Lama Muhammad MD's Blog, page 10
March 15, 2019
مات المصلّوّن و بقيت الأحذية...
نحن نكمل المشي في حياتنا بسبب أمنا و أبينا...و مهما كان الحذاء الذي أعطوه لك قديماً، تذكر أنهم أكملوا حياتهم يحصدون مسامير الذكرى، و أشواك ال" لو" .. بينما غادرت أنت وبدأت تصنع أنا مستقلة...ألف رحمة على من صلّى في جامع، كنيسة، كنس، أو معبد و دعا الله أن ربي" ارحم والديّ، و ساعدني في طريقي" بينما دخل المكان مجرم عنصريّ فأودى بالحلم و بالأحذية...********كان من السهل عليّ تغيير لقبي "محمد”، والحصول على لقب زوجي في زمن فيه من العنصرية ما فيه، لكني لم أفعل.ليس بسبب امتناني لوالديّ فقط، و لا لأني أرى في النبيّ محمد شخصاً حكيماً و نبيلاً فقط...لكني أردت أن أكون مثالاً جيداًيحارب بفعله البار العنصريّة ضد المسلمين، و يعرّف الناس بإسلام المعاملة.. العمل و السلام.*********بكى قلبي على شهداء جامع نيوزيلاندا مرتين، مرة على أبرياء قضوا بسبب التمييز العنصري.. و مرتين و أنا أرى الحرب العنصرية تتقدم، و نبوءة حمام الدم قريبة التحقق....بكى عقلي مرات و أنا أسمع لقب " المريض النفسي" يلصق بالعنصريّة.. فيما لا يقبل أي طبيب نفسي عاقل تحويل المجرمين إلى مرضى. ********أنا أعلم جيداً أن الأديان وجدت لتدافع عن البشر وليس العكس، وأن الدين لن ينقص ولن يزيد بي ولا بغيري، لكني أعتقد أنه من واجب كل من حمل هذا الاسم وورث هذا الدين أن يكون مثالاً للأشخاص الطيبين فيه، وأن يحاول قدر الإمكان النجاة بسمعة البسطاء الذين يتحولون بسبب داعش وأمثالها إلى إرهابيين.المؤمن الحقيقي هو من يستخدم عقله في كل شيء.. يحترم المرأة ويساعدها على النجاح، ويعلم تماماً أن الإنسانية هي أمّ الأديان والأصيل من أيّ دين هو الملجأ بعد الله.المسلم المسالم هو من احترم الرسول بأفعاله قبل أقواله، هو من استخدم عقله.. هو الذي لا يقبل سياسة القطيع، بل يفكر في كل صغيرة وكبيرة.. هو إنسان حقيقيّ دينه معاملة وأخلاقه ملجأ.المسلم الحقيقي هو من يسند علم الطب النفسي ضد المشعوذين، السحرة والمهرطقين.*******عندما ندخل الجامع حفاة و نترك أحذيتنا على الباب.. نترك فيها ذكريات أشواك لم ندس عليها، و مسامير لم تودي بأقدامنا.. نحن نعلم أن الله هو الملجأ الأول و الملاذ الأخير... و أن السلام أكبر رسالة حملها العقلاء من المسلمين، لينقذوا الأحفاد من (تارات) الأحقاد...أعطوا أحذيتكم لأطفالكم، و علموهم كيف يسامحون.. هكذا فقط يكون النصر...لمى محمد
Published on March 15, 2019 11:06
March 13, 2019
الأقربون أولى بالمعروف…
في داخل قلب وروح كلّ منّا ذكريات لا تشبه إلّا نفسها، و مهما حاولنا أن نكبر من دونها، فهي تحتلّ المكان:” إن كبرتوا كَبْرتْ.. “… هذا الوطن في داخلنا يضمن استقرارنا و استمرارنا، ولا يعطي تأشيرات دخول اعتباطيّة…الأقربون هم الأقربون للقلب، للروح.. و ما فيهما من المشاعر ما فيها: فرح، حزن.. غضب.. حب.. كره.. حماس.. غيرة.. خوف.. ألم…و بعكس السائد من أن الكره عيب، و الغيرة نقص.. فإنّ كل المشاعر البشريّة طبيعية.. ردود فعلنا تجاهها تميّزنا، و أحياناً تقيّمنا.العقل يحتفظ بكل أنواع الذكرى، فيما يحتضن القلب ذكرى القريبين من الروح (الأقربون). ليس من الناس ملائكة و شياطين.. بل رماديون منهم من يسكن و ذكرياته عقلك، و منهم من يحتضن الوطن في قلبك!
Published on March 13, 2019 09:59
February 23, 2019
أحلام تُحْكَمُ بالإعدام!
لا تصدقوا أن الطريق إلى الله يحكمه الملك و لا الشيخ.. الله يسكن قلبك: إن كان أولادنا مظلومين، فتلك مصيبةٌ…و إن كانوا مغسولي الأدمغة من قبل سماسرة الدين الذين سمحت لهم الحكومات بالتمدد و التسلط تحت جناح القانون، فالمصيبة أعظم…تنتشر الخطب التي تحضّ على الكراهية باسم الدين على مسمع و مرأي و تشجيع الحكومات العربيّة.. يتمّ نشر ثقافة الموت بين شبابنا بطرق مباشرة في كثير من خطب الجمعة-مثلاً- و بطرق غير مباشرة عن طريق الظلم، الفقر، قتل الأحلام.. وأد الفكر المخالف.. هكذا تتحول مجتمعاتنا إلى مفرخات للفكر المتطرف برعاية مباشرة من القانون و القضاء…و كيما تمثّل الحكومات على شعوبها بأنها تحارب التطرف الديني، فهي تحارب الأفراد مغسولي العقول، فتقصقص أغصان شجرة التطرف، فيما تُشبِع الجذور ماء خطب لحى و فتاوى عمائم…في التسعينيات تعرفتُ على فتاة نبيلة اسمها أحلام.. لم تكن أحلام إنسانة عادية، بل مثال للخلق، العلم، المحبة و التواضع.. حضرنا المدرسة الإعدادية معاً، و لطالما كانت أحلامها سبباً في دفعي للأمام.. أجل الأحلام الطموحة تدفع صاحبها و من حوله، لذلك يقولون : “قلّي من تصادق أقلْ لك من أنت…”.التحوّل الجذريّ طرأ عليها عندما بدأنا المرحلة الثانوية، مات أبوها و بدأ أخوتها بالتحكم فيها و بأمها.. صارت تتحدث و تبكي عن الممنوع و الممنوع، و عن الله الذي أصبح مخيفاً: -لماذا يخافون الله؟ أنا أحبه و هو يحبنا..-نخاف الله معناها أن نفعل الخير و لا نغضبه…-نحبه لذلك نحترمه، هل يغضب الله؟ هل يسحقنا الله؟ هذا الكلام لا يدخل عقلي.. أين أذهب القانون لا يحميني، أنا تابعة لأخوتي لأنهم رجال العائلة.. أين أذهب؟ -إلى الله.. اسأليه أن يساعدك…-كان أبي يقول أن الطريق إلى الله مليء بالوحوش، و بمن يعتقدون أنفسهم هو…لم تكن أحلام تفهم معنى حديث والدها معلّم التاريخ الجليل.. و لم أفهمه أنا وقتها أيضا…استمرت أحلام في التغيّر، تبدلت أحلامها من الدكتواراة.. السلام العالمي.. و عاملة في منظمة أطباء بلا حدود.. إلى الزواج و الخلاص من ظلم الذكور.. و بدأت هي في الابتعاد عنّا تدريجياً و مصادقة ابن جيرانهم…ابن جيرانهم كان أكبر منّا بعشرة سنوات، قالت الإشاعات أنه ينتمي لتنظيم الإخوان المسلمين، و إشاعات أخرى قالت أنه يجنّد الفتيات في المدارس لنشر الفكر المتطرف…في ذلك الوقت لم أعرف عن التنظيمات الإسلاميّة إلّا ما عرفته عن الطوائف، كان الدين -ومايزال- عندي معاملة ، و أحسن الناس كانوا -ومازالوا- أنفعهم للعيال.. المهم ابتعدت أحلام عني و عن صديقاتها.. تحجبت ثم تنقبت ثم تركت المدرسة…لم أسمع منها أي خبر بعد ذلك.. ظلّ سؤالها معلقاً في ذاكرتي، يقرع صنم تمائم الكلام: لماذا يخافون الله؟ أنا أحبه و هو يحبنا..من ثلاث سنوات سمعت أن أحلام ماتت.. قالت إحدى معارفها، أنها-بعد موت زوجها- انضمت لتنظيم متطرف يشبه القاعدة: -“ ربما جبهة النصرة لا أعرف”.. ماتت في تفجير .. عندها أربعة أولاد .. لا أحد يعلم أين هم؟ مرّت أحلام في ذاكرتي بعينيها اللطيفتين الواسعتين : . أين أذهب القانون لا يحميني، أنا تابعة لأخوتي لأنهم رجال العائلة.. أين أذهب؟ يعلم الله كم دفعتِ من الأثمان يا أحلام؟ يعلم الله الذي أحببته من قلبك -بشهادتي- كم من الذكور تبعت بسبب الظلم و قوانين السماسرة…إن كان القانون ضد أحلام لأنها -ناقصة عقل و دين - و إن كانت تلك الطفلة التي عرفتها و أحببت أحلامها الكبيرة مظلومة، فتلك مصيبة..و إن أجبرها القانون الجائر، حكم الذكورة، الفقر، العوز، الحزن و الظلم على اللحاق بسماسرة الدين، فالمصيبة أعظم…في تلك الحالتين هي ضحية صمتنا على القوانين البالية التي سمحت للألسنة و اللحى بالتمدد فوق حقوق الإنسان .. المعلمون و المعلمات أولى بخطب الجوامع ممن لا يفكوّن الحرف.. مراقبة خطب الجمعة التي تحوّل المختلف إلى كافر أجدى من مراقبة الصحفيين و كمّ أفواه و عقول المعارضين...الدراما التي تغلّف التنظيمات السريّة و محاربة التطرف أولى بأن تتحول لإخراج القانون من جيوب كليات الشريعة و تمددات الساسة…البؤس الذي يلمّ حلم شبابنا بحياة كريمة يجب أن يقاد و يسيّس لتطوير ثقافة الحياة.. لا لتشجيع ثقافة الموت…في حياة كل منّا أحلام.. إن كان صمتنا يقتلها، فنحن جناة أيضاً...المقال كاملاً: أفضل الحلال الطلاق..بالثلاثة...http://www.ahewar.org/debat/show.art....
Published on February 23, 2019 10:06
February 18, 2019
لا ملائكة على هذي الأرض
لا ملائكة على هذي الأرض.. بل أطفال و أمهات يسكنون فينا و يقودوننا إلى الأشخاص الصح…احتفظت بصداقاتي الحقيقية من الطفولة كجواهر لا تقدر بثمن: كانت زبيدة، ميس، ديما و هنادي أخوات لي و لم يكنّ في يوم ما فقط صديقات. علمتني الحياة أن أحتفظ بالصادقين و أن أحاول-قدر الإمكان- مشاهدة الجانب المضيء في كل شخص، فلم أكره يوماً، هذا سر سعادتي و الحب لا يوّرثك غير الحب…تسألني طفلتي كيف تفعل ذلك، و أحكي لها حكاية إبريق الحلوى: كنتُ في السابعة عندما كسرت أبريق الحلوى في بقالية طه جارنا.. حملت في يدي مصروفي ليرة سوريّة واحدة و أردت شراء أربعة قطع من السكاكر الملّوّنة.. قفزت درج دكانه قفزاً.. كان يبيع إحدى الجارات، فلم يلتفت لي.. ثم دخل زبون آخر، فثالث و أنا أقف أنتظر دوري.. قلت له: - عمو أريد أربع قطع سكاكر و وضعت الليرة على طاولته.. و كيما يبدو بمظهر الحنون أمام جارتنا أم وائل.. قال لي : خذيهم من الأبريق.. مددت يدي إلى إبريق الحلوى الزجاجي، و أملته لأحصل على السكاكر.. و فيما أعيده ارتطم بقوة ببراد المثلجات الموضوع عليه.. كان الصوت قوياً كفاية ليلتفت طه الذي انتهى للتو من توديع زبون جديد…- كسرته أيتها الشقية.. كسرت الأبريق؟ - لم أقصد.. - يجب أن تدفعي ثمنه- كم ثمنه؟- عشر ون ليرة…- عشرون.. هذا أكثر من مصروفي بكثير.. في الحقيقة كان هذا الرقم ضعف ثمن الإبريق..لكنني وقتها لم أعرف، لم أعرف أيضاً أن الإبريق كان مكسوراً من قبل و أن طه سيستمر في استخدامه…بقيت أياماً طويلة أدفع مصروفي يومياً ل طه.. و لم أخبر أحداً.. في كل يوم أعطيه المصروف يقول لي: بقي كذا.. لم أخبر أهلك و لا الجيران…هكذا استغل ذلك الجشع جهلي في نذالته و سذاجتي حول مفاهيم الخطأ البشري…كنت في ذهني الطفل أعتقد أن كسر ذلك الأبريق مشكلة المشاكل، و أنني كنت غير مسؤولة عندما ارتطم الأبريق بالمعدن.. و في أحيان أخرى اعتقدت أن طه هذا حيوان لأنه لم يفكر عندما وضع إبريق الحلوى على براد المثلجات، و عندما تركني أنتظر و أعطى دوري لكثير من الجيران… بعد أن دفعت كامل ثمن الإبريق، بقيت تعيسة، أحس أنني كسرت الإبريق، و أنني حملت همه لوحدي.. كنت أسأل نفسي: لماذا أخذ ثمنه إن كان سيلصقه و يعيد استخدامه؟ بعد ذلك بأسبوع أخبرت أمي.. و ما أدراكم ما أمي؟ .. أمي أشبهت كل لبوّة تلّم صغارها وسط أعاصير و عواصف…نظرت إليّ بحزم و حنان معاً: - لماذا لم تخبريني؟ هذا النصّاب الغول.. كل الناس تكسر الأشياء ما المصيبة في ذلك؟عندها فقط ارتحت…دخلت أمي دكانة طه بخطواتها الواِثقة: - أين الإبريق الذي كسرته ابنتي؟تلعثم طه.. أهّل و سّهل، لكن الأوان كان قد فات.. فالمعلمة التي حؤلت كثيرين من الكسالى إلى شطّار، و درّست الأخلاق قبل العلم، أعطته درساً في الخلق.. و عندما أعاد إليها العشرين ليرة، رمتهم في وجهه: -إن سمعت أنك أخذت فرنك واحد من طفل في الحارة سأخبر الشرطة. بعدها زادت ثقتي في نفسي ضعفاً.. و تعلمت من إبريق الحلوى دهراً من السكر!*******إبريق الحلوى لم يكن مجرد إناء زجاجي، كان كناية عن أخطائنا البشرية التي يضخمها السفلة، و يستغلونها، فيسرقون من عمرنا و من قوتنا. أن نقبل بشريتنا وعي كبير، أن نتعلم من أخطائنا وعي أكبر.. و الأحلى أن ننظر في عيون من حولنا، و نختار الأمان.. فنصادق فقط من يحمل في ضميره صوت أمهاتنا و نظراتهنّ…لا ملائكة على هذي الأرض.. بل أطفال و أمهات.. هذه الذكرى إليكنّ جميعاً…
Published on February 18, 2019 10:44
February 16, 2019
مشروع سندريلا...
في داخل كل فتاة مشروع سندريلا.. لكن النجاح يختلف.. لا تستوجب الحكايا الجميلة نهايةً بأمير.. قد يكون جمال الحكاية بقدرة السندريلا على النجاح في العمل، النجاح في الدراسة، النجاح في تربية الأطفال، النجاح في المجتمع، النجاح في موهبة ما: الطبخ.. الغناء.. الرقص.. التمثيل.. الرسم.. الإعلام، النجاح في تخفيض الوزن، النجاح في ترتيب المنزل على قدر الإمكانيات... النجاح لا يقتضي أن تكون المهمّة عظيمة.. بل أن يكون السعيّ إليها عظيم…في داخل كل فتاة مشروع سندريلا.. لكن النجاح يختلف.. لا تستوجب الحكايا الجميلة نهايةً بأمير..قد يكون جمال الحكاية بقدرة السندريلا على النجاح في العمل، النجاح في الدراسة، النجاح في تربية الأطفال، النجاح في المجتمع، النجاح في موهبة ما: الطبخ.. الغناء.. الرقص.. التمثيل.. الرسم.. الإعلام، النجاح في تخفيض الوزن، النجاح في ترتيب المنزل على قدر الإمكانيات...النجاح لا يقتضي أن تكون المهمّة عظيمة.. بل أن يكون السعيّ إليها عظيم…
Published on February 16, 2019 01:18
February 10, 2019
نصفك الثاني؟
يا طفلتي:الحياة لا تحتمل شعوراً واحداً.. الحياة اجتماع الحزن ، الفرح، الدهشة، القرف، الألم، التصميم، الحب.. الكره.. و كثير من المشاعر..الحياة لا تسير بحلم واحد، بل أحلامٌ خدَّج، أحلام طفلة، أحلام كبيرة.. كهلة.. عجوزة.. ذات احتياجات خاصة.. متقنة الصنع.. لا تعمل.. خرساء.. ثرثارة.. أحلام لا يجمع بينها إلا أنتِ!الحياة لا تنتهي عند شخص ما، بخيبة ما.. بطعنة في الظهر.. بغيرة لا ترحم.. بحسد يزول.. الحياة لا تنتهي إلا عندما تعطيها أنتِ ترخيص النهاية!الحياة لا تُبنَى بكِ وحدك، بل بقلوب كثيرة و عقول أكثر تدعمك و تصوّب طريقكِ.. و الامتنان كنز الأسوياء.. النرجسيون لوحدهم لا يريدون العون.. كوني ممن يطلب المساعدة و يعلقها وساماً على صدره!الحياة لا ترضى بقتل الماضي، و لا بنكران الحاضر.. الحياة تقتضي الحكمة في ترتيب الأولويات.. و كل ما كانت أولوياتك بمغزى، كلما كنتِ من بنات الحياة، لا بنات الموروث.. التقاليد.. الحلال و الحرام!الحياة لا تحتاج منك أن تجدي نصفك الثاني، بل أن تعرفي نصفك الأول.. من لا يعرف نفسه يحيطها بهالات الحذر، و يغطيها بملكوت الأنا، فتصبح مريضة في حاجة لنصف آخر ليتنفس و يفكر بدلاً عنها..الحياة لا تحتمل المقارنات، و لا تقبل التوقعات.. لا تتوقعي مقابلاً لإحسانك، و لا تنتظري امتناناً من أحد.. ما نفعله من خير يخلق (كارما) حولنا، هذه الطاقة هي المقابل و هي كل ما نحصل عليه...
Published on February 10, 2019 11:01
January 27, 2019
الحمد لله على رائحة الحريق...
لا تكابر في علاقة/ عمل/ مكان/زمان خاسر .. غادر و ابدأ من صفر جديد.. حتى لو نمت على الأرض.*******في الثمانينات سافر أبي حاملاً همَّ أطفاله الثلاثة و أحلامه ليعمل في الجزائر...بعد عدة شهور ذهبنا إلى مطار دمشق الدولي لنلحق به مع أمي.بعد أن صعدنا الطائرة التي كانت على وشك الإقلاع.. انتشرت في المكان رائحة حريق.. ثم سمعنا صوت الطيّار يقول:-لعطل في المحرك، ستتوقف الرحلة.. الرجاء التحليّ بالهدوء أثناء النزول، إقامتكم الليلة مدفوعة في فندق المطار!نمنا في دمشق تلك الليلة و لم نسافر.في اليوم التالي رحلنا إلى بلاد المليون شهيد...*********كان أبي ينتظرنا في المطار، لم ينم و لم يعرف لماذا تأخرت الطائرة.. ظنّ أننا لن نرى الجزائر، و تخيّل أنه لن يرانا مجدداً.. جلس في المطار يبكي علينا ليلة كاملة…وصلنا في الليلة التالية.. ليلة أمازيغية غريبة، كانت غير ما قبلها و ما بعدها.. أدركنا كما أدرك أبي أنّ رائحة الحريق نعمة من الله.. و أن نزولنا من الطائرة المعطلة ضمن نجاتنا و حياته…في “ تيارت” المدينة الجزائرية الهادئة، ولأسباب كثيرة في البداية لم نحصل على سكن.. افترشنا الأرض مع أبي في مستوصف حكوميّ لمدة ليست قصيرة، أذكر تماماً تلك الفترة.. بجوعها و بردها...أذكر أمي: -يوجد ناس يعيشون هكذا كل حياتهم، نحن هنا مؤقتاً.. الناس هنا دراويش و طيبون.. المهم مدارسكم..المكان بسكانه...و أذكر أبي: - عندما غادر الفلسطينيون أرضهم عاشوا في الخيم.. نحن هنا للعمل، وبعد عدة سنوات سنعود إلى سوريا.. الموضوع مؤقت.. المكان بسكانه...كنتُ أراقب بقلب حزين فقر من حولي، وأذاكر تفاصيله.. الفقر حزين و لكنه طيب.. بشع لكنه غير مخيف..الفقر يعلّمك كيف تثق بنفسك، كيف تصنع ذاتك.. يصقلك الفقر من الداخل كما الماس...********في تلك الفترة تعلمت أن أشكر الله في القلب و من القلب، و مع أننا نقول الحمد لله كل يوم مئة مرة.. لكنّ الطفلة فيّ تعلمت أن تشكر الله من القلب لا بعادة اللسان...كنت كل يوم قبل النوم أقول: الحمد لله أن الطائرة لم تقع،الحمد لله على رائحة الحريق.. ثم ابتسمُ و أنام...منذ كنت في التاسعة إلى هذا اليوم:أدرك أنّ رائحة الحريق نعمة من الله.. و أن النزول من الطائرة المعطلة يضمن نجاتك و حياة من تحب. منذ كنت في التاسعة إلى هذا اليوم: أحمدُ الله، أبتسم و أنام...
Published on January 27, 2019 23:45
January 25, 2019
لِمَن هذا الشعب؟
في الطب النفسي نحاول التعرف على حقيقة الشخص من خلال تعامله مع مرؤوسيه و ليس رئيسه.. أنت تظهر على حقيقتك عندما تمتلك القدرة على القرار و التحكم. نسمع هنا كل يوم كل أنواع الشتائم المتخيّلة و الانتقادات الممكنة ل “ ترامب” شخصاً و رئيساً.. حريّة التعبير حق يكفله القانون الأمريكي، و لا أحد فوق القانون. في الصورة أحد الكتب التي تكفلت بجزء من السخرية.. شاهدتها في مكتب زميلي في العمل، قال لي: - مؤلم أن يكون هذا رئيسنا...*******الإساءة للذات الملكيّة:براءة اختراع عربيّة.. و تظهر منها تحت أنماط صغيرة بطول الخنصر أو البنصر - وأعضاء أخرى- : الإساءة للمسؤول فلان.. الإساءة للشيخ علّان.. الإساءة للراقصة المحسوبة على الوزير الفلاني، الإساءة لمن لديه (واسطة)…و الواسطة مفتاح الأبواب المغلقة في بلاد بلا شبابيك…*******طيب، نحن شعوب أخلاق لا تقبل الإساءة..لمن هذا الشعب؟ لله، للوطن، أو للملوك -و هم كثر-؟ الإساءة الوحيدة التي لا تمر في قاموس أخلاق المنتفعين هي الإساءة للفقير ..هي مباحة و متاحة .. يستخدمها الجهلة و السفلة لتعويض النقص الذي يقبع في عقولهم… في كل مرة -عن طريق الصدفة- أفتح التلفاز على قناة محليّة عربيّة أشاهد مذيعاً/مذيعة من أصحاب المفاتيح يغلق شباكاً جديداً في مستقبل هذه البلاد…هذا جزء مما كوّن المعادلة الصعبة: -لماذا يهاجر شبابنا؟-لأنّهم ليسوا من الشعب؟ أو ليسوا مُلْكاً لأحد؟
Published on January 25, 2019 12:21
January 21, 2019
بلا غاز في دول الغاز.. بلا كتب في دول" اقرأ"
لا أعتقد أنه يوجد على سطح هذه الأرض معلمين و معلمات أفضل ممن علّموني في سوريا، أنبل، أفهم و أتقى… عندما يشرق حظي في أمريكا، فغالباً يكون معلمي يحمل صفات معلميّ سوريا.. المعلمون في سوريا و في غالب البدان العربيّة غالباً ما يحملون خصال النبوّة!نحن لم نهاجر بسبب سوء التعليم كما يدّعي البعض، بل على العكس تماماً، نحن بنينا أنفسنا في البلاد الجديدة بسبب التعليم الرائع الذي منحه معلمونا لنا، وكنا محظوظين بعائلات تحترم المطالعة و تقدّس الكتاب.يحترق قلبي اليوم و أنا أشاهد أزمات الغاز و الكهرباء في سوريا و العراق.. و يحترق أكثر عندما أشاهد الشباب السوري و العراقي الرائع يطالب بحقوقه كما لو أنها منٌَّن و عطايا حكومات…شاهدت -في أحد فيديوهات اليوتيوب- أحد المعلمين الذين صنعوني يقف في الدور للحصول على جرة غاز، فيركله أحد أبناء المسؤولين اللامسؤولين- بمباشرة أكثر: أحد العاهرين الذين أجبرونا على ترك البلد- و يأخذ مكانه.. بكيت و أنا أتذكر أنه لولا هذا المعلّم و أمثاله لكنتُ في قبو سجن موالي أو معارض الآن- و لافرق-…*********لا ثقافة كتاب في بلداننا و هذا جزء من المشكلة.. لأننا لو قرأنا أكثر لعرفنا أكثر أن الأموال التي تصرف على بهرجة الجوامع أولى بأن تُصرَف على المدارس، و أن الأموال التي تسرقها كروش طباليّ الحكومة و طنابرة مجلس الشعب، أولى بأن تصرف على المراكز الثقافيّة…أجل هناك فرق بين ثقافة تعتبر الكتاب معلّماً.. و بين مدارس تفرض على معلمها أن يكون كتاباً…هناك فرق بين ثقافة الكِتَاب و ثقافة الكُتّاب.*********لا يوجد دولة في العالم تشبه من قريب و لا بعيد المدينة الفاضلة، ما من مكان آمن تماماً، ما من مدينة أو قرية في العالم تخلو من المساوئ و البلاوي، لكن هناك حكومات تعتبر نفسها كفيلةً بالناس ضمن حدودها، فتضمن قانوناً يطبق على الجميع و تبني دور العلم قبل دور العبادة، و العلم أرقى أنواع العبادة…هناك دول تحوّل مواطنيها إلى عمّال كادحين، يعملون و يقرأون ليل نهار لتطوير الوطن و تأمين مستلزمات أبنائهم.. بينما دول أخرى تحوّل مواطنيها إلى ساسة، لصوص و تجار دين…أجل، لا تخلو الأمكنة من السلبيات، لكن هناك سلبيات أسبابها فرديّة ينبذها القانون الغربي.. و أخرى بأسباب وبائية تتستر بالقانون العربي…كما أنه من الممكن لسافل أو جاهل في بلاد العرب أن يعلّم أولاده زوراً بأنهم الأفضل بسبب دينهم، طائفتهم أو قوميتهم، لونهم أو نسبهم.. كذلكك يمكن لسافل آخر أو جاهل آخر أن يعلّم أطفاله ذلك في الغرب…نختلف مع الغرب في سلطة القانون التي تطبق على الغني و الفقير.. على الغريب و ابن البلد.. نختلف في فرق الموارد في المدارس، الفرق في توفير إمكانية التطوّر قبل إمكانية التعليم.. *********في الصورة نموذج عن مكتبات صغيرة تنتشر في شوارع سان دييغو لتحض الناس على القراءة فيما يجلسون على رمل الشاطئ، دلّني عليهم أحد مرضاي، عندما أخبرني بأنه و رغم خسارته لعمله و كونه بلا مأوى و ينتظر استكمال أوراقه ليحصل على معونات الحكومة، فإنه مازال يقرأ مجاناً في المراكز الثقافية، المكتبات العامة و المكتبات الصغيرة في الشوارع…مازال يسكنني الأمل بغد أفضل، و لو اعتقدت يوماً بأن الشعوب تختلف لما نطقت، لكن الناس هم الناس في أي بقعة في هذا العالم، تختلف الحكومات، يختلف القانون…الحكومات التي تُذِّلُّ شعوبها باللقمة، تدوس كرامات مواطنيها، يهاجر أولادها طلباً للعلم و الرزق.. هي حكومات بلا قانون و بلا شرف، و مصيرها في زمن العولمة إلى (الديليت)…
Published on January 21, 2019 08:59
January 19, 2019
بين الانتحار و الاختيار
خرج عمّار و هو لا يعرف إلى أين يذهب.. قلبه يبكي فيما يصرّ على منع عينيه من البكاء.. الناس في الطرقات الغريبة مسرعون جداً، و هو مازال يجرّ عربة قلبه جراً...شخصه الطبيب بالاكتئاب.. ضحك ببلاهة: يعني أنا مجنون..قال الطبيب: هذا كلام قديم، الاكتئاب سببه نقص السيروتونين...-السيرو؟ ما قلت.. ؟ هل تعني أنه يجب عليّ المسير؟-الطبيب ابتسم، بينما عمّار من يومها و هو يمشي.. قطع المدينة كلها :مرّ بدكان السمّان أبو مازن، أدار وجهه حتى لا يسلّم عليه، سمع صوته.. أستاذ عمّار كل عام و أنت ( تذكرنا)...حساب أبو مازن خمسون ألفاً.. هل تعرفون ما معنى الخمسين ألف؟-خمسون ألف غصة في اللقمة و قد غمسها الذل...مرّ بمنزل سعاد، و سعاد التي كررت قصص ( الولايا) و الحريم و تركته من أجل صديق حميم.. غادرت المنزل، على أطلالها سكنت بهيّة الراقصة التي رمت له بخلخالها مع رسالة حمراء.. المهم هو لم يدنس المكان.. هذا ما قاله لنفسه...مرّ بسيارة مديره، و رآه فيها يقبّل إحدى الموظفات.. لم تكن السكرتيرة-قال في نفسه- بعض الناس لا يقبّلون السكرتيرة!وصل إلى منعطف طريق، و فيه شاهد على إحدى الجهات جسراً موحياً بفكرة دميمة تدور في خاطره منذ زمن، فكرة بشعة بشعة.. كافرة..مجرمة و قاتلة لمن حوله.. فكرة مهزومة وسامّة.. أجل فكر بالانتحار…قال في نفسه: لمَ لا؟ ثمّ قرر أن يأخذ الجهة الثانية ليفكر في الأمر أكثر…بدأت خطواته تتسارع في الجهة المعاكسة، يسأل نفسه: لماذا وجودي في هذي الحياة؟ كيف أتأقلم، لماذا تركتني تلك، لماذا غدرني ذاك.. لماذا فشلت.. لماذا لحقني الفشل كظلّ مصباح كهربائي استخدم في التعذيب.. لماذا لم تحبني هبة و داست قلبي عبير.. عزم أنه ما من حلّ آخر.. الجسر الأبيض معلقٌ في ذاكرته كوطن الآن.. قدماه تستعدان للعودة إليه.. فيما يد صغيرة تسحبه من معطفه البنيّ..-أريد ماما…طفلة في الرابعة من عمرها، وجهها أسمر عراقي أصيل يختلط عسل جماله بعسل العينين البريئتين الخائفتين.. ملابسها قديمة لكنها نظيفة…-أين أمك يا صغيرة؟-في البيت.. ثم بدأت بالبكاء…حمل عمّار الطفلة : - لا تخافي أيتها الصغيرة، سنجد ماما اليوم…**************قالت له الطفلة أنّ اسمها: توتة.. و لم تعرف أكثر.. حملها عمّار إلى قسم الشرطة في المنطقة.. قالوا له: اتركها -يعطيك العافية- نحن نتكفل بالأمر، لكنه لم يقبل.. انتظر معها ست ساعات..اشترى لها (سندويشة جبنة) و سكاكر..أطعمها و لم يتركها و لو ثانية…ثم انتظر ساعتين، وكان على وشك الجدال مع الشرطة حول تركها معهم.. أراد أن يأخذها إلى بيت هبة.. عندما حضرت “ بغداد” : امرأة في الثلاثينيات، نحيلة و شاحبة.. و برغم جمالها يشع الحزن من وجهها كأمنية محققة.. شعرها أسود كثيف و مضفور… عيناها باكيتان.. فستانها أسود طويل، و في قدميها حذاءٌ قديم ذكوريِّ الجلد و التصميم…احتضنت الطفلة و غرقتا معاً في البكاء…-شكراً لك لإنقاذك “توتة”.. تيماء طفلتي.. سحبوها من يدي في سوق الخضار، بحثت كالمجنونة كل اليوم.. لقد أنقذتني كنت أفكر في القفز عن الجسر الأبيض الليلة..الجسر الأبيض؟ الليلة…توقف قلب و عقل عمّار لأجزاء الثانيّة.. لا يمكن أن يكون ما يحدث حقيقة.. هذا يشبه فلماً هندياً أو عربياً سيء الإخراج.. كان قد فقد إيمانه بالغيبيات و الأرواح من زمن.. وقف مندهشاً فاغراً فاه لدرجة أن “ بغداد “ ظنته “على البركة”…-الله يوفقك.. الله يعطيك حتى يرضيك..لقد أنقذت روحيَن توتة و أنا.. أعطني يدك أبوسها.. جميلك على رأسي من فوق.. الله يحميك…-لقد حماني…“نحن موجودون في هذا المكان و هذه الساعة لغاية ما.. مهما فشلنا، ومهما كان لنا من قدرنا صفعاتٌ و خيبات.. فما خُلِقنا من أجله قادمٌ و لن يكون بسيطاً مهما اعتقدناه كذلك.. اليوم هو يوم ميلادي الذي اخترته: كل عام و أنا بخير.”.كتب عمّار هذي الرسالة ل “هبة” من فوق الجسر الأبيض.. فيما سمح لعينيه أخيراً بالبكاء…اقرأ أكثر: من المكان الذي تنتظر فيه الشياطين -عليّ السوريّ- الجزء الثاني 11http://www.ahewar.org/debat/show.art....
Published on January 19, 2019 20:18


