Faiz Kareem > Recent Status Updates

❞ في مكان ما على طول الطريق، لا بدَّ أنَّ كارسن قد توصَّلت إلى النتيجة نفسها التي توصَّلت إليها أورورا لي، وهي أنَّه: «لا أحد يعيش بالشعر»، وإذا كان عليها أن تعيش ككاتبة، فيجب أن تكتب النثر. ❝

❞ أخبره «أحمد» بذلك وهو يضحك بصوت عالٍ، حتى إن «أليكساندر” شعر بشيء من الاستياء من صراحته. لكن لماذا؟ لأن “أحمد” فشل في تعرُّف هويته غير الأوروبية، وجذوره الشرقية؟ هل كان يقصد إهانته عندما قال ذلك، أم كان يجامله بطريقته المصرية؟ كان يُقال له أحيانًا في سلوفينيا إنه جنوبي، وقيل له إنه بيزنطي في العديد من المناسبات. لماذا يشعر بالإهانة لأن “أحمد” رآه أوروبيًّا؟ ❝

❞ قالت لي في مساء ذلك الثلاثاء أو الأربعاء: «إن الأشياء التي تبدو عادية لنا لا يمكن تخيلها وبعيدة المنال للآخرين». «شيء بسيط مثل القيادة لمدة ساعة من دون توقف هو حلم صعب المنال بالنسبة إلى أهالي فلسطين». ❝

❞ في وقت مبكِّر من مساء 13 من أيَّار/مايو عام 1886، بعد المرض الذي أخفق العلاجُ الموصوفُ من زيت الزيتون والكلوروفورم في تخفيفه بشهور عديدة، شهقت إملي دِكنْسِن وغابت عن الوعي عينُ عقلها لن تنفتح ثانيةً أبدًا. في السادسة من مساء اليوم الخامس عشر، السبت، وحين كان أوستن إلى جانبها، أطلقت رئتاها نَفَسًا أخيرًا غادر شجرة الحياة.

‫ لأنني لم أستطع التَّوقُّف من أجل الموت ــــــــــ

‫ توقَّف بلطف من أجلي ــــــــــ ❝

‏

❞ هذا العصر، بعد كلِّ شيء، كان العصر الذي رثى فيه والت ويتمَن –الشاعرُ الحي الأكثر تقديرًا في البلاد– لونغفلو، الشاعرَ المتوفى توًّا الأكثر تقديرًا في البلاد، بسبب حقيقة أنه «يعبِّر عمَّا هو عادي بديع، ولا يتغنَّى بالعواطف الاستثنائية، أو بشطحات الإنسان المزعجة» وأنه «ليس ثوريًّا، لا يأتي بشيء عدواني أو جديد، لا يسدِّد ضربات قاضية» ❝

❞ بعد أكثر من عقدين على كتابتها الشعر في عزلتها –الشعر الذي كتبته ولم تشاطره إلَّا رفقتها المصطفاة من المقرَّبين– قدَّمت دِكنْسِن نفسها إلى العامة وهي في الثانية والأربعين من عمرها. كانت النتيجة الرفض. ❝

ناقدي هاموند يتملَّق بلطف،
ويريد مجلَّدًا آخر يشبه السابق
ناقدي بلفير يريد كتابًا آخر
مختلفًا تمامًا، يُربح، (ويعيش؟)
كتابًا مذهلًا، ولكنه ليس محيِّرًا
الجمهور ينتقد الأصالة
(يجب ألَّا تضخِّي مياه الينبوع على حين غِرَّة
على جمهور رقيق، شديد التوتر -)
‫أشياء جيدة، ليست حاذقة، جديدة ولكنها مألوفة،
‫سهلة القراءة كالصفحة المثنيَّة الزوايا
‫التي ثنتها أصابع الجمهور المذكور، قبل خمسين عامًا
منذ أن علمته جدته التهجي أول مرة

❞ في حياةٍ كحياة إملي دِكنْسِن –حياة ذات تعقيد عاطفي فسيفسائي مشفَّر في معجم خاص، ينبض بدماء قوية تتدفق رمزًا واستعارة– تصبح النقاط العمياء الحتمية للسيرة الذاتية حُجُبًا لأننا نضع ذواتنا كلها –معتقداتنا وتحيزاتنا، وفضولنا المنحوت بالخبرة ومعارفنا المحدودة– في كلِّ ما نقوم به، ليس كلُّ كاتب سيرة أداة للحقيقة بقدر ما هو مفسِّرٌ للمعنى. ❝

❞ وشيئًا فشيئًا يزيح التدوين واقعَ الأحداث المُعاشة وما يُدوَّن هو جزء مما يُفكَّر فيه، ويُحَسُّ به، ويُفعَل، ويُعاش، جزء يُنقَّح في أفضل الأحوال بفعل الاختيار نفسه، ويُحرَّف في أسوأ الأحوال بالتبرير أو يُتَخيَّل بإعادة سردٍ متعمَّدة للواقع قصص حياتنا التي نرويها للآخرين ولكن لأنفسنا خاصَّةً، إنما نرويها لنجعل حياتنا قابلة للعيش. ❝

❞ ماري ليون، مؤسِّسةُ ماونت هوليوك ومديرتها الأولى، وضعت تلميذاتها في ثلاث فئات في طيف الخلاص: النَّاجيات، وأولئك اللاتي لديهن أمل، و«اللاتي لا أمل لديهن.» وضعت إملي في الفئة الثالثة. ❝

في مثل تلك اللحظات تحدث حماقات ترسخ إلى الأبد: أذكر رجلاً بديناً، أعتقد أنه من مجموعة بابلو أيضاً، أراد في أشد لحظات القتال أن يحتمي بعود قصب فكان يقف بجانبه ويجثو على ركبتيه خلفه، وأذكر أيضاً ذلك الذي طفق يصرخ بأن علينا أن نستسلم، والصوت الذي أجابه بين دفقتين من مدفع طومسون، صوت الملازم، هدير فاق دوي الرصاص، يقول:«لاأحد يستسلم هنا، اللعنة».

أن أكتبَ يعني أحياناً أن أقولَ ما أفكّر به بطريقةٍ سيئة ومشوشة. كما لو أن الكتابة شيء يحدثُ من الخارج. شيءٌ يصل مثلما تصل إلى جسدي الشمس.

أن ننظرَ إلى العمق؟ وماذا لو لم يكن هناك عمق؟ ماذا لو أن قشرةَ الأشياء هي الجوهر الحقيقي؟

يحنّون إلى الأيام الخربة، لمجرد أنها لن تعود.

وهكذا انتهى حُكم الأوصياء نهايةً محبِطةً إذ بدأ الملك المكسور عهده المكسور.

في عشيَّة عيد (الحدَّاد) منحَت الليدي لارا الأمير ڤسيرس ابنه الثَّاني، صبيًّا كبير الحجم مفعمًا بالحيويَّة سمَّاه والده إيمون. أقيمَت
مأدبة احتفالًا بمولده، وابتهجَ الجميع بولادة هذا الأمير الجديد... ما عدا إجون ربما، شقيقه الأكبر بسنةٍ ونصف، الذي وجدوه وهو يضرب
الرَّضيع ببيضة التنِّين الموضوعة في مهده. لم يقع أيُّ أذى، لأن صُراخ إيمون جلبَ الليدي لارا راكضةً لتأخذ البيضة من ابنها الأكبر وتُؤدِّبه.

❞ كان بين زائريها الذائعي الصيت هانز كريستيَن أندرسن، عبقري بارز في رواية القصص ويعاني آلام الاغتراب الذاتي التي حدستها هوسمر فورًا. في رسالة إلى والدها الراعي، وصفت أندرسن بأنه «شخص طويل القامة نحيل من صنف لِنْكن له شعر أسود ناعم طويل، يظلِّل وجهًا آسرًا بسبب عذوبته وحزنه»، مضيفة أنه «ربما بسبب صراعاته الشديدة المرارة، أحبَّ أن يمكث بين الجنيات الألطف اللاتي لم يلق في عالمهن أثرًا للإنسانية القاسية.» ❝

سألَ الملك إجون: «ماذا لو لم أحبها؟»، فأجابَ اللورد پيك: «لست بحاجةٍ إلى أن تُحبَّها. ما عليك إلَّا أن تتزوَّجها وتَحصُل على ابنٍ منها»، ثمَّ أضافَ تعليقه الشهير: «صاحب الجلالة لا يحبُّ اللِّفت، لكن عندما يعدُّه طبَّاخوك تأكله، أليس كذلك؟».

❞ ورغم أن تفاصيل حياة فوكو الجنسية ظلت غير محددة -أليس هناك ما يدعو إلى ذلك؟- فهناك أسباب كافية للاعتقاد بأن خبرة التهميش كمثلي الجنس كانت جزءًا مهمًّا من حياته ومن جهة أخرى، ظل فوكو غير راغب في قبول هوية “المثلي”، كما رفض أي هوية أخرى، قلما كتب أو تحدث عند التسجيل معه كـ”رجل مثلي” ❝

كتبَ السِّپتون إيوستس: «حين انتهى عيد (أبينا في الأعالي) وتفرَّق الغوغاء عند البوَّابات، كان يد الملك راضيًا تمامًا. ليت بإمكاني أن أكتب أن العوام عادوا إلى منازلهم وأكواخهم للصَّوم والصَّلاة والاستغفار من خطاياهم، لكن ذلك بعيد كلَّ البُعد عن الحقيقة. بدماءٍ حامية سعوا بدلًا من ذلك إلى أوكار الخطيئة، وازدحمَت حانات المدينة وخمَّاراتها ومواخيرها حتى كادَت تنفجر، فهكذا شر الإنسان».

لم يجرِ اللِّقاء كما أملَت التَّوأمتان، إذ شحبَ وجه الأمير لمرأى تنِّينة رِاينا، مورننج، وأمرَ الشَّماليِّين الذين يَحرُسونه بأن يأخذوا «هذا المخلوق القذر بعيدًا عن ناظريَّ».