حسين العبري's Blog, page 4

December 25, 2010

شفاء


(دوران)ها هو عذاب النهار يبدأ وينتهي عذاب الليلوها هو عذاب الليل يبدأ بعد أن انتهى عذاب النهار.ذلك لأنها تدورولا يطالنا نحن من دورانها إلا دوارهاوغثيانها.
(صورة)هكذا حبيبتيقليلا إلى الوراء يدك للأمامارفعي رأسك بانحناءة لليمين وتشبثي بي واضغطي جسمك على الجدارحاذري قسوة الجدارولتكن صورتك على المرآة مائلة باتجاهيوليمر ضوء المصباح الأصفر على أهدابكحاذري شدة شعاعه دعيني أرى تداخل الضوء والعتمة على صفحة وجهكنعم هكذاهكذا تماماها أنا التقط صورتك في ذاكرتي لأضعها في معرض الأبدية.
(لا مبالاة)غير قادر على فهم نفسي:كل شيء يدلقني باتجاه الكآبة،الضباب الكبريتي يغلف جسمي،الأرض من تحتي سبخة متحركة،والسماء كيس بلاستيكي أسود يخنقني.أحس بنخز حراب الشيطان على قلبي،أحس بثقل وطأة العالم تتحدّر على كتفيّ.الناس وحوش تفغر أفواهها لي،والبنايات آلات تسعى لتدميري.كم من الطعنات يتلقاها كبدي كل يوم،كم من الطلقات تتخذ دربها عبري.مع هذا، فحين أفرش نفسي للنوم،وأغلق التيار عن وعيي،أتدحرج بلطف، وبلامبالاة، على عشبة الهدوء الدافئة.

(شفاء)بالأمس أدركتُ أن نفسي نسيتكِ،فقد مرت سيارةٌ تشبه سيارتكِ، ولها ذات لونها،وربما لمحت جانب وجهك فيها،لكنّ قلبي لم يراودني؛فلم ألقِ نظرة أخرى عليها.اعذريني إنْ قلتُ لك أنني شفيتُ منكِ،وإن كان هذا سيساعدك، ولو قليلا،فاعلمي أنّ مرضي بك أوشك أن يكون مزمنا!
(اللايقين)أحبكِ لكنْ..كان لي صاحبٌ أودعني سره وأودعته بعض قلبي،دهسته سيارةٌ ذات يومٍ وهو يعبر شارعا جانبيا،وها أنا أقترف الآن صديقا آخر غيره.وكان لي صاحبة قلت لها ذات مساءأن حياتي لها، فردت أن حياتها لي،ثم افترقنا،وها إنني بعدها أعيش حياتي بهناءة.وكنت ذات يوم على موعد لامتحان مهم،حسبت بأن مصيري يدور حوله، فرسبت فيه،وها إن نفسي تهيم على محور آخر.ليت شعري،كيف أصدق نفسي وأتيقن أني أحبكِ،وكل حياتي يغلفها اللايقين.أحبكِ لكنْ..لزمان محدد يطول ويقصر،وتحت ظروف محددة قابلة للتغير؛فكل يقيني رهين بما تكشفه اللحظات القادمة. 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 25, 2010 07:41

December 24, 2010

متفرقات


(فضول)أغراه الفضول لمعرفة العالم الآخر؛فأطلق على رأسه النار.أتراه عرف ما أراد، أم غرَّر به فضوله؟
(أسرار كبيرة)من يرقد في هذا القبر ليس أنا:لو كان أنا لما استطعت الحديث إليكم؛فقد وضع الله أسوارا وأبواب حديد صلبة،كان من كفاءتها أنها حجبت الأموات عنا منذ بداية الخليقة، من غير أنْ تُسجَّل حادثةُ هروبٍ واحدة.لا بد أنّ فيما بعد الحياة أسراراً كبيرة،وإلّا ما اتُخِذتْ هذه التدابير الصارمة.
(الحكمة)خذوا الحكمة مني،وانتم تعرفون من أين تؤخذ الحكمة:قانونيا، لا عذاب في القبر؛فلا ينبغي أنْ يُحكَم عليك قبل أنْ تُحاكَم،ومنطقيا، لا عذاب في الآخرة؛ فالعيش في الدنيا بذاته عذاب.
(في غرفتها)حين دخلتُ غرفتها،رأيت ما لم أرَ من قبل،وما لم يخطر على قلبي:نور الله يتنزّل في شفتيها، أنهار الجنة تنساب في رحيقها،دفء النار يشعُّ من قلبها.كان ثمة ملاك وشيطان،يحلِّقان في انسجام حول رأسها ورقبتها،وكنت أضغط على الزمن،ليمنح اللحظةَ الأبديةَ التي تستحقها.وها أنا، بعد كل هذه السنين،أتلمّسُ أخاديدها وحزوزها في ذاكرتي،فأرى الله لامعاً على نحرها.
(تلصّص)حين تكونُ أماميأغرقُ في الضجر الأبديِّ الذي تنزّه العادة،أما حين تتوارى خلف باب غرفتها،فإني أتلصّصُ حركاتها وعريها،منتشياً بجمال وحدتها المشع،دالفاً في تجاويفها اللدنة.علمُها بوجودي يُشظِّي كينونتها؛ فتفتح مشاهدَ مصطنعةً على خشبات تصرُّ،أما حينما أتوارى،كمُخرِجٍ علويٍّ غيرِ مرئيٍّ، فإنَّ كينونتها الحقّة تنفتح أمامي كزهرة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 24, 2010 11:21

December 20, 2010

اللامعنى


الحب، وقد عرفنا بعضه، غير مجدٍ.الحياة، وقد عشنا قسما منها، عقيمة.العالم، وقد خبرنا جزءا منه، كريه.الناس، وقد صاحبناهم زمنا، جحيم.ذواتنا، وقد ركبنا متونها، لا معنى لها.اللامعنى يحيط بنا،الفراغ يملؤنا.نحن مجرد تجاويف رخوة،هباءات ضائعة على شعاع ضائع.لا معنى لكل شيء لأنه لا يؤدي إلى شيء،لا معنى للأشياء لأنها تكتسب معناها منّا الذين لا معنى لنا،لا معنى للمعنى لأنه اختراع عقولنا لفهم الأشياء التي لا معنى لها.نبتدئ ثم ننتهي،نعيش ثم نموت.أجسامنا تعضٍّ هشٌّ بين ترابين،أرواحنا وجودٌ ذابلٌ بين عدمين.لو متنا الآن أو متنا غدا فإننا نموت ذات الميتة،لو ولدنا ولدنا في موعدنا أو ولدنا قبله فإننا نعيش ذات الحياة.ضعف طالبنا ومطلوبنا!



حين يخبرني أحدهم أنني جيد،أوقفه، وأقول له، ببطء: تمهلْ! أنت لا تعرفني كثيرا؛ فبي أشياء كثيرة سيئة.وحين يخبرني أحدهم أنني سيء،أوقفه، وأقول له، ببطء أيضا: تمهلْ!أنت لا تعرفني كثيرا؛فبي أشياء كثيرة حسنة.فالمهم بالنسبة لي ليس أن أكون جيدا أو سيئا،إن هاتين الصفتين إحالة للآخر؛إنهما تهمانه أكثر مما تهماني. أمّايْ فيهمني أن أكون عميقا وغزيرا وثريا وعديدا، ومتنوعا ومتعددا.وإنّ كلمتيْ جيد وسيء تبسيطٌ مخل لتعقيدي.باختصار: مهما قالوا عني فإنهم خاطئون،فأنا أكثر من هذا،  وأكثر من ذلك!


كلما ظهر نبيٌّ في زماننا،ضحكنا منه،ووصمناه بجنون العظمة، وسقناه إلى مستشفى المجانين.أليس هناك ولو احتمال ضئيل أن يكون أحدهم مبعوثا بحق؟
 •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on December 20, 2010 06:37

December 17, 2010

الغريب


في الطريق إلى الهيبرماركت،مشيت مثقلا بالعالم والحياة،غارقة ذاتي كانت في سوائل ليمفاوية لزجة،فقاعات أفكار سوداء كانت تنفثأ على حافة كأسي.حينها تقدم الغريب باتجاهي،وفي اللحظة التي مر فيها بي، في تلك اللحظة، لا غيرها،مررت به. (كما يحدث فقط في مصادفات الأفلام التي تسترهص حدثا مستقبليا ذا شأن)التقت عينانا لجزء من الثانية،وعرفنا بالغريزة وحدها، دونما جهد منا،أن نبعد جسدينا عن بعضهما خوف الاصطدام، ولم يصطدم كلانا كذلك بالجدار على جانبينا،ولا بالعربات من حولنا.في تلك اللحظة مر شعاع من الوعي حاملا أفكاري إليه وحاملا أفكاره إلي (ولكأن مخرجا سماويا كان يدير دفة حديث أمواج صامت).لم أعرف حينها، ولا أعرف الآن، لماذا أسرف الله ومنحه الوعي؟لم أكن أنا وحيد وعي؛ كان للآخر وعي أيضا:كانت له عينان تنبئان عن شيء قابع خلفهما، كانت له إرادة جنبته الاصطدام بي،كانت له رغبة في شيء ما، لأنه مشى في اتجاه ما.  بدت صورتانا متشابهتين على زجاج الهيبرماركيت،لم أعرف إن كانت كأسه تفثأ فقعات أفكار سوداء،ولم أستطع كذلك رؤية كأسي من النظر في الزجاج،بيد أن شبهه بي أوحى لي غرقه في أثقال الحياة والعالم وبدا مستنقعه لزج أيضا بسائل لمفاوي.لم أستطع حينها أن أفهم، ولا أفهم الآن،السبب الذي من أجله نتشابه.لكن، ويا للغرابة، تلبستني حالة من الرضا، شعور ناعم بالسرور، أيكون ذلك لأنني أدركت أن ثمة وعي آخر في هذا الوجود يتأذى مثلي؟أن ثمة من تثقله الحياة مثلي؟ أن ثمة من هو تائه مثلي؟لقد مر في اتجاهه، ومررت في ذات اللحظة،لا غيرها،في اتجاهي؛فلم يكن باستطاعتي إثبات عكس ما فكرت فيه،وهكذا ما أزال، حتى وقتي هذا، أجتر سرور ذلك اللقاء الغريب. 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 17, 2010 09:02

December 14, 2010

في ذم الرغبة


منذ غامر أبونا آدم ( إن كان غامر، وكان أبانا)،وأكل التفاحة (إن كان أكلها)،ونحن نتبع خطاه (إن كانت خطاه، ما لم نكن ضحايا جيناتنا)لاهثين وراء التفاح (أيا كان لونه):تفاح معلق لم يمسسه إنس ولا جان،تفاح غض مكنون في تلافيفه،تفاح ناضج متغير اللون يبين سلافه عبر غلافه، تفاح أكثر نضجا من أن يصمد لهوى الريح،تفاح متدحرج على الأرض يقطر،تفاح تنخره ديدان متعضية؛لا جديد في العالم،لا جديد فينا:كلما هبت ريحانتظرنا سقوط واحدة،كلما نضجت واحدةمددنا يدا للقطف، كلما تمايلت واحدةتمايلنا باتجاهها،لا جديد فينا:"العوق" هو "العوق"،والدودة هي الدودة!


تمنى شوبنهاور قدوم الشيخوخة،كان يريد فك أغلال الغريزة الرعناء،وينظر للعالم متقد الذهن،نافذا عبر تجاويفهبعد أن جفت عنها لزوجتها،ومحلقا فوق قممه بعد أن خفت أثقاله.الشيخوخة صعودنا في اتجاه الحكمة،خصاؤنا مما يشتتنا.في الشيخوخة نعرف أنفسنا التي طالما بحثنا عنها، بعد أن يكون القطيع قد اقتطع ضريبته منا،ولعبت بنا الجينات لعبتها الأبدية.  

قبل ان أنام...أصل هاتفي بالشاحن، وأصل الأي باد بشاحنه،وأترك اللاب توب موصلا بالكهرباء،والمودم موصلا باللاب توب، وأ غلق الباب الخارجي للبيت،وأغلق التلفزيون، و باب الثلاجة،وشباك النافذة،وأطفيء إضاءة الغرفة بعد أن أكون قد أغلقت بابها،  وأفتح جهاز التكييف، ومصباح القراءة،ثم أغلق عينيّ، وأطفيء وعيي،و أصل جسمي بالنوم، وأفتح كتاب الأحلام.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 14, 2010 13:01

December 10, 2010

رغبات


1ثمة شيء في عقلي أريد قوله لأحد،الفكرة التي عبرتني الآن أريد أن أكتبها،والموقف الذي حصل لي قبل قليل أريد أن أحكيه لأصدقائي.أريد تنفيذ بعض الأشياء المؤجلة:أريد أن أتشجع قليلا فأخبرها بحبي لها،وأن تتلبسني الجرأة فأنفث كرهي على وجهه.أريد أن اذهب لطبيب الأسنان ليرمم لي سنا منخورا.أريد أن اشتري هدية، وأجعل البائع يغلفها لي، وأرجع البيت لأفتحها بنزق.أريد أن أقرأ اللاطمأنينة لفيرناندو بيسوا،وأشراط الساعة لخالد الوهيبي.أريد أن أنشر كتابا جديدا.أريد أن تجمعني بالأصدقاء أربعاء أخرى.وعندما تحتدم في الرغبات وتتزاحم،وأحس فجأة أنني مفعم بالحياة،وعاشق لها إلى مالانهاية،حينها.. تنتابني فكرة الموت،فأخاف أن يداهمني بلا تهيئة، وأموت.. كما يموت الجمل، وعينه في الراكة.

 2بي رغبة أن أقود جيشا ضخما، يكون أوله في عمان وآخره في الصين،وأن أُسمَّى نابليون عمان،ومقدوني الخليج.بي رغبة أن أطوف حول البحر الأريتيري،وأتعلم لغة الأقوام الذين أمر بهم في جزرهم الضائعة في المحيط الهندي،وأسرق منهم أشجار النخيل والقرنفل،وأرسم خارطة تكون عونا للقراصنة من بعدي. بي رغبة أن أقود جيوش الغافرية وأفتك بالهناوية.بي رغبة أن أحرق البلاد كيما أجعل تربتها صالحة للزراعة، وأشق لها نهرا، وأجلب السحب والثلوج إلى جبل شمس، وأربي الأسود والنمورعلى جبل قهوان.بي رغبة أن أضع مقياسا دقيقا لخصائص الناس،وأرسم خطا عشوائيا عليه، وأقتل كل من يحصل على درجة أقل:فقط، حمدا لله أن مدّ حبل رغباتي وأبقى يدي مغلولة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 10, 2010 22:24

December 8, 2010

نساوة وابتهال


نساوة
لا أتذكر ما حصل بالأمس.كان الإثنين؛ فاليوم هو الثلاثاء.وقد ذهبت للعمل؛فالإثنين يوم عمل.ولا بد أني أكلت شيئا في الصباح أوالمساء؛ فأنا لا أشعر بالجوع الآن.وقد أخذت دش ماء قبل خروجي أو بعد وصولي للبيت؛ فليست رائحتي رائحة جسم بائت.وقد استعملت سيارتي، وإلا ما وصلت إلى مقر عملي،ولبست مصري ودشداشتي، وإلا كانوا أرجعوني إلى البيت،ولكان شيء ما من ذلك علق بذاكرتي.هل فعلت بالأمس شيئا خاطئا أو صائبا؟ ما يهم، إن كنت قد نسيته؟وحتى إن كنت فعلت شيئا خاطئا،فلا بد أنه كان خاطئا بدرجة بسيطة؛ لأني ما أزال طليقا.ماذا حدث أمس بالضبط؟لقد عشت حياتي؛ فأنا ما زلت حيا.ولعلي مارست أدواري؛فلا اختلاف في الأماكن والوجوه من حولي.لقد بدأ إحساس بالامتعاظ يندى داخلي،هل يجب عليّ أن أقلق؟ما يهم؟غدا سوف أكون قد نسيت أسئلتي هذه، وعلّي أن أفكر في أسئلة جديدة. لأتمنى فقط:أنني سأتوهم غدا أنني فعلت أشياء أجمل هذا اليوم!

ابتهال
عليّ أن أكون شاكرا في كل وقت،وعلى كل شيء:عليّ أن أشكر وجودي؛ فهو أفضل من عدمي،وأن أشكر صحتي؛فهي أفضل من مرضي،وأن أشكر السماء على نعمة النهار والشمس،والليل والقمر،عليّ أن أشكر مرضي؛ فهو أفضل من مرض آخر أكثر فتكا،علي أن أشكر التراب لأنه ينبت الشجر،والشجر لأنه يعطيني الثمر،علي أن أشكر البحر والسمك، علي أن أشكر قلبي لأنه يدق، ودمي لأنه ينبض،علي أن أكون ممتنا للحَب الذي آكل، والهواء الذي أتنفس،علي أن أشكر الألم الذي ينتابني؛ فهو يجعلني إنسانا أفضل،وسوء الحظ علي أن أشكره؛لأنه يعرفني معنى الحظ،والفقر؛ لأنه يعرفني معنى العوز،علي أن أشكر أبي أن جعلني ابناً، وأبوه أن جعلني حفيدا،  علي أن أشكر زوجتي أن جعلتني زوجا،وابني أن جعلني أبا، وابنه أن جعلني جدا، علي أن أشكر عقلي؛ لأنه ينير طريقي، وجهلي؛ لأنه يجنبني رؤية ما لا أفهم،وعلي أن أشكر أن أُعطيتُ اللسان الذي أشكر به،والقدرة على الشكر، والرغبة في الشكر،وعليّ أن أشكرني، لا، ليس علي أن أشكرني؛ فالآلة لا يجب أن تشكر إلا صانعها ومشغلها. 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 08, 2010 07:02

December 5, 2010

نارسيس


 تضاجع كثيرٌ من النباتات ذواتها،لذا تسمى ثنائية المسكن، بيد أن بعض العلماء يطلق عليها، شماتةً، اسم خنثى.
كان يمكن لنا أن نؤمن بسرعة، لو مُنِح الموتى تذاكر عودة من قبورهم،وعادوا يخبروننا ما رأوه في العالم الآخرمن ثواب وعقاب،بلا تآويل أو غموض.حينها لن نكون بحاجة إلى ملائكة ورسل وصحف وقرآين،أو أن نفك طلاسم الحياة والكون وسيكون الإيمان أبسط طَرْقَا،وأقل غيّا.لكن هبْ أننا أُعطيِنا طلبتنا،ألن نتمنى حينها شيئا آخر جديدا غير قابل للإتيان،حتى نؤمن أيسر وأسرع؟ثم،أليس المغزى ألا نكون جميعنا مؤمنين؟
هل يُغوي الشيطان الغاوين، أم أن الغاوين يَغوون من أجل أن يحقق الشيطان وظيفته، ويكون مُغوٍ؟ليس هذا سؤال تذاكي؛فوظيفة الشيطان وُجدت ثم غَوى بنو آدم،ونار الجحيم استعرتْ قبل أن يخطئ الإنسان.تالله إنها لمكيدة محكمة لولا تفنّدون!
لا يجب أن نُمجِّد كرة المطاط لأنها انتصرت لذاتها،ونطّت بعيدا عن الأرض عاصيةً مبدأ الجاذبية العظيم،فلو كان فيها ذرة من عقل لعلمت أنها مهما ابتعدت،  فإنها ساقطة؛لقد وُجِدت الجاذبية لتفرض إرادتها بالقوة.ليتنا فقط نتعلم منها الخضوع لجبروت الجاذبية،وندرك قصر باع مطاطيتنا.
أحبُ الشَعر على أناملي،وأنفخُ الهواء فيه لأمتطي حركته عليّ.وأحبُ أناملي، وأصافحها أحيانا بأناملي الأخرى،لأتحسسها وأنتشي  بقبضتي وملمسي.وأحب وجهي، وعينيّ وخديّ، وشفتيّ وجبهتي،وأحيانا أتغزّلُ بي على المرآة،وأُفاجؤني بقبلة،فينتفض فيني المُقبِّل والمُقبَّل.أحب ذاتي ونفسي،وأحب أناي وهُواي،وأحبُني: يا لها من جرعة حب كبيرة أتعاطاها كل يوم. 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 05, 2010 08:41

December 4, 2010

تعليقات


تعليقات على شذرات معاوية المعنونة بمجازات في الأنساق اللغوية:
تمهيد لم أجد أكثر صراحة من معاوية؛فكل ما في قلبه يتسلل إلى لوحة مفاتيحه،حتى أنه لا يحتفظ بشعرته.
 1الأنساق اللغوية، أحب أن أسميها الخطاباتلأبدو مثقفا وفاهما لفوكو ومن لف لفه.
 2حين أقول أنني سأفعل القهوة لاحقا فإني أقلل من تخصيصي اللغوي،فلا أقول أشربلكني أزيد من تقديري لذكاء محدثي،إذ لا يعني فعل القهوة إلا شربها.
3أجمل قول في إعجاز القرآن أنه قائم بالصرفةأي أن العالمين مصرفون عن الإتيان بمثلهوإلا لقدروا.
4حين أقرأ محمود درويش وأعجابه بالرخام وعروقه،أتذكر قول الشاعر العربي القديم:وساريتي بلنط أو رخام ترن خشاش حليهما رنينا.
5المجازات والاستعارات والتشبيهات تزلق اللغة إلى الفوضىيمكننا تسميتها اضطراب اللغة الإبداعي،فهي مثل البيوت التي نسكنها لكننا نحب دائما السكن في بيوت جميلة.فماذا تكون اللغة لولا جمالها.
6تظلم المترجمة الإنجليزية لغتها حين تقول انها لا تجد كلمة مناسبة لترجمة "هاعة"مثلما يظلم مذيعونا لغتنا حين يقولون أنها تعجز عن وصف القائد،كلا الخطأين تعليثة.
7سوف أقول شيئا ربما يغضب الآخرين، أو يحرف رؤيتهم، مع هذا يجب قوله:حين يقول المذيع العماني كلاما "خليجيا"،  فإنه يقول كلاما عمانيا؛فاللهجة التي نسميها "عمانية" الآن هي مجرد لهجة واحدة من عديد من اللهجات العمانية،كما أن الدشداشة "العمانية" هي لباس واحد من ألبسة عمانية متعددة، وحين يقوم الآخرون بغناء بعض الفلكلور "العماني" فإنهم يغنون فلكورهم أيضا.لأمط في كلامي بعض الشيء:اللغة السواحيلية والبلوشية والجبالية الشحرية والكمزارية واللواتية والأردية هي لغات عمانية بامتياز.
8بالنسبة للإعلام العماني وأنساقه اللغوية،حين يسخدم الإعلام الخطاب القرآني أو أي خطاب آخر، فلا ينبغي أن نلقي باللوم عليه ونبرئ أنفسنا ونبرئ المؤسسة التي تقف فوق الإعلام؛الخطاب الإعلامي ليس وليد ذاته،وهو ليس منقطعا عن خطاب الناس من جهة، وخطاب المسؤولين الأكبر ومسيسي البلاد، وإذا فإن كان الخطاب يتماشى مع البنية التحتية للمجتمع والبنية الفوقية للدولة ، فإنه ، بغض النظر عن كونه خطابا صائبا أو خاطئا ، خطاب مناسب.
9ليس دفاعا عن الشعراء الذين يكثرون من استعمال "أنا"،لكن المجتمع العماني، في أغلبه يحتاج إلى جرعة عالية من الأنانية والثقة بالنفس وقول أنا.
10يدخل الصمت دائما في الكلاشيهات العصرية:الصمت أبلغ من الكلامالسكوت من ذهب إن كان الكلام من فضة،هراء هراء، الكلام هو محدد الأشياء، الصمت يأخذ تعريفه من الكلام.
11كل كلام وكل فعل في النهاية هو مزيج من الوعي واللاوعي،فالحديث العادي لا ينطلق عادة من وعي تام،وإلا لأصبح الإنسان حذرا ودقيقا في كل كلمة يقولها، وهذا غير جائز بما للطبيعة الأنسانية من صفات.
12لا يجب أن يجرمنّنا شنآن قوم على ألا نعدل.
13هنا مثال جيد للتصدير:أنت لا تريد " الحافر على الحافر" لأنها تبدو قادمة من الغرب الأمريكي،وتريد قول درويش "توارد المصائر والخواطر" ظنا منك أنها أقرب،الحق أن "الحافر على الحافر" قادمة من الحصان والحمار والإبل التي هي  أشياء يومية معاشة،فهي إذا أقرب لنا من درويش.
14جيد أن يقول لك أحدهم انه سيفرحُ إنْ انتحرتَ،فهذا يعطيك سببا آخر للحياة.
15يظل للمرود والمكحل جمالهما اللغوي.
16على العموم مسألة تحسين النسل أمر جيد.
17يبدو أن الحزن سلاح يستخدمه بعض الكتاب لاستدرار العطف الأدبي.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 04, 2010 00:36

December 3, 2010

تعقيبات

تمهيد: هذه تعقيبات على شذرات وليد النبهاني المنشورة في مدونته تحت نفس العناوين:



أبواب
الباب الذي لا تأتي منه الريح ليس بابا.
الباب الموارب الذي نتجسس منه على آبائنا هو الذي يفضي بنا إلى النضج.
كلنا نعرف ما أمام الباب بيد أن معظمنا يجهل ما خلفه،
طبعا لا ينطبق هذا على الأبواب الزجاجية.
تُصنع الأبواب عادةً لمنع الدخول،
لكنها في السجون تصنع لمنع الخروج.
المشكلة فيمن يصنع أبوابا غليظة وكثيرة،
وهو لا يملك شيئا.
ليس كل ما يُدخِلنا إلى عالم العجائب جحرُ أرنب؛
فكلنا خرجنا من جحور غير أرنبية لنجدنا في هذا العالم العجائبي.
مضيق هرمز:
هل هو باب دخول الثروات للخليج،
أم باب خروجها؟
يمكن اعتبار طلقة بندقية على القلب أوالرأس مفتاحا للدخول إلى العالم الآخر.
الأبواب جدران متحركة.
دائما ما أفكر في السبب الذي من أجله يقف سبعة عشر حارسا على النار:
ألكي يقذفوا المتباطئين،
أم ليردعوا محاولي الهرب؟


أحمال
حمالة الصدرين السوداء تذكر وليد بنظارة طه حسين:
هذا تشبيه استاتيكي،
ومحصور في لون واحد.
حمالة الصدرين جناحا فراشة طائرة:
هنا أدخلنا الحركة، ولونّا المشهد،
ومنحنا الصدرين رغبة الانعتاق.


التلال اللدنة تحت العباءات السود عيون رغبة حامزة.

يتغزل العرب بالنساء الممتلئات،
النساء الممتلئات مغريات وهن متشحات بالعباءات.
حين تفلّت الغربُ من القوانين الفكتورية،
وخلعوا الملابس عن النساء،
أصبحوا يميلون للنحيفات.


كلنا يعرف قيمة اليد،
لكن ما قيمتها وأنت لا تحركها،
ما قيمة رجلك وأنت جالس؟
ولسانك وأنت صامت؟
ما قيمة جسمك وأنت نائم؟
ما قيمتك وأنت عاطل؟

نعم، كلٌّ منا يحمل في جسمه شيئا زائدا:
العضلات في رجل مفكر قد تكون زائدة،
والمخ في مصارع قد يكون زائداً.
هل نحن، بالتالي، أقل مواصفات لآلاتنا الجسمية، أم أننا مواصفاتنا الأعلى؟


الوطن كلمة مُضخَّمة حين تُمنَح تفاصيل الحكومة الزائدة،
أحب وطنية العجائز؛
لأنها بلا زوائد.


أنا أفكر إذا "أنا الخارجي" ليس أنا؛
فأنا مجموعة وجوه وأقنعة.


المنتحر عالقٌ في استعارة قاتلة،
إنه يظن أنه يقطع همومه بقط رأسه.


السلطة هي الوجه الآخر لعملة العبودية؛
فحين لا يجد الفرعون من يقف في وجهه يتفرعن.


ما يغيظني في علماء الآثار أنهم حتى الآن لم يكتشفوا شيئا عن سفينة نوح،
ما كان أسهل أن نُصدِّق لو فعلوا.


كؤوس
من يفتتح يومه بكأس ماء،
ومن ينهي يومه بكأس جعة،
ينتهيان كلاهما في دورة المياه.


مشكلة الطائرات أنهن يحملن أجسادنا أسرع مما يحملن أرواحنا؛
إذ تبقى أرواحنا في الأمكان التي غادرنها ملتصقة بجداران بيوت الحبيبات.


ما يغيظني في الالعاب أنهم يعطون الفائز كأسا؛
هذا عبث باللغة،
فماذا يجب أن يفعل الفائز بكأس.


نتشابه نحن والكلاب في أننا جميعينا
نلهث وراء عظمة الرغبة.


كان ينبغي لنا في كأس الخيلج 19 أن نسميه،
لإضفاء شيء من العمانية عليه:
كعبول الخليج.


يمكننا أن نشرب أي شيء طالما استعملنا الكأس الصحيحة؛
كأس الحمام مثلا يجعلنا نلاقي حتفنا،
وكأس الحب يسكرنا ويفقدنا صوابنا.


كل شيء يطير يحلق فوقنا،
لكنه كلما حلق بعيدا صغر في عيوننا.


كأس اللغة قابل للكسر والتشرذم،
وزجاجه قابل لإعادة الصنع.


عيون
المقص بسيط وفعال؛
فمنذ أن اخترعناه ونحن نستعمله.
ربما يكون ذلك لأننا حتى الآن لا نعرف كيف نُولِّد أنفسنا بدون شعر.


شبكة الصيد إنسانية أكثر منا؛
فمع أنها أداة قتل،
لكنها تسمح للسمك الصغير بالهرب ريثما يكبر.


القمر عين عند وليد،
وهو فتحة مؤخرة عند ميلان كونديرا،
الغريب أنهما كلاهما يظنان ان القمر فتحة من فتحاتنا.


حين رأيت المها لأول مرة لم تشدني عيناها، كما كان يجب لشاعر،
بل شدني ردفاها.


عين الحسود اخترعها الفقراء،
لكي يذكروا الأغنياء أن يمنحوهم بعض ما لديهم.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 03, 2010 04:07

حسين العبري's Blog

حسين العبري
حسين العبري isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow حسين العبري's blog with rss.