Lama Muhammad MD's Blog, page 11

January 11, 2019

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

في مدارس الولايات المتحدة، تعد المكتبة ضمن المدرسة ركيزة لا غنى عنها، و يتم ترغيب الأطفال بالقراءة و تعليمهم فنّ استعارة الكتب و قراءتها، ثم إعادتها بكامل أناقتها. استعارت طفلتي هذا الكتاب من مدرستها الابتدائية:-ماما أحضرت كتاباً يحكي عربي..-تقصدين باللغة العربيّة؟-لا بالانكليزي، لكن عربي.. انظري هنا: نظرتُ و رأيت كتاباً يحمل عنوان “ السلام عليكم: رسالة سلام” ..و عندما قرأنا الكتاب حمل بين طياته تعريفاً مليئاً بالحب لجملة السلام الإسلاميّة المعروفة…كتاب الأطفال برسوماته الملوّنة هذا كان أفضل من الغالبية العظمى لخطب عصماء عن الإسلام يقدمها شيوخ الجنس و ملكات الأيمان!هو أفضل من ملايين الأصوات التي تصرخ بشراسة لتعرّف عن سماحة الدين…أعقلُ من حملات التكفير الاعتباطيّة، و حملات التشهير المستهْدِفَة!********نعرفُ في حياتنا كثيراً من الناس، لكن الندرة منهم تستطيع إقناعنا بتغيير وجهة نظر ما.كلّما أتعلّمُ أكثر عن النفس و أسرارها، كلّما أعرفُ أكثر أن الطريق إلى الإقناع بأيّ شيء في هذا العالم يبدأ بالسلام و بالمحبة…طالما بقيّ الإسلام مُحْتَّلاً من قبل عبدة الجنس، المال و النفوذ فلن تقوم له قائمة…طالما كان التشهير من نصيب التفكير.. بينما ظلّ هدر الدم وسيلة تغيير لن تقوم لنا قائمة…فيما يحاول كثير من العرب و المسلمين إقحام الدين بالقوة و الإكراه في حياة الناس، رسالة السلام تُنشر من قبل العقلاء في الغرب لمحو سوء السمعة. فيما يستمر العملاء بدعم شيوخ الفتنة،تدعم العقول السليمة في الغرب العلم و المساواة بين البشر...حتى ندعم المستقبل للدين و الديدن.. حتى نسترجع فكرة الوطن الذي لا نهجره، بل نخدمه.. يجب أن تقصقص أجنحة ديوك الذكورة المنتحلين لصفة شيوخ.. يجب أن تنشأ مكتبة علمٍ مع فريق من المعلمين و المعلمات في كل جامع، و تتحول خطب الجمعة إلى جلسات علم و تعليم حول الحياة و اختلاف الثقافات.. حول الأخلاق. تشغيل العقل عبادة..(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 11, 2019 13:41

January 6, 2019

نحن أقوياء بإيماننا بضعفنا

تَرِدُني رسائل كثيرة من مغتربين سوريين و عراقيين يذكر في مَتْنِ أغلبها:" أنا في هذه البلاد الغريبة أشبه الصفر، لايعترفون بشهاداتي و لا بالدكتوراة.. سأجلس في المنزل..".أنا بنت الطبقة المتوسطة..عشت الفقر و عايشت قلة الحيلة.. أعرف معنى الدراسة على ضوء الكاز في عصر الانترنت.. أعرف أيضاً معنى غربة قلبك في وطنك.. يفجعني صوت الخوف من الأنظمة و ترعبني صرخات الهلع من (التكبير )..لا حدود لقلبي.. العالم كله وطني.. ولدت في سوريا و أجمل أيام طفولتي كانت في الجزائر.. وصيّتي أن أُدفَن في العراق.. و أؤمن بالتقمص و أريد أن أولد يوماً في مصر..لا حدود لقلبي و لا توجه سياسيّ: - اكتبوا على قبري: "ماتت تبكي على أطفال خسروا أطرافهم في حرب الكراسي.. و تكتب لأحفاد بلا أحقاد...".******دخلتُ بلاد العم سام للمرة الأولى عام ٢٠٠٩ طبيبة أخصائية في الأمراض الجلديّة..كاتبة و مكافحة!لم ينقذني لقب طبيبة الجلد.. لأنهم هنا لا يعترفون بشهادات اختصاصاتنا العربية.. لم أحصّل دخل أخصائية عاينتْ من المرضى ما يفوق عدد شعر رأسها بل بدأتُ من الصفر .. وقفت أمام نفسي للحظات و سألتها: -اختصاصي كان جميلاً.. اللغة العربية التي أتقنها لن أستخدمها.. هل سأعلنُ الهزيمة؟! وماذا عن حلمي الجميل الطفولي في أن أدخل أسرار الله في خلقه و أصبح طبيبة نفسية ..هل سأسمح للصعوبات أن تميته!..و تذكرتُ.. لو أنني لم أتابع العمل لما حصدت شيئاً.. و هكذا صفة "مكافحة" صنعت غدي... قررت أن أستمر، و فعلت :تطوعت للعمل في مجال الطب النفسي، ثم أنهيت اختصاصيَن آخرين: في الطب الباطني الابتدائي و الاختصاص الحلم في الطب النفسي..برئاسة مقيمين في الطب النفسي .. تخرجت مع جائزة ديانا كوين لأنبل روح شافية و أفضل طبيب مقيم بإجماع التصويت.. و جائزة أخرى "التميز في تدريس طلاب الطب"-بعد أن كنت رئيس المقيمين الوحيد في تاريخ الجامعة الذي قام بوظيفة أستاذ جامعي بتدريس مقررات فصلية كاملة من الطب النفسي إلى الطب الباطني..- و بعد ذلك بحمد الله و فضل الأحبة أنهيت -تحت اختصاص- تخصص دقيق في الطب النفسي الجسدي/ النفسي الاستشاري.******في تجليّات للوقت لا تشبه بعضها، قصدت أكبر المشافي الأمريكية في مقابلات عمل، لدهشتي واستغرابي حصلت عل عقود متميّزة من الجميع دون استثناء!زارتني أثمان تعبي: بعد أكثر من عشرين سنة من العمل والدراسة في المجال الطبي، وكثير من المحاولات الفاشلة، من الكفاح، من الصبر.. بعد أن حاولت النطق باللغة الجديدة، بعد أن وضع مكرروا الصدفة معلوماتي الطبيّة تحت المجهر بسبب غيرة نساء، عنصريّة جهلة، نرجسيّة أساتذة..في تجليّات الوقت تلك علمت أكثر: أنه ما من قوة في الأرض تستطيع أن تقف في وجه طموحك إن أنتَ عزمت عليه وكافحت.. نحن أقوياء بإيماننا بضعفنا. ******في مساء صيفي يشبه الحب الأول، وصلتني تقييمات طلاب الطب الذين علمتهم في العامين الماضيين:كمّ الامتنان الهائل أذهلني، مع خطاب شكر من رئاسة الكادر التعليمي في كلية الطب: أول أستاذ يحصل على التقييم الممتاز في تعليم جميع المواد الطبيّة لطلاب الطب لمدة سنتين.قرأتها وبكيت.. أعلم أن وجودنا على هذه الأرض ليس إلا لمساعدة بعضنا بشكل أو بآخر.. الباقي كله وقت منتهي الصلاحيّة.. فلا تعيشوه.ثم اتخذتُ واحداً من أصعب القرارات في حياتي: الخيار كان بين عمليَن:الخيار الأسهل كان أن أبقى في الجامعة التي تخصصت في الطب النفسي فيها، بعرض استثنائي في الوقت والمال، كطبيبة نفسية، مساعدة بروفسور، ومساعدة مديرة تدريب الأطباء المقيمين في اختصاص الطب النفسي Associate program directorالخيار الأصعب كان أن أبدأ بداية جديدة في مشفى استثنائي، ولاية جديدة.. وأستمر في حلمي لمحاولة تغيير الطب النفسي.. تطبيعه بنكهة الثقافات المختلفة ومحاربة الوصمة.. مع دعم استثنائي في هذا المجال. هكذ انضممت إلى جامعة كاليفورنيا بعمل برفسور مساعد في الطب النفسي، أخصائية في الطب النفسي الجسدي/ الطب النفسي الاستشاري في كلية الطب البشريّ. تحديات كثيرة تواجهني، فأواجهها.. و أحمد الله على شرف المحاولة.. أنا أعلم أنني لم أقدم بعد ما يستدعي الفخر في مجال الطب، لكني أحاول، إن ميّز ضعفي شيء فهو: إيماني بالله و بقدرة الطب النفسي على تغيير الواقع و الوقائع... ******أنا بنت الطبقة المتوسطة و لا حدود لقلبي.. أسمع استغاثة الجائع و المريض بنفس الضمير بغض النظر عن لونه.. جنسه.. جنسيته.. دينه أو توجهه السياسي.. أنتمي إلى الحب وطناً و إلى الإنسانية ديناً .. و مذهبي بيّن لا يشبه موروث التقليد و لا يقلّد غربة المستحدث...يقولون كثيراً: إن كنتَ لم تفشل، فأنت لم تنجح قط..و الأصح أنه:كلما كان طموحك أكبر.. كلما فشلت أكثر.. لكن إخلاصك للطموح الكبير و استمرارك بالمحاولة سيجعل نجاحك مهما بَعُدَ قريب...لنحاول معاً يا أخوتي فإن وصلنا، فجهدنا كان كافياً و إن لم نصل فسنستمر..مازلتُ في بداية الطريق، بوجودكم و دعمكم مستمرةٌ.. بفضل الله قويّةٌ..و يريحني علمي بكوننا ذرات غبارٍ في محيط الكون.أنتم بوصلتي.. محبتي لكم جميعاً...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 06, 2019 20:49

December 31, 2018

كل عام و أنتم من الله أقرب

اختر من يريدك في حياته لأنه يحب سلبياتك و إيجابياتك.. ليس من يريدك لتملأ فَرَاغ تعليق أو خُرْمَ حياة... اختر من إن غبت عنه يخاف عليك.. وهو على يقين من كونك مشغول في إزاحة همك من طريقه. اختر من يستحضر عطرك في غيبتك، لا من يضخّم هفواتك... اقترب ممن يغني و يرقص.. فالمعقدوّن لا يعرفون بساطة الروح. كُنْ بذرة قمح إن حاول المشوهون رميك بالطين… كُنْ باب جامع إن أغلق محدثوا النعمة دكاكينهم في وجهك.. اقترب من الله و هو سيتكفل بقرب ناسه منك.. اقترب من العلم.. والعلم سيكفل لحياتك قمر الحظ! يارب ارزقنا الانتقائية غيمةً لا سراباً في اختيار من حولنا.. و الاستمرار في محاولة تحقيق الحلم مطراً على فشلنا و خيباتنا… يارب ارزقنا السعادة ريحاً تحرّك ضجرنا و يأسنا.. و ما السعادة إلا المقدرة على الصبر و الاستمرار.. كل الشكر للأهل و الأصدقاء الذين كانوا الغيم في صحراء الغربة… كل الامتنان لمن ساهم في طلوع قمر الحظ بعد نجوم محاولات فاشلة! كل المحبة لأصدقاء الصفحة الرائعين.. ولمن ساهم في استمرار نسيم السعادة.. لولاكم ما كنت… الحمد لله على شمس الصبر و الاستمرار.. الحمد لله على شمس الصبر و الاستمرار… من عملي الجديد : “ برفسور مساعد في الطب النفسي، أخصائية في الطب النفسي الجسدي/ الطب النفسي الاستشاري في كلية الطب البشريّ في جامعة كاليفورنيا: كل عام وأنتم عناوينُ الغيم..الريح.. القمر و الشمس.. كل عام و أنتم من الله أقرب.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 31, 2018 10:51

December 26, 2018

أحلام تفسّر القرآن!

لم تقترب الصدف من أحلام كما اقتربت منها الأمور المدبّرة.. كانت أحلام سيدة من خطط، عمل و استعدَ، فلم يدخل في قاموسها الحظ عن طريق الخطأ و لا بمحض الصدفة. عندما قررت أن تعمل درست اللغة العربيّة في عام، و تعلمت الجديد في فن التعليم.. ثم قابلت في كل المدارس الخاصة في المنطقة. لم تجد عملاً، لأنّ ما يسميه الغرب علاقات و ما يسميه الشرق واسطة لم يكن موجوداً في حياتها. بدأت بإعطاء الدروس الخاصة في اللغة العربيّة.. وعاشت حياة مملة إلى أن قررت التغيير، و التغيير عند المجديّن يستلزم أضعاف الجهد، فبدأت بتفسير القرآن.. في كل أسبوع تمسك آية و تفسرها بالاعتماد على أصول و قواعد اللغة العربيّة..بدأت بالآية القرآنية: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”. و فسرتها كالتالي: لا يحق لأحد أن يدعو إلى دخول الإسلام، بل يجب عليك بعلمك و أخلاقك أن تكون القدوة و المثل لأي شخص على هذه الأرض، هكذا تعطي الانطباع الصحيح عن دينك، و هكذا يريد الناس معرفة دينك أكثر.. أما من يحطوّن من قدرك و يهينوك فناقشهم باختلاف دون خلاف.. الحكمة سيدة معرفة الدين.استمرت أحلام تفعل هذا، إلى أن هدر المتطرفون دمها.. و هاجمتها الحريم: أنت امرأة لا يحق لك الكلام في الدين.. و شهّر بها الذكور: غبيّة تريد الشهرة…عندها بدأت مشوار البحث عن وطن بين سفارات الغرب، في عقلها كان النبيّ ابراهيم يقول لها: فعلوها بي.. ماأدراك ما يفعل الجهل و تكميم العقل.. في قلبها كان المسيح يقول: صلبوني و سامحتهم.. و في ضميرها كان الرسول محمد: شكراً يا أحلام لأنك تحميني من التشويه المكرر لصورتي و تحويلي إلى شخص آخر…هاجرت أحلام، و دخلت أمريكا في 2014.. و كانت محظوظة، فالحياة في أمريكا تسمح بحريّة التعبير -إلى حدّ ما- . عندما راسلت عليا للمرة لأولى كان الموضوع أكبر من مجرد تعريف بالنفس.. و عليا التي أغلقت باب قلبها من زمن و يأست من عودة العقول المغيّبة.. كان لأحلامها مع أحلام عمراً جديداً.اقرأ أكثر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.... يتنزّل القرآن على شعوب لا تفهم في الكنايّة؟-عليّ السوريّ- الجزء الثاني 10
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 26, 2018 10:07

December 23, 2018

أنتم العيد

في رمزيّة مولد المسيح من امرأة جليلة دون الحاجة للذَكَر يكمن مغزى كبير، لا يقتصر على الوحي ولا على حقيقة كون أرواحنا من روح الله…في رمزية مولد المسيح:كنايةٌ في مقدرة المرأة على الخلق الكامل..عبرةٌ حول مقدرة المرأة على التربية المثاليّة..حقيقةُ خروج العظماء من قلب الفقر..تعليمُ المقدرة على السماح و الغفران..في عيد الميلاد، لا تقتصر الاحتفالية على شجرة سروٍ ومعايدة أصدقاء..هي تضيء على كل من وقف إلى جانب المرأة و وثق بمقدرة النساء على الاستمرار..على كل من وضع رزق الفقير في صحن الأخير قبل أن يشتري هدايا لمن لا يحتاجون…على كل من تغاضى، سامح، وأبقى بابه مفتوحاً لصديقٍ احتاج مغفرة أو لغريبٍ احتاج فرصة…إن كنت مسيحيّاً و تبعت المسيح كدليل ورسول.. و إن كنت مسلماً و تبعت المسيح كرمز ونبي..أو كنت إنساناً و تبعت المسيح كعقل، قلب و ضمير..تذّكرْ الكنايات والعبر حول قصص تعاد كلّ يوم…أنتم العيد.. كل عام و أنتم بألف خير.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 23, 2018 10:17

December 22, 2018

البكاء للرجال

ابكِ كما لا يفعل أنصاف الرجال.. على حلمٍ لا يعرفه أشباه الرجال..على وطنٍ مزقه أرباع الرجال..أبكيت؟!-ها أنتَ تتصرفُ مثل رجل حقيقي من الآن..أما قلتَ لي يوماً:"تقول أمي: الرجال لا تبكي بصمت، بل تُحَدِّثُ البشرَ عن نعمةِ الدموع".من رواية " علي السوري" بقلم: لمى محمد"
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 22, 2018 12:16

December 16, 2018

هل تحتاجني؟

- كان ذكيّاً جداً من اخترع التقويم.. البشر في طبعهم يملّون، في غالبهم ينسون، وفي معظهم يحتاجون بدايات وهميّة جديدة. - كما أنّ القلة القليلة تعرف أن البداية تحدث كل صباح، و مع كل ّ شروق شمس، كذلك قلّة تحفظ المعروف ولا تتنكر لمن ساعد و ساند، الندرة تتذكرك في محنتك وتحفظ أسرارك في غيبتك. - الموضوع أكثر تعقيداً من ذلك.. انظر إلى البشر من حولك.. يلتموّن حول بعضهم في الأفراح، و عندما يدقّ الناقوس الحقيقي للحاجة يغيبون.. يخترع لاوعيهم أسباباً.. فتجد المساعدة الماديّة حلم، و المعنويّة منسيّة.- أخالفك هنا.. تغيب غالبيّة الناس عندما تشعر بالضعف.. أو الاكتئاب.. أو في أحسن الأحوال الحزن و الشّدة. الإنسان الغائب إنسان يحتاجنا.. يحتاج الدعم و الطمأنينة، و ربما بسيط السؤال: هل تحتاجني؟ هذا السؤال هو "كل عام و أنت بخير" الجملة الحقيقة لا الزائفة المكررة. - هذا ما قصدته، الجملة الذهبيّة في العلاقات: لا أريدك سعيداً فقط، بل أرحب بحزنك قبل فرحك.. بضعفك قبل قوتك.. بطلباتك قبل هداياك.. أنا أعرف أنك إنسان لا ملاك.. أنا لستُ ملاكاً أيضاً. أخبرني عندما تحتاجني. - بالعودة إلى العام الجديد، لا تلعنه، فالصباحات تختلف باختلاف الأحلام.و أعايدك: هل تحتاجني يا صديق؟من رواية علي السوري بقلم :" لمى محمد"
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 16, 2018 08:46

December 9, 2018

الطائرة الورقيّة...

عندما اقتربت الحرب منّي للمرة الأولى، كان الموقف مهولاً.. أحسست نفسي على سفينة في وسط محيط هائج ممتلئ بالجثث الميتة.. تطاردني و تطلب مني سبباً:لِمَ بقيتِ أنتِ هنا فيما أكل القرش يدي؟كيف تقبلين حياتك و طفلي خرج و لم يعد؟ماالذي دفعتهِ قرباناً أنا دفعتُ عينيّ؟أتُسَّميِّنَ الغربةَ كربة؟ أنا أسمي الوطن المقسّمَ غربة؟ من وقتها والأيام تمضي متشابهة.. الجثث الطافيّة في الماء تقترب مني و تحاول لمسي.. وفيما أحاول الهرب إلى أيامي المتشابهات.. ظهر هو على طائرة ورقيّة.. علي آخر نمط للرجال تخيلت التعلق به.. سألني إن أردت هجر السفينة، ورؤية المكان من فوق.. -من فوق؟ -أجل شاهدي الصورة كلها من فوق.. من المكان الذي ينظر منه الله…-استغفر الله…-افهميني الله عادلٌ جداً.. أليس كذلك؟ قلتُ: نعم-طيب.. افهميني لماذا يحدث كلّ هذا الخراب، ما السبب و ما الحكمة؟ -لا أعرف.. -تعالي و سأخبرك…رحلتُ معه فوق الطائرة الورقيّة.. شاهدتُ البحر يبتعد و يصغر، ليصبح كأس ماء صغير مليء بالجثث نقطاً رماديّة.. قلت في نفسي: سنشرب هذا الماء يوماً..أجل.. ستتشكل أجسادنا من أجساد من رحلوا.. هم يبقون هنا فينا.. في الروح ذكرى و في الجسد حياة.طرتُ فوق البلدان كلها.. سمعت أصوات بكاء.. ضحك.. صراخ.. تهليلات فرح و أشجان حزن…سمعت غيبةً.. نميمةً.. سمعت تشجيعاً.. ثناء.. طرت فوق أماكن الرقص.. دور العبادة.. المدارس و الملاهي…طرت فوق المطارات شاهدت الملايين يرحلون، و الملايين يعودون.. سمعت أُولى صرخات المواليد.. و آخر كلمات الوصايا…كان المشهد كاملاً و مهيباً.. و عندما التفت إلى الكتفين العاجيين ل علي ..لم يكن هناك.. و استيقظت.من "من المكان الذي ينظر منه الله- عليّ السوريّ: الجزء الثاني 9-"http://www.ahewar.org/debat/show.art....
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 09, 2018 11:16

November 24, 2018

تسعة و ثلاثون

مرت سنة أخرى لي على هذه الأرض، لم أكن أكثر من مراقبة وموّثقة لآلام الناس، أحلامهم المختنقة، وتلك التي تحتاج إنعاشاً...أمّا عني، فأذكر سنتي الماضية في لمحات:الأولى: في ليلة شتاء حزينة، زارني الحزن على هيئة طفل خائف، ورأيت بأم عيني قريباً عزيزاً على قلبي، يبدأ رحلةً لا تشبهه، رحلةً فرضت على هدوئه حمل السلاح، على علمه تكتيك الحرب، وعلى نقائه ذعر الموت.. قلت للحزن أهلاً، ليست المرة الأولى التي تحضر فيها، لكنك تعلم تماماً أنك لن تحتلّ كامل المكان.الثانية: في صباح ربيعيّ يحكمنا بالاستمرار، زارني الموت على هيئة عجوز مريض، لم تكن زيارته الأولى، فمنذ بداية الحرب في العراق، ثم سوريا.. لم أعرف للأمان رائحة، وعلى الرغم من بعد جسدي عن تلك البقاع، ظلّت روحي مسافرة بين هنا وهناك.. إلى أن سكن الموت بيت طفولتي وهدّد أقرب الناس إليّ.. عندها ظلت روحي هناك.الثالثة:في تجليّات للوقت لا تشبه بعضها، قصدت أكبر المشافي الأمريكية في مقابلات عمل، لدهشتي واستغرابي حصلت عل عقود متميّزة من الجميع دون استثناء!زارتني أثمان تعبي: بعد أكثر من عشرين سنة من العمل والدراسة في المجال الطبي، وكثير من المحاولات الفاشلة، من الكفاح، من الصبر.. بعد أن حاولت النطق باللغة الجديدة، ووضع مكرروا الصدفة معلوماتي الطبيّة تحت المجهر بسبب غيرة نساء، عنصريّة جهلة، نرجسيّة أساتذة.. في تجليّات الوقت تلك علمت أكثر: أنه ما من قوة في الأرض تستطيع أن تقف في وجه طموحك إن أنتَ عزمت عليه وكافحت.الرابعة:في مساء صيفي يشبه الحب الأول، وصلتني تقييمات طلاب الطب الذين علمتهم في العامين الماضيين:كمّ الامتنان الهائل أذهلني، مع خطاب شكر من رئاسة الكادر التعليمي في كلية الطب: أول أستاذ يحصل على التقييم الممتاز في تعليم جميع المواد الطبيّة لطلاب الطب لمدة سنتين. قرأتها وبكيت.. أعلم أن وجودنا على هذه الأرض ليس إلا لمساعدة بعضنا بشكل أو بآخر.. الباقي كله وقت منتهي الصلاحيّة.. فلا تعيشوه.الخامسة:عندما اتخذتُ واحداً من أصعب القرارات في حياتي: الخيار كان بين عمليَن:الخيار الأسهل كان أن أبقى في الجامعة التي تخصصت في الطب النفسي فيها، بعرض استثنائي في الوقت والمال، كطبيبة نفسية، مساعدة بروفسور، ومساعدة مديرة تدريب الأطباء المقيمين في اختصاص الطب النفسي Associate program directorالخيار الأصعب كان أن أبدأ بداية جديدة في مشفى آخر، مدينة أخرى.. وأستمر في حلمي لمحاولة تغيير الطب النفسي.. تطبيعه بنكهة الثقافات المختلفة ومحاربة الوصمة.. مع دعم استثنائي في هذا المجال.السادسة:كنت أعلّم طفلتي القراءة، قلت لها: العلامة التي تحصلين عليها غير مهمة، عمرك ثمانية، آن الوقت لتحاولي بأقصى جهدك، ولا تهم النتيجة.. المهم المحاولة...احتضنتني ألما:-ماما أنت تعملين كثيراً، في المنزل، في المشفى وفي الكتابة.. أظنّ أنّ حياتك ثلاث حيوات – عمرك ليس تسعة وثلاثون.. عمرك تسعة وثلاثون ثلاث مرات...السابعة:عندما بدأ موقع الطب النفسي الاجتماعي بالانتشار، وبدأت تصل إليه مئات الحكايا والاستشارات النفسيّة، فرحي الأكبر كان وأنا أرى الطب النفسي يزدهر في أوطان تحتاجه، والوعي حوله يكبر ويزيد.. في أول ساعة ومع أول تقريرعن فعالية الموقع:أحسست أن الحزن الذي يزورنا عميد استمرار..الموت الذي يذكرنا بقصر الحياة أستاذٌ يعلمنا التحدي..الإرادة التي تستخدمها في الكفاح تغزل لباس الستر الحقيقي: علمك واستمرارك في التعلم.القرار الأصعب هو الأصح دائماً...الحياة لا تقاس بعدد السنوات، قد تعيش ربع حياة إن استسلمت، وثلاثة حيوات إن أنت استمعت إلى روح الله فيك...شكراً لجميع من مرّ في حياتي في العام الماضي.. شكراً لمن استمر في حياتي من سنوات..شكراً لمن اختاروا الرحيل وترك الباب مفتوح.. ولمن خرج وأغلق خلفه(البيبان).الحب –ليس إلّا لكم جميعاً...لمى محمّد
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 24, 2018 11:32

November 20, 2018

طلع البدر.. "العقل" علينا

نعرف النبيّ محمد من ثلاثة مواقف: الأول: عندما رفض السائد و المتعارف عليه، و لم يعبد الأصنام، بل حطم الموروث بالعقل. الثاني: عندما تزوج امرأة عاملة و ساعدها على النجاح و الاستمرار. الثالث: عندما لجأ إلى سماحة الدين المسيحي و هرب من أقربائه الكفرة إلى أهل الحبشة.المؤمن الحقيقي هو من يستخدم عقله في كل شيء.. يحترم المرأة و يساعدها على النجاح، و يعلم تماماً أن الإنسانية هي أمّ الأديان و الأصيل من أيّ دين هو الملجأ بعد الله. عيد مولد نبوي كريم على كلّ من احترم الرسول بأفعاله قبل أقواله. الصورة المرفقة أخذتها من الطائرة.. يلتقي المحيط مع السماء، و يصغران أمام روح الله فيك...كل عام و أنتم بخير أخوتي. لمى محمد
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 20, 2018 05:24