أحلام تفسّر القرآن!

لم تقترب الصدف من أحلام كما اقتربت منها الأمور المدبّرة.. كانت أحلام سيدة من خطط، عمل و استعدَ، فلم يدخل في قاموسها الحظ عن طريق الخطأ و لا بمحض الصدفة. عندما قررت أن تعمل درست اللغة العربيّة في عام، و تعلمت الجديد في فن التعليم.. ثم قابلت في كل المدارس الخاصة في المنطقة. لم تجد عملاً، لأنّ ما يسميه الغرب علاقات و ما يسميه الشرق واسطة لم يكن موجوداً في حياتها. بدأت بإعطاء الدروس الخاصة في اللغة العربيّة.. وعاشت حياة مملة إلى أن قررت التغيير، و التغيير عند المجديّن يستلزم أضعاف الجهد، فبدأت بتفسير القرآن.. في كل أسبوع تمسك آية و تفسرها بالاعتماد على أصول و قواعد اللغة العربيّة..بدأت بالآية القرآنية: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”. و فسرتها كالتالي: لا يحق لأحد أن يدعو إلى دخول الإسلام، بل يجب عليك بعلمك و أخلاقك أن تكون القدوة و المثل لأي شخص على هذه الأرض، هكذا تعطي الانطباع الصحيح عن دينك، و هكذا يريد الناس معرفة دينك أكثر.. أما من يحطوّن من قدرك و يهينوك فناقشهم باختلاف دون خلاف.. الحكمة سيدة معرفة الدين.استمرت أحلام تفعل هذا، إلى أن هدر المتطرفون دمها.. و هاجمتها الحريم: أنت امرأة لا يحق لك الكلام في الدين.. و شهّر بها الذكور: غبيّة تريد الشهرة…عندها بدأت مشوار البحث عن وطن بين سفارات الغرب، في عقلها كان النبيّ ابراهيم يقول لها: فعلوها بي.. ماأدراك ما يفعل الجهل و تكميم العقل.. في قلبها كان المسيح يقول: صلبوني و سامحتهم.. و في ضميرها كان الرسول محمد: شكراً يا أحلام لأنك تحميني من التشويه المكرر لصورتي و تحويلي إلى شخص آخر…هاجرت أحلام، و دخلت أمريكا في 2014.. و كانت محظوظة، فالحياة في أمريكا تسمح بحريّة التعبير -إلى حدّ ما- . عندما راسلت عليا للمرة لأولى كان الموضوع أكبر من مجرد تعريف بالنفس.. و عليا التي أغلقت باب قلبها من زمن و يأست من عودة العقول المغيّبة.. كان لأحلامها مع أحلام عمراً جديداً.اقرأ أكثر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.... يتنزّل القرآن على شعوب لا تفهم في الكنايّة؟-عليّ السوريّ- الجزء الثاني 10
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 26, 2018 10:07
No comments have been added yet.