Lama Muhammad MD's Blog, page 24

August 7, 2017

وسواس...

الانتقام غير المبرمج سمة عربيّة...تابعت هند حديثها بهدوء شديد متجاهلة علامات الاستفهام المتراكمة فوق وجهي .. و بحيادية فظيعة، كما لو أنها تحكي لي قصة بنت الجيران، و كأن الحديث كله لا يمت لها بصلة:-كانت أمي نظيفة (زيادة).. تردد دوما أنها تخاف العدوى و الجراثيم، تغسل يديها في اليوم الواحد عشرات المرات، و تعقمهما بالكحول الطبي، تنظف البيت بطريقة جنونية عدة مرات يوميا..الله يرحمها ماتت بين أكوام المنظفات و الصوابين.عندما قرأت مقالة عن الوسواس القهري، أحسست بها تتحدث عن أمي، لم أكن أعلم أنني بعد الزواج سأصبح مثلها، لكن بطريقة أخرى !! ربما هو مرض وراثي أليس كذلك ؟! و دون أن تنتظر جوابا.. تابعت "هند" :-لم أعد أمارس الجنس مع زوجي.. أخاف من تلك الفكرة الملحة المعاودة بأنني..بأنني.. –لا تضحكي أرجوك –بأنني قد أقص له قضيبه - لن أنظر إلى وجهك الآن يا دكتورة - وكم حمدت الله على أن " هند " لم تنظر إلى وجهي فعلا، لأن علامات الاستفهام على وجهي تلونت كلها بظل ابتسامة حمراء.-لست منحرفة، و أقسم أني أحبه لكن فكرة قص قضيبه كي أنتقم للنساء (المختونات) في كل بلاد العالم تجعل حياتي جحيما.. أعرف أن الفكرة سخيفة، و أنني أنا من أوجدها، ولا يمكن أن أفعلها، لكنها تلح في رأسي بشكل وسواسي ، و ترغمني دوما على وضع الحجج و المبررات ،كي لا أقترب من زوجي.ساءت علاقتنا كثيرا مؤخرا ،بدأت أشغل نفسي بتمتمة الصلوات كلها التي أعرفها ، لكي أهرب من تلك الفكرة (الإجرامية)، لكن عبثا!تلاحقني تلك الفكرة و تخنقني ...أتذكر أمي و كيف كان وسواس النظافة يقض حياتها، كله وسواس أليس كذلك يا دكتورة ؟!هززت رأسي ، وقبل أن أجيب تابعت "هند" :زوجي "سعد " طيب جدا ، كنا زملاء في كلية الفنون الجميلة، لكنه متصالح مع الدنيا أكثر مني، عاديتها أنا منذ الأزل، و تحديتها أيضاً، أتعلمين عندما رسمت لوحتي الأولى كان التحدي الأول..و مع توالي اللوحات كدت أرجم!! أرسم عن مشاكل المرأة العربية، لوحتي الأولى كانت عن "ختان الإناث" أسميتها:- الموت كل يوم - (قومت الدنيا و لم تقعدها) ...اكتشفت بعدها أن العرب لا يستخدمون عقولهم، فليس من المحبب لديهم قضاء ساعات في القراءة ...أما الرسم فقصته أسهل نظرة واحدة على لوحة لختان الإناث ستوقظ الشرف العربي الذي بعثرته فنانة تافهة، و ستعرضها لمحاكم تفتيش تكفل لها عدم النطق مجددا بكروية الأرض، هذا ناهيك عن نظرية المؤامرة التي تدفع كل ذي بدعة لإطلاق فنه...من قال : قانون من أين لك هذا غير موجود في البلاد العربية، بلى يا سيدتي هو موجود و بشدة،  لكنه لا يحاكم سارقي الأموال ، بل أصحاب العقول:من أين لكم هذه الأفكار يا ذيول الاستعمار ، من يدعمكم يا زنادقة ، كيف تجرأتم يا أعداء الأمة و العروبة ...إن قانون : من أين لكم هذا يا سيدتي لا يطبق إلا على من يكون وقود أفكارهم مخيف، و مدمر...أحمد الله على أن الفن التشكيلي غير مفهوم من قبل غالبية العرب، نحتاج أدب تشكيلي و إعلام تشكيلي !!(و نريح راسنا)...صمتت "هند " للمرة الأولى منذ دخولها عيادتي ، ثم ضحكت و قالت : ثرثارة أنا أليس كذلك ؟! لكن بالمناسبة أنا أتيت هنا أشكو لك كل همومي ، و ليس مرضي و حسب...ثم أخرجت كتابا من حقيبتها و قرأت بصوت عال :(الوسواس القهري: كما يدل اسمه هو عبارة عن -وساوس- أفكار أو صور أو أفعال معاودة ،و مع كون المريض يعلم أنه مصدر هذه الوساوس و أنها سخيفة و غير ممكنة التحقق فإنها تسبب له القلق و العذاب و تجبره -تقهره - على ممارسة تصرفات متكررة كمحاولة لإنقاص هذا القلق )...هذا هو مرضي أليس كذلك يا دكتورة ؟!قلت لنفسي ضاحكة: ليت زواري كلهم مثلك يا فنانة محاكم التفتيش...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 07, 2017 20:19

August 6, 2017

الرمادي بامتياز...

-قررتُ أن أعود.. قبل أن أبدأ بالتنظير على الموالين و المعارضين.. ربما لو كنتُ مكانهم لقلتُ أكثر مماقالوا...الرمادي بامتياز.. لكن من أنا لأوزع الإنسانية بلغة عربيّة في أكواب غربيّة!بدتْ " سوريا" بعيدة و مشتعلة.. كقطعة من كوكب آخر..أعلن أنه لن يسجد لإله الحرب، فأخرجه هذا الأخير من ملكوته.. و رمى به في أسخن و أجمل منطقة في العالم حيث تجتمع كل القوميات.. الطوائف و الأديان .. و كلّ يعتقد بإله حرب مختلف، فيما يدور إله الحب يوزع أملاً في قصع قشيّة على بيوت أرامل.. ثكالى.. عشاق بلا عيون.. و أطفال بلا أرجل.. و بعدما يرحل يكتشف الجميع أن الأمل لا يسكن القش.. و أنه يلحق الحب فقط...قررتُ أن أحمل صخرة حقيقتي و أصعد الماضي درجة درجة.. هكذا أعرف كيف بدأت الحرب و أُنَجِّمُ كيف ستحدد الإنسانية مستقبل الآلهة...من رواية "علي السوري": بقلم: "لمى محمد"
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 06, 2017 11:59

"Literary psychotherapy series"....

When suppressing sadness, you are feeding it ...I always see any emotion like a tree in your backyard, rooted deeply till under your house .....The attempt to cut this tree will put your house and your security at huge risk. The solution is to plant another tree with the exact opposite feeling and take great care of, till it grows and prevents the former from seeing the sun, so the undesired feeling will get smaller and smaller without killing your safety and your tomorrow…If your first tree is sadness. Let the second one be a hope of someone or in a job…..If the first tree is weakness .. Let the second one be a hobby’s strength ...You are the only one to change your backyard…..From "Literary psychotherapy series": By "Lama Muhammad, M.D.”
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 06, 2017 11:55

حتى تعرف ماذا حدث في الشرق...

علي السوري حكاية الوجع السوري من وجهة نظر الجميع.الرواية تحرك طائفيتك الدفينة لتسأل عن سبب الاسم.. و سبب مسار الأحداث، و سبب النهايات و البدايات!و إن كان لعقلك قول على موروثك، تنهي أنت قراءة الرواية و قد قتلتَ طائفيتك و أيقظت إنسانيتك…" علي السوري" حكاية كل بلاد العرب التي نسمع عنها و ليست حكاية " سوريا" فقط...لم أر الوحدة العربية في حياتي كما رأيتها بين صفحات هذا الكتاب..." جون إدوارد" باحث في الحضارة العربيةعزيزي عليليس غَريبًا أن تُقيمَ على جسدِكَ الغَضَّ، مَواكبُ الذينَ أضَاعُوا رؤوسَهمْ في الرّمالِ، حفلاتِ رَقصٍ، ومبارياتِ أكلِ لحمِ البِشرْ. أنت الضَميرُ العرَبيُّ المَوجُوعُ والمَخدُوعُ في زمنٍ أحلَّ بهِ عنقَ الضّميرِ، المُتخلّفونَ والطّامعُونَ وأشباهُ السّاسةِ والنّفطُ المتَحركُ على سَاقينِ من عارْ. " عيسى بطارسة"..شاعر أردني..https://www.facebook.com/SyrianAlibyL...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 06, 2017 10:11

حلم...

كانت أحلامنا أكبر من " الوطن"..لكن اليوم:انضم الوطن إلى قافلة الأحلام اللاجئة.. أصبح حلماً أول!يا صديقي: نحن من سلالة (حاربتْ ) من أجل " قرطبة".. و حقدت على (الاستعمار) الفرنسي.. ثم أدّعّتْ لنفسها شرف المظلوم أبداً..ببساطة: من خليج النفط إلى محيط الغاز:نحن في حاجة إلى قارئ محايدٍ للتاريخ..و إلى" حاكمةٍ" أمٍّ تحترفُ التنجيم...من رواية "علي السوري"..بقلم: " لمى محمد" 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 06, 2017 09:48

وصيّة...

إذا ما رحلتُ ذات موتقولوا للصغيرة:أن تكملَ المسيرة..قولوا لها:الفكرةُ الوحيدة محمودةُ الإعادةأنهم بفقرهم من يستحقون الدعم...وأنّه: الأملُ قاطنٌ في الشمس يلون نهارنا..يشعل أقمارناو مهما طلبتِ أن تعلوَ الأرجوحة لن تمسكيه جالسة..عليكِ بالمسير...لمى محمد٢٤-٩-٢٠١٢ 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 06, 2017 07:16

August 5, 2017

خوف...

اختبرتُ الخوفَ للمرة الأولى عندما كنت في رياض الأطفال، كنتُ صغيرةً و بسيطة، لا يزال النوم يداعب أجفاني عندما اكتشفت المعلمة أني لم أحضر أياً من الكتب أو الدفاتر ، و أنني اكتفيت بحقيبة تحتوي فقط على لوح كبير من الشوكولا كانت صديقة أمي قد أحضرته لنا البارحة . كان إحساساً غريباً ، طرقاتٌ في فستاني الوردي من جهة واحدة ، و نملٌ يمشي في قدميّ يبدأ حفلة صاخبة مستخدما طبولاً عدة . بدأتُ أحرك قدميّ عساني أقتل النمل اللعين ، لكن الماء كان قد وصل مسرعاً من ثيابي الداخلية إلى النمل ، مما زاد في هياجه و ارتفع صوت الطبول ... حدث ذلك كلّه في الدقيقة ذاتها التي صرخت بها الآنسة "سمر " في وجهي : -حمقاء ،هل تأتين هنا للعب أم للفائدة ؟! لا أذكر مطلقاً أنّي بكيت ، كان الشعور جللاً لدرجة أنني لم أقوَ على البكاء.. قالت لي "مريم" جارتي في المقعد أنني خفت كثيرا .. خفت ؟؟ كانت كلمة جديدة، تعرفت عليها سنواتي الخمس ، ضممتُ يديّ إلى الطارق في ثيابي ، وجلست بهدوء الكبار . للخوف صوت عال جداً ، و مخيف . في اليوم التالي حملت كل الكتب و الدفاتر التي أملكها ، أصبحت الحقيبة ثقيلة جداً فاضطررت إلى ترك زجاجة المياه و الطعام اللذين كانت أمي قد وضعتهما في الحقيبة . أمضيت اليوم كله جائعة و عطشانة ،في انتظار قدوم الآنسة سمر و تفتيش حقيبتي ، لكنها لم تحضر . كان درس الخوف الأول الذي لم يبكني ،لكنه تسبب في رعب ، و جوع ، و عطش ، و حقيبة تهدّ الظهر لمدة عام . أعلم الآن أن الخوف بحد ذاته لا يُهلِك ..تُهلكنا تبعاته. من " تعالوا لأخبركم عن العرب" .. " لمى محمد" كانون الثاني/ ٢٠١٠
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 05, 2017 23:11