Ali Mohamed > Recent Status Updates

"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ"

الذاكرة البشرية في رأيي هي أغرب مخلوقات الله وأكثرها إعجازا, فوجئت اليوم بأني أحكي للوالدة -حفظها الله- موقف حدث مما يزيد عن 10 سنوات, وأحكيه بحذافيره كأنه ما كان إلا اليوم! إذا لا يُستَغرَب قول الله "يوم يتذكر الإنسان ما سعى", ليس غريبا أننا سنتذكر كل ما فعلناه في الدنيا من قليل أو كثير, فهذه إمكانية مركّبة في مخ الإنسان في الدنيا فكيف بها في الآخرة التى قيل فيها عن حاسة البصر :"فبصرك اليوم حديد"؟

فإن حقيقة التوحيد انجذاب الروح إلى الله تعالى جملةً, فمن شهد أن لا إله إلا الله خالصًا من قلبه دخل الجنة; لأن الإخلاص هو انجذاب القلب إلى الله تعالى بأن يتوب من الذنوب توبة نصوحًا, فإذا مات على تلك الحال نال ذلك.

قال البقاعي : لا إله إلا الله، أي : انتفى انتفاء عظيما أن يكون معبود بحق غير الملك الأعظم، فإن هذا العلم هو أعظم الذكرى المنجية من أهوال الساعة، وإنما يكون علما إذا كان نافعا، وإنما يكون نافعا إذا كان مع الإذعان والعمل بما يقتضيه، وإلا فهو جهل صرف.

لا تنظرنّ إلى الفياض في صغرٍ ،، في السن وانظر إلى المجد الذي شادا
إن النجوم نجوم الليل أصغرها ،، في العين أبعدها في الجو إصعادا

إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا ،، من كان يألفهم في المنزل الخشن

اعلم أن القلب إذا خلا من الاهتمام بالدنيا والتعلق بما فيها من مال أو رئاسة أو صورة وتعلق بالآخرة والاهتمام بها من تحصيل العُدّة والتأهب للقدوم على الله عز وجل فذلك أول فُتُوحِه وتباشير فجره.

قال الحسن : المؤمن في الدنيا غريب. لا يجزع من ذُلِّها، ولا ينافس في عزها، للناس حال، وله حال. الناس منه في راحة، ونفسه منه في تعب.

ففي القلب شعث، لا يلمه إلا الإقبال على الله. وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته. وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته. وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه.
وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه. وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه.

وَجْدٌ يُمَحِّصُ العَبْدَ مِنْ دَرَنِ الْحَظِّ ، وَيَسْلُبُهُ مِنْ رِقِّ الْمَاءِ وَالطِّينِ.

والغَيْرَةٌ عَلَى وَقْتٍ فَاتَ . فَإِنَّ الْوَقْتَ أَبِيُّ الْجَانِبِ ، بَطِيُّ الرُّجُوعِ .

ومحبة الله تنبت من مطالعة المنة . وتثبت باتباع السنة .

"اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب، وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب".

وأساس الحكمة : أن تعطي كل شيء حقه ولا تعديه حده ، ولا تعجله عن وقته ، ولا تؤخره عنه .

وقال أبو حفص : أحسن ما يتوسل به العبد إلى الله : دوام الإفتقار إليه على جميع الأحوال, وملازمة السُّنّة في جميع الأفعال, وطلب القوت من وجه حلال.

منزلة اليقين :

وتأمل أحوال الرسل صلوات الله وسلامه عليهم مع الله ، وخطابهم وسؤالهم . كيف تجدها كلها مشحونة بالأدب قائمة به .

منزلة المروءة :

وهاهنا للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق وجنايتهم عليه .

أحدها هو مشهد القدر وأن ما جرى عليه بمشيئة الله وقضائه وقدره . فيراه كالتأذي بالحر والبرد ، والمرض والألم ، وهبوب الرياح ، وانقطاع الأمطار . فإن الكل أوجبته مشيئة الله . فما شاء الله كان . ووجب وجوده . وما لم يشأ لم يكن . وامتنع وجوده . وإذا شهد هذا : استراح . وعلم أنه كائن لا محالة . فما للجزع منه وجه . وهو كالجزع من الحر والبرد والمرض والموت .

هذا ، وقد جرت سنة الله - التي لا تبديل لها - أن من آثر مرضاة الخلق على مرضاته : أن يسخط عليه من آثر رضاه ، ويخذله من جهته . ويجعل محنته على يديه . فيعود حامده ذاما . ومن آثر مرضاته ساخطا . فلا على مقصوده منهم حصل ، ولا إلى ثواب مرضاة ربه وصل . وهذا أعجز الخلق وأحمقهم .

من الذوق وحسن الأدب بل والديانة إنك تجيب من يكلمك, أما أن يتوجه لك أحدهم بخطاب أو يشكرك فلا تجيب فلا محمل لذلك إلا على نقص الأدب وسوء الخلق. وكتب الدنيا كلها لا تنفع المرء إذا لم يكن له منها عمل وأثر في خلقه وتعامله مع الناس. أما إذا لم ينتفع بها فمثله كمثل الحمار يحمل أسفارا.