عبدالعزيز السويد's Blog, page 4
April 17, 2018
القدس في القمة
لم تستغل قضية القدس مثلما استغلت من قبل نظام خامنئي وأعوانه من أشباه العرب المدججين بالخطابات النارية والوعيد والتهديد «الإعلامي» لإسرائيل. المزايدة على القضية الفلسطينية والقدس من أولويات خطاب النظام في طهران منذ ثورة الخميني، لكنها لا تتعدى الخطابات والتصريحات، أما الأفعال على الأرض فهي تعمل بشراسة لتقويض وإجهاض أي فرصة للسعي في استرداد حقوق الفلسطينيين، وتعمل بدأب على زعزعة الاستقرار في كل دولة عربية تطالها، يعاونها بعض من الفلسطينيين ممن خنع لخامنئي وأصبح أداة مطواعة في يده، ليختص في إصدار بيانات التأييد المبطن للعدوان الإيراني.
استعادة قضية القدس وفلسطين إلى واجهة المشهد السياسي عربياً في قمة الظهران، وإعادة التأكيد على المواقف التاريخية الثابتة للمملكة تجاهها، ضربة معلم أصابت هدفها، ونزعت من نظام طهران وعملائها سلاحاً دائماً ما تستغله للاستهلاك الإعلامي.
سنوات سبع فضحت حقيقة «الممانعة»، لتحدد بوضوح لا يقبل الجدل وجهة وأهداف المليشيات الطائفية التي زرعتها إيران في الدول العربية، فالقدس والقضية الفلسطينية ومواجهة «قوى الاستكبار» ليست سوى شماعة كسبت بها عواطف السذج، والواقع الدامي يشهد في سورية واليمن والعراق كيف استطاعت إيران بهذا اللباس إخفاء هدفها الاستراتيجي، ومَنْ لم يستيقظ بعد كل هذا الدمار لن يستيقظ، ولا يصح أن ينظر إليه على أنه جزء من الجسد العربي المشتت، بل هو جزء دخيل مزروع ولاؤه لإيران ولا يملك لا رغبة ولا قدرة على تغيير هذا الولاء.
April 16, 2018
نظام إرهابي لا يُمس
الغرب لا يريد إطفاء لهيب الحرائق في سورية بل تغيير لون اللهب، ليس هدفه تغيير النظام ولا إزاحة نظام الأسد ولا زيادة التوتر!
هذا معلن بصريح العبارة، ولم يجد بعد البعض من تعليق على الضربة الجوية الغربية لمواقع لجيش نظام الأسد في سورية أو تخريج لها سوى أنها رسائل إلى روسيا. لكن أين إيران من كل هذا؟
نظام طهران في سورية أكبر المستفيدين مما يحدث وأقل المتضررين، ولم يمسه سوء من القصف الصاروخي الأخير ولا ما سبقه، على رغم أنه يشارك بالعدة والعتاد نظام الأسد الكيماوي منذ سنوات في القتل والتهجير، مستقدماً ميليشيات المرتزقة الطائفية لإنقاذه، مستمراً بخرق قرارات مجلس الأمن في اليمن.
تبدو إيران غير مرئية في المشهد الصاروخي، وكأنها ليست «أساس» البلاء، تبدو مثل ضيف شرف مطلوب من كل الأطراف الفاعلة.
يبني نظام طهران في سورية مستوطنات إيرانية ويزرع المستوطنين الجدد من أفغانستان وإيران في أرض السوريين المهجَّرين ويمارس التطهير الطائفي والعرقي، وكل هذا لا يمس ولا تأتي قرارات أممية على ذكره. هذا التعامي الغربي على ما تفرضه إيران من أمر واقع، مع عدم المساس بقواتها المنتشرة في معظم أراضي سورية ودعمه للإرهاب العابر للحدود في أكثر من دولة ماذا يعني؟
ما يجري من تعامٍ غربي ومساندة روسية لا يستهدفان في المحصلة سوى تمكين نظام طهران من الأرض السورية، استكمالاً لما جرى في العراق، وسواء أكان هناك خلاف حول بقاء الأسد أم إزاحته، فإن غير المختلف عليه هو بقاء حضور نظام طهران وسيطرته على سورية.
April 15, 2018
ضرب الحبيب
بعد كل هذا الشحن الإعلامي «العنتري»، كشفت الضربة الصاروخية الغربية عن حقيقة الموقف الغربي (الأميركي – الأوروبي) حول ما يحدث في سورية من قتل وتهجير منذ سبع سنوات، اتجهت الصواريخ إلى مواقع تم إخلاؤها، حددت مسبقاً واتفق عليها في الاتصالات الساخنة بين واشنطن وموسكو.
ارتاحت الأخيرة وحفظت واشنطن ماء وجه رئيسها، وخرج النظام في دمشق «مقاوما» وحصلت طهران على ذخيرة إعلامية حول «قوى الاستكبار»، تستخدمها في الداخل الإيراني وفي وسط المحيط المخدوع بها.
لم تحدث حرب عالمية ولن تحدث، لأن الاتفاق على تفريغ سورية من سكانها «العرب السنة» قائم وهو الهدف الكبير الذي يراد إنجازه، والأداة ميليشيات إيرانية على الأرض «محصنة من الضربات»، وفي الجو قوات روسية، كل هذا مغلف بنفاق غربي ملون بالشجب والتنديد.
رسالة الضربات الصاروخية لنظام الأسد ونظام خامنئي تقول «اقتل، ولكن لا تستخدم الكيماوي فهو سلاح قديم يعكر مزاج شعوبنا المتقدمة، ويعري اتفاقات دولية لحظر استخدامه تم التوقيع عليها.. اقتل بأي سلاح، استقدم من شئت من الميليشيات الطائفية، وطّن الإيراني والأفغاني في أرض سورية، وإذا رفض أهلها الهجرة بالباصات قم بتهجيرهم بقصفهم بالطائرات، لكن لا تستخدم الكيماوي فهو سلاح قديم معيب عفى عليه الزمن ونحن في القرن الـ21 هناك أسلحة أكثر حداثة.
أعلن الغرب صراحة أن هدفه ليس نظام دمشق «ولن يكون»، وعلى رغم أنه المسؤول بالشراكة مع نظام خامنئي عمّا آلت أليه الأوضاع في سورية والمنطقة العربية.. أعلن الغرب بالضربات الجوية أن الانسان السوري مسموح قتله وتهجيره، الخلاف فقط على نوع السلاح المستخدم.
أحياناً ضرب الحبيب
بعد كل هذا الشحن الإعلامي «العنتري»، كشفت الضربة الصاروخية الغربية عن حقيقة الموقف الغربي (الأميركي – الأوروبي) حول ما يحدث في سورية من قتل وتهجير منذ سبع سنوات، اتجهت الصواريخ إلى مواقع تم إخلاؤها، حددت مسبقاً واتفق عليها في الاتصالات الساخنة بين واشنطن وموسكو.
ارتاحت الأخيرة وحفظت واشنطن ماء وجه رئيسها، وخرج النظام في دمشق «مقاوما» وحصلت طهران على ذخيرة إعلامية حول «قوى الاستكبار»، تستخدمها في الداخل الإيراني وفي وسط المحيط المخدوع بها.
لم تحدث حرب عالمية ولن تحدث، لأن الاتفاق على تفريغ سورية من سكانها «العرب السنة» قائم وهو الهدف الكبير الذي يراد إنجازه، والأداة ميليشيات إيرانية على الأرض «محصنة من الضربات»، وفي الجو قوات روسية، كل هذا مغلف بنفاق غربي ملون بالشجب والتنديد.
رسالة الضربات الصاروخية لنظام الأسد ونظام خامنئي تقول «اقتل، ولكن لا تستخدم الكيماوي فهو سلاح قديم يعكر مزاج شعوبنا المتقدمة، ويعري اتفاقات دولية لحظر استخدامه تم التوقيع عليها.. اقتل بأي سلاح، استقدم من شئت من الميليشيات الطائفية، وطّن الإيراني والأفغاني في أرض سورية، وإذا رفض أهلها الهجرة بالباصات قم بتهجيرهم بقصفهم بالطائرات، لكن لا تستخدم الكيماوي فهو سلاح قديم معيب عفى عليه الزمن ونحن في القرن الـ21 هناك أسلحة أكثر حداثة.
أعلن الغرب صراحة أن هدفه ليس نظام دمشق «ولن يكون»، وعلى رغم أنه المسؤول بالشراكة مع نظام خامنئي عمّا آلت أليه الأوضاع في سورية والمنطقة العربية.. أعلن الغرب بالضربات الجوية أن الانسان السوري مسموح قتله وتهجيره، الخلاف فقط على نوع السلاح المستخدم.
April 14, 2018
شاهد اعتراض صاروخ
الهوس بتصوير مواقع اعتراض وسقوط شظايا صواريخ الميليشيات الحوثية الإيرانية ليس له مبرر سوى سذاجة واستهتار بأهمية وخطورة تقديم هذه المعلومات للعدو. إيران عدوة والحوثي عدو وكل المتعاطفين معهما الظاهرين والمندسين، فهل من المعقول أن تتحول إلى ما يشبه جاسوس متطوع للأعداء؟!
هذا الهوس أساسه البحث عن الأضواء ولفت الانتباه وحصد المتابعين وأيضاً اللقافة، وإلا فما الفائدة التي يجنيها شخص صور ونشر وآخر سارع بوضعها في حسابات التواصل مع دعاء بأن يحمي الله الوطن؟! فما هو دورك أنت في حماية الوطن، ألا تستطيع كبح جماح رغبتك في الانتشار لأجله؟
ومن المستغرب أنه لم تقم جهة رسمية بتجريم هذه الممارسات على رغم كل الضخ الإعلامي التوعوي والتحذيري القانوني أحياناً من سوء استخدام وسائل التواصل في ما يخص خصوصية الفرد، فكيف بمعلومات ينتظرها العدو ليعيد استخدامها في حربه الإعلامية النفسية ويخطط مستفيداً منها لعدوانه العسكري.
إن التهوين من هذه الممارسات مرده التعود عليها، وهو مماثل لمن يسخر من قضايا خصوصية البيانات للأشخاص في حين يرفض مؤسس أكبر شركة عالمية «فايسبوك» تستغل بيانات الأشخاص، مشاركة معلومات شخصية «عادية» عنه مع الآخرين.
April 12, 2018
تأملات في التجربة
تفضّل نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإهدائي نسخة من كتابه «تأملات في السعادة والإيجابية». في الكتاب لمحة مكثفة عن تجربة تحديات التنمية في إمارة دبي، العقبات والإنجازات، وإذا تأملت واقع دبي الإمارة الآن، لا شك سيلفت نظرك حضور جيل جديد من الشباب الإماراتي على مختلف الصعد.
في منتدى «الإعلام العربي 2018»، أدار شبان وشابات الإمارات باقتدار تنظيم فعاليات منتدى هو الأشهر والأكثر استقطابا للإعلاميين، فالثروة الحقيقية هي جيل متعلم يعي الدور المنتظر منه، ويستوعب التحديات المتغيرة. في الكتاب، يرى الشيخ محمد بن راشد أن الأزمات إيجابية «نتعلم منها وتجبرنا على التواضع وتظهر أقوى طاقتنا»، وأن الإنسان الإيجابي يصنع حظه ولا ينتظر الحظ يبتسم له، وبعبارة صريحة يقول: «يقولون إن دبي ابتسم لها الحظ، وتهيأت لها الظروف، وتغيرت الأحوال لمصلحتها، وأنا أقول عندما يريدون التقليل من مجهوداتك فإنهم ينسبون نجاحك للحظ». ثم يقدم نبذة مختصرة عن وضع دبي سابقاً، إمارة صغيرة اقتصادها يقوم على تجارة اللؤلؤ الطبيعي، وبعد اكتشاف اليابانيين لتقنية تصنع اللؤلؤ وجد الناس أنهم بلا عمل وفقد الكثير منهم مصدر الرزق، وكيف عمل والده الشيخ راشد بدأب ونظرة استشراف بعيدة على مواجهة الأزمة ليواصل الشيخ محمد السير على دربه فتتحول دبي إلى مركز حيوي للتجارة العالمية يجمع بين الشرق والغرب. تميزت الإدارة في دبي بالأسبقية. إنها تسبق بخطوات وتبحث عن الجديد. وعن السعادة، فلا شك في أن حديث الحكومات عن السعادة أمر مستغرب، والشيخ في كتابه يستغرب استغراب البعض من هذا الحديث، وسبب استغراب البعض هو دور الحكومات الذي عرفوه وخبروه منذ ولادتهم، فلا يتوقعون تغيّر هذا الدور، فهو دور المتحكم، لكن للشيخ محمد في هذا طموح وتحدٍ يختصره بهذه العبارة البليغة «وظيفة الحكومة تمكين الناس وليس التمكن منهم».
«دبي الحاضر» شاهدة على الريادة الإدارية للشيخ محمد بن راشد، وإذا استطاعت الحكومات إشاعة وزراعة الرضا في وجدان المواطنين لتكون المساعدة والإرشاد والتمكين هدفها وصلب تعامل موظفيها مع مواطنيها، فهي من دون شك ستوفر الأمل وتحفز على العمل بسعادة.
April 11, 2018
الجرب في التعليم
كان الأطفال حينما يتخاصمون زمان، وتصل الخصومة حد الزعل، يقول أحدهم للآخر: «جرب».. وأحيانا «جريب» تصغيراً للجرب بحسب حجم الخصومة، وهو إعلان للقطيعة؛ فالمرض يحتّم عدم المخالطة، والخلافات بين الأطفال تفعل الفعل نفسه، فالجرب كان معروفا ومنبوذا من يصاب به.
فجأة ظهرت حالات من مرض الجرب في مدارس وتركزت عليه الأضواء، لتعلن حالات إضافية منه هنا وهناك، ويبدو أن تركز الأضواء على أمر ما أو قضية يزيد من حضورها، أو لنقل تشد الانتباه لها والبحث عنها ثم تسليط الضوء عليها، والمرض سببه حشرة تنتشر في البيئة غير النظيفة والملامسة، إضافة إلى استخدام أدوات المصاب بالجرب تنشر العدوى، وفصول المدارس «المزدحمة» من أن سب البيئات لذلك.
عدم الاكتشاف المبكر للمرض والتعامل معه، إضافة إلى إعلان حالات في مدارس أخرى مختلفة بعيدة عن بعضها، يؤكد وجود خلل في الجهاز العصبي لوزارة التعليم، كبر حجم الوزارة وتعدد المستويات الإدارية وتركز الاهتمام على ما يثار في الاعلام أو ما تثيره تصريحات الوزير في الإعلام، جعل المدرسة ركناً قصياً نائياً عن الوزارة الأم، ربما هذا سيعيد تفعيل ملف الصحة المدرسية وأهمية وجودها، فالطلبة أمانة في يد وزارة التعليم والمحافظة على صحتهم من مسؤولياتها، وإذا كان الجرب مرض يكشفه كثرة الحكة الشديدة وظهور البثور فإن الجرب الإداري صعب اكتشافه، لأنه متلون ويظهر بـ«زيٍّ» براق نظيف وقد يجد من يروج له على أنه علاج فعال.
April 10, 2018
العنوان الوطني
حملة مكثفة مع كل رسالة تقريباً على الهاتف الجوال من جهات مختلفة، أهمها البنوك وشركات مرافق عامة، وفي كل شاشة تطالعها تظهر لك مثل هذه الرسالة: «ضرورة التسجيل في العنوان الوطني وإلا…!، فالبنك على سبيل المثال يطلب المبادرة بالتسجيل «لاستمرار تعاملاتك البنكية»، والاشتراط واضح بما لا يدع للنفي أثراً في طمأنة المواطن الذي سيفكر أنه سيحرم من عصب الحياة، ما أدى إلى ارباك وارتباك.
ولأن الحملة ترسل زخات على الجوالات للجميع أدت إلى التشويش على من هو مسجل أساساً في العنوان الوطني ويتعامل به منذ زمن، وصار المواطن يتساءل؛ هل تسجيله السابق ثابت أم يحتاج إلى تجديد أو تحديث، وهل تسجيل عنوانه وصل إلى هذه الجهة أو تلك أم يجب عليه هو أن يثبته لهم ورقيا؟
«التقنية» في المفترض أنها تسهل الأعمال والتواصل ما بين الجهات والأفراد الذين تخدمهم، لكنها بالصورة التي أديرت بها حملة «التسجيل في العنوان الوطني» أدت إلى نقيض هدفها، فمن أسهل الأمور على الجهات الحكومية أو الخاصة إطلاق الرسائل.
إذا كان الفرد أو العميل أو المشترك، مسجل في العنوان الوطني فالمفترض ألا ترسل له رسالة ولا يطالب به عند دخوله حسابه في شركة أو بنك، ولا أعتقد أن هذا عصي تقنيا.
April 9, 2018
فضيحة في المريخ
مع أن وسائل الإعلام العالمية أولت اهتماماً كبيراً بالفضيحة الأخيرة لشركة «فيسبوك» التي طاولت بيانات أكثر من 80 مليون مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي، فإن جهاتنا الرسمية المعنية بالتقنية والاتصالات، من وزارة الاتصالات إلى هيئة الاتصالات، لم تتفاعل مع هذه الأخبار، وكأن الفضيحة حدثت في كوكب المريخ! وهو ما يشير إلى أن مدى اهتمام هذه الجهات بخصوصية بيانات مستخدمي وسائل التواصل من المواطنين والمقيمين في بلادنا اهتمام منخفض، إن وجد.
المفترض أن وزارة الاتصالات والهيئة التي تشرف عليها، هي الجهة المعنية بالعمل على عدم انتهاك بياناتنا، لكننا لا نرى أي حضور منها، فهل هي مطمئنة إلى الوضع، أم تعمل بالمثل الشعبي «الموت مع الجماعة رحمة»؟
من المتوقع أن فضائح الشبكات الاجتماعية العالمية من هذا النوع ستتوالى، بعد فضيحة «فيسبوك»، فخلال السنوات الماضية استخدمت وسائل التواصل الاجتماعية والإعلامية للاستقطاب السياسي والفكري، بما فيها التجنيد والترويج للجماعات الإرهابية، إضافة إلى «فخاخ» النصب المالي، من دون رد فعل نوعي من الجهات المعنية.
وقبل تفشي هذا، وقبل توسع الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، كانت مؤشرات مستقبل الإعلام وتغيراته واضحة للمراقب والمهتم، إذ فكرت أنا وعدد من الأصدقاء في أهمية إيجاد وسائل تواصل وإعلام رقمي لنا تحت إدارة محلية تنشأ من بلادنا، لتدير ولا تدار من الخارج، وبالفعل تم إجراء دراسة جدوى معمقة، مع خطط تنفيذية من خبراء في التقنية والإعلام، حول أحدث ما تم التوصل إليه، وتوقعات المستقبل وتوجهاته، لكنها للتنفيذ احتاجت إلى تمويل وإسناد، ولم يتحقق ذلك، على رغم محاولات حثيثة مع جهات رسمية وقطاع خاص لتبني الفكرة. في ذلك الوقت لم ير محفزا، فالقطاع الخاص يبحث عن ربح سريع، والقطاع العام كان في عالم آخر.
April 8, 2018
ثراء الحوثي الفاحش
في بلد تتناقل وسائل الإعلام أنه مهدد بالمجاعة، وتعقد المؤتمرات والدعوات لجمع المانحين لإغاثة سكانه. في اليمن، تم إحراق مخازن تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تقدر كميات المواد الغذائية فيها بنحو أربعة آلاف طن، وهي من منح الجهات الاغاثية العربية والعالمية، واندلع الحريق في الثالثة فجراً، وقالت الميليشيات الحوثية الإيرانية «إن الأسباب عرضية»، لكن مصادر قريبة من «برنامج الغذاء» شككت في هذه الرواية، وذكرت أن سبب الحريق فشل الحوثي في إطلاق صواريخ لاستهداف ناقلات للتحالف العربي.
وعلى رغم مرور أسبوع على إحراق مخازن الغذاء الاغاثية، لم يعلن برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة أنه بصدد تحقيق في الحريق ومن يقف وراءه، واكتفى بإعلان عزمه على تقييم الضرر؟ وهذا مثار تساؤل عن مسؤولية البرنامج العالمي عن أموال المانحين وحاجة الشعب اليمني.
التجويع واحد من أسلحة الميليشيات الحوثية الإيرانية، مثله مثل التهجير في كل مكان تغولت فيه أدوات إيران، لكن الإعلام والصحافة الغربية لا تسلط الضوء على جرائم الحوثي مثلما لا تسلطها على جرائم طهران.
السفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر في تصريح نشره موقع المشهد اليمني، اعترف قائلاً: «إن الصحافة الغربية تتحدث كثيراً عن ما يرتكبه التحالف من هجمات ضد المدنيين، لكنه نادراً ما يجد اخباراً أو مواد إعلامية تتحدث عن جرائم الحوثيين وما تسببوا به، وعن الفساد الكبير الذي أثرى قيادات تلك الجماعة ثراءً فاحشاً، إضافة إلى الكوارث التي تسببوا فيها من خلال زرعهم الألغام».
وما ذكره السفير هو جزء من جرائم الحوثي في حق اليمنيين قبل غيرهم، وهي تعدت ذلك إلى خرق قرارات أممية صريحة واستهتار بها.
من غير المستغرب أن تصبح عصابة انتهازية مثل قيادات الميليشيات الحوثية الإيرانية أكثر ثراء لحد أن يصفه دبلوماسي بمرتبة سفير، بالثراء الفاحش! وربما نجد مجموعة منهم في القوائم العالمية للأكثر ثراء على حساب تجويع وتشريد الشعب اليمني.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

