Lama Muhammad MD's Blog, page 17

March 7, 2018

(عهر) القرن!

بقي لقب العاهرة لقباً وسخاً منبوذاً حتى في عصر العولمة، و المرأة دوماً منبوذة تحت شعار العقل الناقص أو الجسد العاري...حتماً يرفض العقل بيع المرأة لجسدها، لكن الرفض الحقيقي.. الرفض الشريف يكون بكشف النقاب عن العهر الكبير.. العهر الأعظم الذي دفع الفقيرات إلى أن يصبحن هاجس الرجل العاهر في معنى الكلمة الغريزي.حتى " بابلو بيكاسو" خاف عندما رسم العاهرات الخمس في لوحته المشهورة " آنسات أفينيون".. حيث رسمها في عام 1907..و نشرها في عام 1916.. و لم تصبح معروفة حقاً حتى عام 1920.الزمن كله سار للأمام.. أصبح مفهوم العهر شاملاً في كل الدول المحترمة:السرقة و الرشاوي: عهر..القتل بغطاء ديني: عهر..الكذب على البسطاء: عهر.. بيع الأوطان: عهر..القتل للمخالف: عهر.. كم الأفواه: عهر..الزنى الذكوري: عهر..عمالة الأطفال: عهر..تهجير العقول: عهر..رجم السافرات: عهر.. و التشهير.. و التهديد.. و تكفير المخالف عهر.. عهر.. عهر..المقال كاملا على الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art...." آنسات أفينيون" ل " بيكاسو"
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 07, 2018 21:29

March 3, 2018

الحب أزرق...

أيها ( المتثاقفون) الحمرالدائرون حول النارألم تعلمكم العولمة أن تنبذوا التكرارفي العادات و الغباء..نحن أيضاً حمر لكننا في الأصلأصحاب المكان.. اشتريناه بالحب و زرعناه حب..ما نفعه المكان إن أحرقته النار..ما نفعه دورانكم ليتامى لا يمشون؟!نحن أصحاب الأرضالتي استحضرت المسيح و الرسول ألف مرة...و كانت فيها ( بوكاهانتس) سافرة جميلةأنقذت مع القبطان حكاية للحب...أيها ( المتثاقفون) الحمرالدائرون حول النارما عادت الأوراق تستر العورات..( سنتيمترات) تتبول على النصائحضحكنا على أقزامكم..بينما ظلت النصيحة صامدة في البال:بأنها الرصاصة تثقب الأرواح..فيسكن الحقد مدينة الأشباحو يفرح التنين بأنه قد صارفي عتمة الطريق ملاذا للفقير...أيها ( المتثاقفون) الحمر:الدائرون حول النارهلآ قلتم للصائمين عن الطعام..صوموا عن الكبائرلا تقلدوا الجلادلا تقتلوا بدافع الأحقادهلآ قلتم لكتيبة (الصحابة):أن الرسول لم يهان إلا عندماتكلم السلاح دفاعا عن الأديان...هلآ قلتم للسلاطين:الموت أزرق في بلاد الصينو الحب أزرقو النصر أزرق كسماء..وحده البحر أحمر الدماء.أيها (المتثاقفون ) الحمرالدائرون حول النارألم تعلموا أن:الريش على رؤوسكم.. طار.. و طار...هامش :لوحة " بوكاهانتس تنقذ حياة الكابتن جون سميث" للرسام الأمريكي "بول كادمس" من اللوحات المشهورة جداً في أمريكا.. و موجودة في مكتبة (الكونغرس)... — at "Pocahontas Saving the Life of Capitain John Smith" "By "Paul Cadmus.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 03, 2018 22:09

February 25, 2018

إسلام آخر...

أشهد أنّ لا إله إلا الله..و أن جميع الأنبياء و الرسل حاولوا اقناعنا بأنّ الله محبة..أُصلِّي في محراب العقل.. و ليس من يستخدم عقله سوى مُحَطّمٍ للصنمِ فلا تحرقوه..أصومُ عن الكذبِ.. عن السلبِ.. عن النهبِ..عن الكسلِ..عن الانقياد الأعمى لمن يبيعون و يشترون فينا باسم الرب.أُزكي الفقير.. ليس للتباهي بل للتماهي مع ألمٍ انقذني الله منه.. لا أسأله عن دينه قبلاً و لا بعداً، فلستُ أنا من يُحاسبُ " الله" على خلقه لغير أجدادي..أحجّ إلى روح " الله" في قلبي.. اسأله كلّ يوم:يا " الله" ما أحوجنا إلى طوّافٍ عقلي في محراب العلم.. على أرضٍ أورثتنا إياها فسمحنا لهم باسمك أن يسجنوا أحلامنا فيها.هل ما زلتمْ تنعتوني بالمرتدة، و ثلاثة أربعاكم لم يحاولوا حتى قراءة تاريخٍ و أحاديثٍ مزورة ذلّت دينكم و عملتهُ سلطة سياسة على جنس.. على (دين).-اخرسي أيتها الكافرة...- ليتكم تعرفون أنّي ( مسلمةٌ) أكثر من الصنم في عقولكم.. لن أصمت.غادرت القاعة.. كان الغضب يملأ وجهها و يفيض من عينيها، لحق بها "عمّار":- لا تهتمي سيستيقظون يوماً، يبدو أن كل هذا الدم لا يكفي لإعادة تشغيل العقول.. في كل حديث لك هناك انتصار للعقل، أما أنا فقتلتُ الاكتئاب في داخلي.. و هذا كان نصري الأكبر...هل تعلمين يا " هبة" أنك لا تشبهين أحداً، حتى مشاكلك الكثيرة تستحق الاحترام.يعيش البشر في " مجموعات"..قطعان.. أسراب..هم جميعاً يصنعون هذه الدنيا على هذه الأرض..يوجد دائماً من لا يشبه المجموعة.. من يلعن القطيع.. من يغرد خارج السرب.. هذا " الإنسان" هو من يصنع " الحياة" و يكفل اتصال الأرض بالسماء.. أنتِ أيتها المتمردة من صُناع المستقبل شئنا أم أبينا... بينما المتشابهون لا يصنعون أي تاريخ.. هم فقط يكررونه!
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 25, 2018 14:03

February 21, 2018

من دفع (الفاتورة)؟

البكاء على الأطفال -إن كان حقيقياً- وجب أن يبدأ منذ زمن طويل:من يوم جمع الفجّار الأطفال بثياب برتقالية في أقفاص الشوارع..من يوم ساقوا أطفال سبايا الأقليات اليزيدية، المسيحية و العلويةو غيرها.. و باعوها علناً في أسواق الجنس..من ساعة ما استهدفت مدارس ابتدائية لأن طلابها من الأقليات...من وقت ما تعودت الأعين منظر طفلات حوامل.. و أطفال مغتصَبون بمال نفط و غاز!مازال الأطفال في سوريا وقود هذي الحرب.. منذ سنوات عندما تم استخدامهم كدروع بشرية إلى صور اليوم...اِستُخدِمَ الأطفال في التجارة و في تحصين ذكورة بلا شرف و قضيةٍ أكلها التأسلم و بلعت لبها داعش...دفع الأطفال ثمن جميع الكراسي.. لكن الأنكى أنهم دفعوا ثمن رياء الكتبة..أهل الأدب و الفن و تحولهم إلى سياسيين!ثمن تظاهر المتثاقفين بالنوم.. تطرفهم.. تحزبهم.. و تحولهم إلى قطعان ثورية.. ثم إلى طلقات رصاص في حرب أهلية.. و بعدها إلى عواطف حقد و مزاودة في حرب عالمية!دفعت الطفولة ثمن الصراع الدولي على الأرض السورية.لا كذب أعته من كذب من احترف أنصاف الحقائق، هنا في الافتراض غالبُ الناس معتل و أجوف و منهم أبله يتحدث عن نصر ؟أيها الحمقى: بلد لا أدب حر و لا فن حر فيه يأكله الساسة...لا مستقبل لوطن تلعنه أحلامُ أقدامٍ صغيرة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 21, 2018 07:31

February 19, 2018

السّفّه..

السّفّه.. أو ما يسمى اليمين المتطرف.. أو اليسار المتطرف.. أو داخل ( الط**) المتطرف...عندما اشتعلت الحرب في "سوريا" و قبلها في "العراق".. حقدتُ عليهم جميعاً.. شاهدتهم موالاة و معارضة.. متزمتون و متطرفون يأكلون مستقبل الوطن كما أكل المسؤولون.. و معتوهوالدين ماضيه.ابن الشهيد الفقير أنا و ملزم بالصمت في زمان التحزب ...قلت لهم مرة-في منامي-:يا خونة.. يا جرذان.. يا مشجعي الآذان و قاتلي العقل..حلّوا عن هذا الوطن.. اتركوا العقول تنضح بالأفكار المختلفة.. ف والله لو كان فينا عقول مختلفة لما تقاسمنا الخراب.عندما استيقظت كانت عناصر المخابرات و لحى داعش تملأ الغرفة.. مددت رأسي عالياً و .. قرأت الفاتحة على نهاية الصراع و عليّ...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 19, 2018 09:11

February 17, 2018

الخيال كعلاج نفسي...

ترتكز بعض المعالجة النفسية على دفع الشخص إلى رؤية الإيجابيات قبل السلبيات في حياته و حياة من حوله، و على تذكر الحسنة قبل السيئة لرفاقه.. و على تقديم المبررات لمن أحب و على السماح.. السماح الذي مَرِضَ في تاريخنا المليء بالحقد و الحروب.يعتمد الطبيب النفسي الناجح فيما يعتمد على الخيال في العلاج..تخيل الأفضل.. تخيل االحلم و قد أصبح حقيقة و السعي بكل الكد و الجد لتحقيقه...الخيال يلفّ حياتك بطاقتك الإيجابية، و جملة: " لا أحد إلا أنت يستطيع علاجك": هي الترجمة الوديّة لحقيقة أن لخيالك طاقة تشحن أعمالك و تحقق طموحاتك...في الطب النفسي نقول كل ما يلي بين سطور جلساتنا العلاجية، و في ختام الحوارات: اعمل بجد، بشرف، بأخلاق لتستحق أحلامك الكبيرة.. لا تهتم برأي الناس من حولك، فلو وضعت عمرك رهن رضاهم، لضاع العمر...ضيق وقتك كنز تكتشف فيه الصديق الصدوق من المتسالي المتعالي...اجتهادك فرصة لتعرف فيها الخدوم من الحسود...فشلك مرحلة تصقل أحلامك، فتصبح أكثر واقعية و أصلب مضموناً...نجاحك مجرد خطوة في طريق طويل.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 17, 2018 12:35

February 12, 2018

أُحبّكَ...

و أنا أُحبّكَ..بعدد الكلمات التي لم نقلها بعد..بجميع الحروف التي يخترعها الأطفال فينطقون بمفرداتٍ أولى..وسعَ الضحكات التي تعمّدتُ أن أهديها إليك..كبر حماقاتنا عندما يطرق الحب باب القلب ..و أحبك من قبل أن يخترعوا " عيد الحب"..و لو دخلوا قلبي كما دخلته أنتَ سيعرفون أن كل الأيام في حياة العشاق زرقاءٌ كسماء..فاللون الأحمر الذي تلوّن به القلوب عن غباء.. لم يعد يصلح في زمن الحروب والدماء...هل لوّنت يومك؟!كل عام و أنت بخير...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 12, 2018 21:37

February 8, 2018

ديسبا.. سيتو؟

الطب النفسي ليس علماً رائعاً و حسب.. بل هو طب الوقاية من بشاعة الحياة، و إتقان فن الاستمرار بالمحاولات.. من يصم الطب النفسي بتبعات الجنون هو من حق عليه لقب مجنون، ضحل و خائف من معرفة ذاته. سألني أحد الواصمين للطب النفسي عن رأيي في التنويم المغناطيسي، و عندما حدثته عن التفارق dissociation، قاطعني: - ديسباسيتو... عفواً عفواً ديساسوساتيون !ضحكت في سري: هؤلاء من يظنون المرض النفسي عار.. مجبولون بخراء الجهل!************يتسع الطب النفسي ليشمل حتى أسلوب تربيتنا لأطفالنا و تشجيعهم على صقل مواهبهم و تطوير هواياتهم...أقول لطفلتي دوماً: لا ترافقي من لا يفقه في إحدى ثلاث.. و من حمل الثلاثة فوزي به:حب الموسيقى: غناء، عزف، تلحين، أو رقص...شغف القراءة: لا أعدل من فئران الكتب...احترام الأحلام و السعي لتحقيقها...***********الهوايات هي ما يُبقِينا على مستوى الحياة، لا نحن نطير فوقه بعجالة و سطحية.. و لا نحن ننغمس في قعره بضحالة سُذَّج أو فقدان ثقة بالنفس!أما من امتلك الموهبة فوق الهواية، فهؤلاء ملزمون بحق هذه الموهبة على إخراجها و صقلها.. و إلا تحوّلت إلى قلق...في الحوار مع المرضى أسألهم عن هواياتهم، و أستخدمها في إنقاص القلق، و علاج الاكتئاب...من يقول لي :-"لا هواية لي".. يتحسن بشكل أبطأ من الآخرين...و في العموم أستطيع بمساعدة المريض تطوير قدرته على معرفة هوايته.. لتسكن في العلاج تدريجياً: رسم-موسيقى-تصميم أزياء- مطالعة-كتابة- رياضة-رقص- طبخ..و غيرها الكثير...بهذا يحدث ما يسمى في الطب النفسي التفارق dissociationأو بشكل أوضح فصل الذات.. و الذي هنا هو فيزيولوجي، بل مرغوبٌ: عندما تنغمس في الهواية.. تريح دماغك من الواقع و تنميه.. مثلاً عند قراءة كتاب أو مشاهدة فلم -لدرجة فصلك عن الواقع لفترة- أو ما يسمى باللغة المحكية " غرقان بالفلم..بالكتاب.. بالطبخ.. بالتمرين.. بالرسم.. باللعبة.."...التفارق الفيزيولوجي طبيعي و يحدث أثناء ممارسة اليوغا أو التنويم المغناطيسي...قد يمتد التفارق ليصبح مرضياً و يشمل ما يحدث -مثلاً- بعد الرض النفسي من تذكر للرض و كأنه يحدث مجدداً، كما يشمل اضطراب الذات التفارقي Dissociative identity disorder و غيرهما من الحالات المرضية الحزينة. القدرة على التفارق الطبيعي بالانغماس في الهوايات هي أمل جديد في عالم الطب النفسي، أمل قد يبعد الملايين عن التفارق المرضي...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 08, 2018 22:58

February 3, 2018

من القرآن...

في حفلة موسيقية دعتنا إليها صديقتي المبدعة.. الطبيبة الأمريكية ذات الصوت الجميل.. عُرِضَتْ صورة لآية قرآنية:الآية كما وردت: "Whosoever killed a person it shall be as if he had killed all mankind.".The Holy Quranالآية كما وردت بالعربي:مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً...) (المائدة:32).الحفلة بعنوان : "يجب أن نكون أحراراً"حدثت في إحدى الكنائس الأمريكية، و على الحائط رُسِمَتْ غالبية الرموز الدينية حول العالم بما فيها الهلال الإسلامي...الآية القرآنية كما ترجمت تدعو قطعاً إلى المحبة و السلام..، بينما في وضعها الأساس تحتمل التأويل و تقبل انفرادية التفسير.. فقد يقول داعشي: -السافرات يعثن في الأرض فساداً لذلك قتلهن واجب...تفسير القرآن ب( عقل) اللحى لن يجلب إلا المزيد من التخلف.. و يجب على مفسري القرآن أن يكونوا أهل طيبة عقل و إيمان .. مهما كان دينهم.يحاول دعاة السلام من الأمريكيين تغيير وجهات النظر الداعية لربط الإسلام بالإرهاب عند غالبية الشعب الأمريكي( و العالم)...يحاولون بطرق شتى دعوة المسلمين إلى تحديث الخطاب الإسلامي، و إعمال العقل فيه...-ما تم ( دحشه) من قبل الساسة في الإسلام و تاريخه لم يشوه صورة الدين فقط، بل فتح باب التأويل لأشخاص جهلة فاشلين...من يدعون اليوم إلى لغة العقل و تحطيم الأصنام هم المسلمون حقاً...بينما من رضي على نفسه لقب الحامي للطائفة كذا.. المساير للأجدب فلان.. الموافق للنظام علّان.. الحاذق في (التفييز) للجنان.. و الذي يقول الحقيقة بعد أن يلفلفها بنقاب الخوف!كل ما سبق عليهم رميّ أقلامهم/ سيوفهم.. و الانضمام ل داعش...ما دمر مستقبل أطفالنا أكثر منكم!لو فكر المسلمون قليلاً لأعادوا للإسلام روح السلام و المحبة.. بدلاً عن توريث الملايين نفاق الساسة و فن الحروب بين السطور...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 03, 2018 14:07

January 29, 2018

ختان و انتقام!

الانتقام غير المبرمج سمةٌ عربيّة...تابعت هند حديثها بهدوء شديد متجاهلة علامات الاستفهام المتراكمة فوق وجهي .. و بحيادية فظيعة ، كما لو أنها تحكي لي قصة بنت الجيران، و كأن الحديث كله لا يمت لها بصلة:-كانت أمي نظيفةً جداً ، تردد دوما أنها تخاف العدوى و الجراثيم .. تغسل يديها في اليوم الواحد عشرات المرات و تعقمهما بالكحول الطبي، تنظف البيت بطريقة جنونية عدة مرات يومياً ...الله يرحمها ماتت بين أكوام المنظفات و الصوابين...عندما قرأت مقالة عن الوسواس القهري ، أحسست بها تتحدث عن أمي، لم أكن أعلم أنني بعد الزواج سأصبح مثلها ، لكن بطريقة أخرى! ربما هو مرض وراثي أليس كذلك ؟! و دون أن تنتظر جواب ، تابعت "هند" :لم أعد أمارس الجنس مع زوجي.. أخاف من تلك الفكرة الملحة المعاودة بأنني..بأنني.. –لا تضحكي أرجوك –بأنني قد أقص له قضيبه ..- لن أنظر إلى وجهك الآن يا دكتورة ...- وكم حمدت الله على أن " هند " لم تنظر إلى وجهي فعلاً ، لأنّ علامات الاستفهام على وجهي تلونت كلها بظل ابتسامة حمراء...أقسم أني أحبه لكن فكرة قص قضيبه كي أنتقم للنساء (المختونات) في كل بلاد العالم تجعل حياتي جحيماً.. أعرف أن الفكرة سخيفة، و أنني أنا من أوجدها ، ولا يمكن أن أفعلها ، لكنها تلحّ في رأسي بشكل وسواسي ، و ترغمني دوماً على وضع الحجج و المبررات ،كي لا أقترب من زوجي ...ساءت علاقتنا كثيراً مؤخراً ،بدأت أشغل نفسي بتمتمة الصلوات كلها التي أعرفها ، لكي أهرب من تلك الفكرة الإجرامية ، لكن عبثاً ...تلاحقني تلك الفكرة و تخنقني ...أتذكر أمي و كيف كان وسواس النظافة يقضّ حياتها ، كله وسواس أليس كذلك يا دكتورة ؟!هززت رأسي، وقبل أن أجيب تابعت "هند" :زوجي "سعد " طيب جداً ، كنا زملاء في كلية الفنون الجميلة،لكنه متصالح مع الدنيا أكثر مني ، عاديتها أنا منذ الأزل، و تحديتها أيضاً ، أتعلمين عندما رسمت لوحتي الأولى كان التحدي الأول.. و مع توالي اللوحات كدت أُرجَم!أرسم عن مشاكل المرأة العربية ، لوحتي الأولى كانت عن "ختان الإناث" أسميتها:- الموت كل يوم - (قومت الدنيا و لم تقعدها) ...اكتشفت بعدها أن العرب لا يستخدمون عقولهم ، فليس من المحبب لديهم قضاء ساعات في القراءة ...أما الرسم فقصته أسهل نظرة واحدة على لوحة لختان الإناث ستوقظ الشرف العربي الذي بعثرته فنانة (تافهة)، و ستعرضها لمحاكم تفتيش تكفل لها عدم النطق مجددا بكروية الأرض، هذا ناهيك عن نظرية المؤامرة التي تدفع كل ذي بدعة لإطلاق فنه ...من قال : قانون من أين لك هذا غير موجود في البلاد العربية، بلى يا سيدتي هو موجود و بشدة .. لكنه لا يحاكم سارقي الأموال، بل أصحاب العقول : من أين لكم هذه الأفكار يا ذيول الاستعمار، من يدعمكم يا زنادقة، كيف تجرأتم يا أعداء الأمة و العروبة ...إن قانون : من أين لكم هذا يا سيدتي لا يطبق إلا على من يكون وقود أفكارهم مخيف، و مدمر...أحمد الله على أن الفن التشكيلي غير مفهوم من قبل غالبية العرب ، نحتاج أدب تشكيلي و إعلام تشكيلي !!(و نريح راسنا)...صمتت "هند " للمرة الأولى منذ دخولها عيادتي ، ثم ضحكت و قالت : ثرثارة أنا أليس كذلك ؟! لكن بالمناسبة أنا أتيت هنا أشكو لك كل همومي، و ليس مرضي و حسب...ثم أخرجت كتاباً من حقيبتها و قرأت بصوت عالٍ :(الوسواس القهري: كما يدل اسمه هو عبارة عن -وساوس- أفكار أو صور أو أفعال معاودة ،و مع كون المريض يعلم أنه مصدر هذه الوساوس و أنها سخيفة و غير ممكنة التحقق فإنها تسبب له القلق و العذاب و تجبره -تقهره - على ممارسة تصرفات متكررة كمحاولة لإنقاص هذا القلق )...هذا هو مرضي أليس كذلك يا دكتورة ؟!قلت لنفسي ضاحكة : ليت زوّاري كلهم مثلك يا فنانة محاكم التفتيش...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 29, 2018 21:11