضل ما قرّرته الجامعة العربية هو دعوة الجيش السوري إلى عدم المشاركة في حملات القمع واستهداف المدنين، مع ما يعني ذلك من اتصال مباشر بالجيش السوري، متجاوزاً قيادته السياسية، لكن مع ذلك لا يتوقع من النظام السوري الاستفادة من هذه الفرص الذهبية، لأنه نظام يفتقد المرونة، ففي حين كان نظام الرئيس حسني مبارك نموذجاً للنظام الرخو، فالسوري أفضل نموذج للنظام الصلب المتصدع، وفي السياسة لا مكان للصلابة والتقوقع داخل خطابات الممانعة المطولة، وإذا كانت دمشق تحذّر وتتوجس وتتخوف من تدويل الحالة السورية، فعليها استباق الأحداث المتسارعة، ولن يأتي هذا إلا بثورة من داخل النظام، وهو ما لا تظهر مؤشرات عليه.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 13, 2011 13:49

November 12, 2011

اللص يحتاج إلى كروكي

ماذا تفعل إذا اكتشفت لصاً في منزلك؟ هل تكتفي بالاتصال بالشرطة مع وقت وصول يطول وأخذ ورد؟ لا يحتاج اللص إلا لوقت قصير للقيام بالسرقة، هذا إذا اكتفى بها. هل تستدني سلاحاً لحماية أسرتك ونفسك وما تملك؟ يظهر لي أن هذا هو الخيار الأول لدى الغالبية، لكن انتظر ربما هناك خيار ثالث لم يخطر لك على بال، احضر له كروكي للمنزل واسأله هل يفضل الشاي أم القهوة.
محمد العتيبي معلم من سكان مكة المكرمة وأب لأسرة من أربع بنات وولدين، اكتشف وجود لص في منزله ففزع الرجل إلى سلاحه وصرخ بالحرامي للخروج لكن الأخير لم يستجب فأطلق صاحب المنزل رصاصات على الأرض لإخافته، فما كان من اللص إلا فتح أنبوبة غاز صغيرة والبحث عن ولاعة لإشعالها، حسم رب الأسرة أمره وأطلق 14 رصاصة من رشاشه على اللص مجهزاً عليه. ومنذ قرابة الشهر ومحمد العتيبي في السجن وأسرته تطالب بإطلاق سراحه، وظهر أن اللص أفريقي وله سوابق عدة ومن المقيمين بصورة غير شرعية.
ودائماً ما تبرز أسئلة حول أفضل وسيلة لمواجهة اللصوص خارج المنزل وداخله واكثرها امناً، إلا أن هناك انطباعاً عاماً تروج له القصص المتناثرة أن للحرامية إذا دخلوا المنازل للسرقة أو الاعتداء حقوقاً! ولا يعرف أحد حدود هذه الحقوق. إن صح هذا الانطباع، فهل يمكن لجهة مثل الشرطة أو هيئة التحقيق والادعاء أو القضاة أن يخبروا الناس عن حقوق «عمل» اللصوص إن وجدت، وهل يمكن نشرها مع كتالوغ يبين ما له وما عليه، ولماذا يبقى عدم الوضوح هو السائد مع أن ذلك في مصلحة الحرامية. التأخير في حسم قضية محمد العتيبي وإطلاق سراحه، تنتج منه أضرار عديدة تصيب الحالة الأمنية، والواجب على الشرطة أن تفصح عما لديها، أما ترك الرجل في السجن لشهر قد يطول من دون جلاء التفاصيل فهو أمر عجيب.
وينتظر أن تفتح هذه القضية ملفات عدة منها الإيضاحات التي أشرت إليها، فالحديث عن التوعية الأمنية والمواطن رجل الأمن الأول لا يستقيم مع هذا الذي أمامنا، ومما يجب أن يتم فتحه ملف المقيمين بصورة غير شرعية ومن تستر عليهم. فإلى متى يبقى في الأدراج؟ فهنا نجامل على حساب أمننا.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 12, 2011 13:19

November 11, 2011

المهم «طلع رجلك»

< أعيد النظر في بديهيات حينما أتأمل قصصاً واقعية، فمن المتفق عليه ألا فوائد للسلبيات وأوجه النقص والقصور، هذا ما نعرفه، أقصد فوائد تعم بنفعها الجميع لا خاصة، فلكل سلبيات فئات محدودة تستفيد منها، لكن العموم يخسرون بسببها ويتذمرون ومعهم حق.
قبل أشهر نشرت أخبار في صحف محلية عن اضطرار الشؤون الصحية بجازان استئجار برادات «خضار« لحفظ «الجثث»، فكلنا نباتات من التراب وإلى التراب. وسبب الاضطرار امتلاء ثلاجات المتوفين، وتتكرر مثل هذه الحالات لدرجة مقلقة… للوهلة الأولى!! لكن تبين أن لذاك النقص فائدة عظمية لا تقدر بثمن، ولإثبات ذلك لا أفضل من قصة للمواطن إبراهيم الماجد نشرتها صحيفة «سبق» قبل أيام، هذا مختصرها.
اذ أصيب الرجل بالإغماء أو الغيبوبة نتيجة شجار على أسعار! وتم نقله إلى طوارئ مستشفى لم يذكر اسمه، تمت محاولة إنعاشه ولم يستجب فأعلنت وفاته وحدد الأطباء سببها بهبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة السكر، وجهزت الأوراق وهي أهم من الحياة نفسها، لتتم إحالته إلى ثلاجة الموتى، لكن مسؤول الثلاجة «الله يعافيه» رفض استقبال الجثة لأن ثلاجته ممتلئة، ولم يكن هناك مفر من وضعها في «السيب» أي الممر، لتمر ممرضة وتستغرب وضع جثة في هذا المكان – بصراحة هذا الاستغراب مستغرب لأن «الأسياب» في المستشفيات مستثمرة بشكل جيد! – المهم ومن باب الفضول الطبي أو الصحي، لمست أو «جست» الممرضة قدم الرجل المسجى في السيب واكتشفت نبضاً ضعيفاً! فأعلنت حالة الطوارئ وأنعش الرجل وعاد للحياة، ولم يذكر الخبر منح الممرضة جائزة «الفضول الإيجابي الحساس» وهي تستحق مشكورة.
أليس هذا من فوائد السلبيات واستثمار الممرات، صحيح أن بعضكم يراه مثل فيلم كرتون، لكن لنركز على المفيد المفرح وهو عودة الرجل إلى الحياة.
تذكر أمراً في غاية الأهمية، إذا وضعت في «سيب» مستشفى «بعيد عني وعنك» احرص على أن «تطلع رجلك»، لعلها تثير فضول أحد المارة فيعيد نبض اهتمامه الحياة إليك، لا تيأس حتى ولو كنت في غيبوبة.
مربط الإنعاش هو في الإحساس. مع رجاء بقاء ثلاجات المتوفين ممتلئة، لنستثمر «الأسياب» ونشجع على الفضول الطبي الحساس والنادر، إذ إن المنتشر هو فضول «من تكون».
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 11, 2011 13:29

November 9, 2011

القتل في سورية

على الجامعة العربية حفظ ما تبقى من ماء الوجه، برصد كل المشاهد المروعة التي تحفل بها شبكة الإنترنت عمّا يحدث في سورية. مشاهد مصورة مفزعة لذبح ونحر وتقطيع تتفطر لها القلوب وتجزع منها العقول، هذا هو الدرك الأسفل من الإجرام المتوحش. على الجامعة أن تنحاز للإنسان وتحقق بشكل عاجل في هذه المشاهد من خلال خبرات عربية بعيدة من التجاذب السياسي، لا يصح الانكفاء على الجهود الديبلوماسية بما يتيح هذا للظلمة المتجبرين مزيداً من الترهيب وذبح البشر.
إنها مشاهد تبعث على الخزي والعار، ولا تدل سوى على حقارة مرتكبيها، وهي أدلة إدانة دامغة سواء كان النظام السوري مسؤولاً عنها أو ما يقول إنه مجموعات مسلحة.
في إمكان الجامعة العربية الفصل لحالة التداخل الإعلامي بين ما يردده النظام السوري وما تعلنه المعارضة من خلال لجان تحقيق ميدانية، لقد ساهمت بعض القنوات الفضائية التعبوية باستقبالها لكل ما يصل من أخبار وبثها في توفير مزيد من الغموض الإعلامي، ولا أدل على حالة الغموض في سورية من تصريح ملك الأردن الملك عبدالله الثاني حينما قال لشبكة «سي أن أن»: «لا أحد يفهم ما يجري في سورية»، والجامعة هنا ليست معنية بما قيل ويقال من مسؤولين سوريين عن «تجاوز حدود الصلاحيات».
هنا واجب على الجامعة تجاه الشعب الأعزل وبسطاء الناس لا يجوز التفريط فيه وله الأولوية جنباً إلى جنب مع العمل الديبلوماسي. وإذا ما رفضت الحكومة السورية تسهيل عمل لجان التحقيق فهي تدين نفسها.
***
قال الشيخ أحمد حسون مفتي سورية إن الرئيس بشار الأسد لن يستمر رئيساً مدى الحياة. ولم يحدد أي حياة يقصد، حياته هو أم حياة الأسد أم حياة الشعب السوري، وكل الرؤساء العرب الذين سقطوا قالوا هذه المقولة في اللحظة الحرجة، وحده القذافي قبل سقوطه نفى كونه رئيساً وإلا لرمى الاستقالة في وجوه معارضيه، إذ كان له غيبوبة خاصة، ولكل زعيم غيبوبته.
والشيخ حسون هو المفتي بما يعني هذا مسؤولية العلم الشرعي وحينما يذكر أن وسائل الإعلام «المغرضة» تنشر ما «ينافي الواقع ولا يعبر عن الحقيقة» عمّا يحدث في سورية فهو سيسأل عن هذه الشهادة في يوم طالما حذر منه الآخرين.
وذكر مفتي سورية لمجلة «دير شبيغل» أن بشار الأسد يريد الإشراف على عيادة متخصصة في طب العيون، «طبعاً» بعد الانتهاء من الإصلاحات، وأزعم أن الأسد حشر فيما ليس بأهل له، حينما ورث السلطة ولم يتمكن من إحداث التغيير بل عجز عن استيعاب الزلزال الذي أصاب المنطقة، وهو الآن عالق في وضع لا يحسد عليه.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 09, 2011 15:45

November 8, 2011

الحرج والإحراج

ينتظر تطبيق بند من بنود مبادرة الجامعة العربية الخاصة بالثورة السورية، يعتقد أن في تطبيق هذا البند تسريعاً في حلحلة الأزمة وكشف الخافي منها إن وجد. فمنذ اندلاع الثورة السورية من درعا إلى حين انتشارها في أكثر من مدينة والتوقّعات تشير إلى «أزمة طويلة»، لأسباب معروفة أهمها طبيعة النظام وتكوينه. أما البند السحري في مبادرة الجامعة العربية رغم وصفها بمبادرة رفع الحرج، فهو يتلخَّص في فتح الأبواب لوسائل الإعلام العربية والدولية، إذا فتحت الأبواب للمراسلين سيتم القضاء على ما تصفه وسائل الإعلام السورية الرسمية وشبه الرسمية بالتضليل الإعلامي. لا يعقل أن تقوم كل وسائل الإعلام العالمية باستهداف نظام الحكم في سورية، أما الحديث عن التضليل فكان ولا يزال هو حجر الزاوية في الرد الرسمي السوري على ما تبثه الفضائيات، ولو أصرَّت الجامعة العربية على أن تفتح الأبواب للإعلام كأول بند للتطبيق لكان يمكن القول إنها قامت بواجبها تجاه المواطنين في سورية وأمنها واستقرارها.
كنا نعيب على الجامعة العربية أنها جامعة أنظمة أكثر من كونها جامعة شعوب، وفي ترتيب تطبيق بنود المبادرة – كما جاء في بيانها – انحياز واضح للنظام أو قبول بشروطه. الواقع يقول إنه ليس في يد الجامعة سوى الرحلات المكوكية وإطلاق التصريحات، ومن المستبعد أن تطلب – الجامعة – تدخلاً أو حماية دولية، لكن في إعلان فشل مبادرتها – لو تم – ضوء أخضر لذلك، وآخر ما صرَّح به الأمين العام للجامعة العربية لا يشير إلى رضا عن التطبيق السوري لبنود الاتفاق، إذ جاء على شكل تحذير من كارثة.
لدى النظام السوري فرصة ذهبية لتبديد ما يصفه بالتضليل الإعلامي والهجمة الإعلامية حينما يسارع بفتح الأبواب لوسائل الإعلام العربية والدولية، فهذا البند من مبادرة الجامعة العربية هو أهم ما جاء فيها، لأن البنود الأخرى لا يمكن الكشف عن حقيقة تطبيقها مع حصار إعلامي حديدي، ومثلما ترفع الجامعة العربية الحرج عنها بالمبادرة، يدفع تطبيق هذا البند من عدمه النظام في سورية إلى زاوية أكثر إحراجاً.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 08, 2011 14:50

November 7, 2011

التجربة «السلمانية»

أثناء حرب تحرير الكويت، وحينما كانت صواريخ صدام تتساقط على مدينة الرياض وبعض سكانها آثر الخروج منها، منهم من ركب السيارة أو الطائرة، تجمع عدد من الزملاء في مجلة «اليمامة»، وفي مساء لا يخلو من صفارات الإنذار وصوت سليمان العيسى الشهير، قمنا بزيارة لإمارة الرياض، كان الأمير سلمان بن عبدالعزيز ونائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز مرابطين في الإمارة وحولهما جموع من المواطنين جاؤوا للسلام والتعبير عن التكاتف والولاء في ذلك الظرف العصيب، كانت الابتسامة والهدوء اللذان ظهرا على محيا أمير الرياض ونائبه مصدر اطمئنان، وقتها كانت قوات صدام قد حاصرت مدينة الخفجي في محاولة لفتح ثغرة، ذهبنا قلقين وعدنا ونحن أكثر اطمئناناً إلى مكاتبنا والوطن في حالة حرب. تذكرت هذا الموقف وكيف كانت الرياض العاصمة وهي المستهدفة مدينة مفتوحة لم يتغير فيها شيء يشير إلى أنها في حالة الحرب.
استفادت كثير من المدن السعودية من تجربة التنمية في منطقة الرياض والتي أشرف عليها الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وبرزت هذه التجربة «السلمانية» أكثر في العاصمة الرياض، والأمير سلمان رجل حكم وإدارة بامتياز، ومع ثقافته الواسعة عرف بالانضباط والدقة مع دأب وجلد يندر توفرهما في رجل، وقد طرزهما بوفاء نادر ظهر للعامة بمرافقته الحانية لشقيقه الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- منذ إصابته بالمرض، هذه الخصال تحتم على المحيطين من العاملين معه على أداء مختلف، وبموقعه الجديد وزيراً للدفاع لا شك سيضيف إلى هذا القطاع الحيوي والهام إضافات ثرية وبعداً آخر، ليستمر البناء على ما تم في عهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله تعالى-، خاصة مع وجود سند ميداني عارف بالتفاصيل ممثلاً بتجربة الأمير خالد بن سلطان، فهو ابن وزارة الدفاع والقوات المسلحة، ومن الملفت انه وقبل سنوات طويلة زار الأمير سلمان يرافقه الأمير خالد بن سلطان موقع الصواريخ الإستراتيجية في منطقة الرياض، والتي تم شراؤها من الصين، وهي صفقة أحدثت ردود فعل عالمية واسعة آنذاك، ونشرت صور عن الزيارة في صحيفة الرياض – على ما أتذكر -، وقتها سرت في المجتمع السعودي إشاعة عن تولي الأمير سلمان وزارة الدفاع.
والرياض المنطقة والعاصمة حب الأمير سلمان الأول، عرفها صغيرة محدودة المساحة والسكان وعرفت به، وتابع نموها لتصبح من أكبر المدن وأكثرها حداثة… لن تكون بعيدة عن قلبه، فالتجربة السلمانية الإدارية مستمرة بتولي نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز إمارة الرياض الذي نهل منها وشارك فيها وعاصر تفاصيلها.
والله نسأل لهم جميعاً التوفيق والسداد والمدد بالعون والنجاح في مهماتهم الجديدة، خاصة مع ظروف عصيبة، فالمنطقة من حولنا تعيش حالة من الاضطرابات والغموض، والاستهداف للوطن قائم لا تخطئه العيون.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 07, 2011 13:37

November 6, 2011

التغطية والرتابة

على صفحات «الحياة» تحقيق صحافي – نشر يوم السبت – عن ندرة الرواية السعودية التي تغوص في مواسم الحج لتغرف من ثراء تفاصيله. لدى كل حاج قصة، ومجتمع مكة المكرمة أساساً هو بحر زاخر من المادة الخام، وعلاقته السنوية بموسم الحج أيضاً تضيف لتلك المادة «المتوافرة» مزيداً من التغذية والتنوع.
ما قيل عن الرواية السعودية صحيح، وهي في النهاية خيار فردي للروائي والقاص، لكن انظر إلى النقل التلفزيوني المباشر وكيف هي حاله! حسب ما نقرأ يتوافر للقنوات التلفزيونية السعودية كل الإمكانات المطلوبة مع رصيد خبرة تراكمي يضاف كل عام للمحصلة، لكنك حينما تتابع ما يبث، خصوصاً في يوم عظيم مثل يوم عرفة، لا تلاحظ تجديداً يذكر، كاميرات متروكة تتجول على الحشود وكأن لا هدف إعلامياً لها، وأحاديث «مصاحبة» لمذيعين يغلب عليها الإنشاء، وتلاحظ حالة انفصام حاد ما بين الصورة الحية المنقولة وما يقوله المذيع، والافتقار إلى المعلومة هو العنصر الأهم البارز، أما القصص الصحافية فهي أقل، وإن حضرت تحضر بثوب تقليدي قديم لم يعد يحقق جذباً للمشاهدين، ولا يستفاد من مثل تلك القصص الحية في زيادة جوانب التوعية والأخبار والجذب للمشاهدين، مع أنه يمكن تحقيق هذا الهدف من دون مس بالجوانب الروحانية.
وموسم مثل موسم الحج حينما لا يستثمر إعلامياً بالصورة المطلوبة هو خسارة «إعلامية» كبيرة وإن كانت غير منظورة للبعض.
أضف إلى ذلك الإمكانات الضخمة التي توفرها الدولة السعودية كل عام، وهي تتزايد أفراداً ومعدات مع تزايد أعداد الحجاج (زاد عدد الحجاج القادمين من الخارج هذا العام بنسبة 1،5 في المئة)، وفي هذه الزيادة من القصص الصحافية التلفزيونية الجيدة ما يثري النقل المباشر ويبعده عن حالة الرتابة.
والقصة تكمن في البحث عن المعلومة وترجمتها لعمل تلفزيوني، ولو كان تقريراً صغيراً بحسبة المدة الزمنية.
ولا ننسى هنا أن يوم عرفة هو يوم ذروة مشاهدة عالمية، والمعنى أنه فرصة لا تتكرر سوى مرة واحدة في العام.
وسبق لي الإشارة إلى هذا ويظهر أن تناثر المعلومات المستجدة عن الاستعدادات لموسم الحج واحد من الأسباب لكنه ليس السبب الوحيد، ولكل جهة مشاركة في أعمال الحج وخدمة الحجاج أسلوبها في بث ما لديها من حيث نوع المادة وتوقيتها، فالعمل الإعلامي يحتاج إلى توافر المعلومات قبل أيام الذروة بمدة معقولة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 06, 2011 14:20

November 5, 2011

تضخّم الخروف

يمكن معرفة نسبة التضخم الذي نعيش تحت وطأته من خلال أسعار الخرفان، كل ارتفاع في الأسعار يدل على درجة نزول في حفرة التضخم، كما يمكن العلم بحجم الضغط على رؤوس البشر ومحافِظهم. والتضخم يزيد من الإفقار لتتزحلق أسر من الطبقة المتوسطة إلى أسفل، والسبب أن المال لم يعد مالاً أو لم يعد كما كان، أرقام ولو زادت… تعلن عن ضعف قدرتها، وخلال الأعوام الماضية ارتفعت حالات التزحلق في الوقت الذي كان هناك أمل لتتحرك مصاعد سريعة لرفع أسر من الشريحة الفقيرة إلى أعلى ولو قليلاً.
حوَّل التضخم الخروف إلى فيل، وبالنظر إلى عيني أضحيتك يمكنك معرفة الكثير، ولأنه ليس للخروف كف يمكن قراءته حاوِل التحديق في عينيه والقراءة، ستجد مشاهد مصورة تحكي من دون نطق، لأزمات الشعير المتعاقبة بحلقاته من التجفيف إلى التخزين، وستكتشف أن لأساليب الاستيراد دوراً كما للسياسة المالية والنقدية، أما في الخلفية فستجد صورة – بالأبيض والأسود – للقحط الذي أناخ في أرجاء البلاد، ليصيب الجفاف البركة. وحينما تذبح الأضحية ستأكل وتهدي مع كل قطعة منها أجزاء من تلك المشاهد.
ومع هذا الارتفاع الشاهق في الأسعار لا بد من الحذر – هذا اليوم – من قطع اللحوم المهداة أو المقدمة لك، خصوصاً والبعض منا فيه شيء من العجلة في الذبح وربما الأكل، ننظر إلى جانب المسؤولية في هذه المناسبات أكثر من أي جانب آخر مع ضعف معروف في الثقافة الاستهلاكية. ارتفاع الأسعار يشجع على عرض الرديء والمريض وأشار إلى ذلك الدكتور أحمد الباتلي أستاذ السنة في جامعة الإمام حينما حذر في صحيفة «الوطن» من أنواع رخيصة تباع وهي مريضة وحينما تذبح تصدر عنها رائحة كريهة. ولا أعرف أين تعرض مثل هذه الأنواع لكن الملاحظ أن بعض الباعة – قبل العيد بالطبع – كانوا يتعاملون مع المشترين تعامُل بعض أهل العقار مع المستأجرين، تعامُلٌ له رائحة لا تختلف عن رائحة الأحواش، ومع مرور اليوم الأول سيتغير التعامل قسراً بالطبع.
كل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك، تقبل الله بمنِّه وكرمِه من الجميع صالح الأعمال.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 05, 2011 17:03

November 4, 2011

عام بعقود

كان العام الماضي عام أعياد للبعض ونكبات لآخرين، تبدو جموع المستبشرين أكثر بكثير من المنكوبين، أكثرية ساحقة… هكذا يظهر، عام طويل مترع بالغضب والاحتجاجات والدماء، ولد هذا العام ولادة قيصرية من حمل ثقيل، من جمود عقود، ولا يعرف حتى الآن نوع المولود.
التحولات في العالم العربي خلال عام واحد أكثر مما حدث له في نصف قرن، حتى في سجل التاريخ سيكون مجلد هذا العام عن مجلدات حجماً وأحداثاً وتبعات مستقبلية، الزلزال وقع بالفعل والتهديد او التحذير من وقوعه متأخر جداً، كأنه تحذير صادر من تحت حطام، المنطقة تغيرت وتتغير، وللزلازل توابع ربما تكون آثارها أفدح في حجم الخسائر ألماً وحسرة.
في العام الماضي انحسر بعض الظلم عن ملايين هم في شوق ولهفة للإنصاف يتلمسون هلاله لعله يبزغ، ولكن السحب كثيفة، سقطت أقنعة وفراعنة وتحطمت تماثيل وأحرقت صور وقصور تهاوت على ساكنيها، من كان يصدق؟ قبل عام كان أناس من حولهم يهرولون لتهنئتهم بعيد الأضحى، واليوم يتبادلون التهاني بسقوطهم، تراجعت صيحات بالروح والدم نفديك، وارتفعت أصوات تخبطت بالدماء تصرخ… ارحل.
ابلغ ما يقال من وصف للعام الماضي في العالم العربي انه كان عام «من أنتم»!؟ وان كانت المقولة سجلت للقذافي في لحظة إفاقة من غيبوبة طالت حجبت البصر والبصيرة، فإنها قيلت وتقال من غيره حتى الآن بلهجات مختلفة وصيغ متعددة وعواصم متباعدة لكن بلغة عربية واحدة، إن كان هناك سر في ما حدث في عالمنا العربي ستجده مكنوزاً في ذلك الاستنكار الفاضح، من أنتم؟ سؤال الطاغية الأعمى.
إذا كان العام الماضي هو عام من أنتم؟ فهل سيكون العام المقبل هو عام «ها نحن»! أم سيبدأ جمع أحرف «من أنتم»؟ مرة ثانية لتنطلق من ألسنة أخرى بعد أن تمكنت الأيدي من مواقع السحر والغيبوبة… كراسي السلطة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 04, 2011 14:29

عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.