مجلة الحداثة's Blog: مجلة الحداثة - Al Hadatha Journal, page 9

February 18, 2023

ظاهرة الهجرة اللبنانيّة إلى دول النفط العربي - عوامل جاذبة وطاردة

سلوى خضر العبيدي - مجلة الحداثة
♦ سلوى خَضِر العُبيدي *
نبذة عن البحث
تعدّ الهجرة ظاهرة قديمة مستمرة، أثّرت في الاختلاط والانتشار البشريّ على الأرض، كما أدت دورًا محوريًّا على صعيد النواحي الفكريّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. ولعل الهدف الأوحد للهجرة عبر الأزمان، هو البحث عن مكان أفضل. يمكن القول إن الدول النامية مصدر الهجرة التي تنعكس عليها سلبًا من خلال خسارة العنصر البشري؛ وإيجابًا من خلال التحويلات الماليّة التي تنعكس دعمًا اقتصاديًّا لتلك البلاد، ومن ذلك الهجرة للعمل في البلدان النفطية العربية التي كانت تعدّ عاملًا بل مكونًا للتغيير الاقتصاديّ والسياسيّ والاجتماعيّ وخاصة الديموغرافيّ في الوطن العربيّ، ولا سيما في سبعينيات القرن العشرين، وكان للبنان حصّة كبيرة في هذه التغييرات، فأصبح اللبنانيّ نقطة تأثير في بلاد النفط، ونقطة تأثّر في وطنه الأم. في هذا البحث أعالج ظاهرة الهجرة اللبنانية ومراحلها التاريخيّة، وأعالج بشكل خاص، مرحلة الهجرة مع بروز النفط العربيّ كجاذب بارز للهجرة... مبيّنة عوامل الطرد والجذب للهجرة، وموضحة أثر هجرة اللبنانيّ في بلد المهجر وفي موطنه. لنصل للجوابِ: هل كانت الهجرة إلى بلاد النفط سبيلًا لنجاة اللبنانيّ؟ - الكلمات المفتاحيّة: الهجرة – الدول النامية - البلاد النفطيّة – التحويلات الماليّة ***أثّرت ظاهرة الهجرة عبر التاريخ، بالمجتمعات، إذ كانت تؤدي (ولا تزال) دورًا محوريًّا في النواحي الفكريّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. وتعدّ الدول النامية مصدر الهجرة الرئيس، إلا أن عامل الهجرة كان ينعكس عليها عبر مسارين:- الأول: سلبًا من خلال خسارة العنصر البشري.- الثاني: إيجابًا من خلال التحويلات الماليّة ما ينعكس دعمًا اقتصاديًا لتلك البلاد.فلبنان مثلًا، وبحسب أرقام تقرير صادر عن البنك الدوليّ في العام 2011 بعنوان: "حقائق حول الهجرة والتحويلات"، حلّت نسبة التحويلات المالية لأبنائه المهاجرين، في المرتبة الثالثة عشرة بين البلدان المتلقية للتحويلات، وذلك بمبلغ وصل إلى 8,2 مليار دولار في العام 2010، وفي المرتبة الثامنة والعشرين عالميًا من حيث نسبة المهاجرين الحاصلين على التعليم العالي (38,6%).[i]فلبنان قد يُعدّ البلد الأول عالميًا في العالم من حيث تصدير الهجرة مقارنة بعدد سكّانه، إذ يبلغ العدد المقدر لمهاجريه والمتحدّرين منهم، بنحو 10 إلى 17 مليون شخص![ii]ويلحظ رئيس حكومة لبنان الأسبق سليم الحص في هذا الخصوص، أنه " قدر لبنان أن تبقى الهجرة منه ناشطة"، وأن اللبنانيين "سسيبقون منفتحين على الهجرة أكثر فأكثر ما دام هذا البلد لا يستوعب طاقاتهم، وما دامت الأزمات المتتالية لا تترك لهم مجالًا آخر".[iii]وتكشف أرقام العام 2004 أن 50% من الشباب اللبناني (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 سنة) فكروا بالهجرة إلى خارج البلاد.وبعد "حرب تموز" في العام 2006م، سيطرة فكرة الهجرة على نسبة 35% من الأسر والأفراد، وباشر معظمهم بإجراءات خاصة بالهجرة، وكان قد سبق "حرب تموز" أن نسبة من عبروا عن رغبتهم بالهجرة من ناحية الأفراد، 13%، ومن ناحية هجرة الأسرة بأكملها، بنسبة 7%.[iv]إنّ الهجرة للعمل في البلدان النفطية العربية، عامل بل مكوّن للتغيير الاقتصاديّ والسياسيّ والاجتماعيّ وخاصة الديموغرافيّ في الوطن العربيّ، وبرز واضحًا في السبعينيات، وكان للبنان حصّة في هذه التغييرات؛ فأصبح اللبنانيّ نقطة تأثير في بلاد النفط، ونقطة تأثّر في وطنه الأم.في هذا البحث، أعالج ظاهرة الهجرة اللبنانية وأبرز مراحلها التاريخيّة، معالجة بشكل خاص مرحلة الهجرة مع بروز النفط العربيّ كجاذب بارز للهجرة، ومبيّنة عوامل الطرد والجذب للهجرة، وموضحة أثر هجرة اللبنانيّ في بلد المهجر وفي موطنه.لنصل لجوابِ: هل كانت الهجرة إلى بلاد النفط، سبيلًا لنجاة اللبنانيّ؟(...)**** باحثة لبنانية – تعدّ أطروحة دكتوراه في التاريخ في المعهد العالي للدكتوراه – الجامعة اللبنانية
[i] الزايد، محمد، إشكالية العلاقة ما بين الهجرة والتنمية في ظل العولمة النيوليبرالية (الهجرتان االلبنانية والهندية نموذجاً)، أطروحة دكتوراة في العلوم السياسية (غير منشورة)، الجامعة اللبنانية، قسم الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصاديّة، إشراف الدكتور غسّان العزّي، 2013، ص 6-7، بتصرف.[ii] م. ن.، ص185[iii] م. ن.[iv] يعقوب، نجوى؛ ولارا بدر، خصائص السكان والمساكن في لبنان، إدارة الإحصاء المركزي، ع. 2، نيسان 2012، ص 8، بتصرّف.(...)المصادر والمراجع
- الكتب والمجلات:1. أرزوني، د.خليل، الهجرة اللبنانية إلى الكويت 1915- 1990، مكتبة الفقيه، بيروت، ط1، 1994م.2. بانصول، كريسطال، الهجرة، مجلة ثقافات، 2010م، ترجمةوتقديم:بن الهاني، سعيد.3. بزي، د.مصطفى، الهجرة والنزوح من لبنان خلال القرن العشرين (1900- 2006) (نموذج جنوب لبنان) الأسباب، بلاد الانتشار، الواقع، النتائج والانعكاسات، دار المحجة البيضاء، بيروت، ط1، 2008م.4. الجمهورية اللبنانية – وزارة الخارجيّة والمغتربين – المديرية العامة للمغتربين، ندوة عودة الكفاءات اللبنانية المهاجرة، الجامعة الأميركية في بيروت 1996، ط2، كانون الأول، 2000.5. الزايد، محمد، إشكالية العلاقة ما بين الهجرة والتنمية في ظل العولمة النيوليبرالية (الهجرتان االلبنانية والهندية نموذجاً)، أطروحة دكتوراة في العلوم السياسية (غير منشورة)، الجامعة اللبنانية، قسم الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصاديّة، إشراف الدكتور غسّان العزّي، 2013.6. فرجاني، د. نادر، الهجرة إلى النفط أبعاد الهجرة للعمل في البلدان النفطية وأثرها على التمية في الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط3، 1984.7. منظمة العمل الدولية، المكتب الإقليمي للدول العربية: الهجرة الخارجية وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية على العالم العربي، الجزء الثاني: الحالات القطرية، ط 1، 1990.8. المركز اللبناني للمعلومات لبنان، الواقع الديموغرافي في لبنان، 14 كانون الثاني 2013.9. النجار، د. باقر سلمان، حلم الهجرة للثروة، الهجرة والعمالة المهاجرة في الخليج العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 2001.10. يعقوب، نجوى؛ ولارا بدر، خصائص السكان والمساكن في لبنان، إدارة الإحصاء المركزي، العدد 2، نيسان 2012
- المواقع الإلكترونية:11. بزي، د. علي، الكفاءات العلمية اللبنانية الإعداد للهجرة، لبنان 2008 .http://www.uss5.org12. تميم، ضاحي، الآثار السلبية للعمالة الوافدة في دول "التعاون"، موقع العربية، نت، يناير 2011، http://www.alarabiya.net13. السكان والتغير السكاني- http://art.utq.edu.iq14. العسومي محمد، العمالة الوافدة إلى دول الخليج فوائد وإشكالات، مجلة آفاق المستقبل، (أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر)،العدد 20، www.ecssr.com15. معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي http://www.almaany.com16. موقع المغترب العربي - http://asyl.3arabiyate.net
الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023 ISSN: 2790-1785 الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 18, 2023 07:15

December 18, 2022

مجلة الحداثة : ثلاثون عامًا من التواصل

مجلة الحداثة - Al Hadatha

تبلغ مجلة الحداثة من العمر، مع عددها الجديد (227) 30 عامًا، إذ انطلقت في العام 1993 (ترخيص وزارة الاعلام 230 ت 21/9/1993) بمجهود شخصي من قبل صاحبها ورئيس تحريرها فرحان صالح، وقد شاركه في الحلم، مجموعة من الأصدقاء المثقفين والأكاديميين الحالمين مثله بمجلة تمدّ جسرًا من التواصل البنّاء بين التراث العربي العلمي والثقافي والفكري والاجتماعي والشعبي، وحداثتهم عبر مستوياتها المختلفة.هناك من يواكب المجلة منذ العدد الأول حتى اليوم، وهناك من غادرها إلا أن عينه الساهرة لا تزال ترعاها من السماء، وهناك من رأى أن أحلامه قد تغيرت وتبدلت، فتركها إلى غير مكان ...مهما يكن، وعلى الرغم من العواقب التي واجهتها المجلة، ولاسيما المادية منها، إذ توقفت غير مؤسسة وجهة عن دعمها ولم تجدد اشتراكها السنوي... استمرت الحداثة بتحقيق حلمها، وترسيخ وجودها في المشهد الثقافي اللبناني والعربي والعالمي، عبر جهود المخلصين والحالمين مثلها، ولاسيما عبر دعم فردي من قبل شريحة من المثقفين والأكاديميين، الراغبين والمؤمنين بالمجلة، وبخطّها الثقافي، وبضرورة استمرارها.وإذ تتقدم المجلة، بالشكر لكل فرد وقف إلى جانبها، معنويًّا وماديّا، تعدهم بأنها ستبقى الحداثة المجلة الفصلية الثقافية الأكاديمية المحكّمة.
مجلة الحداثة : تسعة وعشرون عامًا من التواصل



ISSN: 2790-1785
مجلة الحداثة
 facebook  -  twitter  - goodreads - instagram -  linkedin 
(للمزيد: المعرّفات)
صفحة الويب  -  ØµÙØ­Ø© الجوال

الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 18, 2022 06:35

مجلة الحداثة : ثلاثون عامًا من التواصل

مجلة الحداثة - Al Hadatha

تبلغ مجلة الحداثة من العمر، مع عددها الجديد (227) 30 عامًا، إذ انطلقت في العام 1993 (ترخيص وزارة الاعلام 230 ت 21/9/1993) بمجهود شخصي من قبل صاحبها ورئيس تحريرها فرحان صالح، وقد شاركه في الحلم، مجموعة من الأصدقاء المثقفين والأكاديميين الحالمين مثله بمجلة تمدّ جسرًا من التواصل البنّاء بين التراث العربي العلمي والثقافي والفكري والاجتماعي والشعبي، وحداثتهم عبر مستوياتها المختلفة.هناك من يواكب المجلة منذ العدد الأول حتى اليوم، وهناك من غادرها إلا أن عينه الساهرة لا تزال ترعاها من السماء، وهناك من رأى أن أحلامه قد تغيرت وتبدلت، فتركها إلى غير مكان ...مهما يكن، وعلى الرغم من العواقب التي واجهتها المجلة، ولاسيما المادية منها، إذ توقفت غير مؤسسة وجهة عن دعمها ولم تجدد اشتراكها السنوي... استمرت الحداثة بتحقيق حلمها، وترسيخ وجودها في المشهد الثقافي اللبناني والعربي والعالمي، عبر جهود المخلصين والحالمين مثلها، ولاسيما عبر دعم فردي من قبل شريحة من المثقفين والأكاديميين، الراغبين والمؤمنين بالمجلة، وبخطّها الثقافي، وبضرورة استمرارها.وإذ تتقدم المجلة، بالشكر لكل فرد وقف إلى جانبها، معنويًّا وماديّا، تعدهم بأنها ستبقى الحداثة المجلة الفصلية الثقافية الأكاديمية المحكّمة.
مجلة الحداثة : تسعة وعشرون عامًا من التواصل



ISSN: 2790-1785
مجلة الحداثة
 facebook  -  twitter  - goodreads - instagram -  linkedin 
(للمزيد: المعرّفات)
صفحة الويب  -  صفحة الجوال

الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 18, 2022 06:35

December 8, 2022

مجلة الحداثة: التعليم الحديث وقراءة في بواكير الحياة الثقافية العربية – أبحاث في التاريخ والتنمية والأدب والمسرح والإعلام الأمني (خريف وشتØ

مجلة الحداثة al hadatha journal (خريف وشتاء 2022 – 2023، عدد 225/ 226) التعليم الحديث وقراءة في بواكير الحياة الثقافية العربية أبحاث في التاريخ والتنمية والأدب والمسرح والإعلام الأمني

صدر العدد الجديد من مجلة الحداثة - al hadatha journal – فصلية أكاديمية محكمة (خريف وشتاء 2022 – 2023، عدد 225/ 226) تحت عنوان: Ø§Ù„تعليم الحديث وقراءة في بواكير الحياة الثقافية العربية Ø£Ø¨Ø­Ø§Ø« في التاريخ والتنمية والأدب والمسرح والإعلام الأمني
ضم عدد المجلة التي يرأس تحريرها فرحان صالح وتصدر بترخيص من وزارة الإعلام اللبنانية (230 ت 21/9/1993) - ISSN:2790-1785 عددًا من الملفات والأبحاث الأكاديمية، واستهل العدد الجديد بافتتاحية، تحت عنوان: نوبل والوهم العربي! للدكتور كامل فرحان صالح.وضم ملف في التربية والتعليم دراسة تحت عنوان: تعليم كيف تتم عملية التعليم باستخدام الأسلوب الحديث للباحثة هدى غالب مكارم.وشمل ملف في التاريخ: بواكير نشأة الحياة الثقافية العربية (أمثلة ونماذج من القرنين التاسع عشر والعشرين) للدكتور فرحان صالح، و"حزب المحافظين اللبناني" لمؤسّسه يوسف السودا: المبادئ والأهداف... والاخفاقات للدكتور بطرس إلياس بعينو، وسياسة لبنان الدفاعية في سبعينيات القرن العشرين للباحثة فاديا نعيم حلال.أما ملف في الأدب والفن فضم الآتي: "منمنمات تاريخية" لسعد الله ونوس بين التراث والرؤيا الإبداعية المعاصرة للدكتورة إكرام حامد الأشقر، وصورة المرأة في رواية "مطر حزيران" لجبّور الدويهي للباحثة رنا مثلج كرم، والتّناصّ الدّينيّ في رواية "جملكيّة آرابيا" لواسيني الأعرج للباحثة هلا عدنان الشّبيب، والغنم والماعز عند اللّبنانييّن من خلال أمثالهم للباحثة مدلان حبيب حبيب.وشمل ملف في الإعلام بحثًا بعنوان: الإعلام الأمني خصائصه وأهدافه ودوره في لبنان للدكتور غدير ادمون سعادة.وعالج ملف في التنمية والاقتصاد، الآتي: تأثير أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية على الاستهلاك للثروة المائية وهدرها (محافظة عكار نموذجًا) للباحثة لورين جميل فياض، وLa certification ISO et la création du département des ressources humaines dans les entreprises industrielles familiales libanaises- Sandy Nabil El Hakim، والواقع الاقتصادي والمالي في لبنان منذ أواخر الثمانينات حتى التحرير للباحثة فاديا حلال.وجاء في مراجعات: جديد الكاتب اللبناني فرحان صالح: إله بأسماء كثيـرة - في نقد المرويات المؤسسة للفكرين الديني والقومي، و Madame Bovary de Flaubert Entre incarnation du réel et "bovarysme"-Mira Jabr ، ومحمد علي شمس الدين الصوفي الجنوبي وداعًا.الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 08, 2022 04:02

مجلة الحداثة: التعليم الحديث وقراءة في بواكير الحياة الثقافية العربية – أبحاث في التاريخ والتنمية والأدب والمسرح والإعلام الأمني (خريف وشتاء 2022 - 2023)

مجلة الحداثة al hadatha journal (خريف وشتاء 2022 – 2023، عدد 225/ 226) التعليم الحديث وقراءة في بواكير الحياة الثقافية العربية أبحاث في التاريخ والتنمية والأدب والمسرح والإعلام الأمني

صدر العدد الجديد من مجلة الحداثة - al hadatha journal – فصلية أكاديمية محكمة (خريف وشتاء 2022 – 2023، عدد 225/ 226) تحت عنوان: التعليم الحديث وقراءة في بواكير الحياة الثقافية العربية أبحاث في التاريخ والتنمية والأدب والمسرح والإعلام الأمني
ضم عدد المجلة التي يرأس تحريرها فرحان صالح وتصدر بترخيص من وزارة الإعلام اللبنانية (230 ت 21/9/1993) - ISSN:2790-1785 عددًا من الملفات والأبحاث الأكاديمية، واستهل العدد الجديد بافتتاحية، تحت عنوان: نوبل والوهم العربي! للدكتور كامل فرحان صالح.وضم ملف في التربية والتعليم دراسة تحت عنوان: تعليم كيف تتم عملية التعليم باستخدام الأسلوب الحديث للباحثة هدى غالب مكارم.وشمل ملف في التاريخ: بواكير نشأة الحياة الثقافية العربية (أمثلة ونماذج من القرنين التاسع عشر والعشرين) للدكتور فرحان صالح، و"حزب المحافظين اللبناني" لمؤسّسه يوسف السودا: المبادئ والأهداف... والاخفاقات للدكتور بطرس إلياس بعينو، وسياسة لبنان الدفاعية في سبعينيات القرن العشرين للباحثة فاديا نعيم حلال.أما ملف في الأدب والفن فضم الآتي: "منمنمات تاريخية" لسعد الله ونوس بين التراث والرؤيا الإبداعية المعاصرة للدكتورة إكرام حامد الأشقر، وصورة المرأة في رواية "مطر حزيران" لجبّور الدويهي للباحثة رنا مثلج كرم، والتّناصّ الدّينيّ في رواية "جملكيّة آرابيا" لواسيني الأعرج للباحثة هلا عدنان الشّبيب، والغنم والماعز عند اللّبنانييّن من خلال أمثالهم للباحثة مدلان حبيب حبيب.وشمل ملف في الإعلام بحثًا بعنوان: الإعلام الأمني خصائصه وأهدافه ودوره في لبنان للدكتور غدير ادمون سعادة.وعالج ملف في التنمية والاقتصاد، الآتي: تأثير أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية على الاستهلاك للثروة المائية وهدرها (محافظة عكار نموذجًا) للباحثة لورين جميل فياض، وLa certification ISO et la création du département des ressources humaines dans les entreprises industrielles familiales libanaises- Sandy Nabil El Hakim، والواقع الاقتصادي والمالي في لبنان منذ أواخر الثمانينات حتى التحرير للباحثة فاديا حلال.وجاء في مراجعات: جديد الكاتب اللبناني فرحان صالح: إله بأسماء كثيـرة - في نقد المرويات المؤسسة للفكرين الديني والقومي، و Madame Bovary de Flaubert Entre incarnation du réel et "bovarysme"-Mira Jabr ، ومحمد علي شمس الدين الصوفي الجنوبي وداعًا.الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 08, 2022 04:02

December 7, 2022

الافتتاحية: نوبل والوهم العربي!

كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh - مجلة الحداثة
كامل فرحان صالح *
تطرح وسائل إعلام غربية، أسماء عربية للفوز بجائزة نوبل في الأدب (Nobel Prize in Literature) غير مرة، ومن هؤلاء الشاعر اللبناني السوري أدونيس (1930م) والروائي اللبناني الفرنسي أمين معلوف (1949م) والروائي المغربي الفرنسي طاهر بن جلون (1944م) وغيرهم، لكن بقيت الأسماء العربية غائبة كليًّا عن جائزة نوبل للآداب باستثناء الروائي المصري نجيب محفوظ (1911 – 2006م) الذي طرح فوزه بالجائزة آنذاك (1988)، أسئلة كثيرة حول الأسباب الخفيّة التي دفعت لجنة الجائزة لمنحها محفوظ هذا الفوز.لن أدخل في تفاصيل الوهم العربي المؤدلج، والنظرة بارتياب لكل شيء، كون الجائزة كانت تذهب دائمًا، إلى أشخاص آخرين مثيرين للجدل غير العرب، أحيانًا كان يتوقع فوزهم، وفي الغالب، كانت أسماؤهم غير مطروحة للفوز في الوسط الثقافي العالمي عمومًا والعربي خصوصًا.لكن، وعلى الرغم من ذلك، كان لافتًا أن الفائزين بجائزة نوبل للآداب، ارتباطوا بقضية نضالية تتلمس تأييدًا من شريحة واسعة ينتمون إليها، أو يؤمنون بالأفكار نفسها التي يحملها الأديب أو الشاعر أو الروائي الفائز، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، ولعل منهم الروائي التركي أورهان باموك (أو أورخان باموق/ Ferit Orhan Pamuk، 1952م) الذي نظر إليه على أنه خيار مشحون سياسيًّا في العام الذي أتهم فيه بانتهاك قانون مثير للجدل يمنع إهانة "الهوية التركية"، والروائية الفرنسية آني إرنو (Annie Ernaux، 1940م) التي تقدم في أعمالها نظرة عميقة عن كيفية تغير أحوال بلدها، وهي القائلة في حوار مع صحيفة "غارديان" (The Guardian) في العام 2019: "إن العمل الروائي هو قول الحقيقة".فما هي القضية النضالية التي يحملها المبدع العربي الآن؟صحيح أن المرشـــــح الأبـــــرز للجائزة عربيًّا أدونيس، كان له الأثر الأكبر في التنظير للشعر العربي الحديث، فضلاً عــــــن ريادته العربية في الإضاءة على الحداثـــــــة الشعريــــــــة، وكتابته للقصيــــــدة العربية الجديدة.لكن هذا الإرث الأدونيسي لم يعد يشكل قضية عربية حالية وآنية، بل على العكس، تبرز يومًا بعد يوم هوّة شاسعة وقاسية بين المثقفين العرب والناس.ويلاحظ في هذا السياق أيضًا، أن المبدعين العرب مثلًا، شاء البعض منهم، أن يبقوا ساكتين عمّا تشهدها بلدانهم من قهر واضطهاد وقمع وتحولات جذرية، بل خرج البعض منهم إلى الناس عبر كتابات تسوق بشكل أو بآخر، للخنوع، فوضعتها سمتها "اللزجة" إن صح التعبير، في دائرة "كل التأويلات والاحتمالات الممكنة"، بهدف التملص من اتخاذ مواقف صريحة وعلنية مما يحدث، فضرب هؤلاء على كل الأوتار بدءًا من التاريخ القديم، وصولا إلى الاستشرافات الآخذة غير وجه... فكانت كتاباتهم تثير ضدهم موجة سخط من قبل شريحة واسعة من مثقفي بلدانهم.وفي الوقت نفسه، كان يبرز في المشهد، أن هؤلاء لم يكونوا من المثقفين الذين كانت تتطلع إليهم الأجيال الجديدة كي يقودوا التغيير في مجتمعاتهم نحو العدالة والحرية والتنمية والكرامة..لعله يمكن اختصار الإشكالية في العالم العربي، بالقول: إن معظم المبدعين العرب الكبار، وعلى الرغم من تاريخهم العريق، وأهمية انتاجاتهم وتأثيرهم في الذائقة وفي الدرس الأكاديمي والبحثي... يصرّ الغالبية منهم، على عدم الخروج من لغة الحبر إلى لغة يكتبها الناس ببلدانهم بدمهم.كيف لهؤلاء أن ينالوا جائزة نوبل؟ ولماذا؟ وهل من الممكن لمتنصل من مناصرة شعبه، أن يُعلّق له وسام تكريم عالمي؟يبدو أن التساؤل وارد، في حال فرّخ بعض المتوهمين من دون كلل أو ملل: عقلية توهم المؤامرة المتوارثة، فتقدم الأكاديمية السويدية مثلاً، وفي شكل استثنائي، على منح جائزة نوبل للآداب لمدوّن عربي على مواقع التواصل الاجتماعي بدلا من روائي أو شاعر معروف!**** شاعر وأكاديمي من لبنانالحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 07, 2022 04:52

November 22, 2022

تأثير أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية على استهلاك الثروة المائية وهدرها (محافظة عكار نموذجًا)

لورين جميل فياض - مجلة الحداثة
♦ لورين جميل فياض *
نبذة عن البحث
تعدّ أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية النظيفة، أحد أنجح الابتكارات الحديثة التي ساهمت في خفض نسب التلوث البيئي (Elliott, 2000)وآثاره، لكنها في الوقت عينه تساهم في هدر الثروة المائية التي تتناقص مع تفاقم حدّة التغيرات المناخية المستجدّة.تهدف هذه الورقة البحثية إلى تسليط الضوء على كيفية مساهمة أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية في هدر المياه المنزلية، ومن ثم اقتراح حلول مناسبة لوضع حدّ لهذا التسرّب الخفي المتنامي. وقد تمّ إجراء استبيان في محافظة عكار (شمال لبنان)، شمل مئة وخمسين وحدة سكنيّة تستخدم أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية، ومن خلال برنامج SPSS تم تبويب وتحليل نتائج الاستمارات التي تضمّن كل منها 33 سؤالًا.وفيما خلص البحث إلى عدد من النتائج، قدم توصيات يمكن الارتكاز عليها لمساعدة المعنيين في اتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة للحد من هدر مياه الشفّة من خلال عدة طرق.- الكلمات المفتاحية: أمن مائي، ترشيد، هدر الثروة المائية، مناخ، طاقة شمسية، عكار***
تعدّ البيئة المكان الذي نعيش فيه جميعًا، و"التنمية هي ما نحاول جميعًا عمله لتحسين نصيبنا في هذا المكان. والإثنان مرتبطان ولا يقبلان التجزئة" (حمّاد، 1995). وها هو التغير المناخي بكوارثه البيئية (IPCC، 2019)، لا تنحصر أثاره على منطقة أو دولة معينة. لذا كان لا بدّ من دعوة الأفراد والدول إلى تحمل مسؤولياتهم في حماية البيئة، وإيقاف الزحف المتسارع نحو ظروف مناخية أكثر تطرّفًا وأذى، وعليه طُبقت في العديد من المجتمعات، خطوات جدّية، كان أبرزها تغيير بعض السياسات والاستراتيجيات، واللّجوء الى أساليب حديثة تساعد في عملية التكيّف مع الظروف البيئية المستجدة، (White House, 2021)وعلى رأسها الأمن المائي، وكل التحديات التي تواجه قطاع المياه حول العالم. فالمياه الساخنة لم تعدّ منذ زمن من مظاهر الرفاهية، وأصبحت إحدى الحاجات الحياتية اليومية الأساسية رغم تكاليفها المادية والبيئية (Ravina, & al., 2020)، فكان الحلّ الأمثل هو اعتماد الطاقة الشمسية البديلة كوسيلة سليمة لتسخين المياه.في هذا الإطار نفّذت الدولة اللبنانية عدة خطط متكاملة عبر تسهيلات مصرفية خاصة، شجعت المواطنين على استبدال الأنظمة الكهربائية الملوثة بأخرى عاملة على الطاقة الشمسية لتسخين المياه المنزلية. محافظة عكار التي تستحوذ على الطرف الشمالي الأقصى من لبنان، لطالما عانت من حرمان شمل مختلف قطاعاتها الاقتصادية، وعلى الرغم من وجود خزانات مائية جوفية (UNDP, 2014) وفيضانات وسيولها الشتوية (Traboulsi, et al., 2004) إلا أن ازدياد الطلب على المياه أدى إلى تراجع الموارد المائية المتاحة (MOE, 1999)، حيث تعاني الكثير من قرى عكار وبلداتها من نقص حادّ في امدادات شبكة مياه الشفة مما دفع بالسكان المحليين للّجوء إلى الينابيع والآبار الخاصة العشوائية، لتأمين حاجاتهم المائية المنزلية، وقد أدى ذلك إلى انتشار وتنامي سلوكيات استهلاك عشوائية وغير سليمة للمياه. وبسبب تردّي الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، ونقص في خدمة التيار الكهربائي والتكلفة الباهظة لفواتير المولدات الكهربائية البديلة (مولّد اشتراك)، اجتاحت أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية بمنافعها البيئية والمادية المعروفة ليبرز مع الوقت، الوجه الآخر لتلك الأنظمة المتمثل برفع مستوى استهلاك المياه الباردة والساخنة، في المنازل المأهولة.
- أهمية الدراسةتبرز أهمية هذه الدراسة في تحديد أساليب صرف المياه المنزلية، وتسليط الضوء على الهدر المائي الناتج عن استخدام أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية بهدف إيجاد الحلول المناسبة لسدّ الثغرات في الأساليب الحديثة، والحصول على انتاجية صحيحة لوسائل الطاقة البديلة، ومكافحة ظاهرة الصرف العشوائي الناتج عن قلة الوعي لدى المستخدمين.
- الأهدافتتمثل الأهداف الأساسية في الآتي:· تحديد العوامل والسلوكيات التي تحكم استهلاك المياه الساخنة المنزلية.· تبيان الهدر المائي الإضافي لدى مستخدمي أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية.· تحديد نسبة الزيادة في استهلاك المياه المنزلية بعد تركيب أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية.· اقتراح توصيات وإجراءات لتنظيم استهلاك المياه في محافظة عكار وترشيدها.
- الإشكاليةيظهر في محافظة عكار (المساحة 788 كم2 وعدد السكان المقيمين يتجاوز 192 ألفًا)، خلل في الميزان المائي نتيجة لأسباب عدّة منها: استهلاك عشوائي للمياه العذبة، وازدياد الطلب عليها مع تراجع الموارد المائية المتاحة خاصة في الآونة الأخيرة بعد استقبال النازحين السوريين في المنطقة. وتكمن المشكلة الأبرز في الهدر المائي الخفي وغير الملحوظ من قبل المستهلكين والمسؤولين، فبالرغم من كل الحسنات الناتجة عن استخدام أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية إلا أن السكان يلاحظون بعض التغيرات في سلوكياتهم اليومية من حيث ارتفاع في استهلاك المياه المنزلية الساخنة، لكنهم لم يعطوا لتلك التغيرات أبعادًا بيئية سلبية؛ فالنقص في برامج التوعية والإرشاد البيئي، إضافة إلى ضعف الخبرة في طرق التركيب والاستخدام الأمثل للطاقة البديلة، يرفع من نسب الهدر المائي المنزلي، الأمر الذي يمكن معالجته وفق طرق علمية مدروسة وتوجيهات عامة من شأنها توفير المياه المهدورة.
- العمل الميدانيشمل العمل الميداني العديد من الطرق والوسائل، وتتلخص في الآتي:- الاستمارة: تشمل ثلاثًا وثلاثين سؤالًا، وتختص الأسئلة التسعة الأولى بتوصيف عيّنة البحث، أما الأسئلة المتبقية فتهدف إلى جمع معلومات تحدّد من خلالها طرق ممارسة استهلاك المياه الساخنة قبل تركيب السخّان المائي الشمسي وبعده، كما تساعد على تشكيل نظرة عامة عن الوعي المائي لدى المبحوثين. وتعتمد الأسئلة المناسبة للعادات والسلوكيات السائدة في المجتمع العكاري اللبناني ذات الصلة بالاستخدامات المائية اليومية.- العينة: تم اختيار عينة مؤلفة من 360 وحدة سكنية منتشرة في محافظة عكار (60 وحدة في كل منطقة جغرافية)، وجهت أسئلتها الى رب/ ربة الأسرة، حيث أجاب 100% منهم عن السؤال المنفرد التمهيدي، فكانت النتيجة أن 42.2% يستخدمون التكنولوجيا الحرارية الشمسية لتسخين المياه المنزلية. لذلك تم إجراء استبيان شمل 42.2% من العينة الأساسية أي 152 وحدة سكنية. كما تم إلغاء استمارتين لعدم استكمال الإجابات فيها، فكان العدد النهائي 150 استمارة كاملة، وذلك خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من العام 2021.- آلية العمل: اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي؛ فبعد جمع المعلومات تم فرز وتبويب الإجابات عبر استخدام برنامج (SPSS)، ومن ثم تحليل المعطيات والخروج بالنتائج والتوصيات المناسبة. وأثناء ملء الاستمارات تم اللجوء إلى برنامج Measure water flow لقياس كميات المياه المتدفقة من الصنابير في المنازل.(...)***

* باحثة لبنانية، تعدّ أطروحة دكتوراه في الجغرافيا في المعهد العالي للدكتوراه- الجامعة اللبنانية


المصادر والمراجع
1. Elliott, D. (2000). Renewable energy and sustainable futures. Futures 32,261–2747 doi: 10.1016/S0016-3287(99)00096-8
2. IPCC, (2019(. Summary for Policymakers. In: Climate Change and Land: an IPCC special report on climate change, desertification, land degradation, sustainable land management, food security, and greenhouse gas fluxes in terrestrial ecosystems.
3. MOE, (1999). Climate change. Technical annex to Lebanon’s first national communication. Final Report, National GHG mitigation strategy – Assessment of Lebanon’s vulnerability to climate change. Republic of Lebanon, Ministry of Environment.
4. NLWE, (2021). North Lebanon Water Establishment. https://eeln.gov.lb
5. Ravina, M., Gamberini, C., Casasso, A., & Panepinto, D. (2020). Environmental and Health Impacts of Domestic Hot Water (DHW) Boilers in Urban Areas: A Case Study from Turin, NW Italy. International Journal of Environmental Research and Public Health, 17 (2), 595. Doi.Org/10.3390/Ijerph17020595
6. Traboulsi, M. & Chamberlin, P. (2004). Années arrosées et années sèches au Proche-Orient. Relation avec la circulation atmosphérique régionale. Annales de l’Association Internationale de Climatologie, volume
7. UNDP, (2014). Assessment of Groundwater Resources of Lebanon. Bierut. www.lb.undp.org/content/Lebanon8. White House, (2021). “U.S.-Germany Climate and Energy Partnership”, fact sheet, July 15, https://www.whitehouse.gov/briefing-room/statements-releases/2021/07/15/fact-sheet-u-s-germany-climate-andenergy-partnership/. 9. حمّاد، د. كمال (1995). النظام القانوني الدولي لحماية البيئة، ص 9، لبنان
الحداثة (Al Hadatha) – س. 29- ع. 225/226 – خريف/شتاء - 2023 - 2022 Autumn/ WinterISSN: 2790-1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 22, 2022 08:59

الواقع الاقتصادي والمالي في لبنان منذ أواخر الثمانينيات حتى التحرير

فاديا نعيم حلال - مجلة الحداثة
♦ فاديا نعيم حلال *
نبذة عن البحث 
يتناول هذا البحث الوضع المالي في لبنان خلال الفترة الممتدة من العام 1988 ولغاية العام 2000، ولا سيما لناحية تبدّل سعر صرف الدولار الأميركي بسبب التلاعب به، وانهيار الليرة اللبنانية مقابله، وانعكاس هذا الأمر على الوضع الاقتصادي بقطاعاته كافة، وتحديدًا الزراعة والصناعة.- الكلمات المفاتيح: مال واقتصاد، انهيار الليرة، التحرير، لبنان***
في النصف الثاني من العام 1988، شهد القطاع الصناعي في لبنان، نموًا بفضل إرادة بعض الصناعيين، على الرغم من افتقار هذا القطاع إلى الاستثمارات الواسعة والتجهيزات اللازمة والتمويل الكافي، "فأصبح يُشكّل نحو 50 بالمئة من مجموع الدخل القومي، في حين أصبح القطاع الزراعي يشكل نحو 36 في المئة، أي إن نحو 86 في المئة تقريبًا من دخل اللبنانيين، أصبح مغطّى من القطاعين المنتجين، الصناعة والزراعة".[i]من هنا يبدو من المُلح توجيه الاهتمام نحو سياسة اقتصادية واعية، تحتوي هذين القطاعين، إضافة إلى قطاع الخدمات، من خلال تأمين الأموال اللازمة للاستثمار من جهة، ومن خلال تأمين المعطيات اللازمة من الدولة لهذه القطاعات من جهة أخرى، فتتحرك لتسويق الإنتاج اللبناني، وتعزيز المصانع، كما تتحرّك لتنشيط الخدمات والسياحة.وقد أثبتت الحرب الأهلية اللبنانية منذ 1975 إلى 1990م، أن "قطاع الخدمات غير قادر وحده على تأمين صمود الاقتصاد واستمراره، إذا لم يكن مرتكزًا على أرضية متينة وثابتة، تشكل البنى التحتية له، وهي القطاع المنتج. والاتكال على قطاع الخدمات لم يترافق مع الأسف، مع إمكانات لتطويره وتجهيزه، بل على العكس استُهدف منذ مطلع الحرب، ولم يتمكن العاملون في هذا الحقل من إعادة بناء ما تهدّم بسبب استمرار الحرب، فكان أن تحوّلت أرباح هذا القطاع إلى انتعاش فردي لم ينعكس على الدخل القومي".[ii]أمّا عن إمكانية عودة الحركة الطبيعية إلى الاقتصاد، والتدابير الواجب اتخاذها، فيقول الخبير الاقتصادي د. مروان إسكندر (1938م): "لم ينظر المسؤولون بعد في ما يجب اتخاذه لتأمين انتقال البلاد من ظروف الحرب إلى الوضع الطبيعي، بسبب تعديل وتغيير المقاييس والقوانين المعمول بها منذ ما قبل الحرب، لجهة التنظيم. فالرسوم الجمركية مثلًا لا تُدفع إلى الدولة، بل إلى قوى بديلة منها، فرضتها الحرب... أفقدت الدولة تاليا أهم مورد لها".[iii](...)***
* باحثة لبنانية - تعدّ أطروحة دكتوراه في التاريخ في المعهد العالي للدكتوراه – الجامعة اللبنانية
[i]- سابين عويس، المطلوب عدم تمويل القطاع العام من القروض والمساعدات، النهار العربي والدولي، 26 آب- 4 أيلول 1988، ص 3
[ii]- م. ن.
[iii]- مروان إسكندر، نظام ضريبي متدنِ واقتصاد يتعافى، وليس في طور النمو، النهار العربي والدولي، 18 أيلول 1988، ص 3
الحداثة (Al Hadatha) – س. 29- ع. 225/226 – خريف/شتاء - 2023 - 2022 Autumn/ WinterISSN: 2790-1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 22, 2022 08:46

الغنم والماعز عند اللّبنانييّن من خلال أمثالهم

مدلان حبيب حبيب - مجلة الحداثة
♦ مدلان حبيب حبيب *
 نبذة عن البحث
ربّى اللّبنانيّون الماشية للاستفادة من لحمها، وحليبها، وجلدها، وصوفها، وروثها، ولحراثة الأرض. وبرزت من ماشيتهم في الإفادة البقر، والغنم، والماعز. وأتناول في هذا البحث الغنم والماعز عندهم، على أن أخصّص للبقر بحثًا خاصًّا. فهل استطاع اللّبنانيّون من خلال تربيتهم لهما وتجربتهم معهما، التّوصّل إلى معرفة خصائصهما وطبائعهما؟ وهل انعكست هذه المعرفة في أمثالهما؟أمّا المثل، فمن أدقِّ تعريفاته القول: "المثل عبارة موجزة يستحسنها النّاس شكلًا ومضمونًا، فتنتشر فيما بينهم، ويتناقلها الخلف عن السّلف دون تغيير، متمثّلين بها غالبًا، في حالات مشابهة لما ضُرب لها المثل أصلًا، وإن جُهِلَ هذا الأصل".([1])- الكلمات المفاتيح: الأمثال، لبنان، ثقافة شعبية***
للأمثال أهمّيّة كبيرة من عدّة نواحٍ، أهمّها الحضاريّة، والتّربويّة، والوطنيّة. فالأمثال مرآة صادقة لحضارة الشّعب، وضروب تفكيره، ومناحي فلسفته، ومُثله الأخلاقيّة والاجتماعيّة. وهي، بما تتضمّنه من حِكم هي خلاصة التّجربة الإنسانيّة، تُسْهِم في تهذيب الأجيال، وتقويم الأخلاق، وإرشاد النّاس إلى الحقّ والخير والجمال.والأمثال، من النّاحية الوطنيّة، تربط ماضي الشّعب بحاضره، إنَّها جزء من التّراث، فكلّ مثل مستودع ذكرى، وقصّة عن أجدادنا، وجزء من تاريخنا.([ii])ونظرًا إلى أهميّة الأمثال، أكثرَ العرب من التّصنيف فيها،([iii]) كذلك فعل اللّبنانيّون. ولعلّ أهمّ مصنّفات الأمثال اللّبنانيّة، هي السّبعة الآتية الّتي اعتمدتها في هذا البحث، وهي بحسب ترتيبها الزّمنيّ:1- Proverbes et dictons syro -libanais للمونسنيور ميشال فغالي، وقد أثبّته في الحاشية بالرّمز فغالي.2- A dictionary of a modern Lebanese proverbs للدكتور أنيس فريحة. وقد أثبّته في الحاشية بالرّمز فريحة.3- الأمثال الشّعبيّة الجنوبيّة من خلال بلدة جباع لحَسَن الحرّ. وقد أثبّته في الحاشية بالرّمز الحرّ.4- Proverbes populaires du liban sud, saida et ses environs لفردينان أبيلا، وقد أثبته في الحاشية بالرّمز أبيلا.5- الأمثال العاميّة اللّبنانيّة وأثرها في المجتمع لعبد الرّزّاق رحم. وقد أثبّته في الحاشية بالرّمز رحم.6- إنسانيّات الأمثال الشّعبيّة اللّبنانيّة لزاهي ناضر. وقد أثبّته في الحاشية بالرّمز ناضر.7- موسوعة الأمثال اللّبنانيّة للدكتور إميل بديع يعقوب. وقد أثبّته في الحاشية بالرّمز يعقوب.(...) ***
* باحثة لبنانية - تعدّ أطروحة دكتوراه في اللغة العربية وآدابها في جامعة الجنان (لبنان)
[1]- موسوعة الأمثال اللّبنانيّة 1/ 18.
[ii]- انظر: موسوعة الأمثال اللّبنانيّة 1/ 20-23.
[iii]- انظر أسماء مصنّفات العرب في الأمثال في المصدر نفسه 1/25- 33.
المصادر والمراجع
- البعلبكي، منير: موسوعة المورد العربيّة، دائرة معارف ميسّرة مُقتبسة عن موسوعة المورد، دار العلم للملايين، بيروت، ط1، 1990م.
- بكار، يوسف حسين: شعر ربيعة الرقي، دار الأندلس، بيروت، ط2، 1984م.
- الثّعالبي، عبد الملك بن مُحمّد: التّمثيل والمحاضرة، تحقيق وشرح وفهرسة الدّكتور قصيّ الحسين، دار مكتبة الهلال، بيروت، لاط، لات.
- الجاحظ، عمرو بن بحر: الحيوان، تحقيق عبد السّلام هارون، دار الجيل، ودار الفكر، بيروت، لا ط، 1988م.
- الحرّ، حسن: الأمثال الشّعبيّة الجنوبيّة من خلال بلدة جباع، رسالة أعدّت لنيل شهادة الماجستير في اللّغة العربيّة وآدابها، لم تنشر، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، الفرع الأوّل، بيروت، 1981م.
- خليفة، ربيع محمّد: وديع الصّافي حياته وأغانيه، المؤسّسة الحديثة للكتاب، طرابلس، ط1، 2002م.
- رحم، عبد الرّزاق: الأمثال العاميّة اللّبنانيّة وأثرها في المجتمع، أطروحة أعدّت لنيل شهادة الدّكتوراه (حلقة ثالثة) في اللّغة العربيّة وآدابها في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، لم تنشر،1982م.
- الزّمخشري، محمود بن عمر: المستقصى في أمثال العرب، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط2، 1987م.
- العسكري، الحسن بن عبد اللّه، جمهرة الأمثال، تحقيق مُحمّد أبو الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش، دار الجبل، بيروت، ط2، 1988م.
- الميداني، أحمد بن مُحمّد: مجمع الأمثال، تحقيق مُحمّد محي الدّين عبد الحميد، دار القلم، بيروت، لا ط، لات.
- ناضر، زاهي: إنسانيّات الأمثال الشّعبيّة اللّبنانيّة، أطروحة أعدّت لنيل شهادة الدّكتوراه في الفلسفة (فئة أولى)، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، لم تُنشر، 1985م.
- يعقوب، إميل: موسوعة الأمثال اللّبنانيّة، جروس برس، طرابلس (لبنان)، 1993م.
- المراجع الأجنبيّة:
- Abella, Ferdinand- Joseph: proverbes populaires du liban sud, saida et ses environs, paris, maisonneuve et larose, 1981.- Freyha, Anis: A dictionary of modern Lebanese collated annotated and translated into English, Beirut, librairie du liban, 1974.- Feghali, Michel: Proverbes et dictons syro- libanais, paris, institut ethnologie, 1938.- Lamartine, Fables: Univers des lettres, bordas, 1ere edition, 1973.- Schauenberg, Paul et autres: L, univers des animaux, Genève, Italie.
الحداثة (Al Hadatha) – س. 29- ع. 225/226 – خريف/شتاء - 2023 - 2022 Autumn/ WinterISSN: 2790-1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 22, 2022 08:38

بواكير نشأة الحياة الثقافية العربية - أمثلة ونماذج من القرنين التاسع عشر والعشرين

د. فرحان صالح - مجلة الحداثة
♦ فرحان صالح *
نبذة عن البحث
يمكن القول إن الحياة الثقافية العربية الحديثة والمعاصرة بدأت مع محمد علي باشا (1769 – 1849م) في العام 1805، واستمرت المرحلة الأولى منها حتى العام 1841، حينما انسحب إبراهيم باشا (1789- 1848م) من سوريا ولبنان وفلسطين، منكفئًا عن طموحاته في أن تكون مصر دولة تتربع على عرش الشرق.ما يدفعنا لهذا القول هو أن تجربة محمد علي تعدّ أول تجربة سعت إلى الخروج من تحت عباءة السلطنة العثمانية، ومن تحت عباءة الاستعمار بشقيه الإنجليزي والفرنسي أيضًا. في حين أن تجربة "الضباط الأحرار" في العام 1952م، كانت أكثر جذرية، والسبب أنها أسقطت النظام الملكي الذي أصبح عبئًا على مصر وشعبها، وحررته من الاستعمار الإنجليزي الجاثم على جسد المصريين منذ فشل تجربة أحمد عرابي (1841- 1911م) في العام 1882، واحتلال الإنجليز لمصر.
- من عالم تقليدي إلى عالم جديدبرز جيل من المثقفين العرب الواعدين، وان كان رفاعة رافع الطهطاوي (1801- 1873م) يعدّ من أهم الرموز التي مثّلت وعبرت عن تلك المرحلة.الطهطاوي الذي يتم التركيز على موقعه في الحياة السياسية والحقوقية والاقتصادية المصرية، هو من العائلات العريقة في مصر وتوارثت العلوم الإسلامية، وكان محمد علي قد جرد عائلة الطهطاوي وغيرها من العائلات من ثرواتهم. كان هذا في العام 1813 حينما صادر أملاك الوقف وألحقها بمؤسسات الدولة، ما دفع الطهطاوي إلى الالتجاء إلى الأزهر لتكملة دراسته. وللصدف أن يكون معلمه حسن العطار (1766- 1835م) أحد أهم العلماء الكبار في الأزهر الذي زار فرنسا وتشبّع بعلومها وفنونها.هو هذا العالم الذي فتح للطهطاوي وغيره آفاقًا للمعرفة والاطلاع على تجارب جديدة، ستكون فرنسا المدرسة التي يريدون من مصر أن تكون نموذجًا عنها. وكان الحظ بانتظار الطهطاوي عندما تم تعيينه إمامًا لفرقة من فرق الجيش المصري، ثم إمامًا لأول بعثة أرسلها محمد علي إلى باريس.لكن سرعة التحولات والصراعات الدولية التي تهدف لوراثة الخلافة العثمانية وتقاسمها بين الانجليز والفرنسيين، هي ما حاول استغلالها محمد علي لتحقيق مشروعه في الانفصال عن الخلافة، وتحقيق مشروعه الإصلاحي، هذا المشروع الذي لا يمكن أن يُبنى إلا على رؤية لبناء مصر الجديدة، ولا يمكن أن يحصل إلا على أنقاض القديم. وكان هذا المشروع قد ارتكز على عقول ثلاثة روافد:أولا: على محمد علي في أبوته وحلمه.ثانيًا: على إبراهيم باشا في أحلامه العربية التوسعية.ثالثًا: على العقول المصرية التي تحلم بأرض تفلحها لتأكل منها.لقد تمثل هذا الحلم بأحد العقول التي عبرت عن أحلام كل المصريين، وكان الطهطاوي هو هذا الرمز، بما حمله هو وغيره ممن أرسلوا إلى باريس وعادوا بذخيرة معرفية وعلمية وفنية واقتصادية وثقافيه، أرادوا أن يزرعوها في بلدهم في مصر، وكان الطهطاري نقطة جذب لكل العقول الواعدة التي تجمعت أحلامها في مشروع محمد علي الذي حوّل الحلم إلى واقع. كان ذلك حينما أرسل محمد علي العديد من البعثات للتعرف على الانجازات العلمية في أوروبا... وكان الطهطاوي وغيره من أصحاب العقول الواعدة، عادوا كي يساهموا في تحقيق مشروع محمد علي، وتحويل مصر من العالم التقليدي إلى عالم جديد، وليزج بمن أرسلهم إلى الغرب لتغيير الواقع المصري التي تسوده عقليات قبلية وخلافة تناهشتها الأطماع الداخلية القبلية والخارجية الاستعمارية. لقد تأثر الطهطاوي بما يقوم به محمد علي، سواء بما يتعلق بتحديث الجيش، أم بما يقوم به من تحديث في كل المؤسسات المجتمعية.
- بدايات التعاون بين مصر ولبنان في عهد محمد عليقبل الدخول في الحديث عن التفاعل الثقافي بين مصر ولبنان، لا بدّ من الحديث عن التعاون الاقتصادي والعلمي ببن لبنان ومصر، "وقد يكون لبنان في التاريخ القديم والوسيط والحديث صورة لمصر للتعبير عن طموحاتها الخارجية"، يتحدث المؤرخ بولس قرألي (Paul Paolo Carali/ ؟ - 1952م)[i] في مذكراته التي نشرت في "المجلة السورية" العام 1927 عن هذا الدور، موضحًا أنه رافق حملة نابليون على مصر نخبة من الإداريين والمهنيين اللبنانيين، وللصدف عندما فشلت الحملة الفرنسية التحق هؤلاء جميعهم بمحمد علي... وكان باكورة التعاون بينهم أن طلب محمد علي في العام 1813 استحضار جالية لبنانية خبيرة بزراعة التوت لاستخراج نسيج الحرير وتطويره.كان من نتيجة هذه الدعوة أن ذهبت إلى مصر ثلاثون أسرة أغلبها من قرية ذوق مكايل، وتم انزال هذه العائلات في بهتيم وشبرا الخيمة. فغرست هذه الأسر شتول التوت، واشتغلت بتربية دود القز واستخراج الحرير. ثم إن محمد علي، بعد أن رأى نجاح المشروع وتحقيق الهدف، أمر بالتوسع، واقتطع للبنانيين العاملين فيه أربعة آلاف فدان في الوادي الشرقي، وأمر بحفر ألف ساقية للغرض نفسه.اشتغلت هذه الأسر (التي تضاعف عددها عدة مرات)، في هذا القطاع إلى آخر عهد محمد علي، وفيما بعد استقرت في مصر. ويلحظ قرألي أن خطار زيدان قد وثق ما قامت به هذه الأسر التي يقول إنها غرست سبعين ألف شجرة توت، وأن المعلم حنا النصراني كان عنده في شبرا 64 ألف اقة حرير، في حين بلغ عدد الأشجار المزروعة في مصر ستة ملايين شجرة، وبلغ الانتاج منه خمسين كنتالا.كما توجه اللبنانيون لزراعة أشجار الكرمة لتصنيع النبيذ، وساهموا في زراعة الأرز فبلغ الانتاج 250 ألف هيكتولتر صُدّر منها الثلثان إلى الخارج، وبلغ إنتاج منطقة رشيد فقط مائة وعشرة آلاف اردب. كذلك ساهم اللبنانيون بزراعة الحلبة والذرة فبلغ الانتاج منهما العام 1834 أحد عشر مليون هكتولتر... كان لنجاح هذه المشاريع دور في توثيق العلاقة بين محمد علي والجالية اللبنانية.يؤكد المؤرخ قرألي في مذكراته، أنه قبل احتلال نابليون لمصر لم تكن في مصر مطبعة، لكن عند فتح مدينة رومية استولي على المطبعة الشرقية الني كانت تابعة لإحدى الكليات. لكن عند مغادرة الفرنسيين لمصر، واستتباب الأمر لمحمد علي، أمر محمد علي بارسال نقولا المسابكي إلى ايطاليا ليدرس صناعة سك الحروف، ولما عاد من ايطاليا أنشأ له محمد علي مسبكا في بولاق وكلفه بإدارته. وقد أصبح في ما بعد، الأساس للمطبعة الأميرية.[ii]أما المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي (1753 – 1825م)[iii] فيذكر في كتابه المدعو إلياس جبارة النقاش اللبناني المسيحي من دير القمر الذي عرض على محمد علي مشروعًا لسكّ النقود، فارتاح محمد علي لهذا الاقتراح وعيّنه بوظيفة أمين القربخانة.ويتحدث قرألي عن راهب عينته الحملة الفرنسية ترجمانا على مصر سنة 1798، إلا أنه انتقل في ما بعد، لخدمة محمد علي، وقد أسهم هذا الراهب في تحديث الثقافة الطبية وتطويرها وترجم القاموس الصغير، كما ترجم لاحقًا كتاب القوانين المتعلقة بصناعة الحرير. وصدرت هذه القوانين عن مطبعة بولاق، كما نشرت لهذا الراهب أعمال أخرى.ويذكّر قرألي بدور بعض النخب اللبنانية الأخرى، فيقول: إن محمد علي كان قد كلف الطبيب كلوت بك بإدارة كلية الطب، فاعترضته مصاعب جمّة مثل جهل التلاميذ باللغة الفرنسية، أيضًا عدم وجود كتب مدرسية طبية.لذا استعان كلوت بك بالترجمة لالقاء الدروس الطبية، ثم ترجم بعض الكتب ونقلها إلى العربية. وكان مما ساعده في ذلك يوسف فرعون المسيحي الذي نقل إلى العربية أحد عشر كتابًا طبيًّا. كما ان يوحنا العنجوري وأوغسطين سكاكيني، وجورجي فتّال من لبنان، ترجموا العديد مـــــن الكتب الطبية، وشاركــــــوا فــــي وضع المناهج التي يحتاجها الطلاب في كلية الطب.ويوضح بولس قرألي الذي اعتمد في ما كتبه، على تاريخ الجبرتي ومصادر أخرى وشهود عيان عايشوا تلك المرحلة، أن حنا بحري كاتب يد إبراهيم باشا قد كلفه إبراهيم باشا حين إرسال الحملة إلى سوريا ولبنان، باستطلاع المنطقة المراد السيطرة عليها من قبل الجيش المصري، والتمهيد لذهاب الحملة العسكرية إلى سوريا، أيضا كان لمحمد علي حليف راسخ هو الأمير بشير الثاني الشهابي الكبير (1788 – 1840م).ويذكر سليمان أبو عز الدين (ابن ضهور العبادية - لبنان) أن إبراهيم باشا عيّن بحري دفتردارا لعموم سورية، كما فوّضه بالقيام بالأعمال المدنية والتجارية.هذه بعض اسهامات اللبنانيين الذين احتضنتهم مصر من ظلم الخلافة العثمانية.[iv] ويلاحظ المتابع لسياسة محمد علي وولده إبراهيم أن ما قاما به من اجراءات أدت إلى فصل الدين عن الدولة، ونزعت من يد الأوروبيين ما يمكن تسميته بحماية الأقليات الدينية التي أعطاها الباب العالي للإنجليز والفرنسيين، فمحمد علي أعطى الثقة الكاملة لهذه الشرائح المجتمعية، ما جعلت ولاءها كاملا لمصر ولمحمد علي من دون سواه.(...)***
* باحث لبناني، له عشرات المؤلفات والأبحاث والدراسات الفكرية والتاريخية.
[i]- بولس باولو قرألي: مؤرخ لبناني ماروني، من الكهان. أنشأ المجلة السورية سنة 1926 وسمّاها بعد 6 سنوات "المجلة البطريركية". ألف كتبًا بعضها باللغة الإيطالية. ومن العربية: فخر الدين المعني الثاني - 5 أجزاء، والسوريون في مصر جزآن صغيران إلى عهد محمد علي وحروب إبراهيم باشا المصري في سورية والأناضول. ينظر: الزركلي، خير الدين (2002). الأعلام، ط 15، بيروت: دار العلم للملايين، ج: 2، ص: 78
[ii]- ينظر: مذكرات الخوري بولس قرألي، "المجلة السورية"، القاهرة، مطبعة المقتطف والمقطم، السنة الثانية 1927
[iii]- ينظر: الجبرتي، عبد الرحمن (1998)، عجائب الآثار في التراجم والأخبار (أو تاريخ الجبرتي)، القاهرة: دار الكتب المصرية (3 أجزاء). وقد صدرت الطبعة الأولى عن مطبعة بولاق في العام 1879
[iv]- ينظر: صالح، فرحان (2019)، محمد علي وعبد الناصر - ارتسامات النهوض العربي الصعود والانكسار، القاهرة: الهيئة العامة لقصور الثقافة، ص 99

الحداثة (Al Hadatha) – س. 29- ع. 225/226 – خريف/شتاء - 2023 - 2022 Autumn/ WinterISSN: 2790-1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 22, 2022 08:26

مجلة الحداثة - Al Hadatha Journal

مجلة الحداثة
Al Hadatha Journal - A Refereed Academic Quarterly
مجلة فصلية أكاديمية محكّمة تُعنى بقضايا التراث الشعبي والحداثة
تصدر في لبنان منذ العام 1994 بناء على ترخيص من وزارة الاعلام (230 ت 21/9/1993)
ISSN/2790
...more
Follow مجلة الحداثة's blog with rss.