Faiz Kareem > Recent Status Updates

يُدوِّن السِّپتون إيوستس مرعوبًا أن رجال (وينترفل) لم يحترموا الآلهة الحقيقيَّة حتى، بل احتقَروا (السَّبعة)، وتجاهَلوا أيام الأعياد، وسخروا من الكُتب المقدَّسة، ولم يُبدوا تقديرًا لأيِّ سِپتون أو سِپتة، وعبدوا الأشجار.

أزعجَ اللُّغز الذي كانه لارِس سترونج طلبة التَّاريخ لأجيال، ولا يُمكننا أن نأمل حلَّه هنا. أين كمنَ ولاؤه الحقيقي يا تُرى؟ ماذا كانت غايته؟ لقد نسجَ شباك طريقه طوال رقصة التَّنانين على هذا الجانب وذاك، يختفي ويُعاوِد الظُّهور، ولكن بطريقةٍ ما ينجو دائمًا. كم كان مما قاله وفعله خداعًا وكم حقيقةً؟ أكان مجرَّد رجلٍ أبحرَ في اتِّجاه الرِّيح أينما هبَّت أم عرفَ اتِّجاهه لمَّا اقلع؟

نزلَ مرسوم تلو الآخَر من (بيت القُبلات)، كلٌّ منها مشينٌ أكثر من سابقه. قضى جيمون أن تتساوى البنات من الآن فصاعدًا مع البنين في مسألة الوراثة، وأن يُعطى الفقراء الخُبز والمِزر في أوقات المجاعة، وأن الرِّجال الذين فقدوا أطرافهم في الحرب يجب أن يُطعِمهم ويُسكِنهم اللورد الذي قاتَلوا في سبيله عندما فقدوها، وأمرَ جيمون بضرب الأزواج الذين يضربون زوجاتهم بغضِّ النَّظر عمَّا فعلته الزَّوجات لتبرير هذا التأديب.

يَكتُب السِّپتون إيوستس:
«تحوَّل (جُب التَّنانين) إلى أتونٍ مستعر حيث ترنَّح المحترقون صارخين عبر أستار الدُّخان ولحمهم ينسلخ عن عظامهم المتفحِّمة، ولكن مقابل كلِّ ميتٍ ظهرَ عشرة غيره زاعقين أن التَّنانين يجب أن تموت، وواحدًا تلو الآخَر ماتَت بالفعل».

عادَ ديمون تارجاريَن إلى القلعة لفترةٍ تكفي فقط لتناوُل الفطور مع اللورد موتون، وقال لحضرة اللورد: «هذه آخِر مرَّةٍ ستراني. أشكرك على حُسن ضيافتك. فليكن معلومًا في أراضيك جميعًا أنني طائرٌ إلى (هارنهال). إذا جرؤَ إيموند ابن أخي على مواجهتي فسيجدني هناك، وحدي».

وأخبرَ الرِّجال الذين بدأوا يتحلَّقون حوله: «لماذا تكون لوردًا إذا كنت تستطيع أن تكون ملكًا؟». وسُمِعَ كلام في المخَّيم عن نبوءةٍ من الزمن الغابر قالت: «حين تَسقُط المطرقة على التنِّين سينهض ملك جديد، ولن يقف في وجهه أحد». ما يزال غامضًا من أين أتَت هذه الكلمات (ليس من هامر نفسه، الذي لم يكن يقرأ أو يَكتُب)، ولكن في غضون بضعة أيام كان كلُّ رجلٍ في (تمبلتون) قد سمعَها.

واثقًا تمامًا بمهارته الحربيَّة وبجبروت تنِّينته ڤاجهار، تشوَّق إيموند إلى الاشتباك مع العدوِّ، إذ قال: «العاهرة في (دراجونستون) ليست الخطر، ولا حتى روان وأولئك الخونة في (المرعى). الخطر هو عمِّي. بمجرَّد أن يموت ديمون سيفرُّ كلُّ هؤلاء الحمقى الذين يرفعون راية أختنا عائدين إلى قلاعهم ولن يُزعجونا بعدها».

❞ ربما ليس من الأسهل استيعاب انتحار شاب في السابعة عشر من عمره عن استيعاب انتحار شيخ في السابعة والثمانين من عمره، ربما الواقعتان تحركان الشعور نفسه، فلا يوجد شيء يمكن أن يفعله المرء أكثر تطرفًا أو يصعب استيعابه أكثر من الانتحار، وفي الوقت نفسه لا يوجد شيء إنساني أكثر من ذلك عندما يقرر المرء مفارقة الحياة، فهو يتجاوز غريزة البشر البهيمية، الغريزة الفطرية في البقاء حيًّا. ❝

❞ لم نعد أحرارًا لأن الحرية في التحريف، والخداع، والاختراع، والتضليل، تضليل الذات والآخرين، هكذا تكون الحرية، عندما ترى نفسك بالطريقة التي تريد الناس أن تراك بها، ليس الطريقة التي يراك بها الآخرون نحن لسنا أحرارًا لأننا تقبلنا حقيقتنا التي نراها في المرآة.. ❝

❞ مع كل حجر أساس يُوضع، كان «أليكساندر” يقتنع بكلمات والدته، المرأة التي علمته أنه أمر طبيعي لكل فرد أن يفقد عقله من حين إلى آخر، وأن الخضوع لإرادة الأغلبية ليس دائمًا كافيًا للنجاة بينهم. ❝

❞ جاء الناس وأعربوا عن تعاطفهم لـ»أليكساندر”، ثم أكملوا حياتهم، وتركوه وحده في الشقة، حيث لا يستطيع أن يشعل النور، أو يتكلم إلا هامسًا، حتى لا يفزع والدته المتوفاة ❝

❞ “لا تتقدم البشرية تدريجيًّا من صراع إلى صراع حتى تصل إلى التبادل العالمي، حيث يستبدل حكم القانون بالحرب في النهاية، وتثبت البشرية كل شكل من الأشكال عنفها في نظام من القواعد وبالتالي تنتقل من سيطرة إلى سيطرة”. ❝

❞ “سئمت الناس الذين يدرسون “نيتشه”، لا لشيء سوى إصدار نفس نوعية التعليقات المكتوبة على هيجل أو مالارميه بالنسبة لي، أنا أفضِّل الاستفادة من الكُتَّاب الذين يعجبونني الاعتراف الصحيح والوحيد بفضل فكر ما مثل فكر نيتشه، هو بالضبط أن نستفيد منه، أن نشوهه، أن نجعله يتأوه ويحتج، وإذا قال المعلقون بعد ذلك إنني مخلص لنيتشه أو غير مخلص، فإن هذا أمر لا أهمية له على الإطلاق”. ❝

❞ فعلى فَرض أنَّ الله- إذا كانت أسوأ مخاوفنا حقيقة- يمتلك كلَّ الصفات التي نحسبُها نحنُ شرًّا: عدم المنطقيَّة، والكبرياء، والانتقام، الإجحاف، والقسوة لكنَّ كلَّ هذه الأمورَ السوداء (كما تبدو لنا) هي في الواقع بيضاء لكنَّه فسادُنا الذي يَجعَلنا نَراها على هذا النحو. ❝

‏