Lama Muhammad MD's Blog, page 18

January 28, 2018

غنيمة أم (غنمة)؟

ليس على الرجال التخلي عن غنائم تاريخية بصمتْ، و تبصم عليها النساء...تابعت هبة باكية :الموت أفضل بكثير من الحياة بالنسبة لمطلقة في بلد عربي، خاصة إذا كانت تلك المطلقة مختلفة ، جميلة كما يراها الرجال، و خطيرة كما تراها النساء ...طردتني ابنة خالتي من بيتها بطريقة مهذبة :-تعلمين كم هو (نسونجي ) خالد ...-ثم سمعت صديقتي" ريم "في الجامعة تقول لأمها : -إذا زوجها طلقها ، أنا أتحملها؟!..- و ريم ذاتها كانت قد أمضت شهراً في البيت بعد ضرب زوجها لها ، و تسببه في تورم عينها !!أمي كانت تبكي دوماً ، و تبدأ بالدعاء : الله (يفتح نصيبك ، و يسترك )...و مثل ما كانت دعوة أمي عربية ..فتح الله نصيبي بطرق عربية:ففي اليوم الثالث بعد انقضاء أشهر العدة ، كان عرض الزواج الأول.. زواج متعة .. بعد ذلك بيومين عرض زواج مسيار.. ثم زواج (على ضرة)، ثم عرفي ...للجنس أفانين كثيرة، و لتطبيقه طرق زواج أكثر...دهرٌ كامل أمضيته أتقبل عروض زواج بأسماء خاصة، عروض لتشريع الحصول على جسدي بأقل خسائر ذكورية ممكنة !! دهرٌ كامل بعثرته المبررات النسويّة بعدم مرافقتي ثانية، أو بأقل تقدير بشماتة أو شفقة ، مع أن غالبية النساء من حولي كن يرزحنّ تحت خط الحريم ...صوري الفاضحة تحتل الليالي كلها ، تمنعني من النوم، و تلاحقني كمشعوذة ...ربطت هبة شعرها المبعثر ، ثم فتحت حقيبتها ، لتظهر كنوز الحلويات و الشوكولا ، و بعد أن قدمت لي بعضها قالت :أسمع أن (الشوكولاتة) ترفع المزاج ...فمنذ أن لجأت إلى البيت ، و نسيت شكل الشوارع ، و أنا أرى في الطعام ملاذاً (فشة خلق) ،مع أني لا أستمتع به ، و لا أعرف له طعماً...على عكس "هبة "ممتلئة الجسم و التي حملت إليّ ذكريات سيئة عن صور فاضحة ، كانت "هند" نحيلة طويلة ،تفتخر بصورها في السرير مع زوجها.. و إذا كان الاكتئاب قد رمى بسلطانه على الملايين، فالوسواس القهري ليس مرضاً قليل الانتشار...بدأت""هند" حديثها معي بسؤال : هل شاهدت فيلم : ( أشباح غويا) ؟! إذا كان جوابك لا، فأنصحك بمشاهدته، كم هو رائع فن الرسم، الأدب متعة العقل، الغناء متعة السمع، والرسم متعة البصر ...و إن كان جوابك نعم فأريد أن أسألك :- هل انتهى حقاً زمن محاكم التفتيش؟! هل يحق لي رسم كل ما أقرأ...و إن رسمته و بدا كارثة ، فهل هذا يعني أنني مجرمة ، أم يكون ما قرأته هو الكارثة ؟!أنا رسّامة يا دكتورة ، لكنني فنانة في زمن محاكم التفتيش!لم أفهم حرفاً واحداً مما تقوله "هند " التي مضت تتحدث غير آبهة بدهشتي و ذهولي ...يتبع...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 28, 2018 12:24

January 27, 2018

عنصرية تشبههم...

في تجربة الدمية التي أجراها الزوجان " كلارك" في أمريكا منذ حوالي ثمانين عام:اِستُخدِمَتْ دميتان متشابهتان تماماً إلا في لون البشرة، إحدى اللعبتين بيضاء بشعر أشقر و الأخرى سوداء بشعر أسود...تم سؤال أطفال بألوان بشرة مختلفة : أيّ اللعبتين تود اللعب معها.. أي اللعبتين أجمل.. أي اللعبتين هي الطيبة...أجاب الأطفال بمعظمهم ( و حتى السود منهم) أن اللعبة البيضاء هي الأجمل و الألطف و هي من يودون اللعب معها...كشفت هذي النتائج عن العنصرية عند الأطفال تجاه العرق الأسود بما فيهم أطفال العرق الأسود! كان هذا أكثر مشاهدة في حال المدارس المفصولة ( يعني للسود لوحدهم، أو للبيض لوحدهم)...استخدمت نتائج هذه التجربة ضد الفصل بين الأعراق في المدارس...المدهش حقاً أنه في القرن الواحد و العشرين و في تجربة دمية مشابهة قام بها صانع الأفلام " دافيس"في فلم " فتاة تشبهني" .. عام 2005 كانت النتائج مشابهة!!و أختار الأطفال بمعظمهم الدمية البيضاء.. في بلاد أصبح حاكمها في ما بعد من اللون الأسود!نعم هذا هو البشري يلحق بطبيعته السائد.. و ينظر بعين واحدة للمختلف.. إلا إن أُلغِيّ من البداية فكر تقييم الآخر حسب عرقه.. لونه.. دينه.. طائفته...مهما ظلّت النزعة العنصريّة قائمة، فإنّ القانون المدني المساوي للجميع هو الحل و الفصل.في الحروب الأهلية العربية الحالية: نظر كلّ طرف بعين واحدة إلى الآخر و اتبع السائد و المتعارف عليه من ترهات الأجداد.. هكذا اشتعلت الحرب...المؤسف حقاً أن المتثاقفين المتطرفين و بدلاً من دعوة الناس لفتح عيونهم .. قلعوها و استخدموها في التجارة.. و بدأت الرحلة في دائرة العين بالعين و تدمرت الأوطان...و في بلاد لا قانون فيها منذ ما قبل الحرب، كيف لمتفائل أن يتوقع نهاية لا يطمها الخراب!
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 27, 2018 09:42

January 15, 2018

الطب النفسي الاستشاري

استناداً إلى إحصاءات مكتب التعداد في الولايات المتحدة الأمريكيّة: في عام 2043، ستصبح ما تسمى ب "الأقليات": "الأغلبية" في الولايات المتحدة...لن تشكل أي مجموعة عرقية/دينية/أثنية/ لوحدها الأغلبية، بل سيصبح المجتمع الأمريكي خليطاً من أقليات المتعددة...هذا في حد ذاته يفتح العينين والعقل على ضرورة الطب النفسي الثقافي ومعنى الاستيعاب الثقافي Cultural assimilation و التنافر الثقافي Cultural dissonance.في تشرين الأول /2017 تغيّر اسم اختصاصي الدقيق في الطب النفسي من الطب النفسي الجسدي Psychosomatic Medicine إلى الطب النفسي الاستشاري الاتصالي Consultation-Liaison Psychiatry.الاستشارة النفسيّة Consultation Psychiatryتعني:أن يطلب فريق طبي ما – أيّاً كان اختصاصه- العون في علاج المرض/الاضطراب النفسي المرافق لأعراض جسدية أو المسبب لها أو المتسبب بها أو كل ما سبق...كلمة Liaison Psychiatry (ليزيون): تعني الربط الدبلوماسي القائم على اتصالات مهنيّة محترفة بين الطب النفسي والاختصاصات الطبية الأخرى وبين المريض من جهة وكامل الفرق الطبية المشاركة في علاجه.باختصار: يتميز الطب الاستشاري النفسي بكونه الجسر المتين بين الطب الجسدي (الباطني بكل اختصاصاته، الجراحي بكامل اختصاصاته، النسائي، الجلدي، العيني.. الخ...) وبين الطب النفسي بشكل خاص الطب النفسي ( الدوائي، الثقافي، الاجتماعي، المعالجة النفسية، التحليل النفسي).يعلمك الطب الاستشاري النفسي مقدار قوة اتصال الجسد والنفس، ويمنحك مَلَكَة الدبلوماسية الاحترافية.. تنقذ مرضى من الموت الجسدي في حالات كثيرة، ومن الموت الروحي/ النفسي في حالات أكثر...لتبسيط ما سبق، سأذكر عدة أمثلة:-تعرض السيد حسام لجلطة دماغية، تركت أثرها على جسده وعلى نفسيته، تم طلب فريق الطب النفسي الاستشاري لعلاج الاكتئاب Depression الذي يشتهر بحدوثه بعد الجلطات الدماغية، بعد شهرين من العلاج النفسي الدوائي و من المعالجة النفسية أصبح السيد حسام أكثر قدرة على الاستمرار بالعلاج الفيزيائي، و تحسنت أعراضه بشكل ملحوظ. -خضعت السيدة ثريا لكافة التحاليل، التناظير الهضمية والصور الشعاعية من دون وجود أي تشخيص جسدي لألم البطن الذي تشكو منه لسنوات، تم طلب فريق الطب النفسي الاستشاري لاكتشاف السبب النفسي للقلق المرضي الذي ممكن كونه عرضاً لاضطرابات نفسية كثيرة مثل داء المراق (يسمى حالياً اضطراب الأعراض الجسديّةsomatic symptom disorder/)، و /أو اضطرابات الشخصية.-لم يستطع فريق الطب القلبي علاج السيد نجدت من التهاب شغاف القلب، بسبب إصابة الأخير بالهذيان Delirium الذي يشتهر بأسبابه الجسدية ويسبب مشاكل في الانتباه والوعي والتصرفات.. ومع وجود أنماط سريرية متعددة يطلب الطب الاستشاري النفسي لعلاج الهذيان غالباً في حالة هياج المريض.. بعد العلاج الإسعافي لهياج السيد نجدت، تمكن أطباء القلبية من اكتشاف صمة رئوية كادت تودي بحياة المريض.. قلتُ للسيد نجدت بعد أن تعافى تماماً: قلت لي و أنت في مرحلة الهذيان أنك تحب جارتكم " هيام" .. صحيح؟ -قررت السيدة مارو أن تغادر المستشفى قبل استكمال علاج التهاب العظام عندها، تم طلب الطب النفسي الاستشاري للحكم على القدرة العقلية للسيدة مارو وعلى مقدرتها على اتخاذ القرار الطبي المناسب Decisional Capacity، قرر فريق الطب النفسي الاستشاري أن السيدة مارو غير قادرة على إعطاء قرار سليم حول مرضها بسبب مركب من الخرف والهذيان.- طلبت عائلة السيد سامي (70 سنة) المصاب بالهوس من فريق الطب النفسي الاستشاري إبداء الرأي في حق السيد سامي في الزواج، عللت العائلة ذلك بكون السيد سامي مصاب بالخرف Dementia بعد فحص السيد سامي تبين أنه غير مصاب بتاتاً بالخرف، و أن مرض الهوس في هجوع تام بفضل دواء الليثيوم...-حاولت السيدة هزار الانتحار(suicidal attempt) عن طريق ابتلاع جرعة ضخمة من أدويتها، لم تمت السيدة هزار و إن تأثر بصرها بسبب الأدوية المستخدمة.. تم طلب الطب النفسي للكشف عن المرض النفسي الذي سبب محاولة الانتحار.. تم تشخيص السيدة هزار ب اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية- ولحكايتها شجون-.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 15, 2018 16:58

December 30, 2017

حفاة.. عراة

-أتمنى لك في العام الجديد أن تعرف معنى المشي حافياً.. وأن تقول في نهاية العام: الحمد لله الذي ميز الإنسان بالعقل لا بالقشور، وخلقنا حفاةً عراةً.. لم يحكم علينا بزي، بتقاليد ولا بثقافة، فهو يعلم تماماً أن ديننا معاملة، وعقولنا تتمايز بقدرتها على تحطيم الأصنام الموروثة في أطر شتى..أرادتنا القدرة العظيمة في السماء-مهما أطلقنا عليها من أسماء- أن نتعلم أن نستخدم عقلنا في ديننا، دنيتنا وفي قشورنا...قد نرث العينين.. الأنف.. الشعر.. القامة.. القدمين...لكن الحمد لها جعلتْ عقولنا تولد حافية وتظل حافية إذا ما استخدمناها.. عقول لا توّرّث بل تتعلم كل شيء من الصفر، فإذا ما نجحت في تحطيم أصنام التقاليد، والموروث كبرت وتميزت، فحقّ فيها قول إنسان في رحاب الإيمان..و الإيمان:أن ترفض أن ترث ديناً ما.. فكرة ما.. اسماً محدداً للقدرة العظيمة في السماء.. جنساً محدداً للقدرة في السماء بحيث تتأكد من ذكوريتها وتغضب إن ما قال البعض الآخر هي!الإيمان هو أن تعلم أن الدين معاملة، وأنّ النجاح يقتضي تكرار المحاولات الشريفة..ألا تبيع عقلك لطائفة، وألّا تعبد ملكاً و لا لحيةً.. الإيمان هو أن ترفض الفعل الشنيع لا أن ترفض من يفضح شناعة الفعل!-الفرق بين أن تلبس أي نوع من الأحذية وبين المشي حافياً كبير.. عندما تنتعل مادة ما تفصلك عن الأرض، هي أيضاً تفصلك عن السماء!-كيف؟-كم عدد الحفاة في العالم؟-لا أعرف ربما كثير، يوجد مشردون كثر...-مشردون! ممكن، لكن..أتكلمُ عن حفاة العقل الذين ما أطرّوه و لا غلفوّه بل استخدموه في كل كبيرة و صغيرة، فتميّزت سنواتهم و حيواتهم.. هؤلاء الذين اختار عقلهم -ليس موروثهم- طريقهم، هؤلاء الذين ما تحزبوا و لا تطيّفوا، فحقّ عليهم اسم العقلاء و وجب علينا سماعهم. كل عام و أنتم حفاة!
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 30, 2017 09:41

December 29, 2017

الله (أصغر) !

إن كان سؤالكِ عن ديني :- لتقييمي :فتعلمي ألا تقيمي الناس من خلال دينهم بل معاملتهم..” الخلق عيال الله.. أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله”.. قيمي الكتّاب من خلال كتابتهم - بكلها - و ليس بإجتزاء الأسطر…- لهدايتي:فالله هو الهادي، إلا إن كنتِ تعتقدين بأخذك لدوره: “ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين”.- للحشرية و الفضول : صاحب من الناس كبار العقول.. واترك الجُهّال أهل الفضولواشرب نقيع السمِّ من عاقلِ.. واسكب على الأرض دواء الجَهول“ الخيام”…-للسخرية: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ”…- من باب السؤال بلا سبب : إذا سألوا عن مذهبي فهو بيِّن ... وهل أنا إلا مثل غيري أبله..“ المعريّ”…تعلموا أن تفصّلوا الأشياء و الأشخاص.. جميعنا رمادي.. لا بياض و لا سواد في هذه الحياة : لا في دين .. لا في شخص.. و لا في توجه.. من يقسم الناس إلى أبيض و أسود يحمل وسماً مهماً لاضطراب الشخصية الحديّة، و هي من أكثر اضطرابات الشخصية سوءاً في الإنذار…الحقيقة المطلقة هي اجتماع جميع أنصاف حقائقنا.توحدوا حول " الله أكبر " بمعناها العقلي و ليس بتكرارها الموروث. بعبادتكم للأصنام، و إسكاتكم للعقول.. جعلتم اسم الله أصغر من الملوك، أصغر من اللحى، أصغر من الحقد، أصغر من الكره في قلوبكم.بصياح المعاتيه ( الله أكبر) وهم يقطعون الرقاب.. جعلوا اسم " الله" أصغر من زمن العولمة!الله ليس في حاجتكم لتدافعوا عنه...جميع الأديان وجدت لتدافع عن الإنسان، عندما يحدث العكس هناك خلل في الدين و في أتباعه!
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 29, 2017 00:35

December 25, 2017

الاكتئاب .. إدمان آخر...

"بعد انتهاء علاقتي مع خطيبي و وفاة والدتي أصبحت الحياة بلون الموت، عندي اكتئاب شديد، يعني لا أود الحياة بعد الآن.. صديقي الوحيد هو التدخين، مدمنة نيكوتين.. ممكن القهوة.. كافيين أيضاً.. "...يقال:عندما تستخدم " الهرويين" لمدة 20 يوم.. ستصبح مدمناً في اليوم 21.. هل هذا صحيح؟!فكروا قليلاً: إذا ما تعرضتَ لحادث سير ستبقى في المستشفى لشهر أو أكثر و سيستخدم الأطباء ( diamorphine) و الذي هو الهرويين .. لكنك لن تدمن .. لماذا؟!حاول البروفيسور الكندي " بروس ألكسندر" تفسير ذلك و فهم الإدمان من ناحية أخرى: أجرى تجاربه على الفئران..في البداية وضع فأر في قفص مغلق في غرفة مغلقة ليس فيها أي شيء.. و وضع له إناء مليء بالماء ممزوج بالهروين و آخر فيه ماء فقط...ما حدث؟!شرب الفأر من الماء الممزوج بالهروين حتى مات بجرعة زائدة...قام الأستاذ " ألكسندر بعدها بوضع فأر في حديقة فئران في تجربته التي اشتهر بها لاحقاً (rat park).. و كان في الحديقة كل وسائل التسلية و الرفاهية للفئران .. طعام.. لعب.. نباتات.. و شبكة دعم اجتماعي...ثم وضع إناء الماء الممزوج بالهرويين و إناء الماء فقط...ما حدث؟!النتيجة المذهلة:شربت الفئران كلها من الماء فقط و لم تمس الماء الممزوج مع الهرويين... أجل الإدمان على كل شيء في الحياة يبدأ من الألم.. من القفص!في ذات السياق تبرز معضلة الألم النفسي و محاولات صاحبه تخفيفه بإدمان ما، حتى لو كان إدمان جلد الذات.. إدمان شعور الذنب القاتل، إدمان الجلوس في البيت، فقدان الاهتمام بكل ما كان -يوماً ما- مهم للشخص... العلاقة التصالحية بين الفرد و نفسه/روحه في حاجة إلى شبكة دعم اجتماعي قوية، بالإضافة إلى مغزى للحياة، بالنسبة للفئران المغزى أمر بسيط، اللعب و الاستمتاع بالحياة(طعام-شراب- جنس-تسالي) هدف و مغزى تحقق في (جنة الفئران)!بالنسبة للإنسان، فالموضوع أكثر تعقيداً، بل يجب أن يكون أكثر تعقيداً. يسعى الإنسان - نتحدث عن الإنسان بمعنى الإنسانية و ليس البشريّ بمعنى الشكل و طريقة التكاثر- إلى الوصول إلى (الجنة) الأرضية الخاصة به، قد تكون هذه الجنة : عمل جيد، مال، بنون، بنات، هواية ما...يعمل العقل البشري على ذلك بخلق أهداف يومية و مستقبليّة للفرد، عندما تتعطل هذه الوظيفة بسبب خلل تربية أو/و بيئة، أو عندما تصطدم بالواقع و تُحبَط بتحديّات حياتيّة:تسخيف أهداف، تهميش قدرات، تحديد طموح، سرقة أحلام، طعنات الظهر و القلب: يحدث تأطير للعقل البشري و قمقمة للنفس البشرية.. و هنا تظهر مفاهيم أخرى عند الشخص، أو يتخلى عن مفاهيم قديمة حتى يستمر، في الحالتين تظهر الأعراض (النفس-جسدية)...الاكتئاب بعلاماته و أعراضه مثال حيّ، تأطيره برقم من الأعراض خطأ طبيّ مفروض من قبل عالم الأرقام و شركات التأمين. بسذاجة البساطة و صدقها قد يكون -الاكتئاب-: إدمان لجأ و/أو نُفِيَ إليه الشخص بعد خروجه/ أو إخراجه من جنة الأحلام و الأهداف...وحتى عندما يدمن الشباب من محيط الغاز إلى خليج البترول على فكر القاعدة أو بأحسن الاحتمال على فكر طائفة، فالمشكلة بدأت من الألم من القفص المغلق.. من قلة الحال و الحيلة!
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 25, 2017 09:45

December 16, 2017

تحرش بسبب (الدين)؟

في الطب النفسي يحتوي النشاط الجنسي (sexuality) على سبع مكونات:١- الهوية الجنسية، ٢- التوجه، ٣-النية ٤- الرغبة ٥- الإثارة ٦- الرعشة ٧- الارتياح العاطفي...بالنظر إلى حالات التحرش في بلدان ( المسلمين).. و بتحليل ما يحدث من وجهة نظر نفسية و علمية.. نحن أمام خيارين أحلاهما مقرف...الأول : ولّد الكبت عند الشباب ( المسلم) فقداناً للهوية الجنسية و تحولاً إلى دمى تثار برؤية أي شيء.. مما جعل النشاط الجنسي يفقد جميع مكوناته الإنسانية و يقتصر على الرغبة و الإثارة...الثاني:تحريف الدين من قبل الساسة و اللحى قد فعل فعله و حوّل الشباب إلى مقاتل من أجل الجنس و جنان حور العين...المصافحة من وسائل الاتصال المحترمة بين البشر.. أفهم أنك لن تصافحني لأنك (مستعجل).. لكن لا أقبل ألا تصافحني لأنك ستثار.. أو لأنني سلعة للجنس.. أو لأنني قذرة أو أنت أقذر!هُدِمَ الطب النفسي من قبل ذكور الدين عبر العصور.. كانت سياسة الترهيب و سلطة الخوف الحل الوحيد لسحر البسطاء و ضمان ولائهم.. هكذا هُدِمَ الطب النفسي في بلدان العرب العتيدة.. هكذا تم تكفير العلماء.. حرقهم و قتلهم...جاءت حكومات السياسة لتضمن كراسيها بنفس الطريقة.. و أكثرت من كليات الشريعة و الجوامع المُصاغة بالذهب .. بينما قلت بيوت الله.. و ندرت الشكوى إلى الواحد الأحد...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 16, 2017 22:46

December 5, 2017

في تعريف الموت ...

نحن لا نموت دفعة واحدة..نحن نموت بالتدريج.. ببطء.. ربما هي الروح تحاول أن تتحرر من الجسد رويداً رويداً.. و كلما ذوت قليلاً كلما اقتربنا من النهاية...أضرب لكَ أمثلة:في غربتي سمعتُ أنّ أختي مصابة بالسرطان .. مات فيّ شيء.. لا أعرف ما هو! لكنني تغيّرت بعدها.. كبرتُ عمراً...صُدمتُ بما اعتقدته حبي الأول و مات شيء ثانٍ..مرضتُ بداء مزمن.. و ذوى شيء ثالث..رأيتُ حريق وطني من قبل اشتعاله.. كانت النبوءة أقوى من الحياة و ماتت فيّ أشياء...لا تضحك لكني أحسّ أنني بمئة روح!.كانت هذه محادثتي السابعة بعد المئة مع السوري الحزين..أغلقت جهاز ( الكومبيوتر) و قلت في نفسي:بما أني بمائة روح: أستطيع أن أُقامر بروحٍ ما في حب شخص لا يراني..ليس سهلاً أن تحبّ قضيّة!
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 05, 2017 21:29

December 2, 2017

المرأة الطائر...

لا يشبه " هبة" أحد.هذه الثقة بالنفس من هذه المرأة ( الطائر) كفيلة بأن تدفعك إلى الأمام و لو كان كلما حولك يسير خلفاً:"-لم أقارن نفسي في يوم ما بأحد.. كانت مقارنتي دوماً بين عقلي في الأمس و فعلي اليوم...أيضاً لم يكن في حياتي مثلٌ أعلى.. لا قريب و لا غريب.. تعلمتُ أن أرى الناس على حقيقتهم بسلبياتهم و إيجابيتهم.. و عرفت قبل هذا سلبيات شخصيتي وشخصي...كنتُ تلك الصبارة البريّة التي اكتشفت أنها تُزهر بمحض الصدفة...عندما أسأل نفسي اليوم عن سبب نجاحي المتواضع.. لا أجد جواباً أفضل من استمراري في المحاولة...الجميع - إلا الندرة- يعتقدون أنهم ضحايا...قلة قليلة من الناس تعترف بالخطأ.. تتقبل الآخر.و تحترم الاختلاف...قلة قليلة تستخدم عقلها في زمن التوريث و التكرار!يوجد مشكلة عامة في تقبل أخطاء " الأنا" و عيوبه...الناس يلجأون إلى الكذب، السباب، الغضب.. و كثير من الانفعالات غير الناضجة ليحموا الأنا في داخلهم ...أما الندرة ( القلة القليلة) تلجأ إلى " الحب".. الإنسان المتوازن يقف حتماً على جزيرة من المحبة.. و أي كان شكل هذه المحبة وسط محيط هائج.. فهي ملاذ آمن...كيف تصبح الجزيرة مأهولة أكثر؟! سؤال أبديّ."
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 02, 2017 10:17

November 26, 2017

فوستر بالقانون!

ينتشر في الفضاء الافتراضي، فيديو لعائلة سوريّة أخذت الشرطة أولادها في دولة اسكندنافية .. و يسري حوله: ذم الدولة الغربية و شرطتها التي (قمعت) حرية الوالد في ضرب أولاده و تعنيفهم جسدياً و عاطفياً!من المعروف أنه لا يحدث في تلك الدولة، و لا في أغلب دول الغرب، أن تأخذ الشرطة الأطفال في حالات مماثلة إلا بعد التحقق و التدقيق... ليس فقط لوجود القانون في تلك الدول، بل أيضاً لكون فتح قضية و إيجاد بدائل للعائلة الأم شيء صعب و يكلف الحكومة كثيراً من الأموال. كيف صوّر ما حدث و تم تحميله على (الفيس بوك) لمحاولة استثارة الرأي العام حوله، يشبه ما حدث في سوريا/العراق من تزوير للفيديوهات و قص الحقائق، و محاولة استعطاف طرف للناس عبر سياسة " نصف حقيقة .. أسهل طريقة”!أنصاف الحقائق: أكبر الأكاذيب. لأننا نصدقها لصحتها، و في سيل الحياة الصاخب ننسى أن نسأل عن القصة...يوجد مثل يهودي مشهور ينطبق على هذا: ما الأحق من الحقيقة؟ الجواب :ـالقصة!What is truer than truth: The storyنشاهد هذا في الطب النفسي بكثافة، حيث يحوّل إلينا أطفال عائلات تم أخذهم من أبويَهم بسبب العنف الأسري .. أو ما نسميه:-الاستغلال – سواء كان هذا الاستغلال : جسدي : ضرب الطفل أو ضرب الأم أمام الطفل. جنسي: الاعتداء الجنسي على الطفل. عاطفي: الإساءة اللفظية و العاطفية للطفل: السب، التقريع، تحويل الطفل إلى سلة لنفايات البالغين العاطفية...يحاول الأب و/أو الأم في كثير من الحالات بشتى الطرق و الوسائل الحفاظ على الأطفال، لكن دون جدوى..نقف كأطباء نفسيين مع الأطفال و مع كامل القصة و نؤيد في حالات كثيرة سحب الأطفال من العائلة و تحويلهم إلى عائلات أخرى -Foster parents-في الطب النفسي لا نعتبر قمع الطفل حرية ! ولا قمع المرأة حرية.. و لا نصدق صوتاً واحداً في صراع أطراف... هذا مما يجعل الطب النفسي مميزاً كطب أخلاقي، يتقاطع مع وزارات التربية، الصحة، التعليم و العدل ! و يقطع الطريق على كلية الشريعة و فقه الموروث و حقيقة قالها طرف في صراع...أرى مستقبل أطفالنا المشرق و مستقبل بلادنا المسالم فقط بعد النمو الواجب للطب النفسي، محاربة الوصمة الدامغة للمرض النفسي، و تحويل هذا المجال الطبي إلى أساس علمي و أخلاقي لا غنى عنه. ****************يسأل كثير من العرب، الأكراد، الأرمن و قوميات أخرى قادمة من بلاد الشرق حول كيفية تربية الأطفال في الدول الغربية.. أسمع كل يوم أسئلة مثل:-كيف أحافظ على ابنتي في مجتمع المباح و المتاح؟ -كيف أحمي ابني من ثقافة الخروج من حضن العائلة بعد أن يكمل 18 عام؟-كيف أغذي في أطفالي حب الوَالديَن؟ -كيف أعلّمهم أن كثيراً مما يعتبر هنا عادي، هو غير مناسب في عرف ثقافتنا ؟الجواب بسيط جداً، لكنه لا يعني القمع، لا الضرب و لا التهميش... الجواب يكمن في عدة نقاط: -تعلم أن تكون مستمعاً بارعاً لطفلك، إذا أحسست أن الطفل يخفي عنك شيئاً ما: بادر إلى مشاركته أسرارك.. مثلاً: —هل تعلمين يا “ ألما” كان يومي صعباً جداً، أحد الأشخاص سخر من لهجتي، و لكنني تصرفت بحكمة، إليك ما فعلت…” .-قُلْ لا بعد تفكير و تحليل- لا تتسرع- و اشرح فيما بعد لماذا كان الرفض، و حافظ عليه- في معنى آخر لا تحوّل ال لا إلى نعم-.. مثلاً: -لا ننام في بيوت أصدقائنا، أعلم أنها ثقافة أمريكية، لكنها لا تتناسب و عقل أمك و أبيك يا صغيرتي.. البشر يختلفون، نحن لسنا قطعاناً من الغزلان، نحن متفردون و مختلفون، و أنت متفردة و مميزة…-علّم أطفالك أن الحياة خير و شر، يعتقد بعض الناس أن براءة الأطفال تقتضي ألا نؤذي مسامهم بحكايات الفقر، الجوع و الحرمان.. هذا غير صحيح، يجب أن يتعلم الأطفال أن للحياة جانب مظلم، فيقدروا قيمة الجانب المضيء، و يحافظوا على مرونتهم و عقلهم إذا ما قبعوا يوماً في الجانب المظلم.. حتى في أفلام (الكارتون) يوجد دوماً خير و شر…-ناقش إحساسك بالذنب، إن كنت في الشرق أو في الغرب اسأل نفسك : هل شعوري هو حقاً بالذنب تجاه طفلي أو تجاه نفسي؟ إن كان تجاه نفسك، لا تتردد : اقصد الطبيب النفسي، هذا حق، علم و ثقافة.- حذار من ثقافة التكريه: إطعامك طفلك للكراهية تجاه بلد، دين، طائفة، شخص، أو حتى فكرة ما: الأطفال المعجونون بالكره لن ينجبوا حُبّاً!و في المجمل :يظن كثير من الآباء في الغرب أنهم يعملون إلى درجة نسيان الأطفال .. كما تعتقد كثير من الأمهات أنهنّ مقصرات لأنهن تعملنّ لساعات طويلة، و يعوضنّ عن هذا التقصير بشراء كثير من الألعاب لأطفالهن و بمحو كلمة " لا " من القاموس، فيكبر الأطفال كمدللين، سطحيين و تافهين...لا يعرفون من العالم إلا " الأنا" الفردية و الغربية .. هؤلاء الأطفال هم ضحايا الأهل لا المجتمع...لو فكرت الأم/ الأب قليلاً لاكتشفوا أنه بالقياس إلى عدد الأطفال في الشرق.. و إلى تسهيلات الحياة في الغرب، فإن الوقت المتاح لطفل أو اثنين في بيت فيه خُدامه-أدوات المطبخ الكهربائية مثالاً- هو ذاته الوقت المتاح لخمسة أطفال في بيت تخدمه فقط ربة المنزل!و أن الوقت الذي يمنحه أب جميل العقل لطفله يقاس بنوع هذا الوقت لا بطوله، الأطفال بطبعهم يملوّن و القليل المدروس أفضل من الكثير المفروض. 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 26, 2017 20:12