مجلة الحداثة's Blog: مجلة الحداثة - Al Hadatha Journal, page 8

السياسة السوفياتية إزاء القضية الفلسطينية (1917 – 1967)

♦ سماح وليد معتوق الصباغ *
نبذة عن البحث
يسلّط هذا البحث الضوء على المنحى العام للدبلوماسية السوفياتية في تعاطيها مع القضية الفلسطينية، وتبيان أهم التبدّلات الطارئة على النهج "الموسكوبي" (Muscovy)** المتبع في ما يختصّ بالصراع العربي - الإسرائيلي بأهم مفاصله المحدّدة بنكبة العام 1948، والعدوان الثلاثي على مصر العام 1956، بالإضافة إلى نكسة العام 1967.يعالج البحث أيضًا، أهم العوامل التي أدت دورًا مهمًا في ترسيم المواقف السوفياتية وتحورّها بصدد النزاع العربي الصهيوني.- الكلمات المفاتيح: القضية الفلسطينية، الاتحاد السوفياتي، الصراع العربي - الإسرائيلي
***
ما إن انتهت الحرب العالمية الثانية (1 أيلول 1939 - 2 أيلول 1945م)، حتى اشتدّت المنافسة الأنكلو- ساكسونية([i]) في ميدان النفط. أما بما يخصّ القضايا الخارجية، فقد كانت واشنطن مهتّمة بمستقبل آسيا الشرقية، ومهملة لقضايا الشرق الأوسط المعقّدة، وجاء تحّرك السوفيات نحو إيران وتركيا ليُخلّف آثارًا عميقة، إذ كشف عن إرادة الكرملين([ii]) بأن لا تترك الشرق الأوسط خاضعًا للنفوذ المطلق الذي مارسه الغرب الأوروبي بعد الحرب العالمية الأولى (28 تموز 1914 – 11 تشرين الثاني 1918)، وسجّل هذا التحرّك بداية مرحلة الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي والغربي في منطقة الشرق الأوسط، وقاد بالتدريج الولايات المتحدة إلى إيلاء هذه المنطقة أهمية سياسية، ومن ثم دفع الصراع العربي - الإسرائيلي حكومة واشنطن إلى تركيز اهتمامها في شؤون العالم العربي.وهكذا، فجّر الصراع العربي- الإسرائيلي أزمة الشرق الأوسط، وما تلاها من تطورات ومحاولات لتسوية الأزمة التي طُرحت على طاولة البحث الدولي، لتحدّد مواقف الدول الكبرى من القضية الفلسطينية، وبخاصة موقف الاتحاد السوفياتي منها. علمًا أن موقف الاتحاد السوفياتي من القضية الفلسطينية قد تطوّر إلى حدٍّ كبير منذ الثورة البلشفية (Bolshevik Revolution)، وذلك استجابة لاعتبارات متعددة سياسية واستراتيجية وإيديولوجية، وحتى براغماتية نفعية.([iii])
- التطور المرحلي للسياسة السوفياتية إزاء القضية الفلسطينيةتطورت السياسة السوفياتية تجاه القضية الفلسطينية إلى حدّ كبير منذ العام 1917، وقد كان لهذا التبلور علامات ومنعطفات رئيسة، جزّأته إلى أربع مراحل رئيسة هي:المرحلة الأولى: تمتد منذ قيام الثورة البلشفية العام 1917 إلى حين التئام المؤتمر السابع للكومنترن (Comintern) العام 1935.([iv])المرحلة الثانية: تنطلق حيثيات المرحلة الثانية مع انعقاد المؤتمر السابع للأممية الشيوعية العام 1935 وتستمر حتى إعلان قيام الدولة الصهيونية العام 1948.المرحلة الثالثة: تتأطّر المحدّدات الزمنية للمرحلة الثالثة بولادة الكيان الإسرائيلي العام 1948 وتستمر حتى التئام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي بُعيد وفاة ستالين (Stalin) العام 1953.المرحلة الرابعة: تستمر من العام 1953 وحتى وقوع النكسة العام 1967.(...) ***
* باحثة لبنانية – حائزة شهادة دكتوراه في التاريخ - الجامعة اللبنانية
** الموسكوبي: وتسمّى أيضًا دوقية موسكوبي الكبرى. إمارة تأسست في القرن الثالث عشر، وتركزت في مدينة موسكو القديمة. سيطر حكامها تدريجيًّا على الإمارات الروسية العظمى المجاورة، وأسسوا الإمبراطورية الروسية تحت قيادة القياصرة، واستمرت إل القرن السادس عشر.كذلك هناك مصطلح بالاسم نفسه، أطلقه سكان السعودية في العام 1927م، على المواد الغذائية الواردة من الاتحاد السوفيتي لجودتها العالية، ومعنى «الموسكوبي» أي من موسكو.[i] المنافسة الأنكلو – ساكسونية: هي المنافسة الناشئة بين البلدان الناطقة باللغة الإنكليزية وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.[ii] الكرملين: مثّل مجلس شيوخ الكرملين أعلى سلطة قضائية ومكتب تشريعي في عهد القيصرية الروسية. وحاليًا يقع الكرملين ضمن دائرة الإدارة الرئاسية الروسية.[iii] أمل مخائيل بشور: دراسة في تاريخ سوريا السياسي المعاصر، توزيع جروس برس، طرابلس – لبنان، 2003، ص 59[iv] الكومنترن أو الأممية الشيوعية: منظمة دولية شيوعية أُنشئت في موسكو بتاريخ آذار/ مارس 1919. دعا مؤتمرها التأسيسي إلى المحاربة بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك القوة المسلحة من أجل إسقاط البرجوازية الدولية، وإنشاء الجمهورية السوفياتية الدولية كمرحلة انتقالية وصولًا إلى الإلغاء الكامل للدولة.

الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023ISSN: 2790-1785
الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha

Étude de la combinaison des techniques de marketing commercial avec la propagande de guerre dans le cas de la révolution syrienne

♦ Rami Antoine Fawaz *


نبذة عن البحث باللغة العربية
الدمج بين تقنيات التسويق التجاري وبروباغندا الحرب في حالة الثورة السورية
(دراسة تطبيقية)
يلحظ متابعون أنه خلال الأزمات، تلجأ الأنظمة السياسية ووسائل الإعلام إلى خطط التسويق السياسي من أجل إيصال الرسائل والترويج لأفكارها. يعتمد هذا النوع من التواصل السياسي بشكل عام، على تقنيات التسويق التجاري. كذلك على نحو مماثل، تميل وسائل الإعلام في حالة نشوب نزاع مسلح، إلى استخدام تقنيات "بروباغندا" الحرب. وبالتالي، كلما ازداد الوضع تعقيدًا وازدادت معه المخاطر، أصبح الجمع بين تقنيات التسويق التجاري والدعاية الحربية ضروريًّا، كما هو الحال في سوريا.بدأت "الثورة السورية" (2011م) بمظاهرات يغلب عليها الطابع السلمي ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ومنذ بداية التظاهرات، تبنت وسائل الإعلام السائدة (الغربية والخليجية) موقفًا معاديًا للنظام ويصبّ في مصلحة الثورة، وذلك عبر استراتيجيات مماثلة لتقنيات التسويق التجاري. ومع تحول الوضع إلى نزاع مسلح، بات اللجوء إلى بروباغندا الحرب أمرًا ضروريًّا.يهدف هذا البحث إلى دراسة كيفية تعايش تقنيات التسويق التجاري والدعاية الحربية في هذا النوع من الحالات السياسية ذات النزعة المسلحة. كما يهدف إلى التركيز على الطريقة التي يتم فيها الدمج بين هاتين التقنيتين من قبل وسائل الإعلام السائدة، بهدف تكثيف حملتها الدعائية.- الكلمات المفاتيح: سوريا – ثورة – حرب – دعاية – بروباغندا – تضليل – الإعلام السائد
***
- Résumé: Il est un fait avéré qu’en temps de crise, les régimes politiques et les médias recourent à des plans de marketing politique, afin de transmettre des messages et promouvoir leurs idées. Cette forme de communication politique est généralement basée sur les techniques de marketing commercial. Pareillement et dans ce sens, en cas de conflit armé, les médias auront tendance à utiliser les techniques de propagande de guerre. Ainsi, plus les situations deviennent complexes et les enjeux importants, plus la combinaison des techniques publicitaires commerciales et de la propagande de guerre s’imposent. C’est le cas de la Syrie. Ainsi, la révolution syrienne va débuter par des manifestations majoritairement pacifiques contre le régime du président Bashar al-Assad. Depuis les premières manifestations, les médias dominants (occidentaux et du Golfe) vont adopter une position hostile au régime et en faveur de la révolution, et ce via stratégies qui ressemblent aux techniques publicitaires commerciales. Au fur et à mesure de la transformation de la situation en conflit armé, la propagande de guerre deviendra impérative. Cette recherche vise à étudier comment les techniques de marketing commercial et la propagande de guerre cohabitent dans ce type de situations politiques et belligérantes. Mais aussi; comment les médias dominants combinent-ils ces deux techniques, afin d’intensifier leur campagne de propagande.- Mots-clés: Syrie – Révolution – Guerre – Marketing – Propagande – Manipulation – Bandwagon – Médias dominants
(...)***

* رامي أنطوان فواز: باحث لبناني - يعدّ أطروحة دكتوراه في الإعلام والتواصل في كلية العلوم الإنسانية - جامعة القديس يوسف (بيروت).
* Rami Antoine Fawaz: doctorant en Sciences humaines à l’Université Saint-Joseph de Beyrouth - Spécialité: Information et Communication. Il prépare sa thèse intitulée La communication durant la révolution syrienne: Valeurs universelles et contexte particulier. L’intérêt de son projet est d’élucider le fonctionnement et les effets de la communication au sein de ce qu’on appelle les révolutions colorées, à la lumière de la rencontre de l’universalisme des valeurs avec le particularisme des situations politiques concrètes.***- BIBLIOGRAPHIE:
- A BBC Trust report on the impartiality and accuracy of the BBC’s coverage of the events known as the “Arab Spring” June 2012- ABDULHAMID, Ammar, BALLEN, Ken. World must stand with Syrian people against tyranny. CNN. United States of America. April 15, 2011 https://edition.cnn. com/2011/OPINION/04/15/abdulhamid. ballen. syria/index.html- ABRAMS, Elliott. Ridding Syria of a despot. The Washington Post. United States of America. March 25, 2011 https://www.washingtonpost.com/opinions/rid-ding-syria-of-a-despot/2011/03/25/AFSRRVYB_story.html- By The Associated Press. Syrian Activists Begin Sit-In For Assad Ouster. WBUR. Boston, USA. April 18, 2011 https://www. wbur. org/news/2011/04/18/syrian-activists-begin-sit-in- By the CNN Wire Staff. Al-Assad lifts unpopular emergency law, special court. CNN. Atlanta, Georgia, United States of America. April 21, 2011 http://edition.cnn. com/2011/WORLD/meast/04/21/syria. unrest/index.html- CHAKOTIN, Serge. The Rape of the Masses: The Psychology of Totalitarian Political Propaganda. GEORGE ROUTLEDGE & SONS, LTD. London, England. 1940.- Country Profile: Syria. Background on the politics, economy and foreign relations of Syria. Al-Jazeera English. Doha, Qatar. March 24, 2011. https://www.aljazeera. com/news/2011/3/24/country-profile-syria- DENÉCÉ, Éric. La face cachée des révolutions arabes. Centre français de Recherche sur le Renseignement. Éditions Ellipses. Paris, France. 2012.- FLOCK, Elizabeth. Syria revolution: A revolt brews against Bashar al- Assad’s regime. The Washington Post. United States of America. March 15, 2011. https://www.washingtonpost. com/blogs/blogpost/post/syria-revolution-revolt-against-bashar-al--assads-regime/2011/03/15/ABrwNEX_blog. html- HILLEARY, Cecily. Experts Skeptical Syria's Assad Will Resign. Voice of America. Washington, D. C., United States of America. August 17, 2011 https://www. voanews. com/a/experts-skeptical-about-assad-departure-128006503/143 982. html- In Syria, Demonstrations Are Few and Brief. The New York Times. United States of America. March 16, 2011 https://www.nytimes.com/2011/03/17/world/middleeast/17syria.html? searchResultPosition=4- Le Monde avec AFP et Reuters. La Ligue arabe suspend la Syrie et exige des sanctions. Le Monde. Paris, France. 12 Novembre 2011 https://www.lemonde.fr/proche-orient/article/2011/11/12/la-ligue-arabe-exclut-la-syrie-et-exige-des-sanctions_1603010_3218. html- MEKAY, Emad. Winds of change reach Syria. Al-Jazeera English. Doha, Qatar. April 8, 2011. https://www.aljazeera.com/opinions/2011/4/8/winds-of-change-reach-syria- MOHAMMED, Arshad. OWEIS, Khaled Yacoub. U. S. imposes sanctions on Syria’s Assad. Reuters. London, UK. MAY 18, 2011 https://www.reuters.com/article/us-syria-idUSLDE73N02P20110518- MORELLI, Anne. Principes élémentaires de propagande de guerre: utilisables en cas de guerre froide, chaude ou tiède ... Les Éditions Aden. Bruxelles, Belgique. Septembre 2010.- NEWS WIRES. France ready to seek UN Syria vote despite Russia. France 24. Paris, France. 07/06/2011 https://www.france24.com/en/20110607-france-un-resolution-condemn-syria-crackdown-russia-veto-juppe- OWEIS, Khaled Yacoub. MOHAMMED, Arshad. U. S. imposes sanctions on Syria’s Assad. Reuters. London, UK. May 18, 2011. https://www.reuters.com/article/us-syria-idUSLDE73N02P20110518- OWEIS, Khaled Yacoub. Syria govt approves lifting 48-year emergency rule. Reuters. London, UK. APRIL 20, 2011 https://www. reuters. com/article/idINIndia-56449920110420- Protests Spread Against Assad Rule in Syria. Consumer News and Business Channel CNBC. Englewood Cliffs, New Jersey, USA. March 25, 2011. https://www.cnbc. com/2011/03/25/protests-spread-against-assad-rule-in-syria.html- SHABO, Magedah E. Techniques of Propaganda and Persuasion. Prestwick House, Inc. United States of America. 2008.- SHARANSKY, Natan. A Moment of Moral Clarity. The New York Times. United States of America. May 16, 2011- SHARP, Gene. De la dictature à la démocratie: Un cadre conceptuel pour la libération. L’Harmattan, Paris. 2009- SIMONS, Greg. Propaganda and the Information war Against Syria: The Latest War for Peace IN The Changing Face of Warfare in the 21st Century. Routledge, England. 2017.- Syria protests: Bashar al-Assad lifts emergency law. BBC. London, UK. April 21, 2011. https://www. bbc. com/news/world-middle-east-13161329- Syria: 'Hundreds of thousands' join anti-Assad protests. BBC. London, UK. July 2, 2011. https://www. bbc. com/news/world-middle-east-13988701- TABBARA, M Yaser. Syria’s coming revolution? Al-Jazeera English. Doha, Qatar. March 22, 2011. https://www.aljazeera.com/opinions/2011/3/22/syrias-coming-revolution/- TABLER, Andrew J. Syria: One Step Forward, One Step Back. Washington Institute. United States of America. April 20, 2011. https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/syria-one-step-forward-one-step-back- UKMAN, Jason. SLY, Liz. Obama: Syrian President Assad must step down. The Washington Post. United States of America. August 18, 201. https://www.washingtonpost. com/blogs/checkpoint-washington/post/obama-syrian-president-assad-must-step-down/2011/08/18/gIQAM75UNJ_blog.html- WILSON, Scott. WARRICK, Joby. Assad must go, Obama says. The Washington Post. United States of America. August 18, 2011 https://www.washingtonpost.com/politics/assad-must-go-obama-says/2011/08/18/gIQAelheOJ_story.html- ZIADEH, Radwan. The Syrian Revolution: The Role of "Emerging Leaders". Middle East Institute. Washington D. C. USA. August 1, 2011 https://mei.edu/publications/syrian-revolution-role-emerging-leaders
الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023ISSN: 2790-1785
الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha

Étude de la combinaison des techniques de marketing commercial avec la propagande de guerre dans le cas de la révolution syrienne

♦ Rami Antoine Fawaz *


نبذة عن البحث باللغة العربية
الدمج بين تقنيات التسويق التجاري وبروباغندا الحرب في حالة الثورة السورية
(دراسة تطبيقية)
يلحظ متابعون أنه خلال الأزمات، تلجأ الأنظمة السياسية ووسائل الإعلام إلى خطط التسويق السياسي من أجل إيصال الرسائل والترويج لأفكارها. يعتمد هذا النوع من التواصل السياسي بشكل عام، على تقنيات التسويق التجاري. كذلك على نحو مماثل، تميل وسائل الإعلام في حالة نشوب نزاع مسلح، إلى استخدام تقنيات "بروباغندا" الحرب. وبالتالي، كلما ازداد الوضع تعقيدًا وازدادت معه المخاطر، أصبح الجمع بين تقنيات التسويق التجاري والدعاية الحربية ضروريًّا، كما هو الحال في سوريا.بدأت "الثورة السورية" (2011م) بمظاهرات يغلب عليها الطابع السلمي ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ومنذ بداية التظاهرات، تبنت وسائل الإعلام السائدة (الغربية والخليجية) موقفًا معاديًا للنظام ويصبّ في مصلحة الثورة، وذلك عبر استراتيجيات مماثلة لتقنيات التسويق التجاري. ومع تحول الوضع إلى نزاع مسلح، بات اللجوء إلى بروباغندا الحرب أمرًا ضروريًّا.يهدف هذا البحث إلى دراسة كيفية تعايش تقنيات التسويق التجاري والدعاية الحربية في هذا النوع من الحالات السياسية ذات النزعة المسلحة. كما يهدف إلى التركيز على الطريقة التي يتم فيها الدمج بين هاتين التقنيتين من قبل وسائل الإعلام السائدة، بهدف تكثيف حملتها الدعائية.- الكلمات المفاتيح: سوريا – ثورة – حرب – دعاية – بروباغندا – تضليل – الإعلام السائد
***
- Résumé: Il est un fait avéré qu’en temps de crise, les régimes politiques et les médias recourent à des plans de marketing politique, afin de transmettre des messages et promouvoir leurs idées. Cette forme de communication politique est généralement basée sur les techniques de marketing commercial. Pareillement et dans ce sens, en cas de conflit armé, les médias auront tendance à utiliser les techniques de propagande de guerre. Ainsi, plus les situations deviennent complexes et les enjeux importants, plus la combinaison des techniques publicitaires commerciales et de la propagande de guerre s’imposent. C’est le cas de la Syrie. Ainsi, la révolution syrienne va débuter par des manifestations majoritairement pacifiques contre le régime du président Bashar al-Assad. Depuis les premières manifestations, les médias dominants (occidentaux et du Golfe) vont adopter une position hostile au régime et en faveur de la révolution, et ce via stratégies qui ressemblent aux techniques publicitaires commerciales. Au fur et à mesure de la transformation de la situation en conflit armé, la propagande de guerre deviendra impérative. Cette recherche vise à étudier comment les techniques de marketing commercial et la propagande de guerre cohabitent dans ce type de situations politiques et belligérantes. Mais aussi; comment les médias dominants combinent-ils ces deux techniques, afin d’intensifier leur campagne de propagande.- Mots-clés: Syrie – Révolution – Guerre – Marketing – Propagande – Manipulation – Bandwagon – Médias dominants
(...)***

* رامي أنطوان فواز: باحث لبناني - يعدّ أطروحة دكتوراه في الإعلام والتواصل في كلية العلوم الإنسانية - جامعة القديس يوسف (بيروت).
* Rami Antoine Fawaz: doctorant en Sciences humaines à l’Université Saint-Joseph de Beyrouth - Spécialité: Information et Communication. Il prépare sa thèse intitulée La communication durant la révolution syrienne: Valeurs universelles et contexte particulier. L’intérêt de son projet est d’élucider le fonctionnement et les effets de la communication au sein de ce qu’on appelle les révolutions colorées, à la lumière de la rencontre de l’universalisme des valeurs avec le particularisme des situations politiques concrètes.***- BIBLIOGRAPHIE:
- A BBC Trust report on the impartiality and accuracy of the BBC’s coverage of the events known as the “Arab Spring” June 2012- ABDULHAMID, Ammar, BALLEN, Ken. World must stand with Syrian people against tyranny. CNN. United States of America. April 15, 2011 https://edition.cnn. com/2011/OPINION/04/15/abdulhamid. ballen. syria/index.html- ABRAMS, Elliott. Ridding Syria of a despot. The Washington Post. United States of America. March 25, 2011 https://www.washingtonpost.com/opinions/rid-ding-syria-of-a-despot/2011/03/25/AFSRRVYB_story.html- By The Associated Press. Syrian Activists Begin Sit-In For Assad Ouster. WBUR. Boston, USA. April 18, 2011 https://www. wbur. org/news/2011/04/18/syrian-activists-begin-sit-in- By the CNN Wire Staff. Al-Assad lifts unpopular emergency law, special court. CNN. Atlanta, Georgia, United States of America. April 21, 2011 http://edition.cnn. com/2011/WORLD/meast/04/21/syria. unrest/index.html- CHAKOTIN, Serge. The Rape of the Masses: The Psychology of Totalitarian Political Propaganda. GEORGE ROUTLEDGE & SONS, LTD. London, England. 1940.- Country Profile: Syria. Background on the politics, economy and foreign relations of Syria. Al-Jazeera English. Doha, Qatar. March 24, 2011. https://www.aljazeera. com/news/2011/3/24/country-profile-syria- DENÉCÉ, Éric. La face cachée des révolutions arabes. Centre français de Recherche sur le Renseignement. Éditions Ellipses. Paris, France. 2012.- FLOCK, Elizabeth. Syria revolution: A revolt brews against Bashar al- Assad’s regime. The Washington Post. United States of America. March 15, 2011. https://www.washingtonpost. com/blogs/blogpost/post/syria-revolution-revolt-against-bashar-al--assads-regime/2011/03/15/ABrwNEX_blog. html- HILLEARY, Cecily. Experts Skeptical Syria's Assad Will Resign. Voice of America. Washington, D. C., United States of America. August 17, 2011 https://www. voanews. com/a/experts-skeptical-about-assad-departure-128006503/143 982. html- In Syria, Demonstrations Are Few and Brief. The New York Times. United States of America. March 16, 2011 https://www.nytimes.com/2011/03/17/world/middleeast/17syria.html? searchResultPosition=4- Le Monde avec AFP et Reuters. La Ligue arabe suspend la Syrie et exige des sanctions. Le Monde. Paris, France. 12 Novembre 2011 https://www.lemonde.fr/proche-orient/article/2011/11/12/la-ligue-arabe-exclut-la-syrie-et-exige-des-sanctions_1603010_3218. html- MEKAY, Emad. Winds of change reach Syria. Al-Jazeera English. Doha, Qatar. April 8, 2011. https://www.aljazeera.com/opinions/2011/4/8/winds-of-change-reach-syria- MOHAMMED, Arshad. OWEIS, Khaled Yacoub. U. S. imposes sanctions on Syria’s Assad. Reuters. London, UK. MAY 18, 2011 https://www.reuters.com/article/us-syria-idUSLDE73N02P20110518- MORELLI, Anne. Principes élémentaires de propagande de guerre: utilisables en cas de guerre froide, chaude ou tiède ... Les Éditions Aden. Bruxelles, Belgique. Septembre 2010.- NEWS WIRES. France ready to seek UN Syria vote despite Russia. France 24. Paris, France. 07/06/2011 https://www.france24.com/en/20110607-france-un-resolution-condemn-syria-crackdown-russia-veto-juppe- OWEIS, Khaled Yacoub. MOHAMMED, Arshad. U. S. imposes sanctions on Syria’s Assad. Reuters. London, UK. May 18, 2011. https://www.reuters.com/article/us-syria-idUSLDE73N02P20110518- OWEIS, Khaled Yacoub. Syria govt approves lifting 48-year emergency rule. Reuters. London, UK. APRIL 20, 2011 https://www. reuters. com/article/idINIndia-56449920110420- Protests Spread Against Assad Rule in Syria. Consumer News and Business Channel CNBC. Englewood Cliffs, New Jersey, USA. March 25, 2011. https://www.cnbc. com/2011/03/25/protests-spread-against-assad-rule-in-syria.html- SHABO, Magedah E. Techniques of Propaganda and Persuasion. Prestwick House, Inc. United States of America. 2008.- SHARANSKY, Natan. A Moment of Moral Clarity. The New York Times. United States of America. May 16, 2011- SHARP, Gene. De la dictature à la démocratie: Un cadre conceptuel pour la libération. L’Harmattan, Paris. 2009- SIMONS, Greg. Propaganda and the Information war Against Syria: The Latest War for Peace IN The Changing Face of Warfare in the 21st Century. Routledge, England. 2017.- Syria protests: Bashar al-Assad lifts emergency law. BBC. London, UK. April 21, 2011. https://www. bbc. com/news/world-middle-east-13161329- Syria: 'Hundreds of thousands' join anti-Assad protests. BBC. London, UK. July 2, 2011. https://www. bbc. com/news/world-middle-east-13988701- TABBARA, M Yaser. Syria’s coming revolution? Al-Jazeera English. Doha, Qatar. March 22, 2011. https://www.aljazeera.com/opinions/2011/3/22/syrias-coming-revolution/- TABLER, Andrew J. Syria: One Step Forward, One Step Back. Washington Institute. United States of America. April 20, 2011. https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/syria-one-step-forward-one-step-back- UKMAN, Jason. SLY, Liz. Obama: Syrian President Assad must step down. The Washington Post. United States of America. August 18, 201. https://www.washingtonpost. com/blogs/checkpoint-washington/post/obama-syrian-president-assad-must-step-down/2011/08/18/gIQAM75UNJ_blog.html- WILSON, Scott. WARRICK, Joby. Assad must go, Obama says. The Washington Post. United States of America. August 18, 2011 https://www.washingtonpost.com/politics/assad-must-go-obama-says/2011/08/18/gIQAelheOJ_story.html- ZIADEH, Radwan. The Syrian Revolution: The Role of "Emerging Leaders". Middle East Institute. Washington D. C. USA. August 1, 2011 https://mei.edu/publications/syrian-revolution-role-emerging-leaders
الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023ISSN: 2790-1785
الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha

La supervision pédagogique comme dimension incontournable de la formation pratique en travail social (Exemples de chargés de stage à l'Université Libanaise)

♦ Christine Francis El Khoury *
نبذة عن البحث
الإشراف التربوي كبعد أساسي للتدريب في العمل الاجتماعي
(نماذج من مشرفي التدريب في الجامعة اللبنانية)
تعالج هذه الدراسة موضوع الإشراف التربوي على تدريب طلاب العمل الصحيّ الاجتماعيّ في الجامعة اللبنانية. إذ إنَّ عملي المهني قادني إلى الاهتمام بهذا الموضوع، بعدما لاحظت كمُدرسة في هذا المجال، العديد من الثغرات في مسار الإشراف على تدريب الطلاب، ولا سيما في الجامعة اللبنانية (العينة المختارة).أظهرت نتائج الدراسة، أهمية الإشراف التربوي، وتأثيره الإيجابي على نجاح الطالب، وبناء هوية مهنية عالية الجودة في العمل الاجتماعي، ويبقى المسؤول عن التدريب من قبل الجامعة، هو الفاعل الأساسي في مسار عملية تدريب الطلاب.- الكلمات المفاتيح: الاشراف التربوي، الجامعة اللبنانية، التدريب التربوي، الممارسة المهنية***
- Résumé: Cet article traite de la question de la supervision pédagogique propre aux étudiants inscrits au programme de la licence en Travail Médico-Social à l’Université Libanaise. L’intérêt pour ce sujet de recherche est issu de notre observation participante, en tant qu’enseignante à l’UL, vu les lacunes dans le déroulement de la supervision des stages sur le terrain. Les résultats de notre recherche révèlent l’importance de la supervision pédagogique, son impact sur la réussite des stages et l’édification d’une identité professionnelle de qualité en Travail Social. L’acteur incontournable de ce processus de supervision reste le chargé de stage, désigné par l’université.
- Mots clés: supervision pédagogique, apprentissage sociocognitif, stage, travail social
(...)***
* كريستين فرنسيس الخوري: باحثة لبنانية ومدرّسة. تعدّ أطروحة دكتوراه في العلوم الاجتماعية في المعهد العالي للدكتوراه – الجامعة اللبنانية. عضوة ومستشارة في الهيئة الإدارية لنقابة الاختصاصين في العمل الاجتماعي في لبنان.* Christine Francis El Khoury: Enseignant - Chercheur libanais - préparant une thèse de doctorat en sciences sociales - Ecole Doctorale des Lettres & des Sciences Humaines & Sociales - Université Libanaise. Membre et conseillée au comité de direction du Syndicat des Travailleurs Sociaux au Liban.
- Références
- ARGYRS C. et SCHON D.A. (1998). organizational learning: a theory of action perspective. New York: Addison Wesley publishing company.- Arizona State University. (2021, Aout). Field education manual. Récupéré sur School of Social work: https://socialwork.asu.edu.- BANDURA. (2010). Auto efficacité. Le sentiment d'efficaité personnel. Paris: Editions de Boeck.- BOUTET, M. ROUSSEAU, N. (2002). les enjeux de la supervision pédagogique des stages. Québec: Presses de l'Université du Québec.- CHAMMAS. (2001, Automne-hiver). Quand l’action invente et réinvente le savoir. Revue Intervention, pp. 16-23.- École de travail social, UQAM. (2017, Décembre). Guide de stage. Récupéré sur Faculté des sciences humaines - Université du Québec à Montréal: https://www.travailsocial.uqam.ca/- ELFS. (2022). Guide de la formation par la pratique en travail ocial. Beyrouth: USJ.- IRTS. (2017). Guide des études 2017-2020. Récupéré sur InstitutRégional du travail Social -Hauts-de-France: https://irtshdf.fr- RACINE Guilaine et LEGAULT Barbara. (2001, Automne-hiver). La pluralité des savoirs dans la pratique du traval social. Revue Intervention, 6-15.- RACINE, G., CAMERON, S., LEBLANC, H. (2004). Perception de stagiaires de leurs expériences de stage en service social. Intervention, 78-95.- UNIVERSITE LIBANAISE. (2021, mai). Specification program. Récupéré sur Faculté de Santé Publique: https://ul.edu.lb/files/ludocs/ULFPH-TMS.- UNIVERSITE LAVAL. (2018, Aout). Guide des stages . Récupéré sur l'Ecole de Travail Social et de Criminologie de l'Université Laval - ETSC: https://www.stages.fss.ulaval
الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023 ISSN: 2790-1785
الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha

La supervision pédagogique comme dimension incontournable de la formation pratique en travail social (Exemples de chargés de stage à l'Université Libanaise)

♦ Christine Francis El Khoury *
نبذة عن البحث
الإشراف التربوي كبعد أساسي للتدريب في العمل الاجتماعي
(نماذج من مشرفي التدريب في الجامعة اللبنانية)
تعالج هذه الدراسة موضوع الإشراف التربوي على تدريب طلاب العمل الصحيّ الاجتماعيّ في الجامعة اللبنانية. إذ إنَّ عملي المهني قادني إلى الاهتمام بهذا الموضوع، بعدما لاحظت كمُدرسة في هذا المجال، العديد من الثغرات في مسار الإشراف على تدريب الطلاب، ولا سيما في الجامعة اللبنانية (العينة المختارة).أظهرت نتائج الدراسة، أهمية الإشراف التربوي، وتأثيره الإيجابي على نجاح الطالب، وبناء هوية مهنية عالية الجودة في العمل الاجتماعي، ويبقى المسؤول عن التدريب من قبل الجامعة، هو الفاعل الأساسي في مسار عملية تدريب الطلاب.- الكلمات المفاتيح: الاشراف التربوي، الجامعة اللبنانية، التدريب التربوي، الممارسة المهنية***
- Résumé: Cet article traite de la question de la supervision pédagogique propre aux étudiants inscrits au programme de la licence en Travail Médico-Social à l’Université Libanaise. L’intérêt pour ce sujet de recherche est issu de notre observation participante, en tant qu’enseignante à l’UL, vu les lacunes dans le déroulement de la supervision des stages sur le terrain. Les résultats de notre recherche révèlent l’importance de la supervision pédagogique, son impact sur la réussite des stages et l’édification d’une identité professionnelle de qualité en Travail Social. L’acteur incontournable de ce processus de supervision reste le chargé de stage, désigné par l’université.
- Mots clés: supervision pédagogique, apprentissage sociocognitif, stage, travail social
(...)***
* كريستين فرنسيس الخوري: باحثة لبنانية ومدرّسة. تعدّ أطروحة دكتوراه في العلوم الاجتماعية في المعهد العالي للدكتوراه – الجامعة اللبنانية. عضوة ومستشارة في الهيئة الإدارية لنقابة الاختصاصين في العمل الاجتماعي في لبنان.* Christine Francis El Khoury: Enseignant - Chercheur libanais - préparant une thèse de doctorat en sciences sociales - Ecole Doctorale des Lettres & des Sciences Humaines & Sociales - Université Libanaise. Membre et conseillée au comité de direction du Syndicat des Travailleurs Sociaux au Liban.
- Références
- ARGYRS C. et SCHON D.A. (1998). organizational learning: a theory of action perspective. New York: Addison Wesley publishing company.- Arizona State University. (2021, Aout). Field education manual. Récupéré sur School of Social work: https://socialwork.asu.edu.- BANDURA. (2010). Auto efficacité. Le sentiment d'efficaité personnel. Paris: Editions de Boeck.- BOUTET, M. ROUSSEAU, N. (2002). les enjeux de la supervision pédagogique des stages. Québec: Presses de l'Université du Québec.- CHAMMAS. (2001, Automne-hiver). Quand l’action invente et réinvente le savoir. Revue Intervention, pp. 16-23.- École de travail social, UQAM. (2017, Décembre). Guide de stage. Récupéré sur Faculté des sciences humaines - Université du Québec à Montréal: https://www.travailsocial.uqam.ca/- ELFS. (2022). Guide de la formation par la pratique en travail ocial. Beyrouth: USJ.- IRTS. (2017). Guide des études 2017-2020. Récupéré sur InstitutRégional du travail Social -Hauts-de-France: https://irtshdf.fr- RACINE Guilaine et LEGAULT Barbara. (2001, Automne-hiver). La pluralité des savoirs dans la pratique du traval social. Revue Intervention, 6-15.- RACINE, G., CAMERON, S., LEBLANC, H. (2004). Perception de stagiaires de leurs expériences de stage en service social. Intervention, 78-95.- UNIVERSITE LIBANAISE. (2021, mai). Specification program. Récupéré sur Faculté de Santé Publique: https://ul.edu.lb/files/ludocs/ULFPH-TMS.- UNIVERSITE LAVAL. (2018, Aout). Guide des stages . Récupéré sur l'Ecole de Travail Social et de Criminologie de l'Université Laval - ETSC: https://www.stages.fss.ulaval
الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023 ISSN: 2790-1785
الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha

الرهاب ال٠درسي - الأسباب وطرائق العلاج

♦ حنان ناصر مطر *
نبذة عن البحث
يَهدُف هذا البحث إلى التعرُّف على أهم أسباب المخاوف المدرسية الأكثر شيوعًا عند الأطفال والتي تؤدي في حال تفاقُمِها إلى حالة الرُّهاب (الفوبيا) عند الطِّفل، وإلى رفضه التّام للمدرسة. استخدم الباحث المنهج الوصفي في دِراسته، حيث إنَّ هذه المُشكلة هي مُشكلة عالمية، يُعاني منها الأطفال حول العالم، وقد تتجاوز معهم إلى مراحل متقدِّمة من التَّحصيل العِلمِيّ إن لم يتم مُتابعتُها بشكلٍ عِلمِيّ ومُحاولة عِلاجِها.قدم البحث تعريفًا لهذه المُشكلة، وتفصيل أسبابِها العديدة التي تختلف من طِفلٍ إلى آخر بحسب الخلفية العائلية التي ينتمي إليها، وبحسب شِدَّة العلاقة التي تربطه بأفراد عائلتهِ بدايةً وبِوالِدَيهِ على وجه الخصوص.ختم البحث بِتفنيد وسائل مُقترحة لِمحاولة عِلاج هذه المُشكِلة، وتجاوز العقبات التي توجِدُها في طريق التحصيل العِلمِيّ للطفل، وخاصَّةً في بداياته، لأنَّ لها تأثيرًا لا نستطيع التغاضي عنه في مُستقبل الطِّفل. ومن أهم هذه التَّوصيات هي: ضرورة التَّعاون الإيجابي بين المدرسة والأُسرة، والعمل الحثيث على اكتِشاف المخاوف المدرسية لدى الطِّفل باكِرًا، وبشكل عِلمِيّ منهجي، وتدريب الأبَوَين على الأساليب السليمة في التربية الصحيحة للأطفال. وأيضًا الاهتمام بالصِفات الشخصية الأساسية لدى المعلِّم، وقُدرته على تقبُّل الطلّاب ومعاملتهم بالحُسنى، وإيلاء الصحة النفسية للطفل الأهمية الكُبرى، عن طريق المناهج المُبتكرة والمُبسَّطة.- الكلمات المفاتيح: الرهاب (الفوبيا)، الطفل، المدرسة، علم النفس العيادي*** - Abstract: This research aims to identify the most important causes of the most common school fears among children, which, if exacerbated, lead to a state of phobia "phobia" in the child and to his complete rejection of school. The researcher used the descriptive method in his study.School phobia is suffered by children around the world, and it may extend with them to advanced stages of educational attainment if it is not followed up scientifically and treated. The research came to the definition of this problem, and detailed its many causes that differ from one child to another according to the family background to which he belongs, and according to the intensity of the relationship that binds him with his family members, beginning with his parents in particular. In the path of educational attainment of the child, especially in its infancy. This study also recommended a number of recommendations, the most important of which are: the need for positive cooperation between the school and the family, diligent work to discover school fears in the child early, and training parents on sound methods in the correct education of children. Also, paying attention to the basic personal characteristics of the teacher, his ability to respect the individual differences of the students, and giving the psychological health of the child the greatest importance, through innovative and simplified curricula.- Keywords: phobia, child, school, clinical psychology***تُعرَّف "المدرسة" على أنَّها إطار مكانِيُّ يتلقّى فيه الأطفالُ تعليمَهُم، ويُمضون فيه الوقت بِالدِّراسة، وتنفيذ العديد من الأنشطة المُختلفة؛ الصَّفِّيَّة والّلاصفِّيَّة. و"المدرسة" مُصطلَحٌ مُشتَقٌ لُغَةً من الفِعل دَرَسَ، وهي مكان مُخَصَّص لِطلب العِلم والمَعرفة؛ أي إنَّها نِظامٌ اجتماعيٌّ وتعليميٌّ مستقلٌ، يتكوّن من مجموعات معرفية متعددة، والهدف منها هو العمل على تنشئة أجيالٍ مُثَقَّفة، وتقديمِ العلومِ والمعرفة لهم (بودون وبوريكو، 1986). وتنقسم المدارس من حيث التَّنظيم الإداري والقانوني، إلى مدارس حكومية ومدارس خاصة، أمّا داخِلِيًّا فتنقسِمُ المدرسةُ إلى مراحِل، وهي: الإبتدائية، والمتوسطة، والثانوية.تُعدّ المَدرسة أهمَّ مُساعد لِتحقيق أداءٍ ذاتيٍّ وإنتاجيٍّ في حياة الطِّفل؛ فهي مكان مخصص لتنمية إمكاناتِ الطِّفل الفكرية والإبداعية والنفسية والإجتماعية، وبالتالي فإنَّ الطِّفلَ يبدأ بالتَّفاعل مع المتغيرات البشرية والمادية التي تُحيط بِهِ ضمن البيئة المدرسية، وأيُّما خللٍ طارئٍ قد يُسبِّبُ اضطرابات نفسيّة للأطفال، ويؤدي بذلك إلى الخوف المرضي من المدرسة، فيظهر لدى الطفل على شكل أعراض جسدية ونفسية.نستنتجُ إذًا، أنَّ فشل المدرسة بإشباع حاجة الطفل للأمان، وتوفيرها جوًّا آمِنًا ومُلائمًا له، يؤثر سلبًا على تنشئة الطِّفل وتعليمه، وبالتّالي تُسبب له خوفًا من المدرسة، إضافة إلى ذلك، يوجد أسباب أخرى مثل: شخصية الطفل، ونوعية مُحيطِهِ فيتأثر نموُّه بحيث يمرُّ باضطرابات نفسية وسلوكية مِمّا يُصعِّب عليه التَّفاعل والتأقلُم مع محيطه، إضافَةً إلى فقدان الأمان، وكل هذه التَّراكُمات تؤذي الطِّفل، وقد تؤدّي إلى فشلِهِ دِراسِيًّا.
- أهمِّيَّة البحثتكمُن أهميَّة هذا البحث، أوَّلًا: بأنَّه يتعرض لموضوع الرُّهاب المدرسي بِأدَّق تفاصيله، وبِتَفنيد أنواعِهِ وأنماطِهِ بُغية فهم هذه الحالة، والتعمُّق فيها حتّى الوصول إلى أنجع الطرائق لِمُعالَجَتِها. وثانِيًّا: حيثُ إنَّ هذه الحالة لم تَجِد بعدُ الاهتِمام الكافي في بيئتِنا العربية المحلِّيّة، فكان هذا البحث خُطوةً نحو الأمام في سبيل تضييق الفجوة المعرفية حول هذا الموضوع.
- أهداف البحثنسعى من خلال بحثِنا هذا للوصول إلى جملة من الأهداف، منها:· أن نتعرَّف إلى مفهوم الرُّهاب المدرسي (الفوبيا) لدى الطُّلّاب في مراحلهم الدِّراسية الأولى.· أن نتعرَّف إلى الفروق بين أنماط الرُّهاب المدرسي بحسب مُسبِّباتِهِ.· أن نخرُج ببعض النتائج التي تُساعد الأهل والمسؤولين التربويين في المؤسسات التعليمية، لِفَهم هذه الحالة، واقتِراح خُطط وحلول للعناية بالطفل الذي يُعاني من هذه المُشكِلة.
- إشكاليَّة البحثتتعدَّد العوامل التي تؤثِّر على مُختلف جوانب نموّ الطِّفل، فالبيئة العائلية لها دورُها، وأيضًا المُجتمع المُحيط، ثَمَّ في مرحلةٍ لاحقَةٍ تأتي المدرسة التي يُفترض بأنَّها أهم مؤسسة تُعنى ببناء شخصية الطِّفل معرِفِيًّا وثقافيًّا واجتِماعيًّا، إلّا أنَّنا نصطدم بكثير من الأحيان، بأنَّ المدرسة قد تكون سببًا للاضطراب النَّفسي عند الطفل خاصَّةً في مراحل دراسته الأولى.من هُنا أتى هذا البحث كنوع من الإثراء المعرِفي حول هذا الموضوع، وكمُساهمة للإضاءة على هذه الحالة، وبالتالي يطرح البحث الأسئلة الرئيسة الآتية:ما الرُّهاب المدرسي؟ وهل الرُّهاب المدرسي ذو طبيعة واحدة أو منشأ واحد؟ وكيف نستطيع مُعالجة الرُّهاب المدرسي بِالاعتماد على طبيعة أسبابه؟ ما مدى ارتباط الرُّهاب المدرسي بِمستوى التَّحصيل الدِّراسي للطفل؟هذه التساؤلات تتفرَّع عنها أسئلة فرعية منها:· ما هي أبرز تعريفات الرُّهاب المدرسي؟· ما هي أسباب الرُّهاب المدرسي، وأبرز أنماطه؟· كيف نستطيع مُعالجة هذه المُشكِلة من وجهة نظر نفسية وسلوكية، وتجاوزها من أجل تحقيق نجاح التحصيل الدِّراسي لدى الطِّفل؟(...)***
* باحثة لبنانية، حائزة شهادة دكتوراه في علم النفس العيادي - أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية.
المصادر والمَراجع
- العربية:· "أ ب ت ث، المدرسـة أدوار ووظائف"، .thesis.univ-biskra.dz, Retrieved 31-3-2022· إبراهيم، عبد الستار؛ الدخيل، عبد العزيز عبد الله؛ إبراهيم، رضوان (1993). العلاج السلوكي للطفل: أساليبه ونماذج من حالاته. الكويت: سلسلة عالم المعرفة.· أبو زيد، مدحت عبد الحميد (2005). الخوف والرهاب لدى الأطفال. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· أبو عوف، فاروق (1982). رهاب المدرسة العوامل المؤدية للظهور وأساليب علاج للتخلص منه، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.· أغيات، سالمة (2019). المخاوف المدرسية الشائعة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي، دراسة وصفية على تلاميذ المرحلة الابتدائية لولاية أدارر. (أطروحة دكتواره منشورة). جامعة وهران 2، كلية العلوم الاجتماعية، قسم علم النفس التربوي، ولاية أدارر، الجزائر.· بدرة، ميموني معتصم (2003). الاضطرابات النفسية والعقلية عند الطفل والمراهق. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية.· بودون، ريمون؛ بوريكو، فرانسوا (1986). المعجم النقدي لِعِلم الاجتماع. تر. د. سليم حداد. بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنَّشر والتوزيع.· بولبي، جون (1991). سيكولوجية الانفصال. تر. عبد الهادي عبد الرحمن. بيروت: دار الشروق.· حجازي، سلوى السيد سليمان (2005). فعالية التدريب على المهارات الاجتماعية في خفض فوبيا المدرسة. (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الزقازيق، كلية التربية، مصر.· حسين، رشا محمد (2016). فوبيا الحياة المدرسية لدى تلاميذ المدارس. الجزائر: أطفالنا للنشر والتوزيع.· حسين، فالح حسين (2013). علم النفس المرضي والعلاج النفسي، عمان: مركز ديبونو لتعليم التفكير.· حمدي، نزيه؛ وآخرون (2010). مشكلات الأطفال وطُرق علاجها. القاهرة.· خضر، عبد الباسط متولي (2000). تنمية وتعديل سلوك الأطفال والشباب. القاهرة: دار الكتاب الحديث.· زغبي، أحمد محمد (2001). الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال. عمان: دار وهران.· زهران، حامد عبد السلام (1977). التوجيه والإرشاد النفسي (ط 2). القاهرة: عالم الكتب.· العاسمي، رياض نايل (2008). سيكولوجية الطفل الرافض للمدرسة. دمشق: منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب.· العاسمي، رياض نايل (2015). سيكولوجية الطفل الرافض للمدرسة. عمان: دار الإعصار العِلمي للنشر والتوزيع.· عبد الرزاق، عماد (1983). الأعراض والأمراض النَّفسية وعِلاجها. عمان: دار الفكر العربي.· عبد الفتاح، يوسف (1993). مخاوف الأطفال ومفهوم الذات لديهم (دراسة مقارنة). مجلة علم النفس (21)، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.· عبد الله، مجدي أحمد محمد (2004). الاضطرابات النفسية للأطفال، الأعراض، الأسباب، العلاج. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· عبد المُعطي، حسن مصطفى (2003). الاضطرابات النفسية في الطفولة والمراهقة. القاهرة: مكتبة القاهرة للكتاب.· العيسوي، عبد الرحمن (1993). أمراض العصر. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· غزال، عبد الفتاح (2001). المشكلات التعليمية. القاهرة: مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع.· فايد، حسين (2001). العدوان والإكتئاب (ط. 2). عمان- الأردن: مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع.· فرج، عبد اللطيف حسن (2008). الأمراض النفسية للأطفال. جامعة أم القرى: دار الحامد للنشر والتوزيع (المملكة العربية السعودية).· فرويد، سيغموند (1989). الكف والعرض والقلق. تر. محمد عثمان نجاتي. القاهرة: دار الشروق.· قاسم، محمد عبد الله (2007). مدخل إلى الصحة النفسية (ط 3). عمان: دار الفكر.· القوصي، عبد العزيز (1998). أُسُس الصحة النفسية. القاهرة: مكتبة النَّهضة المِصرية.· كمال، علي (1994). العِلاج النفسي قديمًا وحديثًا. عمان: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.· محمود، أحلام حسن (2007). الصحة المدرسية والنفسية للطفل. الإسكندرية: مركز الاسكندرية للكتاب.· نجمان وولمان (1985). مخاوف الأطفال. تر. محمد عبد الظاهر الطيب. القاهرة: دار المطبوعات الجديدة.
- المراجع الأجنبية:
· "school", www.collinsdictionary.com, Retrieved 31-3-2022. Edited.· BOWER) 1982.( le développement psychologique de la première enfance, pierre, margad.· Boyce M. W. (1978). School Phobia: A Review of Some Issues. Australian Journal of Teacher Education, posted at Research Online, http://ro.ecu.edu.au/ajte/vol3/iss1/3, 20/10/2016.· Hisa H, 1984, struck @Strategic approach to school phobia refusal, psychology in school, vol: 21.· Kennedy, W. A. 1965. School phobia: Rapid treatment of fifty cases. Washington: Journal of Abnormal Psychology, 70 (4).· Mazet .p. et houzel. d. (1978). Psychiatrie de l’enfant et del adolescent. Volume 2. paris. edition maloine.· Wanda .P, Fremont .M.D. (2003), School Refusal in children and adolescents, Journal of the American of family physicans, Vol: 68.

الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023 ISSN: 2790-1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha

الرهاب المدرسي - الأسباب وطرائق العلاج

♦ حنان ناصر مطر *
نبذة عن البحث
يَهدُف هذا البحث إلى التعرُّف على أهم أسباب المخاوف المدرسية الأكثر شيوعًا عند الأطفال والتي تؤدي في حال تفاقُمِها إلى حالة الرُّهاب (الفوبيا) عند الطِّفل، وإلى رفضه التّام للمدرسة. استخدم الباحث المنهج الوصفي في دِراسته، حيث إنَّ هذه المُشكلة هي مُشكلة عالمية، يُعاني منها الأطفال حول العالم، وقد تتجاوز معهم إلى مراحل متقدِّمة من التَّحصيل العِلمِيّ إن لم يتم مُتابعتُها بشكلٍ عِلمِيّ ومُحاولة عِلاجِها.قدم البحث تعريفًا لهذه المُشكلة، وتفصيل أسبابِها العديدة التي تختلف من طِفلٍ إلى آخر بحسب الخلفية العائلية التي ينتمي إليها، وبحسب شِدَّة العلاقة التي تربطه بأفراد عائلتهِ بدايةً وبِوالِدَيهِ على وجه الخصوص.ختم البحث بِتفنيد وسائل مُقترحة لِمحاولة عِلاج هذه المُشكِلة، وتجاوز العقبات التي توجِدُها في طريق التحصيل العِلمِيّ للطفل، وخاصَّةً في بداياته، لأنَّ لها تأثيرًا لا نستطيع التغاضي عنه في مُستقبل الطِّفل. ومن أهم هذه التَّوصيات هي: ضرورة التَّعاون الإيجابي بين المدرسة والأُسرة، والعمل الحثيث على اكتِشاف المخاوف المدرسية لدى الطِّفل باكِرًا، وبشكل عِلمِيّ منهجي، وتدريب الأبَوَين على الأساليب السليمة في التربية الصحيحة للأطفال. وأيضًا الاهتمام بالصِفات الشخصية الأساسية لدى المعلِّم، وقُدرته على تقبُّل الطلّاب ومعاملتهم بالحُسنى، وإيلاء الصحة النفسية للطفل الأهمية الكُبرى، عن طريق المناهج المُبتكرة والمُبسَّطة.- الكلمات المفاتيح: الرهاب (الفوبيا)، الطفل، المدرسة، علم النفس العيادي*** - Abstract: This research aims to identify the most important causes of the most common school fears among children, which, if exacerbated, lead to a state of phobia "phobia" in the child and to his complete rejection of school. The researcher used the descriptive method in his study.School phobia is suffered by children around the world, and it may extend with them to advanced stages of educational attainment if it is not followed up scientifically and treated. The research came to the definition of this problem, and detailed its many causes that differ from one child to another according to the family background to which he belongs, and according to the intensity of the relationship that binds him with his family members, beginning with his parents in particular. In the path of educational attainment of the child, especially in its infancy. This study also recommended a number of recommendations, the most important of which are: the need for positive cooperation between the school and the family, diligent work to discover school fears in the child early, and training parents on sound methods in the correct education of children. Also, paying attention to the basic personal characteristics of the teacher, his ability to respect the individual differences of the students, and giving the psychological health of the child the greatest importance, through innovative and simplified curricula.- Keywords: phobia, child, school, clinical psychology***تُعرَّف "المدرسة" على أنَّها إطار مكانِيُّ يتلقّى فيه الأطفالُ تعليمَهُم، ويُمضون فيه الوقت بِالدِّراسة، وتنفيذ العديد من الأنشطة المُختلفة؛ الصَّفِّيَّة والّلاصفِّيَّة. و"المدرسة" مُصطلَحٌ مُشتَقٌ لُغَةً من الفِعل دَرَسَ، وهي مكان مُخَصَّص لِطلب العِلم والمَعرفة؛ أي إنَّها نِظامٌ اجتماعيٌّ وتعليميٌّ مستقلٌ، يتكوّن من مجموعات معرفية متعددة، والهدف منها هو العمل على تنشئة أجيالٍ مُثَقَّفة، وتقديمِ العلومِ والمعرفة لهم (بودون وبوريكو، 1986). وتنقسم المدارس من حيث التَّنظيم الإداري والقانوني، إلى مدارس حكومية ومدارس خاصة، أمّا داخِلِيًّا فتنقسِمُ المدرسةُ إلى مراحِل، وهي: الإبتدائية، والمتوسطة، والثانوية.تُعدّ المَدرسة أهمَّ مُساعد لِتحقيق أداءٍ ذاتيٍّ وإنتاجيٍّ في حياة الطِّفل؛ فهي مكان مخصص لتنمية إمكاناتِ الطِّفل الفكرية والإبداعية والنفسية والإجتماعية، وبالتالي فإنَّ الطِّفلَ يبدأ بالتَّفاعل مع المتغيرات البشرية والمادية التي تُحيط بِهِ ضمن البيئة المدرسية، وأيُّما خللٍ طارئٍ قد يُسبِّبُ اضطرابات نفسيّة للأطفال، ويؤدي بذلك إلى الخوف المرضي من المدرسة، فيظهر لدى الطفل على شكل أعراض جسدية ونفسية.نستنتجُ إذًا، أنَّ فشل المدرسة بإشباع حاجة الطفل للأمان، وتوفيرها جوًّا آمِنًا ومُلائمًا له، يؤثر سلبًا على تنشئة الطِّفل وتعليمه، وبالتّالي تُسبب له خوفًا من المدرسة، إضافة إلى ذلك، يوجد أسباب أخرى مثل: شخصية الطفل، ونوعية مُحيطِهِ فيتأثر نموُّه بحيث يمرُّ باضطرابات نفسية وسلوكية مِمّا يُصعِّب عليه التَّفاعل والتأقلُم مع محيطه، إضافَةً إلى فقدان الأمان، وكل هذه التَّراكُمات تؤذي الطِّفل، وقد تؤدّي إلى فشلِهِ دِراسِيًّا.
- أهمِّيَّة البحثتكمُن أهميَّة هذا البحث، أوَّلًا: بأنَّه يتعرض لموضوع الرُّهاب المدرسي بِأدَّق تفاصيله، وبِتَفنيد أنواعِهِ وأنماطِهِ بُغية فهم هذه الحالة، والتعمُّق فيها حتّى الوصول إلى أنجع الطرائق لِمُعالَجَتِها. وثانِيًّا: حيثُ إنَّ هذه الحالة لم تَجِد بعدُ الاهتِمام الكافي في بيئتِنا العربية المحلِّيّة، فكان هذا البحث خُطوةً نحو الأمام في سبيل تضييق الفجوة المعرفية حول هذا الموضوع.
- أهداف البحثنسعى من خلال بحثِنا هذا للوصول إلى جملة من الأهداف، منها:· أن نتعرَّف إلى مفهوم الرُّهاب المدرسي (الفوبيا) لدى الطُّلّاب في مراحلهم الدِّراسية الأولى.· أن نتعرَّف إلى الفروق بين أنماط الرُّهاب المدرسي بحسب مُسبِّباتِهِ.· أن نخرُج ببعض النتائج التي تُساعد الأهل والمسؤولين التربويين في المؤسسات التعليمية، لِفَهم هذه الحالة، واقتِراح خُطط وحلول للعناية بالطفل الذي يُعاني من هذه المُشكِلة.
- إشكاليَّة البحثتتعدَّد العوامل التي تؤثِّر على مُختلف جوانب نموّ الطِّفل، فالبيئة العائلية لها دورُها، وأيضًا المُجتمع المُحيط، ثَمَّ في مرحلةٍ لاحقَةٍ تأتي المدرسة التي يُفترض بأنَّها أهم مؤسسة تُعنى ببناء شخصية الطِّفل معرِفِيًّا وثقافيًّا واجتِماعيًّا، إلّا أنَّنا نصطدم بكثير من الأحيان، بأنَّ المدرسة قد تكون سببًا للاضطراب النَّفسي عند الطفل خاصَّةً في مراحل دراسته الأولى.من هُنا أتى هذا البحث كنوع من الإثراء المعرِفي حول هذا الموضوع، وكمُساهمة للإضاءة على هذه الحالة، وبالتالي يطرح البحث الأسئلة الرئيسة الآتية:ما الرُّهاب المدرسي؟ وهل الرُّهاب المدرسي ذو طبيعة واحدة أو منشأ واحد؟ وكيف نستطيع مُعالجة الرُّهاب المدرسي بِالاعتماد على طبيعة أسبابه؟ ما مدى ارتباط الرُّهاب المدرسي بِمستوى التَّحصيل الدِّراسي للطفل؟هذه التساؤلات تتفرَّع عنها أسئلة فرعية منها:· ما هي أبرز تعريفات الرُّهاب المدرسي؟· ما هي أسباب الرُّهاب المدرسي، وأبرز أنماطه؟· كيف نستطيع مُعالجة هذه المُشكِلة من وجهة نظر نفسية وسلوكية، وتجاوزها من أجل تحقيق نجاح التحصيل الدِّراسي لدى الطِّفل؟(...)***
* باحثة لبنانية، حائزة شهادة دكتوراه في علم النفس العيادي - أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية.
المصادر والمَراجع
- العربية:· "أ ب ت ث، المدرسـة أدوار ووظائف"، .thesis.univ-biskra.dz, Retrieved 31-3-2022· إبراهيم، عبد الستار؛ الدخيل، عبد العزيز عبد الله؛ إبراهيم، رضوان (1993). العلاج السلوكي للطفل: أساليبه ونماذج من حالاته. الكويت: سلسلة عالم المعرفة.· أبو زيد، مدحت عبد الحميد (2005). الخوف والرهاب لدى الأطفال. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· أبو عوف، فاروق (1982). رهاب المدرسة العوامل المؤدية للظهور وأساليب علاج للتخلص منه، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.· أغيات، سالمة (2019). المخاوف المدرسية الشائعة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي، دراسة وصفية على تلاميذ المرحلة الابتدائية لولاية أدارر. (أطروحة دكتواره منشورة). جامعة وهران 2، كلية العلوم الاجتماعية، قسم علم النفس التربوي، ولاية أدارر، الجزائر.· بدرة، ميموني معتصم (2003). الاضطرابات النفسية والعقلية عند الطفل والمراهق. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية.· بودون، ريمون؛ بوريكو، فرانسوا (1986). المعجم النقدي لِعِلم الاجتماع. تر. د. سليم حداد. بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنَّشر والتوزيع.· بولبي، جون (1991). سيكولوجية الانفصال. تر. عبد الهادي عبد الرحمن. بيروت: دار الشروق.· حجازي، سلوى السيد سليمان (2005). فعالية التدريب على المهارات الاجتماعية في خفض فوبيا المدرسة. (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الزقازيق، كلية التربية، مصر.· حسين، رشا محمد (2016). فوبيا الحياة المدرسية لدى تلاميذ المدارس. الجزائر: أطفالنا للنشر والتوزيع.· حسين، فالح حسين (2013). علم النفس المرضي والعلاج النفسي، عمان: مركز ديبونو لتعليم التفكير.· حمدي، نزيه؛ وآخرون (2010). مشكلات الأطفال وطُرق علاجها. القاهرة.· خضر، عبد الباسط متولي (2000). تنمية وتعديل سلوك الأطفال والشباب. القاهرة: دار الكتاب الحديث.· زغبي، أحمد محمد (2001). الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال. عمان: دار وهران.· زهران، حامد عبد السلام (1977). التوجيه والإرشاد النفسي (ط 2). القاهرة: عالم الكتب.· العاسمي، رياض نايل (2008). سيكولوجية الطفل الرافض للمدرسة. دمشق: منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب.· العاسمي، رياض نايل (2015). سيكولوجية الطفل الرافض للمدرسة. عمان: دار الإعصار العِلمي للنشر والتوزيع.· عبد الرزاق، عماد (1983). الأعراض والأمراض النَّفسية وعِلاجها. عمان: دار الفكر العربي.· عبد الفتاح، يوسف (1993). مخاوف الأطفال ومفهوم الذات لديهم (دراسة مقارنة). مجلة علم النفس (21)، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.· عبد الله، مجدي أحمد محمد (2004). الاضطرابات النفسية للأطفال، الأعراض، الأسباب، العلاج. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· عبد المُعطي، حسن مصطفى (2003). الاضطرابات النفسية في الطفولة والمراهقة. القاهرة: مكتبة القاهرة للكتاب.· العيسوي، عبد الرحمن (1993). أمراض العصر. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· غزال، عبد الفتاح (2001). المشكلات التعليمية. القاهرة: مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع.· فايد، حسين (2001). العدوان والإكتئاب (ط. 2). عمان- الأردن: مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع.· فرج، عبد اللطيف حسن (2008). الأمراض النفسية للأطفال. جامعة أم القرى: دار الحامد للنشر والتوزيع (المملكة العربية السعودية).· فرويد، سيغموند (1989). الكف والعرض والقلق. تر. محمد عثمان نجاتي. القاهرة: دار الشروق.· قاسم، محمد عبد الله (2007). مدخل إلى الصحة النفسية (ط 3). عمان: دار الفكر.· القوصي، عبد العزيز (1998). أُسُس الصحة النفسية. القاهرة: مكتبة النَّهضة المِصرية.· كمال، علي (1994). العِلاج النفسي قديمًا وحديثًا. عمان: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.· محمود، أحلام حسن (2007). الصحة المدرسية والنفسية للطفل. الإسكندرية: مركز الاسكندرية للكتاب.· نجمان وولمان (1985). مخاوف الأطفال. تر. محمد عبد الظاهر الطيب. القاهرة: دار المطبوعات الجديدة.
- المراجع الأجنبية:
· "school", www.collinsdictionary.com, Retrieved 31-3-2022. Edited.· BOWER) 1982.( le développement psychologique de la première enfance, pierre, margad.· Boyce M. W. (1978). School Phobia: A Review of Some Issues. Australian Journal of Teacher Education, posted at Research Online, http://ro.ecu.edu.au/ajte/vol3/iss1/3, 20/10/2016.· Hisa H, 1984, struck @Strategic approach to school phobia refusal, psychology in school, vol: 21.· Kennedy, W. A. 1965. School phobia: Rapid treatment of fifty cases. Washington: Journal of Abnormal Psychology, 70 (4).· Mazet .p. et houzel. d. (1978). Psychiatrie de l’enfant et del adolescent. Volume 2. paris. edition maloine.· Wanda .P, Fremont .M.D. (2003), School Refusal in children and adolescents, Journal of the American of family physicans, Vol: 68.

الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023 ISSN: 2790-1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha

الرّهاب المدرسي - الأسباب وطرائق العلاج

♦ حنان ناصر مطر *
نبذة عن البحث
يَهدُف هذا البحث إلى التعرُّف على أهم أسباب المخاوف المدرسية الأكثر شيوعًا عند الأطفال والتي تؤدي في حال تفاقُمِها إلى حالة الرُّهاب (الفوبيا) عند الطِّفل، وإلى رفضه التّام للمدرسة. استخدم الباحث المنهج الوصفي في دِراسته، حيث إنَّ هذه المُشكلة هي مُشكلة عالمية، يُعاني منها الأطفال حول العالم، وقد تتجاوز معهم إلى مراحل متقدِّمة من التَّحصيل العِلمِيّ إن لم يتم مُتابعتُها بشكلٍ عِلمِيّ ومُحاولة عِلاجِها.قدم البحث تعريفًا لهذه المُشكلة، وتفصيل أسبابِها العديدة التي تختلف من طِفلٍ إلى آخر بحسب الخلفية العائلية التي ينتمي إليها، وبحسب شِدَّة العلاقة التي تربطه بأفراد عائلتهِ بدايةً وبِوالِدَيهِ على وجه الخصوص.ختم البحث بِتفنيد وسائل مُقترحة لِمحاولة عِلاج هذه المُشكِلة، وتجاوز العقبات التي توجِدُها في طريق التحصيل العِلمِيّ للطفل، وخاصَّةً في بداياته، لأنَّ لها تأثيرًا لا نستطيع التغاضي عنه في مُستقبل الطِّفل. ومن أهم هذه التَّوصيات هي: ضرورة التَّعاون الإيجابي بين المدرسة والأُسرة، والعمل الحثيث على اكتِشاف المخاوف المدرسية لدى الطِّفل باكِرًا، وبشكل عِلمِيّ منهجي، وتدريب الأبَوَين على الأساليب السليمة في التربية الصحيحة للأطفال. وأيضًا الاهتمام بالصِفات الشخصية الأساسية لدى المعلِّم، وقُدرته على تقبُّل الطلّاب ومعاملتهم بالحُسنى، وإيلاء الصحة النفسية للطفل الأهمية الكُبرى، عن طريق المناهج المُبتكرة والمُبسَّطة.- الكلمات المفاتيح: الرهاب (الفوبيا)، الطفل، المدرسة، علم النفس العيادي*** - Abstract: This research aims to identify the most important causes of the most common school fears among children, which, if exacerbated, lead to a state of phobia "phobia" in the child and to his complete rejection of school. The researcher used the descriptive method in his study.School phobia is suffered by children around the world, and it may extend with them to advanced stages of educational attainment if it is not followed up scientifically and treated. The research came to the definition of this problem, and detailed its many causes that differ from one child to another according to the family background to which he belongs, and according to the intensity of the relationship that binds him with his family members, beginning with his parents in particular. In the path of educational attainment of the child, especially in its infancy. This study also recommended a number of recommendations, the most important of which are: the need for positive cooperation between the school and the family, diligent work to discover school fears in the child early, and training parents on sound methods in the correct education of children. Also, paying attention to the basic personal characteristics of the teacher, his ability to respect the individual differences of the students, and giving the psychological health of the child the greatest importance, through innovative and simplified curricula.- Keywords: phobia, child, school, clinical psychology***تُعرَّف "المدرسة" على أنَّها إطار مكانِيُّ يتلقّى فيه الأطفالُ تعليمَهُم، ويُمضون فيه الوقت بِالدِّراسة، وتنفيذ العديد من الأنشطة المُختلفة؛ الصَّفِّيَّة والّلاصفِّيَّة. و"المدرسة" مُصطلَحٌ مُشتَقٌ لُغَةً من الفِعل دَرَسَ، وهي مكان مُخَصَّص لِطلب العِلم والمَعرفة؛ أي إنَّها نِظامٌ اجتماعيٌّ وتعليميٌّ مستقلٌ، يتكوّن من مجموعات معرفية متعددة، والهدف منها هو العمل على تنشئة أجيالٍ مُثَقَّفة، وتقديمِ العلومِ والمعرفة لهم (بودون وبوريكو، 1986). وتنقسم المدارس من حيث التَّنظيم الإداري والقانوني، إلى مدارس حكومية ومدارس خاصة، أمّا داخِلِيًّا فتنقسِمُ المدرسةُ إلى مراحِل، وهي: الإبتدائية، والمتوسطة، والثانوية.تُعدّ المَدرسة أهمَّ مُساعد لِتحقيق أداءٍ ذاتيٍّ وإنتاجيٍّ في حياة الطِّفل؛ فهي مكان مخصص لتنمية إمكاناتِ الطِّفل الفكرية والإبداعية والنفسية والإجتماعية، وبالتالي فإنَّ الطِّفلَ يبدأ بالتَّفاعل مع المتغيرات البشرية والمادية التي تُحيط بِهِ ضمن البيئة المدرسية، وأيُّما خللٍ طارئٍ قد يُسبِّبُ اضطرابات نفسيّة للأطفال، ويؤدي بذلك إلى الخوف المرضي من المدرسة، فيظهر لدى الطفل على شكل أعراض جسدية ونفسية.نستنتجُ إذًا، أنَّ فشل المدرسة بإشباع حاجة الطفل للأمان، وتوفيرها جوًّا آمِنًا ومُلائمًا له، يؤثر سلبًا على تنشئة الطِّفل وتعليمه، وبالتّالي تُسبب له خوفًا من المدرسة، إضافة إلى ذلك، يوجد أسباب أخرى مثل: شخصية الطفل، ونوعية مُحيطِهِ فيتأثر نموُّه بحيث يمرُّ باضطرابات نفسية وسلوكية مِمّا يُصعِّب عليه التَّفاعل والتأقلُم مع محيطه، إضافَةً إلى فقدان الأمان، وكل هذه التَّراكُمات تؤذي الطِّفل، وقد تؤدّي إلى فشلِهِ دِراسِيًّا.
- أهمِّيَّة البحثتكمُن أهميَّة هذا البحث، أوَّلًا: بأنَّه يتعرض لموضوع الرُّهاب المدرسي بِأدَّق تفاصيله، وبِتَفنيد أنواعِهِ وأنماطِهِ بُغية فهم هذه الحالة، والتعمُّق فيها حتّى الوصول إلى أنجع الطرائق لِمُعالَجَتِها. وثانِيًّا: حيثُ إنَّ هذه الحالة لم تَجِد بعدُ الاهتِمام الكافي في بيئتِنا العربية المحلِّيّة، فكان هذا البحث خُطوةً نحو الأمام في سبيل تضييق الفجوة المعرفية حول هذا الموضوع.
- أهداف البحثنسعى من خلال بحثِنا هذا للوصول إلى جملة من الأهداف، منها:· أن نتعرَّف إلى مفهوم الرُّهاب المدرسي (الفوبيا) لدى الطُّلّاب في مراحلهم الدِّراسية الأولى.· أن نتعرَّف إلى الفروق بين أنماط الرُّهاب المدرسي بحسب مُسبِّباتِهِ.· أن نخرُج ببعض النتائج التي تُساعد الأهل والمسؤولين التربويين في المؤسسات التعليمية، لِفَهم هذه الحالة، واقتِراح خُطط وحلول للعناية بالطفل الذي يُعاني من هذه المُشكِلة.
- إشكاليَّة البحثتتعدَّد العوامل التي تؤثِّر على مُختلف جوانب نموّ الطِّفل، فالبيئة العائلية لها دورُها، وأيضًا المُجتمع المُحيط، ثَمَّ في مرحلةٍ لاحقَةٍ تأتي المدرسة التي يُفترض بأنَّها أهم مؤسسة تُعنى ببناء شخصية الطِّفل معرِفِيًّا وثقافيًّا واجتِماعيًّا، إلّا أنَّنا نصطدم بكثير من الأحيان، بأنَّ المدرسة قد تكون سببًا للاضطراب النَّفسي عند الطفل خاصَّةً في مراحل دراسته الأولى.من هُنا أتى هذا البحث كنوع من الإثراء المعرِفي حول هذا الموضوع، وكمُساهمة للإضاءة على هذه الحالة، وبالتالي يطرح البحث الأسئلة الرئيسة الآتية:ما الرُّهاب المدرسي؟ وهل الرُّهاب المدرسي ذو طبيعة واحدة أو منشأ واحد؟ وكيف نستطيع مُعالجة الرُّهاب المدرسي بِالاعتماد على طبيعة أسبابه؟ ما مدى ارتباط الرُّهاب المدرسي بِمستوى التَّحصيل الدِّراسي للطفل؟هذه التساؤلات تتفرَّع عنها أسئلة فرعية منها:· ما هي أبرز تعريفات الرُّهاب المدرسي؟· ما هي أسباب الرُّهاب المدرسي، وأبرز أنماطه؟· كيف نستطيع مُعالجة هذه المُشكِلة من وجهة نظر نفسية وسلوكية، وتجاوزها من أجل تحقيق نجاح التحصيل الدِّراسي لدى الطِّفل؟(...)***
* باحثة لبنانية، حائزة شهادة دكتوراه في علم النفس العيادي - أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية.
المصادر والمَراجع
- العربية:· "أ ب ت ث، المدرسـة أدوار ووظائف"، .thesis.univ-biskra.dz, Retrieved 31-3-2022· إبراهيم، عبد الستار؛ الدخيل، عبد العزيز عبد الله؛ إبراهيم، رضوان (1993). العلاج السلوكي للطفل: أساليبه ونماذج من حالاته. الكويت: سلسلة عالم المعرفة.· أبو زيد، مدحت عبد الحميد (2005). الخوف والرهاب لدى الأطفال. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· أبو عوف، فاروق (1982). رهاب المدرسة العوامل المؤدية للظهور وأساليب علاج للتخلص منه، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.· أغيات، سالمة (2019). المخاوف المدرسية الشائعة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي، دراسة وصفية على تلاميذ المرحلة الابتدائية لولاية أدارر. (أطروحة دكتواره منشورة). جامعة وهران 2، كلية العلوم الاجتماعية، قسم علم النفس التربوي، ولاية أدارر، الجزائر.· بدرة، ميموني معتصم (2003). الاضطرابات النفسية والعقلية عند الطفل والمراهق. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية.· بودون، ريمون؛ بوريكو، فرانسوا (1986). المعجم النقدي لِعِلم الاجتماع. تر. د. سليم حداد. بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنَّشر والتوزيع.· بولبي، جون (1991). سيكولوجية الانفصال. تر. عبد الهادي عبد الرحمن. بيروت: دار الشروق.· حجازي، سلوى السيد سليمان (2005). فعالية التدريب على المهارات الاجتماعية في خفض فوبيا المدرسة. (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الزقازيق، كلية التربية، مصر.· حسين، رشا محمد (2016). فوبيا الحياة المدرسية لدى تلاميذ المدارس. الجزائر: أطفالنا للنشر والتوزيع.· حسين، فالح حسين (2013). علم النفس المرضي والعلاج النفسي، عمان: مركز ديبونو لتعليم التفكير.· حمدي، نزيه؛ وآخرون (2010). مشكلات الأطفال وطُرق علاجها. القاهرة.· خضر، عبد الباسط متولي (2000). تنمية وتعديل سلوك الأطفال والشباب. القاهرة: دار الكتاب الحديث.· زغبي، أحمد محمد (2001). الأمراض النفسية والمشكلات السلوكية والدراسية عند الأطفال. عمان: دار وهران.· زهران، حامد عبد السلام (1977). التوجيه والإرشاد النفسي (ط 2). القاهرة: عالم الكتب.· العاسمي، رياض نايل (2008). سيكولوجية الطفل الرافض للمدرسة. دمشق: منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب.· العاسمي، رياض نايل (2015). سيكولوجية الطفل الرافض للمدرسة. عمان: دار الإعصار العِلمي للنشر والتوزيع.· عبد الرزاق، عماد (1983). الأعراض والأمراض النَّفسية وعِلاجها. عمان: دار الفكر العربي.· عبد الفتاح، يوسف (1993). مخاوف الأطفال ومفهوم الذات لديهم (دراسة مقارنة). مجلة علم النفس (21)، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.· عبد الله، مجدي أحمد محمد (2004). الاضطرابات النفسية للأطفال، الأعراض، الأسباب، العلاج. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· عبد المُعطي، حسن مصطفى (2003). الاضطرابات النفسية في الطفولة والمراهقة. القاهرة: مكتبة القاهرة للكتاب.· العيسوي، عبد الرحمن (1993). أمراض العصر. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.· غزال، عبد الفتاح (2001). المشكلات التعليمية. القاهرة: مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع.· فايد، حسين (2001). العدوان والإكتئاب (ط. 2). عمان- الأردن: مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع.· فرج، عبد اللطيف حسن (2008). الأمراض النفسية للأطفال. جامعة أم القرى: دار الحامد للنشر والتوزيع (المملكة العربية السعودية).· فرويد، سيغموند (1989). الكف والعرض والقلق. تر. محمد عثمان نجاتي. القاهرة: دار الشروق.· قاسم، محمد عبد الله (2007). مدخل إلى الصحة النفسية (ط 3). عمان: دار الفكر.· القوصي، عبد العزيز (1998). أُسُس الصحة النفسية. القاهرة: مكتبة النَّهضة المِصرية.· كمال، علي (1994). العِلاج النفسي قديمًا وحديثًا. عمان: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.· محمود، أحلام حسن (2007). الصحة المدرسية والنفسية للطفل. الإسكندرية: مركز الاسكندرية للكتاب.· نجمان وولمان (1985). مخاوف الأطفال. تر. محمد عبد الظاهر الطيب. القاهرة: دار المطبوعات الجديدة.
- المراجع الأجنبية:
· "school", www.collinsdictionary.com, Retrieved 31-3-2022. Edited.· BOWER) 1982.( le développement psychologique de la première enfance, pierre, margad.· Boyce M. W. (1978). School Phobia: A Review of Some Issues. Australian Journal of Teacher Education, posted at Research Online, http://ro.ecu.edu.au/ajte/vol3/iss1/3, 20/10/2016.· Hisa H, 1984, struck @Strategic approach to school phobia refusal, psychology in school, vol: 21.· Kennedy, W. A. 1965. School phobia: Rapid treatment of fifty cases. Washington: Journal of Abnormal Psychology, 70 (4).· Mazet .p. et houzel. d. (1978). Psychiatrie de l’enfant et del adolescent. Volume 2. paris. edition maloine.· Wanda .P, Fremont .M.D. (2003), School Refusal in children and adolescents, Journal of the American of family physicans, Vol: 68.

الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023 ISSN: 2790-1785الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha

ظاهرة الهجرة اللبنانية إلى دول النفط العربي - عوا٠ل جاذبة وطاردة

♦ سلوى خَضِر العُبيدي *
نبذة عن البحث
تعدّ الهجرة ظاهرة قديمة مستمرة، أثّرت في الاختلاط والانتشار البشريّ على الأرض، كما أدت دورًا محوريًّا على صعيد النواحي الفكريّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. ولعل الهدف الأوحد للهجرة عبر الأزمان، هو البحث عن مكان أفضل. يمكن القول إن الدول النامية مصدر الهجرة التي تنعكس عليها سلبًا من خلال خسارة العنصر البشري؛ وإيجابًا من خلال التحويلات الماليّة التي تنعكس دعمًا اقتصاديًّا لتلك البلاد، ومن ذلك الهجرة للعمل في البلدان النفطية العربية التي كانت تعدّ عاملًا بل مكونًا للتغيير الاقتصاديّ والسياسيّ والاجتماعيّ وخاصة الديموغرافيّ في الوطن العربيّ، ولا سيما في سبعينيات القرن العشرين، وكان للبنان حصّة كبيرة في هذه التغييرات، فأصبح اللبنانيّ نقطة تأثير في بلاد النفط، ونقطة تأثّر في وطنه الأم. في هذا البحث أعالج ظاهرة الهجرة اللبنانية ومراحلها التاريخيّة، وأعالج بشكل خاص، مرحلة الهجرة مع بروز النفط العربيّ كجاذب بارز للهجرة... مبيّنة عوامل الطرد والجذب للهجرة، وموضحة أثر هجرة اللبنانيّ في بلد المهجر وفي موطنه. لنصل للجوابِ: هل كانت الهجرة إلى بلاد النفط سبيلًا لنجاة اللبنانيّ؟ - الكلمات المفتاحيّة: الهجرة – الدول النامية - البلاد النفطيّة – التحويلات الماليّة ***أثّرت ظاهرة الهجرة عبر التاريخ، بالمجتمعات، إذ كانت تؤدي (ولا تزال) دورًا محوريًّا في النواحي الفكريّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. وتعدّ الدول النامية مصدر الهجرة الرئيس، إلا أن عامل الهجرة كان ينعكس عليها عبر مسارين:- الأول: سلبًا من خلال خسارة العنصر البشري.- الثاني: إيجابًا من خلال التحويلات الماليّة ما ينعكس دعمًا اقتصاديًا لتلك البلاد.فلبنان مثلًا، وبحسب أرقام تقرير صادر عن البنك الدوليّ في العام 2011 بعنوان: "حقائق حول الهجرة والتحويلات"، حلّت نسبة التحويلات المالية لأبنائه المهاجرين، في المرتبة الثالثة عشرة بين البلدان المتلقية للتحويلات، وذلك بمبلغ وصل إلى 8,2 مليار دولار في العام 2010، وفي المرتبة الثامنة والعشرين عالميًا من حيث نسبة المهاجرين الحاصلين على التعليم العالي (38,6%).[i]فلبنان قد يُعدّ البلد الأول عالميًا في العالم من حيث تصدير الهجرة مقارنة بعدد سكّانه، إذ يبلغ العدد المقدر لمهاجريه والمتحدّرين منهم، بنحو 10 إلى 17 مليون شخص![ii]ويلحظ رئيس حكومة لبنان الأسبق سليم الحص في هذا الخصوص، أنه " قدر لبنان أن تبقى الهجرة منه ناشطة"، وأن اللبنانيين "سسيبقون منفتحين على الهجرة أكثر فأكثر ما دام هذا البلد لا يستوعب طاقاتهم، وما دامت الأزمات المتتالية لا تترك لهم مجالًا آخر".[iii]وتكشف أرقام العام 2004 أن 50% من الشباب اللبناني (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 سنة) فكروا بالهجرة إلى خارج البلاد.وبعد "حرب تموز" في العام 2006م، سيطرة فكرة الهجرة على نسبة 35% من الأسر والأفراد، وباشر معظمهم بإجراءات خاصة بالهجرة، وكان قد سبق "حرب تموز" أن نسبة من عبروا عن رغبتهم بالهجرة من ناحية الأفراد، 13%، ومن ناحية هجرة الأسرة بأكملها، بنسبة 7%.[iv]إنّ الهجرة للعمل في البلدان النفطية العربية، عامل بل مكوّن للتغيير الاقتصاديّ والسياسيّ والاجتماعيّ وخاصة الديموغرافيّ في الوطن العربيّ، وبرز واضحًا في السبعينيات، وكان للبنان حصّة في هذه التغييرات؛ فأصبح اللبنانيّ نقطة تأثير في بلاد النفط، ونقطة تأثّر في وطنه الأم.في هذا البحث، أعالج ظاهرة الهجرة اللبنانية وأبرز مراحلها التاريخيّة، معالجة بشكل خاص مرحلة الهجرة مع بروز النفط العربيّ كجاذب بارز للهجرة، ومبيّنة عوامل الطرد والجذب للهجرة، وموضحة أثر هجرة اللبنانيّ في بلد المهجر وفي موطنه.لنصل لجوابِ: هل كانت الهجرة إلى بلاد النفط، سبيلًا لنجاة اللبنانيّ؟(...)**** باحثة لبنانية – تعدّ أطروحة دكتوراه في التاريخ في المعهد العالي للدكتوراه – الجامعة اللبنانية
[i] الزايد، محمد، إشكالية العلاقة ما بين الهجرة والتنمية في ظل العولمة النيوليبرالية (الهجرتان االلبنانية والهندية نموذجاً)، أطروحة دكتوراة في العلوم السياسية (غير منشورة)، الجامعة اللبنانية، قسم الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصاديّة، إشراف الدكتور غسّان العزّي، 2013، ص 6-7، بتصرف.[ii] م. ن.، ص185[iii] م. ن.[iv] يعقوب، نجوى؛ ولارا بدر، خصائص السكان والمساكن في لبنان، إدارة الإحصاء المركزي، ع. 2، نيسان 2012، ص 8، بتصرّف.(...)المصادر والمراجع
- الكتب والمجلات:1. أرزوني، د.خليل، الهجرة اللبنانية إلى الكويت 1915- 1990، مكتبة الفقيه، بيروت، ط1، 1994م.2. بانصول، كريسطال، الهجرة، مجلة ثقافات، 2010م، ترجمةوتقديم:بن الهاني، سعيد.3. بزي، د.مصطفى، الهجرة والنزوح من لبنان خلال القرن العشرين (1900- 2006) (نموذج جنوب لبنان) الأسباب، بلاد الانتشار، الواقع، النتائج والانعكاسات، دار المحجة البيضاء، بيروت، ط1، 2008م.4. الجمهورية اللبنانية – وزارة الخارجيّة والمغتربين – المديرية العامة للمغتربين، ندوة عودة الكفاءات اللبنانية المهاجرة، الجامعة الأميركية في بيروت 1996، ط2، كانون الأول، 2000.5. الزايد، محمد، إشكالية العلاقة ما بين الهجرة والتنمية في ظل العولمة النيوليبرالية (الهجرتان االلبنانية والهندية نموذجاً)، أطروحة دكتوراة في العلوم السياسية (غير منشورة)، الجامعة اللبنانية، قسم الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصاديّة، إشراف الدكتور غسّان العزّي، 2013.6. فرجاني، د. نادر، الهجرة إلى النفط أبعاد الهجرة للعمل في البلدان النفطية وأثرها على التمية في الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط3، 1984.7. منظمة العمل الدولية، المكتب الإقليمي للدول العربية: الهجرة الخارجية وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية على العالم العربي، الجزء الثاني: الحالات القطرية، ط 1، 1990.8. المركز اللبناني للمعلومات لبنان، الواقع الديموغرافي في لبنان، 14 كانون الثاني 2013.9. النجار، د. باقر سلمان، حلم الهجرة للثروة، الهجرة والعمالة المهاجرة في الخليج العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 2001.10. يعقوب، نجوى؛ ولارا بدر، خصائص السكان والمساكن في لبنان، إدارة الإحصاء المركزي، العدد 2، نيسان 2012
- المواقع الإلكترونية:11. بزي، د. علي، الكفاءات العلمية اللبنانية الإعداد للهجرة، لبنان 2008 .http://www.uss5.org12. تميم، ضاحي، الآثار السلبية للعمالة الوافدة في دول "التعاون"، موقع العربية، نت، يناير 2011، http://www.alarabiya.net13. السكان والتغير السكاني- http://art.utq.edu.iq14. العسومي محمد، العمالة الوافدة إلى دول الخليج فوائد وإشكالات، مجلة آفاق المستقبل، (أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر)،العدد 20، www.ecssr.com15. معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي http://www.almaany.com16. موقع المغترب العربي - http://asyl.3arabiyate.net
الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023 ISSN: 2790-1785 الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha

ظاهرة الهجرة اللبنانية إلى دول النفط العربي - عوامل جاذبة وطاردة

♦ سلوى خَضِر العُبيدي *
نبذة عن البحث
تعدّ الهجرة ظاهرة قديمة مستمرة، أثّرت في الاختلاط والانتشار البشريّ على الأرض، كما أدت دورًا محوريًّا على صعيد النواحي الفكريّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. ولعل الهدف الأوحد للهجرة عبر الأزمان، هو البحث عن مكان أفضل. يمكن القول إن الدول النامية مصدر الهجرة التي تنعكس عليها سلبًا من خلال خسارة العنصر البشري؛ وإيجابًا من خلال التحويلات الماليّة التي تنعكس دعمًا اقتصاديًّا لتلك البلاد، ومن ذلك الهجرة للعمل في البلدان النفطية العربية التي كانت تعدّ عاملًا بل مكونًا للتغيير الاقتصاديّ والسياسيّ والاجتماعيّ وخاصة الديموغرافيّ في الوطن العربيّ، ولا سيما في سبعينيات القرن العشرين، وكان للبنان حصّة كبيرة في هذه التغييرات، فأصبح اللبنانيّ نقطة تأثير في بلاد النفط، ونقطة تأثّر في وطنه الأم. في هذا البحث أعالج ظاهرة الهجرة اللبنانية ومراحلها التاريخيّة، وأعالج بشكل خاص، مرحلة الهجرة مع بروز النفط العربيّ كجاذب بارز للهجرة... مبيّنة عوامل الطرد والجذب للهجرة، وموضحة أثر هجرة اللبنانيّ في بلد المهجر وفي موطنه. لنصل للجوابِ: هل كانت الهجرة إلى بلاد النفط سبيلًا لنجاة اللبنانيّ؟ - الكلمات المفتاحيّة: الهجرة – الدول النامية - البلاد النفطيّة – التحويلات الماليّة ***أثّرت ظاهرة الهجرة عبر التاريخ، بالمجتمعات، إذ كانت تؤدي (ولا تزال) دورًا محوريًّا في النواحي الفكريّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة. وتعدّ الدول النامية مصدر الهجرة الرئيس، إلا أن عامل الهجرة كان ينعكس عليها عبر مسارين:- الأول: سلبًا من خلال خسارة العنصر البشري.- الثاني: إيجابًا من خلال التحويلات الماليّة ما ينعكس دعمًا اقتصاديًا لتلك البلاد.فلبنان مثلًا، وبحسب أرقام تقرير صادر عن البنك الدوليّ في العام 2011 بعنوان: "حقائق حول الهجرة والتحويلات"، حلّت نسبة التحويلات المالية لأبنائه المهاجرين، في المرتبة الثالثة عشرة بين البلدان المتلقية للتحويلات، وذلك بمبلغ وصل إلى 8,2 مليار دولار في العام 2010، وفي المرتبة الثامنة والعشرين عالميًا من حيث نسبة المهاجرين الحاصلين على التعليم العالي (38,6%).[i]فلبنان قد يُعدّ البلد الأول عالميًا في العالم من حيث تصدير الهجرة مقارنة بعدد سكّانه، إذ يبلغ العدد المقدر لمهاجريه والمتحدّرين منهم، بنحو 10 إلى 17 مليون شخص![ii]ويلحظ رئيس حكومة لبنان الأسبق سليم الحص في هذا الخصوص، أنه " قدر لبنان أن تبقى الهجرة منه ناشطة"، وأن اللبنانيين "سسيبقون منفتحين على الهجرة أكثر فأكثر ما دام هذا البلد لا يستوعب طاقاتهم، وما دامت الأزمات المتتالية لا تترك لهم مجالًا آخر".[iii]وتكشف أرقام العام 2004 أن 50% من الشباب اللبناني (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 سنة) فكروا بالهجرة إلى خارج البلاد.وبعد "حرب تموز" في العام 2006م، سيطرة فكرة الهجرة على نسبة 35% من الأسر والأفراد، وباشر معظمهم بإجراءات خاصة بالهجرة، وكان قد سبق "حرب تموز" أن نسبة من عبروا عن رغبتهم بالهجرة من ناحية الأفراد، 13%، ومن ناحية هجرة الأسرة بأكملها، بنسبة 7%.[iv]إنّ الهجرة للعمل في البلدان النفطية العربية، عامل بل مكوّن للتغيير الاقتصاديّ والسياسيّ والاجتماعيّ وخاصة الديموغرافيّ في الوطن العربيّ، وبرز واضحًا في السبعينيات، وكان للبنان حصّة في هذه التغييرات؛ فأصبح اللبنانيّ نقطة تأثير في بلاد النفط، ونقطة تأثّر في وطنه الأم.في هذا البحث، أعالج ظاهرة الهجرة اللبنانية وأبرز مراحلها التاريخيّة، معالجة بشكل خاص مرحلة الهجرة مع بروز النفط العربيّ كجاذب بارز للهجرة، ومبيّنة عوامل الطرد والجذب للهجرة، وموضحة أثر هجرة اللبنانيّ في بلد المهجر وفي موطنه.لنصل لجوابِ: هل كانت الهجرة إلى بلاد النفط، سبيلًا لنجاة اللبنانيّ؟(...)**** باحثة لبنانية – تعدّ أطروحة دكتوراه في التاريخ في المعهد العالي للدكتوراه – الجامعة اللبنانية
[i] الزايد، محمد، إشكالية العلاقة ما بين الهجرة والتنمية في ظل العولمة النيوليبرالية (الهجرتان االلبنانية والهندية نموذجاً)، أطروحة دكتوراة في العلوم السياسية (غير منشورة)، الجامعة اللبنانية، قسم الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصاديّة، إشراف الدكتور غسّان العزّي، 2013، ص 6-7، بتصرف.[ii] م. ن.، ص185[iii] م. ن.[iv] يعقوب، نجوى؛ ولارا بدر، خصائص السكان والمساكن في لبنان، إدارة الإحصاء المركزي، ع. 2، نيسان 2012، ص 8، بتصرّف.(...)المصادر والمراجع
- الكتب والمجلات:1. أرزوني، د.خليل، الهجرة اللبنانية إلى الكويت 1915- 1990، مكتبة الفقيه، بيروت، ط1، 1994م.2. بانصول، كريسطال، الهجرة، مجلة ثقافات، 2010م، ترجمةوتقديم:بن الهاني، سعيد.3. بزي، د.مصطفى، الهجرة والنزوح من لبنان خلال القرن العشرين (1900- 2006) (نموذج جنوب لبنان) الأسباب، بلاد الانتشار، الواقع، النتائج والانعكاسات، دار المحجة البيضاء، بيروت، ط1، 2008م.4. الجمهورية اللبنانية – وزارة الخارجيّة والمغتربين – المديرية العامة للمغتربين، ندوة عودة الكفاءات اللبنانية المهاجرة، الجامعة الأميركية في بيروت 1996، ط2، كانون الأول، 2000.5. الزايد، محمد، إشكالية العلاقة ما بين الهجرة والتنمية في ظل العولمة النيوليبرالية (الهجرتان االلبنانية والهندية نموذجاً)، أطروحة دكتوراة في العلوم السياسية (غير منشورة)، الجامعة اللبنانية، قسم الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصاديّة، إشراف الدكتور غسّان العزّي، 2013.6. فرجاني، د. نادر، الهجرة إلى النفط أبعاد الهجرة للعمل في البلدان النفطية وأثرها على التمية في الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط3، 1984.7. منظمة العمل الدولية، المكتب الإقليمي للدول العربية: الهجرة الخارجية وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية على العالم العربي، الجزء الثاني: الحالات القطرية، ط 1، 1990.8. المركز اللبناني للمعلومات لبنان، الواقع الديموغرافي في لبنان، 14 كانون الثاني 2013.9. النجار، د. باقر سلمان، حلم الهجرة للثروة، الهجرة والعمالة المهاجرة في الخليج العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 2001.10. يعقوب، نجوى؛ ولارا بدر، خصائص السكان والمساكن في لبنان، إدارة الإحصاء المركزي، العدد 2، نيسان 2012
- المواقع الإلكترونية:11. بزي، د. علي، الكفاءات العلمية اللبنانية الإعداد للهجرة، لبنان 2008 .http://www.uss5.org12. تميم، ضاحي، الآثار السلبية للعمالة الوافدة في دول "التعاون"، موقع العربية، نت، يناير 2011، http://www.alarabiya.net13. السكان والتغير السكاني- http://art.utq.edu.iq14. العسومي محمد، العمالة الوافدة إلى دول الخليج فوائد وإشكالات، مجلة آفاق المستقبل، (أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر)،العدد 20، www.ecssr.com15. معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي http://www.almaany.com16. موقع المغترب العربي - http://asyl.3arabiyate.net
الحداثة (Al Hadatha) – ع. 227 - س. 30 - ربيع Spring 2023 ISSN: 2790-1785 الحداثة - ISSN: 2790-1785 - Al hadatha